"عن المسارح نحكى" ... كارثة المسرح القومى بام درمان

Quote: وتدرج "المدير الجديد للمسرح القومى" فى الكلية وتخرج فى قسم النقد والدراسات المسرحية،وكما قلت فان هذه الشعبة او القسم لايذهب اليه الطالب برضاه، الا اذا كان انتسب الى المعهد فى الاصل لرغبة منه فى هذا التخصص.

(عدل بواسطة محمد احمد سنهورى on 09-19-2006, 02:16 AM)

Quote: مدير المسرح القومي يعلنها صراحة : الدراميون جسم هزيل تصعب إدارتهم .. !! * سمعنا فور توليك إدارة المسرح انك قمت بإصدار خمسة عشر قراراً.. ما مدى صحة ذلك وما ملامح القرارات الجديدة؟ - بعد مدة تفكير قصيرة .. قال : بصراحة .. وبصراحة جداً وجدت مجموعة من المشكلات غير العادية .. وجدت صراعاً ولا أريد أن أقول أني وجدت غياباً للمؤسسية، لكن ما وجدته بوضعه الحالي يشبه مؤسسات الخدمة المدنية أو نادي أهالي. فكان لابد من التخطيط لعمل مؤسسي.. العاملون والموظفون يفوق عددهم التسعين والذين يديرون النشاط الفعلي لا يتجاوز عددهم العشرين.. - وقف معبراً عن دهشته حيال الامر ثم واصلاً قائلاً : ووجدت الفرقة القومية للتمثيل وإدارة الفرق والجماعات والمدير المالي والاداري.. فقط.. صمت ثم قال: لذلك بخلفيتي النقدية رأيت أنه لابد من التخطيط لوضع سياسات للبرامج داخل المسرح. * الفرقة القومية بشكلها الحالي.. هل هناك ملاحظات حولها..؟ - بالطبع.. لدىّ حولها ملاحظات مفاهيمية.. فهي الجسم المتفرع داخل المسرح القومي الذي يستقطب مبدعين بقدرات عالية.. * هل من قرارات بشأنها وما مستقبلها في العهد الجديد خصوصاً وأننا سمعنا أنك بصدد حلها..؟ = لم افكر في حلها مطلقاً.. بل أسعى لترقيتها وجعلها أكثر إنفتاحاً، إذ يمكن للفرقة القومية التعامل مع أي مبدع سوداني ما دام يستطيع ان ينجز ما نريد من غير أن يكون موظفاً عندنا. * الفرقة القومية للتمثيل بوضعها الحالي تثير حفيظة بعض الدراميين باعتبارها تغولت على فرصهم في المشاركات الخارجية وعموم فرص العمل.. ما هو تخطيطك لتفادي مثل هذا الامر..؟ = حقيقة .. قد التمست الاشكالات الحقيقة قبل حضوري للمسرح ، فقد كنت ألحظ غبناً حيالها واصواتاً عالية حول سياسة المسرح تجاه الفرقة القومية وانها مجموعة مستأثرة (بالكيكة) كما يقولون .. وهذه من اوائل الاشياء التي حرصت على وضع سياسة للتعامل معها عبر اتاحة اكبر قدر من المساحة لعموم المبدعين. * شهران في ادارة المسرح القومي هل من إنجازات اتضحت معالمها..؟ = نعم هناك إنجازات أهمها عودة الموسم المسرحي الذي أدى إلى غياب الممارسة المسرحية التي أدت بدورها الى العطالة التي ولّدت الصراعات. كما غابت الذائقة لدى الجمهور المتلقي للمسرح هذا من جهة.. وبما أني مطالب برعاية النظام الاهلي ومؤسسات المجتمع المدني وأنشطتها وشح الامكانات لا يساعد، كان لابد من قيام ادارة ترعى الفرق والجماعات. وإدارة أخرى تعنى بالتجريب. والذي نأسف لانه مربوط لدينا بالمشاركة في مهرجان القاهرة التجريبي ولجعله فعلاً مستمراً ويومياً حتى يخلق التطور كان لابد من إدارة للمسرح التجريبي .. وادارة أخرى لتحريك الولايات اسمها ادارة مسرح الولايات وكانت البداية بمدني للعمل المشترك.. صمت ثم قال: هل تصدقي رغم العدد الكبير بالمسرح لايوجد ناقد واحد.. وأضاف: لم اجد فعلاً فكرياً أو ممارسة علمية في المسرح ولم أجد ناقداً وموظفاً بالمسرح، كأن النقد ليس ضلعاً في الفعل المسرحي لذلك انشأنا إدارة البحوث والدراسات العلمية لقيادة العمل الفكري وتعريفنا بالآخر..وأضاف مستنكراً .. هل تصدقي أيضاً ان المسرح خارج شبكة الانترنت..!! * بهذه الخطوات هل يمكن ان تقول إنك وضعت يدك على الإشكالات الحقيقية التي يعاني منها المسرح ..؟ = يمكن القول اني وضعت يدي على الاشكالات وهي كثيرة ومتشابكة وبعضها يرجع إلى نفسيات الدراميين أنفسهم فهم تصعب إدارتهم.. وكل شيء لابد أن يحل وفق وجهة نظرهم ولا يعترفون بالصواب عند الآخر لذلك الصراعات عندهم عنيفة جداً وكل واحد له رأي في الآخر لذلك جسم المسرحيين هزيل ومخترق.. = من الذي يخترقه ..؟ = منهم انفسهم.. فهم غير قادرين على النفاذ الى المجتمع بعملهم وإبداعهم.. مفروض عندما يختلفون عليهم أن يختلفوا في المنجز لكنهم يختلفون في لا شيء في الذات. لماذا لا نتسامى ونتسامح في قضية وطنية .. وأين هم كمسرحيين من قضايا السودان الكبرى؟ * لماذا لم تقم ادارة تحكم العمل في المسرح وتهتم بالترقيات لذات الموقع..؟ = إن كنتِ تعنين ان يكون المدير من داخل المسرح.. فمكي سنادة عندما جاء لهذا المنصب جاءه من مصلحة الثقافة، وعندما جئت انا بدأ الناس يتكلمون فطلب مكي مني ان لا أنزعج للأمر فهذا دائماً ما يحدث.. * ما زال سؤالي قائماً لماذا لايتم الترقي داخل المسرح للمنصب؟ = الآن معظم الهيئات القيادية وفق الدستور هي من شأن الوالي عبر مجلس الوزراء. * هل تعني ان ادارة المسرح يمكن التعيين لها وفق الاتجاهات السياسية..؟ = نعم هي وظيفة سياسية.. * إذن وجودك أنت في المنصب وفق توجهك السياسي فقط..؟ = إذا إفترضنا.. انا لا انكر خلفيتي في الحركة الاسلامية أو المؤتمر الوطني ولي ممارسات حقيقية في العمل الاعلامي طيلة السنوات التي مضت لكن هذا ليس المبرر الوحيد لتعييني ولو لم أكن دارساً واكاديمياً لم أكن أقبل بالمنصب، فأنا الآن مثلاً لا أستطيع إدارة مؤسسة اقتصادية وقد تكون الخلفية السياسية هي سبب وجودي في المسرح ومن منا بلا إنتماء، لكن رغم خلفيتي لم اتعامل مع الناس من منطلقات أيدولوجية. * كلامك هذا يسكت من يمنون انفسهم بالمنصب وينادون به كحق ضائع مقابل الخبرة..؟ = كل شخص من حقه ان يطالب بما يعتبره حقه، لكن لم أكن أعرف ان هناك من يقول أجعلوني مديراً.. أنا شخصياً تعييني كان مفاجأة بالنسبة لي، لم أفكر به أو اتمناه وسيأتي اليوم الذي أغادره.. * هناك اصوات بدأت ترتفع ترفض وجودك في المنصب من منطلق أنك لا تملك الخبرة الادارية الكافية أو التجربة الدرامية التي تؤهلك لإدارة هذه المؤسسة ..؟ = أنا لن أرد عليهم ..والكلام النظري لا يفيد، المحك هو العمل وفترتي ما زالت قصيرة يصعب فيها التقييم، لكن هل الادارة حرام على الشباب في السودان والخبرة لا يمكن إكتسابها الا بالممارسة.. وقرار تعييني هذا أسعد الكثير من الشباب. * إذا أحسست بعدم رضاء الدراميين من وجودك وبعدم إجماعهم حولك وطالبوك بالاستقالة ... هل تفعل..؟ = قال من غير تردد: في اية لحظة لو أحسست أني اعمل كسياسي او يتعامل معي الآخرون كسياسي سأذهب لوحدي، فإدارة المسرح ليست قمة الاشياء عندي حتى أتمسك بها.. لكن ما هي المبررات التي تدعو لاقالتي..؟ * عدم الخبرة وصغر السن مثلاً...؟ = هذه ليست أسباباً كافية، فإذا أحسست بأسباب عدم رضا غير موضوعية لن انزعج لها ولن ابرح مكانى