غربلة في الأوراق السودانية !! .. غربلة ما بعدها غربلة .. ونفض للغبار المتراكب عبر السنين والسنين .. ذلك النفض الذي أوجد الظلام والضبابية في كل صغيرة وكبيرة .. وقد اختلط الحابل بالنابل .. حركة عويصة طالت الصغيرة والكبيرة في السودان بدرجات قلبت الموازين رأساَ على عقب .. والمعمعة في الحروف المبذولة في هذه الأيام بذلك الإسهاب تقبل المصداقية حيناَ كما تقبل الافتراءات أحياناَ .. ونحن نعايش اليوم مرحلة تماثل العواصف الهوجاء في كل مسارات الوطن .. والسؤال الذي يفرض نفسه بإلحاح شديد هو : كيف ستكون النهايات والمآل ؟؟ .. وإلى متى الغوص في أعماق المجهول والكل يدعي أنه يعلم مكامن الداء ؟؟ .. في اللحظة التي فيها الكل يمدح هواه وليلاه ؟؟ .. إلى متى والكل يشير بأصابع الاتهام إلى الطرف الآخر .. لتصبح الأمور مجرد عواء ونباح لألسنة كلت وملت من كثرة القذف والتجريح والمدح والتقريع.. ومراسي الحياة بالنسبة للمواطن السوداني العادي الذي يريد أن يقضي العمر في ستر الحال أصبحت تلك الويلات من الأفعال وردود الأفعال !! .. وإذا كان البعض يرى أن تلك المرحلة كان لا بد منها في يوم من الأيام ويرى أن تلك المناخل لا بد أن تعمل في الإفراز والإسقاط فمن الذي يملك الحق في إسقاط الغير مفيد وإبقاء المفيد ؟؟ .. والكل يشتكي من الداء في الوقت الذي فيه الكل يدعي أنه يملك الشفاء .. وفي النهاية تكتشف الأمة السودانية أن الكل عاجز وأن الكل في حيرة يفتقد الدواء !!.. فتعالوا جميعاَ نتفق على حرق الأوراق القديمة بحسناتها وسيئاتها .. ونبدأ السيرة من جديد بخطوات عاقلة ورزينة وحكيمة .. بالتخطيط الواعي والبدايات السليمة .. دون فتح الماضي ودون نبش القبور ودون نكأ الجروح .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة