رسالة صلاح احمد ابراهيم للبشير

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-22-2024, 03:34 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-24-2006, 06:25 AM

bayan
<abayan
تاريخ التسجيل: 06-13-2003
مجموع المشاركات: 15417

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رسالة صلاح احمد ابراهيم للبشير (Re: bayan)





    نفسها وبندقيتها –مع الاعتذار عن صراحتى ، أليس الأمر فى قراراته كذلك ؟ فصلاحيته فى اتخاذ قرار باسم شعب السودان صلاحيات يمكن أن تخضع للتساؤل التالى، والمشاركون فيه يشاركون بصفتهم الشخصية وعن طريق إفادات شخصية ، وإذا كانت السلطة قد التزمت بالعمل بتوصياته فتبرعا منها حيث لا صفة رسمية له.
    (2) رفض جون قرنق هذا المؤتمر ولم يتنازل حتى بإرسال مراقبين عنه ، فمع من يريد هذا المؤتمر أن يتحاور ؟ بل لقد طالب قرنق كشرط أساسى للدخول فى حوار ، إطلاق سراح المعتقلين السياسيين وقادة النقابات ، وتوسيع الحكومة. إذن ستجد السلطة القائمة فى الخرطوم نفسها أمام هذا الجدار الذى لا يمكن لها أن تنفذ إلى ما وراه وهو السلام ، إلا إذا فتحت منه منفذا هو الديمقراطية والانفتاح أو ما هو أشبه بذلك. عليها إذن قبل أن تفعل ذلك خضوعا لإملاءات قرنق أن تفعله مبادرة منها.
    (3) وحتى لو قبل حون قرنق توصيات مؤتمر هذا موقفه منه ، فلا يمكن تنفيذ توصيات مؤتمر الحوار من أجل السلام إلا فى مناخ ديمقراطى.ولا يمكن لقرنق أن يجلس فى مائدة مفاوضات موضوعها الأوحد تحقيق أكبر قدر من الديمقراطية فى السودان مع حكومة عسكرية أصلا ، وصلت للحكم بانقلاب عسكري ، يحكمها ضباط رأي حركته فيهم واضح وغير حميد. لهذا ، على أن تحضر للديمقراطية من الآن فظروف المصالحة المحتملة فى نظرها الآن تختلف عن ظروف اتفاقية أدييس أبابا التى وقعها نميرى مع حوزيف لاقو. فلا حون قرنق سيرضى بديلا عن الديمقراطية فى الخرطوم ، ولا هي باستطاعتها أن تفتي فى مصير الوطن برمته دون تحكيم الشعب الذى تحبسه فى بيوته فى العاشرة مساء كل يوم ، ثم تتوقع تحبيذا من أحد. وتحكيم الشعب دون حريات حقيقية (حتى ولو كان ذلك فى شكل استفتاء) لا يمكن اعتباره هو حكم الشعب. ولا أحسب أن جزءا كبيرا من الشعب سيقبل الاشتراك فيه على هذا النحو. فبدون حوار شعبى ديمقراطى مفتوح فى أهم قضية مصيرية تواجه الشعب لايمكن اعتبارها محليا وعالميا إلا مسخرة.
    (4) ومنطقيا ، أقل مستويات المنطق ، الذى يسعى للتفاهم والحوار مع متمرد حامل بندقية تلطخت يداه بدماء شهداء الواجب وبدماء العز والأبرياء ، والذى يسعى للتفاهم والحوار والاتفاق (مع عفو كامل) مع عدو الشعب والوطن المسؤول عن دمار السودان ومعاناة شعبه والمتحالف مع أعداء السودان وشعبه ، المتسلح منهم لا يمكن أن يستنكف عن حوار مع حامل القلم فى الخرطوم: السياسيين وقادة النقابات والمخالفين وأهل الفكر من المخلفين. لايمكن أن يكون الضرر الذى ألحقه هؤلاء بالوطن –إن كان ثمة ضرر- أكبر مما فعله المدعوون الآن للحوار والتفاهم والاتفاق. وكذلك لا يمكن أن يكون "الفساد" صار ساحة الحرب التى تشغل وسائل الإعلام اليوم هو الجرم الأكبر فى السودان ، أكبر حتى من القتل ورفع السلاح الحديث وإسقاط الطائرات المدنية وتجويع الأطفال واغتصاب النساء مما هناك توثيق كامل له. إذن ، لا بد من وضع الأمور فى نصابها الصحيح.
    (5) ومن ثم ، فإن طريق المصالحة الوطنية الكبرى يمر بلا جدال أو شك عبر مصالحة صغرى تتم فى الشمال. إن الحب أو الكراهية ، والبراءة أو الذنب ، والخلاف أو الاتفاق ، والاحترام أو التحقير ، لا دخل لها فى إنجاز هذه المصالحة التى هي بنت المنطق والضرورة ، إلا بمقدار ما لها فى المصالحة المزمعة مع المتمردين حملة السلاح الذين كرس مؤتمر الحوار من أجل السلام لإيجاد قاعدة للتفاهم معهم والتوصل على حل. من لم يعترف بهذه الحقيقة البسيطة سائر فى طريق التحالف مع العنف ضد شعبه ، وفى طريق تفضيل الحلول القمعية على الوحدة الوطنية ، غير مستوعب لدرس انتفاضتي أكتوبر وأبريل ، وغير مدرك للتحولات الجارية الآن فى العالم وبخاصة البلدان الشيوعية.
    رحيل عصفور أم درمان
    (6) فى النهاية ، سيضع مؤتمر الحوار من أجل السلام تصورات للسلام فى الجنوب ولكنه يكون قد أهمل وضع تصورات للسلام فى الشمال نفسه (على الأقل ، الدكتور فرانسيس دينق أوعز بشئ كهذا فى مداخلاته). لقد انتهزت فرصة وجودى بالعاصمة لتحسس آراء المواطنين من مختلف الاتجاهات ولقد وجدت تمسكا شديدا بالديمقراطية (أي الحقوق النابعة منها) رغم امتهان الأحزاب السياسية لها ، لكن الديمقراطية شئ والأحزاب شئ آخر. الديمقراطية اسما على غير مسمى شئ ، والديمقراطية ممارس حقيقية وحقوقا تعايش وتمارس شئ آخر، قد يكسب مؤتمر الحوار السلطة الجديدة وقتا فى حسبانهم ولكنه لن يحل مشكلاتها الكثيرة المتفاقمة فى الشمال ولن يخف عناء الشعب المتزايد والعناء يدفع إلى اليأس وإلى المغامرات النابعة من اليأس.

    (د) نزع المبادرة من يد قرنق:
    (1) جون قرنق له علاقات دولية بل وأحيانا عربية ، وسمعة دولية إن لم تكن أحيانا عربية ، أفضل بصراحة مما لحكومة السودان بالأمس أو اليوم. وإذا كان وجود منصور خالد ( وزير خارجية السودان الأسبق وهو شمالى ويدعى السلام والله أعلم) وجوده بجانبه تثبيتا للشبهة فى نظر شعبه ، فإن ذلك بالمقابل رأس مال للمتمردين.
    وجون قرنق على عكس ما يتظاهر به من ثوررة وتقدمية واشتراكية (تماما كما تظاهر قبله بذلك من أمثال "جوناس سافيمبى" فى أنغولا ، ثم تكشفوا عن مجرد جواسيس وعملاء ودسائس بعد أن بان المكشوف وسقطت الأقنعة) عدو مبين لشعب السودان ، عدو ذو نوايا انتقامية عنصرية ، ومستبد متسلط من الطراز الأول لا يتفف عن شئ ، ومشوه للحقائق ، ومنكل بالأبرياء ، تدعمه جهات شتى جميعها لا يضمر الخير للسودان ولا لشعبه ولا مناص من استنهاض الشعب بأسره لدحره دحرا يليق بالخطر الذى يمثله مهما كلف ذلك. والمواجهة قادمة قادمة على أية حال ، وستفرض علينا حين يتحتم الدفاع عن الأرض والعرض والحقيقة.
    (2) يمكن القيام بمبادرات سلام تجريب السلام معه جنوحا للسلم. ولكن التوهم بأن المبادرات التى تتخذ والاتفاقيات التى تتم ، سواء بإشرك شخضيات -شمالية أو جنوبية أو معا- ذات نفوذ وخبرة وتأهيل ، أو بإشراك قوى أخرى أو وسطاء آخرين (كارتر ، موسوفينى ، غالى ، هيلى ، مريام ، أوباسانجو إلى آخره) يمكن أن تحترم وشكل الحل النهائى والسلام الدائم فأمر سيفضى بنا قليلا قليلا إلى طريق الخسران. فلا بد من تنبيه الشعب الغافل وتجميعه وتمتين لحمته ، وفصم التحالف المزمع بين حركة جون قرنق وبينه. وعدم السماح لهذه الحركة بخديعته وتنفيذ مخططها الذى أشرنا إليه آنفا. هذا ما لا يمكن إلا بخطة بديلة تحول دون التحالف بين صراع مسلح فى الجنوب ومقاومة مدنية ديمقراطية (حتى ولو فى أدنى الحدود) فى الشمال ، إلا إذا برهنت السلطة الجديدة على قدرتها على كسر قمقم احتكار السلطة ومحاولة قمع المنازعين عليها وتصفيتهم بالقوة ، وإلا بكسر قمقم عزوها الشرعية للنفس ونكرانها على الآخرين ، وبالتالى إلا إذا برهنت على قدرتها على توفير المنبر الذى فيه مكان للجميع بمختلف ميولهم. لو نجحت فى ذلك فإنها بمثل هذه القيادة الحكيمة ستبرهن فعلا لا قولا وحسب بأنها قيادة إنقاذ بحق.
    لا بد إذن من مصالحة فى الشمال تمهيدا. بغير هذه المصالحة فإن قنبلة زمنية ستبقى مزروعة فى قلب الخرطوم لا تنزع فتيلها إجراءات القوة.
    (3) وبدون هذه المصالح فى الشمال وأعنى بها فوق كل شئ مع النقابات أساسا ، لن تستمر لنا مصداقية العمل الجاد لحل قضية المشكل الديمقراطي فى السودان كله، وسيبقى جون قرنق هو صاحب المصداقية. ولا ننسى أن سفراء الدول الغربية وإعلامها يصونون بالإمساك عن مد يد عون له مغزاه ما لم توفر الحريات فى السودان. هذا ومنظمة العفو الدولية بكل آلتها الإعلامية الضخمة قد بدأت فى التحرك سلفا.
    صلاح أحمد إبراهيم
    (4) إن المصالحة الصغرى هي الخطوة الأولى للمصالحة الكبرى. وإن بدأ حوار فى هذا الصدد ، وإيجاد صيغة ملائمة دون العودة بالضرورة لحزبية الماضى فى صورتها النابية تلك ، كما كانت هي عليها وبرهنت بها على إفلاسها وفضت الناس من حولها ، ولكن بما يضمن أكبر قدر من المشاركة الشعبية بما يرضى الشعب على اختلاف منازعه ، (أو أغلبه) وبما يطمئن السلطة الموجودة الآن –من الجهة الأخرى- بأنها قابضة على زمام الحكم الذى عرضت نفسها للخطر من أجله ، أمر ضرورى ، إن الدافع الوطنى الذى لا ينبغى التشكك فيه لهذه السلطة ، وإحساس القوى بامتحان التاريخ لها ، وبمحنة البلد ، ورغبتها الصادقة فى إنقاذ حقيقى ، يمنحنا التفاؤل بإمكانية بدء هذا الحوار المنشود.
    (5) وبهذه المصالحة الحكيمة المدروسة يمكن إعطاء مضمون لمعنى الإنقاذ ومصداقية لقومية ثورة الإنقاذ ، ولكونها "ثورة" حيث الثورة هي التغيير الشامل الجذرى بالشعب وللشعب. يجب دراسة الإنقلابين العسكريين السابقين فى السودان وكيف انتحلا صفة الثورة وانتهيا إلى كونهما مجرد حكمي استبداد كرههما وأطاح بهما الشعب وأدانهما ويدينهما إلى الأبد حكم التاريخ الذى لا يرحم وذاكرة الشعب القوية. وكذلك تجاربنا مع ديمقراطية مشوهة ، قاصرة ، عقيمة فى معظم جوانبها ، ولكن لا غنى عن مقوماتها الأساسية المطلقة (بمعنى ألا يشترط بالضرورة عودتنا إلى النموذج الديكتاتورى الطائفى القديم بوجود أحزاب أنانية برهنت على فشلها وفسادها وضررها وقصورها وخلوها هي نفسها من الديمقراطية).
    (6) وتبقى ذات مغزى كبير تجربتنا المؤسفة مع كل من الخليفة عبدالله ونميرى. كلاهما اعتمد على جهاز أمنى قوي ، وعلى ولاء ودعم قبلى أو حزبى أو فئوى ضيق سلطه على بقية الشعب ، مما قضى على الالتفاف القومى والوحدة الوطنية الشاملة ودمر الاقتصاد وأشاع التذمر وسهل للعدو ابتلاعنا.
    (7) إن الجندى الذى يدافع عن الحرية منتصر ، والمدفوع للدفاع عن القمع والاستبداد مندحر. هذا هو الدرس الذى علمنا إياه أبو التاريخ "هيرودوتس" وهو يبرر لنا انتصار اليونان على الفرس فى "سلاميس".
    ونحن نريد النصر لشعبنا لا الهزيمة ، فلا غنى من اقتناع الشعب بأنه يملك الحرية حقا وعليه أن يدافع عنها. ومن ثم ، لا غنى عن الإجابة عن كافة الأسئلة المطروحة حول ذلك فى أوساطه ، وبأن الإنقاذ حقيقة وليس شعارا ، وأن هناك مكانا لكل مواطن فى الوطن للعمل والأمل ، بما يدفعه للتعاون الكامل والمبادرة فى حماس ، من الضرورى استبعاد خوف الواحد من الآخر ، والتصرف من منطلقات التوجس والاستئثار والتشكك ، وبالإمكان توفير ضمانات حقيقية لاستمرار المصالحة المنشودة إذا كانت هناك حكمة ورغبة وإرادة ، وفى ظنى أنها متوافرة ولكن تحتاج إلى صياغة ملموسة.

    (ﻫ مقترح لشكل ديمقراطى ولكن عملى لتفادى الكارثة:
    (1) ما حدث حدث ، واستلمت طائفة من القوات المسلحة السلطة باسم "ثورة الإنقاذ". لا يمكن إرجاع عقارب الساعة إلى الوراء ، وبخاصة لن يستطيع ذلك من لم يقبل بالسلطة القائمة ومن يعتبرها "انقلابا عسكريا" و "اغتصابا" يدينه ميثاق وقعته والتزمت به جهات سودانية ذات تأثير وسط الشعب ، أو من لم يعتبرها حركة اعتمدت على الاستيلاء على السلطة بالطريقة التى استولت بها على السلطة إلى آخره. ليس من خيار إلا القبول باستمرار السلطة الجديدة ، والواضح أن قسما من الشعب حتى ولو كان صغيرا لا يقبله لأسباب شتى ، أو الإطاحة بهذه السلطة بدءا بالمقاومة السلبية (عدم التعاون ، عدم الاكتراث ، العمل البطئ أو اللاعمل ، التخريب الخفي) وانتهاء بالعصيان المدنى العام والانتفاضة الشعبية دون استبعاد انضمام جانب من الجيش مهما صغر ، هذا بالإضافة إلى عمليات من جون قرنق...
    وفى نظرى أن كلا هذين البديلين غير مقبول تماما ولن يفضي بنا إلى طريق الرشد ، ولا تتحمله هشاشة أوضاعنا الاقتصادية والسياسية والعسكرية. فلا بد من بحث عن حل عملي يرضى جميع الأطراف ، من فى السلطة ومن هو خارجها ، إلى أقصى حد ممكن. ولذا أتقدم بكل احترام بالاقتراح التالى.
    رحيل عصفور أم درمان
    (2) أرى أن النموذج البولندى هو أفضل حل. ظلت بولنده تحت حكم شيوعى –عسكري ديكتاتوري بمظلة سوفيتية رغم معارضة الشعب ومقاومته بما أدى بالاقتصاد إلى طريق مسدود. وجاء ضغط الغرب فلم يكن بد من حل يضع كل هذه العوامل فى اعتباره وكان ما كان من حل وسط ذكي عقب البلاد صراعا مريرا وفتح الطريق للسلم مصالحة وطنية مجدية.
    (3) وبناء عليه ، أن تطلق السلطة القائمة اليوم القادة النقابيين من السجون ، وأن تجري انتخابات حرة وديمقراطية وبإشراف جهات محايدة قيادات النقابات القائمة الآن وحمهور النقابيين، وبالقانون الانتخابي المعمول به قبل مجئ السلطة الحالية التى عليها الاعتراف بالنتيجة المتوصل إليها عن طريق تلك الانتخابات أيا كانت.
    (4) تشرك قادة النقابات فى تشكيل حكومة جديدة يحتفظ فيها مجلس قيادة ثورة الإنقاذ بوزارتي الدفاع والداخلية. ويختار هو من بينه مجلسا لرأس الدولة ، أو يشكه كله ، أو يكتفى برئيس واحد للدولة ويبقى أعضاء مجلس قيادة ثورة الإنقاذ رؤساء للجان الوزارية وغيرها من اللجان يتمتعون بصوت الترجيح فى حالة تساوى الأصوات. أما اللجان فتكون بالاتفاق بين ممثلى النقابات ومجلس قيادة ثورة الإنقاذ. هذه اللجان تضع الخطط والسياسات.
    (5) يشكل الجانبان أيضا لجانا وزارية ومصلحية والمؤسسات الحكومية لمراجعة جوانب الأداء مشاكل التيسير والإنتاجية والعنصر البشرى بما فى ذلك حق الاستئناف للمفصولين عملا بالمبدإ الإسلامى "البينة على من ادعى" علما بأنه ليس من الإنصاف ولا مصلحة الخزانة الخاوية ولا مستويات الكفاءة فى الخدمة المدنية الاستمرار فى سياسة تثير نقمة جانب كبير من المواطنين بلا عائد له جداوة. إنه سلاح ذو حدين يصيب المتضرر منه ومتخذ القرار نفسه ، ولا تتحمله بلادنا ويكفى ما أجرم به نميرى ضد اقتصادنا وخدمتنا المدنية ، ببند معاشات وتعويضات موازية لا قدرة لشعبنا على تحملها. وأخيرا فإن شرح سياسات وقرارت الدولة ومبرراتها للشعب ودعوته لإبداء آرائه حولها واستلهام شوراه ضرورى لتطمين المواطنين وقطع السنة المخرصين.
    (6) تكوين لجان من كافة المواطنين بلا استثناء إلا من تثبتت عليه موانع تحدد فى قانون تشكيل هذه اللجان ، بانتخاب حر مباشر بإشراف لجان انتخابية محايدة ونزيهة وتخضع للطعن ، تمثل المواطنين فى مستوى الحي والحلة فى كافة أنحاء السودان ، فى كافة ما يتعلق بهم ، وتتسلسل أعلى فأعلى لتشكيل مجالس المدن والمحافظات وترسل هذه حسب النسبة العددية ممثلين لمجلس نيابى أعلى بشكل جديد يدعى ، المواطنون لتقديم آرائهم حوله ويكون الترشيح دائما شخصيا وليس حزبيا ببرنامج يقدمه المرشح حتى ولو كان برنامجا سابقا لحزب من الأحزاب.
    (7) لا الأحزاب ولا النقابات يمكن القضاء عليها بقرار من أعلى كما برهنت تجارب السودان السياسية من قبل. بل إن محاولة القضاء عليها بهذه الطريقة يمد من أجلها ويدفع بها للتعبير بطرق أخرى عن وجودها. ولهذا فإن وضع الأحزاب تبت فيه هذه الجهات الثلاث: السلطة القائمة ، والنقابات ، واللجان الشعبية المقترحة. أو يدعى المواطنون لحوار بهذا الصدد.
    صلاح أحمد إبراهيم
    ( متى تحققت بهذه الطريقة المصالحة فى السودان الشمالى وتوحدت الجبهة الداخلية وراء الحكومة والجيش ، وعرف جون قرنق استحالة اختراق هذا التلاحم المتين يعرف أن هامشه فى المناورة لم يعد كما كان.
    خاتمة:
    إننى إذ أضع هذه المقترحات بين يديك أيها الأخ الكريم ، أكون قد قمت بجهدى كاملا فى سبيل مساعدتكم ، أعمل بقول خير من قال فى بنى البشر :"انصر أخاك ظالما أو مظلوما" بما أوضح فى ذلك ، وأنت أخى لا جدال.
    بهذا أفى لك بوعدى بتسليمك مقترحاتى كتابة ، وأكون قد أبرأت ذمتى أمامكم وأمام الشعب والوطن وأمام ضميرى ، الذى ساقنى للقائكم مطمئنا ، بريئا من رغبة أو رهبة. وفوق كل هؤلاء ، أمام الله الديان علام الغيوب.
    سدد الله خطاكم لما فيه منفعتكم ومنفعة شعبكم من تحسبونهم ضدكم ولعلهم ما نهضوا فيما نهضوا فيه إلا باعتقاد كونهم ... إن كان ذلك صوابا أو خطأ... على الحق ، أنه واجبهم الأخلاقى أو الوطنى. ثم لا أزال دائما كما كنت ، خادم الشعب والوطن دون انتظار مقابل قط.
    وفقكم الله والسلام عليكم ،،،
    أخوك المخلص
    صلاح أحمد إبراهيم
    كتبت هذه الرسالة فى الخرطوم بتاريخ 12
    سبتمبر 1989م وأرسلت فى النصف الثانى من
    سبتمبر 1989م.
    وبالله التوفيق.


    _____________________________________
    كل الاخطاء الطباعية اتحمل مسؤوليتها
                  

العنوان الكاتب Date
رسالة صلاح احمد ابراهيم للبشير bayan08-24-06, 06:19 AM
  Re: رسالة صلاح احمد ابراهيم للبشير bayan08-24-06, 06:22 AM
    Re: رسالة صلاح احمد ابراهيم للبشير bayan08-24-06, 06:25 AM
      Re: رسالة صلاح احمد ابراهيم للبشير Mohamed Abdelgaleel08-24-06, 07:27 AM
        Re: رسالة صلاح احمد ابراهيم للبشير A.Razek Althalib08-24-06, 07:45 AM
      Re: رسالة صلاح احمد ابراهيم للبشير عبد المطلب خضر عبد المطلب08-27-06, 00:35 AM
  رد mohmmed said ahmed08-24-06, 08:17 AM
  Re: رسالة صلاح احمد ابراهيم للبشير Adil Osman08-24-06, 08:18 AM
    Re: رسالة صلاح احمد ابراهيم للبشير Hussein Mallasi08-24-06, 08:30 AM
      Re: رسالة صلاح احمد ابراهيم للبشير Hussein Mallasi08-24-06, 08:34 AM
  Re: رسالة صلاح احمد ابراهيم للبشير عبد الله عقيد08-24-06, 08:41 AM
    Re: رسالة صلاح احمد ابراهيم للبشير Hussein Mallasi08-24-06, 08:45 AM
    Re: رسالة صلاح احمد ابراهيم للبشير Hussein Mallasi08-24-06, 08:48 AM
  Re: رسالة صلاح احمد ابراهيم للبشير عبد الله عقيد08-26-06, 02:19 PM
  Re: رسالة صلاح احمد ابراهيم للبشير عبد المطلب خضر عبد المطلب08-26-06, 05:46 PM
  Re: رسالة صلاح احمد ابراهيم للبشير عمر ادريس محمد08-26-06, 09:35 PM
    Re: رسالة صلاح احمد ابراهيم للبشير عبد الله عقيد08-27-06, 07:52 AM
      Re: رسالة صلاح احمد ابراهيم للبشير عمر ادريس محمد08-27-06, 09:13 AM
        Re: رسالة صلاح احمد ابراهيم للبشير عبد الله عقيد08-27-06, 10:01 AM
  Re: رسالة صلاح احمد ابراهيم للبشير عبد المطلب خضر عبد المطلب08-27-06, 00:44 AM
    Re: رسالة صلاح احمد ابراهيم للبشير عبد الله عقيد08-27-06, 10:13 AM
      Re: رسالة صلاح احمد ابراهيم للبشير عبد المطلب خضر عبد المطلب08-27-06, 11:36 AM
  Re: رسالة صلاح احمد ابراهيم للبشير عمر ادريس محمد08-27-06, 01:36 PM
  Re: رسالة صلاح احمد ابراهيم للبشير Adil Osman08-27-06, 02:31 PM
    Re: صلاح احمد ابراهيم قنديل وشموع وجذوة إنسانية تبقى مضيئة حتى تحت الرماد على مر الأزمان!! ابوبكر يوسف إبراهيم08-27-06, 05:32 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de