اغتيال محمد عبد السلام، اقوال الجبهة الديمقراطية

Quote: جزء من تقرير الطبيب الشرعى : " وجود آثار تعذيب على كافة أنحاء الجسد إضافة الى جرح عميق بآلة حادة فى الرأس" عميد الطلاب يقول لأسرة الشهيد وهو يسلمهم جثته تقطر دماً :- " أن إبنهم توفى فى مواجهات بين الطلاب داخل الحرم الجامعى " . الإقتباسان أعلاه يبينان الحد ما بين الجريمة ومحاولة إنكارها ، فقد نسى عميد الطلاب – قصداً - أن يوضح لأسرة الشهيد أن إبنهم لم يمت فى مواجهات داخل الحرم الجامعى ، بل فى أحد البيوت سيئة السمعة وأنه أقتيد بالليل من داخليات الطلاب إثر إقتحامها بواسطة قوة مشتركة من جهاز الأمن والبوليس بمعاونة كوادر الإتجاه الإسلامى الملثمين . فما هو السياق الذى تم فيه ذلك ؟ داخليات الطلاب والعقلية الإستثمارية : فى بداية العام الدراسى 1998- 1999 م قرر صندوق دعم الطلاب تنفيذ قراره القاضى بفرض رسوم سكن قدرها 25 الف جنيه ، وذلك بعد فشله فى تنفيذ هذا القرار فى العامين السابقين ، حيث كان الطلاب يتجاوزون القرار وينتزعون حقهم فى السكن عنوة . فأستجلب لذلك ثلة من عناصر البوليس لحراسة مداخل الداخليات ومنع الطلاب من الدخول للداخلية . لن تصف أى كلمات حجم معاناة الطلاب من هذا القرار الجائر ، فقد لجأ بعض الطلاب والطالبات الى أقاربهم فى الخرطوم ، بينما البعض الآخر كان يتسكع فى الجامعة حتى الساعة العاشرة أو بعدها ليدخل الداخليات خفية مثل اللص كل ذلك فى وقت تطالب فيه إدارة الجامعة بتسديد الرسوم الدراسية التى هى أيضاً فى زيادة مستمرة وغير مبررة غير عابئة بمعاناة الطلاب مع الصندوق . بداية مقاومة مخططات الصندوق وتداعيات الحدث : إزاء هذا الوضع تحرك التجمع الوطنى الديمقراطى الطلابى فى 1/8/1998 وسلم - عبر مسيرة طلابية - مذكرة لإدارة الصندوق تطالبه بمراعاة أوضاع الطلاب وإسكانهم فوراً دون قيد أو شرط مع ضرورة الرد على المذكرة فى فترة زمنية لاتتعدى الـ 48 ساعة من تاريخ تسليم المذكرة وقد إستند هذا المطلب على الحيثيات التالية : o الداخليات ليست ملك للصندوق بل هى ملك الجامعة إستولى عليها الصندوق بوضع اليد . o للصندوق إستثمارت ضخمة فى الداخليات يمكن إستخدام عائداتها فى تسيير شئون الداخلية دون فرض هذه الرسوم الخيالية على الطلاب . o إذا كانت هناك فجوة بين عائدات الإسثمار وتكاليف إدارة الداخليات يمكن اللجوء الى إدارة الجامعة وليس فرض رسوم تعجيزية على الطلاب . لم يستجب الصندوق لمساعى التجمع لتجاوز هذه المشكلة مما حدى بالطلاب الى إقتحام الداخليات وكسر مخازن الصندوق والإستيلاء على معينات السكن (مراتب ، أسرّة . . . الخ ) بالقوة في يوم الاثنين 3/8/1998. وفى اليوم التالى وفى الصباح الباكر (الثلاثاء 4/8 الساعة 3 صباحاً) قامت مجموعة كبيرة من قوات الشرطة والامن باقتحام داخليات الوسط. ايقظت الطلاب من نومهم بالضرب والبمبان واحرقت بعض الغرف وقفز الطلاب مرعوبين من الطابق الثالث بالداخلية، وفى نهاية هذه الغارة كما أسماها كوادر الإتجاه الإسلامى تم طرد الطلاب من الداخلية وإعتقال عدد من الطلاب من بينهم الشهيد محمد عبد السلام بعد ارشاد طلاب الاتجاه الاسلامي قوات الامن لاعتقاله. وفي ظهر ذلك اليوم، خاطب التجمع الوطني بالجامعة الطلاب، حاثاً اياهم على الوقوف بصلابة أمام محاولات السلطة لسلبهم انتصارهم. بعدها سيرت مسيرة ضخمة ضمت معظم طلاب الجامعة الى مكاتب الادارة وسلمت مذكرة الى المدير/ الزبير بشير طه ( وزير الداخلية الحالي) تطالبه بالتدخل لاطلاق سراح المعتقلين. وأثناء انتظار الطلاب لخروج ممثليهم من لقاء المدير شوهد مدير الامن الطلابي في حينها (عبد الغفار الشريف) وهو يخرج من مكتب المدير! في يوم الاربعاء 5/8/1998 الساعة الثانية والنصف صباحا ً، نقل جثمان محمد عبد السلام الى مدني في عربة اسعاف مستشفى الخرطوم بصحبة نائب مدير الجامعة انذاك (بروفسير عبد الملك) وعميد الطلاب في حينها (ابراهيم عبد السلام) بالاضافة الى وكيل الجامعة. وقد تم اخبار اسرة الشهيد أن ابنهم قد توفي في احداث عنف بين الطلاب، ولم يصدق اهل الشهيد الرواية وعندما كشفوا الجثة وجدوا اثار الضربات على الرأس، وتشوهات غائرة في الجسد، ودماء متخثرة.