|
المسكوت عنه عند الجلفاويين 1-10 بقلم منصور محمد أحمد السناري – بريطانيا
|
حول مشروعية الكتابة: ظللت باستمرار منذ صدور حلقاتي السابقة- سلسلة افصلوا الشمالية- منذ عام و نيف، و التي دارت حول المجموعة "الجلفاوية"، أفكر في مشروعية الكتابة في الشأن السوداني بصفة عامة، و عن الجلفاويين بصفة خاصة. و عندما أتحدث عن المشروعية، لا أعني بالطبع المشروعية من منظور قانوني، أو دستوري، مثل أن يوجد هناك نص في القانون أو الدستور يعطي شخصا ما الكتابة حول موضوع معين، و أن يمنعه من الكتابة عن موضوع آخر، و إنما أقصد بالمشروعية هنا على الأقل من المنظور العقلاني الأخلاقي الذي يمتلكه الشخص العادي و السوي. و هل هناك ابتداءً معايير قانونية، و أخلاقية في الكتابة، و ما الغرض من الكتابة، و ما هو جدوى الكتابة أصلاً؟! بناءً على ذلك، هل من حق الكاتب/ منصور محمد أحمد السناري أن يوقف قلمه حصراً على تناول و استهداف هذه المجموعة؟ لا شك هناك الكثير من الناس، عوام و خواص لا تدور في أذهانهم مثل هذه الأسئلة أصلاً، و ذلك لأن الكثير من البشر لا يميلون لمساءلة الأشياء ابتداءً. و البعض الآخر حالهم حال الأسد في الغابة، فالأسد لا يسأل عن مشروعية لكي يأكل الخروف أو لكي يفترس البقرة، فهو يعتبر هذا حقه الطبيعي الذي لا يحتاج إلى تأسيس. البعض من الجلفاويين كما رأينا رفض مطلقاً، و بشكل هستيري أن يتناول الكاتب هذا الشأن، و هو موقف كما يلاحظ القاريء الحصيف ينطوي على مقدار كبير من العنجهية. فهم يرون أنه من حقهم الطبيعي أن يشرعوا أقلامهم و ألسنتهم في بقية السودانيين، جماعات و قبائل و أفراد، ليلا و نهارا، و يطلقون في حقهم الأوصاف و النعوت- مثل حكاية "حرامية و تربية شيوعيين"، لكن ليس من حق هؤلاء الآخرين أن يمسوا شعرة منهم، و هذا طبعاً مستحيل مثل تربيع الدائرة. و البعض منهم يحاول أن يتذاكى مثل أن يقول لك: يا أخي نعم من حقك أن تكتب عن هذه المجموعة، لكن بدون شتائم! حسناً. لكن السؤال هو ما هي هذه الشتائم؟! أنا فقط أحلل ظاهرة إجتماعية، أرى أنها المسبب الأساسي لكل مشاكل السودان، و بدون فهم المشكلة لا يمكن أن نحلها. و هو موقف كما يرى القارىء فيه نوع من ممارسة "الفهلوة"، بصورة ما، و ذلك ببساطة لأنه لا توجد معايير أحياناً للأشياء، أو الشتائم. فيمكن أن يقول شخصاً ما أي كلام يعتبره الآخر شتيمة. كما رأى آخرون، و ربما بحسن نية، و ربما بسبب قصور النظر، أو بسبب ترتيب الأولويات بالنسبة لهم، أن المشكلة ليست هي التي تتحدث عنها، و إنما المشكلة هي هذا النظام الإسلاموي الجاثم على صدور السودانيين لمدة ربع قرن. طبعاً الكاتب لا يوافق على هذا الرأي، فهو ينظر إلى جذور المشكلة و ليست فروعها، و أسبابها و ليست نتائجها. فالإنقاذ نتيجة لسبب، و ليست هي سبب المشاكل، هي نتيجة لهيمنة أقلية بصورة غير مشروعة على مسار السودان منذ الإستقلال، و بالتالي فالحل هو إعادة النظر في وضعية الدولة السودانية من أسسها، لكن أن نزيح البشير و تظل الأمور كما هي، فكأننا استبدلنا محمد بحاج أحمد. لكن دعنا نفترض مع هؤلاء أن الإنقاذ هي المشكلة، لكن هل هذا يعني أننا يجب ألا نتحدث عن مشكلة أخرى؟! كما أنه هل من حق الآخرين أن يفرضوا على الآخرين رؤاهم، و يطالبونهم بترتيب أولوياتهم حسب منظورهم هم؟! هناك علماء في التاريخ الإنساني سلخوا عمرهم كله يتناقشون في حروف الجر في اللغة العربية، و التتار على أبواب بغداد. لذلك للآخرين شأنهم و لنا مع اللآخرين شأننا. لذلك سيواصل الكاتب الكتابة حول هذه المجموعة، و فضح هيمنتها، و تفكيك بنيتها الثقافية، و تعرية خطابها الزائف الذي يحاول الإلتفاف حول الحقائق و تزييفها، إلى أن تتم التسوية التأريخية الشاملة للأزمة السودانية. و نتناول خلال هذه السلسلة في الأيام القادمة الموضوعات اللآتية: 1.عقدة المصطلح عند الجلفاويين. 2.عقدة التماهي. 3.أحفاد الرقيق عند الجلفاويين. 4.مشكلة العرق. 5.الخوف من الحقيقة. 6.الحلب 7.تاريخ الإستباحة. 8.مشكلة الأنساب 9.الأبناء غير الشرعيين. 10.رواسب ثقافة الرق
|
|
|
|
|
|
|
تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook
|
|