|
|
 ياسـر عرمـان يقـرر اعتـزال السيـاسة والسيـر في طريـق ود المكـي
|
ياسر عرمان يترافع عن نفسه أمام محكمة (الوفاق)ويقول:
لم نطو ملف مقتل قرنق ولازال الوقت أمامنا!!
لست خميرة عكننة والمشكلة اكبر من رئيس المجلس الوطني
ترغبين بتحويل نواب الحركة لهنود في برلمان مجري وهذا ليس عدلا
قررت الابتعاد عن السياسة والسير فى طريق ود المكي...
حاورته:صباح احمد
شائعة خبيثة راجت أمس الأول عن محاولة اغتيال تعرض لها ياسر عرمان رئيس لجنة الإعلام بالمجلس الوطني ونائب الأمين العام المكلف لقطاع الشمال بالحركة الشعبية كانت دافعي للاتصال بالرجل وحينما جاءني صوته عبر الطرف الثاني من سماعة الهاتف انتهزت الفرصة لتحديد موعد معه لأجراء حوار صحفي..
وبالفعل..كنت في الوقت المحدد بمكتب الحركة الشعبية اطلب الإذن لمقابلة ياسر عرمان..
وبعد السلام والاطمئنان علي سلامة الرجل كان مدخلا للحوار سؤالا مباشر عن أسباب احتجاجاته المستمرة علي قضايا بعينها داخل قبة البرلمان قلت
* ماهي حكاية ياسر عرمان في المجلس الوطني بالضبط؟
(رد بسرعة)
_ ماذا تقصدين بالسؤال؟
*قبل فترة ثرت داخل قبة البرلمان احتجاجا علي هتافات نواب المؤتمر الوطني وقلت أن للحركة الشعبية هتافاتها التي يمكن أن تملا بها البرلمان..هل حللتم كل قضايا البلاد فلم يتبق غير أمر الهتافات محتاج للحل؟
_ نقل عنى في وسائل الإعلام نني قلت إن الحركة الشعبية لديها هتافات مثل وييي وألوليا ..وانأ لم اقل ألولويا مطلقا بل قلت وييي فقط ,لان البرلمان وما تحت القبة البرلمانية رمزي يجب أن يوحد الشعب السوداني وفيه البرلمان هو المؤسسة الوحيدة التي تضم بشكل رمزي جميع أقوام السودان ..ونسعى للبحث عن مساحات مشتركة لا أن نقسم النواب على أسس وشعارات دينية وعرقية و نسعى ونتمنى أن نجد شعارات مشتركة تعلي من قدر السودان ونستظل جميعنا بظلها
(سكت قليلا)
هناك نقطة أخري غاية في الأهمية وهى أن الرئيس البشير حينما خاطب البرلمان خاطبه بصفته رئيسا للسودان وليس للمؤتمر الوطني ولذلك كان من مصلحة المؤتمر الوطني أن يردد شعارات تجمعه مع الآخرين ولا تشعر الآخرين بالغربة والابتعاد..
هناك قضية أخري وهى أن البرلمان جاء علي خلفية الحرب وهو برلمان المصالحة وجاء ليجمع لا يفرق ويصون لا يخرب وهذه هي الروح الجديدة والرسالة الجديدة التي يجب أن ننقلها للشعب السوداني فهل أخطانا في ذلك؟..
*كلام جميل..لكن ما علاقة هذا باحتجاجك على هتافات أهل المؤتمر الوطني؟
_ من حق أهل المؤتمر الوطني حينما يكون الرئيس في دورهم ونشاطاتهم السياسية أن يهتفوا بشعاراتهم التي تجد منا الاحترام حينما يمارسونها في الزمان والمكان الصحيحين.
*أظن أن المسألة تنطبق على الحركة الشعبية نفسها فليس من العدل تحريم أمر علي أهل المؤتمر الوطني بينما تحللوه لأنفسكم؟!!
_ طبعا..حينما يخاطب سلفا كير البرلمان أو أي من المؤسسات الوطنية علي الحركة الشعبية احترام الآخرين وعدم تحويل البرلمان لمنبر من منابرها فالهتافات ذات دلالة رمزية عميقة فالآخر المختلف عنك ثقافيا ودينيا لا توحده هذه الهتافات مع الآخرين الذين كان عليهم احترام حق غيرهم في أن يكونوا مختلفين والحفاظ علي ما يجمعنا وهو الوطن.. مع ملاحظة إننا أتينا من أديان وثقافات مختلفة فلماذا لا نحافظ ونسعى لما يجمع بدلا مما يفرق؟..
*حسنا..لكن ماذا بشأن خروجك من جلسة البرلمان الأربعاء الماضي بدعوى عدم وجود نسخة مترجمة من الوثيقة المعروضة للنقاش؟..
_ لو نظرت للأمر من الناحية القانونية والدستورية لوجدت إن الدستور نص علي العمل باللغتين..العربية والانجليزية..وهى لغات العمل كما أن جميع اللغات السودانية تعتبر رسمية ,من الناحية السياسية هذه القضية_يقصد اللغة_مربوطة باحترام التنوع الثقافي في البلد ..ونحن محتاجين للتمتع بحساسية فائقة تجاه هذه القضايا إذا أردنا أن نمضي في مشروع توحيد السودان.
(سكت قليلا)
هناك أمر آخر متعلق بأن كثير من نواب الحركة الشعبية ليس لديهم إلمام باللغة العربية ويتعاملون مع قضايا سياسية ودستورية معقدة وليس بإمكانهم المساهمة في البرلمان واتخاذ قرارات بضمير يقظ ومرتاح دون أن يكونوا علي معرفة بما سيطرح وإذا طلبت منهم ذلك تكونين كمن يرغب بتحويل نوابنا لنواب هنود في برلمان مجري..لايفهم أي منهم الآخر,لا الهنود يعرفون اللغة المجرية ولا المجريين يعرفون اللغة الهندية وهذا ليس عدلا..
(كررها عدة مرات)
*ألا تتفق معي علي ياسر عرمان يمثل (خميرة عكننة) داخل المجلس الوطني وحكومة الوحدة الوطنية؟
(رد بسرعة)
_هذا يعتمد علي المكان الذي تنظرين منه إلي ياسر عرمان..لأني لم أكن في يوم من الأيام (خميرة عكننة) كما تصفيني بل حاولت ما استطعت أن أسخر حياتي لما يجمع السودانيين لا ما يفرقهم,ولو كان هناك أمر جيد فعلته في حياتي لكان هو إيماني بالسعي المستمر للإخوة الشريفة والسعي لإعطاء بلادنا فرصة جديدة لتحقيق وحدتها علي أسس جديدة لا الوحدة القديمة..
*طيب..أنت رئيس للجنة الإعلام بالمجلس الوطني..هل أنت راض عن أدائك.. ألا تتفق معي علي انك وفي بعض الأحيان تقوم باستغلال موقعك لتمرير بعض الأعمال الحزبية بدلا من توجيه الجهد للعمل القومي؟
_ فترتي فترة تعددية سياسية واستطعت العمل مع زملائي من كافة الأحزاب لاسيما المؤتمر الوطني علي نحو جيد وقدمت رؤية جديدة تتطابق مع مرحلة السلام كما سعيت لبلورة إجماع من كافة المستفيدين حول القوانين المنظمة لحق التعبير مثل قانون الصحافة والمطبوعات ودافعت ولا زلت أدافع عن ممارسة صحفية حرة ولعل هذا هو جهد المقل في أوضاع سياسية معقدة ومازلت اسعي نحو الأفضل..
*أشرت لسعيك لبلورة إجماع حول القوانين المنظمة لحق التعبير..لكن ماذا بخصوص القانون المنظم لعمل الأحزاب..فالحركة الشعبية حتى الآن لم تدل برأي حول قانون الأحزاب المقترح؟
_قانون الأحزاب يظل بشكل عام قانون متوازن..هناك خلاف حول المادة الثامنة منه لكني علي يقين بأنه إذا توفرت الإرادة لدي الجميع يمكن أن يتم التراضي والتوافق,ثم أن القانون سيعبر عدة محطات في مجلس الوزراء والبرلمان ولا زالت الفرصة متاحة للتراضي حوله,لاسيما وانه قانون لابد أن يتم علي التراضي عليه لأنه يحقق علاقة صحية بين المعارضة والحكومة ويجعل من خطوات التحول الديمقراطي خطوات صحيحة وصحية ومنتظمة.
* حسنا..هناك تحركات يقوم بها بعض النواب لطرح الثقة من رئيس المجلس الوطني لاتهامه بتسخير موقعه لخدمة المؤتمر الوطني وغيرها من الأمور..هل يساند ياسر عرمان هذه الخطوة؟
(رد بسرعة)
_ أعتقد أن القضية ليست في رئيس المجلس الوطني..هذا البرلمان كان لحزب واحد ولديه ارث ثقيل وينعطف الآن نحو مرحلة جديدة وهناك تشابك بين ما هو قديم وما هو جديد ومن الظلم اختصار القضية في رئيس المجلس,وفي نفس الوقت من مصلحة رئيس المجلس والجميع التواؤم والانسجام مع متطلبات المرحلة الجديدة..
*هذه إجابة فضفاضة.. لكن.. دعنا ننح لسؤال آخر متعلق بالمجلس الوطني في دورته الماضية..ألا تعتقد أن البرلمان كان مجرد(بصمجي)علي القرارات و..
(مقاطعا)..
_ هذا ليس بصحيح ..أنت استخدمت واحدة من عبارات الاستهزاء التي أستخدمها أحد السياسيين..لكن من المهم موضوعيا القول أن المجلس الوطني فيه قوي حية داخل جميع الأحزاب..واحدث حراكا ورفض قوانين قدمت واسقط بيانات لوزراء وأثار قضايا جادة وإذا ما اقتنعت بأنه (بصمجي) لن أظل فيه يوما واحدا..لكنى أري انه سيساهم في الحراك السياسي والتحول الديمقراطي,ربما ليس بالكيفية التي تجعله مهرولا نحو التحول الديمقراطي لكنه يمضي بخطوات وئيدة نحو هدفه.
*حسنا..دعنا ندلف إلي سؤال متعلق بتفلت بعض منسوبي الجيش الشعبي والتي تبدو قيادة الحركة الشعبية عاجزة عن حسمه و..
(مقاطعا)..
_ لا توجد تفلتات أمنية و...
*(قاطعته بدوري)..إذن..ماذا يمكن أن نطلق علي ما حدث بمنزل العقيد ياسر جعفر الأسبوع الماضي أو ليس هو تفلت واضح و..
(قاطعني ثانية)..
_ اغتيال جندي تابع للجيش الشعبي أمر مجاف للقانون وللإجراءات وهذه قضية حدث تجاوز فيها لحصانة النائب صاحب المنزل ولحقوق الجندي الذي يتبع للقوات المشتركة وكان يمكن دعوة الشرطة العسكرية والنائب الأول ذهب بنفسه للمشرحة ولديه ملاحظات عديدة حول ما حدث..هذه قضايا حساسة ونحن نريد لبلادنا أن تنعم بالهدوء ونري إن من الواجب والممكن إيجاد آلية لتعامل أفضل مع مثل هذه القضايا لأنها مرتبطة بقضايا الناس وحقوقهم ووجوده..اللهم وقنا شرور أنفسنا..
(سكت قليلا)
_ في هذه القضايا علي وجه التحديد أري انه من الضروري الابتعاد عن التحريض وتعبئة الرأي العام ولولا حرصي علي الانسجام بين فئات الشعب والتعايش السلمي بين فئاته لذكرت لكي معلومات مسهبة في سجل طويل لكني موقن أن القيادة السياسية في المؤتمر الوطني والحركة الشعبية تتمتع ببعد نظر كاف وحكمة لمعالجة هذه القضايا علي نحو يحفظ الاستقرار..
*وماذا بخصوص التكهنات التي ثارت حول مقتل زعيم الحركة الشعبية الدكتور جون قرنق..أقول هذا وفي بالي ما ذكره لي دينق ألور المقرب من الدكتور جون في سياق حوار صحفي أجريته معه مؤخرا بأن موت قرنق لم يكن قضاء وقدر..هل تعتقد سيدي أن جهة ما اغتالت الرجل؟
_ الدكتور جون الآن أكثر حياة من أي وقت مضي,واستشهاده تم في ظروف لا زال يلفها الغموض..وقد طرحت لجنة التحقيق في تحقيقها أسئلة أكثر منها إجابات..ولأن قامة الدكتور جون شامخة فأن قضيته مثل قضية جون كيندي ستظل مشرعة الأبواب لأسئلة آتية لابد من إجابات لها لان قضيته لا تنسي ولا تختفي,ولأنه عصي علي النسيان فان الطريقة التي غاب أو غيب بها تحتاج لإجابات وللدكتور أنصار من ملايين السودانيين وأصدقاء ومؤمنين برؤيته لن يتوانوا عبر الزمن عن البحث عن تلك الإجابات..
*هذا كلام مفهوم..لكن أين دور قيادة الحركة الشعبية ..هل ستنتظر أن يؤتي لها بهذه الإجابات محمولة على طبق من ذهب؟
_ قيادة الحركة تعاملت بصورة مسئولة ولم تطلق اتهامات ولم تعط إجابات..وركزت جهودها علي استقرار السودان وتجاوز الآثار الكارثة لرحيل الدكتور جون ولازال الوقت أمامنا وبالقطع فأن قضية الرجل لن تغفل.
*حسنا..قال لي السيد دينق ألور انك وبناء على اتفاق مع زعيم الحركة الشعبية الفريق سلفا كير وافقت علي البقاء بالمجلس الوطني لمدة عام وبعدها ستتفرغ لتحقيق أحلام خاصة بك.. الآن وقد قارب العام على الانتهاء هل تنوي مغادرة البلاد؟
(صمت)
_ هياكل الدولة, لا توجد علاقة حميمة بيني وبينها..ولا زلت أرنو نحو أفق بعيد ..نحو تلك القامات السامقة التي عملت دون من أو شكر أو أذي من وولتر سسولو وكريس هني(قياديين بالمؤتمر الوطني الإفريقي) حتى الراحل محمد عثمان مكي..
فوولتر سسولو امضي 28عاما في السجن ورفض أي مكافأة وخرج كما كانت البدايات..تعجبني هذه الفكرة وتأسرني وأود تحقيقها ولو بعد حين..
*عفوا..اي فكرة هذه التي قلت أنها تعجبك وترغب بتحقيقها؟!!
(رد بسرعة)
_ فكرة الابتعاد عن المؤسسات وهياكل الدولة.
* الاتعتقد أن كثيرين قد يفسروا المسألة وكأنها هروب من الواقع و..
(مقاطعا)
_ ما قلته لك الآن قلته لأصدقائي عبر العشرين عاما التي أمضيتها في الحركة والجيش الشعبي,وحتى وان استلمت الحركة الشعبية الحكم لوحدها من حلفا إلي نمولي كان سيكون هذا موقفي فأفكار الصوفية لا زال لها بريق وصدي رغم العولمة لأنهم دخلوا إلي الدنيا فقراء وكما دخلوها خرجوا منها وهكذا فعل علي قوتلا(أحد مؤسسي الانانيا الأولي)..الذي التقيته لقاء لا ينسي قبل رحيله بمدينة مريدي عام 1989م
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
صباح احمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست