نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
|
Re: الذهنية .. جوهر الازمة في السودان بقلم اسماعيل حسن آدم - كندا (Re: اسماعيل حسن آدم)
|
بسم الله الرحمن الرحيم
في جدل من البعد الحيادي المطلق أنطلق معك يا هذا الأخ الكريم .. فأنت بدأت حديثا طيباَ حين بدأت أصابع اليد تشير إلى مكامن الداء في الذات .. وتلك خطوة مرموقة غاية في الحكمة .. وخاصة حين قلت ( إن طريقة تكفيرنا كقادة سياسيين ونخب فكرية هي التي خلقت هذا الواقع المؤلم في السودان ) حقيقة ومحصلة في غاية الأهمية .. ورجوع إلى المنطق الصائب بدرجة مائة في المائة .. وتلك الحقيقة أدركها الشعب السوداني بفطنة عجيبة حيث هي القاصمة التي صبغت فطرة الإنسان السوداني بطريقة محيرة للغاية !! .. فكانت تلك الوقفة السالبة العجيبة من شعب أبى أن يجاري التغيير رغم كل أشكال العذاب والمعاناة !! .. وهو ذلك الشعب الذي استطاع أن يسقط نظماَ من قبل كانت في غاية القوة والكبت والديكتاتورية .. فإذن وقفة الشعب الحالي ليست من قبيل الخوف والجبن كما ينادي البعض .. وليست من قبيل الضعف عن مواجهة القهر الجبار من نظام قائم .. ولكن الوقفة من قبيل القناعة بأن طريقة تفكير هؤلاء الساسة والنخب تمثل المحك الأساسي .. تفكير في غاية الضحالة والسذاجة .. وهو ذلك التفكير المحبط للأنفس إلى أدنى الدرجات .. وتمثل النكبة الكبرى في علاقة الساسة بالشعب .. وأنت في مسار الحديث في البدايات كنت مفرحاَ وصريحاَ نوعا ما .. حين كانت أناملك توضع في مواقع الجرح الحقيقية .. ولكنك بطريقة ما بدأت تبتعد عن المسار كلما أسهبت في الحديث .. وحتى لا نضيع الجهد في الكلام الطويل سوف نختصر الغاية في حروف قليلة ونقول .. الشعب قد عاش التجارب كثيراَ .. وفي كل التجارب عانى ولاقى المحن وقسوة الحياة .. والسيرة القديمة أشد قسوة من السيرة الجارية الحديثة .. هنالك مرت مواكب الجحيم في حياة الشعب السوداني طوال الحقب ما بعد الاستقلال .. في ظلال جميع التجارب .. العسكرية والحزبية .. وهنا الآن تمر مواكب الجحيم في مسيرة الشعب السوداني في ظل النظام القائم .. والصورة واضحة وضوح الشمس في عقلية الإنسان السوداني .. ولكن تلك الصورة مرفوضة كلياَ من النخب السياسية التي تتخذ تفكيراَ عجيباَ حين تظن أنها بريئة من تلك الإخفاقات في مسارات الماضي .. وأنها عايشت الأمة السودانية نعيم الجنان في مرحلة من المراحل !! .. وتلك فرية كاذبة ظالمة .. والحقيقة القاسية كامنة في أذهان الأمة السودانية .. فالماضي كان ذلك الجحيم بكل ألوان الجحيم في ظلال كل التجارب السابقة .. والحاضر هو ذلك الجحيم بكل ألوان الجحيم في ظل النظام القائم .. ومتى ما تواجد الجحيم فهو الجحيم .. وحينها لا تنفع التسويق بالأكاذيب ومحاولة تغطية الحقائق .. وتلك القناعة والإصرار من جانب النخب السياسية تعارض تلك القناة والإصرار من جانب الشعب الأبي .. وتلك القناعات في الجانبين أوجدت تلك الحالة من الانتكاسة وعدم التوافق في المسار .. وجاء الوقت لتتنازل النخب عن تلك الوقفة الغير مجدية وتقر بالأخطاء والمحن في الماضي والحاضر .. ولا تنادي بالعودة إلى الوراء بحجة العودة لأيام السعادة والهناء !! .. فلم تكن هنالك سعادة أو هناء في مسيرة الأمة السودانية في أية مرحلة من المراحل .. جاء الوقت لنكشف الأوراق انطلاقا من الصراحة والإقدام والشجاعة .. لأننا الآن نخاطب جيلاَ يختلف كثيراَ ولا تنفع معه التسويق ببضاعة عن الماضي الكاذب البغيض .. كما لا تنفع معه التركيز على سوالب النظام القائم فالجيل أدرى بذلك وقد ولد وترعرع في ظل ذلك النظام .
أخوكم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
|
|
|
|
|
|
|
تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook
|
|