|
د. حيدر بدوي صديق .. نعم أخي تستحق ان اقوم لك من الكرسي سنة 95 جامعة الإمارات العربية المتحدة
|
Re: سجلوا موقف وبطلوا (جبن )مع او ضد (حق خالد كودي في ا....بالطريقه التي يراها
Quote: سلام واحترام، التحية لك وأنت تنافحين عن حق الأستاذ خالد كودي في التعبير. فإن المنافحة لحق أي شخص في التعبير، هي منافحة عن حق كل واحد من التعبير.
كثيراً ما اتفق مع الأخ خالد وقليلاً ما أختلف. حين أتفق، فإني اتفق عن قناعة راسخة بأن الأخ خالد فنان ثوري، و"مشروع" مفكر تستحق أراؤه منا الالتفاتة التام والانتباه العميق. ذلك لأن أراءه تدك حصون القديم، وتفككه، لتحاول إعادة البناء والتركيب على أسس جديدة.
أما حين اختلف معه، فإني لا أختلف إلا حول أسلوب خطابه والقليل جداً من محتواه. أما عن الأسلوب فإني أرى بأنه في الكثير من الأحيان به مرارة لا تشبه المفكرين، وإن وافقت هوى الثوريين. وعندي أن المفكر الثوري الصميم يستطيع أن يحيل نار الغضب إلى نور ساطع إذا ما وسع قلبه بالحب لمعارضيه، مشفقاًعليهم من جهلهم، بدلاً من تحقيرهم والحط من كرامتهم. وكثيراً ما نقع، كثوريين، في فخ التحقير من شأن من حطوا من كرامتنا وأهانونا من الجهلاء المتسلطين، من العنصريين والمهووسين. وهذا، وإن وجد عندي ما يبرره، يجعلني لا أفرق كثيراً بين موتور مهووس وموتور ثوري، إلا في الشكل.
أما في المخبر فإنني لا أضمن بأن الموتور الثوري سيتركني لحالي إن استلم مقاليد الأمور. هذه هي المعضلة التي أجابهها حين أتعامل مع خالد كودي (روضة). خالد يستأنس بالراي المساند، مثلنا جميعاً. وهذه من طبائع النفس البشرية. أن تحب من يحبك، فهذا أمر طبيعي. ولكن أن تحب من يكرهك، فإن هذا منتهى النبل. خالد يغني لمن يغني معه، ولكنه لا يطرب لغيره. بل أكثر من ذلك فإنه يجعل منك عدواً يستحق الموت، لمجرد أنك خالفته وجهة النظر. وهناك أمثلة لا حصر لها في هذا الباب. فقد ظل خالد يتهم الكثيرين، بم فيهم مسانديه في الرأي، بكونهم "جلابة،" لا يفهمون شيئاً، وبأنهم يجب إلا يحدثوا أحداً عن السودان الجديد أو القديم. كل هذا، لا شئ إلا لكونهم اختلفوا معه في جزئية من جزئيات الحوار. ولا يتردد خالد في الافصاح عن أن مخالفيه في الرأي يجب أن يسحقوا وأن يقتلوا لأنهم في ظنه إنما هم مساندون صامتون للهوس والعنصرية. لا يهم أن كان هؤلاء من الموجوعين والمقهورين مثلنا.
وليس في هذا إلا إعادة إنتاج للأزمة بوجه آخر، لأنه هوس وعنصرية بوجه الآخر، كالح، لا يق كلاحاً عن كلاح وجه أهل الهوس!!
ما أن يعارض خالد (الفنان، المرهف) أحد، حتى ونهض خالد(العنصري، المتهوس) يمارس تجريحاً عليه فوق تجريح، تلو تجريح، تلو تجريح. ولا يهم أن يكون هذا المخالف لخالد في الرأي من المتوافقين معه في معظم طرحه. وهذا لا يجوز أبداً!!
ولا تجددينني، إيتها الكريمة، إلا من المساندين بقوة، صماء، للقضايا التي يطرحها خالد. غير أن القضايا الكبرى، لا تقوم لها قائمة بدون مصداقية عند من ينافحون عنها. وخالد خذل كثيرين منا حين سمح بتجريحنا والحط من أقدارنا يوم ساندنا أرءاه. ذلك عندما كان يتستر بإسم حركي، ويوم انشكف أنه يكذب حين يقول بأنه ليس روضة مردا.
ختاماً، تجدينني أساند الأستاذ خالد كودي الفنان، المرهف، المهذب، الذي يأثرك بالحديث معه، ويملؤك فألاً بأن السودان ينتظره يوم جديد، ما دام قلب مثل قلب هذا الفنان المرهف يضج بمحبته الصاخبة التي لا تعرف حدوداً. وأنا من المعجبين، أشد الإعجاب، بهذا الفنان. وقد تشرفت بلقائه في بوسطن، بل وزرت منزله عابراً مع عدد من المشاركين في مؤتمر عقد هناك. وقد بهرتني أعماله الفينة المعبرة عن زماننا هذا خير تعبير، وعن أزمة الإنسان في هذا الكوكب، وأزمة السوداني بصفة خاصة. وقد بهرني، فوق كل ذلك، بتهذيبه وحسه ورقة تعبيره عن نفسه وهدوئه الثوري وحميمتة، التي لا يخطؤها إلا قلب معطوب.
خالد الموتور، الغاضب على من يستحق غضبه وعلى من لا يستأهل هذا الغضب، خالد المعتد بنفسه، حد الغرور والخيلاء الزائفة، والكذب على الناس، فإن هذا الخالد، لا يشرفني على الإطلاق الانتساب إليه. ولا يشرفني أن أعد من زمرة مسانديه. ذلك بأن من يساند هذا الخالد إنما يساند العنصرية في وجهها الآخر، ويساند الهوس في وجههه الآخر، ويساند الظالم في وجههه الآخر، ويساند الدكتاتور بوجهه الآخر. هذا الخالد سيعيد انتاج الأزمة في السودان. ولهذا فإنه يستحق مني المواجهة لا المساندة الزائفة.
يجب إلا نجامل من نحب، مثلما يجب إلا نتحامل على من يكرهنا. هذا هو ميزان الحق. وهذا هو ميزان العدل. ومن يزن بميزان الحق والعدل لا يخشى في الحق لومة لائم، حبيباً كان هذا اللائم أو غريما!!
والأستاذ خالد كودي يتبدى حبيباً، في مجمل حاله، لأنه بالبفعل منفعل بقضايانا الكبرى كما لم ينفعل أحد في هذا المنبر. وهو بهذا موضع تقديرنا الكبير. ولكن خالد يتبدى بثوب الغريم الذي نحاربه. غريمنا هو العنصرية المتهوسة، وغريما هو الظلم. ومتى ما تلبس الظلم وجه العدل أو تلبس العدل وجه الظلم، فإنه من واجبنا الأخلاقي والديني أن ننبه لخطورة المتبدي به. وهذا هو موقفي.
ولا يسعني، في الختام، إلا أن أقول بأنني أحب الأستاذ خالد كودي الفنان، راجباً أن يتنصر هذا الفنان على خالد "الفتان!"
|
|
|
|
|
|
|
|
| |