|
Re: ماذا يفعل السيد المهدي و السيد الميرغني ف (Re: لا تفتــح الجــروح)
|
الحياة قاسية ظالمة في سودان الأحلام ، يولد المرء فيه ليرضع الدموع ، ويفطم بالآهات والأنات ، ويعيش الحياة كلها في أتون الجحيم والحمم والمراجل والغلايات .. رغم تلك الواجهات التي تحمل كل تباشير الهناء والسعادة ، فتلك الأرض باسطة متنعمة خضراء ، ومكنونات باطنها هي كنز من كنوز العطاء ، وتلك الأنهر تجري في كل الأرجاء ، وتلك الأنعام تفوق عدد النجوم في كبـد السماء ، مجرد أهازيج وأناشيد وألحان تملأ الكتب والفضاء ، وخلال سنوات تعادل القرن من عمر الزمان استمر السودان بنفس المنوال الفاشل الحزين ، وبنفس الخطى الخائبة الذليلة ، وقـد ملت الآذن من سرد تلك التجارب السياسية الكئيبة الحزينة ، الرموز فلان وفلان ، والأحزاب فلان وفلان ، ونظم استبدادية وعساكر ، وفصائل متحاربة وجماعات ، ثم فصال وانفصال ، ومنقصات للأحوال ، فما فائدة وطن يملك المدلولات الوفيرة ثم لا يملك رجلاَ واحداَ من الرجال الأقوياء ؟، ذلك الرجل الذي يقود البلاد لبر الأمان ، وما فائدة الحياة في الوطن السودان والتغني به ليلاَ ونهاراَ والإنسان فيه يفني العمر كله في أتون الجحيم والويلات ؟ ، وما فائدة الأرض الخضراء والسودان في مقدمة الدول التي تشتكي من قلة وندرة الغذاء ؟، وما فائدة تلك الأنهار التي تجري في السودان والشعب السوداني يشتكي من العطش والظمأ وقلة الماء ؟ ، وهي تلك الأنهار التي تجري على بعد أمتار من الديار ، وما فائدة تلك الأنعام الوفيرة التي تملأ الحقول والسهول والأرياف والصحراء والسودان في مقدمة الدول التي تشتكي من الغلاء الفاحش في أسعار اللحوم ؟ ، وما فائدة تلك السدود والخزانات المائية التي تتبجح بها الحكومات المتعاقبة والكهرباء في السودان من أسوأ وأغلى خدمات الكهرباء في العالم ؟ ، وما فائدة تلك الوزارات والمصالح الحكومية التي بلغت الحدود الأقصى المعقولة في تعدادها والتي تعج بالجيوش من أبناء البشر ، تلك الجيوش التي تستنزف الرواتب والأجور والامتيازات الهائلة ؟، ومع ذلك فإن تلك الخدمات الحكومية تعـد من أردأ وأسوأ الخدمات في العالم ؟، وأسعارها تعـد من أغلى الأسعار في العالم ، وما فائدة تلك الجهات الرقابية التي تكلف خزينة الدولة مليارات الجنيهات والفساد المالي والعيني في السودان قد بلغ في الفداحة أعلى المعدلات المعروفة في العالم ؟ ، وإذا مكثنا هنا أياما وأياماَ ونحن نسرد تلك السلبيات القائمة في السودان فلن نصل لذلك الحد الذي يعني الشمولية ، ونلخص الأحوال بتلك الكلمة الصريحة الواضحة ، فالإنسان الذكي في هذا السودان هو ذلك الإنسان الذي يغادر الوطن بأهله إذا تمكن من ذلك في أول طائرة متاحة مغادرة ، ليعيش عمره بالكامل في بلاد الآخرين ، حيث هنالك حياة الهناء والسرور ، والإنسان الشقي المخدوع في هذا السودان هو ذلك الإنسان الذي ينتظر تحسن الأوضاع ، وينتظر قدوم الأحزاب أو ذهابها ، أو ينتظر رحيل البشير أو بقاء البشير ، وهو الذي يهدر الأوقات سداَ في الفارغة حيث تلك سلبيات وايجابيات الصادق المهدي ، وتلك سلبيات وايجابيات الميرغني ، وتلك سلبيات وايجابيات البشير ، وتلك سلبيات وايجابيات الترابي ، وتلك سلبيات وايجابيات فاروق أبو عيسى ، وتلك سلبيات وايجابيات محمود على حسنين ، وتلك سلبيات وايجابيات فلان وعلان ، فكل ذلك يدخل في خانة الضياع ، كما يدخل في خانة الأسباب التي حطمت وهشمت ذلك السودان ما بعد الاستقلال .
|
|
|
|
|
|
|
تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook
|
|