|
Re: المد الرافض ينتظم الأبيض وسنار ..اعتقالات وإصابات وسط طلاب الأبيض..وخطاب سياسي بسوق سنار (Re: saif khalil)
|
نقلاً عن الرأي العام: المؤتمران الوطني والسوداني وجهاً لوجه
بقلم: عادل ابراهيم حمد
على الرغم من انه ليس حزباً جماهيرياً إلا ان حزب المؤتمر السوداني قد افلح في تنظيم لقاء سياسي وفي الدعوة لمظاهرة تعبيراً عن رفض زيادة اسعار المحروقات والسكر.
وفي ذلك دلالات سياسية عميقة فقد بدا وكأن التنظيمات السياسية قد حصرت دورها في احاديث مغلقة تتبرم فيها من الاوضاع ولا يختلف دور القيادي عن دور فرد في القواعد اذ يشارك الجميع في «ونسة» ينفض بعدها المجلس لـ «يكتمل» بذلك موقف الحزب وينتهي دوره. ولذا فان نجاح حزب المؤتمر السوداني في عقد اللقاء السياسي الجماهيري بميدان عقرب وما اعقبه من تحركات سياسية من قوى اخرى قد كسر هذه الحلقة المميتة وسجل الحزب لنفسه موقفاً لافتاً.
الدلالة الثانية هي ان التعبئة ليس بالضرورة ارتباطها بحزب معين فقد شاع بين الناس ان الحزب الشيوعي هو محتكر فن التعبئة أو ان حزب الأمة هو صاحب امتياز هذا الأمر، لكن المؤتمر السوداني قد سبق الجميع فنال قصب السبق في التعبير عن نبض جماهير لا ينتمي جلها لهذا الحزب.
وتبرز ايضاً دلالة اخرى في العمل الذي ابتدره حزب المؤتمر السوداني ودعمته قوى سياسية اخرى هي ان ضعف الامكانات المادية ليس عذراً يبرر القعود السياسي كما تحاول عدة تنظيمات وهي تعتذر عن عدم اضطلاعها بادوارها وواجباتها تجاه الوطن والشعب.
من مفارقات الوضع السياسي في السودان ان مبادرة المؤتمر السوداني وما تبعها من نتائج قد قابلها حزب المؤتمر الوطني الحاكم بتحوطات واحترازات عديدة تشكك في اصالة جماهيرية الحزب الحاكم الذي تغطي جموعه «عين الشمش» ويحتفل بين حين وآخر بانضمام قبيلة كاملة وشيخ طريقة وجناح منشق فلماذا لا يعالج المؤتمر الوطني الموضوع بما يتناسب وهذه القاعدة الجماهيرية العريضة التي يتمتع بها؟.
ان اعداء المؤتمر الحاكم يصفونه بأنه حزب مصنوع وانه فقاعة كبيرة تنكشف عند أول اختبار ولذا فليس امام الحزب في هذه الحالة الا اللجوء لمعالجات امنية وبقسوة شديدة. ولكن من الجانب الآخر يمكن القول إن الصنعة في تكوين الاحزاب لم تعد عيباً خاصة بعد تزايد وتصاعد ضرورات الامكانات المادية وتحوير المصالح، كما قد نجد عذراً للمؤتمر الوطني في عدم امكانية تحريك الجماهير لتأييد زيادة الاسعار ولكن من زاوية اخرى يمكن للحزب ان يوجه جماهيره بالا ترفض رفع الاسعار أو على الاقل الا تشارك في مظاهرة ترفض الزيادات وبذلك تسهم جماهير الحزب الغفيرة في افشال هذا العمل السياسي المعارض.
لم يكن ايضاً الحزب الحاكم موفقاً في اختيار توقيت مظاهرته الرافضة للتدخل الاجنبي في دارفور متزامناً مع المظاهرة الرافضة لرفع الاسعار. لقد اظهره هذا المسلك بمظهر الحريص على اضعاف مظاهرة الاسعار اكثر من حرصه على انجاح مظاهرة التدخل الاجنبي، وهو اي حزب المؤتمر الوطني قد ظهر ثانية بمظهر غير الواثق من جماهيريته كما انه حرم واستفز قوى سياسية وافراداً يرفضون الزيادة والتدخل من التعبير عن مواقفهم وقد يستفزهم الموقف الحكومي للانحياز لمظاهرة السكر والمحروقات احتجاجاً على هذا الموقف الحكومي غير المبرر.
كان من الممكن ان تمر مظاهرة المحروقات بلا حريق ولا دخان ويهلل لها المؤتمر الوطني برهاناً على ديمقراطية يرعاها في السودان ومستنداً بكل ثقة الى جمهور حشده في الحزب بالاقناع وبغير الاقناع، وكان من الممكن ان تلى مظاهرة المحروقات مظاهرة «مليونية» تسهم في انجاحها بقدر كبير امكانات الحزب الهائلة ويشارك فيها جمهور كبير شارك في مظاهرة المحروقات، ويمكن للمؤتمر الوطني ان يدعى بعدها - بالحق أو الباطل - ان مظاهرته قد مسحت مظاهرة السكر وان هدير جماهيره قد غطى على طنين جماهير الاحزاب الوهمية. ولكن..
منعم عمر
|
|
|
|
|
|
|
|
|