انقلاب 30 يونيو.. رسـالة الي عبـدالرحمـن سـعيـد!

Quote: منى الغالية سلام ومحبة مع إتفاقنا التام مع فحوى الرسالة ومع إنتظارنا ( بدون أمل ) لإجابات تزيل عتمة اليأس الذي تمدد في دواخلنا. لكنني أرى أن ( خيبتنا ) أكبر من أن نوجهها لشخص مهما عظم دوره أو تعددت مواهبه . عشنا زماناً نحلم فيه( بالسودان الجديد ) ، وندافع عن أطروحاته ، رأينا في مقررات أسمرا للقضايا المصيرية عصى سيدنا موسى التي ستلتهم لا محالة خيبات ماضينا . لم لا ؟؟ ولأول مرة منذ الإستقلال يجتمع ( سادتناوساستنا ) ليشخصوا أصل المشكل الذي استعصى على أبرع النطاسين ويحددوا كذلك ( الدواء ) الناجع . لم نكن مرتاحي الضمير ونحن نرى أن التجمع الوطني الديمقراطي قد رهن كل مستقبله السياسي للمفاوضات التي كانت تجري بين الحكومة وعضو من أعضائه حتى لو كان هذا العضو هو الحركة الشعبية بكل ثقلهاالعسكري . ولم نكن مرتاحي الضمير ونحن نرى التجمع يقوم بدور ( البوق ) لما يصدر من الحركة من تصريحات بخصوص المفاوضات الذي استبعد ( عمداً ) منها وقبل الدنية في دينه . تفهمنا موقف الحكومة من إصرارها على استبعاد التجمع ( لأنها كانت منطقية وصادقة مع نفسها ) لكننا لم نستوعب ( عدم اصرار ) الحركة على وجود التجمع عضواً أصيلاً في المفاوضات حتى لو أدى هذا الموقف لتوقف المفاوضات التي لم يكن للحكومة من خيار سوى المضي قدماً فيها . في هذه الجزئية لا أبد أن أشير باحترام لموقف السيد الصادق المهدي المعلن في الأجهزة الإعلامية من عدم جواز ربط مستقبل السودان لإتفاق فصيلين لا يملك أحدهما حق الإدعاء بأنه يمثل كل الشمال ولا يملك الآخر حق الإدعاء أنه يمثل كل الجنوب . صعقنا وصعق معنا التجمع ونحن نسمع أن الحركة تطالب في أحد مراحل المفاوضات ( بالكونفدرالية ) .أقول صعق معنا التجمع لأن قادته أمثال الأستاذ فاروق أبوعيسي كانوا صادقين مع أنفسهم حين قالوا أن خيار الكونفدرالية لم يكن من الخيارات المتفق عليها داخل التجمع ، وأقول صعقنا لأننا صدقنا وثيقة القضايا المصيرية التي تقول أن الوحدة هي الخيار الأول الذي يسعى إليه الجميع . منذ ذلك التاريخ أصبح التجمع يداً سفلى يتم التعطف عليها وما ترينه أختي الغالية منى وتحسينه من يأس هو نتيجة طبيعية لوضع لم يكن من الأصل طبيعياً.