والنون فى كلمة "النيتو" تُنطق فى مرحلةٍ وسطى بين النون والجيم...والكلمه هى من بقايا لغاتنا القديمه وتعنى اللون الأبيض رمز "الشنا" والقُبح وسوء الأخلاق..! ونطق "النون" بهكذا طريقه تسرب الينا فى حياتنا العاديه...وكنا صغاراً ننعت الطعام بكلمة "النّانّا"... لا إندهاش..!..فأهلنا فى زمن عزتهم كانوا يفتخرون بلونهم الأسمر...وينسجون حوله أغانى الغزل...ورُبط اللون الأسمر بصفاء الروح ونقاء السريره…عكس كُرههم للون الأبيض..!! وتحكى الأسطوره المحليه أن هناك فارساً أسمر كثير المال...شد الرحال الى احدى القريه طالباً عروس سمراء جميلة السريره... ولكن وبسبب (مؤامره) حاكتها "النيتو" البيضاء قبيحة المنظر (!)...حوّل العريس مساره وتزوج من "النيتو" نفسها بعد أن دفع فيها ما أدخره من أموال من أجل حبيبته المسكينه... وبعد إكتشاف خيوط المؤامره ووقوع العريس فى الفخ...سأل صديقه الحكيم: إيه يحلّنى من "النيتو"؟! فرد عليه صاحبه: مَالَك أكان "خلّيتو"...وسَرْجك أكان "شدّيتو"...! والكلام يعنى "عَوِّض" الله فى أموالك وحبيبتك وأركب رحالك وأهرب..! لن نستطيع-بالطبع- تحديد الفتره الإنتقاليه-الكئيبه- تلكم التى قُلبت فيها الألوان رأساً على عقب...وصار –بعدها- طلب العريس زوجه "بيضاء ومَرهاء"...! عدم الثقه فى لوننا الأسمر كان مدعاه للكثير من المرارات وسفك الدماء...! ولن نقبل برمى اللوم على لغتنا العربيه...فالأسطوره المذكوره أعلاه نسجت خيوطها باللغه العربيه نفسها...أى بعد دخول الأعراب الينا..! ومن المفارقات أن "النيتو" كان هو إختيار بِيض زماننا –هذا-لإسم تحالفهم الفولاذى "حلف شمال الأطلسى" (NATO)..!!! وصار القوم يتمددون فينابفضل إنتصار لغة الأبيض على "الأسمر"... وهنا قد يصيح البعض: إيه يحِلّنى من "النيتو"؟! وقد يرد الحكماء-بعد فوات الأوان: قَدْرك أكان وِعِيتو....رقيصك أكان خلّيتو...وخَشْمك أكان سدّيتو...!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة