اغتيال محمد عبد السلام، اقوال الجبهة الديمقراطية

Quote: سيناريو السلطة حول حادثة الاغتيال :- جاء محافظ محافظة الجزيرة إلى أهل الشهيد مساء الثلاثاء 4/8/1998م الساعة 12 ليلا واخبرهم أن ابنهم قد توفى في أحداث عنف بين الطلاب بالجامعة وكتب في التقرير الشرعي أن الوفاة نتيجة نزيف دماغي. لم يصدق أهل الشهيد هذه الفبركة، وحاولوا البحث عن طبيب ولكن الأمطار كانت غزيرة حيث رفض الطبيب في المستشفي فحص الجثة ولكن أهل الشهيد فتحوا الجثة ووجدوا فيها آثار ضرب في الرأس وتشوهات في الجسد ودماء. المعارك التي خاضتها جماهير الحركة الطلابية بعد استشهاد الزميل :- 1/ جامعة الخرطوم :-تم تسليم مذكرة لعدد من الأساتذة وعمداء الكليات حول الأحداث ورفعت مذكرة لمدير الجامعة وفي صباح الأربعاء5/8 تمت تغطية الخبر في الجامعة وتمت تعبئة الطلاب وإخبارهم بالحدث وقامت الجبهة الديمقراطية بإعلان مخاطبة شاركت فيها التنظيمات الوطنية والتي من خلالها خرج الطلاب في مظاهرة خارج الجامعة. صباح الخميس تواصلت المظاهرات من الجامعة وتم اشتباك مع مرتزقة طلاب الاتجاه الإسلامي وأنتصر الطلاب عسكريا على كتائب تنظيم السلطة وجهاز الأمن وأصيبت أعداد كبيرة من طلاب الاتجاه الإسلامي وجهاز الأمن، وعلى صعيد آخر تم إعلام وكالات الأنباء ومنظمات حقوق الإنسان العاملة بالسودان وخارجه وتم نشر الخبر على نطاق واسع عبر شبكة الإنترنت عبر بيان من طلاب جامعة الخرطوم. 2/ معارك الجماهير بالعاصمة الخرطوم :- في أحياء العاصمة القومية جميعها وأسواق بحري وأم درمان والخرطوم اندلعت المظاهرات تضامنا مع مظاهرات الطلاب احتجاجا على مقتل الشهيد وعلى تردي الخدمات والأحوال المعيشية واستمرت المظاهرات في بعض أحياء أم درمان مثل حي العرب وحي العمدة وبيت المال حتى الأسبوع الثالث من أغسطس، بينما خاض طلاب جامعة الخرطوم والنيلين والجامعة الأهلية معارك ضارية توغلت حتى السوق العربي وسوق أم درمان والشهداء. 3/مدينة ود مدني:-اختارت مدينة ود مدني طريقتها الخاصة في استقبال جثمان ابنها الشهيد محمد عبد السلام ولم تترك الأمر للطلاب وحدهم وكأن الفجيعة والمأساة شأن يخصهم وحدهم دائما، هبت المدينة بأسرها منذ لحظة سماعها الخبر وظل مواطنوها يرابطون بمنزل الشهيد وينظمون المواكب والمظاهرات ويتحدون سلطة القتلة حتى منتصف ليل كل يوم وذلك حتى منتصف أغسطس. أعلنت لجان التجمع الوطني الديمقراطي عن وجودها بين المواطنين في الأحياء ومواقع العمل، بل إن جماهير حي الدباغة قد حاصرت مكتب 140 التابع لجهاز الأمن وطالبته باسم التجمع الوطني الديمقراطي إطلاق سراح الطلاب المعتقلين من جامعة الجزيرة وواصلت حصارها له حتى أطلقت سراح معتقليها. بينما واصل طلاب جامعة الجزيرة مظاهراتهم حتى أضطر وزير التعليم العالي إلى مصادرة حق النشاط السياسي بالجامعة في 16/8. وقد حملت الأنباء وقوع خسائر و إصابات كبيرة بين طلاب تنظيم السلطة أثناء الصدامات هناك. ممارسات سلطة الفاشست مع أسرة الشهيد :- بفتح البلاغ الجنائي تحت لمادة 130 القتل العمد في يوم 12/8/1998م بمحكمة الخرطوم شمال تعرضت أسرة الشهيد محمد عبد السلام بمدني للعديد من التهديدات والضغوط لشطب البلاغ أو سحب التوكيل من هيئة الاتهام المكونة من مجموعة من المحامين الوطنيين. ففي نفس يوم فتح البلاغ حضر أحد الأشخاص بعربة فاخرة وعرف نفسه بأنه يدعى التيجاني سليمان يعمل بالقصر الجمهوري ومكلف من عمر البشير بتقديم العزاء لأسرة الشهيد واتضح فيما بعد أنه يعمل في مكتب حسن الترابي بعد تقديمه العزاء بدأ يتكلم عن المشروع الحضاري والاستهداف الغربي بقيادة أمريكا لهذا المشروع كما تحدث عن العملاء في الداخل الذين تستخدمهم القوى الغربية في تشويه صورة المشروع الحضاري باستغلال "الأخطاء الطفيفة" التي تحدث في مسيرة المشروع الحضاري!!، ثم طلب من والد الشهيد –بسذاجة – استبعاد غازي سليمان ومصطفى عبد القادر وبقية المحامين عن القضية لانهم شيوعيون هدفهم تشويه المشروع الحضاري وتلميع أنفسهم وانهم مجرد تروس تحركهم القوى الغربية المعادية للإسلام وأنه- أي والد لشهيد رجل مؤمن- لا يجوز أن يتعامل مع أعداء المشروع حتى لا يقع في الكفر والشرك بالله!! رد والد الشهيد أنه وكّل هولاء المحامين لثقته فيهم بغض النظر عن كونهم شيوعيين أو غير ذلك، وقال شقيق الشهيد بابكر بأنهم أولياء الدم ومن حقهم أن يختاروا أي شخص وكيلا لهم في القضية وأن ذلك ليس من اختصاصه وليس من حقه التحدث فيه. بعد ذلك بدأ المدعو التيجاني سليمان في التهديد المباشر حيث قال إنكم ستندمون على توكيل الشيوعيين لتولي القضية وأنه على استعداد لتحضير 50 محاميا إذا تم سحب التوكيل من الشيوعيين. ثار كل أفراد الأسرة عقب سماعهم لهذا التهديد وتم طرد التيجاني سليمان من المنزل فانتحى بوالد الشهيد جانبا وقال له أن يفكر في عمله ومستقبل أبنائه بدلا من العناد وأن عندهم الكثير من الوسائل لإقناعه. ثار والد الشهيد وبدأ مواطنو الحي في التجمع فركب المدعو التيجاني سليمان عربته بسرعة وهرب وهو يصيح ستندمون. بعد ذلك حولوا الضغط على أسرة الشهيد بواسطة الأقارب وبعض المعارف وبعضهم معروف بانتمائه السياسي للسلطة. تم استدعاء يوسف محمد عيسى وهو أحد أقرباء الشهيد –عقيد بالجيش- لمكتب والي الجزيرة الشريف عمر بدر، الذي قال له أن يبلغ والد الشهيد بأن لا يضيع مستقبل أسرته واخبره أن ناس الأمن دايرين يتدخلوا ولكني منعتهم وإذا استمر في عناده لن أتمكن من منعهم أكثر من ذلك، بعد ذلك تم أخذه لمكتب مدير الأمن الداخلي الذي اخرج له العديد من الملفات الخاصة بأسرة الشهيد وبعض أقاربهم قائلا انهم يتابعون كل تحركات الأسرة بدقة ويعرفون كل أفرادها بالتفصيل وأنهم قادرين على فعل الكثير إذا لم تسحب القضية من الشيوعيين وطلب منه إقناع والد الشهيد بذلك. استمرت هذه المحاولات لمدة أسبوعين عانت الأسرة خلالها من الضغط النفسي والرعب خاصة من الحركة الكثيفة لعناصر الأمن خارج المنزل. بعدها تم استدعاء والد الشهيد ووالدته وأخيه كتابةً للحضور لمكاتب جهاز الأمن الداخلي بمدني فذهب شقيقه بابكر إليهم، فوجد أعضاء لجنة تقصي الحقائق المكونة بقرار وزير العدل وهم رائد شرطة وملازم أول شرطة ووكيل نيابة الخرطوم شمال إضافة لمستشار من ديوان النائب العام. وفوجئ بوجود كاميرا تصوير فيديو. بدأ أفراد اللجنة بالسؤال عن أسباب عدم حضور والديه فوضح لهم انهما مريضان، بعد ذلك وضحوا له ان لديهم معلومات وافية حول الاغتيال وأن الاتهام موجه الآن لبعض الطلاب الشيوعيين! كما تطرقوا لاحد الطلاب الذين استدعتهم اللجنة وهو الطالب عمار بكلية القانون ووصفوه بأنه أحد المتهمين وفي الختام قالوا أن أخاك دخل التاريخ وأن التاريخ لا يرحم فمن العار أن يكتب أخاك شيوعيا. وطلبوا منه أن ينفي هذه الصفة عن أخيه لأنها لا تليق بالمسلمين. قال بابكر شقيق الشهيد انه لايعلم أي شيء عن الأمر، واخيرا طلبوا منه ابعاد الشيوعيين عن القضية حتى لا تتشوه صورة الأسرة ،استمر التحقيق لمدة ثلاثة ساعات. بعدها تم مجددا استدعاء الأسرة لمقابلة مسؤول جهاز الأمن الداخلي بود مدني الطيب محمد أحمد والمدعو عبد الرحمن عامر الأمين العام للحركة الإسلامية بود مدني في هذا اللقاء أشار ضابط الأمن الطيب محمد أحمد إلى أن هذه القضية- قضية الشهيد- قضية ميته لأن لجنة تقصي الحقائق لم تصل إلى أي شيء وطلب من أسرة الشهيد قبول الدية واعدا إياهم بمبلغ كبير من 40 الى 60 مليون من الحكومة فما كان من والد الشهيد إلا أن أكد انهم ساعون في متابعة القضية ولن يرضوا بأموال العالم مقابل دم ابنهم محمد عبد السلام