|
|
 مهرجان السودان الثقافى بسويسرا ( فضيحة علاقة الفن بالسلطة).
|
الثقافة هى فى أحد أبسط تعريفاتها هى سلوك الشعوب فى أشكال وجودها المادى والمعنوى ..ولذلك يعتبر الفن هو أعلى قيمه جماليه لهذه الثقافة .. وهذه القيم الجمالية ليست حالمة وقد تكون لكنها دائما تنشد روح الأنسان ومتعتة وتعريفه وتفكيكه وبسط قيم العداله والحق والخير والمساواه .. وجوهرها دائما هو رفع قيمة الأنسان الأرضى .. لدرجة هنالك من نادى بأنه جزء من روح الله .
وهنا السؤال الدائر هل الفن الغنائى السودانى الأن له قيمة جمالية ومعرفية وموسيقية عالية تساهم مساهمة غير مشروطه فى وعى الناس ومتعتها وبهجتها ..وتحريرها .. لاشك فى ذلك .. من قله هى فلته .. كلنا نعرفها ولكن قد زاد الغث لدرجة .. لدرجة مخاطبه الشعور الجنسى فقط للمتلقى . عذرا هنا ليس المجال لبحثة .
لان مجال الموضوع هو مدى مسئولية الفن فى أرتباطه بالسلطةالحاكمة الديكتاتوريةوالدعاية لها وتسخير السلطه له فى بسط أهدافها الظالمة الغير معلنه على شعوبها من قهر وتجويع وتشريد أمهاتنا فى المخيمات .. أين حبوباتنا وأطفالنا وشيوخنا فى هذا العيد كيف قضوا العيد .. هل وجدوا قطعة خبز فى الصباح كوب شاى يقيهم البرد والكتاحة .. واحر قلباه ...ممن قلبه شبم ...
مهرجان السودان فى سويسرا كونت له لجنة مريبه نهضت نبت شيطانى من العدم .. بطريقة لاتراعى حتى شعور مرآتها أمام ذاتها .. ولاأحد إلا قله يعلم بأن على رأسها دكتور من أنبغ الناس أكاديميا وأنظفهم سيرة وليس له أى أرتباط سياسى وله مقام مقدر فى منظمة أمميه ومشهود له من كل الناس فى سويسرا وذلك هو فخ السلطة وذلك لايعنى أن لانوجه نقد لشخصية اللجنة الأعتبارية ومن خلفها هذا الجيش الجرار من المنتفعين ...الذين عينوا أنفسهم أو عينوا من جهات متعددة كل لها أهدافها ومرامها وهى تفتقر .. للآجابه على السؤال لماذا المهرجان وكيف ومتى وتحت أى شروط وماهى طبيعة أهدافة المرئية والغير مرئية ومدى بذخ أموال الشعب والدخول مجانا .. مجانا .فى بلد مواطنيه أغنى الناس على وجه البسيطة ومواطنينا من أفقر الشعوب على وجه البسيطة والسلطة الغير مسؤوله ترصد تخمينا أكثر من 100ألف دولارمن طيران متبرع ونقد من وزارة الثقافة للترفيه عن السويسرين ومجانا .. فمن يدفع فاتورةبقاء ومتعة السلطان .
نحن لسنا ضد الفن .. هم أيضا ضحايا لآأوضاع معقدة وقد يدفعون ثمنها فى أرواحهم كما تم تدليسهم من قبل والقصة مشهوره عن خوفهم من البعثات الفنية .. للدول الأفريقبة .
ولذلك يجب عدم المجاملة فى علاقة الفن بالسلطة الديكتاتورية .. لان مردود ذلك هو أيضا بطريقة غير جمالية وغير مباشرة هو تسخير لاأهداف غير عادله ..ضحيتها الغير مباشرة .. هى موت الناس وأفقارها .. لذلك على الفن أن يكون حاد فى ذلك ويكون له موقف مشرف من أتحاد نقابته ,وليس بعثات وهدايا وعليك التكل ياشعبى .
إن الأمر واضح .. وهو لايحتاج إلى نقد شكلى فقط بمدى من يقف خلفه وكيف نظم ومدى الشفافيه فى التعامل مع افراد الجاليه هنا ومدى أحترام أراؤهم وأفكارهم وشعورهم فى الأنتماء لهذا الوطن وأن هذا هو فنهم هو فن شعوبهم ولكن يتم تسخيره بطريقة خبيثة لخدمة أهداف هى أبعد ماتكون عن تقديم فننا للأخر .. الأخر السويسرى الذى هو واعى جدا بأن أس الثقافة هو الأنسان . ولاشك أبدا فى كل الشعوب لها سلوكها الفنى الجميل تجاه الأنسان .. ولكن السؤال هل نستطيع أن نحوله إلى فن حر وممتع ومبدع وفى ذات الوقت ينشد المأوى والحرية والخبز للنساء والأطفال الذين يتضرعون جوعا وقهرا وموتا فى مخيمات السودان المنتشرة فى دارفور وشرقا وجنوبا .. لاتستطيع اللجنة ذلك أبدأ ..لانها لاتتمتع بالأستقلاليه وإن علا هتافها فى تاكيد ذلك ؟؟ لان من يمول كل هذا البذخ فى تاجير الصالات الفخمه فى جنيف بما يتعدى الألاف وفرقة من 47شخص ، كل تكاليفها المبدئية من تذاكر وفنادق ومنصرفات مالايقل عن 150ألف دولار .والأدهى والأمر إن كل الحفلات مجانية للسويسرين ولكل السودانيين وكل ياكل من خزينة الشعب المسحوق والجائع .. جيش من أشباه الصجفيين والآفارقة الدبلوماسيين والعرب.. ومتعاونى السفارات وما خفى أعظم .
كان يمكن أن نحترم هذه اللجنة وهذه الفرق الفنية الضخمة التى رفضت السفارة السويسرية بأدى الأمر منحها تاشيرات .. لان السويسرين قوما حقانيين .. ومازالو للأن فى أعلامهم الرسمى والشعبى بتبرعون لعودة اللآجئيين من جنوب السودان ..وزارت وزيرة الخارجية السويسرية الجميلة .. مخيمات دارفور وجلست مع النساء على الأرض وبكت .. وفى صدر صحيفة سويسرا الأولى أصدرت فى صباح ما صور نساء مغبرات ومرهقات وعجائز وهن يصلين ويرفعن أيديهن للسماء ويدعين الله وقالت الصحيفة .. قدروا بماذا يدعن لله
ومن يشاهد هذه اللوحة المحزنة سوف يذرف دمعه من كان له قلب وضمير وسوف يوهب ماتبقى من أهداف حياته لمحاولة أنصافهن بما أستطاع من أضعف الأيمان .تستوى كل الشعوب فى ذلك مهما حلف البشير من طلاق .. سوف نمضى بقوة بما نعتبرة أهداف أنسانية محقة وعادله فى مطالبها وسوف ينتصر الأقوى بجمال الحق وعدالته .
كان يمكن فهم رسالتهم المذدوجة ونجد لهم العذر فى ظل هذه الأوضاع .. لو أنهم فقط قالوا أن دخول المهرجانات بدولار واحد يذهب ريعه للمخيمات .. كنا نقول أنهم أحترمروا ضمائرهم وعقولنا وضمائرنا ونسائنا فى المخيمات لكنهم جعلوا خزينة هذا الشعب المقهور والمشرد مشروعة حتى للخواجات والغربييين الذين يحلفون أنهم لن يدخلوا ديارنا .. وأنت تفتح لهم خزائن الشعب الجعان لكى يرقصوا ويشربوا الخمر الحرام ويتبادلوا القبل ويدعون بدوام حكم السلطان ويكتبوا شعار المهرجان ( دور النساء فى ثقافة الشعوب ) ..وكان لايمكن أن تكتمل جوانب المأساة إلا بحضور الوزير محمد يوسف وزير الشئون والثقافة وهو من أبناء دارفور ليقنع الشعب السويسرى بثقافة السلطة ثقافة المخيمات .
مامعنى سلطة ترعى ثقافة وتنشرها وهى تدوس أعلى قيمة للأنسان وهى الحيا’ة .. والموت المجانى .
لشعوبها .. هى ثقافة سلطة لن تحترمها أبدا الأرض التى أنجبت جان جاك روسوا وعاش فيها فولتير وغنى على جبال ألبها الشاعر السويسرى العظيم كللر وأعلى قيمها لآأرضها هى التسامح ..(Mann kann nicht vergessen Aber Kann Mann vergeben ) .. لايمكن للآنسان أن ينسى ولكن ممكن أن يسامح .
إن الأمر لايحتاج إلى نقد شكلى أنى هو يحتاج إلى جذر حدى .. المعركة قد تطول .. ولكننا أهلا لها .. إنه يتعلق بالموضوع .. هنالك .. يجب أن نبسط حقوق الأنسان وقيم الديقراطية فى هذا الوطن .. وعلى الفن أن لايلهو كثيرا إن دورة يتعدى المتعة والبهجة بل .. المساهمة فى تحرير وعى الناس .. ودورى يكاد يكون بسيط وهو الكتابه وتعرية المواقف .. قد نصح وقد نخطى .. لكننا أحرار .. فى هذه البلاد .. وسوف يمد أبو حنيفة رجليه حتى تصفعا وجه من تبقى له حياء وعسى وأن يوقظ ضمير من أناب .. وسوف نطرح الأمر بطريقه موسعة ومنهجية فى علاقة الفن بالسياسة ومدى حوجتنا لشفافية السودانى فى التعامل مع مواطنه . و قد نختلف فى مدى تقيمه ولكن الثوابت تظل هى .. هى . سوف نستقبلهم فى زيوريخ بشكل حر وكل يعمل بما يرضى ضميره أمام ذاته ومرأة نفسه ومرأة الأخرين .ولكن سوف تقول لهم زيوريخ بسودانيها وخواجاتها وبطريقة رسمية ومنظمه بأن أعلى قيمة لمهرجان الثقافة هى الأهتمام بحقوق الأنسان الأساسية والفنون هى أحدى الوسائل لذلك وأن تكون حرة وأن تمول بطريقة حرة دون ضغوط .وأن تعبر عن الحالة العامة والحقيقية للوطن الأن الحاضر وليس الماضى .
وأخبرا وليس أخر كتابتنا فى هذا الأمر أن العدل ليس ميزان سيف يميل حيث السيف مال بل العدل هو الحق يميل حيث الضمير مال .
واحر قلباه ممن قلبه شبم .. ومن بحالى عنده سقم ..
أتعيرنى وقد سمنت أنت وترى بوجهى شحوب الحق والحق شاحب
أقسم جسمى فى جسوم كثيرة .. وأشرب قراع الماء والماء بارد.
وسوف يظل الأمر بيننا سجال وعراك وإيماننا أن قوة الحق وجمالة هى القوة الوحيدة التى تنتصر لاأمراة مازالت تتوسد الأرض وتقضم خبز اللجوء وتنام عسى وأن يرعوا أبنائها .. فى السماح فقط لها بالعودة لقطيتها .. لتنام بسلام وتموت بسلام .. حينها سوف يحتفى الفن ويغنى للجمال .وتسطيع السلطة الحاكمة أن تفتخر بأنها ترعى الفن المعبر عن الحالة
الأنسانية الجميلة لشعوبها .. الأجمل . وشكرا لكم جميعا .
محمد القاضى
زيوريخ
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
Yousif AHMED
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست