|
Re: الذهنية .. جوهر الازمة في السودان بقلم اسماعيل حسن آدم - كندا (Re: اسماعيل حسن آدم)
|
كتابة ممتازة ومحفزة ..
المسألة حتما في الذهنية السودانية ولكن ليس بتلك الطريقة .. جوهر الأمر ليس في إدمان الحديث حول جحيم وأبالسة الإنقاذ .. هذا عرض من الأعراض لا أكثر ولا أقل ..
جوهر الأمر هو الكثير من التراكمات الإجتماعية والإقتصادية والبيئية والسياسية والتأريخية والثقافية السالبة .. وجميعها ساهمت في تشكيل الشخصية السودانية و وسمت طرائق تفكيرها وحراكها في المحيط الوطني بسمات الفشل التام في القدرة على العمل الجماعي وإبداع حراك وطني جماهيري ينطلق من وطنية صادقة وقيم إنسانية رفيعة ..
كان ذلك ممكنا على مستوى النخبة .. شهدناه في اكتوبر وأبريل الا أن ذلك لم يعد متاحا الآن .. فقد كانت طبيعة نظامي عبود والنميري قابلة لذلك النوع من المواجهة, لم يكن عبود على سبيل المثال ليستعين بقوات حميدتي في سبيل الحفاظ على كرسيه لو جاز الخيال.. لم يكن ليقتل ما يفوق عن مئتي شهيد في ظرف يومين .. لم يكن لينتهك ويدوس على كل القيم الانسانية والاخلاقية والوطنية من اجل الدفاع عن المصالح الاقتصادية الهائلة لاسرة عبود وأخوانه .. لم تكن هناك مصالح اقتصادية (لا ضخمة ولا حتى ضئيلة) .. ولم ينعدم الوازع الاخلاقي ... وكان الضمير الوطني حا ضرا ومثقلا بالأخطاء ..
والسبب الثاني كان تواجد ما يدعى بالنخبة داخل حدود فاعليتها الوطنية جغرافيا وفكريا !! .. أين تتواجد النخبة السودانية الآن ؟! في كندا وامريكا والامارات واستراليا الخ المهاجر .. ماذا فعلت فيها تلكم المهاجر .. كيف تعايشت مع الزمن السوداني القبلي القبيح .. ما فعل المرارات الانسانية العظيمة على تماسكها ؟!
هناك الكثير ليقال .. فالكتابة محفزة جدا لممارسة التفكير ..
|
|
|
|
|
|