سرقات جديدة للنفط السوداني

Quote: سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 9/10/2005 9:54 ص بــروفـــــــايل عـــــوض الجـــــاز.. رجـــــل ومـــــراحــــل دكتور مادبو: الجاز أنجح وزراء الإنقاذ..!! دكتور كدودة: هو انطوائى..!! دكتور الساعوري: لا يكسب الأعداء بسهولة الاستاذ عبدالله بدري: يحتاج لمرونة أكثر..!! سلمى التيجاني ** أزمة دبلوماسية كادت تحدث بين السودان وفرنسا.. فالأخيرة دعت وزير الطاقة الدكتور عوض الجاز لحضور احد المؤتمرات المتعلقة بوزارته بباريس.. لكن عليه المشاركة بصفة شخصية لأن العقوبات التي كانت مفروضة على السودان حينها تمنع من استقبال الحكوميين بصفاتهم الرسمية.. فكان أن رفض د. الجاز المشاركة.. ولم يذهب إلا بعد أن تمت دعوته واستقباله كوزير للطاقة بحكومة السودان. هذا ملمح من شخصية د. الجاز.. الصارم.. الجاد.. الذي يصفه د. آدم موسى مادبو وزير الطاقة في حكومة الاحزاب ونائب رئيس حزب الأمة القومي بـ «أنجح وزراء الإنقاذ . الرجل مهاب بالدرجة التي دفعت الكثيرين للاعتذار عن الحديث عنه.. وتردد آخرون شبا دعونا نبدأ معه الرحلة عن من قرية شبا احدى قرى معتمدية مروي حيث رزقت الحاجة نفيسة محمد جكنون في عام فيضان 1946م «أوهكذا يؤرخ لمواليد تلك السنوات» بطفل ثالث اختاروا له اسم عوض.. وقد رزقت بمحمد الحسن وعائشة وجاء بعده عبدالله.. نشأ في احدى الأسر الشمالية المتماسكة بين أعمامه وأبنائهم يجمعهم البيت الكبير.. وقد أسهمت طبيعة المنطقة في تشكيل ملامح شخصيته الأولى.. إذ نشأ في أسرة رقيقة الحال فعمل وهو صغير في الزراعة وأعمال اليومية.. وتميز منذ صغره بإجادة أعمال البناء والنجارة فكان مسؤولاً عن ترميم وتشييد منزل الأسرة هو وشقيقه الأصغر كما قال أحد أبناء عمومته. بدأ مراحل دراسته بالخلوة فكان أحد ألفوات خلوة شبا.. وفي مدرسة البركل الأولية اشتهر بأنه «صاحب الرياضيات» وفي مدرسة مروي الوسطى برز عوض كإداري بالداخلية فكان رئيس احدى داخليات المدرسة في السنة الثالثة وإمام مسجد المدرسة.. كما تميز كلاعب كرة سلة مصطحباً معه تميزه السابق في مادة الرياضيات.. في عام 1962م كان أحد مجموعة طلاب شكلوا أول دفعة لمدرسة مروي الثانية.. فكانوا يدرسون تحت الشجر بمنزل الحاكم العام ويستغلون مبانيه كداخليات للسكن.. وكان المسؤول الاداري الأول بالداخلية. مروي الثانوية في عام 63-64 كان رئيساً لأول اتحاد للطلاب بمروي الثانوية.. وكان اتحاداً سرياً قاد أول إضراب مطلبي نقابي يتعلق بنقص المعلمين والمعامل بالمدرسة. في عام 1966 تم قبوله بكلية الآداب جامعة الخرطوم وقد تخصص في مادتي الجغرافيا واللغة العربية. حسن علي الساعوري «مدير جامعة النيلين الآن» احد ابناء منطقته وكان قد انضم للأخوان المسلمين منذ بداية دخوله للجامعة.. وقبل أن تنقضي السنة الأول كان يقدم الدعوة لعوض الجاز للإنضمام الى صفوف الأخوان.. وقد كان لتبدأ رحلته في الحركة الاسلامية منذ ذلك التاريخ. كان دفعته بالجامعة الاستاذ علي عثمان نائب رئيس الجمهورية ود. قطبي المهدي «أمامه بسنة» ود. نافع علي نافع ود. تاج السر مصطفى والاستاذ أحمد إبراهيم الطاهر «أمامه بسنتين» وصابر محمد الحسن محافظ بنك السودان.. وزامله د. بشير عمر وزير المالية السابق والزهاوي إبراهيم مالك وزير الاعلام الاسبق ود. لام أكول القيادي بالحركة الشعبية. لم يشارك عوض الجاز ومنذ انضمامه للأخوان في عمل تنظيمي مفتوح.. فقد تم اختياره للعمل التنظيمي. بعد التخرج عمل موظفاً في مركز تطوير الادارة والكفاية الانتاجية «مركز تطوير الادارة الآن» وفي هذه الفترة «1975» كان يسكن مع مجموعة من زملائه بمنطقة بري بالخرطوم «عزابة» وكان يقوم بكل مهام المنزل وبخدمة زملائه تطوعاً منه. المرتزقة أيام حركة الجبهة الوطنية المعروفة بحركة المرتزقة كان له دور داخل الخرطوم لكن مختلف عليه، فبيما يرى بروفيسور حسن علي الساعوري بأن د. الجاز كان حلقة وصل بين المسلحين القادمين من ليبيا وبين الموجودين داخل الخرطوم وأن مهمته كانت متعلقة بالإعداد والمتابعة للمجموعة التي كان عليها استلام المطار.. يقول الشيخ عبدالله بدري إنه لا علم له بذلك «ربما لأن عمله غير معلن لذلك تصعب معرفته». ربما كان ذلك من الاسباب التي جعلته بعيداً عن أيدي النظام المايوي ومعتقلاته... في عام 1978 ابتعث لأمريكا لنيل الماجستير والدكتوراة في جامعة جنوب كاليفورنيا بلوس انجلوس وكان معه بذات الجامعة د. بابكر محمد توم ود. نافع علي نافع بجامعة رير سايد بالقرب من لوس انجلوس وكان سيد الخطيب ود. أمين حسن عمر ويحيى حسين بجامعات أخرى بأمريكا في ذات الفترة. كان في ذلك الوقت في قيادة التنظيم العالمي للأخوان المسلمين المسؤول عن غرب أمريكا.. بجانب تميزه كرجل اجتماعي بين الأسر السودانية هناك فكان يقوم بأعمال وخدمات مختلفة.. في عيد الأضحى كان يمر على كل السودانيين للقيام بالذبح.. وتجده في آخر اللحظات في بيت كل مسافر كما يقول د. عثمان بدري الذي كان معه بذات الجامعة بكاليفورنيا.. ويتحدث د. عثمان عن مهارة عوض الجاز في ترتيب وتنظيم الأشياء وترتيب الحقائب بصورة مذهلة. وفي ذلك الوقت يجد السودانيون - كزنوج بأمريكا - صعوبة في دخول صالونات الحلاقة فكان يقوم بذلك وبطيب خاطر. ےبنك التضامن عاد الى الخرطوم في 81-1982م بعد أن نال درجة الدكتوراة في علم الادارة بتخصص يسمى «التحفيز».. وتحول الى العمل في بنك التضامن مع مواصلته لعمله التنظيمي الخاص بتغيير في المواقع.. إذ شغل أمانة التخطيط والتنظيم بالتنظيم في عام 1986م حتى مجىء الإنقاذ. في بنك التضامن عمل مديراً للشؤون الادارية.. ويقول الشيخ عبدالله بدري رئيس المجلس التشريعي بولاية الخرطوم وأحد قيادات الحركة الاسلامية ونائب مدير بنك التضامن وقتها إن د. الجاز كان يسمى في البنك «بالإمبراطور» لأنه جاد ودغري.. عند مجيء الانقاذ تم اختياره وزيراً لرئاسة مجلس الوزراء من 92-96 فكان أداء الوزارات يصب على طاولته. واشتهر بين موظفيه بالقطعيات فكان دائماً يردد «أريد حديثاً قاطعاً».. ويقول الاستاذ احمد عبدالله التوم الذي كان مديراً للعلاقات العامة والإعلام بمجلس الوزراء إن خطط الجاز كانت لا تقبل الإنشاء.. وعُرف بتفويض الصلاحيات للإدارات التي تعمل معه.. وكان لا يعمل إلا وفق خطة محددة بزمن يحدده هو أو منفذ الخطة. في تلك الفترة كان يطوف على الوزارات ويطلب خططاً سنوية محددة ومفصلة. واشتهر بمفكرته التي لا تفارقه وهو يسجل الملاحظات والتواريخ لكنه يحفظ كل ارقام التلفونات التي يحتاجها في رأسه. أزمة مشروع الجزيرة يقول أحمد عبدالله إنه كان يعلم كل المعلومات التفصيلية عن المشروعات التي يقوم بها أو القضايا التي تحت مسؤوليته ولا يستعين بأحد في ذلك تعينه في ذلك طبيعته الميدانية.. إذ كان يميل لاتخاذ القرارات بمشاركة الجهات ذات الصلة ولكن من الميدان. ففي احد المواسم الزراعية تعسرت الزراعة بمشروع الجزيرة - والعهدة لأحمد عبدالله - فكان أن دعا وزراء الزراعة والري والمالية ومحافظ بنك السودان ومدير البنك الزراعي وذهبوا للمشروع ومروا على المناطق التي بها أزمات فكان يسأل المزارعين عن نوع المشكلة.. وبعد الطواف وفي المشروع عقد اجتماعاً واتخذ قرارات بتكاليف لكل وزارة وكون لجنة لمتابعة تنفيذ القرارات. ويقول أحد الموظفين بمجلس الوزراء إن التقارير التي يطلبها كانت غير مألوفة.. إذ يطالب بتوضيح الإنجازات والإخفاقات. ثم انتقل للعمل وزيراً للتجارة ولم يمكث طويلاً حتى تم اختياره وزيراً للطاقة.. وذاع صيته باستخراج وتصدير البترول.. د. آدم موسى مادبو يقول إن البترول كان معروفاً منذ أيام شركة شيفرون ولكن استخراجه وتصديره يعتبر من أكبر نجاحات د. عوض الجاز.. ويعتقد ان اتفاقيات البترول السرية من أكبر المآخذ على د. الجاز اضافة لعدم ظهورعائدات البترول حتى في الميزانية السنوية «مما يضع استفهامات وحديثاً حول استثمار اموال البترول بالخارج واستغلالها لتمويل الحزب الحاكم». هالة ويذهب د. فاروق كدودة الخبير الاقتصادي المعروف الى أن د. الجاز بالانطوائية والسرية التي يتميز بها خلق هالة حول نفسه «وكأنما البترول اكتشاف شخصي له وبغيابه سينضب».. ويرى كدودة ان المهام الخاصة التي كان يقوم بها د. الجاز في الحركة الاسلامية أعدته للنجاح في الوزارة. ويرى أنه نجح في تعتيم عائدات البترول «فلم نعد نعلم من هو القيّم على هذه العائدات وزير المالية أم وزير الطاقة؟». ويؤكد أن اكتشاف البترول يعتبرنقلة مهمة في اقتصاد السودان «وعادة في الدول النامية تربط هذه الأشياء ببركات الأشخاص فيقال راجل بركة». ويضيف كدودة: لا أعرفه شخصياً لكنه عموماً من الوزراء الناجحين في الانقاذ. تقارير ويؤكد د. الحاج آدم يوسف الذي كان وزيراً للزراعة عندما كان د. الجاز وزيراً للطاقة أنه وطيلة وجوده في اجتماعات مجلس الوزراء «ستة أشهر» لم يشهد تقريراً لوزارة الطاقة بالرغم من المطالبات المتكررة بذلك . في المجلس الوطني أثيرت قضية وجود القبيلة بوزارة الطاقة.. وكان أن طالب البرلمان توضيحاً من وزارة الطاقة بذلك لكن الأمر أحيل للجنة الطاقة بالمجلس الوطني. عبدالله بدري الذي كان عضواً بالبرلمان حينها قال إن د. الجاز نفى وجود مثل هذه الاستمارة لكن لاحقاً اتضح وجودها لكن دون علمه.. أما د. الحاج آدم فيقول ألا معلومات تفصيلية لديه في هذا الموضوع. بروفيسور حسن علي الساعوري يؤكد أنه من المستحيلات وجود نزعة قبلية بدكتور الجاز. ويضيف: «عاتبته على ذلك فأقسم لي بعدم صحته وقال إنه اجرى احصاء بالوزارة فوجد من بين عشرات القيادات أربعة فقط ينتمون لقبيلة الشايقية». ويضيف الساعوري: «قد يطرب عوض للطمبور لكنه لا يعرف التعنصر للقبيلة.. ويؤكد أنه تمرد على أعراف القبيلة وتزوج من خارجها من منطقة رفاعة وكان هذا التصرف غير مألوف في ذلك الوقت». صفات ويتحدث البعض عن الصرا مة التي يتميز بها د. الجاز وأثرها السلبي في العلاقات التي كان يمكن أن يخلقها في مجال عمل وزارته.. اضافة لشح المعلومات المتوافرة عن البترول.. د. مادبو يرى قلة المعلومات عن البترول من السلبيات الواضحة.. ويرى بروف الساعوري ان من احدى طباع د. الجاز الكتمان فليس من السهولة أن تخرج منه معلومة «قد يكون هذا أحد أسباب اعتماد الانقاذ عليه»، ويقول عبدالله بدري «لولا هذه الصراحة لما أنجز ما أنجز.. هذه الوزارة تحتاج لرجل صارم وقوي». ويفيد د. كدودة: لا أعرفه شخصياً. لكن هناك صفات يتحدث عنها الذين التقوا به في مواقع مختلفة.. د. عثمان البدري وكيل وزارة الطيران يقول: إن دراسة الادارة ساعدته على التركيز على أهدافه الكبيرة وعدم الاستغراق في التفاصيل وأنه رجل جاد، يعبر أحد أبناء عمومته أفضل عدم ذكر اسمه أنه من المهابين في الاسرة وذوي القرارات فيها منذ صغره، يقول أحمد عبدالله الذي عمل بمجلس الوزراء إنه منضبط في مواعيده وفي حديثه فلا يتحدث خارج حدود تخصصه ومكان عمله.. ويرى د. كدودة إنه ليس رجل اقتصاد.. ومع ذلك نجح في وزارة الطاقة وأنه لم يكن ينتشر في الصحف ولا الندوات «كأنه يقول أحكموا على أعمالي». مميزاته ويفيد د. الحاج آدم بأنه يتسم بالجدية والمثابرة ومتابعة التكاليف التي توكل له «وتكون له لمسة واضحة في كل موقع يذهب اليه». ويعتقد بروفسور الساعوري انه لا يكسب عداوات بسهولة رغم أنه معروف بعدم المجاملة في الحق ولا يتحرج في انتقاد أي رأي مهما كان صاحبه ولذلك يرى الساعوري إن د. الجاز صعد في السلم التنظيمي الى القيادات العليا. عبدالله بدري يقول إنه تولى مسؤوليات في قيادة المكاتب التنفيذية للحركة الاسلامية ولم يكن من منظري ولا مفكري الحركة وأن عمله كان يرتبط بشؤون العضوية وترتيب الشؤون الداخلية مما أتاح له - وفقاً لبدري - حرية في التحرك.. وأبعده من المعتقلات والسجون. ويقول إن أهم مميزاته أنه لا يميل لأنصاف الحلول «لكن تجربته مع الانقاذ اكسبته قدراً من المرونة». ويؤكد بدري انه «يحتاج الى مجاملة ومرونة وروح تفاهم أكثر كما يرى البعض».