عيال ابكورة

Quote: تساءل ابكورة مرتاعا مقلبا بصره بين حلة العصيدة الفارغة وكيس الدقيق المرمى باهمال فى مدخل القطية. كان قد اشتكى لجاره فى الزراعة ان اولاده هذه الايام لا يشبعون ابدا," كان جبتى ملوة باكلو, كان كيلة كان اردب, كلو باكلو" . زعم الجار ان العيال لابد انسحرو, لكن فى الاول احسن يمشى لسيدنا يكتب ليهم"ام الصبيان". سيدنا تعلل فى بادئ الامر ان العيال يمكن ما بقولو بسم الله, محاولا تفادى ارتكاب تضحية جسيمة بكتابة ام الصبيان لعلمه فقر ابكورة المدقع. سيدنا لا يتورع عن مناداة ابكورة باْب سروال مقدود من كثرة الولادة و فقره. بعد تفكير وتدبر اختار ابكورة ان يقول اولاده بسم الله قبل الاكل ويرتاح من الديك المحمر ومصاريف المحاية العجيبة. حاول ابكورة التبرير لقول بسم الله ان الشيطان ربما اكل معاكم, لكن ادومة اصغر ابناءه واشدهم فتكا بالعصيدة رفض بشدة" هو شيتان دة ولا شاف بيت سيدنا الكلو لحم دة يجى ياكل معاى ام شعيفة, خلى ياكل دة شيتان هوان ساكت". انقهر ابكورة من الهم , ففى هذا الوقت من السنة ترتفع اسعار العيش بجنون, وهو لا يستطيع توفير اكثر من نص كيلة دقيق يوميا, تخصم من المحصول باتفاق مع صاحب الطاحونة. رغم هدؤه وتجنبه العنف مع اسرته, الا ان ابكورة نادى اخته بخشونة: انتا لساك ما قلتا ولا حاجة فى موضوع وليد فكى موسى, نقعد نحرسيك كدة لمتين؟ حسينة بسببها تفرق الشباب فى اركان الدنيا الاربع, منهم من اعتمر وزاغ, بعضهم سافر لامدرمان مجتهدا فى مهنته, واخرين اتجهوا غربا لليبيا, كلهم يرغبون فى شئ واحد, القرب النهائى منها. احست حسينة من صوت ابكورة هذه المرة انه قد حسم امره على تزويجها, لكنها بكبرياءها المعهود ردت: انا قلتا ليك حشرات ليبيا ديل ولا ابنعرسهم, وانتا كان ما دايرنى نقعد معاك, بكرة نمشى مرزوق نقعد مع اختى . ود فكى موسى المقصود اقل من طموحات حسينة بكثير, فهو حتى الابتدائية عجز عن اكمالها, حاول السمكرة والحدادة وفشل, سافر ليبيا مع الهوجة وفشل, قيل انه "زاغ" بقروش بعض اخوته فى ليبيا المرسلة لاهاليهم وعاوز يتزوج حسينة ويستقر فى مرزوق, حسينة وصلت حد اليقين من صحة هذه الشائعات. دفع ابكورة ثمن اصراره على البقاء فى جزيرة ابا شظفا فى العيش, فحتى عروض العمرة والزوغة رفضها قائلا: قروش دة ضل ضحى, حج ولا داير, صلاة صبح فى جامع الكون اخير لى من عمرة, انتا سميتا فى جزيرة ابا دة بحرامى ولا شحاد ولا زناى؟؟؟ كراهية ابكورة للديون انهارت امام الافواه الجائعة, الزراعة فى الضهرة قصمت ظهره وقصفت عمره, الشغل فى مشروع عسلاية اصبح مستحيلا, صراخ ادومة مستعجلا العصيدة قضى على صفاء ذهنه واعصابه, لبس مركوبه وخرج, استدان من ود فكى موسى, رجع وجيبه متخم بعشرة الف جنيه وصرخ فى وجه حسينة: انتا لساك ما قلتا حاجة, خلاص بكرة العقد.

Quote: قيل ان اخونا ذهب للجامعة, بعد التخرج والعمل فكر فى الزواج من زميلة له, بعد طقطقة اصابعين ودنقير فى الارض كلم ابوهو انو عاوز يعرس" زولة" حباها فى الجامعةِِ, الابو قاليهو : بت عمك دة انتاى ولا ما انتاى؟ رد الولد باستسلام: انتاى! الاب : خلاس تاخدى بس!