أداء المرأة السودانية في صناعة الأزياء السودانية .. جْرِزلْدا الطَّيِّب

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 00:11 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-26-2006, 05:18 AM

Bakhaf
<aBakhaf
تاريخ التسجيل: 03-06-2002
مجموع المشاركات: 2434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أداء المرأة السودانية في صناعة الأزياء السودانية .. جْرِزلْدا الطَّيِّب

    ســودانية الهوى .. اوربية الســحنة .. زوجة العلامة عبدالله الطيب .. تتحدث العربية المكســرة او كما تقول عن نفســها .. فنانة تشــكيلة .. ولها كتابات كثيرة في مواضيع التراث والثقافة الســودانية ..

    انها التشكيلية جرزلدا الطيب

    ارفع لها هنا ورقة عن

    أداء المرأة السودانية في صناعة الأزياء السودانية

    هي ورقة محكمة .. تتحدث عن تطور صناعة الازياء الســودانية ودور المرأة الســودانية في ذلك .. والورقة تتسـلســل تاريخيا بســلاســة وحنكة واقتدار - فيها شي من ريحة المرحوم - وهي تستحق ان تطالع .. ويمكن التأسيـس عليها لتوثيق صناعة الملبوسـات السودانية
                  

09-26-2006, 05:18 AM

Bakhaf
<aBakhaf
تاريخ التسجيل: 03-06-2002
مجموع المشاركات: 2434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أداء المرأة السودانية في صناعة الأزياء السودانية .. جْرِزلْدا الطَّيِّب (Re: Bakhaf)

    ذكر علماء الآثار أن السودان كان قد عرف صناعة المنسوجات القطنية منذ آلاف السنين ، استناداً على ما عثروا عليه في حفرياتهم من حلقات حجرية كانت تُستعمل أثقالاً لسَدَى النسيج تُوضَع على أنوالٍ رأسيةٍ . و ليس من المعروف بَعْدُ ما كان يبلغُهُ عَرضُ هذه الأنوال ؛ إذ لم يَبقَ شيءٌ من تراكيبها الخشبية ، غير أنه يمكننا أن نُقدِّر أن عرضها لم يكن يزيد على الثلاثين سنتمتراً ، و ذلك إذا نظرنا إلى ضيق أخشن مادة و أكثرها بدائيةً مما بقيَ بالسودان إلى اليوم مما كان قد غُزِلَ و نُسِج يدوياً و هي "القنجة" ، مُشْبِهةً في هذا المنسوجاتِ البدائيةَ الأخرى التي ما تَزالُ تُنسَجُ على أنوالٍ أرضيةٍ في غرب إفريقيا إلى اليوم . و ليس من المعروف بَعْدُ في تلك الأزمنة الموغلة في القدم ما إن كانت صناعة النسيج هذه مما يزاوله الرجل أو المرأة أو يزاولها كلاهما .على أننا نظنُّ أن الرجلَ في هذه الأزمان السحيقة كان منشغلاً أيَّما انشغالٍ بالصيد و الرعْي ؛ و لذلك فإنَّ أعمالاً كالنسيج و نحوه كان مما يُسنَدُ إلى المرأة . و نحن نعلمُ أنَّ شجيراتِ القطن البرِّيِّ كانت تنبُتُ على طول نهر النيل الأبيضِ ثمَّ النيلِ الرئيس من بعده ؛ لأنَّ هيرودتس يذكر نجاشيَّ الحبشةِ على أنه فاتحُ الأرض إلى نهر النيل و مُحرّقُ ما عليها من حقولِ القطن
    _________________________________
    "القنجة" :توب سوداني يحد به على الميت المقرب ( اب ، اخ ، ذوج ، ابن ) ، وهو من الدمورية الخشنة ويكون ابيض اللون مائل الى اللون البيجي ، ولا يغسل بالماء الصافي ويغسل بماء الشاي حتى لا يصبح ابيضا ناصع البياض ليكون و كانة قديم

    (عدل بواسطة Bakhaf on 09-26-2006, 05:36 AM)
    (عدل بواسطة Bakhaf on 09-26-2006, 05:40 AM)

                  

09-26-2006, 05:20 AM

Bakhaf
<aBakhaf
تاريخ التسجيل: 03-06-2002
مجموع المشاركات: 2434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أداء المرأة السودانية في صناعة الأزياء السودانية .. جْرِزلْدا الطَّيِّب (Re: Bakhaf)

    هذا ، و تُصوِّرُ أقدمُ الرسومات المنقوشة في المعابد المَرَويَّة بالنَّقْعة ، و التي يعود تأريخها إلى حوالَيْ سنة 1500 قبل الميلاد، السودانيين من الطبقات الاجتماعية الوضيعة و هم يلبسون (القَرِن) و هو إزارٌ شاملٌ قصيرٌ أبيضُ أو على لونه الطبيعيّ ، بينما تُصوِّرُ الرسومات التصويرية المنقوشة في مختلف المواقع الأثرية بالسودان ، الملوكَ و الملِكاتِ و هم يلبسون قميصاً منسوجاً شاملاً أطولَ من هذا يُعرَفُ "بالقُرْقاب" ، و هو ضربٌ من الثياب ظلت المرأة على ضفاف النيل من السودان الشماليّ إلى عهدٍ جِدِّ قريب تأتزرُ به تحت ثيابها ، حتى تحت أحدثِ ما أُتيحَ لها من (موضة الفساتين)

    ____________________
    القَرِن :هو إزارٌ شاملٌ قصيرٌ أبيضُ أو على لونه الطبيعيّ
    "بالقُرْقاب" : هو عبارة قطعة من القماش تلف حول الخصر اسفل الفستان - استعيض عنها بقلينة النص الان - ويكون غالبا من فركة الصفيح وهي احد انواع الفرك مثلها مثل فركة القرمصيص التي تستخدم في الزواج وختان الاناث لكنها اقل منها جوده

    (عدل بواسطة Bakhaf on 09-26-2006, 05:50 AM)
    (عدل بواسطة Bakhaf on 09-26-2006, 05:53 AM)

                  

09-26-2006, 05:21 AM

Bakhaf
<aBakhaf
تاريخ التسجيل: 03-06-2002
مجموع المشاركات: 2434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أداء المرأة السودانية في صناعة الأزياء السودانية .. جْرِزلْدا الطَّيِّب (Re: Bakhaf)

    و هناكَ ضربٌ آخرُ من الثياب الملبوسة مهمٌّ للغاية يعودُ تاريخه إلى أقدم العصور ، و هو الرَّحط الذي كانت تصنعه النساءُ من الجلد الناعم المدبوغ من جلود الضأن و الماعز ؛ فقد كنَّ أحياناً يعملن بالرعي في هذين النوعين من الحيوانات على حين كان الرجالُ يخرجون متجوِّلين بقطعانِ الحيوانات الأكبر حجماً منها كالبقر و الإبل و نحوهما بحثاً عن المرعى. فكنَّ يصنعنَ هذا الإزار بإتقانٍ من أكداسٍ من سيور الجلد الناعم تُربّطُ على سيورٍ جلدية أقوى منها تحيط بنطاقٍ يُمسكُ بهذه (الشملة) الجلدية فوق الأرداف ، و يلتقي طرفاه في حزمةٍ من الخيوط مصنوعة بدقةٍ و عنايةٍ و حَذْقٍ. و قد صارت رؤية هذا الرَّحط في غاية الأهمية في (رقصة العَروس) حتى عُرِفَ يومُ هذه الرقصة بيومِ (قطع الرَّحط). و كان هذا الضرب من الأزياء هو الوحيدَ الذي تلبسه الفتيات حتى يتزوَّجنَ ، و لم يكن يغسَلُ قطُّ بل يُحفَظُ لدْناً بذات أصناف الدُّهْن التي كنَّ يدَّهِنَّ بها. و إلى زمانِ العشرينات من القرن الماضي كانت كلُّ العرائس السودانيات يرقصن رِقصةَ قطع الرحط ، حيث يدخل العريس غُرفةَ العروس لأوَّلِ مرَّة ، و كانت "الوزيرة" هي من تقودُ العروسَ إلى حلبةِ الرقص مُغطَّاةً بستارٍ حريريٍّ من (القَرْمَسِيس) ، يزيله عنها العريس لتبدو عروسه في كامل جمالها ، عارية الثديينِ ، لكنها مزدانةً بكل ما استطاعت أسرتُها جمعَه من الحلْيِ و المصوغات الذهبية من قلائدَ و أسورةٍ بل و من عملاتٍ ذهبية مصفوفة على شعرها ، حتى إذا رقصت رقصتها الجنسية المثيرة و قد أغمضت عينيها ، كان على عريسها معرفةُ مكان حِزمة الخيوط المهمة ليقطعها و ينثرها على الحضور من النساء و الفتيات اللائي يزغردن و يغنِّينَ . و قد كان هذا يرمزُ إلى ما سيقع من افتضاضٍِ للعروس ، كما كان يرمز إلى أنها ابتداءً من الآن فصاعداً لن تعودَ إلى لُبسِ الرحط ، بل ستلبسُ (الثوب) أو القرقاب . و هذا الثوبُ هو الغطاء الخارجيّ الذي تشتمل به المرأة السودانية المتزوِّجة إلى اليوم ، و هو أهمُّ علامة على كونها متزوِّجةً

    _________________________

    الرَّحط: ازار يصنع من سيور الجلد الناعم تُربّطُ على سيورٍ جلدية أقوى منها تحيط بخصر الفتاة
    (الشملة): قطعة من القماش الخشن سوداء اللون تستخدمها النساء عند الجلوس للدخان غالبا
    (القَرْمَسِيس): قماش حريري تغطى به العروس ليلة الدخلة
    (الثوب) : قماش من جميع الالوان تلبسه المرأة السودانية وهو نوعين ابو فتقة وهو 4.5 امتار وابو فتقتين هو 9 امتار
    القرقاب: راجع التعريف عاليه

    (عدل بواسطة Bakhaf on 09-26-2006, 06:05 AM)

                  

09-26-2006, 05:23 AM

Bakhaf
<aBakhaf
تاريخ التسجيل: 03-06-2002
مجموع المشاركات: 2434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أداء المرأة السودانية في صناعة الأزياء السودانية .. جْرِزلْدا الطَّيِّب (Re: Bakhaf)

    لقد اختفى الرحط و اختفى معه القرقاب ، لكن بقِيَ (الثوبُ) لفائدته الشاملة و لجماله و مطاوعته في الأغراض و المصالح. أمَّا المرأة الريفية فكانت تتخذ من ثوبها هذا معطفاً و ستاراً لناموسيتها و جراباً تجمع عليه القطن أو غيره من المحاصيل و قميصاً للنوم (او مفضلة) ، و ستاراً تغطي به ثديَها لتُرْضِعَ صغيرَها في الأماكن العامة و تستخدمه في غير هذا من ضروب الاستخدام. و دائماً ما كان يُصنعُ هذا (الثوبُ) من القطن ، و كانت (الفَرْدةُ البلدية) البيضاء بياضاً غيرَ ناصعٍ (مشوباً بنحوٍ من حُمرة) بأطرافٍ زرقاء أو سوداء بلا تزويقٍ ، أشيعَ أنواعه

    ________________________

    (الفَرْدةُ البلدية): فردة شندي ، ويصنعها في مدينة شندي النقادة وتصنع من خيط القطن المفتول

    (عدل بواسطة Bakhaf on 09-26-2006, 06:13 AM)

                  

09-26-2006, 05:24 AM

Bakhaf
<aBakhaf
تاريخ التسجيل: 03-06-2002
مجموع المشاركات: 2434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أداء المرأة السودانية في صناعة الأزياء السودانية .. جْرِزلْدا الطَّيِّب (Re: Bakhaf)

    و قد أُدخلت النيلة (أو نبات النيلج) السودانَ إبَّان حُكم الخديوية في بداية القرن التاسع عشر الميلادي ، و زُرِعت في إقليم دُنقلا . و قد كان من الصعب إنباتها و الحاجة ماسَّة إلى الماء الذي لم يكن يُتحصَّل عليه آنذاك إلاّ من طريق (الساقية) أو (الشادوف) ، و قد أدى ذلك إلى إحداث شغْبٍ و ثوراتٍ عند زيارة الخديوي محمد توفيق لدنقلا في سنة 1918. لكنه نتيجةً لذلك ظهر الثوب الأزرق (الزَّرَاق) و هو ثوبٌ مصبوغٌ باللون الأزرق استمرَّ إلى عهدٍ جدِّ قريبٍ أدنى الثياب ثمناً و أكثرها ملائمةً لمختلف الأغراض و أوسعها انتشاراً بين النساء السودانيات.
    و في خمسينيات القرن الماضي (التاسع عشر)لم تكن المرأة تعرف إلا ثوبينِ الأزرقَ و هو الذي كانت تلبسه لأيامها كلها و لعملها في الزراعة ، و الأبيضَ و هو ما كانت تلبسه في المناسبات خاصَّةً إن كان لأداء العزاء (البِكا) أو كان للتهنئة في مناسبات الزواج و ما شابهها (الفرح) . و بنهاية هذه الفترة الزمنية ذاتها من القرن الماضي كانت أكثر النساء البرجوازيات يلبسن أثواب (الفُوَال)َّ الشفَّافة المصنوعة من القطن أو الحرير و التي كانت تُستجلب من مانشستر في أفتح الألوان، و كان أفضلَها نوعٌ منها له نقط من القطن مضفورةٌ يُسمَّى (أبو قجيجة)َّ، وما زال معتبراً إلى اليوم. و لم تكن هذه الثياب أولَ الأمر بالعَرْضِ الكافي ؛ و لذلك كان لا بدَّ من قطع الثوب ذي التسعة أمتارٍ إلى نصفين ، طولُ كلٍّ منهما أربعةُ أمتارٍ و نصف المتر ، ثُمَّ يُعمَدُ إلى وصلِ طوليهما بمهارةٍ فائقة بدرزةٍ واحدةٍ وسطية بالعمل اليدوي أو (الكروشيه) ، مع تزويق طرفهما الذي يُجعل أعلى الكتف اليسرى (الجَدْعَة) بشريط قد أُكثر فيه عمل الكروشيه ليكون أثقل وزناً حتى يستقرّ في موضعه من الكتف . على حين بدأت أخواتهنّ الريفيات في وصل نصفَيْ ثوبهنّ النيليّ بتطريزٍ أبيض له في النفس جميلُ الوقع


    ___________________
    (الزَّرَاق) : ثوب يصنع من نبتت النيله( النيلج ) ازرق اللون ( كحلي ) وغالبا ما يتم صبغه باللون الازرق
    (الفُوَال)َّ : هو ثوب التوتل المعروف
    (أبو قجيجة)َّ: احد انواع تياب التوتل الخفيفي وسمي ابو قجيجه لان به قجه من الخيط على شكل نقاط صغيرة موزعة في الثوب

    وهناك اسماء كثيرة لتوب الفوال او توب التوتل منها : الدلع ، المظاهر ، رسالة لندن ، عيون زروق ، دلع البنات ...... الخ

    (عدل بواسطة Bakhaf on 09-26-2006, 06:24 AM)
    (عدل بواسطة Bakhaf on 09-26-2006, 06:29 AM)

                  

09-26-2006, 05:25 AM

Bakhaf
<aBakhaf
تاريخ التسجيل: 03-06-2002
مجموع المشاركات: 2434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أداء المرأة السودانية في صناعة الأزياء السودانية .. جْرِزلْدا الطَّيِّب (Re: Bakhaf)

    و بُعَيدَ الأزمة الاقتصادية في سنة 1958 عندما باع الروس محصول قطن الجزيرة بأقل من سعره في السوق العالمية ، صارت (الثياب) المستوردة نادرةً مما جعل (الفَرْدة) المصنوعة في شندي المصبوغة و المنسوجة يدويَّاً هي الزيَّ المتعارف عليه (الموضة). و عادةً ما تكون هذه الفردة بلونٍ يخلو من التزويق (سادة) مع حواشٍ متعددة الألوان بأهدابٍ حريريةٍ صغيرة (فلة) من ذات الألوان .
    و مرةً أخرى عند ندرة الثوب فيما بعد بسبب أوضاع اقتصادية صعبة ، جعلت موادُّهُ و خاماته ترد إلى البلاد من السعودية و الخليج يرسلها الرعيل الأول من السودانيين المهاجرين بسبب الظروف الاقتصادية هذه (المغتربين) ، غير أنه كثيراً ما لم يكن عَرْضُهُ هو العرضَ المطلوبَ فقد كان يزيد بمقدار 20 سنتمتراً فكانت هذه الزيادة تُقطع و تُخاط على آخر متواضع القيمة مصنوع محلياٍ يُعرف بالمرقَّع.
                  

09-26-2006, 05:26 AM

Bakhaf
<aBakhaf
تاريخ التسجيل: 03-06-2002
مجموع المشاركات: 2434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أداء المرأة السودانية في صناعة الأزياء السودانية .. جْرِزلْدا الطَّيِّب (Re: Bakhaf)

    و البياضُ هو اللون المفضَّل في الزِيِّ القومي للسودانيين رجالاً و نساءً؛ فهو باردٌ و عاكسٌ لأشعة الشمس ، بل إنَّ أكثر المَركِبات أو السيَارات في السودان بيضاء . غير أن هذه البساطة في نمط اللون تُعزى إلى حقيقةِ أنَّ الإسلام دخل السودان على أيدي (الفُقَرَا) و هم الوُعَّاظُ المتجوِّلون الذين كانوا يعيشون في أوضع الأحوال و أبسطها مما أكسبهم هذه الأسماء نحو (الغُبُش) ، فهؤلاء الفقرا الذين عُرفوا بضعة الحال و الزهد كانوا قد صاروا قدوةً في التواضع و العزوف عن مطالب الدنيا و رغائبها فأحبهم الناسُ جداً و صاروا يقلدونهم و يتشبهون بهم . فظلَّ الثوب البسيطُ غيرُ المبيَّضِ هو اللباسَ المفضَّلَ لكلٍّ من الرجال و النساء لعصورٍ ممتدة. و قد كانت هذه المادة القطنية القوية المعروفة (بالدمُّور) التي تغزلها المرأة و ينسجها الرجل أثيرةً جداً لدى الناس و شائعةً فيهم حتى إنهم استخدموها نوعاً من العملة في سوق شندي . و ما من امرأة في المنطقة المجاورة لمشروع قطن الزيداب إلا و كانت لها سلَّتُها الصغيرة تحمل فيها قطناً خاما و مِغزلاً أو (مِتراك) للغَزْل
    فكانت تغزل و هي تحادث جاراتِها أو زائراتِها على التعبير (الحديث و المنزل)، و إلى نحو قبل عقد من الزمان كانت تمكن رؤية هؤلاء النساء و هن يغزلن في محطة القطار بشندي و هن ينتظرن بيع ما غزلن في بيوتهن للمسافرين.
                  

09-26-2006, 05:27 AM

Bakhaf
<aBakhaf
تاريخ التسجيل: 03-06-2002
مجموع المشاركات: 2434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أداء المرأة السودانية في صناعة الأزياء السودانية .. جْرِزلْدا الطَّيِّب (Re: Bakhaf)

    و لما جاءت حركة المهدي الإصلاحية في القرن التاسع عشر حرَّمت كلَّ الأزياء التركية و أرغمت كلَّ امرأة على أن تلبس ثوباً كنَّ يلبسنه في العلن بطريقةٍ تسحب المرأة فيها جزءاً من الثوب على وجهها كالبُرْقع . و كان محاربو الأنصار يلبسون الجِبَّةَ التي كانت تُزَيَّنُ برُقَعٍ _ يقولون إنها ترمز للفقر – و كذلك كان الجلباب أو (الجلابية) التي كانت على طراز و نمط واحد أمامَها و خلفَها حتى إذا كانت ضرورة الحرب و استعجالها أمكنهم قلب الوجه المتَّسخ منها . و الحقُّ أنَّ بعض هذه الجِبب المرقَّعة كما رأيناها في المتاحف اليوم جميلةٌ للغاية و يُقدَّرُ أن نساءَ الأنصار (أنصار المهدي) هنَّ مَن حاكها و خاطها بأسلوب فنيٍّ يقوم على زركشةِ قماشٍ خياطةً بآخر ، مع المهارة المعروفة في الأنثى
                  

09-26-2006, 05:27 AM

Bakhaf
<aBakhaf
تاريخ التسجيل: 03-06-2002
مجموع المشاركات: 2434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أداء المرأة السودانية في صناعة الأزياء السودانية .. جْرِزلْدا الطَّيِّب (Re: Bakhaf)

    و قد أصبحت (أثواب) المسلمين البيضاء هي الزيَّ الرسميَّ للرعيل الأول من المعلمات و الدايات و استمرَّ هذا الثوب الأبيض إلى اليوم هو الزِيَّ الإلزاميّ (بطوعهن) لكل النساء المتزوِّجات العاملات في المكاتب الحكومية و ما إليها.
    هذا و قد وفد أولُ تأثيرٍ أجنبيٍّ عندما فرَّ المماليك الذين كانوا يُذَبَّحون من قبل نظام الحكم الخديوي في مصر ، إلى السودان و استقروا في دنقلا و بربر ، فكانوا قد جلبوا معهم أساليبَ جديدةً في الأطعمة – و من هنا أُثِر عن الدناقلة فن الطبخ . و قد تعلَّمت السودانيات من جاراتهن نساء المماليك فنَّ التطريز ، المنسج و اليوغسلاف ، و منذ ذلك الوقت و في الخمسينيات من القرن العشرين (1950) جعلت المرأة السودانية تُطرِّز في أوقات فراغها الملاءات و أكياس الوسادات و أعمالاً مناظرة جميلة و تُعِدُّ ذلك كله لجهاز زواجها، تحفظه في صندوقٍ كبيرٍ يُعرَفُ (بالسَّحَّارة) . و في مطلع القرن العشرين أخذت أكثر نساء الحضر في لبس الفساتين المفصَّلة و كنَّ قد تعلَّمن فن القصّ و الخياطة من النساء القبطيات و اليونانيات و الآرمنيات اللائي تدفقن إلى داخل السودان لاحقاتٍ برجالهنّ في أعقاب جيش كتشنر و الاستقرار تحت مظلة الحكم الثنائي
                  

09-26-2006, 05:28 AM

Bakhaf
<aBakhaf
تاريخ التسجيل: 03-06-2002
مجموع المشاركات: 2434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أداء المرأة السودانية في صناعة الأزياء السودانية .. جْرِزلْدا الطَّيِّب (Re: Bakhaf)

    و بإدخال ماكينة الخياطة ، ارتقت الأشياء بحقٍّ . فقد كانت الخيَّاطات أوَّلَ الأمر من هذا المجتمع الأجنبي ، غير أنه مع انتشار تعليم البنات أُدخل فن تعليم الخياطة بالمدارس (لكنه للأسف أٌوقِف منها) و بحلول الستينات (1960) ما كانت امرأة إلا و طموحها أن تمتلك ثلاَّجة أولاً ثمَّ ماكينة خياطة . و أذكاهنَّ من كنَّ يخِطْنَ لأقربائهنَّ و جيرانهنَّ و أصدقاهنَّ ثمَّ أحياناً يكوِّنَّ مالاً منها ، و ما أجملَ ما كنا نراه في أيام الأعياد عقداً من ثلاث أو أربع أخوات كلهنَّ قد لبسن فساتين من مادة واحدةٍ أو طرازٍ واحد قد صنعتها أمُّهُنَّ أو عمتهن أو خالتهن
    و كان الرجال هم من يعالج ماكينة الخياطة بتنافسٍ في السوق لتفصيل ملابس الرجال من جلاَّبيَّة و سروالٍ و عرَّاقيّ ، لكن ما تزالُ أفضلُ هذه الملبوسات هي التي يُدفع بها إلى امرأةٍ معروفةٍ لتُكمل باليد مواضع الدرز (العمود) و الكفة و فتحات الأزرار . و ما تزال بعض النساء يفتخرن بأنهنَّ يطرِّزن بأيديهنَّ أطراف عمائم رجالهنّ و شالاتهم
    و اليومَ القليل من النساء ممن عُرفنَ بالموهبة الفنية يتكسبن و يسترزقن من تزويق الثياب بأصباغ النسيج التي وُجدت حديثاً ، و ليس العمل بالسنارة مما اشتهر بالسودان ؛ لأنها ترتبط بالمناخ البارد . لكن هنا الكثير من النساء يعمل بالكروشيه و يسترزقن منه ، فهنَّ يستخدمن خيطَ المراتب لأنه يتصف باللون الطبيعي القطني ، كما إنه زهيد الثمن و يدوم طويلاً إذا كان مصنوعاً من القطن المحلي. و ما تزال المرأة في مناطق البدو تصنعُ الرحط من الجلد بما يبعث الأمل ، غير أنَّ المرأة تقريباً غير منشغلة بالإبداع في الخياطة و الأعمال اليدوية بالقدر الذي كانت عليه أيامَ لم تكن تصرفها عن ذلك الصوارف أو تشغلها الشواغل ، لا بل أكثر مَن التقيتُ بهنَّ مِن شابات اليوم قد صرنَ إلى درجة الماجستير و درجة الكتوراه في التهافت على الذهب .
                  

09-26-2006, 05:30 AM

Bakhaf
<aBakhaf
تاريخ التسجيل: 03-06-2002
مجموع المشاركات: 2434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أداء المرأة السودانية في صناعة الأزياء السودانية .. جْرِزلْدا الطَّيِّب (Re: Bakhaf)

    الورقة باللغة الانجليزية
    ترجمها إلى العربية: عبد المنعم الشاذلي


    ساحاول ان اجعل اسماء الملبوسات باللون الاحمر في النص حتى تميز


    مع الود
                  

09-26-2006, 06:30 AM

Bakhaf
<aBakhaf
تاريخ التسجيل: 03-06-2002
مجموع المشاركات: 2434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أداء المرأة السودانية في صناعة الأزياء السودانية .. جْرِزلْدا الطَّيِّب (Re: Bakhaf)

    يا جماعة اي زول يعرف ليه كلمة يعرفها لينا لو سمحتوا
                  

09-30-2006, 04:34 AM

Bakhaf
<aBakhaf
تاريخ التسجيل: 03-06-2002
مجموع المشاركات: 2434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أداء المرأة السودانية في صناعة الأزياء السودانية .. جْرِزلْدا الطَّيِّب (Re: Bakhaf)

                  

10-03-2006, 03:50 AM

Bakhaf
<aBakhaf
تاريخ التسجيل: 03-06-2002
مجموع المشاركات: 2434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أداء المرأة السودانية في صناعة الأزياء السودانية .. جْرِزلْدا الطَّيِّب (Re: Bakhaf)
                  

10-03-2006, 10:09 AM

شهاب الفاتح عثمان
<aشهاب الفاتح عثمان
تاريخ التسجيل: 08-28-2006
مجموع المشاركات: 11937

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أداء المرأة السودانية في صناعة الأزياء السودانية .. جْرِزلْدا الطَّيِّب (Re: Bakhaf)

    التحية لك و التحية والاحترام للسامقة جرزلدا الطيب.
    وكم هو جميل ادائها في البحث.

    واللهم ارحم بروفسور الطيب و اجزة عنا كل خير.
                  

10-29-2006, 07:32 AM

Bakhaf
<aBakhaf
تاريخ التسجيل: 03-06-2002
مجموع المشاركات: 2434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أداء المرأة السودانية في صناعة الأزياء السودانية .. جْرِزلْدا الطَّيِّب (Re: شهاب الفاتح عثمان)

    شهاب الفاتح
    سلامات واحترمات

    شكرا كتير
    وربنا يرحم البروفيسور ويمد في ايام حرمه
                  

10-29-2006, 07:59 AM

الزاكى عبد الحميد
<aالزاكى عبد الحميد
تاريخ التسجيل: 12-09-2005
مجموع المشاركات: 895

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أداء المرأة السودانية في صناعة الأزياء السودانية .. جْرِزلْدا الطَّيِّب (Re: Bakhaf)

    العزيز بخاف

    هذا بوست رائع للغاية تستحق عليه أجزل الشكر
    والتحية عبر البوست لهذه الإنسانة التي أحبت السودان فانتزعت
    عن جدارة واستحقاق احترامنا وتقديرنا لها..

    بالله عليك واصل إن تسنى لك ذلك ونحن نتابع بشغف ما تكتبه..

    لك الشكر والتقدير ثانية

    الزاكي
                  

10-29-2006, 08:11 AM

Bakhaf
<aBakhaf
تاريخ التسجيل: 03-06-2002
مجموع المشاركات: 2434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أداء المرأة السودانية في صناعة الأزياء السودانية .. جْرِزلْدا الطَّيِّب (Re: الزاكى عبد الحميد)

    اخونا الزاكي عبد الحميد
    سلامات واحترمات

    العفو ونحن تحت الخدمه وهي في فعلا ورقه مفيده جديرة بالاطلاع
    ساحاول ان اتحصل على النص الاصلي باللغة الانجليزية
    حتى يستفيد منه الباحثين

    مع الود
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de