لعناية الدكتور بدوى صادق

Quote: نحن أيضاً، يا خالد، معجبون، أيما إعجاب، برودا مردا القضية، وليس الشخص. وربما لا تذكر بأنني، من شدة إعجابي بتلك الشخصية، كنت أول من أطلق على رودا صفة "المفكرة،" لأنني بالفعل كنت أرى فيها مشروع مفكرة. ولكنا نكره التمويه والكذب وتحري الكذب الذي لا نستغربه من الأمنجية والمهووسين، لأن هذا هو خلقهم ودأبهم. ولكنا لا نرتجي الكذب، وتحري الكذب، من قوى السودان الجديد، التي مثلتها رودا مردا، الشخصية الحركية الذكية، التي أخترعتها أنت، أيما تمثيل. نعم، الآن أشعر بأن اتهام البعض لك، يا خالد، بأنك رودا مردا يستحق منك القليل من الوقوف مع النفس. وأن الكذب والتمويه الذين مارستهما سببا لك ولمصداقيتك ضرراً بالغاً. وقد كان في ذلك ضرر، وإن كان محدوداً على مصداقيتنا نحن الذين كنا نسبح بحمد الله الذي وهبنا رودا مردا. ولكن هذا الضرر لا يساوي قطرة من محيط الفساد والكذب والتمويه، وكافة صنوف الرذائل التي ينطوي عليها المهووسون، من بائعي الدين ومشترى الدنيا. ولا نتوقع الكذب من إنسان مبدئي، مثلك، يدعم ويساند قوى السودان الجديد مكونا بذلك منفذاً من منافذ مشروعها الكبير!!! إني أربأ بك من الكذب، يا خالد، خاصةً وأنت الفنان الذي أعتز بأني تشرفت بلقائه، وأعجبت بالكثير من أعماله الفنية. (ربما لا تذكر بأنني زرتك في بيتك مع عدد من المشاركين في مؤتمر الدراسات السودانية في بوسطن في العام 1999، وقد بهرتني وقتها لوحاتك الفنية، التي وجدت في بعضها جرأة في التعبير لا أجدها إلا عند كبار المبدعين منهم). ثم لا أدري إن كنت تعلم بأن السيدة زوجتك المحترمة، القديرة،الدكتورة ندى على، كانت من ضمن طالبات درستهن في جامعة الخرطوم. ولا أدري لماذا لم تتواصل معي بعد أن بذلت محاولات للتواصل معها؟ هل أصبحت هي أيضاً تعتبرني "جلابيا" لا يرجي منه خير؟ سامحك الله، يا عزيزي؟؟ أم ماذا؟؟!! على كل، أرجو أن تبلغها حار سلامي وأشواقي لها. كما أرجو أن تبلغها بأن زوجتي، صديقتها الوفية أسماء مجذوب، تغريها السلام. ومن عجائب الأمور أن أسماء سألتني عن تلفون ندى قبل أيام، فكان أسفي شديداً حين قلت لها بأن ندي لم تتواصل معي حتى الآن. لم أقصد هنا أن استثير عواطفك على بإثارة البعد الشخصي، ولكني قصدت أن أقول بأن الكذب رذيلة كبرى لها قابلية كبرى على هدم الخاص والعام. وهنا ترى بأن العام والخاص يتداخلان بيننا، أنت وأنا، مثلنا في ذلك مثل الكثير من أهلنا الطيبين. وهذا من فضل الله على الشعب السوداني. ما تلبث أن تلاقي سوادنياً حتى تكتشف بأن ما يجمعك به، ربما حتى على المستوى الشخصي، أكثر، وأكبر بكثير مما يفرق. لم يكن ابتداعك لشخصية رودا هو المشكلة، يا خالد، فإن كثيرين هنا يتحروكون فكرياً باسم حركي. ولكن المشكلة كانت في أنك ظللت تكابر وتماري وتجاري الكذابين. ربما كان ذلك منك ظناًبأنك تستطيع مجاراتهم. وهؤلاء لا يستطيع مجاراتهم في الكذب أحد. كانت تلك زلة، يجب أن تعتذر عنها، يا عزيزي!! أصدقك القول، يا صديقي، بأنني لم استنتج أنك رودا مردان بصورة تكاد تكون قاطعة، إلا بعد أن أنزلت أنت مساهمتك بعاليه. وإني لأشكرك على الاقتحام والمشاركة، فإن في ذلك لقدراً من الشجاعة لابد أن نثني عليه. كما أني اشكرك على إيراد مساهماتك، والتي أحسب أن لي فيها مداخلات مفيدة بحكم أنني كنت من أكثر المتداخلين معك يوم كنت رودا مردا. مهما من أمر، فإنك لست أول مبدعي الاستتار بشخصية حركية. وهذا حقك. ولم نكن لنرى في ذلك عيباً، وإن كنا نفضل أن يظهر الشخص باسمه الأصلى وبصورته كذلك، ما أمكن ذلك. وقد كان من الممكن أن تقول في بداية الأمر بأنك رودا مردا، وبأنك ابتدعت الشخصية لأسباب خاصة بك. ولكان الأمر انتهى عنمد ذلك الحد. لك تحيتي ومودتي، يا صديقي العزيز!! ولتعد مياه الوصل العذبة إلى مجاريها، إن كانت لديك رغبة في ذلك!! سلام سلام، أهيل المدام، خذوني إليكم فأنتم كرام!!!