|
Re: هذه الشجرةُ خبيثةٌ.. إقتلعوها.. و احرقوا ما تبقى من جذورها.. بقلم عثمان محم (Re: عثمان محمد حسن)
|
يا شاطر يا حصيف !! ، همك الأول والأخير إزالة تلك الشجرة الخبيثة ، فإذا اتفقنا معك أنها خبيثة مائة في المائة ، وهي كذلك ، ومستعدين أن نبصم لك بالأصابع العشرة بأنها خبيثة ، ولكن نريد منك قبل ذلك المزيد من الإفصاح ، فإذا كنت من أصحاب تلك الجوقة الفارغة التي تسمى الأحزاب التقليدية المعروفة فنقول لك كلا وألف كلا . فو الله تلك الشجرة رغم خباثتها أفضل مليون مرة من خباثة تلك الأحزاب التي تتربص بالمرصاد ، وهي مجربة ليست مرة وليست مرتين بل عشرات المرات ، فإذا كنت من ضمن تلك القلة التي ما زالت تحلم بسيرة الماضي البغيض فغيرك كان أشطر ، حيث عشرات المحاولات للانتفاضة ضد النظام القائم الظالم الجاسم فوق الصدور ، ومع ذلك ( حضروا ولم يجدوا أحدا ) ، ولو حضروا مليون مرة لن يجدوا أحدا ، ولن يموت أحد من أجل خاطر عيون هؤلاء الحثالة الذين بدلوا الانتفاضات السابقة إلى حياة الجحيم المستعر ، ويوم أن جاء أصحاب الشجرة الخبيثة كانت البلاد تماثل جنازة البحر ، تلك الجنازة العفنة النتنة التي يهرب من ساحتها الجميع ، وقد رسخت تلك الصورة الكئيبة في أذهان الناس ، ومهما يجتهد المجتهدون في تحسين صورة الأحزاب التقليدية المعروفة فإنها لا تتحسن لأنها أصبحت بغيضة بالفطرة ، والشجرة الآن خبيثة والمتربصون بالمرصاد أخبث وأخبث ، نسأل الله أن يخلصنا من شجرة الأحزاب الخبيثة قبل أن يخلصنا من شجرة النظام الخبيث ، وقبل ذلك فلو جلس الشاتمون يشتمون الشجرة الخبيثة الحالية لمئات السنين تلك لا تحرك فينا شعرة واحدة لنثور ونفور ، ولو جلس المادحون يمدحون الأحزاب لمئات السنين فنعرف أنها كذبة وعواء للكلاب الضالة التي تعودنا عليها منذ استقلال البلاد ، لقد نفضنا أيدينا من تلك السيرة الممجوجة وأقفلنا الآذان واحدة بطينة والأخرى بعجينة ، لا شجرة خبيثة ولا بطيخ ، ولا فلان ولا علان ، وتلك الساحات تركناها مفتوحة لكل من هب ودب ، فلينهب الناهب كما يريد وليسرق السارق كما يريد ، وليغتصب الغاصب كما يريد ، والأحزاب إذا أرادت أن تتملك الزمام من جديد فلتأتي فوق أظهر الدبابات مثلها ومثل الآخرين ، والشعب لن يضحي بحياته مرة أخرى من أجل عيون الأحزاب وغير الأحزاب ، فليتقدم أبناء زعماء ورموز الأحزاب في ميادين الانتفاضات ويستشهدوا في سبيل الوطن ، فهم المستفيدون أولاَ وأخيراَ من ثمار الانتفاضات كما أثبتت التجارب ، نريد أن نسمع كلمة ( الشهيد الزعيم الفلاني ) أو ( الشهيد ابن الزعيم الفلاني ) أو ( الشهيد حفيد الزعيم الفلاني ) ، لأن كلمة الاستشهاد منذ استقلال البلاد لا ينالها إلا أفراد هذا الشعب المغلوب على أمره ، ذلك الشعب الطيب المسكين الذي يستشهد في ميادين الانتفاضات ثم يستشهد في ميادين الحياة اليومية ويكتوي بنيران الظروف والحياة القاسية ، بينما نجد أن أولاد وأحفاد الزعماء والنخب التي تحكم البلاد هم الذين يرثون الفراديس ، ( أفتح الله يا أخونا ) لا شجرة خبيثة ولا شجرة عويصة ، وفضنا من تلك السيرة .
|
|
|
|
|
|