اقام وردي حفلة ساهرة للملكة النوبية المزيفة ورجل الاعمال الذي تكفل باقامتها نقلوه الي المستشفي

Quote: العدد رقم: 267 2006-08-03 مناظير هل نحن سُذج؟! زهير السراج [email protected] * غريب أمرنا.. ومسكينة حكومتنا.. تأتي مواطنة من دولة ترينداد، وتزعم انها ملكة نوبية قديمة تعود أصولها الى السودان القديم.. وتتردد على المسؤولين، ويفتح لها بعض الولاة أبواب مكاتبهم، ويوقعون معها عقوداً بمبالغ ضخمة كـ(منح) من المنظمة التي ترعاها، لتشييد بعض مشاريع البنى التحتية ببعض الولايات، مساعدة منها لبني وطنها! *ويفتح لها وردي منزله، ويقيم لها (حفلاً ساهراً).. يغني لها فيه أروع الاغنيات، وأشجى الألحان، ويتفق الإثنان على تعاون فني في المستقبل القريب!! * ووقع ضحية لها.. رجل أعمال سوداني معروف تكفل بمصاريف إقامتها واستضافتها.. في أفخم الفنادق التي وصلت إلى أكثر من خمسين مليون جنيه سوداني، وعندما تبين له أنها محتالة.. وقع صريع المرض، وهو حتى لحظة كتابة هذا العامود، يرقد في المستشفى! * يحدث كل هذا.. من دون أن يحاول أي شخص من الذين التقت بهم (المحتالة) التريندادية وعصابتها.. التحري من صحة المعلومات التي ذكرتها قبل أن يمد يده للتعاون معها! *وكانت النتيجة أن ثلاثة ولاةٍ، وعدداً كبيراً من المسؤولين، وفنان السودان الاول، ورجل أعمال معروف.. وصحفا وصحافيين.. اعتقدوا أنها (ملكة)، وأن أصلها يعود الى السودان القديم، وانها جاءت لتقديم العون والمساعدة للسودان بملايين الدولارات.. ففتحوا لها قلوبهم ومكاتبهم وبيوتهم.. يغمرونها بكرم الضيافة والاستقبال ويوقعون معها العقود!! *ماذا يمكن أن نسمي هذا؟! غفلة، بلاهة، سذاجة.. تهافت.. أم ماذا؟! الملكة المزيفة.. وعدت رجل الأعمال بأن تنصبه رئيساً لفرع منظمتها بالخرطوم.. ففتح خزانته يصرف منها عليها بلا عقل.. حتى وصل المبلغ الى أكثر من خمسين مليون جنيه!! * تُرى ما الذي يجعل رجل أعمال معروف يصرف هذا المبلغ الكبير.. ليصبح رئيساً لفرع منظمة أجنبية في الخرطوم؟! *هل هو حب المناصب.. أم التطلع الى الثراء الفاحش، أم الكرم السوداني.. أم السذاجة؟! *ما الذي يجعل صحفاً وصحافيين يندفعون بلا عقل أو وعي.. ويهرولون للحصول على الصور والأخبار والمعلومات.. من (امرأة) أجنبية ادعت أنها ملكة نوبية قديمة.. من دون أن يتحققوا من المعلومة؟! * إذا وجهنا سؤالاً لهؤلاء الصحافيين.. ما الذي يجعلكم تندفعون هكذا وراء هذه المرأة المحتالة، من دون أن تسألوا انفسكم.. (من هي؟!).. فماذا تكون الاجابة؟ لن أعطيكم خيارات!! * ما الذي يجعل مطرباً كبيراً ومعروفاً مثل (وردي).. بل فنان السودان الأول، وكلنا نعرف كم يعتز بنفسه وفنه.. يندفع ويغني لامرأة مجهولة.. لمجرد انها (زعمت) انها (ملكة) تنتمي للسودان النوبي القديم؟! *كل هؤلاء كوم.. والسادة ولاة الولايات، وكبار المسؤولين في الدولة (كوم آخر).. يجب أن تكون لهم نظم وأسس راسخة في التعامل مع المنظمات والمواطنين.. سودانيين أم أجانب؟! فأين هذه النظم والأسس؟! *هل كل (شخص) أجنبي يأتي إلى السودان ويزعم أنه (ملك) أو (ملكة).. يستطيع أن يخدعنا ويضعنا في (جيب الساعة)؟! ومرة أخرى.. اعيد السؤال... هل هي سذاجة، أم تهافت.. أم ماذا؟!