ذكرى إنقلاب « 28» رمضان /البعثيون يعترفون : إنقلاب من بنات افكارنا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-29-2024, 11:10 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-28-2006, 01:57 PM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: The Baath, and Ramadan Military Coup - 2 (Re: Elmoiz Abunura)

    Dear friends
    Attached the second part of the report
    Elmoiz



    13-11-2005, 09:06 AM مشاركة رقم 22
    خالد الحاج
    المشرف العام




    تاريخ التسجيل: Sep 2005
    المدينة: Netherlands
    مشاركة: 1,786


    --------------------------------------------------------------------------------

    (5)


    إقتباس:
    سألته بأسلوب طبيعي من تكوين أتيام الإعتقالات والإعدامات . هنا إنتفض وبدأت علي وجهه علامات الدهشة المصحوبة بالرعب ورد علي في صوت مبحوح إعدامات؟ إنت قايل نفسك عايش وين ؟؟ إنت هنا في السودان والناس دي وراها أسر وأطفال وعندهم أهل وجيران والعلاقات في السودان تختلف عن أي بلد آخر.



    هذه حقيقية قناعاتي لكن سيلاحظ القارئ أني ركزت علي السؤال في أسلوب معالجتها مع بقية أعضاء التنفيذ
    أولآ بهدف تقييمهم من الناحية النفسية وثانيآ بهدف سبر معرفتهم لما هم مقدمين عليه- أو مدي إدراكهم له.
    نحن في ظروف مختلفة نصبر لبناء قوتنا في شكل جيد وبدون إستعجال حتي نصبح قادرين علي العملية. وما يحيرني هو ناس بغداد كل وصاياهم لنا هو عدم الإندفاع والتريث. وعدم الإستعجال ووصل بهم الأمر أن طلبوا مننا الإعتبار بحركة 19 يوليو 71 التي مكنت نميري 16 سنة ويجوا الآن يدفعوننا ونحن علي هذا الوضع الذي سمعته للتحرك؟
    كان الوقت قد تأخر وقاربت ساعة منع التجوال فرجعت إلي المنزل وأنا منهار المعنويات وفي حالة من اليأس ونسبة لتقديري للبلول فقد قيمت الموقف تقييمآ غير موضوعي ونسبت كل أقوال البلول حول حالة إستعدادهم المتدنية إلي تأثيرات هذا النقيب السلبية عليه بما يعكسه له من معلومات غير واقعية فغضبت عليه وغضبت غضبآ شديدآ علي ذلك الشاب الخائر.
    وعند وصولي المنزل قابلت الرفيق محمد علي فسألني عن لقائي بالبلول فلم أعكس له حالتي خوفآ علي معنوياته وإنما إنفجرت أشتم الشاب فغضب لأني وصفته بالجبن والإنحلال وقال لي : كيف تقول عن هذا الشاب ذلك وهو ماسك عملنا في المدرعات الخمس سنوات الماضية إتقل يا أخي أتقل . فاعتذرت له ولم أشأ أن أقول له بعد نضال خمسة سنوات لم يستطع أن يسيطر إلا علي عنصرين ودبابة واحدة أما وصفي لذلك الشاب بالجبن فلم يأخذ الرفيق محمد علي في إعتباره تجربتي العسكرية التي بدأت عام 1956 وأن تقييم نقيب وأنا بهذه الخبرة من حيث الشجاعة أو الجبن لا يحتاج مني إلا إلي محك جدي واحد ولم أنقل له قناعات البلول وقناعاتي التي بنيتها علي قناعاته فالشرط الأول لنجاح عمل كهذا هو إيمان قائده الكامل والراسخ بالنصر . وهذا ما لم يتوفر لدي القائد العسكري ليس هذا فحسب كما لم يتوفر لديه أي يقين بجدوي التحرك لأنه ليس لديه قوات تحت يده ووضح لي عدم وثوقه وتصديقه لما يردده أفراد التنظيم العسكري في قواتهم وقدراتهم في تحريكها. حقيقة عند حديثه عن قوات الدفاع الجوي تذكرت أني رأيت الرفيق شريف يستعد للخروج من المنزل في ساعة متأخرة وردآ علي سؤالي له أخبرني أنه علي موعد مع ضابط مسئول في كتيبة الدفاع الجوي الموجودة في مطار الخرطوم. فطلبت منه أن يسأله إذا كان مستعد لعمل إنقلاب بقوته تلك أم لا . حقيقة إعترض الرفيق شريف وتحت إلحاح مني وافق علي ذلك ولما عاد سألته عن رد الضابط علي سؤالي فقال رده أنه مستعد إذا وفرنا له دبابتين فقلت له ده زولنا وبلغ به الحزب ليشركونه في عمليتهم.
    وأنا غارق في مستنقع اليأس الذي سقطت فيه بعد لقائي مع البلول فكرت أن المسلك الصحيح والموضوعي هو قراءة الواقع بملامسته والتمس مع أفراد قيادة التنظيم حسب ما خطط الرفيق محمد علي ثم تلخيص الموقف كاملآ له ووضع الحلول المتاحة أمامنا أي (المعضلة والحل) .
    و- ذهبت في ضحي اليوم التالي للقاء قاسم حسب الموعد الذي حدده الرفيق محمد علي لي معه. بعد تبادل العبارات المعروفة في مثل هذه المواقف تذكرته وعرفت فيه الملازم الثاني الذي خدم في سرية الرائد يحي عمر قرينات في كبويتا في أواسط الستينات وكنت وقتها أعمل طيارآ في الإستوائية. وأكثر من الرحلات إلي كبويتا وأطيل مقامي بها إذ كنت أعمل علي تجنيد يحي عمر إلي تنظيم الضباط الأحرار. عندما ذكرت له ذلك تذكرني وقال حقيقة لم أعرفك عندما ذكر إسمك لأنهم لم يذكروا إسم *** وإنما ذكروا **** هنا كثر الثلج وتدفقت الحرارة إلي اللقاء وانكسر الحاجز النفسي.
    إنتقلنا إلي العمل فبدأ يحدثني عن التنظيمات التي شارك فيها والتي أسسها ولكن بكل أسف كانت تكشف من قبل السلطات أو تنكشف من ذاتها. ومن ثمة إنتقلنا للحديث عن الراهن هنا يجب أن أوضح للقارئ ان غايتي حقية من ذلك اللقاء التعرف عليه وذلك ليس بالمعني المتعارف عليه وإنما ثبر غوره ومعرفة معدنه وعقليته فالعقل هو مصدر الفكر وكافة أنماط السلوك والتصرفات. فبدأته بالسؤال عن أهمية أجهزة الإتصال التي طلبوها ليسيطروا بها علي معسكر سلاح المدرعات فأجابني أن العدد المطلوب هو 40 جهاز وهو الحد الأدني الذي يمكننا من السيطرة علي هذا المعسكر الكبير الواسع المساحة. فسألته بماذا يسيطر ناس البشير حاليآ علي هذا المعسكر؟ أجابني (وهنا بدأ يحدثني بأسلوب الأستاذ الخبير الذي يشرح لجاهل أمي مسألة عويصة الفهم عصية الإدراك علي قدراته الذهنية وحمدت الله في تلك اللحظة إذ وهبني حسن الإستماع وصبر الإسطنات . وقلت لنفسي الآن أستطيع تقييمه وقد أطلق الله عقدت لسانه لاسيما وقد كنا منفردين في المكان مما يساعدني في التركيز عليه .) . أعود لحديثه يسيطرون بالأمن والمخابرات والبوليس الحامي (الشرطة العسكرية) والدوريات. هنا سألته وبماذا ستسيطرون أنتم علي هذا المعسكر؟ فأجابني بنفس الأسلوب بأجهزة الإتصال طبعآ. فأومأت برأسي شأن كل حيوان يدعي الفهم بأني فهمت الموضوع. ثم سألته عن أرقام سيارات الشرطة التي طلبوها ماذا ستفعلون بها؟
    فأجابني سنستخدمها في التحرك ليلة الإنقلاب وبالطبع سيكون تحركنا بعد حظر التجوال. وهنا سألته أعرف هذا فقط أردت معرفة إلي أين ستتحركون ؟؟ فأجابني مستنكرآ سؤالي كيف إلي أين؟؟ هل يمكن عمل إنقلاب بدون تحرك؟؟ فأجبته بالطبع لا ولكني قصدت معرفة الأهداف التي ستتحركون إليها. أجابني في ثقة عالية بالطبع أهدافنا هي معسكرات وحداتنا التي كنا نقودها قبل إبعادنا من الجيش لنأخذها وننفذ بها الإنقلاب. فسألته هل هذه الوحدات حاليآ في العاصمة فعلآ. وهل أنتم علي تماس بأفرادها. أقصد علي الأقل بصغار قادتها وصف ضباطها. أجابني : لا تنسي أن هؤلاء الجنود والصف والضباط أنفسهم هم في الحقيقة أبنائنا فنحن أشرفنا علي تجنيدهم وتدريبهم وتأهيلهم وقدناهم وقاتلنا معهم في الجنوب طيلة مدة خدمتهم هم تحت قيادتنا نحن ولو إنقطعت العلاقة بهم بعد إبعادنا من الجيش يبقون تحت قيادتنا وإطاعة أي أمر مننا في أية لحظة وحفاظآ علي أمن وسرية الحركة قطعنا الإتصال بهم فأبديت علي محياي الإرتياح من حديثه أما هو عندما لاحظ ذلك إسترسل في حديث طويل يطمئنني ألا أشغل بالي بهذا الموضوع دون الدخول في تفاصيل عن حجم قواتهم أو تسليحها ولم يخرج الحديث عن العموميات وأنا مبديآ علامات الإرتياح كما ذكرت علي وجهي ثم سألته بأسلوب طبيعي من تكوين أتيام الإعتقالات والإعدامات . هنا إنتفض وبدأت علي وجهه علامات الدهشة المصحوبة بالرعب ورد علي في صوت مبحوح إعدامات؟ إنت قايل نفسك عايش وين ؟؟ إنت هنا في السودان والناس دي وراها أسر وأطفال وعندهم أهل وجيران والعلاقات في السودان تختلف عن أي بلد آخر. وهكذا إستمر في حديث من هذا القبيل وطبعآ كان يحدثني في أسلوب تربوي والتعريض بالطبع لم يفتني وكان واضحآ فأبديت له تفهمي وتقديري لنصيحته التربوية الغالية. وعدت أعاود الكرة في إلحاح وسألته بماذا ستضربون الدبابات الحارسة المعسكرات التي تضم وحداتكم التي ستحركونها؟ أجابني هذه الدبابات لن تمنعنا أو تعترضنا من الدخول للمعسكرات أو حتي تقاومنا واستطرد مصلحتهم شنو يقاتلوننا؟ أنا بس أسألك إنت لو كنت في مكان طاقم أي دبابة مصلحتك شنو تدافع عن نظام الجبهة؟ ولم أجبه فاستطرد إذا قاومونا فابالنقاش والمنطق سنقنعهم . عند نهاية حديثه ومواعظه وصل الرفيق محمد علي قررت أن لا فائدة منه وعدم جدوي المناقشات معه وذلك لأسباب سأذكرها فيما بعد هذا فقد قررت إفحامه وما دام الرفيق محمد علي قد وصل فاليكن ذلك أمامه.

    نواصل...

    13-11-2005, 03:12 PM مشاركة رقم 24
    خالد الحاج
    المشرف العام




    تاريخ التسجيل: Sep 2005
    المدينة: Netherlands
    مشاركة: 1,786


    --------------------------------------------------------------------------------

    إقتباس:
    اقتباس من مشاركة عجب الفيا
    متابعين بذهول يا خالد
    وبرافو لهذا السبق الصحفي الكبير .



    تعرف يا منعم قرأت كل المذكرة ولم تفارقني الدهشة والحيرة
    كيف يمكن لثلاثة معسكرات عسكرية وبعض عقول ينقصها النضج أن تتحكم في مصير أمه؟؟؟

    وهل سنعتبر من تأريخنا الحديث؟؟

    تابع يا صديقي وعلي قول أهلنا (أدي ربك العجب) ؟؟؟؟




    -11-2005, 05:53 PM مشاركة رقم 30
    خالد الحاج
    المشرف العام




    تاريخ التسجيل: Sep 2005
    المدينة: Netherlands
    مشاركة: 1,786


    --------------------------------------------------------------------------------

    (6)

    قلت لدينا ما يؤكد أنهم في القيادة العامة يستضيفون ليليآ حوالي المائتين شابآ مسلحآ من شباب الجبهة بهدف حماية القيادة العامة فماذا ستعملون لهم ؟ رد في نفس الأسلوب "ديل أولاد صغار ولا دراية لهم بالسلاح ولا خبرة لهم بالحرب والمعارك ويكفي أن نرمي لهم صندر فلاش (Thunder Flash) (وهي قنبلة صوتية تستخدم في التمارين) يزغون من الصوت فنحمل سلاحهم الذي يرمونه نتيجة خوفهم." هنا سألته لماذا لا ترمونهم بقنابل حقيقية (رمانات) ؟ فلم يحر جوابآ والتفت إلي الرفيق محمد علي لينقذه أو يساعده ليجد منه ردآ عليّ فوجد علامة إستفهام كبري علي وجهه وهنا سكت مفحمآ وقد علمت أني فقدته في تلك اللحظة إلا أنني لم أكترث لذلك للأسباب الآتية :

    أولآ - في حديثه عن نفسه وتجاربه النضالية في الجيش لا زال منذ تخرجه من الكلية العسكرية يشترك في تنظيمات عسكرية لكنه لم يقدم علي التحرك الفعلي العسكري للآن وأمثاله من الضباط كثيرون جدآ وموجودون في كافة وحدات الجيش وبين كافة الدورات وبالذات بين الضباط الفاشلين عسكريآ وما أكثرهم "حين تعدهم ولكنهم في النائبات قليل" وهذا النوع من الضباط يلتف حول قيادات الأحزاب التقدمية والثورية إذ أنهم لا يجدون مجالهم بين الأحزاب التقليدية فهذه ليديها أبناء طوائفها في الجيش كما أنها لا تحتاج لهم في المجيئ إلي السلطة فهناك من يجهز لها الإنقلاب إذا إحتاجت له أما في الظروف العادية فصناديق الإنتخابات تأتي بها. وحزبنا بكل أسف مليئ بأمثال هؤلاء إلا أن فاهي مليئ بالماء وكيف يستطيع أن يتكلم من بفمه ماء.

    ثانيآ - حديثه عن السيطرة علي معسكر الدبابات ب 40 جهاز إتصال يوضح أنه أعشي البصيرة ضامر الخيال محدود الأفق ولا يستطيع تصور السيطرة علي معسكر وحده كيف يتم. فقد سيطر الشهيد الكدرو علي نفس المعسكر منذ السابعة مساء إلي أن سلمه بإرادته في الساعة 11 صباح اليوم التالي ولم يجلب معه جهاز إرسال واحد من خارج المعسكر إذ أن في كل دبابة جهاز إتصالها الخاص بها يتصل بمكتب عمليات السلاح هذا ناهيك عن أنهم لا يملكون 40 فردآ لحمل هذه الأجهزة.

    ثالثآ - حديثه عن عدم مقاومة الحراسات له فيه من السذاجة والصفاقة ما أربأ بنفسي أن أسمعه من عقيد مظلي يهيئ نفسه للتحرك لعمل إنقلاب عسكري ويذكرني بالأحاديث التي تدور في الريف بين أصحاب الجلابيب البيضاء في منتدياتهم الصغيرة أمام حانوت القرية لبعد صلاة المغرب وهم يتحدثون عن الأمور السياسية ويعلقون علي الأحداث السياسية في سذاجة وسطحية بالغتين أما من جندي محترف مهما كانت خبرته فلا أظنني ممكن سماعه فكل مبتدئ مقاتل يعرف أن الجندي عندما يقاتل لا يفكر في مصلحته إنما يقاتل إطاعة لأوامره الصادرة له من ضابطه الأعلي . إنما يقاتل إنطلاقآ من إنضباطه العسكري ولا يفكر حينذاك في مصلحته.

    رابعآ - يتضح من مجمل حديثه أنه لا ينوي إستخدام السلاح والذي لا ينوي إستخدام السلاح ويحمله إنما يعرض نفسه وجماعته لخطر الموت والإعدام لأن حمله للسلاح سيعطي الجانب لآخر الحق في الدفاع الشرعي عن النفس والمحاكمة بالإعدام فيما بعد وهذا هو خطر حمل سلاح لا نود إستخدامه. فهو مقتنع أن الحراسات لن تقاومه ومقتنع أن أفراد قوته سيطيعون أوامره بعد إيقاظهم من النوم بعد منتصف الليل ويتحركون لقلب نظام الحكم ولا يريد إعدام رموز النظام تمشيآ مع الروح السوداني والسماحة التي عرفت عنه ويريد تجريد أفراد الحراسة الداخلية من شباب الجبهة بعد إرعابهم بالقنابل الصوتية.

    خامسآ - ينوي دخول معسكرات وحداته التي ينتمي إليها قبل قرابة السنة بعد منتصف الليل ويوقظ الجنود بعد منتصف الليل ويطلب منهم إمتشاق أسلحتهم للقيام بعملية إنقلاب ضد السلطة الحاكمة ؟ ما هذا إلا ضرب من الأوهام فالرجل لا يستطيع أن يراهن أنه يدخل منزله ويصحي زوجته في تلك الساعة من النوم ليمارس معها حقه الشرعي وتقبل بتلك السهولة التي طرحها.

    سادسآ - ثالثة الأسافي ما وهبه الله من سلبية أعظم وأكبر وهي الإدعاء الفارغ الذي يجعله مغرورآ ومعتدآ برأيه متمسكآ به مدافعآ عن ضحالته وسطحيته بالدخول في معارك كيشوتية مع الجميع وتذكرني شخصيته بالمرحوم نور الدين وعبد الوهاب عبد الرؤوف.

    نواصل...

    08-11-2005, 07:06 AM مشاركة رقم 9
    خالد الحاج
    المشرف العام




    تاريخ التسجيل: Sep 2005
    المدينة: Netherlands
    مشاركة: 1,786


    --------------------------------------------------------------------------------

    (3)

    إنقلاب الشيخ ياقوت :

    بالطبع إستغربت واندهشت لأني كنت متأكد أن معلوماتي صحيحة وقد حضرت أفكاري لمناقشة الظروف الجديدة والتي تتطلب تأجيل لحركة وإعادة النظر بشكل شامل وكامل وموضوع لكافة نشاط الحزب العسكري وإعادة تشكيله بشكل موضوعي وهذه قناعة قديمة ترسخت عندي لأسباب أخري بعيدة عن أمن الحركة ، وفعلآ بدأت بطرح هذه القناعة للرفيق محمد علي قبل 3 أسابيع من تأريخه إلا أنني توقفت عن ذلك.

    المفاجأة الثانية كانت أشد وأصعب وهي أن الرفيق شريف إختلي بي في مساء اليوم نفسه وقال لي "نحن بدلنا غيرنا في تقريرك وذكرنا ان الذي كتبه ضابط أمن صديق محجوب التجاني حتي لا نتسبب في خلق حساسيات بينك وبين المقدم عبد المنعم كرار." يعني العلاقات الشخصية بين عبد المنعم كرار وبيني أهم من أرواح الذين سيقومون بالإنقلاب الذي كشفه عبد المنعم!!

    4- معلومات عن إنكشاف الحركة عرفتها بعد فشل الحركة في الخرطوم والقاهرة وبغداد وهي كما يلي:

    أ- أبلغني الرفيق شريف أن الشهيد عبد المنعم كرار مساء يوم الحركة إلتقي أحد ضباط الصف من المكلفين بحراسة القيادة العامة وكان قد تعرف به أثناء العمليات في جنوب السودان وطلب منه المشاركة في المحاولة التي ستتم في نفس الليلة وكشف له توقيتاتها عندما وافق نائب الضباط علي المشاركة وطلب منه مقابلته عند بوابة القيادة العامة ليسهل له دخول القيادة فتظاهر نائب الضباط بالموافقة غير أنه عاد وأبلغ مسئول الإستخبارات في حراسات القيادة العامة وبالتالي عمل أمن الجبهة كمينآ في بوابة القيادة العامة وتمكنوا من إعتقال قيادة الحركة الميدانية وهم (الشهداء / عبد المنعم كرار المكلف بإحتلال القيادة العامة وقائد منطقة الخرطوم وبشير الطيب القائد الميداني للحركة كلها) .
    ب- بعد وصولنا لبغداد وأثناء إقامتنا في بيت الضيافة في العامرية (الرفاق شريف ، طارق ،أنا) وأثناء حوار حول الحركة عرفت منه التالي:
    أولآ : حدثت عدة خصومات بين قاسم وبشير الطيب وكان السر النجيب يتدخل دائمآ لمصالحتهم ويذكرهم بأنهم متصدين لعمل كبير ودور وطني تأريخي ويجب أن يكبروا عن هذه الصغائر والسر النجيب هذا كادر قيادي في الحزب الشيوعي السوداني وعنصر قيادي في مكتب رقابته كما هو معروف للحزب.

    ثانيآ – أن السر النجيب بلغ الرفيق طارق أن أحد الجنوبين من عناصر مكتب رقابتهم بلغ الحزب الشيوعي أن الشهيد عبد المنعم كرار بلغه انه نيابة عن تنظيم سيستلم الحكم خلال اسابيع اتصل بقرنق وقد وافق قرنق علي حركتهم وقد تمت مواجهة الشهيد كرار بهذه الواقعة من قبل الحزب (حزبنا) .

    ج- قبل إعتقالي في القاهرة قابلت السيدة آمال عبد العاطي زوجة المحامي عمر عبد العاطي وقالت لي لو كنت أعلم أن حركة أبريل لكم يد فيها كنت عملت المحال لإنقاذكم إذ أنها لبت مع زوجها عمر عبد لعاطي دعوة إفطار رمضان مساء الأحد 22-04-190 وكانت الدعوة علي شرف أحد قيادي الجبهة( لم تذكر إسمه ) وبعد الإفطار مباشرة أصر ضيف الشرف علي مقادرة المنزل وتحت إلحاح أصحاب الدار (أقرباء زوجها) ذكر لهم أن هنالك محاولة إنقلابية الليلة وهو ذاهب لأنه مكلف بمتابعتها.

    د- أثناء التحقيق معي مع أجهزة الأمن المصري ذكروا لي أنهم كانوا متابعين عملنا في الجيش (راجع التقرير الذي كتبته عند عودتي من القاهرة) .

    ن ـ- بعد عودة عبد الرحيم شداد من لندن ذكر لي أنه علم من مجموعة شباب أن الشهيد عبد المنعم كرار بلغهم أنه مشارك في إنقلاب سيقوم خلال أسابيع في السودان وأنه جاء لمهمة مفاتحة قرنق ولذا يجب أن يرجع علي وجه السرعة.

    هـ - أثناء دردشة لي مع تيسير في بغداد علمت منه أن الإتحاديين كانوا علي علم بحركتنا وأن تاج السر محمد صالح (من كوادر الإتحاديين) طلب منه أكثر من مرة التنسيق حول مستقبل البلد بعد نجاح الحركة وأن الشهيد الطيار الكرار قد كشف لهم الحركة بالطبع الشهيد كرار لا يعلم مدي إرتباط السيد محمد عثمان الميرغني بالمخابرات البريطانية (المصدر المرحوم محمد عبد الجواد) .

    و- في أول لقاء لي مع أحمد موسي بعد الحركة علمت منه أنه في منتصف أبريل مرّ بالقاهرة في طريقه إلي بغداد وهنالك علم من أحد أصدقائه ضابط مخابرات مصرية بأن لديهم معلومات عن نشاط بعثي داخل الجيش السوداني ومتابع من أجهزة البشير وأن البعثيين بصدد القيام بإنقلاب قريبآ في خلال أسبوعين أو تلاتة إلا أن جماعة البشير سيبطشون بهم عند تحركهم. وعند وصوله لبغداد نقل هذه المعلومة للرفيق المرحوم عبد الحليم وعلي ضوئها إستدعاه الأستاذ بدر الدين مدثر وكتن منزعجآ وإنتقده قائلآ عند سماعك لهذ المعلومة لماذا لم تعد مباشرة إلي الخرطوم وتبلغ الحزب. فرد عليه أحمد قائلآ لو ذهبت للخرطوم سأقابل حامد وسيرد حامد عليّ نحن ما عندنا نشاط في الجيش وينتهي الموضوع هنا.

    قرنق : كنت أعلم تفاصيل التفاصيل لحركتكم .

    ل – أثناء مناقشات بين تيسير وأمير عبدالله خليل حول موقف الحزب من حركة قرنق قال تيسير أن موقفنا تقرر علي حقيقتين الأولي أن قرنق إنفصالي والثاني أن لديه موقف معادي للعرب والعروبة ولو تبني قرنق موقف يخالف هاتين القناعتين سيغير الحزب موقفه من قرنق. سافر أمير إلي يوغندا وقابل قرنق وأخذ منه تصريح صحفي للأخبار حول موقف قرنق من وحدة السودان ومن العرب وجاء بالتصريح ونشره في جريدة وسلمه لتيسير. وبعد ذلك في لقاء معي منفردين ذكر لي أمير أن قرنق قال له بعد ما أعطاه التصريح أن البعثيين مخادعيين وكذابين ولو كانت دي فعلآ قناعاتهم لماذا إتصلوا بي قبل حركتهم وبلغوني بها. وعند مناقشتي له حول هذه الواقعة قال لي حركتكم دي أنا في يوغندا كنت عارف عنها تفاصيل التفاصيل قبل أسابيع وقد بلغني بها منصور خالد.

    ط- إنعقد قبل شهر مؤتمر العمال الزراعيين العرب وشارك فيه ضمن الوفد السوداني شخص يدعي عبد القادر من قيادات المايويين وقد أعتقل في فترة الديمقراطية مع فؤاد أحمد عبده وقد جاء يحمل رسالة منه لأمير عبد الله خليل الذي دعاني مع عبد الله سعيد علي وجبة غداء في منزله وهو صديق الشهيد قاسم إذ أنه يسكن جاره في جبل أولياء. وقد قال لي أن إنقلابكم هذا يسمونه في جبل أولياء إنقلاب الشيخ ياقوت والسبب الأساسي في ضربه أنه كان مكشوف وحيران الشيخ ياقوت يتحدثون به في كل مكان وعن سؤالي عن سبب نسب الإنقلاب للشيخ ياقوت قال جماعتكم ديل كلهم حيران ياقوت وإجتماعاتهم ولقاءاتهم تتم عنده.

    5- الخلاصة:

    بناء علي الوقائع التي ذكرتها أعلاه أخلص إلي أن حركتنا في 23-04-1990 كانت مكشوفة ومتابعة من القوي المعادية للحزب التالية:

    1- نظام الجبهة الإسلامية
    2- الحزب الشيوعي السوداني
    3- حركة قرنق والجنوبيين
    4- حزب الأمة
    5- الحزب الإتحادي
    6- المخابرات المصرية
    7- المخابرات الغربية (أميركا- إنجلترا) .
    8- تنظيم محمد علي.
    9- أوساط أسرية عديدة

    6- إستنادآ علي كل هذه الوقائع ذكرت للأستاذ بدر الدين أن الحركة كانت مكشوفة للقوي المعادية للحزب وكنت أظن ذلك تحصيل حاصل لأن كافة هذه المعلومات يعلم بها الحزب أما عن حالة التآمر التي أشرت إليها فهي موضوع أشرحه في تقرير لاحق لأنه حالة لا يعرفها إلا من شارك فيها لكن بالإمكان إستنتاجها من خلال إستقراء الوقائع وبالتالي فكشفها يعتمد علي التحليل والدراسة الموضوعية للوقائع وحسب المعلومات المتوفرة علي قلتها لدي.

    ودمتم

    الرفيق
    عمر علي عبد الله


    * هذه خاتمة المذكرة الأولي وسنواصل نشر المذكرات فتابعوا.




    09-11-2005, 10:41 AM مشاركة رقم 10
    خالد الحاج
    المشرف العام




    تاريخ التسجيل: Sep 2005
    المدينة: Netherlands
    مشاركة: 1,786


    --------------------------------------------------------------------------------


    في الجزء الثاني من المذكرة يذكر كاتبها وبتفصيل دقيق مراحل التخطيط والتنفيذ لحركة رمضان . وتحيط المذكرة ليس بالظروف المحيطة بالحركة والقائمين بها ولكن بكل الظروف المحيطة من قوي أخري وأحزاب وقوي إقليمية
    وتحوي حقيقة الكثير مما يمكن أن يدعوا حقيقة للتأمل والتساؤل؟؟
    دعونا نتابع المذكرات وإلي الجزء الثاني :

    خالد الحاج


    حزب البعث العربي الإشتراكي
    القيادة القومية
    مكتب السودان
    17-10-1995



    إلي الرفيق المسئول
    م/ حول المحاولة الإنقلابية
    - الورقة الثانية


    1-توطئة:


    تعرض هذه السطور نفسها كتوطئة لهذا التقرير حتي يستبين القارئ بعض المرتكزات النظرية التي بني عليها كاتب هذا التقرير نهاياته . فلكي أصل بالقارئي إلي تلك النهايات مستهديآ السبيل اليسري متحاشيآ الإزدحام أمام محطات الأنانية والتحليلات الذاتية البعيدة من الموضوعية مبرئآ نفسي من كافة التهم التي يقف عندها القارئ
    والتي أبسطها قد تكون تهمة " التحليل الذاتي غير الموضوعي ." لذا تحاشيت عدم الجدية في الحديث عن النهايات وتجاهل البدايات وعدم الخوض فيها. لم أجد مبتدءآ أبدأ به أفضل من توضيح هذه المرتكزات النظرية التي إستخلصت جزء منها من تجاربي الشخصية والجزء الأكبر من تجارب الآخرين . وسأجاهد قلمي هذا في الإبحار قدر الإمكان.

    أ- يعتقد الكثيرون وأنا ضمنهم أن ثورة أكتوبر وقيام مؤتمر الخريجيين يشكلان أهم حدثان في التأريخ السياسي المعاصر للسودان. ذلك لما طرحته الجماهير المنتفضة من شعارات طوال فترة الإنتفاضة. فقد رددت الجماهير هتافات معادية لكل القيادات التقليدية. طائفية كانت أم قبلية سياسية أو إقتصادية.

    تأثرت بهذه الثورة كافة القطاعات والمنظمات والأحزاب. فالأحزاب التقليدية اليمينية وأحزاب الوسط وضعت ضمن برامجها الإنتخابي هدف الإشتراكية. أما اليسار إندفع مع أكتوبر للدرجة التي طالب فيها من لجنة الدستور أن تكون المادة الأولي تسمي "جمهورية السودان الديمقراطية الإشتراكية" وقامت في الريف والأقاليم الإتحادات القبلية والجهوية في وجه الإدارة الأهلية ورجالاتها.
    هذا كان يجري في الحياة المدنية أما معسكرات الجيش فقد كان التأثير أضخم وأعظم إلا أنه كان خافيآ غير مرئي إذ أن طبيعة الحياة العسكرية ودواعي الإنضباط العسكري يمنع أو يحرّم إظهار ذلك . إذ أن الجيش كان متواجدآ في الشوارع في محاولته إخماد الثورة فاستمع وشاهد وشارك أيضآ لكن في الجانب الآخر للثورة كما أن المجندين الجدد الذين إستقبلتهم القوات المسلحة كانوا أبناء الثورة الذين فجروها وهنالك عامل ثالث وهو قيام الإتحادات القبلية والجهوية ودورها التي أسستها كأندية فالجنود هم أبناء هذه العشائر فيختلطون بأبناء قبيلتهم في هذه الدور وخارجها هذا بالإضافة إلي الإعلام الذي كان سائدآ في ذلك الوقت. لذا كان تأثير أكتوبر كبيرآ في القوات المسلحة في مراتبها الدنيا أما بالنسبة لذلك الأثر بين الضباط فلا أجدني مجبرآ علي الحديث عنه فقد كان واضحآ للجميع.

    ب- تتوحد قوي اليمين في شكل حلف قوي مقدس متي ما هددها خطر حقيقي مهما كانت درجة الخلاف بينها مسبقآ. هذا نستخلصه من تجاربنا في السودان ومن التجارب في كافة أقطار العالم والنقف هنا لأضرب مثلآ عن الخلافات والتناقضات التي كانت سائدة بين أحزاب اليمين عشية ثورة مايو (ولا أريد أن أقول إنقلاب مايو لأنها في بداياتها كانت إمتداد لثورة أكتوبر) فالكل يذكر هذه الخلافات التي وصلت مرحلة تبادل أقزع الألفاظ داخل البرلمان وعبر كافة وسائل الإعلام غير أن هذه القوي توحدت صبيحة 25 مايو 69 بعد سماعها لبيان الأول في قبة المهدي وبدأت تجمع قواها وتتصل بالدول المجاورة الرجعية والعميلة آخذة منها الدعم لمقاومة مايو. وعندما تجمع الرجعية قواها فإنها تضرب الثورة بلا رأفة وفي قسوة متوحشة باعثها في الأساس الرعب من مصيرها الذي تدركه جيدآ. لا أظنني في حوجة لذكر بعض التجارب المريرة التي عايشتها القوي الثورية علي ساحة السودان أو بقية الأقطار العربية أو بلدان العالم الثالث وفي جانب آخر هذا يوضح ان الصراع السياسي حقيقة هو أعنف صراع عرفته البشرية كما أنه متعدد الأطوار والدرجات ويبدأ من كتابة الشعارات علي الجدران وينتهي بالحرب الذرية.


    نواصل
    ...11-2005, 07:21 AM مشاركة رقم 11
    خالد الحاج
    المشرف العام




    تاريخ التسجيل: Sep 2005
    المدينة: Netherlands
    مشاركة: 1,786


    --------------------------------------------------------------------------------

    (2)


    إقتباس:
    وجدت معارضة عنيفة وقوية من بعض أعضاء مجلس قيادة الثورة حينئذ وكانت حجتهم أن قاعدة الجيش كلها من أبناء الأنصار وأن هذه القاعدة سترتد علينا وتنضم إلي قوات الإمام. وكانت هذه الأمنية هي الحلم الذي بني عليه الإمام وزمرته حلمهم ودخولهم في معركة مع مايو. فقد عميت بصيرتهم عن رؤية تأثير أكتوبر داخل الجيش كما أني عانيت الأمرين بإقناع هذا النفر من أعضاء مجلس قيادة الثورة بتأثير أكتوبر علي الجيش ووصل ببعضهم الأمر أن سماني "الثوري الحالم" غير أن التجربة أثبتت صحة تحليلي ولو تأخرت معركة أبا عامين فقط لا أظن أن نتيجتها كانت ستكون كما جاءت وقتها



    يخفي ا لمتقاعس تقاعسه وجبنه وتردده تحت ستار فلسفي يقنع به نفسه وهو إدعاء التعقل وعدم المقامرة والبعد عن الإنفعال والتفكير العقلي المتزن البعيد عن العاطفة وردود الأفعال وبالتالي يتهم المواقف الجسورة المقدامة بالتهور والمقامرة والإندفاع الجنوني البعيد عن العقلانية. هذا النمط من البشر بكل أسف كثير جدآ متواجد في كافة أنشطة الحياة المدنية والعسكرية وداخل التنظيمات التقليدية والحديثة(طوائف قبائل أحزاب، نقابات) ولا يشكل خطورة إلا حينما تضعه ظروف تأريخية معينة في قيادة عمل ثوري هناك تكون الطامة الكبري. إذ أنه تحت هذه الشعارات يتمشدق بالحديث عن الثورة معبرآ عن أمانيه في إتخاذ موقفآ ثوريآ مقدامآ جسورآ غير أنه يخور عن إتخاذ هذا الموقف وبالتالي لا ينفك يطلق فسوه هذا وهو معشعش في موقعه القيادي الثوري إلي أن يكشفه الآخرون. كما ذكرت هذا النمط من البشر موجود في كافة مرافق الحياة وبالذات في القوات المسلحة ولو لا خشيتي من أن أشين صورة بعض الأصدقاء لذكرت العديد والعدد الكثير منهم كأمثلة حية تعيش بيننا حاليآ أو قضوا نحبهم. فالثوري الحقيقي له حساباته الخاصة عند تعامله مع الواقع يرفضها المتعقل والمتقاعس.

    د- يصعب جدآ الدفاع عن الثورة عندما تواجهها الثورة المضادة فالثورة المضادة ترتكز علي قوة جماهيرية كبيرة مخزونة في الريف وفي أطراف المدن داخليآ وإقليميآ تستند إلي دول الجوار الرجعية . أما عالميآ فهي تستند علي الإمبريالية بكل جبروتها وقوتها وقواها مع خبرتها المتراكمة في التعامل مع الأنظمة الثورية فعملية الإستيلاء علي السلطة أو سرقتها (لا أقول إنتزاعها لأكون أكثر دقة) سهلة جدآ إنما المعضلة الحقيقية تكمن في الدفاع عنها.

    الثوريون عندما يأتون إلي السلطة مندفعين تحدوهم أمانيهم الطيبة ونواياهم الخيرة لجماهير شعبهم يندفعون في تنفيذ برامجهم وتوضيح نواياهم لشعبهم معتقدين بأن هذه الإجراءات وما يرافقها من محاكمات للقيادات الرجعية السابقة كفيلة بعزل هذه القيادات عن جماهيرها وهذا صحيح إلا أن الواقع يحدثنا أن هذا التحول كي يحدث يحتاج إلي عقدين أو ثلاثة من السنين وما حدث في جزيرة أبا يؤكد ذلك. غير أن الثورة المضادة تعرف ذلك ولهذا السبب تبدأ نشاطها وتجمعها منذ اليوم الأول وبالتالي تتحين الفرصة الذهبية لترتد علي الثورة وهذه الفرصة تحين يوم أن تفقد القوة الثورية زمام المبادرة حينئذ تلتقط الثورة المضادة زمام المبادرة وتوقع بالقوي الثورية وانا أحرر هذه الأسطر تبرز أمامي تجربة مايو فقد عايشتها وهي نكره وبرنامج ورافقتها كتنظيم وشاركت فيها كحركة ودافعت عنها كثورة.

    لقد قمنا بالحركة ليلة 25 مايو وكانت موافقة ليلة 9 من المولد النبوي الشريف وثاني يوم ونحن في القصر الجمهوري حيث كان الوزراء يؤدون اليمين الدستوري جاءتنا معلومات أن هنالك تجمع في ساحة المولد في أمدرمان ينوي القيام بمظاهرة . إستطعت إقناع خالد حسن عباس بالخروج بروب مدرعات إلي المولد وتدمير المظاهرة بإعتبار هذه أول معركة مع الرجعية والتكن بداية قصم عضم ظهرها. ولكن بكل أسف خيب أملي التجمع فقد إنفرط عقده وتفرق بهدوء بمجرد رؤيته للمدرعات. وصبرنا علي الرجعية وهي تجمع قواها وتجري إتصالاتها خارج الحدود وتجلب الأسلحة من دول الجوار إلي أن كسرنا عضم ظهرها في معركتي أبا وود نوباوي . أذكر هذه التجربة الآن لأني وجدت معارضة عنيفة وقوية من بعض أعضاء مجلس قيادة الثورة حينئذ وكانت حجتهم أن قاعدة الجيش كلها من أبناء الأنصار وأن هذه القاعدة سترتد علينا وتنضم إلي قوات الإمام. وكانت هذه الأمنية هي الحلم الذي بني عليه الإمام وزمرته حلمهم ودخولهم في معركة مع مايو. فقد عميت بصيرتهم عن رؤية تأثير أكتوبر داخل الجيش كما أني عانيت الأمرين بإقناع هذا النفر من أعضاء مجلس قيادة الثورة بتأثير أكتوبر علي الجيش ووصل ببعضهم الأمر أن سماني "الثوري الحالم" غير أن التجربة أثبتت صحة تحليلي ولو تأخرت معركة أبا عامين فقط لا أظن أن نتيجتها كانت ستكون كما جاءت وقتها إذ أن التوازنات كلها كانت قد تغيرت وما تم من إنجازات لصالح أبناء الجزيرة أبا : توزيع الأراضي للفلاحين قيام مدارس لكافة المراحل الدراسية من الكتاب إلي الثانوي للبنين والبنات وقيام إتحاد فلاحين وإتحاد نسائي ودور لهذه المنظمات وقيام مصحات. كل ذلك لم يؤتي أكله إلا بعد عقدين من الزمان.

    قصدت من ذكر هذه التجارب في البداية أن أضع القارئ في نفس الزاوية التي رأيت منها أحداث الإنقلاب الذي يتناوله هذا لتقرير.

    هـ - تجارب الإنقلابات العسكرية توضح أن الخلافات تبدأ تظهر بين الإنقلابيين من الأسبوع لأول بعد إستلام السلطة وتبدأ لأسباب ذاتية تافهة منها المنافسة علي شاشات التلفاز والصفحات الأولي من الجرائد والمجلات.
    حينئذ يبدأ كل ذي حق يأخذ حقه من الحصة وذو الحق يقرر حقه مدي إشتراكه ونشاطه ليلة تنفيذ الإنقلاب هذا ما حدث في تجربة يوليو في مصر بين عبد الناصر ومحمد نجيب وبين عبد الناصر ويوسف صديق ولم يضعف السادات في بدايات يوليو إلا عدم إشتراكه في التنفيذ كما حدث في مايو عدم مشاركة بابكر النور وهاشم العطا جعلتهم في حالة من الضعف داخل المجلس مزرية وكذلك بالنسبة لأبي القاسم هاشم فغيابه ليلة التنفيذ أضعفه في المجلس إلي أن إنحل.

    د- النصر وليد الإيمان العميق الصلب بالإنتصار فأي عمل مهما تفه أو عظم إذا لم نؤمن به إيمانآ راسخآ بالنصر وبه لن ننجزه . إذ أن الإيمان بالنصر هو الذي يولد الصمود والإستبسال والإقدام. هذ الأحساس هو الذي وّلد صمود الشهيد عبد الفضيل ألماظ عام 1924 ليستشهد وهو قابضآ علي رشاشه (البرين) وما دفع سيد شهداء القوات المسلحة بطل 19 يوليو الشهيد محمد أحمد الريح ليستشهد في بطولة رائعة كان يمكن لحزبه أن يخلد كلماته الأخيرة ليجعل منها ملحمة ليضع منارآ تهتدي به كواكب مناضليه حقيقة لا يعرف قيمة الرجال إلا الرجال.

    نواصل...

    11-11-2005, 11:24 PM مشاركة رقم 14
    خالد الحاج
    المشرف العام




    تاريخ التسجيل: Sep 2005
    المدينة: Netherlands
    مشاركة: 1,786


    --------------------------------------------------------------------------------

    (3)

    - مقدمة:
    لا أكتب هذا التقرير لأثبت المقولة الخالدة "تولد الهزيمة لقيطة بينما يدعي أبوة النصر العشرات" فما حدث في أبريل بالنسبة
    لي في حد ذاته قيمة وقد أثبت الجميع أن لا نحاكم القيمة بنتائجها إنما تظل قيمة في وجدان البشرية وعليه لست أهدف لمحاكمة
    ما حدث بقدر ما أهدف إلي تحليل قائم لأوضح قدر إمكانياتي أسباب الفشل ومتي سلكت الحركة الجادة ومتي تجنبتها.
    هنالك أمر آخر أود تنبيه اللقارئ له وهو أني أعتمد في سرد الوقائع علي ذاكرة خربتها السنون ولعب بها داء السكر. غير أني
    أجهدت ذاكرتي قدر الإمكان أن أكون دقيقآ في تذكر ما نقلته علي لسان الرفاق الشهداء وهذا ليس لدواعي الأمانة وإحترام الذات
    بقدر ما عنيت بالأمانة في نقل أقوالهم للتأريخ وقد نالوا الشهادة. والأمانة تقتضي قول الحق ولو علي أنفسنا أو من يعني علينا
    أكثر منها.

    3- أثناء إختفائي مع الرفيق شريف دارت مناقشات كثيرة بيني وبينه حول الإنقلابات العسكرية عامة والتي إشتركت فيها خاصة
    ومعلوماتي النظرية حولها. يبدو أنه نقلها بدوره إلي الرفيق محمد علي لأنه فتح معي مناقشات حول نفس الموضوع أذكر أني
    ذكرت له:
    " أن الإنقلاب كعملية عسكرية لا يخضع لأي مبدأ من مبادئ الحرب غير المفاجأة في الدرجة الأولي والحشد في
    الدرجة العاشرة. وأنه ليس حساب وتوازن قوي وإنما هو خطف للسلطة. وجانب كبير من العملية يراه معظمهم مغامرة كبري
    غير أن الذين يقومون بها يرونها مقامرة محسوبة كما يري الكثيرون أن الشخص الإنقلابي مجنون وحقيقة هم مقامرون ضمن
    حساباتهم التي لا يراها العقلاء فيقولون عنهم أنصاف مجانين. إذ أن الحسابا العسكرية التقليدية أي الإهتمام بتوازن القوي
    الصديقة والقوة لمعادية لا يمكن أن نصل إلي عملية الإنقلاب ولكننا سنتزاحم أمام المعادلات العديدة العقيمة فلن نجد نفسنا
    بأية حال من الأحوال في مستوي أقوي من قوة الدولة وأجهزتها الأمنية والعسكرية وأسلحتها المختلفة"
    يبدو أن الرفيق محمد علي تفهم هذا الموضوع إذ أنه في نفس الأسبوع زودني بتقرير موقف عسكري لعملية إنقلاب وخطة
    مبنية علي تقدير الموقف ذاته وطلب مني الإطلاع عليه وتوضيح رأي فيه. بعد أن قرأته وجدته تقدير موقف جيد من حيث
    ذكر العناصر ومناقشتها مناقشة منطقية وعدم إهمال أي عنصر وعدم القفز فوق العناصر للوصول إلي النتائج ولو عمله
    أي طالب في كلية أركان يأخذ عليه درجة جيد. إلا أنه بعيد كل البعد عن خطة إنقلاب عسكري فهو تقدير موقف تقليدي
    خرج منه بخطة تقليدية لا تحقق أي نوع من المفاجأة وذلك للأسباب التالية :

    أولآ : شملت الخطة عمليات من شأنها تحييد كافة المعسكرات الموجودة في منطقة العاصمة المثلثة. كما شملت كافة
    نقاط السيطرة المتواجدة في العاصمة.

    ثانيآ : عدم التركيز علي النقاط الإستراتيجية المهمة التي تأخذ أهمية أقصي في العملية الإنقلابية وهي القيادة العامة
    ثم الإذاعة. فاحتلال القيادة العامة إلي جانب تدمير معنويات العدو توفر المواصلات والإتصال والتعاون والتنسيق والسيطرة
    الكاملة. أما الإذاعة فلأنها توفر الصلة بالجماهير لتخرج تدافع في الشارع عن السلطة الجديدة ثم بعد ذلك تأتي الأهداف الثانوية
    وهي الكباري وتقاطعات الشوارع إلخ إلخ.

    نقلت رأي هذا للرفيق شريف ولم أنقله للرفيق علي لسببين :

    أولآ - لاحظت أنه بادئ الإعتزاز بهذا العمل وهذا يعني أنه يجهل طبيعة الخطة المطلوبة لقيام إنقلاب عسكري ناجح وبالتالي
    قد لا يقبل رأي ويحصل له إحباط إذا قبل. وهذا ما كنت أتجنبه طوال عملي معه .

    ثانيآ - كي أقوم بواجبي كاملآ نحوه كمستشار له في هذا العمل كان عليّ بعد رفض هذه الخطة أن أضع له البديل وهذا ما كان
    متعزرآ عليّ في حينها إذ أني لم أمتلك معلومات عن التنظيم العسكري مما يساعدني في وضع تصور وخطة بديلة .

    4- أوجزني الرفيق محمد علي بشكل مختصر عن عمل الحزب في الجيش في أول لقاء لي معه إذ قال لي أن الحزب يعتبرن
    متخصص في الأمن لكنه يعتقد أن لي قدرات أكبر في العمل العسكري وهو يرغب أن أهر له هذه القدرات وما يبقي كلام ساكت
    (أحسست أنه بحديثه هذا يستفز قدراتي في دفع عملية الإنقلاب إلي الأمام) ذكر لي الرفيق محمد علي" أن مشكلة البلول عندما يكون
    *** لا يعطي فرصة لأحد يتكلم وإنما يتحدث بدون توقف وأن مشكلة خالد في صمته وسكونه ويمكن يقعد 4 أو 5 ساعات ما يفتح
    خشمو " هنا تأكدت لي هواجسي بأن الرفيق محمد علي ملاق صعوبة في القيادة العسكرية في تنفيذ المهمة وتمنيت في خاطري ألا
    تكون المشكلة ناتجة عن غياب الإستعداد النفسي للقيام بالعملية وأن تكون المشكلة ناتجة عن عدم توفر الإمكانيات المادية إذ أن الثانية
    يمكن إستكمالها بعد فترة أو إعادة توظيف المتوفر منها. أما الأولي فلا يمكن علاجها إلا بإعادة بناء التنظيم وتبديل هيكله بصورة
    موضوعية أما ما أهجسني أي دفع الهواجس إلي فكري هي الطلبات غير المعقولةالتي يأتينا بها في التنثيق الرفيق محمد علي
    من قبل التنظيم العسكري والأمثلة علي ذلك كثيرة تحضرني الذاكرة منها حاليآ الطلبات التالية:

    أولآ – بلغني الرفيق محمد علي أن الجماعة (يقصد التنظيم العسكري) يطلبون 40 جهاز إتصال ليسطون بها علي سلاح المدرعات
    وسألني عن كيفية الحصول عليها. أجبته أن الدبابات بها أجهزة إتصال في كل دبابة جهازها الذي تستطيع الإتصال بالأخري به
    فلماذا يريدون هم هذه الأجهزة فبانت الحيرة علي وجهه ورد والله ما عارف.

    ثانيآ – طلب الرفيق محمد علي تجهيز أرقام سيارات شرطة وفعلآ قام قسم التنسق يتجهيز 32 رقم أي 16 سيارة وقد علمت من الرفيق
    محمد علي أنهم ينون إستخدام هذه السيارات في عملية الإعتقالات ليلة الإنقلاب وهذا بالتالي يعني لديهم فائض من القوة يستغلونه بعد
    إستلام الأهداف الرئيسية في عملية الإعتقالات إذ أن الوضع الطبيعي أن تتم الإعتقالات بعد إحتلال المواقع الإستراتيجية المهمة عندئذ
    تستخدم عربات الجيش والقوة الإنقلابية في الإعتقالات وذلك إقتصادآ في القوة والجهد.

    ثالثآ – طلبوا في التنسيق قوة حزبية مسلحة وتجهيز بستان ليعقد فيه إجتماع موسع للتنظيم العسكري علي أن يقوم الرفاق المسلحون بحماية
    الإجتماع والإشتباك المسلح مع قوات الأمن إذا حاولت الأخيرة التدخل وإعتقال الرفاق العسكريين وبذلك يستطيع الرفاق العسكريون من
    التسلل من موقع الإجتماع خلال الإشتباك ثم بعد ذلك ينسحب الرفاق. هنا جالت في رأسي الأسئلة التالية :

    نواصل ...

    12-11-2005, 10:19 AM مشاركة رقم 15
    خالد الحاج
    المشرف العام




    تاريخ التسجيل: Sep 2005
    المدينة: Netherlands
    مشاركة: 1,786


    --------------------------------------------------------------------------------

    (4)


    إقتباس:
    هنا نادي علي شاب لم يكن معنا فجاء وعرفني به ان هذا الشاب رفيق بعثي وهو نقيب في الجيش ومسئول عملنا في المدرعات وقال للشاب يعرفه بي ده رفيقنا فلان وريه قوتكم في المدرعات هنا إلتفت اليّ الشاب في عنجهية غريبة وكأنه يرد علي مستجد لحوح " ما عندنا غير (2) بالإضافة إليّ وماعندنا غير دبابة واحدة صالحة للعمل وهي هناك في مدرسة المدرعات في وادي سيدنا" واستدار ليخرج من الغرفة فأوقفته وسألته مستهدفآ سبر غوره وقراءة عقليته الدبابات الموجود في الشوارع هذه يمكن تدميرها بالطائرات وإذا بالشاب ينتفض مرعوبآ وقد بدأت عضلات وجهه ترتجف عايز تضربها بالطيارات (يقصد الدبابات) هم عدو؟ أجبته " أنت تقدر تاخد دبابتك الصالحة دي وتدخل القيادة العامة؟ فأجابني (لا) وهنا سألته لماذا ؟ فأجاب ستضربني الدبابات التي تحرس القيادة العامة فقلت له "إذن هم عدو وحينما نضربهم بالطائرات نحن لم نظلمهم وإنما فقط أخذنا زمام المبادرة في يدنا .



    1- هل هذا الإجتماع هو إجتماع مجموعة الأوامر التي ستتلقي أوامر التنفيذ وتخرج من الإجتماع مباشرة لتنفيذ العملية. وإذا كان كذلك لماذا لا يتم هذا الإجتماع في أحد المعسكرات الذي يشكل قاعدة التحرك للتنظيم.
    2- هل هذا الإجتماع إجتماعآ تمهيديآ وإذا كان كذلك هل يعني ذلك أن هؤلاء الضباط موضوعون تحت المراقبة للدرجة التي لا يستطيعون فيها تحقق إجتماع عادي بعيدآ عن أعين النظام وإذا كان كذلك لماذا لا يؤجلون العملية حتي تطمئن أجهزة الأمن.؟
    3- إذا كان إجتماع عادي موسع في شكل مؤتمر لماذ لا يتم تأمينه بالأساليب العادية التي يؤمن بها الحزب مثل هذه اللقاءات.؟

    رابعآ : طلبوا في التنسيق عناوين سكن رموز النظام دون أن يعطونا أسماء هذه الرموز أو ربهم أو مناطق سكنهم مع العلم أنهم يسكنون داخل المناطق العسكرية وجهازنا جهاز مدني كما يعرفون هم ويكفي أن يتجول مدني داخل أي منطقة عسكرية حتي يعرض نفسه للإعتقال والمساءلة وهذا في حد ذاته يعرض العملية لخطر الإنكشاف.

    واستنتجت من ذلك ضعف قدراتهم في الرصد والمراقبة للحد الذي لا يعرفون أسماء ورتب ودور سكن الرموز العسكرية لعدوهم.

    خامسآ : طلبوا من التنسيق تجهيز أسلحة خفيفة وذخيرة وأفراد يجيدون إستخدام السلاح. لم يحددوا العدد المطلوب من الأسلحة ولا الأفراد ودون تحديد الواجبات التي سيكلفون بها.

    هذا ما أسعفتني به الذاكرة من طلبات كثيرة متضاربة متباعدة لا يربط بينها تسلسل منطقي ولا يستطيع المنطق ربطها بأي خطة عسكرية مدروسة . هذا هو سبب الهواجس التي سيطرت علي مخي والتي تعرضت لها أعلاه.

    د- أوصلني الرفيق محمد علي إلي مكان الشهيد خالد وهو منزل أحد أقرباءه في الرياض شروعآ في تنفيذ توجيهاته لي. وجدت فرصة إنشغال صاحب المنزل بتحضيرات واجب الضيافة لي فسألت خالد سؤالآ مباشرآ عن الحاصل في لديهم (التنظيم العسكري) قائلآ له " مالكم مربوكين يا خالد ؟؟ رد عليّ خالد قائلآ : صاحبك البلول راكب راسو (أو معصلج) (لا أذكر حاليآ كلماته الحقيقية) ومصر أن التنظيم العسكر غير جاهز لعمل شيئ لا السنة دي ولا السنة الجاية. بالطبع وضح أن البلول تحدث أو قال كلامه هذا في حالة إنفجار أو غضب لأنه موضوعي التفكير. ويعرف كما أعرف أنا أن هذا العمل (الإنقلاب) مرتبط بعدة عوامل مختلفة ومتشابكة إن لم تكن شائكة اليسير منها يقع ضمن إرادة القائد الإنقلابي لكن الجزء الأكبر والأهم خارج إرادته وبالتالي لا يستطيع القائد أن يقول أنه غير جاهز بعد سنة لأن الظروف المتغيرة والتفاعلات السياسية بين الجماهير وبين الجنود قد تجعل إمكانية حدوث الإنقلاب بعد أسبوع أو بعد عقد من الزمان. فالإنقلاب ليس عملية زواج أو ختان ليحدد الشخص المعني وقت إستعداده لعمله بالإضافة إلي ذلك أن هذا التنظيم حسب ما علمت من الحزب كان علي وشك إستلام السلطة منذ 5 سنوات في أبريل 1985 لذلك بعد أن عرفت رأي البلول من خالد سألت خالد "وإنت ما رأيك" فرد عليّ : أنا (Orbiting Aloof) وهذا يعني بلغة الطيران أنه يطير عاليآ ولكنه يدور حول الهدف أي أنه مبتعد عن الصراع الدائر بعزر أنه طيار ولا يفهم في عمل الجيش (مشاة ودروع) والصراع الدائر يقصد بين تيارين أحدهم يطلب قيام الحركة والثاني يرفضها وبالطبع وضح لي أن الرفيق محمد علي يقود التيار الأول والبلول يقود التيار الثاني. هنا طلبت منه أن نذهب سويآ إلي منزل الشهيد البلول لثقتي بإمكانية الوصول إلي نتائج إيجابية لمعرفتي بإمكانياته الذهنية والمعنوية والنفسية ويقيني بأنه ضابط شجاع وكفء قناعاتي بصفاته هذه هي التي دفعتني لكسبه للحزب. غير أن خالد رفض إقتراحي بحجة أن الوقت متأخر حاليآ وأن البلول يكون قد بدأ ***** حاليآ ولا جدوي من إدارة نقاش جاد معه لأنه لن يعطيك فرصة للحديث (لاحظت هنا الوافق بينه و بين الرفيق محمد علي) .

    هـ - مساء اليوم التالي جاءني الرفيق محمد علي وطلب مني زيارة البلول وقبل مغادرتي قلت للرفيق محمد علي " أنت القائد السياسي والبلول القائد العسكري الوضع الطبيعي أن تقول له الحزب يري أن الظروف السياسية محليآ وإقليميآ وعالميآ مهيئة لأن يستلم السلطة بلغني متي يمكن أن نذيع بياننا. هو يعمل حساباته وتقدير موقفه وخطته ويبلغك إحتياجاته لسد النواقص التي قد تبرز من وضع الخطة إذا برزت نواص وإلا يبلغك أن تحضر لدار الإذاعة الساعة 6 صباحآ في يوم كذا وبالتالي لا تتدخل في عمله لأن هذا ليس شأنك" فلم يعلق وقال لي كدي أسع أمش شوفه.

    وجدت البلول وحده وقد بدأ يشرب قبل وصولي وكن بادي التوتر وطلب مني مشاركته وفعلآ بدأت أشاركه الشراب وقد قررت في داخلي العزوف عن مناقشته فيما جئت من أجله غير أنه بادرني فجأة قائلآ :
    " شنو حكاية الخطفة دي الدخلتها لمحمد علي في راسه؟ " فأجبته اني حاولت ابسط له ان العملية الإنقلابية هي نمط من انماط الحرب الخاطفة لا مبادئها ولا اسسها فقلت له هي عملية خطف للسلطة هذا كل ما هناك ولماذا انت متوتر حاليآ ؟ فأجابني سئلآ هم الناس فكروا فيها متين (يقصد الحرب الخاطفة) فأجبته بعد إختراع الدبابة فقال لي يعني الدبابة هي التي اةجدت الحرب الخاطفة؟ قلت له بالطبع وبدونها لا توجد حرب خاطفة هنا نادي علي شاب لم يكن معنا فجاء وعرفني به ان هذا الشاب رفيق بعثي وهو نقيب في الجيش ومسئول عملنا في المدرعات وقال للشاب يعرفه بي ده رفيقنا فلان وريه قوتكم في المدرعات هنا إلتفت اليّ الشاب في عنجهية غريبة وكأنه يرد علي مستجد لحوح " ما عندنا غير (2) بالإضافة إليّ وماعندنا غير دبابة واحدة صالحة للعمل وهي هناك في مدرسة المدرعات في وادي سيدنا" واستدار ليخرج من الغرفة فأوقفته وسألته مستهدفآ سبر غوره وقراءة عقليته الدبابات الموجود في الشوارع هذه يمكن تدميرها بالطائرات وإذا بالشاب ينتفض مرعوبآ وقد بدأت عضلات وجهه ترتجف عايز تضربها بالطيارات (يقصد الدبابات) هم عدو؟ أجبته " أنت تقدر تاخد دبابتك الصالحة دي وتدخل القيادة العامة؟ فأجابني (لا) وهنا سألته لماذا ؟ فأجاب ستضربني الدبابات التي تحرس القيادة العامة فقلت له "إذن هم عدو وحينما نضربهم بالطائرات نحن لم نظلمهم وإنما فقط أخذنا زمام المبادرة في يدنا . هنا ترك الغرفة وهو في حالة من الرعب وعم القناعة بالمرة بحديثي معه غير أنه كان مفحمآ من حديثي وحقيقة الأمر عندما تحدثت عن إستخدام الطائرات لم أكن أهدف كما قلت إلا إلي معرفة إستعداده النفسي للإشتراك في تنفيذ العملية فك الدبابات الموجودة في الحراسات بمجرد إستلام القيادة العامة وإذاعة البيان بالإمكان سحبها بأوامر تصدرها بالجهاز أو إبقاءها في موقعها في خدمة السلطة الجديدة.


    نواصل ...
                  

العنوان الكاتب Date
ذكرى إنقلاب « 28» رمضان /البعثيون يعترفون : إنقلاب من بنات افكارنا Amin Elsayed10-24-06, 04:55 PM
  Re: ذكرى إنقلاب « 28» رمضان /البعثيون يعترفون : إنقلاب من بنات افكارنا Elmoiz Abunura10-25-06, 10:11 AM
  Re: ذكرى إنقلاب « 28» رمضان /البعثيون يعترفون : إنقلاب من بنات افكارنا sourketti10-25-06, 12:35 PM
  Re: ذكرى إنقلاب « 28» رمضان /البعثيون يعترفون : إنقلاب من بنات افكارنا Amin Elsayed10-25-06, 04:18 PM
  Re: ذكرى إنقلاب « 28» رمضان /البعثيون يعترفون : إنقلاب من بنات افكارنا Amin Elsayed10-26-06, 10:50 AM
    Re: ذكرى إنقلاب « 28» رمضان /البعثيون يعترفون : إنقلاب من بنات افكارنا Elmoiz Abunura10-27-06, 09:24 PM
  باشمهندس كل عام و أنت بألف خير والجاية.. ابي عزالدين البشري10-27-06, 09:46 PM
    Re: باشمهندس كل عام و أنت بألف خير والجاية.. عبدالله10-28-06, 02:34 AM
  Re: ذكرى إنقلاب « 28» رمضان /البعثيون يعترفون : إنقلاب من بنات افكارنا Bashasha10-28-06, 02:42 AM
  Re: The Baath, and Ramadan Military Coup - 1 Elmoiz Abunura10-28-06, 12:12 PM
    Re: The Baath, and Ramadan Military Coup - 2 Elmoiz Abunura10-28-06, 01:57 PM
  The Baath and Ramadan Military Coup- 3 Elmoiz Abunura10-28-06, 02:56 PM
  Re: ذكرى إنقلاب « 28» رمضان /البعثيون يعترفون : إنقلاب من بنات افكارنا Amin Elsayed10-29-06, 09:54 AM
  Re: ذكرى إنقلاب « 28» رمضان /البعثيون يعترفون : إنقلاب من بنات افكارنا Amin Elsayed10-29-06, 09:58 AM
  Re: ذكرى إنقلاب « 28» رمضان /البعثيون يعترفون : إنقلاب من بنات افكارنا Amin Elsayed10-29-06, 10:02 AM
  Re: ذكرى إنقلاب « 28» رمضان /البعثيون يعترفون : إنقلاب من بنات افكارنا ناذر محمد الخليفة10-29-06, 10:47 AM
    Re: ذكرى إنقلاب « 28» رمضان /البعثيون يعترفون : إنقلاب من بنات افكارنا Elmoiz Abunura10-29-06, 11:20 AM
  Re: ذكرى إنقلاب « 28» رمضان /البعثيون يعترفون : إنقلاب من بنات افكارنا Amin Elsayed10-29-06, 02:25 PM
  Re: ذكرى إنقلاب « 28» رمضان /البعثيون يعترفون : إنقلاب من بنات افكارنا Elmoiz Abunura10-29-06, 02:48 PM
  Re: ذكرى إنقلاب « 28» رمضان /البعثيون يعترفون : إنقلاب من بنات افكارنا Amin Elsayed10-29-06, 03:11 PM
  Re: ذكرى إنقلاب « 28» رمضان /البعثيون يعترفون : إنقلاب من بنات افكارنا Elmoiz Abunura10-29-06, 03:28 PM
    Re: ذكرى إنقلاب « 28» رمضان /البعثيون يعترفون : إنقلاب من بنات افكارنا Amin Elsayed10-29-06, 04:01 PM
      Re: ذكرى إنقلاب « 28» رمضان /البعثيون يعترفون : إنقلاب من بنات افكارنا Elmoiz Abunura10-29-06, 04:51 PM
        Re: ذكرى إنقلاب « 28» رمضان /البعثيون يعترفون : إنقلاب من بنات افكارنا Amin Elsayed10-29-06, 05:42 PM
  Re: ذكرى إنقلاب « 28» رمضان /البعثيون يعترفون : إنقلاب من بنات افكارنا Elmoiz Abunura10-29-06, 06:26 PM
  Re: ذكرى إنقلاب « 28» رمضان /البعثيون يعترفون : إنقلاب من بنات افكارنا Elmoiz Abunura10-30-06, 02:23 PM
    Re: ذكرى إنقلاب « 28» رمضان /البعثيون يعترفون : إنقلاب من بنات افكارنا Amin Elsayed10-30-06, 06:33 PM
  Re: ذكرى إنقلاب « 28» رمضان /البعثيون يعترفون : إنقلاب من بنات افكارنا Elmoiz Abunura10-30-06, 07:46 PM
  Re: ذكرى إنقلاب « 28» رمضان /البعثيون يعترفون : إنقلاب من بنات افكارنا Elmoiz Abunura10-30-06, 08:29 PM
    Re: ذكرى إنقلاب « 28» رمضان /البعثيون يعترفون : إنقلاب من بنات افكارنا Amin Elsayed10-31-06, 04:26 AM
      Re: ذكرى إنقلاب « 28» رمضان /البعثيون يعترفون : إنقلاب من بنات افكارنا Elmoiz Abunura10-31-06, 06:55 AM
        Re: ذكرى إنقلاب « 28» رمضان /البعثيون يعترفون : إنقلاب من بنات افكارنا أحمد يونس مكنات10-31-06, 12:41 PM
          Re: ذكرى إنقلاب « 28» رمضان /البعثيون يعترفون : إنقلاب من بنات افكارنا Amin Elsayed11-01-06, 06:07 PM
        Re: ذكرى إنقلاب « 28» رمضان /البعثيون يعترفون : إنقلاب من بنات افكارنا Amin Elsayed10-31-06, 06:16 PM
  Re: ذكرى إنقلاب « 28» رمضان /البعثيون يعترفون : إنقلاب من بنات افكارنا Elmoiz Abunura10-31-06, 07:21 PM
  Re: ذكرى إنقلاب « 28» رمضان /البعثيون يعترفون : إنقلاب من بنات افكارنا Elmoiz Abunura11-02-06, 09:20 PM
    Re: ذكرى إنقلاب « 28» رمضان /البعثيون يعترفون : إنقلاب من بنات افكارنا Amin Elsayed11-03-06, 03:49 PM
  Re: ذكرى إنقلاب « 28» رمضان /البعثيون يعترفون : إنقلاب من بنات افكارنا Elmoiz Abunura11-04-06, 12:29 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de