نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
|
Re: تفاهــــــــــــــة (1) و(2) بقلم محجوب عروة (Re: jini)
|
Quote: قولوا حسنا جهاز الأمن.. لفتة بارعة(2)
محجوب عروة كُتب في: 2006-10-05 e:mail:[email protected]
*ذكرت بالأمس أن جهاز الأمن والاستخبارات السوداني يمكن أن يقوم الآن بدور إيجابي لحاضر ومستقبل السودان يجنبنا مخاطر محدقة وماثلة.. وتساءلت لماذا وكيف يحدث ذلك. أما لماذا فلأن الجهاز مؤهل تماماً لما به من خبرات وعقول كبيرة وذكية تراكمت عبر سبعة عشر عاماً، ويعتبر كثيرون أن هذا الجهاز ومن مدة طويلة (من خلال عناصره الفنية او غطائه السياسي) أصبح احد مراكز القوى في البلاد وهذه حقيقة من ينكرها لا يعرف كيف تدار البلاد الآن. ان رأيه في الاحداث والقضايا له وزن عظيم وليست هذه بدعة سياسية خاصة في العالم الثالث والعربي بصفة خاصة بل حتى في كل او معظم الدول الكبرى.. ذلك أن تعقيدات في شتى مجالات الحياة العصرية جعلت اجهزة الامن والاستخبارات مباءة ومستودعاً لأذكى العناصر في كل وطن.. ولعل كلمة (سى آي ايه) تؤكد أن الوكالة هي مستودع (الاذكياء). في السودان فإن لنا مثلاً حياً لدور جهاز الامن القومي في صنع السياسة او التأثير فيها بشكل ايجابي وحاسم ولعل الدور الذي لعبه الجهاز واللواء عمر محمد الطيب في صناعة وتكريس جو المصالحة الوطنية عام 1977م واقناع النميري بذلك بعد احداث 1976م الشهيرة دور إيجابي لا ينسى حيث كان مفهوم الجهاز حينها أن الامن الوطني لا يتحقق بمجرد إجراءات احترازية بل بالمصالحة الوطنية فنجح النميري بالمصالحة بأن يرسي استقراراً في الاوضاع في الشمال بعد الجنوب حتى أخطأ بتجاوز اتفاقية اديس ابابا عام 1982م وما تلى ذلك من عودة مراكز القوى السياسية في الاتحاد الاشتراكي وصراعهم المعروف ضد المجموعة الاخرى (الأمنية) فجروا نميري الى مربع مايو الاول باعتقال الاسلاميين والدخول مع بقية القوى السياسية خاصة الصادق المهدى في مشاحنات تحت دعاوي الحفاظ على نظام مايو وعدم اختراقها فحدث ما حدث ولم ينفع موكب الردع الشهير.. لقد كان جهاز أمن مايو متقدماً في فكره السياسي عن الاتحاد الاشتراكي ولكن أخطاء (فادحة) و(شخصية) في آخر ايام مايو نسفت النظام من اساسه.. إذن حكمة جهاز الامن والاستخبارات له تأثير بالغ وعظيم في الوضع الحالي ولأنه الأكثر تنظيماً وانتشاراً واستقراراً ومعلوماتية وقوة من كثير من مكونات الانقاذ السياسية والنظامية بل المعارضة تؤهله لأن يقوم بدور مماثل لجهاز امن مايو تحت قيادة اللواء عمر محمد الطيب عام 1977م.. وسبب آخر فان مثل هذا الجهاز الذي ظل الخصم الاول والقوى ضد المعارضة منذ يونيو1989م عندما يكون هو صاحب المبادرة الوطنية فسيطمئن المعارضون كثيراً على انه لن تكون هناك جهة (نافذة) تعرقل اي مشروع تراضٍ وطني بل ستزيد الثقة في نجاحه واستمراريته.. ومن هنا ينبغي علينا أن نساعد جهاز الامن والاستخبارات في مثل هذا التوجه اذا التقط القفاز وقبل هذا الدور الوطنى فهو مؤسسة سودانية خالصة والافضل ألا نكرر الاخطاء بمثل ما حدث عقب انتفاضة 1985م ويظن البعض بان التدخل الاجنبي سيريحنا منه فلا استقرار ولا امن ولا طمأنينة إلا بجهاز امن واستخبارات قوي وكفء ومقتدر، فلا ولم ولن تستطيع اي دولة في العالم اليوم ولا غداً أن تستغني عن أجهزتها ودونكم وما حدث في ايران بعد الثورة الاسلامية التي لم تخطئ بحل جهاز السافاك الذي اذاق المعارضين (الثوار) كل صنوف العذاب.. لقد كان الايرانيون أذكياء ومسؤولين وعمدوا فقط الى اصلاحه وتقويمه ودعمه وها هو اليوم يسهم كثيراً في استقرار وقوة ايران.. اما الحديث عن الاخطاء والتجاوزات التي تصاحب عادة ممارسات الاجهزة الامنية والاستخبارية فدلوني على أى نظام ديمقراطي ليبرالي في العالم لم يخطئ جهازه..؟؟ ربما يستغرب البعض كثيراً من حديثى اليوم ولكنها الحقيقة الموضوعية والمسؤولة.. هذا إجابة لماذا يتعين على جهاز الامن والاستخبارات أن يتقدم بمشروع وطني يحقق شرعية التراضي الوطني ويجنب البلاد كوارث محققة.. اما كيف..؟ فغداً باذن الله.
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|