رحلة من الدويم إلى المربد.. الطيب برير يوسف شاعرا

الأستاذ أحمد محمود
الشاعر النبيل، سلام
و أنت أدري بالعبارات لما تضيق بالمعنى، وكان الذي سميته عجزا عن التعبير،لم تسمه علنا، أبلغ تعبير.
و ستتسع أمامك الرؤية أكثر في الصفحات التالية، فلك الشكر.

أتقدم بشكر خاص لصديقي الفنان الأخ لؤي محمد عثمان شمت ،فقد استعرت من مكتبته أغنبة الفنان مصطفى سيد أحمد (السمحة قالوا مرحلة). رغم أن مصطفى نفسه كان يرى أن هذا النوع من الغناء مرحلة قد تجاوزها.

الغالي/ الشاعر، القاص والمؤرخ الباحث..
ود العاقب
لو لم تقل ذلك لعرفته. فأنا أعرف حبك للشعرعامة، وللطيب برير خاصة. ولكني لا زلت أنتظر قدوم موكب ود البرير، الذي لم أمل انتظاره، طوال العشرين سنة الماضية. سأنتظره وهو دائما ما يقدم ليحاصرني بالدهشة التي أتمرد عليها، لأنظر في شعره بحياد. ولكني عجزت عن ذلك، بحب متمكن في لذلك الرجل ولشعره.

قدم الأستاذ مصطفى سند أول ديوان لفضيلي جماع، فقال:
"الموسيقى الشعرية عند فضيلي جماع عارمة" – لو لم تخني الذاكرة- . و لو استعرنا نفس العبارة لصدقت وصفا ، لشاعر ، كنت أظنه ينتقي عباراته بقصد. حتى لحظت أن ذلك السحر ، يجري في حديثه اليومي. ولا يفارقه في عمله الصحفي –مجال عمله - وخواطره الخاصة. يصطحب الطيب برير معه، ذلك الرصيد الثر من مفردات عذبة ، تجبرك على سماع النص و تعينك على تذوقه وفهم المضمون. يرصع النص بالحكمة ، يوشيه بالأثر، ينمنمه بالميثلوجيا اليونانية، ويطرزه بالخرافة ، السحر والأسطورة، و يزينه بحديث العلوم ، من كيمياء وفيزياء. بطريقة لا تفسد الإيقاع ولا تستلب جرس العبارات عذوبتها.
سحر الكلمة عند الطيب برير لا يقتصر على شعره ، بل يتجلى في كل نثره.
الطيب برير نموذج لشاعر ، لا تستطيع أن تقرأ أشعاره على عجل، فهو يستعير وصفا ، تكتشف أنه صورة مستعارة أصلا من عدة صور، فهو رسام ومثال، شاعر و معلم لا يغفل أن يلقي درسه بين ثنايا النص.
بدأ الشاعر رحلته، مستمعا جيدا ؛ فتمكن من خزن حصيلة جمة . و أعانه تعدد المشارب في الأسرة الواحدة وفروعها. الجد شاعر، والعم شاعر. الوالد منشد لأشعار البوصيري، ابن الفارض، ونماذج صوفية أخرى. و ديوان خاله منتدى يسمع فيه الشعر والشعراء، ونذرا من الغناء. نشأ ود البرير ، مستمتعا حينا ، ومبهورا ، مقلدا و محاكايا لما يسمع تارة أخرى.
نشأ صاحبنا ، متدينا فأدرك قيمة القرآن ، فاتجه إليه طالبا البركة والعلم معا. جلس إلى العلماء في المساجد، لا تفوته واردة ولا شاردة من كلام الشيوخ، يعينه في ذلك حافظة لا تضيع شيئا، وذاكرة يستعصى مسح ما ثبت بها؛ فثبت الكثير في فؤاد الفتى؛ فتجلى في لغته.
كان الفتى ينشد الشعر سرا، فيجعله قراطيس يبدي بعضها لأصدقائه، ويدس أكثرها. وفي كلا الحالتين، لا يحس بالرضا عن ما يقول.

وفي فترة الجامعة ، كاد طالب كلية الزراعة التي تخرج فيها بتفوق، أن يهمل دراسته كلية، لما ساقه ذلك الألق الذي ينبعث من بين ثنايا مكتبة الآداب. فصار ينفق سحابة نهاره و بعضا من ليله، ينقب بين كتب الأدب؛ حتى تكون لديه رصيد معرفي لا يتثنى لكل دارس أدب.
خرج الطيب ينشد شعره، للزملاء والأصدقاء وحاديه في ذلك دفق وافر لا يستطيع حبسه. وغزارة مع الجزالة، فصار نجم المنتديات و (الأركان).
ظل الناس يتسامعون به و يطلبونه في لياليهم؛ فيرضي فيهم رغبة السماع، بصوته الجميل، وإلقائه المتفرد. ويروي ظمأ نفوس كانت تتوق إلى سماع الجديد، بعد أن ملت سماع المكرر من القول مادة ونموذجا.
حفزت هذه الليالي الشاب لإنتاج شعره الجديد، صقلته – نقديا – بمعرفة رأي السامع مباشرة. اكتسب الشجاعة الأدبية التي لم تكن تنقصه أصلا. وزادت ثقته في نفسه.
و يصطدم الشاعر بوالده،مرة، ليكتشف الوالد أنه الشخص الوحيد الذي لا يعرف تلك الشهرة التي نالها ولده في سماء الشعر والشعراء. وكانت المواجهة في ليلة مقمرة. ودار حديث مختصر بين الابن والوالد. سأله عن صدق ما سمع؛ فأكده. طلب منه أن ينشده شيئا من شعره؛ ففعل الفتى. حاول الشيخ الوالد – رحمه الله – أن يخفي نشوته وطربه لما يسمع؛ لأن المقام يستدعي ذلك. فرغ الفتى من قراءته؛ فعلق الشيخ – الذواقة – على النص وامتدح لغة ولده وسلامة إيقاعه و علو مقاصده. ثم قال ، يوصي ولده:
" يا بني ، إن شئت أن تمضي في هذا الطريق فلابد من أن تدرك شيئين:
الأول: أنك إن كنت في موقع تسليط الضوء الباهر عليك ، فالناس يرونك أكثر مما تراهم
والثاني: أنك كلما تصعد إلى أعلى، فالناس يرونك أصغر. فاحذر! و افهم عني ما أريد قوله، ولك الخيار. فإن كان اختيارك أن تمضي في هذا الطريق، فما لي إلا أن أسأل الله لك التوفيق. "
و خرج الشيخ قاصدا غرفته، ومودعا؛ ليشل تفكير الفتى بما قال.
صارت حيرة الشاعر تزداد يوما بعد يوم، وتردد كثيرا في قبول الدعوات لإقامة الليالي الشعرية. ثم أقدم على متابعة تلك الليالي والمنتديات التي وجد فيها متنفسا وملاذا . ولكن بقي في نفسه إلى يومنا هذا (شيء من مقالة الشيخ)، تجعله يجود شعره، يتخير جلساءه، و ينتقي مادته التي سينشرها بين الناس. فكان كل ما نشر، طيبا لا تعيبه شائبة من الأخلاق المعوجة ولا يقدح فيها قادح لخروجها عن التقاليد.
فنال حظا طيبا في نفوس معجبيه وسطع نجمه، حتى كان له شرف تمثيل السودان في مهرجان المربد. و في المربد كست الدهشة تعلو وجوه الأدباء والشعراء؛ فصفق له الحاضرون، وطلبوا منه الإعادة والزيادة.

كانت مشاركة الأستاذ الطيب بريريوسف
في يوم 25/11/1998 .
وشارك في الليلة من السودان
1 - الأستاذ/الطيب برير يوسف
2 - الأستاذ/مجذوب عيدروس
وكانت النفقات مدفوعة من (عيون المها)، واختاروا الطيب برير نائب الشعراء المربديين الشباب.
وفي عام 1999 في يوم 24/11 شارك الطيب برير في المربد ومعه نفر كريم من الشعراء:
1 - مصطفى سند
2 - عبد المجيد حاج الأمين
3 - روضة الحاج
4 - سامي عبد الحكيم
5 - يوسف الحبوب
6 - الراحلة ليلى المغربي
7 - الطيب برير يوسف
وكانت النفقات هذه المرة مدفوعة من رابطة الكتاب العرب فرع بغداد وهم الذين قاموا بتوجيه الدعوة للمذكورين أعلاه.
ولقي الشاب في كل مشاركاته ترحيبا و تصفيقا واستعادة من عدد من الشعراء والأدباء، بقيت له رصيد معنويا ، يشجعه ويدفعه إلى الأمام.
فالمربد مرحلة مهمة في حياته. وكم كنت أتمنى أن يدخل الشاعر ليحكي لنا عن التجربتين وما بقي منهما في نفسه.

أسئلة على مشاجب الصمت

حَذِراً سأدخُلُ
لا تسلني كيف حقّقتُ التّواصلَ
والدُّروبُ على اخْتِلافْ
إذْ ليسَ عنديَ
غيرَ ما بيّنتُهُ سلَفاً
مُعيداً دورةَ التّاريخِ
عكسَ دميْ
لعلّيَ – مُحرجاً –
اسْطيعُ إنكار التّشتّتِ
و الخِلافْ
أوْ ربّما اسْطيعُ إثباتَ التّوحّدِ
في التّجزّئِ
مُبصراً جُرْحاً
تنكّرَ بُرْؤُهُ لبلائِهِ دوماً
و عافْ
قدّمتُ ما قد شمتَهُ
مَندوحةً لكَ من سكوتِ الحرفِ
حين تجفُّ أقلامٌ
و تُطوى على حزنٍ ..صِحافْ
كُلُّ الّذى قد قلتُهُ ..
موجٌ
تعصّى أن يظلَّ على هدوءٍ
حين تقلقهُ الضّفافْ
حرفٌ سيدخُلُ بيتَهُ
حزناً سيُخرجُ شعرهُ
فلمَ انتظارُ العُهْرِ
من بابِ العفافْ
كُلُّ القصائدِ في دمي
نظرتْ مقامكَ
مُحزنٌ ذهبُ الّذي
خصّ العيونَ بريقُها
والكفَّ علّمها الكفافْ
فاستيقنتْ
أنْ ليسَ فيها للغناءِ مآربٌ
حلّتْ إزارَ الصّمتِ
قصداً
يا لها
وتعلّمتْ لغةَ الهُتافْ
فافتح لها يا قلبُ درباً
ربّما أبهظتها حبّاً كريماً
حين لامستِ الشغافْ
فتحدّرتْ
دمعاً بدائياً يُقالُ
أهكذا رسمتْ دموعُكَ
خرطةَ الأشياءِ
واستلفتْ عيونَكَ للمطافْ
* * *
مسكينةٌ هذى العُيونُ
إذِ الدُّخانُ يصيبُها
فتسائلُ القطنَ
المُبلّلَ بالرُّعافْ
عن كيف يحتملُ الدُّموعَ
تغيّرتْ أشكالُ هندسةِ الدُّموعِ
دماً تخثّرَ
حين رتّلنا .. إيلافْ
من كُلِّ بابٍ
يُستفزُّ رتاجُهُ
شأنَ السّلاسلِ
كيف جزنا ؟
لست أعلمُ
بيد أنّ البابَ.. خافْ
إذْ كيف ما صنعوا لنا بيتاً
من النّزقِ المقيتِ
و بيتُ من ..
هذا اليطوفُ
و لا يُطافْ ؟
قلْ لىْ
- أبيتَ اللّعنَ –
حشوُ سؤالنا لغةٌ من الأضْدّادِ
و البوحُ ائتلافْ
من أيّ بابٍ قد نجوزُ الآنَ
محضُ تشكّلٍ
فأئمّة الوضعِ الجديدِ
على خلافْ
* * *
دعني ..
فما هيّئْتُ صوتيَ
كىْ أباشرَ أغنياتٍ
صاحَ فيها الشعرُ بخساً
و ارتجافْ
قد كنتُ أرتقُ في قميصِ الصّدقِ
كى ألقيهِ
في وجهِ من باعوا هواناً للضّعافْ
هلْ يبصرون حقيقةً
مخذولةٌ كُلُّ البصائرِ
إنْ طمسنَ هويةً لبصيرةً
عرفتْ فنونَ الصّدقِ
و القولِ الجُزَافْ
* * *
أنا خارجٌ من كونِهمْ
في ذاتِ لحظةِ
أنْ يضيقَ القبرُ بالأكفانِ
يُعلنُ موتنا في الصمتِ
من فرطِ الهزالْ
أوَ لمْ يحنْ بَعْدُ الحديثُ
عنِ الفجيعةِ في السّلامِ
يُظلُّهُ خورُ المَآلْ..؟
أوَ لمْ يكنْ في دمْعِها
ما يستُرُ السّوءاتِ
يكشفُ ما توارى
أوْ تنامى
في دهاليزِ التّماحُكِ ..
والجدالْ..؟
أمْ هكذا ..
تنمو المواقفُ في اعوجاجٍ
ثُمّ نجلسُ للتباحثِ
في استقاماتِ الظّلالْ
أوَ لمْ يعُدْ ما يُحرجُ الأطفالَ
حين حجارةُ الغضبِ المُقدّسِ
تستحيلُ متاحفاً للعرضِ
سلْماً
لا صِراعَ
و لا قتالْ..؟
* * *
علّقْ سؤالكَ
في مشاجبِ صمتهمْ
ثُمّ انتظرْ.. صمتاً
يكرّسُ للفجيعةِ في المُحالْ
فالصّمتُ أنتَ خبرتَهُ
ظلُّ ارتكازِ الغيرِ صحواً
حينَ يُحرجُهُ السّؤالْ
قد كان مرهوناً
لفكرةِ ضدّنا
كيف استحالَ إلى التّشابُهِ
في المثالْ!!
زدهمْ مقاماً
في بشاشةِ حزننا
فرداً
تقاومُ أن تكون من الرّجالْ
هدفٌ لخطوكَ
خرطةٌ بحدودها
تمتدُّ
أبعدَ من مصبّاتِ التّساومِ
هكذا ..
تبدو قريباً
في تفاصيلِ النّضالْ
تمشى ..
بغيرِ خطاكَ
ترجعُ
هكذا ..
تعبتْ صواكَ من التّلفّتِ
و الإشارةِ
أدركتْ قدماكَ
أنّ البعضَ
تلْبَسُهُ النّعالْ

أستاذنا جميعا/ ود عبد الجليل
(القومة ليك يا أستاذ)

تنصيصك ينم عن كثير مما يعتمل بنفسك فآثرت الصمت. وصمتك بيان.
ولك الشكر.
وواصل معنا، فمنك نستفيد.

عزيزي معتصم الطاهر
هل كان قدرا أن نلتقي مرة أخرى والفنان الراحل مصطفى سيد أحمد إطار بهجتنا؟

Quote: هل " هذا القول خاص" ؟

كنت في حديث هاتفي مع الأستاذ الأديب نجم الدين علي حسن، فذكر لي عبارة ، هي من بعض ما كان يدور بخاطري. فقد قال إن الكتابة عن الطيب برير ليست سهلة، أو شيئا من هذا القبيل. وحمدت الله أنني كنت بمنجاة من ذلك كله لما عمدت إلى تسليط الضوء فقط، تاركا للنقاد والمهتمين بالشعر مهمة النقد والكتابة التشريحية البحتة.
وذلك كله لن يوقفني عن ذكر بعض السمات العامة كإشارات تعين الدارسين. ليس من خلال النصوص المطروحة ، فحسب . ولكن من خلال معرفتي بصديق طفولة وشباب، تابعت مسيرته بدقه.
وهي كما أرى :
1 – وضوح الرؤية
2 – توظيف الأسطورة في الشعر
3 – اللغة الدينية
4 – الوطن في شعره
5 – موقفه من الحكام
6 – دور القصيدة عند الشاعر
7 – معالجة القهر في شعره
8 – الفلسفة في شعره

وسأحاول جاهدا ذكر بعض النماذج لذلك من ديوانه المذكور آنفا.
وأواصل

أستاذنا الغالي عثمان
لك الشكر كله، فأنت تمسك صلب القضية، وهي نفور أحسه ولا يتحدث عنه صاحبه. أتمنى صادقا أن يسمع الطيب مقالتك ، ولا يسرق العمل الصحفي كل وقته.
ونواصل معا..

أخي الكريم دكتور ياسر
تلقيت رسالتك عبر البريد الالكتروني، وأشكرك كثيرا، فهي مستند نادر- أعني المرفق-. و أرجو أن تتقدم بطلب لعضوية المنتدى ترسله على عنوان بكري أبو بكر في قائمة التسجيل.
و صورة الورقة المكتوبة بخط اليد بواسطة الطيب برير وهي نفس الورقة التي قرأ منها في المربد، يصعب إدراجها في المنبر ولكني سأحاول جاهدا أن أحولها لصيغ مختلفة.
نص رسالة الدكتور كما وردت

Quote: Dear Obay Azadeen > salmat I hope every thing is going as you wished.We did not konw each other before ,but i have read your post in Sudaneseonline and i have no access to reply , i would like to give you this document which has been written by Tayeb Berair when he was attending Almerbed in Baghdad on 1997.At that time i was studing there where i met Berair many time , he is gentle man , This was written by his own hand writing In baghdad Thanks Dr. yasir sayed korak

يميل الطيب أحيانا إلى الوضوح والمباشرة في الحوار، لا التغليف والمداراة. فيجعل الخطاب موجها إلى صاحبه دون تزييف، ويستغل المقام لطرح رؤيته كاملة. وأسوق بعض النماذج من ديوانه(مرايا تمتص صورتها)
وضوح الرؤية:
المسرحُ باعَ مقاعدهُ
واستأجر نصفَ لسانْ
إن كنتَ مصرّاً ..
فلتبحثْ عن قلبٍ ..
مفتوحِ الآذان"

ومثال آخر:
في حزن ذاكرة الرّمادْ
فاحفظْ لنفسكَ ضوءهَا
لو مسّها
شئٌ من التّهميشِ
في غبشِ الحيادْ
ومثال آخر:
كانَ يكْتُبُ باليسَارْ
رَوّضُوهْ !
صارَ يكتبُ ..
باليمين المُستثارْ
أهملُوهْ
ومثال أكثر وضوحا:
لكَ أنْ تكونَ
مُوَحّداً
أوْ ربّما فرداً
تُميّزُ بالشّلُوخْ
هيَ ..
فكرةُ البيتِ الذي
ستر الطّلاءُ أنينهُ
واسْتوطنَتْ في جَوفهِ
كُلُّ الشُّرُوخْ
يطّلّعُ الأضْدّادُ صَوبَ مُرامِها
يا بيضَةً
ضاقتْ بأحلامِ " الفُرُوخْ "
ومثال:
و انْظُرْ مقامَكَ
بينَ نَبْض ٍ
لا يُطَاوعُ قَلبَهُ
والقلبُ في جسَدٍ
يُسمِّمُهُ الكَلامْ
إنْ جاءَ دورُكَ
فارتجِلْ صَمتاً
يُقرِّبُ بين همسِكَ ..
جَهرِهمْ
لا تندهشْ
إنّ المقامَ
هُو المقامْ
لا عليكَ
فإنّنا باللّونِ
نقتسِمُ المَشاعرَ
ريْثما تصفُو الدّواخِلُ
بالسّلامْ
ومثال آخر:
هذا القولُ .. خاصْ
خاصٌ بطعمِ تفرّدِ الوخزاتِ
في عصبِ التّنبُّهِ
وانفعالات الذّواتْ
أهذا على دَرَجِ انسلاخِ الذّاتِ
في كينونةِ التأطيرِ إذعاناً؟
و لاتْ
....
هَذا لِسَانِي
قابعٌ في سجنِهِ
كُلُّ هذا هلْ سَيكفِى
رغمَ أنّ الصّمت
عن أوضَاعِنا
حتماً يَضرُّ
و لا يُفيدْ

هذه نماذج لتوظيف الأسطورة والمعتقد الشعبي في شعر الطيب برير:
توظيفه للأسطورة:

أيا أقمارُ
ها إنّي أري
شجراً
يحثُّ السّيرَ نحوكِ
هل ترى عاينت تحت الزّحفِ
رايات التّتارْ

ومثال آخر:


وفي هَذا الخَريفْ
ساءلتُ عن ماءِ الوجوهِ
إشارةً
ألقى غرابٌ نابهٌ حجراً
بقعرِ الروحِ
لمْ يصعدْ سوى
وعدٌ أسيفْ

ومثال:

إنّي أعيذك
بالتي ندهتك للرؤيا
بحسن بصيرةِ الإحساس
تأخذ من ضياكْ

الفلسفة في شعره:
(النقاط .... تعنى نهاية النموذج)

هذا المعولُ
يحفرُ
كىْ يدفن ميْتاً
و يوارى كلّ الأشياءْ
لكن بالأحرى ..
يُوقظُ بعض ترابٍ
يحفظُ ذاكرة الإحياءْ

مثال:

كلّ الحزن إليكْ
بعض الفرح نواحٌ
دمعٌ شاكس عينيكْ
لا مهربَ
حتّى الصمتَ ..
ضجيجٌ
غطّى باحة أذنيكْ
الخيبةُ ..
أن يُحسبَ هذا العمرُ ..
عليكْ

ومثال:

دعْ عنكَ
إشكالَ التّواردِ في الخواطرِ
فكرةَ التّسديسِ
في جمعِ الحواسْ
ما غنَّى طيرٌ للحبيبةِ
وقتما صنعوا لها جسداً
إلهاً
من نُثارِ الشّعرِ
قالتْ : لا مساسْ
تعبّئنا إذن

مثال:

كبسولةً للوقتِ
تُفتحُ حالما نلجُ الصّراطَ
.....
و موجٍ قامَ في فرحٍ يسُوحُ
و هَكذا
فالماءُ يُعْجبهُ التُّرابْ

فكلّما لمعَ التّفرّدُ
راودتني جذبةُ الإشراقِ شوقاً
و اقشعرّتْ في دمي
كلُّ الكراتْ
....
قدري تحقّقَ في دمي أزلاً
أُطوّعُ إنْ تعصّى
أو تأبّى
أو دنا للقطفِ عُمُري
أعلم الآنَ يقيناً
أنّ صدق الوَعدِ في هذي الحياةِ
يكونُ في طيِّ المماتْ
أجتازُ ..
ما وسعتْ خطايَ
لربّما تتسرّبِ الأشياءُ
من ثقبٍ بقلبي
قدْ يضئُ لبرهةٍ
أفكلما خفقتْ بقلبيَ نبضةٌ
فرحاً يصيحُ الموتُ:
هاتْ
....
الضّوءُ بعضٌ من علاجكِ
فاقترحْ شيئاً
يوارى سوءةَ المرآةِ
حين استبطنتْ شبح الهلاكْ
ما عاد في المرآة ضوءٌ
يُكسبُ الأبصارَ
عافية التّروي
يَمنحُ الإشكالَ
فضَّ الإشتباكْ

دور القصيدة عند الشاعر:


قدرُ القصيدةِ ..
أن تُضيفْ
ما غادرَ الموجُ البحارَ
وإنّما ..
بَعُدَ الرّصيفْ

(2)

يا صوتُ صمتاً
قد يُساوي
أو يُوازي
ما تشاءُ من انتظاركِ
وَفْقَ محتملِ النزيفْ
رأيه في الجنوب والصلح:
و في هَذا الخَريفْ
مطرٌ يصبُّ جحيمهُ
حسب اتّفاقِ غمامتينِ
بمقتضى وعدٍ ..
و زيفْ

(3)

وفي هَذا الخَريفْ
سيضيقُ متّسِعُ الإناءِ بصومهِ
أوْ ..
قد يزيد الخبزُ
متَّسَعَ الإناءِ
بذلّةِ الآتي الضّعيفْ

(4) ورأي صريح على لسان الشاعر:

تعبّدنا بذكرِ الغيب شعراً
ثُمّ قمنا في وثاقِ النّارِ
برداً
نفتحُ الباب القديمَ
و لا مناصْ
لا مناص الآن من شعرٍ
يبعّدُ
أو يُعبّدُ شارعَ الأعصابِ
يخرجُ من قميصِ الذّاتِ
يدخلُ في عميقِ الإختصاصْ
الشّعرُ مسئولٌ إذن
عن ورطةِ التّحديقِ في الأشياءِ
نسجاً للعمومِ
وقدرةَ الإشراقِ
في معنى الخواصْ

(5)

فالشّعرُ .. هندسةُ الفُجاءةِ
من صراعِ الذّاتِ في الفوضي
ومغنطةِ الحواسْ

الوطن في شعره:

كانُوا هُناكْ
كُلُّ الّذين عرفتهم
كانوا هناك
حيث الخريطة
طفّفوا مقياسها
أدباً تشدُّ إزارها
و تنوحُ في صبرٍ
عساكْ
.....

دخلوا..
عرايا من وجودكَ
برهةً
خرجوا ..
بعري الشّعرِ
و الأنغامِ
غنّوا عن هواكْ
قالوا: ملاكْ
هو ما يقالُ هنا
أطروحةً عبثتْ بشئٍ في حقيبتنا
توازى صوتنا
والصّوتُ صوتٌ من خليلك
في دماكْ

موقفه من الحكام والقادة:

خُطَبٌ
تفرّخُ لجنةً
أو لجنةٌ أُخرى
تبشّرُ بالجنانِ

.....

حَرِجَاً يُطِلُّ مُهَرْطِقاً
لا تعتذِرْ
قد بَانَ عُريُكَ تُقيةً
هَا فَاسْتَتَرْ
سيّانِ
بعضُ العُرْيِ
تَفضحُهُ الثّيابْ
معالجة القهر في شعره:

مسكينةٌ هذى العُيونُ
إذِ الدُّخانُ يصيبُها
فتسائلُ القطنَ
المُبلّلَ بالرُّعافْ
عن كيف يحتملُ الدُّموعَ
تغيّرتْ أشكالُ هندسةِ الدُّموعِ
دماً تخثّرَ
حين رتّلنا .. إيلافْ
من كُلِّ بابٍ
يُستفزُّ رتاجُهُ
شأنَ السّلاسلِ
كيف جزنا ؟
لست أعلمُ
بيد أنّ البابَ.. خافْ
إذْ كيف ما صنعوا لنا بيتاً
من النّزقِ المقيتِ
و بيتُ من ..
هذا اليطوفُ
و لا يُطافْ ؟

اللغة الدينية:
النماذج لهذا في شعر الطيب عصية على العد ولذا اقتصرت على مجرد إشارتين فقط.


قدْ قُدَّ من دبرٍ
قميصُ مساءنا
هل خانتِ اللّيلاتُ
أسرار الكلامْ

...

هذا حديثكَ
إنّما جُعلَ المساءُ
عبادةً للعجلِ
يُصدرُ في الخوارِ
وحولهُ..
نفشَ الرّعاعُ دعائهم
بالنّعمةِ العظمى
تكلّلُ بالنّماءْ

الاسم : الطيب برير يوسف حســن
وتاريخ الميلاد: يونيو 1968م
مكان الميلاد: الدويم
المراحل التعليمية: بخت الرضا الابتدائية 75-1981م
الدويم الريفية المتوسطة 81-1984م
الدويم الثانوية بنين 84-1987م
جامعة الخرطوم/ كلية الزراعة 89-1994م
الحالة الاجتماعية: عازب
المؤهلات الدراسية والخبرات العلمية:
• بكلاريوس العلوم في الزراعة مرتبة الشرف الثانية ، جامعة الخرطوم.
• دبلوم علوم الكمبيوتر ، معهد Win-Tech
المواهــب: * الشعر * الرسم * الخط العـربي
النشاطات الاجتماعية والثقافية:
• نائب رئيس الجمعية الدينية بمدرسة الدويم المتوسطة.
• رئيس جمعية اللغة الإنجليزية بمدرسة الدويم الثانوية.
• السكرتير الثقافي لرابطة أبناء الدويم بجامعة الخرطوم 90/1991م – 91/1992م.
• السكرتير الثقافي لرابطة طلاب كلية الزراعة جامعة الخرطوم دورة 91/1992م.
• عضو اللجنة الإعلامية والثقافية لإتحاد جامعة الخرطوم دورة 91/1992م.
• رئيس تحرير بعض الصحف الحائطية والثقافية بالجامعة مثل(عزة / حادي النغم / الفجر الثقافية ).

الطــيب بريــر يوســف
• عضو مؤسس بمنتدى مكتبة البشير الريح العامة الثقافي بأمدرمان.
• عضو إتحاد شعراء الأغنية السودانية.
• عضو إتحاد الأدباء والكتّاب السودانيين.
• عضو بمنتدى الثلاثاء بحديقة أمدرمان الكبرى.
• عضو بندوة إشراقة الأدبية.
• مساهم بكتابات ونصوص شعرية بمعظم الصحف اليومية والمجلات الدورية السودانية مثل ( الإنقاذ الوطني – السودان الحديث – الرأي العام – الرأي الآخر – الوفاق – قلب الشارع – مجلة الملتقى والمقدمة والخرطوم والثقافة السودانية ).
• ممثل السودان في مهرجان المربد الثالث عشر ببغـداد.
• ديوان شعر بعنوان ( من ؟ قال ؟ مـاذا ؟ ).
• ديوان شعر قيد الجمع والطباعة بعنوان ( مــراياتمتص صورتها ) .
• مشارك في معظم المهرجانات الثقافية والليالي الشعرية داخل وخارج العاصمة.
• المصمم والفائز بالمناصفة لشعار ( مصرف الإدخار والتنمية الإجتماعية ) السودان.

العزيز أبوبكر
لا زالت الرحلة في بدايتها، بقي عرض دواوينه ونماذج بالفيديو لقراءات شعرية للشاعر الطيب. وهنالك معلقون لصيقون بالطيب. عرض لصفحته الإلكترونية وموقعه. نماذج من شعره القديم و... و أتوقع منكم المزيد.
ولك خالص شكري

ديوان مرايا تمتص صورتها

ديوان مرايا تمتص صورتها هو ثاني ديوان ينشر للشاعر وسبقه (من قال ماذا – 2002 م)، وآخر بعنوان (ذاكرة الرماد). و تكاد قصائد الديوان تكون من بكر التجارب، في المرحلة الانتقالية التي سميتها آنفا.
وهي نماذج قصد الشاعر تنوعها، من حيث المادة. ولكن وحدتها كلها تتجلى في الصياغة التي لن يخطئ متذوق ردها إلى صاحبها.
الديوان من الحجم المتوسط و قدم له الأستاذ الشاعر والناقد عصام عيسى رجب.
قدم الشاعر إهداءات رقيقة إلى نفر كريم ، والديه وعمه وآخرين.
وسأقدمها تباعا ومن بعدها مقدمة الأستاذ عصام عيسى رجب.

الإهداء
(1)
أبى .. " البر .. كاتم السّر "
أمى .. " أم السّعود "
إخوتى الأفاضل ..
بكُم يبلغُ نشيدُ الإلفةِ غايته
من الحنين بدءاً
و الصّـفاء مُـنتهى
و معاً سنهدى " مرايا تمتصّ صورتها "
إلى روح صغيرنا " أحمد الدرديرى "
الذى رحل إلى الجنة باكراً
عصفوراً أخضراً .. مغرداً بالشفاعة لأبويه
نعم .. ما زال يؤرقنى الحنين إليه ،،،

(2)
صديقي العزيزين ...
الأستاذ / خاتم محمد المهدى
الدكتور / الطاهر عبد الرحمن أحمد
عندما أقرأ على قلبى سيرتكما ..
أجدُنى فرحاً أردد قول سيدى / الطيب صالح فى روايته " مريود " على لسان " الطاهر ود الرواس " :
" الإنسان يا محيميد .. الحياة يا محيميد ما فيها غير حاجتين إتنين .. الصّداقة و المحبة . ما تقول لى لا حسب و لا نسب و لا جاه و لا مال ... ابن آدم إذا كان ترك الدنيا و عنده ثقة إنسان واحد يكون كسبان ... و أنا المولى عز وجل أكرمنى بالحيل ، أنعم على بدل النعمة نعمتين .. أدانى صداقة محجوب و حب فاطمة بت جبر الدار . " ،،،

(3)
عمي الأستاذ /
عبد القادر يوسف حسن
فرح الأشجار أن تستبقى حلم البقاء
و رغبة الخلود.. فى ذاكرة البذور
ما بين البذرة حلماً.. و الشجرة واقعاً
قليل من الفرح..
و كثير من الخيبات و الأحزان
..............
............
...........
طي "مصطفى الوتر الشفيف المصطفى"
صوت يخرج منك.. إليك

وقدم له الأستاذ الناقد عصام عيسى رجب فقال:
المقدمة
إلا في المداد ...
أذكر ذلك المساء الصيفي الرائق المزاج، على غير عادة مزاج الصيف، وأنا في حضرة النشيد للمرة البكر - بعد سنين تطاولت حتى ما عدت أحصيها - كان مساءاً بَليلَ القصيدة وأحد منتديات "الخرطوم" يستضيف "الطيب برير" ... كنت سمعت قبلها برنين اسمه وربما قرأت له بعض نشيدٍ عابر أو أننا تهاتفنا مرةً ما ...
أذكر "الطيب برير" وهو ينشد أناشيده. وها أشهد أن الفتى يعرف تماماً كيف تنشد القصيدة، وبلغةٍ سليمة الجناب لا جناية فيها على الحرف أو... في زمنٍ خفتت فيه رنة النشيد وهو يُنشَد ... وسادت قصائد تستعصي على أن تقرأها مكتوبة بينك وبينك. دعك من أن تقرأها على غيرك من السامعين وغير السامعين ...
............
............
............
..."مَنْ قالَ ماذا؟!" خرجت بصوته إلى فضاءات المداد وهو يدلق جرأته على بياض الآخرين ....
قرأتها وقلت له هي بلسان "درويش"
(هي هجرةٌ أخرى،
فلا تكتب وصيتك الأخيرة والسلاما) ...
أما "مرايا تمتص صورتها" فأحسبه يطالع فيها ويساررها أن تريه صوته ابن مداده السري ... بعيداً عن صليل سواه ...
هل تنــوي أن ..”
تعزفَ منفرداً
هذى مأساةُ العومِ مع الطُّوفانْ
المسرحُ باعَ مقاعدهُ
واستأجر نصفَ لسانْ
إن كنتَ مصرّاً ..
فلتبحثْ عن قلبٍ ..
مفتوحِ الآذان"
هل يقرأ القارئون نوتة عزفه فيقولون أنه...
يبحر الآن نحو انفراده عن اشتباهات النشيد ؟!...
أحسب ذلك
وأحبه له ....
ربما بالنشيد / النشيد لا سواه
ندرك أن تماسكنا
والأشياء تتداعى من حولنا
يتكئ – مخافة السقوط – على جذع نخلة نهزها
فتصعد بنا الأناشيد ....
وقبل، ما تراك تكتب وأنت توشك أن تحول بين القصيدة وفتنتها ... بين المداد وحزنه الأزرق الشفيف ...
لا شيء ...
لا شيء إلا أن تخلي بين المرايا وصورتها .....


عصام عيسى رجب
أكتوبر 2002

واحتوى الديوان فهرسا، أنقله هنا:
الفهرس
- الإهداء
- المقدمة "إلا فى المداد"
- إفتتاحية.. مداد
- بادرة النشيد.. ترويض
- العِينة الأولى " شروخ"
- العِينة الثانية " سلام"
- هذا الخريف
- مرايا تمتصّ صورتها
- نعيٌ مبكر لموتٍ مؤجّل
- كانوا هناك
- صمت
- منفى
- غربة
- أرق
- حنين العود
- أسئلة على مشاجب الصمت
- مصطفى الوتر الشفيف المصطفى
- مملكة حروف العلة
- دفّ الموت
- هذا حديثك
- حصاد الوهم
- أميره
- زمانك و الجوع مفردة الكلام
- ما أمكن قوله عبر البروق
- ومضةٌ برقت
- أنت فيها
- تخطيط
- وتخرجُ منك.. إليك
- رسالة شخصية لسحاب يفاوض

لا فـُـضَّ فوك، أيها اليم المحيط. سأفعل بإذن الله ولا زلت في انتظار الأستاذ الطيب، الذي دهمته ماكينة العمل ودهسه طاحون الصحافة.

الحمد لله رب العالمين ، فقد خرج الأخ الطيب برير من المستشفى بعد العملية الجراحية التي أجريت له. والرجل الآن بكامل صحته وعافيته.
فله التحية والسلام.

عزيزي الغالي ود يوسف
رمضان كريم
أشكرك، وأحمد فيك هذا الإحساس الراقي و أشفق عليك من ( الغـُبن) الذي تحسه فهو قـَتـَّـالٌ. لا تأس على شيء لأن الإبداع نفسه ، من سماته الغرور والاستعلاء والمبدع المعتد بنفسه لا ينثر دره الثمين (على ذات أصواف)، وسيبقى هذا الجمال مؤتلقا ، ما كان هنالك بشر على ظهر البسيطة وسيولد المبدعون من رحم العدم ليثروا أرض الواقع. والأدب لا ســــــــــلطان عليه. والشاعر سيد نفسه ومطوع القوافي، فلا تخش على الإبداع أن يزول ، بل ستزول وزارة الإعلام والإعلاميون المأجورون ويبقى الشعر سيد نفسه.

عزيزي عباس
أولا لك التحية ومرحبا بك. ومرحبا بكل آل فداسي
وتصوم وتفطر على خير

Quote: الاخ العزيز ابي جزاك الله خيرا في حق اخونا المبدع الطيب برير الطيب ليس شاعرا فقط .... بل هو مفكر ...مثقف لدرجه تجبرك فقط للاستماع له