زنقة غسال في يوم الوقفة!! .. ربنا يكملك بعقلك..!!

Quote: تحليل سياسي محمد الحسن أحمد السودان: هل يكسب رهان الفرصة الاخيرة؟ رحبت كل الدوائر المعنية بالشأن السوداني بقرار القادة الافارقة تمديد مهمة القوات الافريقية في دارفور ثلاثة اشهر اخرى وليس ستة اشهر كما طلبت الحكومة السودانية وقال رئيس دولة بوركينا فاسو بليز كامبو الذي تترأس بلاده دورة المجلس الحالية: ان القوات الافريقية ستتلقى دعما ماليا من الدول الافريقية ودعما ماديا ولوجستيا من الامم المتحدة فضلا عن ان هناك التزاما من جانب الجامعة العربية بتمويل القوة حتى نهاية العام. لكن هناك بعض التعليقات التي تستحق الوقوف عندها وتأمل مغزاها. ففي نيويورك وصفت وزيرة الخارجية البريطانية ما رقريت بكيت قرار التمديد بأنه «خطوة ابعدتنا عن شفير الهاوية.. اي الفراغ الامني المتمثل بخروج قوات الاتحاد الافريقي ومن دون ان استبدالها باخرى». اكد سفير بلادها لدى الامم المتحدة اميدي جونزبيري في تصريحات للصحفيين ان الرئيس البشير سمع كلمات قاسية جدا وواضحة من الزعماء الافارقة الذين شددوا على ضرورة الانتقال الى قوات دولية. وفي الخرطوم قال الموفد الخاص للامم المتحدة ايان برونك للصحافيين: ان اتفاق سلام دارفور يحتضر وانه قد دخل في غيبوبة لكنه لم يمت بعد ويجب ان نفعل شيئا لانعاشه وتحسينه من خلال مفاوضات بين الاطراف تشمل الفصائل التي لم توقع عليه. من جهة اخرى قال مسؤول رئاسي سوداني لصحيفة الحياة اللندنية عدد الجمعة: ان الحكومة ستسعى الى التعجيل بالتوصل الى اتفاق مع فصائل جبهة الخلاص الوطني الرافضة لاتفاق ابوجا، وانها ستقترح توقيع بروتكول اضافي يعالج قضية التعويضات واقتسام السلطة وانها ستنفذ خطة لاعادة الامن والاستقرار بهدف تغيير الاوضاع سريعا مما يقطع الطريق امام اي تدخل اممي في السودان. دعونا نقف بادئين بما قالته وزيرة خارجية بريطانيا ومساندوها في الامم المتحدة. هل كان ضروريا ان يسمع السودان ما اشار اليه السفير البريطاني وان تصل الامور الى حد شفير الهاوية؟ وان لا يقبل الافارقة التمديد لستة اشهر ؟ ما كان اغنى السودان عن ذلك لو تصرف منذ البداية باحاطة كاملة بكل الترتيبات المتوقعة وجنب البلاد كل هذه المنزلقات. اما تصريحات يان برونك ممثل الامين العام للامم المتحدة عن غيبوبة اتفاق السلام وانه في حالة احتضار فهو كلام صحيح، لكن من المسؤول عن ذلك بصراحة الكل له نصيب في المسؤولية ، فقد تمسك الجميع باتفاق ابوجا واصروا على توقيعه دون تعديل او اضافة ومارسوا ضغوطا تعدت حدود الانذار الى التهديد بالعقاب. ولكل هذه الاسباب مجتمعة ما كان من الحركات الرافضة الا ان تعتصم بمواقفها وما زادها التهديد الا اصراراً وزيادة في تفجير الاوضاع والخسائر. ولا شك أن الامم المتحدة والاتحاد الافريقي والمسهلين من الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرهم كلهم يتحملون المسؤولية لانه كان بالامكان وصول الجميع الى اتفاق منذ مايو «ايار» الماضي لو لم يرتكبوا تلك الاخطاء. الان برونك يدعو الى اضافة بروتكولات وتعديلات في الاتفاق ويصل الى درجة وصف جملة مبلغ التعويضات التي كانت مقدرة بثلاثين مليون دولار بالتافهة الامر الذي كان ينبغي ان يقال وقتها ويسعى هو ومعه المجتمع الدولي الى رفع سقفها الى ما يجعل قبولها امرا متوقعا وبذلك تحل المشكلة. كذلك الحكومة التي وقفت الفاً احمر في اية اضافة للاتفاق كانت قد عرضت الاسهام بما قد يصل الى مائتي مليون دولار تبرعا منها للقوات الافريقية في هيجة صراعها مع المجتمع الدولي للحيلولة دون قدوم القوات الاممية اما كان الاجدى بها ان تسخر جزءاً من هذا المبلغ لحل اشكال توقيع الاطراف الرافضة وساعتها تكون قد كفت السودان شرور كل ما حدث ويحدث الان؟ الان يقول المسؤول في تصريحه الذي نقلناه في هذا المقال: انهم سيعدلون الاتفاق ويستعجلون الوصول اليه مع جبهة الاخلاص المعارضة حتى يتفادوا القوات الدولية وقبل انتهاء فترة الاشهر الثلاثة التي مددت للقوات الافريقية : لكنهم لا يسألون انفسهم لماذا لم يتصرفوا منذ البداية على هذا النحو؟ واخيرا لا نمل من تكرار الطلب في ضرورة تهدئة الاجواء والتداول بعقل مستنير مع المجتمع الدولي والنظر بجدية في العروض المقدمة للسودان كحوافز للخروج من المأزق الذي هو فيه. والكل يريد مساعدته وليس الانقضاض عليه فعسى ان تسمح الحكومة لنفسها باعادة قراءة خارطة الاوضاع من جديد وبفكر متزن ورؤية جماعية فما عادت اوضاع البلاد تحتمل اكثر مما احتملت من شفير الهاوية على حد تعبير وزيرة الخارجية البريطانية .