اقبـــض.......عنصــــري

الاخ شنتير
تحياتي

بالنسبة لموضوع المقـــارنة هنالك الكثير من أوجـهه الشبه بين السودان وأمريكا تعدد الاثنيات والثقافات هيمنة البيض علي كل مقاليد الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وتاريخ الرق في الولايات المتحدة، في السودان يوجد تعدد الثقافات والاثنيات واللغات وهيمنت ألاثنيات المستعربة المسلمة علي مقاليد الحياة الثقافية والسياسية والاقتصادية، وفي السودان مورست تجارة الرق حتي وقت قريب والتي لازالت مخلفاتها اللغوية تلاحقنا الي هذا اليوم والتي يستخدمها بعض جهلاء السودان المستعربين من أمثال عب وخادم وفرخة في غياب الموصوف وأحيانا في حضوره، وعكس الاوربين والامريكيين الثقافة العربية الاسلامية حتي يومنا هذا لم تعتذر أو تتأمل بنظرة نقدية تاريخها السئ فيما يتعلق بتجارة الرقيق وأثارها المعاصرة لأن الثقافة الاسلامية العربية ثقافة دفن الرؤس في الرمال، بأي حال مسألة الرق في السودان كتب فيها الاستاذ محمد أبراهيم نقد تحقيقا جيدا عن تاريخ الرق في السودان وأتمني أن تطلع عليه، وأيضا فاطمة اليابانية لوسمعت بها وهي باحثة يابانية كتبت بحثا جيدا ولأول مرة عن المنبتين قبليا في السودان وهي تعني بذلك أحفاد العبيد السابقين الذين ينتشرون في كل مدن السودان الرئيسية والذين فقدوا هويتهم القبلية والثقافية نتيجة للعبودية، وهنالك أيضا محاولات أمير زاهر وكتاباته باللغة الانجليزية عن ماسماه *حكاوي خدم أمدرمان* التي تعكس الداينميك الذي يدور في هذه الاوساط أجتماعية
هناك حقيقة في السودان الان يا أخي تتمثل في إن الكثير من أبناء السودان وعوا لأخطاء الماضي ويريدون أن يبنوا وطنا جديدا حديثا، ومثل أفكارك لسؤ حظك سوف تواجهه دائما بالاستهجان والاستخفاف لأن الناس ماعادوا يقبلون هذه الافكــار العنصرية الخبيثة التي أنتشرت في جسد هذه الامة وسممت شكل العلاقات الانسانية التي فيه لفترات طويلة.

ومن حقك أن تحتفظ بمشاعر الكراهية تجاه الجنوبيين وكل ماهو أسود لأننا نحن الذين نريد سودان جديد لسنا مثاليين نعيش في فانتزيا وعالم احلام فنحن نعلم وجود هذه الافكار ونعلم مدي تفشيها في هذا السودان ونعلم علاقتها المباشرة بالحرب في السودان إن كانت هذه الحرب في الجنوب أو الشرق أو الغرب وما أنت الا فرد من بين ملايين يحملون مثل أفكارك ساهموا بشكل مباشر أو غير مباشر في أستمرار هذه المأساة في السودان، لذلك واجب المرحلة القادمة يحتم علينا أن يكون الرد علي حاملي هذه الافكار هو كشف زيفها وأدعائتها وأكثر من ذلك المسئولية الاخلاقية التي تحتم علينا التفكير في برنامج مناهض لهذه الافكـار و كيفية أعادة توعية الكثيرين من حاملي هذه الافكار التي تلقنوها من باكر الصبي ولم تتح لهم ظروف تطورهم الفكري أو الثقافي فرصة التشكيك في صحة هذه اليقينيات والمسلمات.
وربما تكون هي فرصة لك لاعادة مناقشة المسلمات العنصرية التي لقنت لها منذ الصغر، ودعك من نظرية أن كل الناس عنصريين وهذا ماسمعناه كثيرا في العديد من المنابر السودانية و غيرها وهم دائما غلاة العنصريين الذين يرددون مثل هذه القول المجوج لتمييع مفهوم العنصرية.