|
Re: عشوائية التخطيط وإهدار أموال الشعب(2) بقل� (Re: سيد عبد القادر قنات)
|
الأخ الفاضل / سيد عبد القادر تحية لكم وللقراء الأفاضـل الشكر كل الشكر على ذلك المقال الرائع ،، وقد وضعت الأصبع فوق الجروح ،، وسوف نجتهد في تناول جوهر الموضوع بنوع من الاختصار الشديد ،، لأن الإسهاب في الموضوع قد يدخلنا في متاهات شائكة تحتاج لصفحات وصفحات قد تطول لشهور وشهور !! ،، فنكتفي فقط بتلميحات قليلة تجاري عنوان المقال ( عشوائية التخطيط ) .
التجارب تلو التجارب أثبتت أن علة السودان منذ الاستقلال تكمن في ( عقلية الإنسان السوداني ) ،، عقلية تبني الأحوال والظروف على الإدعاءات ،، فهي تدعي المعرفة التامة ،، وتدعي المهارة وتدعي الشطارة وتدعي التفوق ،، وعند المحك نجدها عقلية فارغة تفتقد أدنى مؤهلات المهارة ،، والوصف الذي يطابق تلك العقلية هو وصف ( العقلية الغبية البليدة بدرجة الامتياز ) .
والمشاريع التنموية والخدمية في السودان منذ الاستقلال حين تقام لا تقام على دراسات جدوى ولا تقام على أسس علمية سليمة ،، بل تنطلق من منطلقات الاسترجال والحماسة العشوائية التي لا تجاري التخطيط السليم ،، مجرد أفكار حماسية غبية من أمخاخ غبية تدخل البلاد في أنفاق خاسرة خائبة .
كم وكم تبجحوا عند إنشاء ( سد مروي ) وقالوا أن ذلك السد بمواصفات تنتج ذلك القدر الكافي من الطاقة الكهربائية الذي يغطي حاجة كامل مناطق السودان ،، ثم يفيض ليغطي حاجة التصدير للدول المجاورة !! ،، مهزلة في الإدعاءات لتلك العقول التي توازي عقول الأطفال عند الحقيقة ،، وحينها ضحك العارفون لحقائق الأمور من تلك الضحالة والإدعاءات .. وصدق الجاهلون تلك المهـزلة ،، فإذا بالأيام تكشف حقيقة تلك المهزلة القاتلة التي تمثلت في العقلية السودانية التي خططت ونفذت ثم أدعت ،، والعجيب أن هؤلاء الناس الذين كانوا يتبجحون بذلك المشروع العملاق ( بحد زعمهم ) نجدهم اليوم يصرحون بغير خجل بأن المنتج من كهرباء كافة السدود بالسودان أصبح غير فعال وأن البلاد حالياَ تعتمد كلياَ على إنتاج الكهرباء عن طريق الطاقة الحرارية !!! ،، وهم بذلك يجتهدون لتبرير أسباب الإخفاقات التي لحقت أخيراَ في خدمات الكهرباء والمياه في البلاد ،، وتلك التبريرات البليدة الغبية كلها تمهيدات لزيادة أسعار الكهرباء والمياه ،، ويفترض عند تلك النقطة أن يحاسب المسئولون الذين خططوا ونفذوا مشروع سد مروي ،، ويجلبوا إلى قاعات المحاكم ليحاكموا أمام الشعب السوداني ثم يعدموا رمياَ بالرصاص !! .
وأي مشروع تنموي أو خدمي قام في السودان كان مصيره الإخفاق التام ،، بأسباب سوء التخطيط وعدم دراسة الجدوى ،، ورداءة الإدارة وبلادة القيادات ،، والشعب السوداني منذ استقلال البلاد يهدر المليارات والمليارات دون جدوى في مشاريع تنموية وخدمية فاشلة للغاية ،، وعجلات البلاد هي تلك الدائرة للخلف بسرعة الأضواء .. وما زالت تتحكم في مقاليد الأمور تلك العقول التي توازي عقول الأنعام والبهائم .
وما زلنا نكرر أن العيوب في الأول والأخير تكمن في إنسان السودان الذي يجيد الإدعاءات الفارغة ولا يجيد التخطيط من منطلقات علمية وعصرية حديثة فعالة ،، وفي الوقت الذي فيه تتقدم بلاد العالم نحو البناء والتعمير والرخاء والسخاء والحداثة نجد السودان ما زال يرضخ تحت ويلات التأخر والفشل التام في كل ألوانه المشاريع .
|
|
|
|
|
|