لحـظـة مـن فضـلك!

Quote: طيب يا رآفت ويا محمد نرجع لموضوعنا: انا عايزه اقول الاتي يقال أنه لولا تكرار الكلام لنفد . أعترف أن ما قلت به من البديهيات في حق الأوطان ،ولكن أي أوطان ؟ ذلك هو السؤال . ولكن ومع ذلك فالتذكير بمجمل القيم العليا والفاضلة التي يجب أن يهتم بها الناس ويلتفوا حولها يصبح واجبا إنسانيا يجعل من ذلك الإهتمام ممارسة يومية وحياتية وليس مجرد ( طق حنك ) كما نقول في السودان أو ( حكي ) كما يقول أهل الشام. وصدقوني ، أنا لا أرى أن التذكير والتبشير بتلك القيم من نوع (فرض الكفاية) الذي إذا قام به البعض سقط عن الباقين ، لأني أرى ذلك الواجب وبلغة الفقه استعارة( فرض عين) يجب أن نصطف للدفاع عنها مجتمعين. ومن هنا وحين قلت : الامان والكرامة والحرية هما العنوان الرئيسى للانتماء وإذا كان الظلم والغدر قد استشرى وأصبح غراب البين عنوان لهذا الوطن فليس هذا بوطنك .وطنك هو مكان تلوذ فيه وتجد فيه البشر يعاملون كبشر بكل المعانى والكلمات المنصوص عليها فى كل الاديان السماوية والقوانيين البشرية العادلة فإني أعني ما أقول ، وقد تنبه لذلك قبل أكثر من ألف وأربعمائة سنة عمر بن الخطاب فقال : متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا . إنها صرخة من أجل الحرية لا يريد تجار الدين والسياسة أن يتوقفوا عندها . مثلما تنبه لذلك أيضا إمام المتقين علي بن أبي طالب فقال قولته المشهورة : الغنى في الغربة وطن .. والفقر في الوطن غربة . ولكم أن تفككوا عبارة الفقر لتستدعوا معها سائر القيم الفاضلة من حرية وكرامة وأمان ، وجميعها يسخر بها الفقر خاصة حين يكون ذلك الفقر بفعل فاعل كان بسبب سياسات نظام حكومي أو تقاليد إجتماعية. أسمحوا لي أن أختتم مذكرة ، أنه وفي فضاء العولمة الواسع وإزدهار سوق حقوق الإنسان يصح التساؤل :وأي وطن هذا الذي تلوذ فيه فلا تجد فيه البشر يعاملون كبشر بكل المعانى، ولكم جميعا ، متفقين معي ومعارضين مودتي .