|
Re: لماذا ( هذا أو الانتفاضة)؟- أين السيناريو ا (Re: عثمان محمد حسن)
|
الأخ الفاضل / عثمان محمد فضل تحية طيبة لكم وللقراء الكرام . تحليلاتك فيها الكثير والكثير من تلك الحقائق وهي قاسية للغاية ، وخاصة حين تشير بأن ( الجماهير السودانية لا تثق في الحكومة ، وفي نفس الوقت تشك في المعارضة ) ، وهنا مربط الفرس ، ونزيدك إيضاحاَ بأن بالجماهير السودانية لا تشك فقط في المعارضة بل تعتبر المعارضة جزءَ مكملاَ في أسباب ويلات السودان ، وكما أشرت أنت تعودت المعارضة السودانية أن تختبئ عند المحك بمكر وخبث ، وحين تضيق الأحوال وتتأزم ظروف الحياة يثور هذا الشعب الكريم المغلوب على أمره وينتفض ، ويستشهد في سبيل الوطن ثم فجأة تبرز تلك المعارضة الهزيلة لتنقض على القصعة الجاهزة ، ثم تضيع البلاد بالولوغ في التناحر السياسي العقيم ، وتموت أحلام الانتفاضات والثورات في مهدها ، ليدخل الشعب السوداني في دوامة أخرى من الويلات مع الأحزاب ورموز الأحزاب ، ومن واقع التجارب السابقة مع الأحزاب السودانية منذ الاستقلال يستطيع الفرد السوداني العادي أن يضع اليد فوق المصحف الشريف ويقسم بالله صادقاَ بأن الأحزاب السودانية فاشلة وفاشلة في إدارة البلاد ، ولا توجد مثقال ذرة من الآمال في تلك الأحزاب ، ونفس الكلام يقال عندما تأتي سيرة تلك النظم الديكتاتورية ، والمحلل العميق لمجريات الأحداث يجد أن الخلفية في منتهى الخطورة في حال التفكير باللحاق بركب بلدان الربيع العربي ، وفي ذلك الجانب نجد تحليلاتك موفقة للغاية :
( حيث يلد النضالُ من أجل الحرية فوضى يصعب السيطرة عليها .. و كلنا نعلم أن الجيش المصري ( المتماسك) انحاز لمصلحة البلد، فاستسلم مبارك.. و نعلم أن بن علي أحس، قبل مبارك، بتحركات الجيش التونسي للإنحياز للشعب، فاستسلم .. أما في ليبياً فلم يكن ثمة جيش يعتد به.. كانت اليد العليا لكتائب القذافي.. و قد شهد العالم ما فعلت تلك الكتائب بالثوار الليبيين.. و ذلك أشبه بما هو كائن في سوريا حيث ولاء الجيش ظل في غالبيته مع النظام.. لذلك ما تزال براميل الموت تفجر المباني و لا يزال ملايين السوريون يتمنون أن يعود بهم الزمن إلى ما قبل تفجير الأوضاع في سوريا ..
( إن حال نظام سودان البشير من حال نظام ليبيا القذافي أقرب .. و ربما نافس حال نظام يمن علي عبدالله صالح في البطش و الخداع.. لا أحد يقبل الضيم و الظلم .. و القهر هما ما نعانيه في السودان .. و في ( الكمائن) ميليشيات جاهلة و جهولة مسلحة بأحدث الأسلحة و أكثرها فتكاً و تقتيلاً للمدنيين ,, سوف تقف و أصابعها على الزناد للفتك بكل خروج للمطالبة بالحرية و العدالة.. فاليد العليا لها .. و نصيب الجيش من التسليح لا يعدو أن يكون أسلحة تقليدية .. فميليشيات النظام ذات مهام أقرب إلى مهام كتائب القذافي : )
فأنت موفق كثيراَ في تحليلاتك تلك غاية التوفيق ، والحكمة العالية تقتضي بأن لا ندخل في تلك الزوبعة القاتلة الفتاكة الخطيرة ونحن نعلم العواقب سلفاَ ، ولا يفعل ذلك إلا أحمق يعشق الانتحار ، إنما الأمر يحتاج لنوع من الحكمة العميقة والبصارة ، وعلمتنا تجارب السودان السابقة مع أهل السودان بأن التحدي في أي وقت من الأوقات يدخل البلاد في الويلات والقتال ، والسودانيون بالفطرة يحبون المعاملات المشوبة بالسماحة وطيب القول المقرون بالمزح والهزار ، وأية اتفاقيات تمت في السودان بين الفئات المتناحرة كانت أساسها من منطلقات الطيبة حيث أجواء المزح والابتسامة وذلك الهزار السوداني !! ، وهنالك نعوت وصفات تؤكد طبائع القبائل والجهات المتفرقة ، تلك الطبائع التي تمثل الحكمة العجيبة في تفادي الكثير من العواصف الهوجاء ، والشعب السوداني حين يجتمع مع البعض في الأفراح والأتراح يحب ذلك النوع من المزح البريء ، وبالأمس والناس تخوض في زوبعة الانتخابات قال أحدهم مازحاَ : ( إذا أردت أن تأخذ ما في حوزة الجعلي إياك أن تتحداه ، ولكن يكفي أن تثير حماسته بالبطولة والرجولة والمكرمات مع شوية زغاريد وعندها يمكن تجريد الجعلي من كل ممتكلاته !!! ) . فإذن نحن نحتاج أن نعود لساحة الطيبة السودانية تلك الطيبة المقرونة بالكلمة الطيبة ، أما ذلك التحدي حتى آخر الرمق فيعني الدوامة في الويلات إلى قيام الساعة .
|
|
|
|
|
|