د. على حمد ابراهيم (عبد الرحمن سعيد : قائد (الشرعى) بلا قيادة!)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-29-2024, 06:20 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-19-2006, 11:04 AM

Mahadi
<aMahadi
تاريخ التسجيل: 04-19-2003
مجموع المشاركات: 789

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
د. على حمد ابراهيم (عبد الرحمن سعيد : قائد (الشرعى) بلا قيادة!)

    أول صحيفة سودانية تصدر عبر الإنترنت من الخرطوم - أسسها خالد عز الدين و محمد علي عبد الحليم


    --------------------------------------------------------------------------------

    رئيس التحرير: طارق الجزولي

    تلفون: 0912201125

    --------------------------------------------------------------------------------



    [email protected]




    Last Update 18 اكتوبر, 2006 09:35:30 PM

    السودان: هذا . .. أو الطوفان ؟

    د. على حمد ابراهيم *
    [email protected]

    الصيغة الغامضة التى تم التوصل اليها بخصوص دخول القوات الدولية الى دارفور لم توقف ولن توقف الجدل حول هذا الأمر . عليه دعونا نناقش المشير البشير بهدوء فى حكاية المواجهة التى قال انه قررها ضد الامم المتحدة بعد أن حسبها جيدا. (فضلت اللقب العسكري على اللقب السياسى لأن الرئيس قال ان بلاده فى حالة حرب مع الامم المتحدة ومع كل من يؤيد القرار الأممى حول دارفور رغم أن قرار اعلان الحرب لا يحتاج لزى عسكرى ولكن هذا هو فهم الناس فى العالم الثالث) . قال الفريق البشير أنه اختار المواجهة ضد المجتمع الدولى لأن فى المواجهة احتمالان: الاحتمال الاول هو أن يبقى السودان بعد انتهاء المعركة. و الاحتمال الثانى فهو أن ينتهى السودان فى وبعد المعركة. أما القبول بالقوات الدولية فنتيجته واحدة هى أن ينتهى السودان اثناء او بعد المعركة. لن تصدق الملايين من ابناء السودان ، حتى الذين حشدتهم الحكومة فى مسيرات من حجم ما ومن فئات ما ، لن يصدقوا أن الفريق الرئيس البشير _فى قرارة نفسه – مقتنع بأن الامم المتحدة آتية لكى تستعمر السودان .فالرئيس البشير رجل دولة ورجل الدولة يعرف أن الأمم المتحدة ليست دولة تملك الاساطيل الحربية التى يمكن أن تحتل بها الدول. ويعرف اكثر أنه ليس من مهام الامم المتحدة القيام بعمل كهذا. ويعرف كذلك أن الأمم المتحدة موجودة فى السودان منذ عقود لكى تعين محتاجيه و تطعم جائعيه وتكسوهم ، وتقيم لهم المعسكرات الواقية وتعالجهم بالمجان .حدث ذلك ويحدث منذ زمن برنامج شريان الحياة الذى توصلت اليه حكومة الديمقراطية الثالثة مع الامم المتحدة ، الذى كان لى شرف المساهمة فى تنفيذه عندما انتدبتنى الخارجية للعمل كمستشار لمفوضية الاغاثة واعادة التعمير التابعة لمجلس الوزراء والتى كان يشرف عليها ويديرها الرجل الكفء والنظيف كامل شوقى.

    هذا الدور الاممى فى السودان استمر الى يومنا هذا . بل وزاد قوة فى السنوات الاخيرة عندما قامت الامم المتحدة باعباء اضافية فى عملية السلام التى انهت حربا طويلة ودامية. وقدمت الامم المتحدة المال والخبراء والرأى الفنى للمتفاوضين. وتوسع دور الامم المتحدة فى الوقت الحاضر فى السودان عموم. فهى موجودة فى الجنوب ، وفى الشرق ،وفى الغرب .بل وحتى فى ضواحى الخرطوم وفى قلبها النابض والمائج وفى مطاراتها. بينما أصبح مكتب مندوبها الدائم ، اصبح قبلة للشاكين من جورو بطش زمانهم. ويتضرع البوليس الأممى بزيه المميز فى شوارع الخرطوم دون ان يثير حفيظة أو امتعاضا من أحد من السودانيين لأن الجميع يعرفون ويدركون الدور المفصلى الذى تقوم به الامم المتحدة فى بلادهم . الرئيس البشير يدرك هذا كله واكثر . ولكنه يلعب (بكرة) مع الامم المتحدة. و يزايد عليها بحكاية الاستعمار هذه لقناعة يحملها فى جوانحه وخاطره تقول ان لهذه القوات مهمة اخرى غير منصوص عليها علنا ولكنها مقررة ضمنا ، لها علاقة بمحكمة الجنايات الدولية ، وقائمة الواحد وخمسين فردا المطلوبين للتحقيق من قبل هذه المحكمة. دعونا نسلم مع الرئيس البشير جدلا أن هذه القوات مكلفة فعلا بمهمة سرية اخرى غير مهمتها المعلنة. ودعونا نسأل : ألا يستحق بقاء السودان وشعبه أن يمثل بضعة افراد امام هذه المحكمة ليردوا على تهم قال رئيس المحكمة نفسه انها تبقى مجرد تهم لم تثبت جنائيا.و اذا كان مثول هؤلاء الافراد امام المحكمة يبعد عن السودان شبح الفناء الذى تحدث عنه الفريق البشير ألا يستحق السودا بشعبه الكريم وبقدراته وتاريخه وتراثه ،ألا يستحق أن ياخذ الرئيس البشير فى تقديره هذا الامر ويدع الامور تسير مجراها الطبيعى . سلامة السودان هى الاولى من سلامة بعض مساعدى الرئيس البشير .

    أن يقول الفريق البشير لشعبه أن هناك احتمالا بنهاية السودان من جراء المواجهة التى قررها ضد الاسرة الدوليه ، فانه يجرح خواطر شعبه . فالوطن شئ عزيز. والشئ العزيز عندما يفقد ، فلن يعود. ان احتمال ضياع السودان فى مواجهة غير محسوبة حتى اذا كان بنسبة لا تتعدى الواحد بالمائة ، فان الامانة الوطنية تقتضى ان لا يخاطر الرئيس البشير به. إن سلامة الوطن لا ترهن ولا تقايض بسلامة بضعة افراد مهما علت مقاماتهم.

    ان ابناء السودان بملايينهم وتراثهم وخيراتهم لن يسمحوا بضياع بلدهم. ويحزنهم أن يتحدث الرئيس البشير عن نهاية بلدهم المحتملة نتيجة للمواجهة التى يريد الدخول فيها ضد الاسرة الدولية دون ان تختلج عضلة لسانه. ويحزنهم اكثر أن يؤخذ بلدهم رهينة من أجل حفنة من الافراد. ان الامل ما زال معقودا على أن تسود الحكمة ، وأن يسود صوت العقل والتعقل. خصوصا أن القرار الغامض الاخير لا يلغى حكاية (لاهاى) ، فهى آتية كالقدر المحتوم . فمحكمة لاهاى قضية اخرى منفصلة ومستقلة ولم تعد لها صلة بقرارات مجلس الأمن او الجلبة السياسية الدائرة حول القوات الدولية لدارفور . فبعد تشكيلها اصبحت المحكمة هيئة مستقلة لا تخضع الا لقانون وحثيات تشكيلها . وهى محكمة لها وسائلها الخاصة للوصول لمن تريد الوصول اليهم . ولديها البوليس الدولى والاستخبارات الدولية التى تقدم لها الخدمات التى تريدها . ووجود القوات الدولية فى دار فور من عدمه لا يؤثر على مهمتها سلبا او ايجابا. فاذا لم تدخل القوات الدولية الى دارفور لا يعنى ذلك ان المتهمين الذين تهتم حكومة السودان بأمرهم كثيرا ، لا يعنى انهم اصبحوا فى مأمن من المساءلة اذا رأت المحكمة ان هناك اسبابا للمساءلة . كما لا يعنى وصول هذه القوات الى دارفور ان هؤلاء المتهمين اصبحوا يواجهون المهالك . ما يدور حول هذه الامور فى السودان فيه تبسيط مخل وقصر نظر أدى و يؤدى الى تعقيدات كثيرة قد تضر بجميع الاطراف ولا تفيد احدا من هذه الاطراف.

    ان الرئيس البشير يستطيع ان يجعل حجته ضد دخول القوات الاممية نافذة فى حالة واحدة هى أن يفرض جيشه الأمن فى طول الاقليم وعرضه ، وأن يستطيع حصر وجمع حلفاءه الجنجويد وتجريدهم من سلاحهم رغم ان ذلك السلاح الذى كان عضدا لهذه القوات فى الامس القريب. هذا التصرف قد يبدو صعبا من نواح اخلاقية ونفسية ومبدئية . ولكنه المخرج الوحيد المطلوب والمقبول لدى الاسرة الاممية. ان الجنجويد – مع الاسف الشديد - هم بضاعة فاسدة صنعت ذات يوم فى الخرطوم. واصبحوا ماركة مسجلة باسم حكومة السودان. وطالما أن الامر كذلك ، فان عملا عسكريا يدمر الجنجويد لن يحدث الا اذا حزمت الحكومة السودانية امرها وارادتها بقوة شديدة قد تعانى من جرائها من الم نفسى شديد. نعم الصانع قد يتخلى عن سلعته القديمة متى وجد البديل الاجود والاقل تكلفة والاكثر رواجا . وعزاء حكومة السودان اليوم انها تجد البديل للجنجويد فى السلام والاستقرار فى المنطقة وليس اعظم قيمة من بديل يأتى بسلام حقيقى بعد جراحات عميقة ومهلكة .وربطا على هذا ، فيمكن القول باطمئنان ان على حكومة السودان شطب صفحة الجنجويد من السجل المدنى والحربى السودانى الى الابد . وفتح سجل جديد من الاستقرار فى دارفور التى لم تكن تعرف مساوئ الاغتصاب. .بخلاف هذا ، واذا ظل الجنجويد طلقاء يقتلون ويخربون ، فان شبح المأساة يظل يتعاظم مع فجر كل يوم جديد . ويتفاقم مع ذلك الخطر على الوطن الممتد مثل سجادة التاريخ. هذا الوطن الذى كان اسمه السودان القومى المتحد ، واوشك الآن ان يصبح السودان الجديد الاثنى الممزق .هذان هما الطريقان المفتوحان للمدلجين فى ليل السودان الطويل ، فلينظر ابناء السودان بتبصر اى الطريقين يسلكون.

    - سفير سودانى سابق مقيم فى واشنطن .



    عبد الرحمن سعيد : قائد (الشرعى) بلا قيادة!

    اذا جمعنا وظائف الفريق عبد الرحمن سعيد الثلاثة : نائب رئيس التجمع (المعارض!) : وقائد القيادة (الشرعية!) : ووزير (التقانة!) ، اذا جمعنا وظائف هذا الفريق المتعددة ، فاننا سوف نجد انها شغلت فى الماضى حيزا صغيرا ومتواضعا جدا . اما فى الوقت الحاضر فهى صفر كبيرعلى الشمال.وسوف نجد أن المسألة كلها ليست اكثر من رص القاب بلا محتوى أو تأثير . مثلا: لم تكن هناك قيادة أصلا ، ناهيك عن أن تكون شرعية أو غير شرعية .كانت هناك مجموعة من الضباط تجمعوا فى القاهرة بلا قدرات عسكرية أو خطط ميدانية ثم تفرقوا ايدى سبأ حتى وصل بعضهم قعر الدنيا مثل استرليا وامريكا وكندا ، حيث انداحت بينهم وبين السودان آلاف الاميال . و بعضهم صالح ورجع ، وأصبح ملكا انقاذيا اكثر من الملك. وهكذا انقطعت الصلة بينهم وبين البلد الذى زعموا انهم خارجون للدفاع عنه. وأخرون قبعوا فى الغرف الآمنة فى قلب القاهرة واصبحوا مثل آل البوربون لا يذكرون شيئا ولا ينسون شيئا .وقبع معهم الادعاء بانهم القيادة الشرعية للقوات السودانية وان كانت قيادة شرعية لا تحرك ساكنا طالما كانت قيادة بلا جنود أو عتاد وبعدت المسافة بينهم وبين القوات السودانية التى يزعمون قيادتها بعد المشرقين والمغربين.وهكذا اصبح أولئك القيادة يعدون البيانات السياسية الانشائية الفارغة من المحتوى بدلا من اعداد الخطط العسكرية الميدانية. وكان ذلك نتيجة طبيعية بعد أن حملوا امتعتهم وغادروا ميدان المعركة . فالقائد لا يترك جنودده فى ساحة الوغى ويغادر تأمينا لسلامته الشخصية واذا فعل فيكون تلقائيا قد فقد ليس فقط القيادة الشرعية ولكن يكون قد فقد الى جانب ذلك تاريخه العسكرى ان لم نقل شرفه العسكرى.

    كثير من المعارضين كانوا غير متحمسين لوجود اولئك الضباط بينهم كمعارضين لقناعتهم أنهم اوجدوا انفسهم فى المكان الخطأ . ولأنهم اوجدوا انفسهم فى المكان الخطأ ، فقد اصبح اسهامهم الفاعل فى المعارضة مشكوكا فيه بالكامل. وكان هؤلاء المعارضين يدركون فى قرارة انفسهم أنهم – فى النهاية – سوف يقبضون الريح من هكذا معارضة وهكذا قيادة بروس .

    المعارضون كانوا يغبطون الحركة الشعبية على عسكرييها الذين وطنوا انفسهم فى ميدان المعركة فى ادغال الجنوب وهم يحترقون بنار القضية التى آمنوا بها ، ولم يعرفوا ولم يجربوا الطرق المؤدية الى الفنادق والغرف المفروشة فى المدن اللاهية. هذا ما كان من أمر قيادة الفريق عبد الرحمن سعيد للقيادة الشرعية ومعارضته التى انتهت الى حضن الانقاذ ثم اخيرا الى المطالبة باعادة عقارب الحياة السياسية الى الخلف بنصيحته لرئيس الجمهورية بالقيام بانقلاب جديد يحل بموجبه الاحزاب السياسية الغاء اتفاقية السلام . وتلك نصيحة لا تفضل نصيحة البصيرة بت حمد المشهورة فى التراث الشعبى . أن من المحزن ان يكون رجل بهذا الفهم السياسى المتواضع هو الرجل الثانى فى قيادة المعارضة فى الماضى . ولعل ذلك يفسر النهاية الفاجعة لهذه المعارضة التى وقعت فى القاهرة على بياض قبل أن تتفاوض مع الحكومة وتتفق معها على شئ فقط لأن الوسيط أراد ذلك خدمة لاجندته الداخلية والاقليمية وليس خدمة لقضية الشعب السودانى .

    لقد كانت حكاية احتلال الفريق عبد الرحمن سعيد للموقع الثانى فى التجمع الديمقراطى هى واحدة من التلبيسات وخداع النفس التى برع فيها الذين اسموا انفسهم مجلس القيادة للتجمع الذى اسماه اعلام الحكومة تجمع الشتات، بينما اسماه المعارضون انفسهم اسماء اكثر لؤما لا داعى للحديث عنها .

    كان من سخرية الاقدار بحق المعارضة ان قيادتهم لم تكن قادرة حتى على عقد اجتماعاتها الدورية فى موعدها المحدد . وهكذا اكتشف المعارضون تلك الكذبة البلقاء التى اقنعوا بها انفسهم فيما سموه مجلس القيادة الذى اتضح انه غير قادر على قيادة عبارة نهرية . والغريب فى الأمر أن عيوب قيادة التجمع تلك كانت بارزة للجميع ماعدا لقواعد التجمع التى كانت تحترق بجمرالقضية فى معسكرات هايكوتا الحارقة القاسية .الوسطاء كانوا يقللون همسا من أهمية حضور قيادة التجمع للمفاوضات بين الحكومة والحركة الشعبية باعتبار التجمع جسم هامد لا يقدم ولا يؤخر. اما الحكومة فقد قالتها على رؤس الاشهاد على لسان السيد على عثمان محمد طه بأنها ترفض حضور التجمع للمفاوضات حتى بصفة مراقب لأن التجمع هذا هو اضعف الحلقات فى القضية السودانية. يومها لم تغضب قواعد التجمع عندما سافر عبد الرحمن سعيد ووفده الى نايروبى لحضور المحادثات كمراقب ولكنه اعيد بخفى حنين لأنها عرفت حجم قيادتها الحقيقى ومن عرف الحقيقة إطمأن قلبه حتى ولو كانت تلك الحقيقة مرة وقاسية لأن خداع النفس اكبر أذية للنفس من مرارة الحقيقة .

    لقد استماتت الحكومة امام الوسطاء لكى تمنع هذا التجمع المكذوب حتى من حضور المفاوضات كمراقب وهددت بخروج وفدها قاعة المفاوضات لحظة دخول وفد التجمع . ولأن رأى الوسطاء فى التجمع ليس أحسن من رأى الحكومة فيه فقد اغمض الوسطاء اعينهم وتركوا وفد عبد الرحمن سعيد يغادر نايروبى . وقد ذكرتنى تلك الحادثة بحكاية الصرصور الذى رجع مكسوفا التى تعلمناها فى مرحلة الكتاتيب.

    التجمع الذى يطالب عبد الرحمن سعيد بايكال امر السودان قد مات موتا سريريا منذ أن قررت الحركة الشعبية شق طريقها منفردة فى المفاوضات وركنت مقررات اسمرا المصيرية وراء ظهرها اختصارا لمعركتها مع الحكومة . وعندما سئل دكتور قرنق عن ذلك فى احدى زياراته الى واشنطن قالها على رؤوس الاشهاد- من ان الحركة لن تحارب للآخرين قضاياهم. لقد كان قادة التجمع على قناعة بأن الحركة سوف تهزم النظام عسكريا وتدخل الخرطوم منتصرة ويدخلون هم فى معيتها ويكون ابوزيد حينها قد غزا رغم انه لم ير الغزو . نعم لقد مات التجمع قبل وصوله الى الخرطوم سريريا وكان اتفاق القاهرة بمثابة حفل تأبين غير محضور. ولكن رؤي الابقاء على اسمه لضرورات منفعية ليس من بينها النضال أوالكفاح من اجل الديمقراطية .

    أن يطالب الفريق عبد الرحمن سعيد بأن يكون تجمعه المرحوم هو وريث الانقاذ بعد أن تحل جميع الاحزاب الاخرى ، وبعد أن تلغى اتفاقية السلام ،أن يطالب القائد بلا قيادة بهذا الامر الجلل، فهذا نوع من الهظار الخشن الذى يثير السخرية ولا يثير الضحك . فالتجمع الذى ركب وتحكر فى قعر مقطورة الانقاذ واصبح متفرجا من المساطب الجانبية ومن الدرجات الشعبية هو فى حقيقيته لا فى العير ولا فى النفير ولا يمكن أن يكون بديلا حتى للانقاذ !

    .أما حكاية وزارة التقانة التى آل اليها الفريق عبد الرحمن سعيد أم آلت هى اليه لست أدرى، فليس عندى اكثر من أن اقول ( ياعينى على التقانة !) على تعبير اشقائنا ابناء النيل . اننا نعيش فى واشنطن ونجد متسعا للمقارنة والتأمل . واقول ان التقانة هى كل شئ فى امريكا ولكن ليس لها وزير. ولكن الانقاذ تجيد بشطارة خلق الوظائف الوزارية لجيوش المتهالكين على الاستوزار. فقد خلقت جيشا كاملا من المستشارين لرئيس الجمهورية حتى لا يفقد الذين كانوا من ضمن رعيلها مصدر رزقهم بصرف النظر عن التبكيتات الكثيرة التى نتجت عن ذلك الاجراء.

    لقد سمعت وقرأت على الانترنت تعليقات وتبكيتات كثيرة من الذين قرأوا تصريحات الفريق عبد الرحمن سعيد لجريدة السودانى. وهم يبدون دهشة وتساؤلا مشروعا يقول كيف كان هذا الشخص جزء من المعارضة بل من قادتها زهاء العقدين من الزمن قبل أن يكتشف عن وجهه الشمولى المتجمد وغير القابل للذوبان والتبدل مع بيئة القرن الواحد وعشرين التى اصبح الانقلابيون فيها يتامى يتمرغون فى التراب. ولكن لا عجب فبعض الناس كثيرة الالوان مثل اقواس قزح. وآخرون يتلونون كمال تتلون الحرباء. فقد سبق للفريق عبد الرحمن سعيد أن خرج فى مسيرة الانقاذ التى احتفلت فيها بذكرى انقلابها فى يونيو الماضى . وحينها ثار سؤال من بعض بقايا ما كان يعرف بالتجمع المرحوم – هو اذا كان عبد الرحمن سعيد يحتفل بذكرى انقلاب الانقاذ ،إذن لماذا حارب الانقاذ .

    هذا السؤال يحتاج الى تصحيح وتعديل. الفريق عبد الرحمن سعيد لم يحارب الانقاذ.ولم يشترك فى معارك ميدانية ضد الانقاذ . بل ظل ماكثا فى مكانه فى الغرف الآمنة فى قلب القاهرة مثل هرم خوفو الكبير ، لا يتحرك و لا يدش ولا ينش . لقد رأيت شبابا مقاتلا يحمل سلاحه ويواجه الموت فى ساحة الوغى فى السهول الجرداء فى شرق السودان وفى اكمات (هايكوتا) الوعرة. ولم أر معهم الفريق. كانوا يقاتلون باسم المعارضة ويموتون . كانوا يقتلون ويقتلون وما يسمى بقادة المعارضة ماكثون فى الغرف الآمنة مثل تقالة التاريخ ، لا يصل اليهم الموت الدنيوى ، لأنهم كانوا فى بروج آمنة من الموت ، حتى اذا صفقت لهم الانقاذ ، هرولوا نحوها واصبحوا وزراء أو نواب برلمانيين بالتعيين بينما تفرق اؤلئك المقاتلين بين محفات الضياع والتشرد فى اصقاع الدنيا يغالبون الصقيع والانواء. القائد(الشرعى) لم يحارب الانقاذ لسبب بسيط هو أنه كان قائدا بلا جنود وبلا سلاح او عتاد . وتبقى بعد ذلك السلامة للقيادة و للشرعية من كل تخرص .

    لقد قال الفريق انه يكره الاحزاب لأنها سبب دمار السودان .طبعا غاب على الفريق ان الاحزاب ظلت مغيبة عن امور السودان اربعين عاما . لماذا اذن لم يصلح الذين غيبوا الاحزاب من شاكلته من الشموليين – لماذا لم يصلحوا السودان خلال هذه الاربعين عاما؟ انه مرض الشموليين فى جميع العصور والازمان : يكرهون الاحزاب لانهم لا يجدون فيها المبتغى، لأن الوصول للقيادة فى الاحزاب لاتتم بمارش عسكرى أو من على ظهر دبابة . انه طريق تنافسى شاق لا يقدر عليه افندية السياسة الذين شاهدنا كيف تسلقوا سلالم الاتحاد الاشتراكى وسلالم الانقاذ بلا جهد او كفاءة غير الكفاءة فى مسح الجوخ.

    لقد سبق للفريق أن سوغ المهزلة التى سميت باتفاق القاهرة الذى وقع فيه الفريق على بياض وقبل التفاوض زاعما انه انه اتفاق سيعيد الحقوق الى اهلها ، فانتهى الامر الى انه اصبح الاتفاق الذى ضيع كل الحقوق ماعدا حقوق اصحاب التواقيع ، الذين صار بعضهم نوابا لم ينتخبهم الشعب ليحتلوا مكان النوائب ( الشرعيين )بحق! و بعضهم اصبحوا وزراء ليس لهم من الاعباء اكثر من عبء الركوب فى مقطورة الانقاذ. نعم لقد اندهش المعارضون من كل ذلك. ولكنهم لم يكونوا يتوقعون من الفريق هذه الشجاعة فى الدوس على دماء وجماجم الذين سقطوا فى السهول الجرداء باسم الديمقراطية التى تنكر لها القائد بلا قيادة .مرة اخرى نقول سلامة القيادة ، وسلامة الشرعية ولا عزاء للذين انخدعوا وماتوا فى أكمات هايكوتا. ولكنى أهنى الانقاذ واعترف لها بقدراتها الكبيرة فى تطويع بعض الآخر، مستعملة العصا والجزرة بمقدرة كبيرة . العزاء للجميع ، ولا شماتة! وانهى واقول للفريق أنه لا احد بمقدوره ان يلغى اتفاق السلام أو ينصب تجمعه المرحوم بديلا للانقاذ ، ولا احد بمقدوره أن يلغى الاحزاب كما طالب فى تصريحاته التى انكرها . ولكنى اصدق (السودانى) ومحررها الذى اعرفه بحق ولا اصدق احدا سواها . وأخ . . . ياوطن !



                  

10-19-2006, 03:05 PM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 26875

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. على حمد ابراهيم (عبد الرحمن سعيد : قائد (الشرعى) بلا قيادة!) (Re: Mahadi)

    مهدى اخوي
    عفارم على الدكتور على حمد .. دا كلام يهد جبل .. فى الصميم ..

    بريمة
                  

10-19-2006, 03:13 PM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 26875

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. على حمد ابراهيم (عبد الرحمن سعيد : قائد (الشرعى) بلا قيادة!) (Re: Biraima M Adam)

    د. على حمد ابراهيم & عبد الرحمن سعيد


    بريمة
                  

10-19-2006, 03:17 PM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 26875

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. على حمد ابراهيم (عبد الرحمن سعيد : قائد (الشرعى) بلا قيادة!) (Re: Biraima M Adam)

    د. على حمد ابراهيم & عبد الرحمن سعيد



    بريمة
                  

10-19-2006, 03:19 PM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 26875

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. على حمد ابراهيم (عبد الرحمن سعيد : قائد (الشرعى) بلا قيادة!) (Re: Biraima M Adam)

    د. على حمد ابراهيم & عبد الرحمن سعيد



    بريمة
                  

10-20-2006, 06:31 AM

Biraima M Adam
<aBiraima M Adam
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 26875

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: د. على حمد ابراهيم (عبد الرحمن سعيد : قائد (الشرعى) بلا قيادة!) (Re: Biraima M Adam)

    Quote: لقد سبق للفريق أن سوغ المهزلة التى سميت باتفاق القاهرة الذى وقع فيه الفريق على بياض وقبل التفاوض زاعما انه انه اتفاق سيعيد الحقوق الى اهلها ، فانتهى الامر الى انه اصبح الاتفاق الذى ضيع كل الحقوق ماعدا حقوق اصحاب التواقيع ، الذين صار بعضهم نوابا لم ينتخبهم الشعب ليحتلوا مكان النوائب ( الشرعيين )بحق! و بعضهم اصبحوا وزراء ليس لهم من الاعباء اكثر من عبء الركوب فى مقطورة الانقاذ.

    بريمة
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de