|
الحركة الإسلامية السودانية:بعد أن شيعها دكتور الأفندى لمثواها الأخير،ياتُرى أين سُتقَام سرادق العزاء
|
02:22 PM May, 15 2015 سودانيز اون لاين يوسف الطيب محمد توم- مكتبتى فى سودانيزاونلاين
بسم الله الرحمن الرحيم فى مقالٍ له بتاريخ:12/مايو/2015م بعنوان:الإسلاميون وجاهلية العنصرية-السودان نموذجاً،صوب د.عبدالوهاب الأفندى الإسلامى المعروف،صوب سهام نقده الحاد والهادف فى أنٍ واحد،على كل الحركات الإسلامية فى العالمين العربى والإسلامى،وخص حركته بالسودان بنصيب كبير ووفير من النقد،يمكن أن يقال عليه،إذا صح التعبير ،قد قبرها تماماًأو شيعها إلى مثواها الأخير،حيث أن العنوان وحده يكفى ،إذ أن تعامل الإسلاميون بعنصرية مع الكيانات التى تشاركهم الحياة فى بلدٍ واحد كالسودان،تخرجهم من ملة الإسلام وتجعلهم يعتقدون بدينٍ أخر خلاف الدين الحنيف الذى جاء به المعصوم صلى الله عليه وسلم ،ونأخذ بتصرف بعض الفقرات من المقال المشار إليه أعلاه،والذى يقول فيه الأستاذ الجامعى د.الأفندى:- (وأعقب ذلك التحالف مع القبائل "العربية" في حزام التماس مع الجنوب، ثم دعم وتسليح هذه القبائل، والتغاضي عن تجاوزات ميليشياتها. وقد مهد كل هذا لكارثة دارفور عبر اصطناع استقطاب عربي-افريقي على حساب اللحمة الإسلامية التي وحدت مسلمي السودان حتى تلك الحقبة. ولا تزال "جاهلية" الحركة المسماة إسلامية للأسف هي التي تشكل الساحة السياسة في السودان، وتنقل البلاد من كارثة إلى أخرى.
وعليه إذا كانت الحركات الإسلامية تحتاج في مجملها إلى أسلمة كما أسلفنا في مقال سابق، فإن الحركة الإسلامية السودانية تحتاج إلى "تطهر عرقي" بالبراءة مما بها من جاهلية، وأن تتوب إلى الله بالعودة إلى قوله صلى الله عليه وسلم: كلكم لآدم، وآدم من تراب).
لا شك أنَ د.الأفندى ليس هو عضو الحركة الإسلامية السودانية الوحيد،الذى قام بمغادرة الحركة بعد أن قام بكشف ونقد أفكارها وأساليبها والتى لا تمت بصلة مع ديننا الإسلامى الحنيف،إنما هنالك أعضاء كثر ولهم أوزانهم الأكاديمية والسياسية،وعلى سبيل المثال لا الحصر:(بروف/الطيب زين العابدين،بروف/حسن مكى،بروف مصطفى،بروف التجانى عبدالقادر ود.غازى صلاح الدين)ولكننا هنا نحمد لدكتور الأفندى مراجعاته الفكرية الهادفة،والتنظيمية الصادقة لحركةٍ تدعى أنَ دستورها الإسلام وهى كما يقول الإمام الصادق المهدى-رد الله غربته -(تؤشر للناس تُجاه اليمين وتجدها تذهب من إتجاه الشمال)ودوماً نراها تسلك مسلكاً،يخالف الكتاب والسنة وفى كل مجالات الحياة،فعلى سبيل المثال لا الحصر:قيامها بالإنقلاب على حكومةٍ شرعية،منتخبة بطريقةٍ ديمقراطية تتفق مع كل المعايير المرعية دولياً من شفافية ونزاهةٍ،وايَضاً قيامها بعد إستيلائها على السلطة بالقوة بفصل عشرات الألاف من الخدمة العامة(مدنين-عسكريين)وإستبدالهم بمنسوبيها،بل ضيقت الخناق على هولاء المفصولين ولم تسمح لهم بالعمل فى المؤسسات الخاصة او السفر خارج السودان،وبالرغم من أنَ هنالك ألاف القضايا أمام المحاكم إلا أنه حتى الأن لم يتم إنصاف مفصول واحد،مالكم كيف تحكمون؟فأهل الحركة الأن يعيشون حياةً مخملية من أكلٍ وشرب وسياحة عالمية ودراسة وعلاج للأهل والأبناء بالخارج ،بينما السواد الأعظم من السودانيين لا يجدون قوت اليوم ،وأبناءهم لا يستطيعون التعليم ولا يستطيعون العلاج بالداخل لضيق ذات اليد ،فأى دين هذا يستحوذ فيه الإمام أو المسئول على إمكانيات الدولة بيد أن رعيته يموتون من المسغبة والسقم وغيرها من المهلكات الكثيرة والمتعددة ،كذلك السياسة الرعناء التى كانت تمارسها الحركة الإسلامية سواء كانت الداخلية أو الخارجية،ففى الداخلية أدت هذه السياسة لإنفصال الجنوب،وهنا بلا شك تم توجيه نقد عنيف من الحركة العالمية الأم للحركة الإسلامية السودانية على هذا الفشل الذريع فى إدارة التنوع الدينى والعرقى داخل السودان الواحد.أضف لذلك الحروب الداخلية المستمرة والتى قضت على معظم إمكانيات هذه المناطق(دارفور-ج النيل الأزرق-جبال النوبة)سواء كانت بشرية أو موارد أخرى،والأن فى طريقها للقضاء على ماتبقى من لُحمة تجمع أبناء هذه المناطق بباقى مناطق السودان،وكذلك غلاء المعيشة وإنعدام الدواء للفقراء وأصحاب الدخل المحدود،وكذلك حصر التعيين فى الوظيفة العامة للذين ينتمون لهذه الحركة،فلا عبرة عندها بالمؤهل او الكفاءة،بل العبرة بالولاء فقط،أما السياسة الخارجية للحركة والتى كانت وماتزال غير متوازنة بل يمكن وصفها بسياسة اللاوعى،فالنماذج كثيرة ومنها الموقف من حرب الخليج (العراق -الكويت)وكذلك العلاقات غير المتوازنة وغير الحكيمة من جهة مع إيران والجهة الأخرى مع دول الخليج،وكذلك العلاقة غير الناضجةمع أمريكا والإتحاد الأُوربى،وفى الختام لا بد لنا من الإشادة بمقال الدكتور الأفندى لأنه من أوائل الإسلاميين الذين غادروا مركب الحركة الغارق او بالأحرى الذى يريد أن يبحر فى اليابسة،أى عكس نواميس الطبيعة والحياة،وهذا قطعاً ضد ما أراده الله خالق الكون لعباده. ونسأل أن يتعظ أهل الحركة الإسلامية من غيرهم من الحركات،وأن يصحوا من غفوتهم،فعقارب الساعة لا ترجع للوراء،وللسودان ربٌ يحميه وللدين الإسلامى من بعد الله رجالٌ علماءقائمون الليل ويصلونه بالنهار من أجل إعلاء قيم الدين الإسلامى الحنيف. وبالله الثقة وعليه التُكلان د.يوسف الطيب محمدتوم-المحامى mailto:[email protected]@yahoo.com
أحدث المقالات
- ظاهره الفراشه ورأس جبل الجليد ( دراسه تحليله لانتخابات ٢٠١٥) بقلم د. خالد السر البشير 05-15-15, 01:50 PM, خالد السر البشير
- نكتة سودانية قوية جداً عن الفلس والمفلسين! بقلم فيصل الدابي/المحامي 05-15-15, 01:48 PM, فيصل الدابي المحامي
- أبناء دارفور..(كشة)عنصّرية..وتصفيات جسَّدية..!! بقلم عبدالوهاب الأنصاري 05-15-15, 01:46 PM, عبد الوهاب الأنصاري
- مراجعات لغواصات الأخوان المسلمين العدو المندس و الثورة المضادة في العمل السياسي السوداني 05-15-15, 01:39 PM, بدوي تاجو
- الواقع الأبدي بقلم عماد البليك 05-15-15, 12:51 PM, عماد البليك
- وقفات مع المحتفلين بليلة السابع والعشرين من شهر رجب كتبها : د.عارف عوض الركابي 05-15-15, 12:49 PM, عارف عوض الركابي
- من هم الصوفية ؟ بقلم الكاتب الصحفى عثمان الطاهر المجمر طه / لندن 05-15-15, 12:42 PM, عثمان الطاهر المجمر طه
- الذاكرة و السياسة علاقة مليئة بالجدل بقلم زين العابدين صالح عبد الرحمن 05-15-15, 12:32 PM, زين العابدين صالح عبد الرحمن
- جمهورية الفلس الديمقراطية! بقلم مذكرات زول ساي/ فيصل الدابي/المحامي 05-15-15, 12:28 PM, فيصل الدابي المحامي
- أنهض ياشعب ألآنقسنا والبرونو ! شعر نعيم حافظ 05-15-15, 04:58 AM, نعيم حافظ
- حساب مفوضية حزب البشير للإنتخابات خُمس مُشكل. بقلم أمين محمَّد إبراهيم 05-15-15, 04:55 AM, أمين محمَد إبراهيم
- هل بالإمكان محاسبة السلطات السعودية عن جرائمها في اليمن دوليا؟ بقلم جميل عودة/مركز آدم للدفاع عن الح 05-15-15, 04:49 AM, مقالات سودانيزاونلاين
- مسادير فى رثاء عبدالله حماد ................................... بقلم سهيل احمد الارباب 05-15-15, 04:46 AM, سهيل احمد الارباب
- الإقليم السني في العراق، حاجة أمريكية تركية خليجية بقلم حمد جاسم محمد/مركز الفرات للتنمية والدراسات 05-15-15, 04:41 AM, مقالات سودانيزاونلاين
- شيوعي يا إسحاق!! بقلم صلاح الدين عووضة 05-15-15, 03:18 AM, صلاح الدين عووضة
- المعاليا والرزيقات.. المأساة المنسية! بقلم الطيب مصطفى 05-15-15, 03:16 AM, الطيب مصطفى
- الـ(بدون) الجُدد..!! بقلم عبدالباقي الظافر 05-15-15, 03:15 AM, عبدالباقي الظافر
- مهمة شخصية جداً..!! بقلم عثمان ميرغني 05-15-15, 03:14 AM, عثمان ميرغني
- هشاشة عظام ..!! بقلم الطاهر ساتي 05-15-15, 03:10 AM, الطاهر ساتي
- هذا يكفيني ,, انا سوداني !!!! انا سوداني !! بقلم عبدالباقي شحتو علي ازرق 05-14-15, 10:16 PM, عبد الباقي شحتو علي ازرق
- نحن والردى فى السودان الكليم! بقلم الفاضل محمد رفعت الدومي 05-14-15, 10:12 PM, محمد رفعت الدومي
- نحن والردى فى السودان الكليم! بقلم الفاضل عباس محمد علي 05-14-15, 10:07 PM, الفاضل عباس محمد علي
- درس مهم لقادتنا السياسيين من إنتخابات بريطانيا بقلم بابكر فيصل بابكر 05-14-15, 10:03 PM, بابكر فيصل بابكر
|
|
|
|
|
|