|
Re: أنت سوداني فأنت عبد، أنت من غرب السودان وج (Re: صــوت الحـــق)
|
في كل مراحل الدراسة وفي كل مراحل العمل وفي كل مراحل الحياة كانت الظروف تجمع أبناء السودان من جميع الجنسيات والقبائل في بوتقة واحدة دون ذلك الغل ودون ذلك البغض والكراهية .. وكم وكم جمعت الفصول الدراسية الأطراف من كل الجنسيات ، من الشرق والغرب والجنوب والشمال ، صداقات حميمة ولقاءات بمنتهى المودة والمحبة ، وما كان يخطر في بال أحد أن السودان فيه هؤلاء وهؤلاء ، إنما الجميع في مركب السودان إخوة وأشقاء ، ولكن مع الأسف الشديد هنالك نفوس مريضة ( هي بفضل الله تعالى قليلة في مقدارها ) تغلي بالحقد والغل في دواخلها .. وهي ناقمة وتحمل السواد في النوايا ، تبحث عن الفتن وتبحث عن عوامل الفرقة والشتات ، فهي في أعماقها تحس بالنقص وتحس أنها مضطهدة وتفقد الثقة في مقدراتها ، نفوس تعودت أن تولول ليلاَ ونهاراَ كما تعودت أن تسمع كلمات المجاملة والترضية من الآخرين ، وهي بخسة ودناءة تختفي تحت غطاء المظلمة ، بالرغم من أنها ظالمة لنفسها وظالمة للآخرين .. نفوس تريد أن تنام على فراش من حرير كالأمراء بحجة أنها مهمشة ثم تريد من الآخرين أن يركضوا في خدمتها ، نفوس لا تنقك من عقدة النقص في أعماقها ، تزرف الدموع كالفتاة اليتيمة وتريد من الآخرين أن يلبوا طلباتها بالمرصاد ، وذلك من سابع المستحيلات ، فالآخرون في مناطق السودان المختلفة ليسوا بذلك الغباء وليسوا بذلك الفراغ الذي يعني عدم توفر المشاغل لديها ، وأي شخص فوق أرض السودان في أية منطقة من المناطق مشغول بظروفه ، فهو يركض ليلاَ ونهاراَ ليكمل مشوار الحياة ، ذلك المشوار الذي يعني المعاناة والشقاء ، وليست لديها الأوقات في ترضية مرضى النفوس وترضية أطفال الساحات التي تعودت على الدلع ، والذي يريد أن ينهض بمنطقته وبعشيرته عليه أن يكد ويعمل ويجتهد ليلاَ ونهاراَ بالتخطيط والإنتاج ، ولا يتسول طوال العمر تحت غطاء التهميش ، فكل مناطق السودان بدون استثناء هي تعاني وتشتكي من ويلات التهميش ، ولكن الناس معادن ورجال ، وفي معظم مناطق السودان نجد هؤلاء الرجال الذين لا يضيعون أوقاتهم في البكاء والنحيب كما يفعل هؤلاء الضعاف ، فالاختلاف يتمثل في جوهر ونوع الإنسان في تلك المناطق .. فهنالك مناطق سودانية مهمشة نجد أن أبناءها في صمت يعملون ليلاَ ونهاراَ لإخراج مناطقهم من دائرة التهميش دون تلك الجرسة والولولة .. وهنالك مناطق أخرى مهمشة ولكن رجالها لا يجيدون غير الولولة كالنساء ليلاَ ونهاراَ ، ويتوقعون أن يأتي الآخرون من الخارج لإنقاذها من الويلات !! .
|
|
|
|
|
|