اغتيال محمد عبد السلام، اقوال الجبهة الديمقراطية

Quote: النبيـــــــــــــــــل محمد عبد السلام عفوا إن اقتحمت عليك سكينتك الأبدية….. ولكنه حضورك الخالد …الذي يلح دوما…محفزا لنوبة من هيجان الذاكرة... مشهد:- صباح 2/8/1998م كافتيريا علوم النشاط القديم … ما قبل مخاطبة اللجنة الموحدة… الشمس ترسل أشعتها بقوة …تتخلل أغصان الأشجار …. وترسم اجمل لوحة ضوء على وجهك الشاحب…. حملنا مع مقاعد الكافتيريا ورصصناها في وضع دائري تحضيرا للمخاطبة …بينما أصوات الزملاء تشق عنان السماء ..تعلن عن مخاطبة هامة للجنة الطلابية الموحدة "أوراق الأشجار الصفراء تنهمر …في طقس خريفي جميل… حدثتني عن البراجزة "القابعين داخل الكافتيريا يلتهمون الطعام بشره …. ولا ينفعلون بقضايا زملاءهم البؤساء الذين يطالبون بحقهم في السكن…. واتفقنا على انهم يشاركون صندوق نهب الطلاب حقوقنا ….حينها ….كان (حمدي) يقرأ ما اعتي غبنك يا ولد…. وأعدل قضيتك واعظما … علقت أنا أنها انسب موسيقى تصويرية لمشهد حوارنا… وضحكت أنت ……. يا لتلك الضحكة المشرقة……. بدأت المخاطبة وانتهت بتلك المسيرة الظافرة افترقنا في زخم المسيرة الهادرة…… واجتمعنا مرة أخرى أمام باب مخزن صندوق نهب الطلاب … وتدفق المد الثوري ….وانتزعنا حقوقنا… أخــــــر لقيا محمد…..تملأ وجهه ابتسامة النصر يتأبط بيمينه لحاف وبيساره "لمبة نيون " ومروحة يثب بخفة صوب غرفته المحررة" بالمناهل" مشهد آخر:- صباح 3/8/1998م المين الســــــ7:30ــــــــاعة خبر اقتحام قوات الأمن للداخليات......اعتقالات صباح4/8/1998م الأندر لاب الســـــ7:30ــــــاعة داليا تبكي بحرقة" اغتالوا محمد " اغتالوا تلك الضحكة …..… اغتالوا فرحة كاشفين بفعلتهم عورة التاريخ……. وكانت ثورة…. مشهد مستفز:- طلاب الجامعة أو تحديدا أولئك "الحسانية" على حد تعبيرك يصفقون لقتلتك بعد شهرين فقط من رحيلك …. أثناء افتتاح دوري الجامعة ….لعبوا كرة القدم على ارض الميدان الشرقي الذي رويته بدمك … كم أحسسنا بالخجل من قامتك الممتدة وفيض من العجز …يغشانا بكثافة . مشهد أخير:- الجامعة ذات يوليو 2003م ها أنت مرة أخرى… في الحرم الجامعي زغاريد الفرح … تطلقها حناجر الزميلات …تهتز الأشجار العتيقة….ومرة أخرى تتساقط أوراقها الصفراء…..في مشهد خريفي آخر … هتافات النصر يتردد صداها عبر المباني العتيقة ….احتفالا بانتصار التحالف الوطني الديمقراطي بانتخابات اتحاد طلاب جامعة الخرطوم … كنت هناك …في وسط المسيرة…. نظارتك الطبية……..شاحب الوجه …أشعث……. اغبر…تبلل جبينك الوضاء….بضع قطرات من الندى ….أو العرق…….. . اجل لقد رأيتك وأنا في وسط المسيرة خالجتني أحاسيس متضاربة………خرجت من المسيرة صعدت إلى شرفة المكتبة المين … أيضا …مرة أخرى رأيتك وسطهم وأنت تهتف……."الجامعة منار ولن تنهار"………"KUSU " فرحنا ….واندهشنا أننا مازلنا نستطيع أن نفرح…….. فرحنا ….فرحنا……وبكينا …بكيناك ونحن الذين لم نبكك يوم انتصرت على جلا ديك…… بكيناك وبكينا بشير وسليم والتايه وكل الشرفاء الذين عبدوا هذا الطريق …بدمائهم حتى نسير نحن فيه إلى النصر … عزيزي …. وفق إيقاع هذه المشاهد… يمكننا دوما أن نستحضرك وجودا…ضد نزيف الذاكرة …رمزا …ضد السقوط…. ويقينا ثابتا لا يتزعزع …"ضد الرصاص والانتكاس " … إذا أنت من انتصر ..لانك حولت مضمون الموت إلى عنصر تعزيز لحياة افضل … وهم من خسر وانهزم …لانهم لم يقتلوك ولكن شبه لهم …لانهم عجزوا عن سلبك شرفك وثباتك. فموتك…..ميلاد لمليون محمد آخر إذا…لك الورد ولهم الرماد….. محمد حسن أغسطس 2003م