|
Re: إلي متي يتفرج العالم علي إنتهاكات حقوق الإنسان والعنف ضد النساء في السودان؟ (Re: محمد نور عودو)
|
الذي أشعل الشرارة يشتكي اليوم من قسـوة المـرارة !!
منطقة تجمع الكثير من القبائل الأفريقية الأصل والقبائل العربية الأصل ، وقد عاشت تلك القبائل مع بعضها في الجوار في سلام ووئام ومودة وإخاء لمئات السنين ، كما تداخلت وتصاهرت مسميات من القبائل في بعضها ، بينما احتفظت أخرى بخصوصيتها ، ومع ذلك فإن طول سنوات التعامل والعشرة والاحتكاك في الأسواق والمسارات جعلت أفراد تلك القبائل تعرف بعضها جيداَ بالوجوه وبالأسماء وبالكثير من المعلومات ، وكما هو الحال في أية منطقة في السودان فقد اختلفت مهن وأنشطة تلك القبائل ، فمنها تلك التي تمارس مهنة التجارة .. ومنها تلك التي تمارس مهنة الزراعة ، ومنها تلك القبائل الرعوية التي تفضل البوادي وسهول الأعشاب ، ثم تدخل الشيطان يوماَ في المسار ، ووجد الضالة في نفوس مريضة لديها نزعة الشرور في الأعماق ، تلك النزعة التي توفرت فقط في قبيلة واحدة أرادت أن تسيطر على مجريات الأحوال ، فخطط أفراد من تلك القبيلة في إشعال نار الفتنة الأولى ، والخطوة الأولى للفتنة بدأت حين تحركت مجموعة من أفراد تلك القبيلة عند منتصف الليل لتهاجم قرية لقبيلة عربية كانت نائمة مطمئنة ، فأحرقت تلك المجموعة بعض البيوت في تلك القرية ، وقتلت بعض الرجال وهم نائمون في المضاجع ، كما تمكنت من سبي الكثير من نساء القرية ثم فرت تلك المجموعة بالسبايا حين تنبه رجال القرية وبدأت المقاومة ، وبعد ذلك أجتمع رجال القرية وقد ذهلوا من تلك الواقعة التي لم يحسبوها يوماَ ، وفوراَ أرسلوا أفراد من رجال القرية لاسترداد السبايا ، فانطلقت مجموعة صغيرة تحمل الأسلحة النارية في الكف وتمتطي الحصين ، وفي فترة قصيرة تمكنت تلك الفرقة الصغيرة الباسلة من اللحاق بالمجموعة الغاصبة الغاشمة الظالمة ، واشتبكت معها في معركة لم تدم طويلاَ حيث تمكنت المجموعة من قتل جميع أفراد العصابة الغاصبة واستردت السبايا ، وبعد ذلك بدئوا في التعرف على حقيقة هؤلاء الظلمة ، وقد عرفوا الكثير من تلك الوجوه ، كما يحثوا في جيوب القتلة فوجدوا أوراقاَ تكشف جوانب المخطط ، وتكشف أسرار النوايا ، وفي تلك الأوراق بيان بأن فلانة زوجة فلان العربي هي من نصيب فلان ذلك الغاصب ، وأن فلانة زوجة فلان هي من نصيب فلان الغاصب ، فهكذا فإن تلك الأوراق توزع جميع نساء القرية على أفراد القوة المعتدية الظالمة ، وأكثر من ذلك فإن الإشارات أكدت أن تلك القرية هي البداية في مشاوير الفتنة وأن الأمر سوف يلاحق قرى عربية أخرى في المنطقة ، فإذن هم أرادوها فتنة عنصرية كبيرة ، وتلك كانت بداية الفتنة ، ولكنهم قد أخطئوا كثيراَ في مقدرات الآخرين ، فذلك الجن الذي يمتطي الحصان ( الجنجويد ) هو الشيطان نفسه حين يكون الحديث عن الحروب وعن مواقف الرجال ، ذلك الجن المعربد الذي يعرف جيداَ كيف يواجه التعدي والتحدي ، أقوام من أصحاب أهل الحروب في التاريخ أهل داحس وغبراء ، الحروب والاقتتال والاستبسال هي من تلك المعاني العريقة التي تجري في دمائهم ، ولقد عشقوا الأحوال أخيراَ حين أوجد لهم ذلك الغاصب الظالم فرص الحياة في ظلال الموت والحروب من جديد ، وكانوا في الماضي يحسون بالملل ومن بلادة الحياة والروتين الممل في ظلال الوفاق ، والآن نجدهم ينتعشون طرباَ ورقصاَ من سجالات الحروب ، فنقول جزا الله من كان سبباَ في إطلاق ذلك الغول الذي كان محبوساَ في جوف القمقمة .
واليوم نسع الصيحات تلو الصيحات ، ( إلى متى وإلى متى يتفرج العالم ) ، وماذا كنتم تظنون حين أشعلتم نيران الفتنة ؟؟؟ ، كنتم تتوقعون الفرار الجماعي الجبان من الآخرين ، ولكن ذلك لا يحدث إطلاقاَ مع رجال الجن فوق الحصين !! ، ومع ذلك فإن الجنوجويد يحترم معظم القبائل في تلك المناطق ، تلك القبائل الأفريقية العديدة التي تحترم العيش في ظلال الإخاء بسلام ، والتي لم تصطدم مع الجنجويد إطلاقاَ إلا أفراد تلك القبيلة الغادرة الطماعة ، فهؤلاء يجدود المرارة والشدة والحروب على أصولها من فرسان الجنجويد ، ثم لا يصمدون كالرجال في مواجهة الويلات ، بل كالعادة تلك الصيحات ( إلى متى ؟؟ إلى متى ؟؟؟ إلى متى ؟؟ ) ، والإجابة إلى أن تحترم تلك القبيلة كل قبائل المنطقة بالاحترام الذي يليق دون تكبر ودون عنجهية ودون ذلك التعالي في الفراغ .
والأعجب أن العالم لا يسمع الجنوجويد يتباكى ويشتكي للقاصي والداني ، فهم في المقام وفي مواقف الرجال فوق الهامات التي تعيب الولولوة كالنساء ، ولكن العالم يشاهد ويسمع كثيراَ تلك صيحات الجرسة من أصحاب الشرارة الذين أرادوها فتنة ، ويشتكون الآن من الويلات ومن تردي الأحوال للقاصي وللداني ، كما نراهم في المحافل الدولية يتباكون من ويلات ذلك الجن فوق الحصان !!
|
|
|
|
|
|