|
|
 الدخلاء والأصهار هما الأوفر حظا في حزب الأمة القومي وليس الأنصار بقلم علم الهدى أحمد عثمان
|
لا يدعو مجالا للشك أن الأوضاع داخل أروقة حزب الأمة أضحت معيبة من كل الوجوه بما انعكس سلبا على طموحات وتطلعات جماهير الحزب الغفيرة التى تضاءلت أمام المد والجزر الإستقطابي الحاد من الخارج وحيال الهيمنة والسيطرة والإحتكار من الداخل ..
يحضرنا في هذا المضمار الأضواع التى تفجرت أخيرا بخصوص اعتصام جيش الأمة للتحرير بدار حزب الأمة الكائنة بأمدرمان مطالبين بحقوقهم المالية التى خصصت لهم تعويضا عن سنوات النضال فى الحرب وعن وضعهم السلاح فى السلم والعودة إلى أرض الوطن لينهمكوا فى إعماره كمواطنين صالحين إلا أن ما حدث كان فيه كل جور وافتئآت على حقوق هؤلاء المناضلين ؛ فإذا بالقيمين على الأمر بالحزب استأثروا بهذه المبالغ لذواتهم ، وحيال ذلك تم حرمان هؤلاء المناضلين من مستحقاتهم المالية وكان تبرير القيمين على الأمر في الحزب بأن ليس هناك ثمة تعاقد بين الحزب وهؤلاء المناضلين لأن ما اضطلعوا به هو مجرد نضال فحسب ليس له صبغة تعاقدية ملزمة ( حسب ما جاء على لسان الإمام الصادق المهدي ) .. في الوقت الذى نجد فيه زعيم الحزب " الإمام الصادق المهدي " في كثير من الأحيان يبرر وضع شغل أبنائه مراكز عليا في مكاتب الحزب بأن ذلك ثمرة نضالهم . وهذا يحكي تماما " حلال على بلابله الدوح وحرام على الطير من كل جنس " .. فعلام يكون لنضال أبنائه ثمن عال وليس لنضال الآخرين ثمنا ولو كان بخسا ، وإلا كان قد أوف هؤلاء المناضلين المعتصمين حقوقهم كاملة .
إلى ذلك أن ثمة إخفاقات وخروقات جمة اعتورت ومازالت تعتور مسيرة العمل قيد دهاليز حزب الأمة القومي حتى بلغت مبلغ تثبيط همم قيادات وقواعد الحزب بأسره حتى كاد الجميع يركنون إلى العزوف التام مكتوفي الأيدي ومتفرجين فحسب لا عن قصد وإنما استسلاما للقيود والعراقيل والمتاريس التى ضربت عليهم فنحى بعضهم إلى الذلة والمسكنة وآثر التبعية العقيمة رهن ربقة الولاء الأعمى أو مقتاتين على الفتات الذى لا يسمن ولا يغني من جوع .. أما الشرفاء فنحوا منحا آخر إزاء رفض الذل والمسكنة والهيمنة والإحتكارية وارتضوا الإعتصام سبيلا ، لا يخافون في إحقاق حقهم لومة لائم ولا يذعنون لاستئثار محتكر غير مبال بما للقيادات وحاملي السلاح المناضلين من نصيب يذكر .. والحق يقال والصامت عنه شيطان أخرس ولا يحتاج إقرار ذلك إلى أجر .. كما تزعمون .. ليا لعنق الحقيقة وتبريرا لإعمال الباطل الذى أضحى بينا كما الحق كونه أبلج . والناظر والمتابع لسير العمل في أبهاء حزب الأمة القومي يجده أن الذين وفدوا لهذا الحزب " الدخلاء " والذين أصهار للإمام الصادق المهدي ؛ هم الأوفر حظا في اعتلاء المناصب العليا في مكاتب الحزب السياسية أو التنفيذية دون سائر المناضلين من أصحاب الحق الأصيلين الأنصار ، وهذا ليس فيه إقصاء أو مدعاة للتمييز لكن إحقاق للحق وإنصافا لذويه . دونما افتئات . فلطالما ظل الأمر هكذا فينبغي علاج هذه الوضعية بأحد أمرين :
1- فإما أن يتجاوز السيد رئيس الحزب حدود الشرع متزوجا بذلك عشرات من النساء منجبا كثيرا من البنات وبالتالي تنداح دائرة الأصهار فتتسع - تبعا لذلك - دائرة المشاركة .
2- أما بخصوص الدخلاء " المنتسبون " فهذا جد آخر ؛ يتم استيعابه في إطار " حمدو في بطنو " .
وفي الوقت الراهن يجب أولا علاج مشكلة تعويضات المعتصمين وبعدها لا ننسي إنصاف سائر المناضلين الذين منهم من قضى نحبه فى النضال ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا . حتى الذين بدلوا لا نتجاهل أمرهم " في السلطة مقرهم " لأن الحزب لا غنى له عن هؤلاء جميعا ويسمو ويرتقي بدرهم وبرهم .
وعليه ، كيف يتسنى لحزب في قامة حزب الأمة القومي كما كان أن يلج الآفاق الأرحب وهو في عنفوانه تمخر أعلامه العباب غير آبهة بأعاصير وصروف الدهر العتية ... أن شيئا من هذا القبيل بات ميؤسا منه في ظل هذه الأوضاع المعيبة التي أمست تخيم على مسيرة العمل رهن ربقة سراديب حزب الأمة القومي . وإذا استمرت الاوضاع هكذا فعلى جماهير حزب الأمة القومي بأسره السلام ولا مجال لإيهام هذه الجماهير التى أصبحت مغلوبة على أمرها بفعل فاعل .
|
|
 
|
|
|
|
محمد عادل
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست