|
Re: ابو بكر القاضي مريض بمرض اسمه الزرقة بقلم جبريل حسن احمد (Re: جبريل حسن احمد)
|
الأخ العزيز الفاضل / جبريل حسن أحمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : لقد فرحت بكل حرف من حروف مقالك هذا ، لأن الحروف مبذولة من قلب يدخل في زمرة تلك النفوس الطاهرة ألتي ما زالت تعيش على السجية السودانية الفاضلة ، تلك السجية التي ما زالت نقية وخالية من نوايا الخبث في هذه الأيام ، حيث نغمات العنصرية البغيضة ، نعم لسنوات وسنوات في كل مناطق السودان كانت المدارس تجمع أبناء السودان في بوتقة السودان الواحد , وأقسم بالله صادقاَ أنا من أبناء الشمالية في أقصى الشمال السوداني كان صديقي الوحيد طوال مراحل الدراسة في أم درمان هو أحد أبناء لقاوة بمنطقة الدلنج ، ولم تكن في تلك الأيام تلك النزعة العنصرية البغيضة التي تفرق بالجهة أو اللون أو القبيلة ، أما في هذه الأيام فقد بدأنا نسمع نغمات الزرقة والحمرة والصفرة ، تلك المسميات الجارحة التي تشتت وتفرق ولا تجمع ، فما دام العصر بدأ يتكلم بلغة العنصرية الجارحة فسوف أكون معك صريحاَ للغاية ومن تجربتي وملاحظاتي الخاصة فإن أكثر الجهات التي تحرص على الوفاق وتحاول أن تتهرب من تلك النغمة العنصرية البغيضة هي العناصر العربية وغير العربية النازخة المتواجدة في السودان ، فهي لا تحب ولا تريد ترديد تلك النغمات الكريهة ، وأكثر الجهات التي تجتهد في نشر تلك النزعات العنصرية حالياَ هي قلة من قبائل أفريقية الأصل ، دخيلة على السودان في جذورها ، وذلك إذا استثنينا قبائل جبال النوبة وقبائل مناطق الأنقسنا .. فتلك قبائل سودانية أصيلة ولا نجد ما يشكك في أصالتها ، ولكن هنالك قبائل أفريقية كثيرة وخاصة في دارفور نحن نعلمها جيداَ هي جذورها ليست سودانية فهي دخيلة من دول مجاورة ومع ذلك هي ترى أن القبائل العربية الدارفورية دخيلة !! ، ولا تهمنا رؤيتها كثيراَ فإن نزعة الأقزام تظل مجرد نزعة حتى قيام الساعة ، ولكن تهمنا الثوابت في الأقدار ، فما دامت الخلايا السودانية هي خليط من العناصر البشرية المتوفرة من البيئة أو القادمة من الدول المجاورة أو القادمة من الخارج فالمطلوب في النهاية حياة الوفاق والاتفاق بين جميع الأجناس ، ولا يملك أحد ذلك الحق الذي يمكن من استئصال الآخر . لأن ذلك مجرد عبث ومجرد أحلام لأطفال ، والسودان للجميع سواء رضينا أم أبينا . وفي الختام لكم خالص التحيات .
|
|
|
|
|
|