علي كرتي يقود وفد السودان للتطبيع مع اسرائيل .. لتاكيد كذب اهل الانقاذ !!!!!!

Quote: نقلا عن صحيفة الصحافة : بهدوء شديد وبلا ضجة اعلامية او مماحكات سياسية التحق السودان وعلى وجه التحديد "الشق الانقاذي" في حكومة الوحدة الوطنية، بقطار مؤتمر "انابوليس" الذى انطلق أمس الثلاثاء بعد اجتماع عربي شهد اجماعاً نادراً على قبول الدعوة للمشاركة في المؤتمر الذي تنظمه ادارة الرئيس جورج بوش . وفي الوقت الذي كان المؤتمر العام الثاني للمؤتمر الوطني الحاكم يصدر بيانه الختامي الجمعة الماضية متحدثا عن قلقه من انعكاسات الاوضاع الدولية على المنطقة، وانه لايزال "ينظر باشفاق وقلق شديدين لمآلات الاوضاع في فلسطين والعدوان الاسرائيلي المتكرر على الابرياء من ابناء الشعب الفلسطيني". وخلص البيان الى ان "مشروع الشرق الاوسط الكبير، الهادف الى تقسيم دول المنطقة وتجزئتها خدمة لمصالح الدول الكبرى ماض في مخططاته، وازاء هذه الاوضاع الدولية والاقليمية الخطيرة وغير العادلة يوجه المؤتمر العام للمؤتمر الوطني نداء لابناء الشعب السوداني يدعوهم فيه الى الانتباه وشحذ العقول وزيادة الوعي الوطني بأهمية الامن القومي للسودان في ظل اطماع الدول الكبرى الواضحة والمعلنة? فالوعي الوعي الوطني قبل ان يصحو هذا الجيل ويجد نفسه بلا وطن ولا ارض ولا موارد". في مساء الجمعة ذاتها التي صدر فيها بيان الحزب الحاكم خرج الامين العام للجامعة العربية، عمرو موسى بعد اجتماع لجنة تفعيل المبادرة العربية ليعلن للصحافيين ان الدول العربية الـ (16) التي شاركت في الاجتماع، ومن بينها السودان، وافقت بالاجماع على قبول الدعوة الامريكية والمشاركة في اجتماع انا بوليس على مستوى وزراء الخارجية. ولكن الحكومة السودانية يبدو انها رأت ان تشارك فى المؤتمر بمستوى منخفض اقل من الوزارى فقد ضمت قائمة المشاركين فى المؤتمر التى وزعت امس اسم السفير السوداني لدى واشنطن جون اكويج حمل الرقم 18 من 52 دولة مشاركة. ولما كان وزير الخارجية بالوكالة علي كرتي هو من مثل السودان في هذا الاجتماع العربي، بدأ المحللون في التساؤل ان كانت الحكومة السودانية قررت رسميا الشروع في الانخراط في عملية التطبيع العربية الجماعية مع اسرائيل وان كان الامر كذلك فما هو المقابل السياسي الذي حصلت عليه لقاء هذا الانقلاب الكبير في السياسة الخارجية على المواقف المعلنة للمؤتمر الوطني ذات التوجهات الاسلامية المعروفة تجاه القضية الفلسطينية؟ موقف السودان الرسمي من المسألة نقلته وكالة الانباء الرسمية "سونا" على لسان الوزير كرتي بعد عودته من اجتماع القاهرة، حيث اكد قبول اللجنة الوزارية لمتابعة مبادرة السلام العربية الدعوة الامريكية لحضور مؤتمر انا بوليس للسلام في الشرق الاوسط على مستوى وزاري للبحث في قرارات الشرعية الدولية وخارطة الطريق ومبادرة السلام العربية. وقال كرتي ان السودان "تلقى الدعوة ضمن دول اللجنة المكونة من 13 دولة عربية بالاضافة لاطراف اخرى ذات تأثير على عملية السلام". واعتبر كرتي "ان هناك محاولة لسرقة المبادرة العربية وافراغها من محتواها وبحيث يأخذ منها ما يناسب المزاج الاسرائيلي واهمال بقية مكونات المبادرة العربية،" واضاف ان اهمية اجتماع القاهرة ليس في تحديد الذهاب الى انا بوليس من عدمه وانما تكمن اهميته فيما طرح فيه من موضوعات بضرورة ان يتضمن المؤتمر المزمع عقده القضايا العربية الشاملة وليس القضية الفلسطينية معزولة. وقال ان خطاب الدعوة الامريكية "حاول اقصاء سوريا ولبنان رغم الاشارة للمبادرة العربية، وان ذلك يجب ان يتم وفقا لشروط عديدة اهمها اعادة كامل الاراضي الفلسطينية والسورية واللبنانية وكافة الحقوق الفلسطينية المشروعة". وحول موقف السودان من المشاركة في مؤتمر انا بوليس تجنب الوزير كرتي الاجابة مباشرة على السؤال واكتفى بالقول "ان موقف السودان كمجمل الدول العربية وهو يرى انه لابد من التركيز على مجمل القضايا العربية في اطار المرجعيات المتمثلة في قرارات الشرعية الدولية وخارطة الطريق ومبادرة السلام العربية". ولاحظ المراقبون انه في اليوم التالي مباشرة، وعقب اجتماع عقده مستشار الرئيس مصطفى عثمان اسماعيل مع القيادي بحركة فتح عزام الاحمد يوم السبت الماضى بالخرطوم بشأن توطين ألفين من اللاجئين الفلسطينيين العالقين على الحدود العراقية مع سوريا والاردن، وعندما قال المسؤول الفتحاوي انه بحث مع اسماعيل الدور الذي يمكن ان يلعبه السودان في دعم الموقف الفلسطيني في مؤتمر انا بوليس. غير ان مستشار الرئيس سارع الى الايحاء بان السودان لم يحدد بعد مسألة مشاركته في مؤتمر انا بوليس قائلا "ان امر المشاركة ستحدده رئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية"، مضيفا ان موقف السودان ينطلق من مواقف الجامعة العربية المساندة للقضية الفلسطينية". ويرى المفكر الاسلامي واستاذ العلوم السياسية، الدكتور حسن مكي، ان مؤتمر انا بوليس عمل سياسي ضخم وليس من الحكمة ان يعتزله السودان. وقال لـ"الصحافة" ان السودان عضو في جامعة الدول العربية وعضو في لجنة الاثني عشر "يجب ان يحضر المؤتمر وان يكون متابعا ولا ينبغي ان يكون معزولا" مبينا ان ما يحدثه المؤتمر من انعكاسات سلبية أو ايجابية سيتأثر بها السودان. وحول ما اذا كانت مشاركة السودان تعد مؤشرا باتجاه التطبيع، قال إذا جنحت اسرائيل للسلام فالسودان سيكون ملزما بنتائج المؤتمر المتمثلة في قراراته وتوصياته واضاف انه ليس من الحكمة ان يبرز السودان وكأنه شيء نشاز ولا يلتزم بقرارات الجامعة العربية. كما نفى رئيس الهيئة الشعبية لدعم العقيدة والوطن البروفيسر حسين سليمان ابوصالح لـ"الصحافة" ان تكون مشاركة السودان في مؤتمر انابولس اتجاها من الحكومة للتطبيع مع اسرائيل ، واضاف ان المؤتمر لا يعدو ان يكون بغرض تحديد بداية للتفاوض بين فلسطين واسرائيل، قائلا ان مشاركة السودان بشكل مباشر لأول مرة في قضية الشرق الأوسط ، ناتج من تلبيته الدعوة للمشاركة شأنه شأن الدول الكثيرة المشاركة. وحاولت "الصحافة" استنطاق مسؤولين رسميين حول مشاركة السودان فى انابوليس ومؤشرات ذلك على مستقبل علاقات السودان باسرائيل لكنها تجنبت التعليق.