محجوب شريف كاسح الالغام من طريق الثورة والثوار بقلم حسين الزبير

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-29-2024, 01:00 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-12-2014, 08:58 AM

هشام آدم
<aهشام آدم
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 12249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: محجوب شريف كاسح الالغام من طريق الثورة والثوار بقلم حسين الزبير (Re: حسين الزبير)

    الأستاذ حسين الزبير
    تحيِّاتي

    الحقيقة أنَّه يصعب التعاطي الموضوعي والهادف والمُثمر في جو التشنُّج الذي ملأت به مقالكَ هذا، ولكنني سوف أحاول ما وسعتني القدرة والحيلة. من الناحية المبدئية عنوان مقالي هو (سياحة في حقل ألغام محجوب شريف) وليس (سياحة في ألغام محجوب شريف) هذا فقط للتوضيح، وهذا التوضيح يخص أولئكَ الذين مرَّوا بمقالكَ (أو قد يمرون به) ولم يمروا بمقالي، فلا يُحدث مقالكَ التباسًا، وربما لا ترى الأمر هامًا إلى هذه الدرجة، ولكنه هام جدًا بالنسبة إليَّ، فهو يعني لي أنك قرأتَ المقال بشكل جيد من ناحية، ويعني أنك أمين في نقل ما جاء فيه من ناحية أخرى، وقد تحدثتُ عن سبب اختياري لهذا العنوان بالتحديد في مقدمة المقال ولا بأس من إعادته مرَّة أخرى حتى لا يربط أحد بين "الألغام" وبين "محجوب شريف"
    Quote: ومن الصعب تعريض شخصية ذات جماهيرية شعبية مثله للنقد دون توقع نوبة عارمة من الرفض والاستياء، ولهذا أعتبر هذه القراءة النقدية سياحة في حقل ألغام؛ لاسيما وأننا -كسودانيين- نعشق رموزنا إلى حد التقديس، حتى وإن لم نستشعر هذا الأمر بشكل واضح ولم نعترف به؛ فالغالبية لا تتقبل النقد أو المساس برموز بعينها تراها أو تعتبرها أيقونات لها ثقلها التاريخي والثقافي
    ومقالكَ هذا خير دليل وتجسيدي لهذه الألغام، فالألغام التي أعنيها في العنوان تأتي من مُحبي الشاعر محجوب شريف الذين قد يرون أنه من واجبهم "المقدس" الدفاع عن محجوب شريف وعن شعره، عندما يستشعرون أن أحدهم قد مسَّه بالنقد، وقلل من قدر شعره، وقد يستتبع ذلك الهجوم الشخصي العنيف في سبيل ذلك، أو اتهامي بدس السم في العسل أو نعتني بأنني صاحب أجندة خفية كما فعلتَ أنت، وأنا هنا أؤكد أنَّه لم يكن لي أي غرض أو هدف ولا أجندة خفيَّة من ذلك المقال، فلم أقصد الإساءة لشخص الراحل محجوب شريف، ولم يكن هنالك سم كما أنه لم يكن هنالك عسل من الأساس، وسوف أُحاول توضيح ذلك خلال هذا التعقيب.


    تقول:
    Quote: النقد الادبي كما علمنا الشاعر الراحل محمد محمد علي في مدرسة وادي سيدنا الثانوية، يعتبر من الفروع المتخصصة في الادب، وعندما ينشر الناقد مادته ينشرها في مجلات متخصصة، وبالتالي لا يمكن نشره في مجلة جماهيرية تعني بكل صنوف الثقافة والترفيه وكمان “الشمارات". وانت كتبت نقدك "الموضوعي" هذا في سودانيزاونلاين، وفي هذا الميدان السوداني الفسيح لم تكتب في خانة المقالات، بل فتحت بوست في المنبر العام!! لماذا يا تري؟
    مبدئيًا المقال منشور في (كتاب) كامل يحمل اسم (هرطقات في النقد الأدبي المعاصر) وهو صادر عن دار أوراق للطباعة والنشر والتوزيع من جمهورية مصر العربية، وهذا المقال مجرَّد مقال واحد من مجموعة مقالات نقدية في الفصل المعنون (تطبيقات نقدية) وإجمال المقالات النقدية الواردة في هذا الفصل 12 عشر مقالًا نقديًا، ومن ناحية أخرى فأنا لا أعتبر "النقد الأدبي" منهجًا أكاديميًا، فالنقد الأدبي مُتاح للجميع، سواءٌ أكانوا مُتخصصين أم غير مُتخصصين، وهذه إحدى الرسائل الهامة التي يسعى الكتاب إلى إيصالها، وهذا الاعتقاد لم أبنه عن هوىً في نفسي، ولكنه الواقع الذي يُوضح لنا أنَّ المُتلقي هو الذي يُقيِّم الأعمال الأدبية والفنيَّة على حد سواء، فهؤلاء المتلقين Audiences هم الذين يُقررون نجاح وفشل هذا الشاعر أو ذلك، وقوام ثروة شاعرنا محجوب شريف هم المُتلقين، فهم الناقد الحقيقي لأعماله الشعرية، ولولا ذلك لما كان محجوب شريف الذي نعرفه، ولو أنَّ 20 ناقدًا امتدح شاعرًا أو روائيًا دون أن يتلقى المُتلقون أعماله بالرضا والقبول فلن يكون له وزنٌ على الإطلاق.

    تقول:
    Quote: قارنت شعر محجوب شريف باشعار محمد حسن حميد ومحمد القدال، لكن لم تقارنه بشعر اسماعيل حسن، او محمد المكي ابراهيم او مبارك حسن خليفة، او صديق مدثر. لماذا يا تري؟؟ ان اردت اجابتي لان هذا لا يخدم غرضك، اي النيل من محجوب شريف
    لو أنَّكَ قرأتَ مقالي جيدًا لقرأ في نهايته ما يلي:
    Quote: وحتى نتمكن من نقد وتقييم تجربة محجوب شريف الشعرية، يجب أن يتم تقييمها في فئتها الغنائية، جنبًا إلى جنب مع أشعار حسين بازرعة، هاشم صديق، محمد بشير عتيق، محجوب سراج، سيف الدسوقي وغيرهم من نخبة شعراء الأغنية السودانية، فبين هؤلاء يمكن تقييم تجربة محجوب شريف الشعرية، لنستطيع أن نحكم عليها بشكل موضوعي، بعيدًا عن حبنا الشخصي له ولمواقفه الإنسانية التي لا يكاد يختلف عليه أحد. هذه الخطوة تهتم فقط بإعادة تصنيف تجربة محجوب شريف باعتبارها تجربة غنائية وليست شعرية أدبية، وإلى هذا الحد فإنني أدعو النقاد الجادين إلى تقييم ونقد محجوب شريف داخل هذا الإطار الغنائي.
    فالدعوة مفتوحة للجميع أن ينقدوا أعمال محجوب شريف الشعرية في فئته الشعرية الصحيحة، فالمقال لم يكن الغرض منه نقد شعره؛ بل الفكرة الأساسية كانت في محاولة وضع إنتاجه في التصنيف الصحيح والملائم له، حيث يجب لها أن تكون جنبًا إلى جنب مع الشعراء الغنائيين، وعندها فقط يُمكننا تقييم تجربته مع مثيلاتها، ولكن قبل ذلك فإن خطوة التصنيف أراها هامة ومفيدة جدًا حتَّى لعملية النقد، ليكون النقد نقدًا موضوعيًا ومبنيًا على أساس صحيح وسليم، ومن الجيِّد أنك أشرتَ في قولكَ إلى مجموعة من الشعراء الغنائيين، وهذا يعني أنَّ جزءًا من المعنى الذي حمله مقالي قد وصلكَ تمامًا، ولكنك قمتَ بالربط الخاطئ، فمقارنة إنتاج محجوب شريف بإنتاج حُميِّد أو القدَّال كان بغرض المقارنة التي لا تتضح فكرة "الشعر الغنائي" ومقوماته إلا بها.

    تقول:
    Quote: لماذا اخترت هذا التوقيت بالذات؟ لماذا اردت ان تنتقد اعمال شاعر الشعب بعد مماته، وعلماء النقد يقولون ان النقد يأتي بعد صدور النص الابداعي مباشرة. واليك الدليل: (النقد عملية وصفية تبدأ بعد عملية الابداع مباشرة، وتستهدف قراءة الاثر الادبي ومقاربته قصد تبيان مواطن الجودة والرداءة) (الدكتور جميل حمداوي) – اما نقد ارث المبدعين الذين رحلوا عن دنيانا، غالبا ما تتم في الجامعات لنيل درجة علمية
    حسنًا .. هل هنالك ناقد واحد يقول بما تقول به هنا؟ إنَّ نقد أعمال الراحلين لا يتم "غالبًا" إلا لنيل درجات علمية؟ هذا الكلام لا أساس له من الصحَّة، النص الأدبي له دورة حياة مُستقلة عن دورة حياة الناص (المبدع)، وطالما هنالك نص باقٍ فهنالك إمكانية لنقد هذا النص الحي سواءٌ أكان الناص حيًا أم ميتًا، وليس هنالك سببٌ واحد يجعلني محل مُساءلة حول لماذا اخترتُ هذا التوقيت ولم اختر توقيتًا غيره، فالعملية الإبداعية لا وقت لها على الإطلاق، والنقد الأدبي عملية إبداعية، ولا أعتقد أنه يحق لأحد استجوابي لماذا كتبت هذه الرواية الآن وليس قبل عامين مثلًا، أو لماذا أكتب هذا النقد الأدبي الآن وليس قبل وفاة الشاعر محجوب شريف، فالنقد الأدبي لا علاقة له بالناص، لأنه يهتم بالنص وطالما كان النص حيًا جاز تناوله بالنقد في أي وقت بصرف النظر عن الناص، ولا أعتقد أنك قد تُوجه هذا السؤال لأي عمل نقدي يتناول إنتاج الشاعر محجوب الشريف لو أنه تناول محاسنه وحاول إظهاره بالمظهر الذي تريده أنتَ وترضاه، فما كان لكَ أن تطرح هذا السؤال على عملٍ نقدي كهذا.

    تقول:
    Quote: تقسيم الشعراء الي شعراء غنائيين وشعراء بعلامة تعجب هل هو من نجرك الخاص ام تنقله عن مرجع معتمد؟
    بدايةً دعني أوضح اللبس الذي وقعت فيه؛ فليس هنالك شعراء بعلامة تعجب، فعلامة التعجب التالية على كلمة شاعر لا تخص الكلمة، وإنما تخص الجملة كلها على بعضها، لأنَّني توقعتُ أن تُثير الجُملة تعجَّب الكثيرين من هذا التفريق، والحقيقة أنَّ هذا التفريق ليس صنيعتي أنا، ولا أظنكَ تجهل وجود شعراء غنائيين، والشعر الغنائي معروف ومشهور في الشعر العربي وإنما كان يُطلق عليه اسم (الشعر الوجداني) والحديث عن هذا يطول، ولقد شرحتُ في المقال وفي ردودي على المُتداخلين في "البوست" الفارق بين الشعر الأدبي والشعر الغنائي وأوضحتُ أنَّ الشعر الغنائي غنائيٌ حتَّى وإن لم يتم تلحينه وغناؤه، وأنَّ الشعر الأدبي شعر أدبي وحتى وإن تم تلحينه وغناؤه، فالتلحين والغناء ليسا هما من يُحددان ما إذا كان الشعر غنائيًا أم غير ذلك، وإنما بناء القصيدة نفسها، وفرَّقتُ بين الإيقاع الشعري والموسيقى الشعرية، على أنني أضيف هنا فأقول إنه وحتى نصف شاعرًا ما بأنه شاعر غنائي فإننا إنما نطلق على كذلك بناءً على مُجمل إنتاجه الشعري، فمن الممكن أن تكون لشاعرٍ أدبيٍ ما تجربة في الشعر الغنائي، فهذا ليس مقياسًا فإنما يكون الحكم على مُجمل إنتاجه الشعري، كشعر أبو القاسم الشابي الذي استشهدتَ به، فهو شاعر أدبي وليس غنائي، رغم أنَّ له بعض القصائد الغنائية سواءٌ تلك التي تم التغني بها أو تلك التي لم يطلها التلحين بعد.

    تقول:
    Quote: ما هو تفسيرك او دليلك على ان محجوب شريف لا يكتب الا السهل الذي يستطيع ان ينجر مثله كل من كتب؟
    هنا أنتَ تقع في غلط كبير جدًا، فأنتَ تُسيء فهم وصف "سهل" باعتبار أنَّ كل من كتب يستطيع أن "ينجر" مثله، وهذا خطأ كبير في اعتقادي، فالسهولة أو البساطة المقصودة هنا هي الخلو من الخيال الإبداعي، وقد تكلَّمتُ بما يكفي ويزيد في ردودي على المُتداخلين في شرح معنى الخيال الإبداعي وهو ينقسم إلى أقسام فمنها الخيال المُركَّب والخيال التصويري، والخيال الفلسفي وغيره، ولكن شعر محجوب شريف يمتاز بالخيال البسيط وهذه البساطة مُتناسبة مع الغرض الأساسي الذي يُريده الشاعر من شعره ألا وهو (الوصول إلى القاعدة الجماهيرية) وهو ما عبَّرت عنه أنتَ بقولك:
    Quote: اول امر يجب ان يكون في خاطرك تحديد المتلقي (audience) و من هنا فان قصيدة عاشة من أصعب القصائد التي عالجها شاعر الشعب وهو يقدم نشيدا للوحدة لأبناء الجنوب فخاطبهم بلغة قريبة للغة عربي جوبا، ولكن في شعر غنائي مبين
    وهنا أراني أتفق معكَ تمامًا، فطريقة استخدام اللغة والخيال البسيط والسهل في إيصال أفكار "معقدة" أو "كبيرة" هو المقصود تمامًا من قولنا بأن أشعار محجوب شريف تتبع التيار "السهل" لأن بإمكان أي شخص من أي طبقة من طبقات المجتمع أن يفهم معنى الشاعر عبر لغته البسيطة، وهنا تأتي الإشكالية فإنكَ أخذتَ كلمة "سهل" على المحمل السيء رغم أنَّني قلتُ بشكل واضح وصريح بأنَّ هذه البساطة الموجودة في شعر محجوب شريف هي إنما قيمة في حد ذاتها، وقلتُ حرفيًا:
    Quote: والواقع أن الناظر في قصائد محجوب شريف قد يلحظ بساطة الخيال الإبداعي فيها، بحيث لا نجد في قصائده ما يسمى بالخيال المركب، أو الخيال التصويري، أو الخيال الفلسفي؛ وعلى العكس من ذلك فإن خياله يكاد يكون فقيرًا. وأنا شخصيًا لا أعتبر ذلك معيبًا في شعر محجوب شريف من حيث أنه شعر غنائي؛ فالشعر الغنائي في الواقع ليس مطلوبًا منه ذلك، فأدوات الخيال والتصوير والعمق الفكري هي أدوات أكبر من وظيفة الشعر الغنائي ولا تتناسب معه (...) ولكي نكون منصفين؛ فإنه لا يتوجب علينا توقع أكثر من هذا الخيال البسيط في شعر غنائي أو من شاعر غنائي، لأن البساطة هنا هي قيمة في حد ذاتها، ولا تقل قيمتها عن قيمة الموسيقى داخله. ولهذا فإن أغلب أشعار محجوب شريف يمكن أن تصنف على أنها من فن الأُرجوزة الذي تمثل فيها البساطة والموسيقى قيمتين أساسيتين واعتباريتين


    تقول:
    Quote: يا مثبت العقل و الدين ثبت قلوبنا علي طاعتك. من الذي استثني الموسيقي و الغناء من الفن "كمفهوم عام و قيمة إنسانية ينضوي تحتها الادب
    كان هذا تعليقًا على كلامي:
    Quote: والأمر ببساطة يتمثل في أن الشعر الغنائي ليس تابعًا للأدب؛ بل تابع للفن. وسوف يندهش البعض من هذا التفريق، ولكن هذا الاندهاش يزول عندما نعرف أن مصطلح الفن هنا يقصد به حصرًا ما يتعلق بالموسيقى والغناء، وليس الفن كمفهوم عام وقيمة إنسانية ينضوي تحتها الأدب، لأن الأدب بكل أشكاله وأجناسه ليس سوى أحد فروع الفنون، مثله في ذلك مثل الفن الغنائي والفن الموسيقي.
    الواقع أنَّ هنالك خلطًا آخر وقعتَ فيه، ولكن ربما بحسن نيَّة ليس أكثر، فكلامي واضحٌ في سياقه تمامًا، ولكن تكمن المشكلة في فهمنا لكلمة (فن) فعندما نقول إن الرواية فن، فهذا صحيح، وعندما نقول إن الموسيقى فن فهذا صحيح، وعندما نقول إن التمثيل فن فهذا صحيح، وعندما نقول إن الرقص فن فهذا صحيح وعندما نقول إن الرسم والنحت فن فهذا صحيح؛ لماذا؟ لأنها كلها تشترط "الإبداع" والإبداع فن ولهذا نستخدم هذه الكلمة استخدامات مختلفة ومتنوعة، وقد حاولت شرح فكرتي في أحد ردودي على الأخوة المُتداخلين برسم توضيحي لشجرة الفن التي تتفرَّع منها فروع أساسية وأخرى ثانوية، والأدب فرع من الفن، والموسيقى فرع من الفن، والتشكيل فرع من الفن، والتشكيل فرع من الفن، والتمثيل فرع من الفن. وقد فرَّقتُ في كلامي أعلاه بين الفن (كمفهوم عام ينضوي تحته الأدب) وبين الفن الموسيقي والغنائي. الأمر هنا أشبه بقولنا: "السيناريو لا ينتمي لفن الرواية بل ينتمي لفن الدراما" لأنه ورغم أن السيناريو عمل سردي قصصي إلَّا أنه لا ينتمي إلى الرواية أبدًا، بل هو نص سردي يتم توظيفه لأغراض فن التمثيل السينمائي أو الدرامي، ولهذا فأُسامة أنور عكاشة لا يُمكن أن يُعتبر روائيًا كنجيب محفوظ، وهذا لا يعني أبدًا أي تقليل لشأن أسامة أنور عكاشة ولإنتاجه ومكانته، ولكنه بالضرورة لن يُذكر عندما نقوم بسرد الروائيين المصريين أو الأدباء المصريين، ولكنه ربما يأتي أولًا عندما يكون الحديث عن الدراما المصرية العربية، وكذلك الأمر مع شاعرنا محجوب شريف وغيره من شعراء الأغنية السودانية، فهم لا علاقة لهم بالأدب ولكنهم أرقام أساسية ورئيسة في الكلام عن الغناء السوداني.

    تقول:
    Quote: هذه الملاحظة منك تؤكد انك لا تعرف كوعك من بوعك في الشعر
    وتقصد بذلك قولي:
    Quote: ومن الظلم الكبير أن نقارن بين أشعار القدَّال مثلًا وأشعار محجوب شريف، فشعر الأخير أقل قيمة دون شك. على أن القيمة المقصودة هنا ليست بالضرورة قيمة المعنى والدلالة، ولكننا نعني القيمة الشعرية كبناء فكري وفلسفي، وليس لغوي إيقاعي وحسب؛ إذ أننا لو راجعنا قصيدة (حنبنيهو) التي سبق الإشارة إليها أعلاه، سوف نجدها تنضح بالمعاني الجميلة والراقية جدًا، ولكن هذه المعاني الجيدة تم وضعها في قالب بسيط وساذج للغاية
    لا بأس أن أكون جاهلًا بالشعر في نظركَ، ولكن استشهادكَ بكلام الأستاذ فضيلي جمَّاع يُثبت كلامي:
    Quote: أكثر ما يميز كتابات هذا الشاعر أنّ جملته الشعرية وليدة تجربة الإنسان العادي صانع الحياة. يكتب في السياسة لكنه يعطيها جواز مرور عبر أفراح وأتراح محمد احمد السوداني صاحب القضية ‘فتخرج الكلمات هينة لينة دون تنطع أو حذلقة (...) أرأيت كيف تخرج المفردة طائعة مختارة ولكنها حادة كنصل السيف. إن القاموس الشعري لمحجوب شريف لصيق جداً بالبيئة السودانية. يستوحي المفردة من لغة الشارع والبيت -لغة الحياة اليومية. لهذا كان قريباً جداً من وجدان الناس لأنه يعبر عن تجربتهم اليومية بشفافية وصدق.
    هنالك مشكلة أساسية وهي أن بعض المفردات لا يكون لها الوقع ذاته عند اختلاف السياق أو عند اختلاف فهمنا للسياق، فأنتَ لديكَ حساسية مع كلمة "بسيط" و "سهل" و "ساذج" التي تصف أشعار محجوب شريف، ورغم أن المعنى ببساطة هو نفس ما قاله أو ما حاول قوله الأستاذ فضيلي جمَّاع، ولكنك تقبَّلتَ مفردات الأستاذ فضيلي جمَّاع بصدر رحب واحتفائية عالية، واعتمدت على مفرداتي (التي تخدم نفس الفكرة) لتصفني بأنني لا أفهم في الشعر؛ فما هو الفارق بين كلامي وكلام الأستاذ فضيلي جمَّاع؟ كلانا يحاول القول بأنَّ شعر محجوب شريف مفهوم لرجل الشارع "البسيط" لأنه شعر "بسيط" مثله، فأين المشكلة؟

    تقول:
    Quote: هل تستطيع ان تتصور وطن غالي نجومه تلالي في العالي؟ لولا انيميا الخيال الذي يكبلك لفعلت
    مازلتُ أرى هذا الخيال بسيطًا وساذجًا للغاية يُذكرني بغناء الأطفال وأناشيدهم التي يأخذونها في المدارس الأوليَّة، ولا أدري لماذا تعتقد أنَّ هذا الأمر مذمة في شعر غنائي المطلوب منه أن يكون بسيطًا وسهلًا (!)


    تقول:
    Quote: هنا ان هذه واحدة من أغراض و اجندة الكاتب الموهوم : يريد ان يقول لكم ان محجوب شريف الذي تقدسون و تضخمون لا يرقي لمستوي الادباء السودانيين بما فيهم الاديب هشام آدم الكاتب السردي!
    وهذا تعليقًا على كلامي:
    Quote: ما يهمني التأكيد عليه في الختام، هو أن محجوب شريف لم يكن سوى شاعر غنائي، وليس أكثر من ذلك، وهو في ذلك يحفظ مكانه بين الشعراء الغنائيين، ولكن ليس له مكان في لائحة الشعراء السودانيين، عندما يكون الحديث عن الأدب السوداني بشقيه النثري السردي والشعري. هذا الأمر لا يجب أن يُفهم على أنه تقليل من شأن محجوب شريف؛ فالشعر الغنائي هو جزء أصيل من الثقافة السودانية، والشعراء الغنائيون لهم مكانتهم المميزة في قلوب الجماهير ولا شك، ولكن فقط أقول هذا من باب وضع كل شيء في مكانه، بعيدًا عن التقديس والتضخيم.
    بالطبع أنا مسؤولٌ عن كلامي، ولكنني لستُ مسؤولًا عن فهمكَ وتأويلكَ له، وعمومًا فلا تعليق لي على كلامكَ وأتركَ الحكم فيه للقارئ

    تقول:
    Quote: عندما تقول ان محجوب شريف لم يكن سوي شاعرا غنائيا ولم يكن شاعرا(!)، من او ما الذي هداك الي هذا التصنيف الساذج للشعراء: شاعر غنائي وشاعر بعلامة تعجب!! وما الذي يدعوك للتحدُث عن شعراء الأغاني كأنهم "انفار" في الشعر بينما حميد والقدال “عمداء او جنرالات". انا اشرح لك الذي اوقعك في هذا المطب. انت أيها الكاتب صاحب قصة الجائزة، مثلك ومثل كثير من "المثقفاتية" السودانية مبهور بالأجنبي، وقرأت لأستاذك هذا "كريس روبلي" فانبهرت "بالخواجة" ولا أدرى لم عجزت ان تقرأ للدكتور طه حسين وتأتينا برأيه، او رأي العقاد أو رأي الدكتور عبد الله الطيب؟ ولماذا، وانت الكاتب والاديب الالمعي، لم تقرأ كتب الدكتور عبد العزيز حمودة: "المرايا المقعرة"، و "المرايا المحدبة" و "الخروج من التيه"؟؟ او لماذا لم تقرأ لأولئك الداعين للاستفادة من المستجد في الساحة النقدية الغربية أمثال: محمد مفتاح ومحمد بنيس وحميد الحمداني وحسين الواد وصلاح فضل
    هذا تصوير خاطئ للفكرة، فأنا لم أقل أن محجوب شريف أو أي شاعر غنائي هو شاعر "أنفار" ويدحض تصوُّركَ هذا كلامي في نهاية المقال:
    Quote: وحتى نتمكن من نقد وتقييم تجربة محجوب شريف الشعرية، يجب أن يتم تقييمها في فئتها الغنائية، جنبًا إلى جنب مع أشعار حسين بازرعة، هاشم صديق، محمد بشير عتيق، محجوب سراج، سيف الدسوقي وغيرهم من نخبة شعراء الأغنية السودانية
    فكلهم "جنرالات" (على حد تعبيرك) ولكن في مكانهم الطبيعي، أمَّا عن هذا التصنيف فأنتَ نفسكَ صنَّفتَ شعر محجوب شريف بأنه غنائي:
    Quote: و من هنا فان قصيدة عاشة من أصعب القصائد التي عالجها شاعر الشعب وهو يقدم نشيدا للوحدة لأبناء الجنوب فخاطبهم بلغة قريبة للغة عربي جوبا، ولكن في شعر غنائي مبين
    ولا أعتقد أنَّ أحدًا يُنكر غنائي شعر محجوب شريف إلا جاهل أو مُكابر، فغنائية شعر محجوب واضحة للعيان حتَّى أنَّ المعلومة نفسها هي من باب توضيح الواضح لا أكثر.


    تقول:
    Quote: خذها نصيحة مني ليس هنالك تصنيف للشعراء بل هنالك تصنيف للشعر، الا إذا اردت استخدامات التصنيفات المتعلقة بنوعية الشعر، أي المدح، الهجاء، الرثاء، الغزل ...,الخ. فالشاعر الواحد يمدح ويهجو ويتغزل
    الشعر مبنىً ومعنىً، وهنالك فرق بين الشكل البنائي للقصيدة وبين "موضوعات" القصيدة، ولا أحد يُصنِّف الشعراء بحسب الموضوعات الشعرية إلَّا إذا غلبت إحدى الموضوعات الشعرية على شعر أحدهم، كما غلب الرثاء على شعر الخنساء، وكما غلب الهجاء على شعر الحطيئة وكما غلب الغزل على شعر قيس بن الملوح وهكذا، ولكن لا يُمكنكَ أن تقول أنه لا تصنيف للشعراء (من حيث البناء) فهنالك تصنيفات للشعر العربي من حيث البناء: شعر التفعيلة، الشعر الحر، شعر النثر ووو إلخ.

    تقول:
    Quote: يا لسذاجتك أيها المثقف الموهوم، شاعر الشعب كان يرسم قصيدته بعشرات الصور، و حاشا لابي مي ان يفكر في حديقة حيوان، الصورة التي انتقل اليها من البناء المادي للاستقرار هي صورة الامن و الطمأنينة، عندما تسرح الغزالة و حنبها الزرافة و ترك القمرية دون ان يفزعهما صوت بارود او انتنوف! وقع ليك يا اخوي
    وقع لي تمامًا، ولكن الدلالة على الاستقرار يكون أبلغ بتصوير "تسرح الغزالة جنبها الأسد" مثلًا، بحيث يستحيل اجتماع هذين الحيوانين إلا في حالة استثناء، ولكن الواقع أن الغزالة تسرح فعلًا إلى جنب الزرافة سواء أكان هنالك استقرار أو لم يكن هنالك استقرار، فليس هنالك مفارقة تذكر في هذا التصوير، ولكن عندما تصور لنا التقاء واجتماع حيوانين لا يُمكن اجتماعهما هنا تكون المفارقة النادرة التي يُمكن أن يكون عليها التأويل في الخيال. أمَّا في قوله (ركَّ قمري طاري) فأنتَ ترى أن ركة القمرية دلالة على الاستقرار بحيث لا يفزعها صوت البارود، وهذا تأويل لجانب .. فما بال الجانب الآخر (طار) فما الذي أفزع القمرية وجعلها تطير بعد أن ركت؟ الجُملة لا معنى لها أصلًا (رك قمري طار) !!

    عمومًا هذا وكل ما أتيتَ به لاحقًا ينصب في خانة "الذائقة الشعرية الخاصة" والتي قد نتفق أو نختلف حولها دون أي مشكلة، ولكن الفكرة الأساسية من المقال هي تصنيف شعر محجوب شريف في كونه شعرًا غنائيًا ويجب أن يتم نقده في هذه الفئة وليس في أي فئة شعرية أخرى.

    تحياتي لك وأشكركَ على قراءة المقال























                  

العنوان الكاتب Date
محجوب شريف كاسح الالغام من طريق الثورة والثوار بقلم حسين الزبير حسين الزبير11-12-14, 04:23 AM
  Re: محجوب شريف كاسح الالغام من طريق الثورة والثوار بقلم حسين الزبير هشام آدم11-12-14, 08:58 AM
    Re: محجوب شريف كاسح الالغام من طريق الثورة والثوار بقلم حسين الزبير حسين الزبير11-13-14, 06:19 AM
    Re: محجوب شريف كاسح الالغام من طريق الثورة والثوار بقلم حسين الزبير Hamid Elsawi11-13-14, 06:26 AM
      Re: محجوب شريف كاسح الالغام من طريق الثورة والثوار بقلم حسين الزبير هشام آدم11-15-14, 03:13 AM
        Re: محجوب شريف كاسح الالغام من طريق الثورة والثوار بقلم حسين الزبير هشام آدم11-15-14, 03:19 AM
          Re: محجوب شريف كاسح الالغام من طريق الثورة والثوار بقلم حسين الزبير عبدالمنعم العوض11-15-14, 11:55 AM
            Re: محجوب شريف كاسح الالغام من طريق الثورة والثوار بقلم حسين الزبير حسين الزبير11-16-14, 05:55 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de