|
Re: أزمة دارفور : حرب القبائل ..حتّى متى و إلى أين ؟ بقلم فيصل الباقر (Re: فيصل الباقر)
|
بسم الله الرحمن الرحيم الأخ الفاضل / فيصل الباقر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : اشاراتك صحيحة مائة في المائة حيث أن الموازين في تلك الحروب خرجت عن أهدافها الأساسية لتتحول إلى فتنة كبرى بين قبائل دارفور ، وإذا تجردنا من التوابل والمراوغة وتحدثنا بمنتهى الصراحة فإن الصورة الوهمية لقضية دارفور توحي للناس بأن إقليم دارفور لديه مشكلة تهميش مع السلطة المركزية بالخرطوم ، ولكن المتعمق في مجريات الأحداث يجد الخلفيات والنوايا أعمق من ذلك كثيراَ ، وخاصة فإن الذين أشعلوا نيران الفتنة والحروب كانوا بمنتهى الغباء والبلادة حين تحركوا من منطلقات عنصرية ، حيث تلك النزعة البغيضة بإقصاء الآخرين عن الساحات ، تلك الجماعات التي ترى الأحقية في وضع الكثير من قبائل دارفور في خانة الأعداء الذين يجب أن يحاربوا ويطردوا من الإقليم ، وبتلك الخطوة الغبية هم أوجدوا المعارك تحت الأقدام ودخلوا في حروب أهلية في عقر الديار ، وتلك النزعة العنصرية البليدة الغبية أراحت السلطات في الخرطوم كثيراَ وكثيراَ ، حيث أن الكثير من قبائل دارفور المستهدفة قد وجدت نفسها مجبورة بأن تعانق السلطات بالخرطوم حتى تضمن بقاءها وحياتها ، وبصورة دراماتيكية عجيبة تحولت قضية دارفور إلى حروب قبلية عنصرية متطرفة ، وتلك من أبغض الحروب الأهلية , وأصحاب النزعة الآن قد استدركوا ذلك الخطأ الجسيم ، ولكن بعد فوات الأوان حيث يحاولون عبثاَ أن يقرنوا قضية دارفور بقضايا التهميش بمنطقة جبال النوبة وبمنطقة جنوب النيل الأزرق ، ولكن الحقائق تؤكد التهميش في مناطق جبال النوبة وتؤكد التهميش في مناطق جنوب النيل الأزرق ، أما في حالة دارفور فإن الحقائق تؤكد أن النزعة الأساسية ليست نزعة تهميش إنما نزعة عنصرية بغيضة ، وذلك التهميش المزعوم مجرد حجة لتبرير المواقف أمام العالم ، والنظرة السليمة تؤكد أن إقليم دارفور من أكثر أقاليم السودان الذي أحذ كفايته من اهتمام السلطات المركزية ، وأن هنالك العشرات من أقاليم السودان التي تعاني من التهميش أكثر من إقليم دارفور . فإذن العلة الأساسية تكمن في تلك النوايا الخبيثة المعششة في نفوس بعض أفراد قبيلة من قبائل دارفور ، وهي نزعة الإقصاء والتهجير ، وتلك النزعة مصيرها الفشل التام حيث نزعة العنصرية المرفوضة من كل العالم ، والمحصلة تتطلب الرجوع لصوت العقل حيث الوفاق والاتفاق والإقرار بالآخر ، وحتى ذلك الحين فكما أشرت أنت فإن الدم الدارفوري مهدور بأيدي أبناء دارفور أنفسهم ، وتلك دماء غالية تعز على الجميع كثيراَ ، ولكن ليست الحلول بالأمنيات وكيل الاتهامات شرقاَ وغرباَ .. ولكن الحلول بأيدي أبناء دارفور وقبائلها ، تلك القبائل العديدة التي تملك الحق بالتواجد في أي بقاع من بقاع الوطن مثلها ومثل غيرها من قبائل السودان .
|
|
|
|
|
|