|
Re: إنقلاب القيم والأخلاق والمفاهيم فى السود� (Re: ياسر قطيه)
|
وقبل أن تعود نزيدك من الشعر أبياتاَ ، هذا الشعب الأبي صبر وصابر كثيراَ ، وفي يوم من الأيام جعل الأحزاب قبلة مقدسة ، يقدم من أجلها التضحيات الجسيمة , ويقدم الأرواح الطاهرة النبيلة في ميادين الانتفاضات والثورات ، ويزيل التسلط العسكري من البلاد ثم يسلم الأحوال للأحزاب في طبق من ذهب ، فإذا بتلك الأحزاب هي حقيقة الموت والجحيم بالمعنى الأكيد ، وإذا بالشعب السوداني هو أول المكتوين من ويلات ونيران وجحيم الأحزاب ، حيث تتراجع البلاد فجأة إلى الهاوية السحيقة ، وتعم الفوضى .. وتضيع هيبة الدولة تحت قيادة رموز باهتة هزيلة منهكة لا تشرف الإنسان السوداني ، ولا تشرف مكانة السودان بين الدول ، ويحدث التراجع في جميع مسارات الدولة ، وتعم الفوضى وتنهار السلطة ، ويصبح السودان ذلك الهزيل الكئيب ( رجل أفريقيا المريض ) ، حيث الهيبة المفقودة والسيرة الممجوجة ، والشقاء والمعاناة والأوجاع التي تلاحق الشعب السوداني كافة ، لدرجة أن الناس تنقب عن الخبز في براميل النفايات ، وتلك الصفوف والانهيار الاقتصادي ، وبالاختصار الشديد فإن البلاد تكون عبارة عن جنازة بحر ، وعندها يرفع الجميع الأيدي نحو السماء سائلين المولى عز وجل أن يوجد الفرج القريب ، فإذا بالعساكر في الساحات فوق الدبابات لإنقاذ الأوضاع المتردية المهلكة ، ثم تدخل البلاد في دورة أخرى كئيبة بصحبة العساكر ، فذلك التسلط والجبروت والنخبوية والفساد براَ وبحراَ وجواَ ، ويدخل الشعب مرة أخرى في دوامة من المعاناة والشقاء والويلات والأوجاع ، فإذن الشعب السوداني منذ استقلال البلاد واقع بين سندان الأحزاب السودانية وبين مطرقة الانقلابات العسكرية . وحين يجري المفاضلة بين خيارات الجحيم فإنه يفضل جحيم العساكر على جحيم الأحزاب ، ويجد أن عمر البشير ميتاَ أفضل مليون مرة من رموز الأحزاب وهم أحياء !!!! ، وهنا يتفق الأمر بما جاء في مقالك :
( وهو الشعب الذى يمشى الهوينا داساً يديه فى جيوب بنطاله واضعاً سماعات رأس لجوال من نوع كلاكسى أو أيفون فى إذنيه وهو يسب ويشتم فى الحكومه وفى المؤتمر الوطنى ومن ثم يباغتك بالقول ( ومع ذلك أحسن لينا الجماعه ديل !! ) ،
نعم وألف نعم فإن هذا النظام الفاسد المفسد الذي أحدث أكبر أنواع الدمار في مرافق الدولة ، حيث الإهدار وسرقة الممتلكات العامة ، وحيث النخبوية التي استأثرت بخيرات البلاد ، والتي نهبت وسرقت وسلبت مكنونات الشعب السوداني أفضل مليون مرة من تلك الأحزاب المتربصة الهالكة المهلكة ، وجحيم العساكر أخف وطأة من جحيم الأحزاب ، وتلك هي محصلة المقارنة والمفاضلة بين الجحيمين وعندها لا تستغرب ولا تتعجب حين تقول الألسن ( أحسن لينا الجماعة دول !! ) .
الفاضل شريف نور الدين
|
|
|
|
|
|