في ضرورة الماركسية والمهام العالقة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 10:34 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-08-2006, 04:35 PM

Magdi Elgizouli


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
في ضرورة الماركسية والمهام العالقة

    الأعزاء في سودانيز أون لاين،

    جزيل الشكر على الاستقبال المرحب.

    ما يلي ورقة من تاريخ سابق ربما ناسبت كتدشين لحوار بناء حول ماركسية القرن الواحد والعشرين، والدعوة للجميع مع تخصيص رفاق الحزب الشيوعي الملتزمين، ومن غادر محبطاً، أو من فارق الماركسية.

    في ضرورة الماركسية و المهام العالقة

    مجدي الجزولي


    عندما مات لينين
    كان الأمر كما لو قالت الشجرة للأوراق:
    أنا ذاهبة !•

    هكذا انتهى الحال بالشيوعيين حتى قبل السقوط المدوي للإتحاد السوفييتي و ما تبعه من طلاق بائن و ردة تائبة عن أفكار اليسار الجذري، ردة ربما لها ما يبررها عند الفحص الدارس لما آل إليه حال الممارسة السياسية و الإقتصادية في البلدان "الإشتراكية".

    الفراغ السياسي الذي خلفه موت نظام "رأسمالية الدولة" على حد وصف توني كليف تبعته هزيمة ذاتية للترسانة الأيديولوجية للمثقفين اليساريين، فما عاد من ناطق يستطيع أن يتحدث ملء فيه عن غربة العمل في ظل الرأسمالية أو عن الطبقة الإجتماعية أو عن الثورة .. لذلك أسباب منها أن مثقفي الأحزاب الشيوعية في البلدان العربية عادة ما اكتفوا بترديد غير ماركسي على الإطلاق لما كانت تقذف به مطابع موسكو مما اعتبرتة المؤسسة الرسمية السوفييتية نهاية لتاريخ الفكر "الإشتراكي"، و بذلك غاب الجهد الذاتي الذي يجعل من قرآن الكلاسيكيات المختارة فقهاً ثورياً محلياً يناسب حاجيات الجماهير و يخاطب قضاياها المباشرة، ترى في فتاوى مجتهديه أبواباً مفتوحة على مستقبل تبنيه و تمتلك نواصيه، من ثم وجد هولاء أنفسهم ايتامَ حجة بما كسبت ايديهم. إنشغال أحزاب شيوعية عديدة بإنشاء المديح لموسكو و ذم واشنطن دون إعمال الذهن النقدي في مثالب الأولى و خديعة الثانية أعاق النمو الفكري و التنظيمي ليسار جذري يتغذى من التربة المحلية و يتعلم من دروس واقعه الماثل، يتطور به و يدفعه دفعاً ثورياً لتحقيق إرادة شعبه. عليه ما كان للصفوة اليسارية –غالباً ذات الأصل البرجوازي الصغير- من ولي و لا نصير بروليتاري يدثرها و يشد من أزرها عندما أفل نجم الدب الروسي، بل رأى الناس من "الرفاق" العجب، حيث هرب بعضهم إلى حركية التيارات الإسلامية أو إلى راحة الصوفية الجديدة و منهم من اختار دين واشنطن دون مواراة متخذاً شارة "شيوعي سابق" حتى يندرج تسبيحه بحمد الرأسمالية بكرة و عشياً من ضمن ما يعتد به في قائمة "و شهد شاهد من أهلها".

    لما سبق علاقة وثيقة بقضية الديمقراطية، الكائن الأسطوري الذي خرج علينا معاصراًً محمولاً على الدبابات الأمريكية مهدر المعنى و المحتوى، دونما منازع فكري ينتصر بالحق الماركسي في هذا الصدد على بساطته: ”ان الجمهورية الديمقراطية تناقض الرأسمالية »منطقيا«، إذ أنها تساوي »رسمياً« بين الغني و الفقير، و ذلك هو التناقض بين النظام الإقتصادي و البناء السياسي.“ هذه الرؤية التي تكامل البناء الفوقي للمجتمع مع قاعدته اصبحت من بديهيات القياس في كافة العلوم الإجتماعية، رغم ذلك لا ينفك "النقاد النقديون" يتجاهلونها تماماً حين مناقشة أمر السلطة السياسية و إثبات ديمقراطيتها أو ديكتاتوريتها، حيث يتعمد جل المنادون بالدمقرطة و "الإصلاح" - من الداخل و من الخارج – مداراة جدل توزيع الثروة الإقتصادية و تداول السلطة السياسية بنشيد ساذج عن الدور المركزي للمجتمع المدني في التحول الديمقراطي، دون كثير إهتمام بالواقع الطبقي على الأرض.

    إن صواب النقد الماركسي الجذري لطبيعة العمل وفق علاقات الإنتاج الرأسمالية و تعريفه كعبودية تقسر العامل على الإغتراب عن الطبيعة و عن ذاته و عن وجوده و عن أخيه الإنسان يزداد سطوعاً حين الإعتبار في التاريخ الحديث للمجتمعات الراسخة في الرأسمالية و تلك التي ما زالت نوعاً ما قيد الإندماج في النمط الكوني الإمبريالي كالمجتمعات العربية، في هذا الصدد كتب ماركس في 1844 : ”في المقام الأول يبدو العمل أي نشاط الحياة – الحياة المنتجة ذات نفسها-، يبدو للإنسان كوسيلة لتحقيق حاجة، حاجة الحفاظ على بقائه الفيزيائي. الحياة المنتجة هي حياة النوع البشري، هي الحياة المنتجة للحياة. ما يميز النوع كنوع هو نمط نشاطه الحياتي، عليه يمثل النشاط الحر الواعي للنوع البشري خاصيته كنوع. الحياة إذن تبدو وسيلة للحياة.“ الحرية التي يتحدث عنها ماركس لا تتأتى بشروط عمل أفضل و أجرة أحسن بل بقفزة ثورية متوافقة مع ضرورة أنسنة الحياة البشرية، مهمتها الأولى تصحيح التناقض بين الثروة الإجتماعية صنيعة العمل و بين الملكية الفردية، و هو مبدأ لا بد من الإفصاح عنه و شرحه بوضوح شديد: ” ليس إلغاء الملكية عموماً ما يميز الشيوعية، بل إلغاء الملكية البرجوازية. الملكية الخاصة البرجوازية الحديثة هي التعبير النهائي و الأكمل عن نظام إنتاج و تملك للسلع قائم على التناحر الطبقي، على إستغلال الأقلية للأغلبية. بهذا المعنى فإن نظرية الشيوعيين يمكن إيجازها في جملة واحدة: إلغاء الملكية الفردية.“ الجذر الأخلاقي الإنساني للماركسية هو هذه المهمة الجبارة، أي أنسنة الحياة البشرية، بما هي مشروع لتأسيس "مملكة الحرية" تجاوزاً خلاقاً لقدرية "مملكة الحوجة". القفزة الجبارة من إملاءات الميكانيكية الرأسمالية و إله السوق إلى صيغة إنسانية للحياة البشرية، يصنعها الإنسان و يتحكم فيها، يصير فيها "الخليفة" القادر على الطبيعة و الإجتماع، يتعذر تحقيقها دون تحول انطولوجي على مستوى الخيال الإنساني قبل الخيال الايديولوجي أو السياسي. في الممارسة السياسية للحركة الإشتراكية وجدت هذه الفكرة تطبيقها في النقد الحاد الذي وجهه لينين لفكرة تلقائية الثورة بالإعتماد فقط على نضوج العوامل الموضوعية: ”إن التطور التلقائي للطبقة العاملة يؤدي بها إلى الإنقياد للأيديولوجيا البرجوازية، إذ أن حركة الطبقة العاملة التلقائية هي مجرد العمل النقابي، مما يعني إستعباد البرجوازية الأيديولوجي للعمال، عليه فإن مهمتنا، مهمة الإشتراكية الديمقراطية هي محاربة التلقائية.“

    لا بد من الإقرار بأن السلطان العسكري و السياسي و أهم من ذلك الدعائي للرأسمالية قد تمكن من إزاحة الأطروحات الماركسية من ساحة النقاش المؤثر، أولاً بفضل القطيعة بين الماركسيين و الجماهير و ثانياً بفضل الإنتصار على الكتلة "الإشتراكية" المزعومة، حيث أصبحت المفاهيم الدالة على نهاية التاريخ و حتمية "العولمة" الإمبريالية من بين "الحقائق" التي لا يرقى إليها الشك النقدي، رغم أنها في المقام الأول مقولات ايديولوجية. عليه فأن أي "إحياء لعلوم الماركسية" لا يمكن إحرازه دون إخضاع النتائج الكارثية للإمبريالية المتجددة لنقد جدي يزيل الحجاب الكثيف الذي يلف حقيقة التحولات السياسية و الإقتصادية و الثقافية التي تموج بها المجتمعات البشرية كافة، و من ثم تمييز الخبيث من الطيب و إعمال آلة الشك لإدراك الخيوط المتشابكة التي تجمع ظواهر متباعدة، على المستوى العربي مثلاً: أزمة الإقتصادات الوطنية، غربة العمل وفق النمط الرأسمالي، غلبة التيارات الدينية السياسية، سيادة نمط الحياة "الأمريكي"، الليبرالية الإقتصادية و الإجتماعية السلوكية. لا مناص إذن من تجديد فقه "الثورة" الماركسي بنظر مستبصر في قضايا الجماهير، لا يستنكف الإنكباب على التفاصيل، بينما يحتفظ بشمول الرؤية، كما يستعيد فضيلة التعلم من التاريخ و من الواقع الماثل بصبر و إنضباط فكري يحقق وصية لينين القائلة بضرورة التعاطي مع كل وضع ماثل حسب الإعتبارات العملية الماثلة. إن قضية "النظرية" تأخذ أهميتها اليوم أكثر من أي زمن مضى بسبب التحكم القابض لأدوات السلطة المحلية و الكونية من إعلام و تعليم في الوعي الفردي و الجمعي، وهي ذات سطوة لا يمكن التقليل من شأنها، و تنجح أيما نجاح في إستيعاب الحنق الجماهيري الفطري على "النظام" في تجلياته المحلية و الكونية و إعادة إخراجه في شهوة الإستهلاك، الغريزة التي يصور للجمهور انه بإرضائها تتحقق الحرية التي تؤدلجها و تقولبها نفس الآلة الإعلامية و تبرزها للناس في هيئة "الحلم الأمريكي" و ضلال الخلاص الفردي. البرجوازية كما أورد ماركس و انجلز في المانفستو الشيوعي ”جرّدت كل الفعاليات، التي كان يُنظر إليها بمنظار الهيبة و الخشوع، من هالتها، فحوّلت الطبيب و رجل القانون و الكاهن و الشاعر و العالم، إلى أجراء في خدمتها“ . الميكانيزم الإستيعابي الذي تحدث عنه المانفستو لم يتوقف عن العمل، لا بل تعقدت اساليبه و تنوعت، فتكشف خليعاً بالصعود الأخير للعقيدة الرأسمالية في مرحلة ما بعد الحرب الباردة ومن ثم أصبح عقلية مستبطنة، عصفت بالمثال الإشتراكي على مستوى الذهن و التفكير قبل أن تنهزم التجارب الإشتراكية السلطوية ذاتياً، و بالتالي اكتمل نفي كل بديل نظري للنظام الرأسمالي من فضاء الممكن التفكير فيه. إن النواح على فقدان السند الموضوعي الذي وفره المثال السوفييتي المعيب جداً لا يجدي فتيلاً في زمان إستدار كاملاً فاجر السلعية، فالرأسمالية قد دعمت تعريفاتها الوظيفية للأحياء و الأشياء بنجاح فائق و تجاوزت النقد الموجه لها بتنميط قضية تحرير الإنسان في حدود الإخراج البرجوازي للديمقراطية، أي الحقوق المدنية، و تصور كوني للإنسان ككائن مستهلك- تعريف يحد الفضاء البشري في السوق، الذي هو وفق التعريف الليبرالي الجديد ميدان الوجود الإنساني بإمتياز و محل إنتاج و إعادة إنتاج حياة الجنس البشري و الذي وفقاً لآلياته الجبرية تتحدد مصائر الشعوب و الأفراد و مكتسباتهم و منتجاتهم المادية و الثقافية.

    في هذا الخضم "السوقي" تولد الإدراك الجماهيري الفطري لتحدي "التحديث"/ "التسليع" في المنطقة العربية و في إطار القبول الموضوعي به كان صراع الجماهير الذاتي ضده تحت رايات الهويات الدينية و العرقية و الثقافية، حيث غلب على التحليل الدارج لقضايا العرب و المسلمين إهمال الجذر الإقتصادي للقضية و الإحتفاء بالطروحات المانوية عن العقل العربي معرفاً بالألف و اللام و هي على صحتها النسبية تغلق الأفق الثوري للجماهير في شروط قروسطية تنشد تجاوزها بنقد العقل و نقد الدين و نقد النقد، بينما الواقع الموضوعي قد تجاوز اللجاج المثقف بمراحل، فالحياة الحقيقية في بيروت أو القاهرة أو الرباط أو حتى الخرطوم يحكمها قبل العقل العربي البدوي أو الديني أو القبلي الشرط الرأسمالي الغليظ الذي يُعمل في القيم و المعتقدات و الهويات آلة السوق و يجعل من قدسيتها و أرضيتها على السواء ماركة تجارية. في هذا الصدد تجدر مقارنة كفاح الطبقات الشعبية الهوياتي ضد عسف الرأسمالية الإمبريالية الديجيتالية بموجة "سياسات الهوية" اليسارية في التسعينات على جانبي الأطلسي، حيث إنشغل الوعي الشاب في الولايات المتحدة الأمريكية و أوروبا الغربية بنضالات مجزأة ضد التهميش و التمثيل المشوه للأقليات العرقية و الدينية و المثليين جنسياً في أجهزة الإعلام و هيئات الصناعة الثقافية. إثر ذلك إنتقلت المعركة من دور السلطة السياسية و الإقتصادية المنيعة إلى باحات المتاحف و صالات الفنون و هيئات صناعة و توجيه الرأي العام، تقودها حركات إحتجاجية مطلبية التزمت الإصلاح منهجاً لكنها افتقدت الشمول الذي يكامل بين الأنظمة الإجتماعية و الهيكل الإقتصادي- أي افتقدت الإقتصاد السياسي. نجحت الحركات المذكورة في إرهاف الحس العام تجاه قضية "تمثيل" الأقليات و الهويات المختلفة- قولة الحق التي سرعان ما أحالتها السوق الرأسمالية إلى باطل بالإستثمار غير الهياب في شكلياتها و إفراغها من كل محتوى "تحريري" جذري، جاعلة الهويات المستضعفة بفضل سحر "المؤسسات" مفاتيحاً للترويج التجاري، استعان بها خبراء التسويق و الإعلان و صانعو ثقافة البوب على إمتصاص الرغبات الرمزية للمستهلكين الشباب، فملأوا المحال التجارية بقبعات "مالكولم اكس" و قمصان عليها صورة "تشي جيفارا"، و على شاكلتها إعلانات تلفزيونية نجومها رياضيون سود و اخرى تعرض مشاهد من زواج لمثليين جنسياً . نفس التحليل يجوز إستصوابه جزئياً عند التفكر في حصاد جهاد منظمات مدنية اخرى تسعى لإصلاح البيئة أو لإحترام حقوق الإنسان، تنتصر أحياناً في معارك صغيرة أو كبيرة لكنها ترفض أن ترى الحرب، فيتم إستيعابها و إستغلال نزوعها للعدل و الإحسان مكرهة مرات و راغبة مرات أخرى في نفس النسق الذي تنوي إصلاحه، و ليس ببعيد عن الأسماع شبهات و حقائق تورط منظمات مجتمع مدني ذات طلاء طيب في مشروعات للتمدد الإمبريالي بينة الظلم و الأذى، عبر شرايين تمويلية تغذيها واشنطن أو داوننغ ستريت أو غيرها من قلاع العالم الحر.

    إن التغيير الجذري لا يتم دون نظر حكيم في الجذر الإقتصادي الإجتماعي للظواهر، بلغة أخرى دون نظرية ثورية تميط اللثام عن كيفيات القهر و الإستغلال و الإستيعاب و المواءمة و المواراة التي تولدها رأسمالية متحكمة أنتجت من وسائل التدجين الثقافية و التقنية و الإدارية ما يضمن حماية ظهرها و يحيل تململ الكادحين المتعولمين من سطوتها و صولجانها إلى إجماع سكوتي على نجاعة إقتصادها و حلم سخيف بالفوز الفردي في إحدى مسابقاتها أو إلى تفكك "ما بعد- حداثي" يهرب منه الناس مجتمعين أو أشتات إلى خلاص فراديس مثالية منتقاة تحكمها عقيدة دين مختار أو عرق مفرد أو ممارسة جنسية.

    الثورة إمكان ما زال، رغبة ذاتية في التحرير-جماعية، تنضج تحت نار الضنك الرأسمالي، لكن تتولد شروط إنجازها و نجاحها وفقاً لآليات الوعي أي بقفزة أنطولوجية، لا تتأتى للمظلومين دون إختيار عقلي يحفزهم على العمل من أجل بديل إجتماعي-إقتصادي للرأسمالية، يشاركون فاعلين في تحديد معالمه، و بالتالي يتعلمون صناعته، إدارته و قيادته، و دون ذلك فإن أي قفز طوباوي يقوم به "طليعيون" مزعومون دونما أصل شعبي واعي غير مغيَّب و مريد غير منقاد ينتهي لا محالة إلى ديكتاتورية قابضة تتناقض مع جوهر التحرير- أي إلى سلطة تماثل في محتواها و طرائق عملها تلك المراد إقتلاعها. إن التحول الإشتراكي لا يتحقق بإستيلاء الجهاز الحكومي على أدوات الإنتاج و إنقضاض الحزب الطليعي على السلطة السياسية، فالمسافة الفاصلة بين ملكية المجتمع لأدوات الإنتاج و حكم الشعب لنفسه- أي ديمقراطية الثروة و السلطة و بين حكم أوليغاركي تحت رايات الإشتراكية لا يمكن تجاوزها دون جهد ثوري يستهدف الخيال أولاً و من ثم العقل و الثقافة و هياكل السلطة السياسية و تراتبيات النظام الإقتصادي، و هي قضية مركزية نالت إهتمام لينين في عدة مراحل و حازت موقعاً مهماً في كتاباته المتأخرة حيث يقول في إطار نقد حصيف لجهاز الدولة الإشتراكية الوليدة: ”كبداية لا بد أن نكتفي بتجذير ثقافة برجوازية حقيقية، لا بد أن نعمل على التخلص من الأنماط الثقافية الفظة – ما قبل البرجوازية، أي ثقافة البيروقراطية و ثقافة الأقنان. إن الإجراءات المتعجلة و العاصفة لذات ضرر بالغ في الشئون الثقافية (السلوكية) وعلى كثير من الكتاب و الشيوعيين الشباب أن ينزعوا من عقولهم تصورات كهذه... لإصلاح جهاز الدولة لا بد أن نشرع أولاً في التعلم و ثانياً في التعلم و ثالثاً في التعلم، مهما بلغت التكلفة، علينا أن نضمن عدم تحول التعلم إلى قضية موات أو عبارة رائجة (من واجبنا الإعتراف أن ذلك كثيراً ما يحدث لنا). علينا تأمين أن يصبح التعلم جزء من وجودنا، أن يصبح حقاً عنصراً مكوناً لحياتنا الإجتماعية“ . ترك لينين للتابعين و تابعي التابعين من الثوريين تراثاً مجيداً في توليد النظرية من رحم الممارسة، في تحويل الشعارات إلى عمل يومي، في إنزال الأهداف إلى محرقة الأرض، في التكتيك الثوري، في تسييس الطبقة و في تثوير شكليات الديمقراطية البرجوازية، في التعلم من الجماهير، وقبل كل هذا و ذاك في رجع البصر كرة و كرتين و كرات. للينين عبارة شهيرة تقول >الحرية-نعم، لكن لمن و لفعل ماذا؟<، فيها يضع إصبعه في جرح الليبرالية السياسية، لكنه لم يترك للتابعين بإحسان قولاً فصلاً في كيفيات تحقيق حريات ذات محتوى فعلي تتجاوز وعود شكليات الحرية الليبرالية و مظانها، بل منها و أذاها، أما ما أضافته تجربة "الإشتراكية الموجودة فعلاً" أي أنظمة الحزب الواحد في الكتلة السوفييتية بشأن قضية الحرية فليس من الديمقراطية أو الإشتراكية في شئ عدا الإسم.

    في زماننا الديجيتالي هذا علينا إستعادة لينين، إستعادة لينين " قيد النشوء"، ذلك الذي قُذف به في لجة كارثية، لا تجدي فيها البوصلات المتعارف عليها، فأجبر على إعادة إختراع الماركسية أو كما قال هو نفسه: في هذا الصدد لم ينطق ماركس أو انجلز بكلمة واحدة.






    ابريل 2005

     ترجمة النصوص غير العربية من الكاتب
    • برتولت بريشت (1898-1956)
    من مؤسسي حزب العمال الإشتراكيين البريطاني، يعتبر من التروتسكيين غير المدرسيين، (1917 – 2000)
    ف. لينين، بصدد الكاريكاتور عن الماركسية و "الإقتصادية الإمبريالية"، ترجمة الياس شاهين، المختارات في 10 مجلدات، مجلد 6 (1915 – 1917)، دار التقدم، موسكو ، 1977، ص 178
    Karl Marx, Economic and Philosophical Manuscripts of 1844, Progress Publishers, Moscow, 1959, -2
    Marx & Engels, "The Communist Manifesto" (first published 184, Selected Works Volume I, Progress Publishers, Moscow, 1969, p. 101
    V. Lenin, What is to be Done: Burning Questions of our Movement, written 1901-1902, first published 1902, Lenin Internet Archive, www.marxists.org
    Marx & Engels, "The Communist Manifesto"
    Naomi Klein, No Logo, Flamingo Publishers, 2001(Chapter 5: Patriarchy gets Funky; the Triumph of Identity Marketing) www.marxists.org
    V. Lenin, Better Fewer, but Better, written March 1923, Lenin's Collected Works, 2nd English Edition, Progress Publishers, Moscow, 1965, Vol. 33, p. 487
    Slavoj Zizek, Repeating Lenin, republished on www.marxists.org
                  

09-08-2006, 05:11 PM

Sidgi Kaballo
<aSidgi Kaballo
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 1722

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ضرورة الماركسية والمهام العالقة (Re: Magdi Elgizouli)

    مرحب بمجدي الجزولي في المنبر، حتما ستكون إسهاماتك مفيدة فقد قرأنا لك في الأيام وسودانايل.
    مرحب بيك
                  

09-09-2006, 05:12 AM

حاتم الياس
<aحاتم الياس
تاريخ التسجيل: 08-25-2004
مجموع المشاركات: 1981

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ضرورة الماركسية والمهام العالقة (Re: Sidgi Kaballo)

    مجدى الجزولى


    الف مرحب بيك (وزنه) عالية للمنبر ونقاش فى (الضرورة) والموضوعية والعقلانية على الرغم من أننى أرى شبح توماس هوبس يتجول فى شوارع الخرطوم
                  

09-09-2006, 08:21 AM

محمد حسبو
<aمحمد حسبو
تاريخ التسجيل: 10-10-2005
مجموع المشاركات: 365

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ما بعد الماركسية (Re: Magdi Elgizouli)


    الدكتور مجدي الجزولي
    مرحبا مرة اخرى
    ورقة مهمة، اختلف معها اجمالا
    لكن الاختلاف مع امثالك مثمر، تحت وطأة هذا الجدب المهيمن على انتاج المشتغلين بالهم العام، و تلفت حولك

    مبتدرا من عنوانك اقول، انتفت الحاجة الى الماركسية في موقع القيادة النظرية للتصدي للمهام الجديدة، و ليس ثمة مهام عالقة لتنجزها الماركسية، سوى التواضع و الاعتراف بما بعدها، فقد انجبت و وفق قانونها الخاص بالتحولات النوعية، انجبت تراكما معرفيا، افضى بها الى نسخة مغايرة عما بدأت به، و هذا وضع صحيح، أما مثل المسعى الأصولي لاستنهاض الماركسية من نقطة ما هناك، منتقاة بإشراف هذه العقلية الجذرية، فهو أمر يجانب حتى مقولات الماركسية، و هذا ليس مهما، قدر مجانبته للتقدم نفسه (لا اظننا سنحتاج الى استخدام سؤال ماركس ازاء ديكلتيك هيجل:
    "?I accept, but what exactly is "developing)

    قد يتطلب استمرار جدلنا هنا، الاتفاق على أن الماركسية ليست هي مساهمات ماركس على سبيل الحصر، بل هي نظرية تمت بلورتها على أيدي كارل ماركس و فريدريك انجلز، ثم رفدتها استكمالات عديدة المصادر، لينين، قرامشي، ستالين، تروتسكي، أعلام مدرسة فرانكفورت، التوسير، دريدا، لاكلاو و موف (أسقطت اسماء بطبيعة الحال)

    لقد تدرجت الماركسية الاصولية الى ما بات يعرف الآن بما بعد الماركسية، و اليسار القديم أدى فشله إلى اليسار الجديد، و ليس الرضى عن هذه التحولات من قبل الماركسيين المولعين بالجذرية مطلوبا لتكسب شرعيتها، لقد فشلت كل رهانات ماركس، و كذلك جل مقولاته، و لم يتطلب أمر تصحيحه في احيان كثيرة سوى سنوات قلائل، فمثلا بدلا عن مقولاته حول الوعي الطبقي، ذلك المستمد من ادراك الانسان لطبيعته كعضو في طبقة بالاساس، ذلك الوعي الشمسوني الجبار الذي سيجر وحيدا حركة التغيير الاجتماعي، تحت شروط الحتمية الاقتصادية، جاء قرامشي ليشدد في حديثه عن مفهوم الهيمنة (Hegemony) على فهم التغيير الاجتماعي كموضوع قابل للتحقق ضمن البنية الفوقية in the realm of ideas rather than economy عندما ميز بين نوعين من الوسائل التي تسيطر بها البرجوازية على حركة الطبقة العاملة، بين السيطرة الاقتصادية و بين الهيمنة الفكرية عبر تثبيت تصوّر معين للقيم الاجتماعية الخ. و قد لمست استخدامك لهذا المفهوم في تقريرك

    Quote: لا بد من الإقرار بأن السلطان العسكري و السياسي و أهم من ذلك الدعائي للرأسمالية قد تمكن من إزاحة الأطروحات الماركسية من ساحة النقاش المؤثر


    أما اغتراب الانسان و ما اغترابه، فهو و إن يكن مقولة سابقة لماركس، كشأن اكثر ما قال به، فهو قد قام لاشك بتزويدها بابعاد جديدة خلاقة، و هو احد المقولات التي ما زالت حاضرة و مقبولة في خطاب الراهن ما بعد الحداثي، الا انه لا يجوز أن تبقى مسوقة بمفهوم ماركس للعمل في ظل الاستغلال الرأسمالي، ببساطة لأن استنتاجاته الأساسية حول كيفية خلق فائض القيمة المطلق و فائض القيمة الحدي، تتجاهل عناصر أخرى كثيرة، و لدرجة الاجحاف، بدءا من قرار الاستثمار نفسه و المزج الامثل لعناصر رأس المال و هي قرارات سابقة للعملية الانتاجية و لا تسهم الطبقة العاملة في تقريرها، إن الربح الرأسمالي ليس ببساطة حساب عدد ساعات الانتاج او نوعية التكنولوجيا المستخدمة، هذه استنتاجات فطير حتى في حدود الاقتصاد السياسي و المحاسبة المالية، دعك من جرها لبناء كامل مواقفنا الاجتماعية على خطلها

    ثم اراك تقول:

    Quote: ملكية المجتمع لأدوات الإنتاج و حكم الشعب لنفسه- أي ديمقراطية الثروة و السلطة و بين حكم أوليغاركي تحت رايات الإشتراكية لا يمكن تجاوزها دون جهد ثوري يستهدف الخيال أولاً و من ثم العقل و الثقافة و هياكل السلطة السياسية و تراتبيات النظام الإقتصادي


    يدور الحديث هنا عن ملكية المجتمع لأدوات الانتاج، كما لو كانت أمرا مفهوما للقارئ، أنا مثلا لا أفهم معنى محددا لهذا التعبير المتداول بإيمان اشتراكي ناجز، و لا أعرف كيف يمكن أن يُمارس اليوم، إن الجهد الثوري المطلوب لما ذكرته بعاليه يا مجدي، ليس جهدا يستهدف الخيال فحسب، بل و ينطلق منه بالأساس و لا يبرحه، و زعمنا بمجافاة هذا الجهد للواقع يجد سندا له في عبارة تالية تقول فيها عن الديمقراطية:

    Quote: الديمقراطية، الكائن الأسطوري الذي خرج علينا معاصراًً محمولاً على الدبابات الأمريكية مهدر المعنى و المحتوى، دونما منازع فكري ينتصر بالحق الماركسي في هذا الصدد على بساطته: ”ان الجمهورية الديمقراطية تناقض الرأسمالية »منطقيا«، إذ أنها تساوي »رسمياً« بين الغني و الفقير، و ذلك هو التناقض بين النظام الإقتصادي و البناء السياسي.“


    هذا سوء فهم، مصدره سوء نية، و لكنني قبل دحضه اود أن اركل بعيدا محاولة ربط الديمقراطية سواء بالماركسية أو بالاشتراكية (رغم إني ايضا اجهل معناها –الاشتراكية- في الوقت الراهن) لأن الاشتراكية تتضمن قطعا مصادرة حرية الناس الاقتصادية و حقهم في التملك الفردي، بوسائل قسرية، و طبعا لو تكرمت بقراءة المقال على هذا الرابط

    http://نظريّة الثورة و اقتصاد السوق، مناقشة عامة..

    لربما فهمت انني ادعم نظرية آلية المجتمع المدني هذه، و لا أسخر منها، و أتبنى تحول هذه القيم الاشتراكية الى نظام اخلاقي، لا سياسي و لا قانوني و لا أي الزام، لأن ما يرضي الكائنات الانسانية كليا ليست الرفاهية المادية بقدرما هو الاعتراف بمقامهم و تحقيق مجتمع يتميز بالاعتراف المتبادل، حيث الحقوق غايات بحد ذاتها و الناس احرار في خياراتهم السياسية و الفلسفية و الاقتصادية، متساوون في الفرص و الحظوظ و ليس بالضرورة في المكتسبات، و دون أن يعني ذلك نهاية مشاكلهم، كما تعدهم المثاليات الاشتراكية الطنانة بالوهم، فالمشاكل باقية، يُحل بعضها و يظهر البعض، الاهم هو ان يذهب الناس الى حلها، في اطار من الكرامة و الحرية الشخصية و الاعتراف المتبادل

    عداء ماركس لرأسالمال، مناسب لدرجة تطور الرأسمالية على ايامه، و ماركس نفسه، لولا لطف رفيقه انجلز و إنقاذه له من افكاره الهوامية، كان يجهل الكثير عن خصائص النظام الرأسمالي، كان يكرهه بعماء فقط، و أخشى أن الحال هو نفسه مع شيوعيي و يسار اليوم، لن ارد الهزال الفكري الممض، البادي على مجمل الشيوعيين و اليساريين، الا لكونهم بالمقام الأول لم يجدوا فريدريك انجلز بعد، فهم مع جهلهم بخصائص النظام الرأسمالي المعاصر، و ميكانزمات تطوره على مر تجربته خلال القرن و النصف الماضيين، باتوا منبتين عن التقاليد الماركسية نفسها، و هذا هو تعريفي للمعاناة التي يعيشها اليسار الحالي في بلادنا، الذي لا أسميه باليسار الجديد، لقلة إرادته و تبعيته و نوستالجيته، و انصياعه لرموز اليسار القديم، الجامد و المحنط

    نحن بطبيعة المجال، لسنا بصدد تشريح الماركسية ككل، أو على الاقل، لمسبق اشارة مني لك حول موضوعك هذا، جئتك هنا للقول، أن الماركسيين الراغبين بالتصدي للمهام الجديدة، المهام الفعلية التي يطرحها الواقع، عليهم الاقرار بأن الماركسية هي ما انتهت اليه، هي تحولها عن نفسها و انقلابها النوعي، أما التمسك بنظرية المؤامرة، و إسقاط كل مشروع نقدي أو خارج في خانة التماهي مع البروباقندا البرجوازية، فهو يمثل بحق استعادة للمشهد الماركسي غداة صعود البلشفية الى سدة الحكم، و هبوطها الى وهدة الجمود و (التكفير)

    أقول أن الخطاب الاسترجاعي و المستريب مما حوله، الذي يستدعي مأثرة لم تحدث للينين و يعتذر عن خطأ غير مقصود لماركس، الذي يشير الى صندوق اسفل الشجرة العتيقة يحمل خرائط يمكن نفضها لسبر الواقع، هو خطاب تشي تعبيراته من شاكلة التغيير الجذري و اليسار الجذري و الجذر الاقتصادي، تشي بهمومه و اتجاهاته و قيوده، تشي باخلاصه لباطن تلكم "الارض الخراب"

    بالمناسبة، لكونك قد استهللت بلينين و ختمت به، لينين بين كل هؤلاء المفكرين الابرز في مسار الماركسية، هو الاخف في الميزان، هو رجل سياسة دولة و تنظيم حزب، يقف في ظل كارل ماركس، و بالكاد يمد اصبعا خارج الظل، هو شخص لا يقتدى به ما بعد العام 1918، أو فلنقل عنه وصف ادوارد ولسون كونه The victim of theological obsession with doctrine و إن تكن روحه الثورية أو ظروف الحصار و التهديد الخارجي و الحرب الاهلية ما بعد الثورة عذرا لحماقاته و اخطائه، ففي مقدورنا تنصيب صدام حسين أو عمر البشير أبطالا، بغض النظر

    (عدل بواسطة محمد حسبو on 09-10-2006, 00:55 AM)

                  

09-09-2006, 03:30 PM

بكري بشير

تاريخ التسجيل: 09-04-2006
مجموع المشاركات: 65

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بعد الماركسية (Re: محمد حسبو)

    مجد الدين، مرحب بيك ومرحب بي كمان.
    محمد حسبو:-
    الصلعة لمعتها زايده، عشان ما تتضايق لمعة كلامك برضو زايدة.مشتاقين للحوار معاك قريب ياسيدي.
                  

09-09-2006, 04:18 PM

معاوية كرفس
<aمعاوية كرفس
تاريخ التسجيل: 03-19-2004
مجموع المشاركات: 1340

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ضرورة الماركسية والمهام العالقة (Re: Magdi Elgizouli)

    .



    أعزائي يبدو إنو أنا الحأرحب بيكم هنا


    Quote: مجد الدين، مرحب بيك ومرحب بي كمان.

    محمد حسبو:-

    الصلعة لمعتها زايده، عشان ما تتضايق لمعة كلامك برضو زايدة.مشتاقين للحوار معاك قريب ياسيدي.




    د/ بكري ألف مراحب بيك

    و يا عزيزي كدي النشوف الأطباء وقضاياهم

    و النشوف انسان بلدنا البشيلوهو للحوادث

    ويقولوا ليه تدفع قبال نسعفك

    حقيقي متوقعين منك كتير وإنت طبيب

    ماركسي في بلد متخلف تحكمه دكتاتورية عسكرية

    اسلامية راسمالية .

    د/ مجدي ( ماشين في السكة نمد )

    أنا متأكد إنو دا لسان حالك .

    حسبو ................

    بي صراحة أنا ما قادر أركز مع كتاباتك

    يبدو اننا ضيعنا فرص كتيرة فاتت

    اتلاقينا فيها و ما اتونسنا الونسة

    الصاح .

    حأحاول وكلي أمل في أن ننفك من هذا الإسفير .



    مرة أخري عزيزي / Magdi Elgizouli


    آسف جداً لهذه التلقائية


    ( وقد يعتقد البعض بأني حرفت موضوع البوست )

    ولكنني أعتقد بأننا


    في العمق .

    لكم كل الود






    .

    (عدل بواسطة معاوية كرفس on 09-09-2006, 04:31 PM)

                  

09-09-2006, 06:40 PM

hanadi yousif
<ahanadi yousif
تاريخ التسجيل: 06-03-2005
مجموع المشاركات: 2743

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ضرورة الماركسية والمهام العالقة (Re: معاوية كرفس)

    مجدي الجزولي
    لك المجد
    مرحب بيك شديد
    اضافة حقيقية في طرح الموضوعي .
                  

09-10-2006, 00:12 AM

رؤوف جميل

تاريخ التسجيل: 08-08-2005
مجموع المشاركات: 1870

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في ضرورة الماركسية والمهام العالقة (Re: hanadi yousif)

    التحية للجميع
    موضوع الساعة بالنسبة للشيوعيين ولكن لا مجدى ولا محمد حسبو قدرت افهم انهم عاوزين

    يقولوا شنو نظرا للتعميم وعدم مناقشة الموضوع حته حته

    والموضوع يحتاح لتعريفات نتفق عليها او نختلف

    الموضوع يحتاج لاتفاق او اختلاف حول بعض المفاهيم فادا اتفقنا حول ماهية الراسمالية


    فيمكن نصل لتعريف للاشتراكية

    الموضوع يحتاج للاتفاق او الاختلاف بين المنهج والمقولات والتصورات والتعاريف

    اى ان الجدل المادى كمنهج يمكن تطويره بتطور الحياة ولكن كتابات ماركس وانجاز ولين

    وتروتسكى الى عبدالخالق نصوص نفهمها وفق تاريخيتها ومكانهاوهى غير مقدسه وكتاب

    راس المال والبيان الشيوعى لبس انجيلنا ولا يحزنون ونتعامل معها كاسهامات فكرية


    وبالتالى محليا الماركسية وفضايا الثورة السودانية يفترض يكون محل مراجعتنا الدائمة


    ميزة وقوة الماركسية فى منهجها الجدلى ولبس فى تصوراتها وتنيواتها كما قال سارتر

    وسارتر كان معجب بموضوع القوى الصاعدة فى كل مرحلة تاريخية او انعطاف تاريخى واثبت التحليل المادى للتاريخ صحة دلك

    ولدلك انا شخصيا مهتم بالمنهج اكثر من النصوص التى كتبها ماركسيون وقد اختلف او اتفق

    معهم فيها فالمنهج هو الاساس ولبس النصوص
                  

09-10-2006, 02:32 AM

Magdi Elgizouli


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
غربة الحق: المانفستو الشيوعي في طبعة جديدة (Re: Magdi Elgizouli)

    قرأت بإمعان ما كتبه العزيز محمد حسبو، وهي انتقادات حرية بالقراءة الخيط الرابط بينها لا يخص مناهج الماركسيين بالمعنى، إنما عجزهم بحسب محمد حسبو عن إدراك التغييرات الحادثة في طبائع الاستغلال الرأسمالي، والمقصود ما استجد من معادلات استخراج فائض القيمة. كذلك تركز النقد على تجربة "الاشتراكية القائمة فعلا"ًسابقاً. والحق أن الاشتراكية مثلها والحرية والديموقراطية، لا يتنازل عنها المرء لأنها انتقصت، أما تحقيقها الواقعي فتجربة تاريخية تتجدد كتجديد الديموقراطية وتنويعها. من هذا الباب ليس على طالبي الاشتراكية من حرج إذا تقاصرت التجربة السوفييتية عن ذلك الأفق. أما المطابقة بين الاشتراكية والسوفييت فبروباغاندا مضادة. عزيزي محمد حسبو، حاول برهة تخيل معنى مساواة الفرص دون حد ادنى من الرفاه المادي للجميع، رغم ان اقتصار الاشتراكية على الرفاه المادي يعتبر اجحافا تجاوزته حتى اشتراكية السوفييت. في الواقع حديثك عن مساواة الفرص وليس مساواة المكاسب صلب في الماركسية مكين. في خصوص الملكية الفردية فلنستعيد بعض من الاقتصاد السياسي للرأسمالية وننظر في اجتماعية الانتاج.

    شكرأ لجميع من كتبوا والحق عزيزي رؤوف القضية المنهج، نعم هو ذلك فلنستعيده ونثريه. الأمل لقاؤكم استاذنا صدقي، وشكراً بكري والجميع

    في الأتي بعض ملاحظات حول المانفستو الشيوعي بمناسبة إعادة نشره أعيد إثباتها هنا قصد حفز النقاش.

    غربة الحق: المانفستو الشيوعي في طبعة جديدة

    مجدي الجزولي


    كتب الصديقان ماركس وانجلز بيانهما المعنون "المانفستو الشيوعي" أواخر عام 1847 ونُشرت طبعته الأولى في فبراير 1848. في السنة الماضية، وبعد 157 عام من ذلك التاريخ صدرت طبعة جديدة للمانفستو بعنوان "المانفستو الشيوعي: خارطة طريق لأهم وثيقة سياسية في التاريخ"، عن دار هيماركت للكتب في 224 صفحة، تحرير البروفسور فيل قاسبر، أستاذ الفلسفة بجامعة نوتر دام دو نامور، نورث كارولينا. لتقدير الجهد الذي بذله الأستاذ المحرر، تجدر الإشارة إلى أن متن المانفستو يتكون من 45 صفحة، حيث أضاف عليها مقدمة وشروح وتعريفات وتعليق ملحق بخصوص مغزاه الحاضر. حري بالذكر أن المانفستو قد أعيد طبعه مراراً وتكراراً وترجم إلى غالب لغات الأرض المكتوبة، بل يحسبه البعض ثاني أكثر الكتب مبيعاً في التاريخ (روش، 2006).

    لنشوء المانفستو قصة تعود إلى تاريخ الحركة العمالية في أوروبا، قبل مساهمات ماركس وانجلز النظرية والسياسية. في العام 1834 أسس لاجئون ألمان في باريس "عصبة الخوارج" (جمهورية برلمانية)، عن هذه انقسمت العناصر الأكثر جذرية وبروليتارية في العام 1836 تحت إسم "عصبة العدالة". هذه الأخيرة مثلت الفرع الألماني لحركة العمال الفرنسيين الشيوعية، وعندما نهض هؤلاء للثورة في 12 مايو 1839 اشترك الفرع الألماني معهم في تحمل تبعات الهزيمة. كان بين المعتقلين الذين سُجنوا ثو أبعدوا من باريس كارل شابر (طالب غابات في جامعة غيسن الألمانية) وهاينريش باور (صانع أحذية). التقى الإثنان مرة أخرى في لندن لينضم إليهما جوزيف مول (صانع ساعات من مدينة كولون الألمانية). تمتعت هذه الجماعة الصغيرة في لندن بحرية التنظيم والتعبير مما ساعد على انتشار أفكارها بين العمال في بلدان أوروبية عديدة، فقامت بتأسيس "رابطة العمال الألمان التعليمية" كقاعدة لتجنيد العضوية الجديدة في العصبة. من ناحية أخرى ساعدت سياسة الإبعاد التي إتبعتها حكومات عديدة في أوروبا تجاه العمال الثوريين في توسيع العصبة حيث أصبح كل مبعد بمثابة رسول للقضية في ديار غربته (انجلز، 1885). كان الخياطون المركز المحرك للعصبة، إذ انتشر الخياطون الألمان في كافة أنحاء اوروبا. تدريجياً أخذت العصبة طابعاً دولياً لتضم بجانب عضويتها السويسرية والألمانية رفاق من الدول الاسكندنافية وهولندا والتشيك وبولندا بجانب السلاف والروس. الخطاب السياسي للعصبة العمالية ظل حتى ذلك الحين شبه خال من المنطلقات الاقتصادية، على حد تأكيد انجلز "في حدود علمي، لم يقرأ أحدهم كتاباً واحداً في الاقتصاد السياسي". في "الحوليات الألمانية الفرنسية" توصل ماركس إلى حقيقة أن الدولة ليست هي التي تشرط نشاط المجتمع، بل العكس، أي أن الدولة مشروطة بحالة الاجتماع وأن التاريخ والسياسة تشرحهما العلاقات الاقتصادية وليس العكس. حتى ذلك الحين لعبت العلاقات الاقتصادية دوراً وضيعاً في كتابة التاريخ، لكنها، في المجتمع الحديث على الأقل، تمثل قوة تاريخية حاسمة بل تكون أساس التناقضات الطبقية الحاضرة (االمصدر السابق). مصممين على تثوير الحركة العمالية انغمس الإثنان ماركس وانجلز في النشاط السياسي للبروليتاريا، فأسسا معاً جمعية للعمال الألمان في بروكسل، وساهما بالكتابة في عدة صحف ونشرات عمالية عبر القارة.

    في ربيع 1847 قام جوزيف مول، مبعوث عصبة العدالة وأحد مؤسسيها، بزيارة كارل ماركس في بروكسل، ثم فردريك انجلز في باريس، داعياً إياهما إلى الانضمام للعصبة، ومؤكداً أن رفاقه على استعداد لقبول وجهة نظرهما النقدية بخصوص الشيوعية، وأكثر من ذلك السماح لهما بطرح رؤيتهما على مؤتمر للعصبة لتحقيق الانعتاق من تقاليد وسياسات "التآمر السري" البالية. عليه أسس ماركس جمعية للعصبة في بروكسل ضمت أصدقائه المقربين، بينما إنضم انجلز إلى جمعياتها الباريسية. في صيف 1847 انعقد المؤتمر الأول للعصبة في لندن، في غياب ماركس الذي تعذر عليه الحضور لأسباب مالية. في هذا المؤتمر تمت إعادة تنظيم الجماعة لتتكون من جمعيات قاعدية، ثم دوائر أوسع، ودوائر قائدة، ثم لجنة مركزية ومؤتمر عام، كما تم تغيير إسمها إلى "العصبة الشيوعية". جاء في البند الأول لنظام الحركة الجديدة: "إن هدف العصبة هو الإطاحة بالبرجوازية وتحقيق حكم البروليتاريا؛ القضاء على المجتمع البرجوازي القديم القائم على التناحر الطبقي، وتأسيس مجتمع جديد تنعدم فيه الطبقات وتزول الملكية الخاصة". المؤتمر الثاني للعصبة انعقد في نوفمبر وديسمبر من نفس العام، وشهد مشاركة كارل ماركس. في هذا المؤتمر تم تفويض ماركس وانجلز بكتابة وثيقة تأسيسية سماها الإثنان "المانفستو الشيوعي".

    الواقع أن المانفستو ظل يحتفظ بنفاذ بصيرة تجعله حتى اليوم ملهماً لأجيال متلاحقة من الذين تؤرق مضجعهم وحشية الرأسمالية، وهو مكتوب بلغة سياسية في المقام الأول وليس كتاباً عصياً على الإفهام في الإقتصاد السياسي كسفر صاحبه الأكبر "رأس المال"، وبالتالي فهو سهل القراءة والهضم يخاطب في فقرات عديدة الوجدان السليم لأي كان، وليس بالضرورة العقل التحليلي للنقاد النقديين. جاء فيه: "البرجوازية، باستثمارها السوق العالمية، طبّعت الإنتاج والاستهلاك في جميع البلدان بطابع كوني وانتزعت من تحت أقدام الصناعة أرضيتها القومية وسط غم الرجعيين الشديد. فالصناعات القومية الهرمة دُمّرت و تدمَّر يوميا لتحل محلها صناعات جديدة، أصبح اعتمادها مسألة حيوية بالنسبة إلى جميع الأمم المتحضرة، صناعات لم تعد تستعمل المواد الأولية المحلية، بل المواد الأولية من أقصى المناطق، صناعات لا تُستهلك منتجاتها في البلد نفسه فحسب، بل أيضا في جميع أنحاء العالم. فمكان الحاجات القديمة، التي كانت المنتجات المحلية تسدُّها تحُل حاجات جديدة تتطلب لإشباعها منتَجات أقصى البلدان والأقاليم. ومحل الإكتفاء الذاتي الإقليمي والقومي والإنعزال القديم، تقوم علاقات شاملة في كل النواحي، وتقوم تبعية متبادلة شاملة بين الأمم (..) والبرجوازية، بالتحسين السريع لكل أدوات الإنتاج، وبالتسهيل اللامتناهي لوسائل المواصلات، تشدّ الكل حتى الأمم الأكثر تخلفاً إلى الحضارة. الأسعار الرخيصة لسلعها هي المدفعية الثقيلة التي تدك بها الأسوار الصينية كلها، وتُرغم البرابرة الأكثر حقداً وتعنتاً تجاه الأجانب على الإستسلام، وتجبر كل الأمم، إذا شاءت إنقاذ نفسها من الهلاك، على تبنّي نمط الإنتاج البرجوازي، وترغمها على تقبّل الحضارة المزعومة، أي على أن تصبح برجوازية. بكلمة، هي تخلق عالماً على صورتها." لعل في قول ماركس وصفاً صلباً ومتماسكاً لما نعرف اليوم بإسم العولمة، وقد كان هذا الذكي لا يرى منها إلا ما شهد في رأسمالية بريطانيا الفكتورية، وهي بعد في أول مهدها. المسار التاريخي البرجوازي فعلاً قضى على كل منافسيه وجعل من الأرض سوقاً عظيماً. بل في قوله ما بشير إلى المعارضة المشحونة بالاعتبارات الثقافية والعرقية ضد هذا التمدد الواثق والمسلح، بما في ذلك الإسلام السياسي، فهو كقرينيه المسيحية الانجيلية والهندوسية المسيسة ظاهرة حديثة في الأساس، ويمثل في أحد أبعاده ترياقاً تأخذ به العمالة الفقيرة لتهدئة آلام الاضطهاد الطبقي و"مكاجرة" الامبريالية. في هذا السياق أجاد الإسلاميون في دول عديدة حرفة المطبب المصلح، فتعلموا مهارات التنظيم وتعبئة المجتمعات، وشيدوا المدارس والعيادات ومراكز التشغيل، كما طالبوا بالتبرعات لصالح الفقراء وأقاموا مؤسسات موازية لتوفير الدعم الاجتماعي والمعنوي والمادي لضحايا زحف الليبرالية الجديدة عديم الشفقة (لوبيك، 1999). معارضة الإسلاميين للنظام وصلت قمتها المشهدية في 11 سبتمبر تغذيها فوضوية الرأسمالية الإرهابية نفسها. فالمدن المكتظة بالسكان والمظالم تشكل مسرح الفعل وخلفية النجاعة للإسلام المسلح، في الدول الإسلامية العشر الأكثر سكاناً نصف السكان حضريون ومعظمهم من الشباب دون سن 35. في القاهرة وعمان وكانو وكوالا لامبور وفاس وغيرها من المدن الكبرى ينشأ مجال عام حول ردة فعل الإسلاميين على الحياة الحضرية المتنامية، لكنه ليس، كحالة أميركا الجنوبية، بأي معنى سياسي تبسيطي، الصوت المعبر عن عالم أحياء الصفيح غير الخاضع. في المغرب مثلاً، معظم التكفيريين والانتحاريين من البروليتاريا المتفسخة التي تعيش خارج مجتمعاتها، على حدود الكفاف في نواحي المدن، لكن غالب "المنظرين" من الطبقات المهنية (بلالة، 2004). أما كسب الإسلاميين فلم يخرج عن ثنايا النظام الذي زعموا محاربته، إذ غاب عن حدسهم أصل ظلمه، رغم أن جذوراً أولى لرؤاهم نهلت من معين العدالة الاجتماعية واندغمت في المعارضة الشعبية للاضطهاد الامبريالي، مثال ذلك ما سجله فرانتز فانون عن فعالية مفاهيم المساواتية والعدل والإحسان المستقاة من التراث الإسلامي المحلي في التعبئة الجماهيرية للثورة الجزائرية. من جانب آخر كفر الإسلام السياسي في إخراجه "المعتدل" بنصرة المستضعفين وأخذ برأسمالية ليست أقل بأساً من التي نوى معاداتها في حين ثوريته الخجولة، والدليل قائم في بلد كتركيا مثلاً حيث يحكم حزب إسلامي معتدل لا تختلف سياساته الاقتصادية والخارجية عن أحزاب الإتجاه السائد في أوروبا، بل يتفوق التزامه بحلف الامبريالية على دعواه الآيديولوجية الشعبوية، إذ جعل أراضي تركيا قاعدة انطلاق للحرب الأميركية على العراق في وجه معارضة شعبية وبرلمانية عارمة. كان قدر التاريخ في بلادنا أن نخبر الإسلاميين في الحكم أيضاً، فبادروا أول ما بادروا بانتزاع حقوق شعبية اصبحت تقاليد للدولة والإجتماع في السودان بعد مثابرة طويلة، كمسؤولية الدولة عن دفع مرتبات العاملين لديها، ومسؤوليتها عن علاج وتعليم مواطنيها. ثم زادوا فاستأصلوا الملكية العامة من جذورها مندرجين بالكلية في الليبرالية الجديدة، وذلك ببطش لم يعرفه السودانيون ربما إلا في التركية السابقة، وما تجرأ عليه ديكتاتوريو البلاد "العلمانيون". واقع الأمر أن رسالية الإسلاميين السودانيين انتهت إلى تقسيم اجتماعي حاد، لا تجمعه صلة لا بالإسلام أو بغيره من مكارم الأخلاق، لكن تجمعه صلات برأس المال وبالاستغلال الطبقي. لا عجب إذن أن ازدهرت تحت حكمهم تيارات للإسلام المسلح في أطراف مدن البلاد تحتج بمضمون أخلاقي ديني على فعل الرأسمالية الذي أشار إليه ماركس في المانفستو بقوله: "البرجوازية حيث ظفرت بالسلطة دمرت كل العلاقات الإقطاعية من كل لون، التي كانت تربط الإنسان بسادته الطبيعيين، ولم تُبق على أية رابطة بين الإنسان والإنسان سوى رابطة المصلحة البحتة، والإلزام القاسي بـ "الدفع نقدا". وأغرقت الرعشة القدسية للورع الديني، والحماسة الفروسية، وعاطفة البرجوازية الصغيرة، في أغراضها الأنانية المجرَّدة من العاطفة، وحوّلت الكرامة الشخصية إلى قيمة تبادلية، وأحلّت حرية التجارة الغاشمة وحدها، محل الحريات المُثبَتة والمكتسبَة التي لا تحصى. بكلمة أحلّت استغلالاً مباحاً وقحاً مباشراً وشرسا، محل الإستغلال المُغلّف بأوهام دينية. فالبرجوازية جرّدت كل الفعاليات، التي كان يُنظر إليها حتى ذلك الحين بمنظار الهيبة والخشوع، من هالتها. فحوّلت الطبيب ورجل القانون والكاهن والشاعر والعالم، إلى أجراء في خدمتها. البرجوازية نزعت حجاب العاطفية عن العلاقات العائلية و قَصَرتها (العلاقات) على علاقات مالية بحتة." بشأن الملاحظة الأخيرة يكفي المراقب أن ينظر إلى إعلانات المحاكم في الصحف السيارة التي تطالب أزواجاً فارين من أسرهم بالحضور لمواجهة دعاوى طلاق بسبب "الغيبة".

    وصف ماركس البرجوازية في بيانه بأنها في "حاجة دائمة لتصريف منتجاتها، بشكل متسع باستمرار، تسوقها إلى كل أرجاء الكرة الأرضية، فلا بد لها أن تعشعش في كل مكان، وتنغرز في كل مكان، وتقيم علاقات في كل مكان"، وأفاض في شرح ظلمها. ثم عين التناقض الكامن بين رأس المال والعمل، ليبين أن رأس المال فاعلية اجتماعية ونشاط جماعي لا يتسنى إلا بالحركة المشتركة لكافة أفراد المجتمع، وليس فاعلية شخصية، وبالتالي رأس المال هو في الحقيقة ملكية مشتركة. ثم كتب أن ما يميز الشيوعية، ليس القضاء على الملكية بشكل عام، بل إلغاء الملكية البرجوازية، ورد على منتقديه بالقول التالي: "لقد أصبتم بالذعر لأننا نريد إلغاء الملكية الخاصة، لكن الملكية الخاصة في مجتمعكم الراهن ملغاة بالنسبة إلى تسعة أعشار أعضائه. إنها موجودة بين القلة بالضبط لأنها غير موجودة بالنسبة للأعشار التسعة. أنتم إذن تلوموننا لأننا نريد إلغاء ملكية تفرض، كشرط ضروري لوجودها، انعدام الملكية بالنسبة للأغلبية الساحقة من المجتمع. بكلمة، إنكم تتهموننا بأننا نريد إلغاء ملكيتكم، وهذا بالتأكيد ما نريده! (..) الشيوعية لا تجرد أحداً من القدرة على تملك منتجات مجتمعية، بل تنتزع فقط القدرة على استعباد عمل الغير بواسطة هذا التملك."

    تباعد الشقة بين من يملكون ومن لا يملكون، والتناقض الكامن بين العمل ورأس المال، وإجحاف الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج، بجانب تدمير الإنتاج الرأسمالي للبيئة الطبيعية بدافع الربح، كلها قضايا ما تزال حية وحاضرة، لم تزول لأن الإتحاد السوفييتي سقط صريعاً، أو لأن الامبريالية بات إسمها العولمة. هاكم دليلاً عارضاً من جنة الرأسمالية الأميركية، في العام 1998 كان أغنى 10% من سكان الولايات المتحدة يمتلكون أكثر من 85% من الأصول والاعتمادات المالية، و84% من الضمانات النقدية، و91% من الودائع البنكية، و92% من الأسهم في القطاع الخاص (قاسبر، 2005). على صعيد العالم يملك أقل من 500 فرد أكثر من مجموع الدخل لما يزيد على نصف سكان الأرض (ديفيس، 2005). تقدر منظمة الزراعة والأغذية التابعة للأمم المتحدة أن واحد من كل ثمانية أفراد حول العالم، ما يساوي 840 مليون شخص، لا يجد الحد القياسي لسد الرمق في اليوم؛ وأن 2 بليون فرد (واحد من كل ثلاثة) يعانون من الأنيميا (فقر الدم)، بينما ينتج العالم ما يكفي من الغذاء لحصول كل ساكن له على 2800 من السعرات الحرارية في اليوم، أي ما يفوق بنسبة 20% الحد الأدنى القياسي الذي وضعته المنظمة. بالإضافة إلى ذلك تستطيع الأرض الصالحة للزراعة في عالمنا، حال تم استغلالها بصورة منطقية، توفير ما يكفي لإطعام أكثر من 40 بليون شخص، أي ستة أضعاف عدد سكان الكوكب في الوقت الحالي. بحسب مكتب الإحصاء المركزي الأميركي يعتبر واحد من كل عشرة بيوت في الولايات المتحدة غير آمن غذائياً، أي ما يقارب 33 مليون فرد. في نفس الوقت كانت كلفة المجهود الحربي الأميركي في 2003 تزيد على 400 بليون دولار، أي أكثر من خمسة أضعاف مبلغ 80 بليون دولار في العام اللازم لسد النقص في الغذاء، والسكن، والماء الصالح للشرب، والتعليم الأولي، والرعاية الصحية الأولية حول العالم وذلك بحسب تقديرات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. على مستوى آخر تقدر "الرابطة الأميريكية لتقدم العلوم" أن 78% من الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية يعيشون في بلاد تنتج ما يكفي لإطعام سكانها. في بنغلاديش مثلاً، وهي بلد ارتبط اسمها بالجوع منذ أزمة الغذاء في السبعينات، تقول الإحصاءات أن المحصول السنوي للأرز يكفي لتوفير رطل لكل فرد يومياً، أي 2000 سعر حراري من الأرز فقط، لكن في الواقع لا يستطيع الثلث الأفقر من السكان الحصول على أكثر من 1500 سعر حراري يومياً بسبب فقرهم (مآس، 2003). هذا هو المصير الذي تقودنا إليه الرأسمالية، قديمة وجديدة، ولا يمكن تحت شروطها تصور استقرار أو سلام اجتماعي ناهيك عن عدالة اجتماعية في بلاد تعج بالمظالم ويسيل الدم قرباناً لمواردها. سيطرة الرأسمالية على حد قول ماركس "بزغ فجرها الدموي باكتشاف الذهب والفضة في أميركا، واقتلاع واستعباد ثم قبر السكان المحليين، ونهب الهند الشرقية واخضاعها، وتحويل افريقيا إلى مطردة لصيد ذوي البشرة السوداء تجارياً (..) إن النفاق الفج والبربرية الكامنة في الحضارة البرجوازية قد انكشفت أمام أعيننا، في الديار تأخذ اشكالاً أكثر تهذيباً، لكنها تبدي سوءتها عارية في المستعمرات". على أية حال، لأنصار ماركس ولمعارضية، المانفستو حري بالقراءة مرة أخرى، وكما قال أديبنا الطيب صالح النقد الهادف لا يكون إلا ببعض محبة.

    يناير 2006
                  

09-10-2006, 02:39 AM

محمد حسبو
<aمحمد حسبو
تاريخ التسجيل: 10-10-2005
مجموع المشاركات: 365

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الماركسية اللينينية، كمن يمزج الزيت يا بثن بالماء (Re: Magdi Elgizouli)


    سلام مرة أخرى
    أن يقول زميل مخضرم مثل الاستاذ رؤوف جميل أنه لم يفهم من كتابتي ما أريد قوله فهذا يمثل نقدا جديا لقدرتي على الكتابة، و أنا احس فعلا منذ فترة بهذه المشكلة، فشكرا للنقد يا زميل
    و معاوية كرفس أيضا، اشتكى بلطف، و بكري بشير بذكاء، لذلك اشرع في بعض التوضيحات، مع حقي في الدفاع عن نفسي أثناء الشرح

    أولا: ما اعنيه بما انتهت اليه الماركسية، أو ما بعدها، أو نسختها المغايرة الخ، هو تقرير أن الماركسية التي ألّفها ماركس و إنجلز، خضعت هي نفسها لقانون تحول التغيرات الكمية إلى تغيرات نوعية، و عذرا لكوني لا احفل بلينين و (لحسن الحظ) ستالين عندما اتكلم عن الاثراء الفكري للماركسية، المهم، كما في المثال بعاليه، عالج قرامشي مسائل لم يكتنهها ماركس مثل تخطيطه لموضوعة الهيمنة و علاقتها بالايدلوجية و وظيفة الهيمنة في تعبئة الايديلوجية ضمن قوالب الثقافة عبر وسائل مثل الإعلام الخ الخ (ما ممكن طبعا نغطي الموضوع). المعنى، هو أن انتاج قرامشي مثلا كان تغيرا كميا (لو نقيس المعرفة بالكم) في تطور الماركسية، ثم جاء مثلا دور مدرسة فرانكفورت أو المدرسة النقدية التي كانت ايضا تمد في سكة قرامشي (ما براكم ياناس قاسم) للتخلص من الحتمية الاقتصادية (و قد اُتُهِمت هذه المدرسة بالتبرجز، يعني ردود الفعل هذه مألوفة) و واصلوا بكتابة نظرية نقدية للإعلام و توقعوا أن الميديا ستحطم فرص الثورة البروليتارية و تعيد تشكيل العالم الخ الخ
    ثم جاء فلان و فرتكان و علان (زول واحد من جهاتنا دي ما ساهم، تفتكروا ليه؟) و مشوا كلهم في السكة المفارقة للتعضي الجذري الاقتصادي، و ها نحن نقف عند دريدا و اقتراحه بالتحول الى نظام اخلاقي و طفق يتحدث عن اللغة و روح النص و اشياء أخرى مرهقة (بنعافر ساي) و قال لاتوجد حقيقة نهائية تتضمنها اللغة (هسة دة علاقتو شنو بي ماركس!)
    و ها نحن نقف عند Hegemony and socialist strategy, towards a radical democratic politics و بالتالي يكون نهار ما بعد الماركسية قد فاجأنا، و هذا التطور كله الى أن طفر الى ما بعد الماركسية و الى مناقضة المنفستو الشيوعي الأول، هو تطور من الداخل، تطور انجزه المفكرين الماركسيين في تفاعلهم مع الوقائع المتحركة و رؤيتهم الاكثر عمقا عن رؤية ماركس بمقتضى سنن الزمان و سيرة العمارة البشرية

    لماذا، ننهض اليوم، تحت تأثير همبتة الرأسمالية المعاصرة و اخفاقاتها، لماذا ننهض للبحث عن جذورنا هناك، دون أن نبدأ من هنا، من محصلة هذا التراكم الجدي و الأصيل، لمفكرين تتعمد الاحزاب الشيوعية تجاهلهم، بل و تسفيفهم تحت شعار الماركسية اللينينية، بالله عليكم، لينين السياسي أم قرامشي و دريدا مثلا، إن محاولة تلتيق مقولات ماركس نفسها، و بعد تجاهلها للصرح الذي شيده على اساسها مفكرون من طراز فريد، فإنها – المحاولة- هي تأكيد لعقدة النقص التي تدمدم في اذهان الشيوعيين، أنا لن اتوقف عن رثاء هذه الحال التي جعلت من شيوعيي اليوم، كائنات مدجنة، تطيع الماضي و تشتبه بالحاضر، تعيش في مسيد كبير، يتقاسم حيرانه الايماء و الهتافات المكرورة

    طيب الرأسمالية دي دين حجر، و نحنا احسن ناس و بقينا الرؤساء، أها ورونا ما هي الاشتراكية يا زملاء؟
    أها.........................
    يمشوا بهناك، حارنك نحنا و دارنك يجضموها بتجانس كورال كبير

    نهاية أولا: على الماركسية (الماركسيين في الحقيقة) الاعتراف بما آلت اليه الماركسية، الاعتراف بجهد اللاحقين، الاعتراف بأن تطورها الجدلي افضى بها الى "ما بعد الماركسية"، عدم التشكيك في أهلية هذا التطور و الاصرار على العودة إلى الجذور، عليهم الكف عن قول الماركسية اللينينة، يا أخي عليهم التفكير، ما تخلونا نتلفظ

    مع المحبة – دة استدراك- للجميع هنا

    • حبابك الف بكري بشير، و ليس كل ما يلمع ذهبا، و الزيادة ما في اللمعة بس، في زيادات كتيرة، بعدين فتشتك في الخرطوم و عرفت انك متوفي
    • مشتاقين يا كرفس، و انت تتونس بي وين، ما شي المعمورة اليوم كلو
                  

09-10-2006, 03:30 PM

Abdalhameed Mohamed Al-amein

تاريخ التسجيل: 08-03-2006
مجموع المشاركات: 29

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الماركسية اللينينية، كمن يمزج الزيت يا بثن بالماء (Re: محمد حسبو)

    up
                  

09-12-2006, 02:05 AM

محمد حسبو
<aمحمد حسبو
تاريخ التسجيل: 10-10-2005
مجموع المشاركات: 365

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
إحالات خطرة فوق التربة و تحتها (Re: Magdi Elgizouli)


    ثانياً: مهمة الماركسية (الماركسيين) العالقة، هي إعلان قبولهم بلعبة التغيّر النوعي، لا كنوع من التخلص من الذات، بل كشرط للنظر إلى ما يمكنهم عمله في الظروف الجديدة، و هو عمل كبير يعتمد على أمرين: مدى القدرة على التشبع بالايديلوجية الديمقراطية، بما تحويه من انفتاح و احترام للآخر، ثم، مدى القدرة على رؤية العالم كمنظومة لعلاقات متعددة الوجوه و الجوانب، لقد انتقلنا من اقتصاد المانيفاكتورة إلى اقتصاد الفودو، الصراع الطبقي اختفى، و لن يحفز الناس لأنجاز الثورات – هذا لو أنه فعل من قبل- و الثورة نفسها، بوصفها تغييرا (جذريا) بواسطة الجماهير للنظام الاجتماعي الاقتصادي، يبدو أنها أما تلفت أو تم (تفكيكها) – اعني في المجتمعات الديمقراطية، إن تحول أي مجتمع إلى النظام الديمقراطي للعلاقات، يعني إنتفاء اسباب و إمكانات الثورة لدى هذا المجتمع (تظل الإنقلابات ممكنة)، و هذه مسالك جديدة، تنطرح امامنا لنبتدع و نطوّر من ادوات الصراع ضد الظرف الرأسمالي المعاصر الذي تتشكل بين دفتيه، إننا لن نبرح مربع النقد و المزايدة بعواطف و حاجات الناس الى مربع تقديم البدائل الممكنة و القابلة للاتباع، إلا حين نقرر التعرف إلى ما يجري، ليس بعيون كارل ماركس الشاب، لا ولا حتى لينين متعهد الثورة، إنما بعيوننا نحن

    و إذ أقول إن علينا النظر بعيوننا نحن، فإنني أُدرك خطر هذه الإحالة، في ظل ما يطفح على طبائع الشيوعيين و الشيوعيات من ميل إلى السطحية و الصراعات الشخصية و الشلليات و الشعارية و الاحتفاليات، خاصة في ظل العطالة الفكرية لقيادة الحزب ومرضها الدماغي المدنف، إلا أن هذا افضل مرات من النظر بعيون كارل ماركس، العبقري المنقرض، لأن ركوب القطار و لو على سطحه، أفضل من التزيؤ عبر منهج الجذرية هذا، لحفلة شاي الديناصورات، المقامة بالأسفل

    مجدي يا أخانا
    واصل بالكتابة إخلاصا لروح الكاتب و المفكر فيك، و أجرك على الله، فالحزب في عرض ثورة انقاذ، قبل أن يصبح أثرا بعد عين، و إذا قالت حزام فصدقوها
                  

09-12-2006, 06:59 PM

Magdi Elgizouli


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إحالات خطرة فوق التربة و تحتها (Re: محمد حسبو)

    قرأت ما سطره محمد حسبو ثم نظرت وأعدت النظر.

    جزم محمد بانتفاء الوعي الطبقي كمحرك للجماهير، ثم زاد ألا إمكان للثورة على الأقل في المجتمعات راسخة الديموقراطية السياسية، لكنه أردف أن على "الماركسيين"التفكير في وسائل أخرى لمجابهة الرأسمالية. وأضاف آخر قوله انتقادات لاذعة لقيادات الحزب وحثني الكتابة بعقل المفكر سعياً لتجديد في الحزب الشيوعي.

    لا أوافق محمد تعنيفه لقيادة الحزب الشيوعي فهي من فخر بلادي، ولقد اجتهدت هذه القيادات في الساحة الفكرية والسياسية والنضالية ما استطاعت وتكبدت مشاقاً هائلة ومعاناة ضنكاً ورفدت بما أوتبت من معرفة وقدرة فكرنا السياسي بأعمال تقاصر عنها الآخرون، وما زالت تحاول كل ببذله تطوير هذا الفكر وإثراءه. من هذا الباب لا تثريب على قيادات حزبنا ولا مزايدة. نعف عن ذلك ونستحي، إنما نحاول شاكرين جهد السابقين وعارفين بفضلهم وملتزمين بأدب الفكر والمعرفة والتلمذة أيضاً أن نطور ما قدموا وننقد ونثري بحسب ما عندنا. روادنا لا نعفيهم من النقد في ساحة الفكر والعمل لكن نكن لهم كل إجلال وإكبار، لا نقدسهم وإنما ندرك إحسانهم وننتظر منهم ما زالوا بيننا، لا نجحد وإنما نعضد ما قدموا وما يقدمون بما عندنا. السودان بلد هامش متخلف، وعلينا أن نعقل بهدوء أن كل جهد عقلاني للتقدم والتحرير مهما كان تقييمه الحالي بحسب النقاد النقديين هو جهد يستحق الإحتفاء فهولاء خرجوا بعنواين للتحرير في زمان ما كان فيه لغير التخلف وقواه مكانا وما زالوا، وهذا من المعلوم. من زاد واستزاد معرفة وفكرا فليقدم جهده وليأخذ مكانه لا حجر عليه، دون أن يجعل من روادنا أصناما يعبدها ويهدمها سيان. الأفكار ليست سلعاً في حانوت لا يربح صاحبها إلا بخسران جيرانه. إن نعت الرواد بالمرض الدماغي المدنف لا يثبت شيئاً وإنما يهدم القليل الذي نملك من "ساس" في وعينا العام، وهذا بعض من ضلال المثقفين الذي ساقه محمد في ذات كلمته. إن انخراط بلادنا ومثقفيها في لجج الحداثة قصير جدا لا يزيد على السبعين عاما، وهذا في عمر الشعوب مما لا يؤخذ به، وبعض جهات السودان لم تعرف بعد الجيل الأول من المتعلمين، فلنتواضع قليلاً ونعرف أين نقف، ونساهم ما استطعنا في تطوير قليل ما عندنا من تراث تقدمي. من منا تفرغ وصبر أن يكمل بحثا في قضية فيحسنه أو أن يكتب كتابة فيضبطها، أن ينشر عملاً جيد التجهيز والتوثيق، بما في ذلك نقد تجارب وأعمال القيادات المفترى عليها. هكذا وفقط هكذا نراكم تاريخنا وفكرنا بعلم ووعي، اما الحديث على عواهنه فشقاق لا جماع له.

    أطنبت في هذه الناحية وأهملت غيرها لأن الكثيرين اعتادوا ترديد مثل ما كتب محمد حتى أصبح تياراً تمدد بين "المثقفين" أن يذبحوا تاريخ بلادي وإرث مفكريها هكذا على قارعة طريقهم كما يمضغون العلك فيبصقونه، دون جهد بناء وفكر نقدي موثق منضبط يجعلونه حجة لهم على سابقيهم إذا كان هذا مرادهم وسابقيهم بحاثة صبورين ومفكرين مثابرين وكتاب جزلين بذلوا الجهد الجهيد وما تقاصروا عن الريادة حيث كان ذلك دورهم.

    للمتنبئ في هذا المقام قول حسن: ولم أر في عيوب الناس شيئا كنقص القادرين على التمام!

    الحزب ليس قصبة في فراغ، هذا من البديهي، فهو يكون ويتطور ويتقدم بجهد أعضائه وصبرهم، ويدوم بدوام قاعدته الاجتماعية، ولا أزيد.

    مع الود
                  

09-13-2006, 00:54 AM

رؤوف جميل

تاريخ التسجيل: 08-08-2005
مجموع المشاركات: 1870

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إحالات خطرة فوق التربة و تحتها (Re: Magdi Elgizouli)

    الاعزاء المهتمين بهدا الموضوع والمتداخلين لكم التحية
    العزيز مجدى الجزولى لك تقديرى ومادلت عند راى نقطة نقطة لعلمى التام بقدراتك

    ولا ادرى الموضوع ماركسية كمنهج وفكرة ام تطور حزب لعلمى التام ان هناك ماركسيون

    لا علاقة لهم باى حزب شيوعىويتعاملون معها كمنهج نفدى اكاديمى والجامعات الامريكية

    تعج بالكثيرين منهم .

    الاخ محمد حسبو لك التحية

    مخضرمين لكن نقرا بنهم لكم ونتعلم منكم فالى الامام

    لا اتفق معك حول لينين وستالين فمساهمتهما الفكرية لها وزنها وان كنت لا احبد اقتران

    اسمهما بالماركسية لان دلك من اعمال الروس الشوقونية المحسوية علبهم وادا كان ماركس

    نفسه رفض اقتران هدا المنهج الجدلى المادى باسمه لعلمه التام انه يحتاج للتطوير

    وهنا تتجلى القدرة والابداع

    قيادة الحزب الحالية قدمت ماعندها فى مجال التنظير والنضال والمعارك ومند الاستقلال

    فى واقع متخلف وقد اصابت واخفقت ويبقى ان نقدم لهم الشكر والعرفان والتقدير

    لانهم تحملوا المسئوليات والتضحيات فى احلك الظروف ولم ينالوا جاها او سلطانا ودهب الكثيرين منهم الى المعاش بدون معاش

    لا اتفق معك ان هناك مايسمى مابعد الماركسية وقناعتى التامة ان الموضوع قوانين جدل

    وتطبيقاتها اد بنفس منهج ماركس يمكن ان تختلف مع ماركس ولينين وقرامشى وهنا تكمن ق

    قوة المنهج المادى الجدلى

    لا اتفق معك ان الثورة فقدت بريقها فى المجتمعات الديمقراطية والتى معظمها راسمالية

    ولكن مفاهيم الثورة متغيرة بتغير الحالة الاقتصادية والاجتماعية والراسماليون يدركون هده الحقيقة تماما ولدلك كثفوا من البرامج الاجتماعية ورغم دلك فالصراع الاجتماعى

    موجود وياخد اشكالا مختلفة ويبقى كشفة وتبيانة هم ثورى ماركسى

    علينا ان نركز وننظر دائما للحالة السودانية وكنت قد كتبت اوراقا مبعثرة عن دلك اتم

    اتمنى ان اجمعها وجوهر موضوعها فى النقاط التالية

    اولا ان قيام الحزب الشيوعى السودانى كبديل للحركة السودانية للتحرر كان انفعالا نبيلا


    ولبس موضوعيا وقد تاثر الرواد الاوائل بانجازات السوفيت فى الميادين المختلفة وبزوغ

    نحم حركات التحرر الوطنى وانتصاراتها وتهاوى الانظمة الراسمالية وازماتها المتكررة

    ولدلك كان الرواد الاوائل مستعجلين فى التاثر فى نقل هدة التجربة دون مراعاة لظروف االسودان

    وواقعة ودليلى على دلك ان الحزب فسر ان القوى الصاعدة هى الطبقة العاملة وقد اثيتت

    الاحداث انها جزء من قوى صاعد ة اخرى اهملها الحزب والمتمثلة فى قوى المزارعينوالهامش

    بشعوبه وفئاتة المهضومة المختلفة وقد بدا لا حقا الالتفات اليها ولكن سبقه اخرون

    بايدلوحيات ومفاهيم برجوازية وشعوبية بل وانتهازية لبعض مثقفى هده المجموعات

    وهنا اللوم يقع على الثوريين والديمقراطيين الدين تمجوروا حول ماركسية اوربية

    وجعلوا الطبقة العاملة دون غيرها محل دلالهم وكنا تهتف دائما وفى كل مناسبه وبدون مناسبة

    عاش كفاح الطبقة العاملة


    ثانيا فى غمرة الحماس والانفعال النبيل تخلينا عن الجبهة العريضة او ماكان يسمى

    بالحركة السودانية بدلا من تطويرها لتشمل كل القوى الصاعدة بجانب الطبقة العاملة

    وتمحورنا حول مفهوم ضيق احادى الحانب للنضال والشى الموسف ان القوى التقليدية

    وحدت المجال فسيح ومريح لها وكسبت الرهان وتركت لنا مجال القوى العاملة والحديثة

    لعلمها التام انها لا تحسم مسالة السلطة


    ثالثا وفى غمرة هدا الانفعال النبيل وتاثرنا بالماركسية الاوربية وطبقتها العلملة


    شعرنا لا حقا بضرورة العمل الجبهوى ولكن للاسف فى مجال القوى الحديثة فقط لعلمنا التام

    ان هنك اخرون كثر غير ماركسيين ولكنهم معنا فى البرنامج الوطنى الديمقراطى ( ولا حظوا معى

    حزب شيوعى لانجاز برنامج وطنى ديمقراطى كان يمكن ومند البدايةان توكل مهمة انجازه لهدة الجبهة العريضة بدلا من حلها)

    فطن الشيوعيين لاهمبة العمل الجبهوى العريض وجعلوا الجبهة الديمقراطية الوعاء

    الحقبقى للعمل الطلابى وكونوا الاتحاد النسائى ولم يعملوا تحت مسمى رابطةالنساء الشييوعيات

    وفى مجال الاطباء كانت راش وفى المعلمين كانت رابطة المعلمبن الاشتراكين وغبرها من ا

    الجباه النقابيةوالاشكال التحالفية الخلاقة وقد كان للشيوعيين السودانيين الريادة

    فيها ولكن للاسف الشديد لم يطوروها لتشمل الريف والهامش واكتفينا بالحزب الطليعى الصفوى

    الخلاصة

    ان التطبيق المتزمت الحرفى للنصوص الماركسية هو الدى دفعنا دفعا لتبنى فكرة الحزب الطليعى بدلا عن العمل الجبهوى الواسع ودلك يتطوير فكره ومفهوم الحركة السودانية للتحرر وان اللحظة التى فطنا فيها لضرورة العمل الجبهوى الواسع جعلناة محددودا فى مجال القوى الحديثة واهملنا الريف والهامش وكانت قراءتنا للماركسية قراءة اوربية يلسان سودانى

    هدة محاولة وخوفى ان ياتى الموتمر الخامس يحزب جديد يسمى الحزب اليمقراطى الاشتراكى
    ويقرا الماركسية قراءة سودانية بلسان المركز وينسى ان السودان المتعدد الاعراق ةالثقافات والاديان والهويات بل ومفاهيم العدالة الاجتماعية ومصادرها يحتاج لجسم عريض ديمقراطى يستوعب كل القوى الصاعدة فى المركز والهامش

    ثانيا لا دلت مقتنعا تماما ان العمل الجيهوى افضل لظروف السودان من العمل الحزبى ا
                  

09-13-2006, 06:12 PM

محمد حسبو
<aمحمد حسبو
تاريخ التسجيل: 10-10-2005
مجموع المشاركات: 365

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Pick and Shoot (Re: Magdi Elgizouli)


    حصل خير
    بس ما كل مرة يسع الغابة قلبي

    (عدل بواسطة محمد حسبو on 09-14-2006, 09:17 AM)

                  

09-14-2006, 01:11 AM

Mohamed Elnaem
<aMohamed Elnaem
تاريخ التسجيل: 09-09-2006
مجموع المشاركات: 585

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: Pick and Shoot (Re: محمد حسبو)

    تحيه لمجموع المشاركيين.....
    ....بدا يا محمد حسبو ليس فى مجمل ماصاغه مجدى ما يستفزك او يقلل من شأن مساهمتك التي هى فى رأى الكثيرين مهمه جدا.....
    عزرا للدكتور مجدى الذى طرح قضيه مهمه وملحه لتحدد مهام العمل الماركسى إذ ان تحديد تلك المهام بدقه هو المخرج من التيه و إنعدام التوازن الذى يعانى منه الماركسين خلال لعقدين الاخيرين فإنى استميحه عزرا فى إقتراح نقاش مساهمة محمد حسبو بدا...لانها طرحت ماهو اكثر إلحاحا إذ انها تسألت عن مدى صلاحية المنهج الماركسى كأداة لأستقراء الواقع والتعامل معه و فى ظنى ان تحديد المنهج و مدى نجازه يسبق فى تراتيبيته بالضرورة تحديد المهام الموكله إليه فالصلابه النظريه قبل التطبيقات اساس اى مبحث علمى.
    دعنى ابدا من قول محمد بان الصيروره الدياليكتبكيه للماركسيه افضت بها الى ما بعد الماركسيه..وهذا هو مجرد كلام إذ انه من غير المنطقى ان الغى هكذا بجرة قلم كل ذاك التأريخ العظيم من الفكر الإجتماعى و السياسى الذى استند عليها.. وان اسفه احلام الملايين من الذين مازالوا يؤمنون بالعدل الاجتماعى ومافتئت اعناقهم مشرأبه الى صباح يوم لابد آت يزول فيه ظلم الانسان لاخيه الانسان وقدموا الكثير من الجهد و التضحيات فى ذلك الدرب ,فالناقد لهكذا مشروع يجب ان يقدم قرأه دقيقه و تفصيليه قبل ان يخلص الى إستنتاجات من الاهميه مثل فشل التنظير الاشتراكى و ضرورة إيداع الماركسيه فى متحف العلوم الانسانيه.
    كماانه لايجوز النقد البسيط مثل ذاك الذى لايميز بين النظريه واستنتاجاتها
    فهنالك الكثيرون من الذين كفروا بالماركسيه لمجرد ان ماركس اخطاء فى احد اهم توقعاته حين قال بانهيار المشروع الرأسمالى حيث لم يتحقق هذا على الاقل حتى الآن وكلنا شهود على ان كيف استطاع راس المال الغربى على وجه الخصوص ان يتجاوز محنته بذكاء شديد و على اى حال هذا مجال بحث سياسى واسع....مااريد ان اخلص إليه هنا ان الماركسيه هى نظريه تعنى بدراسة المجتمع الانسانى وتغيره وفق منهجها بعباره اخرى هى مجموعه من الحقائق العلميه التى هى قابله للاثبات والنفى, للتعديل والضحض نستخدمها لتفسير الوقائع والظواهر المحدده كمانستخدمها للتنبؤ بالمستقبل ..واذ فشل ماركس نفسه فى استخدامها فى التنبؤ بالمستقبل فأنا استطيع ان اتخيل كم مره أخطاء نيوتن فى حساب مسائل الفيزياء الحركيه وفق قوانينه التى إكتشفها دون ان يقول احد بخطلها,ارجو ان لايفهم من قولى ان الم الماركسيه كامله ومعصومه عن الخطاء فهى مشروع إنسانى عظيم ولكن به نواقص ومن الممكن ان يكون بعضه إنتفى ديالكتيكيا لكنى ادعوا فقط لنقاشه بطريقه علميه.
    وعموما لكى ندلف لمناقشة الماركسيه يجب علينا بدا فصلها فصلا تاما عن تطبيقاتها العمليه على الاقل فى اطوار النقاش الاولى حرصا على ان تجد فلسفتها وجوهرها حظا وافرا من النقاش الذى قد يكون ملهما لفهم الكثير مما ترتب عليها من بناء.

    -ساحاول جاهدا ان اسهم معكم بقدرتى البسيطه فى النقاش ماتوفر زمن رغم خنقة الامتحانات
                  

09-15-2006, 12:00 PM

رؤوف جميل

تاريخ التسجيل: 08-08-2005
مجموع المشاركات: 1870

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: Pick and Shoot (Re: Mohamed Elnaem)

    up
                  

09-16-2006, 01:28 AM

محمد حسبو
<aمحمد حسبو
تاريخ التسجيل: 10-10-2005
مجموع المشاركات: 365

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
تحقيق الرغبات (Re: Magdi Elgizouli)


    محمد النعيم
    ازيك يا لطيف
    خلِّص امتحاناتك بالتوفيق كدة و نبقى نشوفك
    علقت عليّ بالقول:

    Quote: من غير المنطقى ان الغى هكذا بجرة قلم كل ذاك التأريخ العظيم من الفكر الإجتماعى و السياسى الذى استند عليها

    و كمان
    Quote: وان اسفه احلام الملايين من الذين مازالوا يؤمنون بالعدل الاجتماعى ومافتئت اعناقهم مشرأبه الى صباح يوم لابد آت يزول فيه ظلم الانسان لاخيه الانسان


    محمد اخوي القراية شاغلاك و ما مركز تب، أنا بالتحديد مشارك هنا لحراسة الفكر الاجتماعي و السياسي الذي استند إلى مساهمات ماركس، أما من لا يحرسه و يلغيه هكذا بجرّة قلم فهم الأوصياء على تراث ماركس، الأحزاب الشيوعية التي تقول "الماركسية اللينينية" سعيا لطمس حقيقة التطور الذي أصاب ما خطه ماركس، أحزاب تدرّس عضويتها كتابات ماركس و لينين، و تخفي (أو لا تدري شيئا عن) ما تلا ذلك من جهد استند على ماركس

    أما الأحلام يا محمد النعيم، و لأنك تظن أنني أسفهها، أحلام الملايين بالكفاية و الرفاه، و ملء الارض عدلا بعد أن مُلئت جورا، حيث يأتمن الراعي الذئب على غنمه كلما ذهب للعب البليارد، فإنني و الله يا محمد أولا: معجب بدقة التسمية (الأحلام) و ثانيا: مهتم بتفسير الأحلام و ثالثا: أهديك المقطع التالي لترشيد موقفك من الأحلام (مع العلم أن فوللكت –على ما أظن- قال إن الأحلام تصدر عن المعدة)، المهم هاك يا مان:

    نصِفُ عملية فكرية بأنها عملية قبل شعورية، و نراها عملية معقولة كل المعقولية، و نعتقد أنها قد تكون أهملت و حسب و قد تكون قطعت قطعا و قمعت. و لنقل بعد ذلك صراحة كيف نتصور سير أفكارنا، إننا نعتقد أن هناك مقدارا معينا من التهييج – هو ما نسميه "طاقة استثمارية" - ينقل ابتداء من فكرة غائية ما، وفق الطرق الاستدعائية التي تنتقيها هذه الفكرة. و العملية الفكرية التي نقول: إنها أُهملت هي عملية لم تلق مثل هذا الاستثمار، فأما تلك التي تُقمع أو تُنبذ فعملية قد رُدّ عنها هذا الاستثمار. وفي كلتا الحالتين تترك العملية لتهييجاتها الخاصة. و بوسع العملية الفكرية المستثمرة استثمارا غائيا أن تجتذب إليها تحت شروط خاصة انتباه الشعور، و عندئذ تلقى بواسطته استثمارا مضاعفا.

    دة من "سيكولوجية عمليات الحلم"
    سيجموند فرويد

    ما اكتِّر عليك، كمِّل امتحاناتك و تعال يا محمد النعيم


    الأستاذ رءوف جميل، شكرا على اهتمامك

                  

12-09-2006, 04:31 AM

محمد حسبو
<aمحمد حسبو
تاريخ التسجيل: 10-10-2005
مجموع المشاركات: 365

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
كان أحسن العطالة (Re: Magdi Elgizouli)

    بالنسبة للقيادة

    فقد انتقلت من العطالة الفكرية
    إلى البطالة الفكرية كمان

    و دي برضها، دعوة لمواصلة هذا الحوار البناء


    طبعا لا يخفى عليك يا محمد النعيم أنو دي حركة لرفع البوست دة، لأسباب لا أبديها، و كان انتهيت من امتحاناتك و ما عندك موضوع نتلاقى بي جاي

    .
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de