ما زالت المرارات وحشاً يحبو - - قراءة مختصرة فى حادثة مقتل عضو الحركة الشعبية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 02:50 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-15-2006, 11:08 AM

أبوذر بابكر
<aأبوذر بابكر
تاريخ التسجيل: 07-15-2005
مجموع المشاركات: 8610

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ما زالت المرارات وحشاً يحبو - - قراءة مختصرة فى حادثة مقتل عضو الحركة الشعبية

    فى ثنايا الموضوع الذى أورده زميلنا العزيز هاشم بدر الدين عن حادثة مقتل عضو الحركة الشعبيى "وليم دوت نقور" وما أورده الزملاء المتداخلون، تكمن معانٍ ومضامين عديدة لا ينبغى المرور عليها وفوقها بسهولة
    فالحادثة قد إحتملت، ولا تزال، الكثير من التأويل والتفسير حتى لمن كانوا شهود عيان عليها، والسبب الرئيس فى ذلك هو وجود تربة شديدة الخصوبة لمثل هذه التفاسير وفرها كون أن طرفى الحادث هما الحركة الشعبية والشرطة، على إعتبار أن الشرطة ووفق الفهم الشعورى المباشر لدى الجميع تمثل سلطة الدولة، وهنا وقفة لا بد منها وتساؤل، أليست الحركة الشعبية شريك اصيل فى هذه السلطة، وهذه نقطة يتشعب الحديث حولها الآن
    اقول أن طرفى الحادثة هما اللذان اسسا لتكامل عناصر خلق الأسئلة وتشعب الإجابات
    ف "وليم دوت نقور" هو واحد من ابناء الجنوب، قبل أن يتصف بصفة أو وظيفة رسمية ، واستطيع أن أقول عن نفسى وأنا فى غاية الإطمئنان، أنى واحد من الذين يعرفون طبيعة أهلنا الجنوبيين وطريقة تفكيرهم وحياتهم، لأنى عشت معهم وفيهم كل سنين التكوين الأولى، خبرت معدن ذواتهم وأدركت أى القوم هم، كنا نعيش معا بشكل يويمى لصيق فى الخرطوم وفى منطقة السوق العربى تحديدا، وللتدليل على عمق الثقة فى هؤلاء الناس، أذكر أن أبى كان يسمح لى وأنا صغير بالذهاب الى السينما التى كنت اعشقها ولا أزال، برفقة أصدقائى، وكانوا أكبر سنا منى، "واجا" و "تشارلس" و "منقى" ولا يسمح لى بالذهاب مع ابناء أعمامى وعماتى، وهم ابناء إخوانه وإخواته
    وعندما تقدم العمر قليلا، اصبحت لا أشاهد وأنا اسير فى شوارع أو حوارى الخرطوم إلا برفقة واحد أو اثنين من الجنوبيين، ذهبنا ورقصنا على أنغام "فرقة الرجاف" فى فندق امباسادور فى شارع الحرية، ثم صرنا نترصد حفلاتهم فى برى أو فى الجريف أو حيثما ذهبوا، كنا نتناول الفطور معا فى "مطعم سلوى" والغداء فى "مطعم الشمالية"، بل كنت أقضى اليوم واليومين فى بيت أحدهم ومع أهله

    سقت التفاصيل أعلاه للدلالة على ما سوف أعتمد عليه فى تحليلى لواقعة مقتل "وليم دوت نقور"
    فحسبما ورد فى ما قيل عن الحادثة، أن القتيل استأجر "ركشة" مثله مثل أى شخص عادى للوصول إلى حيث يريد، ثم حدث تنازع فى قيمة الأجرة، وأيضا مثلما يحدث مئات المرات يوميا فى الخرطوم، ثم تطور الأمر حسب سياق ما قاله أو فعله كل طرف للآخر، تطور ليصبح مشادة ثم عراك عنيف
    إلى هنا والأمر عادى ولا يخرج عن المألوف

    ثم تدخل عنصر من الشرطة حسبما هو منوط به لفض العراك، ونحن هنا لسنا متأكدين من كيفية تواجد عنصر/عناصر الشرطة، هل تم مصادفة أم عن طريق مباشر بالإستعانة بهم أو الإتيان بهم قصدا وتعمدا، وفى كلا الحالتين، لا يخرج الأمر ايضا عن كونه فعل طبيعى يتم أو يفترض أن يتم فى هكذا مواقف

    وحسبما ورد ايضا فى الوقائع المسرودة، أن الشرطى وحين أعجزته الحيلة فى فض التشابك بطريقة عادية، ركن إلى إستخدام سلاحه، الأمر الذى أدى لأن يستعين القتيل، وهو عسكرى ايضا، بسلاحه

    ومن هنا يبدأ سيناريو ما هو غير عادى، وهو إستعانة القتيل وإستخدامه للسلاح فى مواجهة الشرطى/الطرف الآخر

    ومعرفتى ابأهل الجنوب بدون إستثناء، والتى ادعيت الإلمام بها، تخولنى الإفتراض بأن القتيل قد داخله إحساس بأن أمر قيمة الأجرة قد اصبح مطية ليس إلا يركب عليها للوصول إلى ما هو ابعد منها، وأن صاحب "الركشة" لم يكن ليدخل فى معركة حول "جنيه واحد" ويعرف قطعا ما ستؤول إليها لولا أن ذات الإحساس قد سكنه، وهو أن الأمر لا يخرج عن كونه "حقارة"
    ومن هذين الشعورين تولدت كتلة من الأحاسيس المتراكمة وقادت إلى ما اصبح عليه الوضع لاحقا

    فلو كان الطرفان المتنازعان شماليين، أو كانا جنوبيين، فهل كان الأمر سيتطور إلى ويذهب إلى مثل ما انتهى عليه؟

    الإجابة تحتمل السلب والإيجاب معا

    ففى العديد من الحوادث المشابهة بين شماليين بعضهم البعض، أو بين جنوبيين، تطور الأمر للضرب وإلحاق الأذى الجسيم وصولا إلى القتل ايضا، وهنا الجانب الذى يحتمل الإجابة بنعم على السؤال أعلاه

    ولكن، وبسبب ما يعرفه الجميع من خلفيات وأحداث لم تغب عن أذهان الناس، ولا أظنها تفعل على المدى القريب، بسبب ذلك ونسبة لتراكم مرارات تجمعت فى النفوس وداخل الأرواح والقلوب، برزت إلى السطح وبشكل مباشر، جدلية جنوبى/شمالى، حركة/حكومة إلى آخر هذه الثنائيات البغيضة المقيتة
    فعند حدوث ابسط إشكال أو سوء فهم بين أى من هذه الثنائيات، يذهب التفكير مباشرة إلى إستصحاب الماضى وطرح الحاضر جانبا
    فلدى كل فريق ما يكفى من المرارات طارفها وتليدها، قديمها وجديدها، ولا مفر من ذلك طالما أن عمق الوعى وباطن اللاشعور لا يزال يعتمل بأفكار تقتل اصحابها وتدمر ما تبقى من أمل فى وطن صحيح ومتعافى وجميل يسع الجميع دون الشعور بفوارق لا تغنى اصحابها من جوع للوطن وحاجة لسكن روحى تتكافأ فيه فرص العيش بوعى عالى وفهم متسق وقويم

    لجأ القتيل، حسبما هو فى رواية الواقعة، إلى سلاحه لأنه ربما أحس فى تلك اللحظة بأنه ليس مستهدفا من قبل "سلطة الشرطة" بصفتها ممثلا للنظام الأمنى فى أى مجتمع، بل شعر بأنه مستهدف من قبل خصم شمالى، بمعنى أن ابعاد النزاع قد إمتدت وربما دون وعى من كلا الطرفين إلى مفاهيم، أو ربما مسلمات، لا تزال ترواح مكانها

    أنا مستهدف من الآخر، والآخر مستهدف منى، لذا فلا حول ولا قوة للمنطق السليم والعقل الراجح فى قياس الأمور ومعرفتها

    وهذا هو اس المشكلة واصل البلاء

    لن ينصلح الحال ابدا، وسوف نسمع ونعايش الكثير والكثير والخطير من مثل هذه الأحداث الموجعة المؤسفة والتى حتما سوف تزيد من عمق وإتساع الجراح بدل محاولة علاجها وتطبيبها

    لن ينعدل حال الوطن وأهله ما لم يسقطوا كل أنواع الإحساس بالغبن والتسلط وسيطرة المرارات القديمة، ولا سبيل إلى ذلك إلا بهز العقول والأرواح لإسقاط ما تعفن فيها من مفاهيم وأفكار لا يتنكبها إلا من خلت فيهم العقول وجفت الأرواح

    ولك الله يا وطنى
                  

العنوان الكاتب Date
ما زالت المرارات وحشاً يحبو - - قراءة مختصرة فى حادثة مقتل عضو الحركة الشعبية أبوذر بابكر11-15-06, 11:08 AM
  Re: ما زالت المرارات وحشاً يحبو - - قراءة مختصرة فى حادثة مقتل عضو الحركة الشعبية Mohamed E. Seliaman11-15-06, 11:45 AM
    Re: ما زالت المرارات وحشاً يحبو - - قراءة مختصرة فى حادثة مقتل عضو الحركة الشعبية أبوذر بابكر11-16-06, 10:57 AM
  Re: ما زالت المرارات وحشاً يحبو - - قراءة مختصرة فى حادثة مقتل عضو الحركة الشعبية أبوذر بابكر11-18-06, 07:03 AM
    Re: ما زالت المرارات وحشاً يحبو - - قراءة مختصرة فى حادثة مقتل عضو الحركة الشعبية Mohamed E. Seliaman11-20-06, 03:13 AM
      Re: ما زالت المرارات وحشاً يحبو - - قراءة مختصرة فى حادثة مقتل عضو الحركة الشعبية JOK BIONG11-20-06, 10:04 AM
        Re: ما زالت المرارات وحشاً يحبو - - قراءة مختصرة فى حادثة مقتل عضو الحركة الشعبية JOK BIONG11-20-06, 10:18 AM
          Re: ما زالت المرارات وحشاً يحبو - - قراءة مختصرة فى حادثة مقتل عضو الحركة الشعبية أبوذر بابكر11-22-06, 02:23 AM
      Re: ما زالت المرارات وحشاً يحبو - - قراءة مختصرة فى حادثة مقتل عضو الحركة الشعبية Mohamed E. Seliaman11-27-06, 09:31 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de