أبو بكر العاقب و موت (شماشي)، قصة قصيرة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-20-2024, 02:28 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-23-2006, 12:18 PM

ابي عزالدين البشري
<aابي عزالدين البشري
تاريخ التسجيل: 03-28-2006
مجموع المشاركات: 1178

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أبو بكر العاقب و موت (شماشي)، قصة قصيرة

    .

    أرسل إلي الأخ أبوبكر عبد القادر العاقب هذا النص القصصي. وهو مبني على قصة واقعية حدثت في الخرطوم. أملي من الإخوة الكرام تناول النص بالدراسة والنقد. قصد الكاتب المسمى ( شماشي) كما ينطقها أهل السودان ، لما جرت به ألسن الصحفيين ( شماسي). وفي الصفحة التالية تعريف بمؤلف النص، الشاعر ، الروائي والمؤرخ.

    النص:
    موت شماسي.

    أبوبكر عبد القادر
    مارس 1992 (تعديل يوليو 2006)

    تزحزح في رقدته قليلاً إلى الوراء. فقد سقطت عليه نقطة من سائل، لعله أحد المارة لم يفلح في أن يجد له مقعداً في حافلة فآثر أن يريح مثانته على طرف هذا الجدول ثم يواصل العراك.
    زاد من تكوره على نفسه عندما أحس لسعة البرد على ذراعيه وساقيه التي لم تفلح الملابس البالية في توفير الحماية لها ضد سياط البرد. شعر أيضاً بلسعة الجوع في أمعائه كأن في بطنه رحىً تفتك بها.
    الجمعة الشتوية هم كبير، يحسب لها هو ورفاقه ألف حساب، لكنهم ليسوا كالنمل حتى يستطيعوا اكتناز مؤونة للجُمَع الشتوية. فالجمعة عطلة والناس تبقى في بيوتها تفادياً لزحمة المواصلات وإرهاق الميزانيات بمصروفات ترفيه وتظل الكافتيريات مغلِقةً أبوابها فلا يكون هنالك قوت والشتاء لئيم.
    تذكر أمه التي افتقدها يوم أن قرر هو ورفاقه اقتحام المدينة لفك طلاسمها وسبر غموضها. ذلك اليوم كان يوماً فاصلاً في حياته حيث تغير كل شيء بدءاً من اسمه الذي كان "نجم الدين" فسماه رفاقه "ود الشيطان" بسبب المشاكل الكثيرة التي كان يجرها عليهم.
    قبل أن يغادروا إلى المدينة كانوا يمثلون حرساً لمجموعة الأكواخ المتراصة في هامش المدينة مثل مريض منبوذ. لم يكونوا حرساً حقيقةً إنما جهاز إنذار مبكر، يجتمعون في مشارف الأكواخ يلعبون حتى إذا رأوا الخطر قادماً جروا في الأزقة الضيقة بين الأكواخ يصفقون ويصيحون : "بُمبة .. بمبة... بمبة". تراهم فتخاله جزءاً من لهوهم الطفولي البرئ لكنك إذ تسمع قرقعة الصفيح وقعقعة الأواني تدرك أن في الأمر سراً، وتدرك أن البمبة ليس سوى الشرطة فتهرع النسوة إلى اخفاء العرق وأدواته في مخابئ يعرفنها.
    فقد أمه يوم أن قرر هو ورفاقه اقتحام المدينة، عند الظهر غادروا الأكواخ وعند العصر داهم البمبة الأكواخ ولا منذر، أُخد الجميع، أمه مشهود لها بالشراسة والجسارة، حاولت أن تقاوم، باغتها حذاء غليظ في جنبها وعندما سقطت قُذِف بها في العربة. الجميع عادوا إلى أكواخهم في الصباح إلا أمه.
    تململ وانقلب على جنبه الآخر، لمست رجله أنف أحد الرفاق، لعله "بوكس" فطنطن صاحب الأنف ثم سكت.
    استيقظ مبكراً في الصباح قبل كلاب السوق الضالة وقبل مستجدّي النعمة الذين اغتنوا فجأةً والذين يفتحون دكاكينهم باكراً متلهفين إلى الكسب ومتلذذين بالنظر إلى ما تكدس لديهم.
    خرج من النفق فداهمه الهواء البارد، سأل نفسه كيف كانت ستكون الليلة الفائتة بهذا الزمهرير لو لم يجدوا هذا المصرف. انسد المصرف بالأوساخ في مكان ما. فأخذ يلفظ محتوياته القذرة على الأسفلت ، شكاه الناس إلى البلدية فهزت رأسها وانصرفت لتنظيف طريق آخر سيمر به وفد أجنبي. ظل هذا الجزء من النفق جافاً، رب ضارة نافعة.
    حرّك جسمه حركات سريعة، هو قصير وربما لم يتجاوز الثانية عشرة، عندما كان في الأكواخ لم يكن يهمه البرد كثيراً. عندما تغرب الشمس ويبدأ الليل بالتسلل إلى العظام كان زوار الليل يبدأون التوافد على الأكواخ ، منهم من يبقى ساعة أو بضع ساعة يحمل مؤونته في بطنه ويخرج مترنحاً أو مستقيما حسب مقدرته الجسمانية وبعضهم يحمل مؤونته في كيس بلاستيكي محكم الربط يخبئه تحت إبطه أو تحت قميصه. هؤلاء الزوار كانوا يجدون لذة خفية في النظر إليه وهو يشرب العرق دون أن ترتجف عضلة في وجهه الصغير فكانوا يناولونه كأساً من حصتهم وينظرون إليه بأفواه مفغورة وهو يبلع الكأس في جرعة واحدة لا يبصق منه نقطة. كان العرق يشيع في جسمه قدراً كبيراً من الدفء.
    مرّ بجانبه رجل مقطب الجبين فشم رائحة سيجارة. ومثل كلب داعبت أنفه رائحة طعام تبع الرجل عن كثب. تبعه حتى ألقى بعقب السيجارة فالتقطه ومصه في سرعة خوفاً من أن يشاركه الهواء في حرقه.
    فتحت الكافتيريات أبوابها مثل صنارات تحمل طعماً للصيد. بدأ أكلة الساندوتشات يلجون إليها. يمم صوب إحداها ووقف قرب الباب يرقب رجلاً متوسط العمر قد وضع ملفاً مليئاً بالأوراق على الطاولة المثبتة على الحائط واتكأ إلى الملف بكوعه الأيسر ويده اليمنى تمسك بالساندوتش. نظر إليه بعيون غاض عنها صفاء الطفولة وحلّ محله إحمرار ينم عن حياة كدرة وإنسانية سليبة.
    تُرى ما الذي سيجعل هذا الرجل يلقي بجزء كبير من الساندوتش. سيحدث ذلك في ثلاث حالات، الأولى أن يكون الرجل غير جائع كثيراً وبالتالي سيشبع سريعاً والثانية أن يكون ما يأكله عادة أجود من هذا الساندوتش وبالتالي سيجده كريهاً فيرمي الجزء الأكبر منه أما الحالة الثالثة فهي أن يكون الساندوتش غير محشو جيداً مما يجعله يلقي بالجزء غير المحشو.
    استمر الرجل يقضم الساندوتش حتى أتى عليه وألحقه آخر جرعة من كوب العصير حتى يسهل مروره في بلعومه.
    كان صوتٌ مخنثٌ يغني آنذاك في المذياع لأرض خضراء كثيرة الخيرات ليس بها جائع واحد. هل هي الجنة؟ أم أين تكون يا ترى؟؟
    حلّت محل الرجل فتاة بدينة مزججة الحواجب. كانت تأكل ببطء كأنها في حالة تأمل وعندما بقي جزء صغير من الساندوتش قذفت به في السلة ونفضت يديها وبسرعة التقطه وتراجع إلى الوراء قليلاً كمن يتوقع ركلة.
    عندما مالت الشمس نحو الغرب وامتد الظل باتجاه الشرق جلس مع رفاقه يلعبون بالحصى لعبةً يجلد الفائز فيها الخاسرين على ظهور أيديهم بعدِّ ما خسر كل منهم. نهض وتحرك مبتعداً
    _ وين يا أبّا؟
    ناداه "بوكس". أجاب دون إكتراث
    _ ماشي أفوّر بنز
    كانت هنالك بقايا حائط خرب إندسّ وراءها، للحظة كان يبين رأسه مطأطأً كأنه ينظر إلى شيء تحته ثم فجأة اختفى كأنما انشقت الأرض تحته. عاد بعد حين وهو يحك عجيزته فالليل أوشك أن يهبط والبعوض قد بدأ دورة عمله الليلية مبكراً.
    بدأ البرد يسترق طريقه إلى العظام استراقاً في البدء، ثم صار يقتحمها مثل غازٍ تمكن من السيطرة على كل القلوع والتحصينات فصار يدخل الدور والبنايات مطمئناً.
    جال مع رفاقه بين الكافتيريات المتراصة ونالوا منها ما استطاعوا من بقايا الطعام القليلة مع الكثير من المذلة ثم أووا إلى المصرف تحت الأرض مثل نمل خرافي برجلين.
    داخل المصرف كان المكان ضيقاً وهواءٌ بارد يهب من فتحةٍ ما. تكدسوا فوق بعضهم ، البعض يبتغي شيئاً من الدفء وكبار السن لهم مآرب أخرى والليل الشتوي طويل وممل والجوع كافر. فجأة جاءته ركلة من رجل أحد النائمين، ثارت ثائرته فأمسك بالرِجل وعضها فصاح صاحب الرجل ودار العراك في الظلام. كان يقاتل خصماً لا يراه، قاتل بشراسة ووجه ضرباته في كل الاتجاهات وفجأة شعر بأنه يقاتل أكثر من شخص فقرر الخروج من المصرف. تسلل باتجاه فتحة المصرف وترك العراك دائراً ولعل كل واحد من المتقاتلين كان يظن أنه موجود. خرج من المصرف وجلس قريباً من الفتحة فسمع اللغط في الداخل. كان أحدهم يتساءل "وينو ود الشيطان، هو العمل الشنكبة دي؟". نهض وانصرف من المكان مغاضباً.
    جاء محمد عامل المطبعة مبكراً في ذلك اليوم. كانت هنالك كروت زواج يجب عليه أن ينجزها باكراً حيث أن العريس شدد عليه أنه سيأتي لاستلامها في العاشرة صباحاً. جاء محمد طمعاً في أن يناله شيء من هذا العريس المبتهج المتلهف لاتمام زواجه.
    كانت كومة الورق المتعدد الألوان التي تخلفت عن عمليات الطباعة والتغليف والتي أخرجها أول أمس من المطبعة ما زالت في مكانها ولم يتكرم عمال النظافة الذين يمرون بتراكتور بمقطورة بأخذها من مكانها. أخرج محمد سلسلة المفاتيح من جيبه وبدأ يعالج الأقفال الثلاثة واحداً تلو الآخر وعندما همّ بفتح القفل الأخير تجمدت يده على القفل كأنما صعقته كهرباء. رأى لوناً أحمر يصبغ بعض الأوراق وعندما أمعن النظر رأى أصابع صغيرة تبرز من بين الأوراق. دون أن يشعر وجد نفسه يركض نحو قسم الشرطة القريب من المطبعة.
    رُفعت كومة الأوراق، كان ود الشيطان مكوماً وقد تهشم قفصه الصدري. بعد أن غادر المصرف دار في المنطقة بحثاً عن مكان يلتجئ إليه من البرد فلم يجد سوى كومة الأوراق هذه فاندس فيها. مرت سيارة في تلك الليلة وداست على الأوراق وود الشيطان تحتها فمرت على صدره. حملوه في جوال من الخيش وفي قسم الشرطة تم تدوين البلاغ ضد مجهول.

    انظر السيرة الذاتية في التالي:

    (عدل بواسطة ابي عزالدين البشري on 08-12-2006, 00:15 AM)

                  

07-23-2006, 12:25 PM

ابي عزالدين البشري
<aابي عزالدين البشري
تاريخ التسجيل: 03-28-2006
مجموع المشاركات: 1178

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
سيرة ذاتية (Re: ابي عزالدين البشري)

    .

    أبوبكر عبد القادر العاقب

    • من مواليد قرية الصوفي البشير، منطقة القضارف في يوم الثلاثاء 28 أبريل 1964م.
    انتقلت الأسرة إلى قرية ود الحليو في عام 1969م ثم إلى الشواك ثم أخيراً إلى قرية ودالخبير شرق مدينة رفاعة.
    • درس في مدرسة ود الحليو الابتدائية ست سنوات ثم انتقل إلى الشواك ليدرس بها المتوسطة ثلاث سنوات ثم الثانوية العليا في مدرسة القضارف الجديدة.
    • جلس لامتحان الشهادة السودانية في عام 1984م ليدخل جامعة الخرطوم، كلية الآداب التي درس بها سنة واحدة وتحول إلى كلية الاقتصاد ليتخرج فيها، في فبراير 1991م بدرجة الشرف في العلوم السياسية.
    • له اهتمامات أدبية مبكرة ، عالج كتابة القصة والشعر منذ المرحلة الثانوية.
    • في جامعة الخرطوم كان رئيسا لإحدى دورات اللجنة التنفيذية للمنتدى الأدبي بجامعة الخرطوم الذي كان الجهة الوحيدة التي أحيت الذكرى الخمسين لرحيل الشاعر التيجاني يوسف بشير في مهرجان كبير شمل العديد من الندوات والمعارض.
    • نشرت له بعض الاسهامات الشعرية في مجلة الجامعة .

    الرجل روائي وشاعر و مؤرخ له اهتمام خاص بتاريخ ود الحليو وله عدة دواوين تحت الطبع.
    رجل متمكن من العروض والنحو العربي


    .

    (عدل بواسطة ابي عزالدين البشري on 08-22-2006, 11:42 AM)

                  

07-24-2006, 00:45 AM

ابي عزالدين البشري
<aابي عزالدين البشري
تاريخ التسجيل: 03-28-2006
مجموع المشاركات: 1178

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
تعليق عام على النص (Re: ابي عزالدين البشري)

    .

    تركت للقراء عامة وللمختصين خاصة النظر في هذا العمل ولكن لابد من الإشارة لعدة أشياء.



    أولا :
    تستطيع ملاحظة سلامة اللغة عند الكاتب و إنها لتبدو سامية التعبير.
    ثانيا:
    إلمام الكاتب بثقافة ولغة موضوعه المحوري (الشماشة). ويبدو هذا جليا في عدة مواضع:
    استعماله لمفردات هذه الجماعة ؛ مثل، (وين يا أبّا؟ ) ، (فرفور بنز) و (بمبه). بل إنه ليعرف ألعاب التسلية عندهم ، أماكن قضاء حاجتهم وطريقة حصولهم على القوت اللازم للحياة.
    ثالثا:
    لم يجعل الكاتب نفسه في حياد تام من النص واقتصر دوره على السرد والنقل، أعني أنك تستطيع أن تستشف رأيه، من خلال النص وتعاطفه التام مع الحدث . بل أحيانا تحس أنه يتبنى رأيهم وثورتهم ضد الظلم الواقع عليهم.
    1 - "فتحت الكافتيريات أبوابها مثل صنارات تحمل طعماً للصيد. بدأ أكلة الساندوتشات يلجون إليها."
    2 - "استيقظ مبكراً في الصباح قبل كلاب السوق الضالة وقبل مستجدّي النعمة الذين اغتنوا فجأةً والذين يفتحون دكاكينهم باكراً متلهفين إلى الكسب ومتلذذين بالنظر إلى ما تكدس لديهم."

    رابعا:
    أفلح الكاتب في عرضه لقضية شريحة هامة من المجتمع. وهو بهذا يكون داعية حقيقيا لتبني قضية المشردين. فها هو يعرض حالهم بصورة مخزية في أول النص:
    "
    1 - استيقظ مبكراً في الصباح قبل كلاب السوق الضالة"
    2 - " زاد من تكوره على نفسه عندما أحس لسعة البرد على ذراعيه وساقيه التي لم تفلح الملابس البالية في توفير الحماية لها ضد سياط البرد. شعر أيضاً بلسعة الجوع في أمعائه كأن في بطنه رحىً تفتك بها."
    3 - "خرج من النفق فداهمه الهواء البارد، سأل نفسه كيف كانت ستكون الليلة الفائتة بهذا الزمهرير لو لم يجدوا هذا المصرف. انسد المصرف بالأوساخ في مكان ما."
    4 - " عاد بعد حين وهو يحك عجيزته فالليل أوشك أن يهبط والبعوض قد بدأ دورة عمله الليلية مبكراً."
    5 - " تكدسوا فوق بعضهم ، البعض يبتغي شيئاً من الدفء وكبار السن لهم مآرب أخرى والليل الشتوي طويل وممل والجوع كافر."
    6 - " الجمعة الشتوية هم كبير، يحسب لها هو ورفاقه ألف حساب، لكنهم ليسوا كالنمل حتى يستطيعوا اكتناز مئونة للجُمَع الشتوية.”
    وفي آخر النص كانت المأساة بموت طفل عديم المأوى حاول أن يأوي إلى أي شيء يوفر له الدفء. بل زادت الصورة إشراقا لما علق أحدهم:
    1 -"وينو ود الشيطان، هو العمل الشنكبة دي؟".
    2 - "نهض وانصرف من المكان مغاضباً." وكنت تتوقع منه أن يأسى لمصير الطفل ويحزن بدلا من ثورته وغضبه وتعليقه الساخر الشامت (ود الشيطان)، بل يحمله مسئولية هذا الارتباك(هو العمل الشنكبة دي).
    خامسا:
    كأن الكاتب أراد أن يشير إلى أصل المأساة وهي الأسر التي تحدروا منها، فشرع يصف مجتمعهم الأول ومعاناة أمهاتهم في صنع الخمور البلدية ومجاهداتهم مع الشرطة.
    1 - " قبل أن يغادروا إلى المدينة كانوا يمثلون حرساً لمجموعة الأكواخ المتراصة في هامش المدينة مثل مريض منبوذ. لم يكونوا حرساً حقيقةً إنما جهاز إنذار مبكر، يجتمعون في مشارف الأكواخ يلعبون حتى إذا رأوا الخطر قادماً جروا في الأزقة الضيقة بين الأكواخ يصفقون ويصيحون : "بُمبة .. بمبة... بمبة".”
    2 - " فتهرع النسوة إلى اخفاء العرق وأدواته في مخابئ يعرفنها."
    "أمه مشهود لها بالشراسة والجسارة، حاولت أن تقاوم، باغتها حذاء غليظ في جنبها وعندما سقطت قُذِف بها في العربة. الجميع عادوا إلى أكواخهم في الصباح إلا أمه."

    سادسا:
    نجح الكاتب في تصوير المتناقضات في المجتمع في غير موضع:
    1 - الرجل الذي يترك الجزء غير المحشو جيدا، أو لا يعجبه الطعم و جائع يبحث عن أي شيء يسد به رمقه.
    2 - مغن يصفه بالمخنث، يغني عن الجنة و آخر يعجب من هذه الجنة
    3 - عريس يستعجل المطبعة لطبع كروت الفرح وآخر يموت بين أكداس الورق.
    4 - رجل يستغل المصرف لقضاء حاجته و يزعج آخرين تخذوا هذا المصرف دار لهم.
    5 - فتاة تلقي بالساندويتش إلى القمامة وتلتقطه كف لتأكله.
    أخيرا:
    لا يهمل الكاتب وصف أدق التفاصيل التي ، تنم عن عين مجهرية فاحصة.
    1 - " هؤلاء الزوار كانوا يجدون لذة خفية في النظر إليه وهو يشرب العرق دون أن ترتجف عضلة في وجهه الصغير فكانوا يناولونه كأساً من حصتهم وينظرون إليه بأفواه مفغورة وهو يبلع الكأس في جرعة واحدة لا يبصق منه نقطة. كان العرق يشيع في جسمه قدراً كبيراً من الدفء."
    2 - " مرّ بجانبه رجل مقطب الجبين فشم رائحة سيجارة. ومثل كلب داعبت أنفه رائحة طعام تبع الرجل عن كثب. تبعه حتى ألقى بعقب السيجارة فالتقطه ومصه في سرعة خوفاً من أن يشاركه الهواء في حرقه.
    3 - " استمر الرجل يقضم الساندوتش حتى أتى عليه وألحقه آخر جرعة من كوب العصير حتى يسهل مروره في بلعومه.
    4 - " وضع ملفاً مليئاً بالأوراق على الطاولة المثبتة على الحائط واتكأ إلى الملف بكوعه الأيسر ويده اليمنى تمسك بالساندوتش. نظر إليه بعيون غاض عنها صفاء الطفولة وحلّ محله إحمرار ينم عن حياة كدرة وإنسانية سليبة. "
    5 - " استمر الرجل يقضم الساندوتش حتى أتى عليه وألحقه آخر جرعة من كوب العصير حتى يسهل مروره في بلعومه."

    صورة جمالية رائعة

    وصف الكاتب من سماه الناس ( ود الشيطان) وسمته أمه نجم الدين ، أثناء شربه للخمر وهو طفل صغير، بوصف كان رائعا ومؤثرا. ولعمري فهو صورة وصفية رائعة، لا يقدم عليها إلا كاتب فذ، ذي قلم مجرب، ولنتأمل هذا الوصف. يقول الكاتب:
    " هؤلاء الزوار كانوا يجدون لذة خفية في النظر إليه وهو يشرب العرق دون أن ترتجف عضلة في وجهه الصغير فكانوا يناولونه كأساً من حصتهم وينظرون إليه بأفواه مفغورة وهو يبلع الكأس في جرعة واحدة لا يبصق منه نقطة. كان العرق يشيع في جسمه قدراً كبيراً من الدفء."
    ونواصل

    (عدل بواسطة ابي عزالدين البشري on 08-14-2006, 11:24 AM)

                  

07-25-2006, 05:18 AM

ابي عزالدين البشري
<aابي عزالدين البشري
تاريخ التسجيل: 03-28-2006
مجموع المشاركات: 1178

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
المقامة الجاغميرية، نص لود العاقب (Re: ابي عزالدين البشري)

    abu bekr alagib

    جاءني هذا النص من الصديق الأستاذ محمد حسن خضر وهو للكاتب الأستاذ أبي بكر عبد القادر العاقب. أنزله كما هو ثم أورد تعليقي الذي أرسلته للأستاذ المذكور. يكتب فيه الأخ أبو بكر عن قرية ود الحليو.


    المقامة الجاغميرية

    يسألونك عن العوض ود جاغمير ، أذكر العوض ود جاغمير وياسين عيون وفاطنة كشات وصالح قيلاي

    وتلكي صالح تلكي والحنفي المكي البكري ، أشخاصٌ مختلفو المشارب والشخصيات والوظائف جمعتهم

    الحياة بطريقة أو بأخرى. أذكرهم لأنهم يشكلون جزءاً من منظومة كبيرة تحتل مساحة واسعة من

    الذاكرة ، منظومة تراكمت على مدار ربع قرن من الزمان عشته في ود الحليو ، موطن العمدة على عوض

    عجيل كبير الحمران.

    تلك القرية رغم تركيبتها التي تتسم بقدر كبير من التباين إلا أنها كانت تشكل نسيجا متماسكاً

    يربط الجعليين والحمران والهوسا والتكارين والإرتريين والأحباش وكلهم يعيش فيها ويأكل مما تجود

    به.

    تلك المساحة من الذاكرة مع اتساعها تبرز فيها رموز لا يمكن أن تخفى ، رموز تشمل أشخاصاً وأبنية

    ومواقف وما إلى ذلك .

    من أكثر المناطق اللاصقة في الذاكرة تلك السنطة الضخمة التي تقبع في مواجهة منزلنا والتي كانت

    تمثل مركز "سوق البهائم" وتستخدم في الصيف ظلا لرواد السوق أما في الخريف فإنهم يضطرون إلى

    الابتعاد عنها حيث أن دائرة كبيرة حولها تتحول إلى بركة من المياه كانت تسمى " الميعة"

    وبمناسبة الميعة كان هنالك نشيد من أناشيد مايو يقول " ثورة مايو البايعناها على الموت

    عاهدناها البيعة البيعة جددناها" وقد كان أحد إخوتي الصغار يردد"الميعة الميعة جددناها" إذ

    أنه لم يكن يدري ماذا تكون البيعة ، فكنا نضحك من فهمه لها.


    من الشخصيات التي كانت مميزة في سوق البهائم الفحل الذي كان يكتب ايصالات شراء البهائم وأذكر

    أن إمرأة من اللحويين كانت تبيع أو تشتري لا أدري وسألته عن اسمه فقال لها "اسمي الفحل" فردت

    عليه بحياء " بري ، فحلاً على حريمك" . أم الفحل ، آمنة بنت وهب أذكر أنها قضت عندنا فترة في

    البيت إذ كان لدينا طفل جديد قادم (أظنه سعد) وكان الناس في السوق يغيظون بعضهم بأسماء

    أمهاتهم حيث أن أهل المنطقة فيهم من طباع البجا فلا يرضون أن تذكر أسماء أمهاتهم . وأذكر أن

    أحدهم سألني ما إذا كنت أعرف اسم أم الفحل فقلت له بكل براءة الصبية "دي ساكنة عندنا سكون"

    وأذكر أن الفحل كان يكررها لي كلما لقيني حتى بعد أن كبرت وتخرجت من الجامعة .

    من الشخصيات الأخرى في سوق البهائم أولاد ضريس العوض ورحمة الله (تغمده الله بالرحمة) ثم أولئك

    الكنانة ومن بينهم حسين وكان والدي (عليه الرحمة) يسميه حسين أب بيعاً زين فكان يبتسم عن أسنان

    اصفرت بسبب التمباك وقلة السواك .

    وفي فترة متأخرة ظهر في سوق البهائم ذلك اليماني ، باعبوس ، الذي سماه السودانيون جورا وظلما

    وتندرا "بعبوص" وأذكر أيضا أن اللحويين كانوا يكرهون هذا الاسم وعندما يضطرون لمناداته كانوا

    ينادونه "أب اسماً فَسِل". ذلك رجل عجيب فرغم ما يشاع عن غناه إلا أنه كان يأتي إلى الجزارة

    ليجمع الطايوق من الجزارين ومن بينهم والدي (عليه الرحمة) كما كان يجبر أبناءه على بيع الماء

    على ظهر الحمار .

    وقد كانت من عجائب سوق البهائم عندي "أم الحسن بت عجيب" تلك المرأة التي تلبس العراقي

    والسروال أبو تكة والعمامة باللون الأزرق وتتمنطق بالسيف وتضع ساقا على ساق لتشرب القهوة في

    السوق وتبيع وتشتري في البهائم وقد كنت أنظر إليها بتعجب شديد وما زلت أتعجب منها وأتساءل ما

    الذي جعلها تنسلخ من هيئة بنات جنسها .

    ما جعل سوق البهائم يلصق في ذاكرتي كما تعلم أن والدي (عليه الرحمة) كان جزارا ولذا كانت

    الجزارة مكاناً آخر له مساحة في ذاكرتي . ومن الأشخاص الذي ارتبطوا في ذاكرتي بالجزارة رغم عدم

    وجود صلة مباشرة له بها ، أبوصلاح وما جعله يقفز إلى ذاكرتي أنه كان عندما يمر أمام الجزارة

    يردد بصوته العالي بيتا من الشعر يقول :


    ما حنّ حجامٌ وما حاك فاضلٌ وما كان جزار كريمُ الخصائلِ


    وقد كان رموز الجزارة هم أولئك الرباطاب أولاد البدوي ، أحمد (كورة) وعبد الله ثم لحق بهم حسن

    على ما أذكر . وقد كان عبد الله رجلا ظريفا مرحا طيب المعشر. وأذكر أنه كان هنالك رجل غريب لا

    أعرف له أهلاً وكان الجميع كبارا وصغارا ينادونه عم آدم حتى كأن كلمة "عم" أصبحت جزءا من اسمه.

    وأذكر أنه عثر يوما على عصا من الأبنوس مما ينحته إخواننا الجنوبيون فأتى بها وأهداني إياها.

    وقد كان الجزارون يعتمدون في الترويج للحومهم على السجع الذي يحاولون التفنن فيه لتزيين ما

    لديهم ، فإن مررت بهم سمعت : "أيوة يا علينا جاي ، كمونية تكبّر الورانية وتخلي العجوز بنية"

    أو "أيوة يا تعال بي جاي ، لحمة تاكلها ولحمة تاكلك" ويشير عند (لحمة تاكلها) إلى لحمته وعند

    (لحمة تاكلك) يشير إلى لحمة غيره.


    كان هنالك في مجتمع الجزارة علوبة أيضا بقامته القصيرة الممتلئة وعبد الله ود آدم الذي تميز

    بقلة الكلام. وقد كان الهرم الوظيفي في الجزارة مقسما إلى ثلاث مستويات هي الجزارون أصحاب الحق

    يليهم الكسارون ثم يأتي في نهاية الهرم الكرشجية. وقد كنت في فترة من الفترات أبيع العظام

    التي لا تباع مع اللحم وأذكر أنه كان أحد زبائني من الهوسا اسمه كامل فكان يناديني "مَيْ كَشِي"

    ومعناها شيخ العظام ، عكس "مي ناما" وهو شيخ اللحم وهو لقب كان ينادي به أبي (عليه الرحمة).


    كان هنالك عبد الرحمن البطري الذي كنت أراه دائما وفي يده آلة تشبة الزردية يسم بها آذان

    البهائم المستهدفة للذبح وقد تمنيت في وقت ما أن تكون لي مثل تلك الآلة حتى أقطع بها آذان بعض

    الذين أمقتهم.


    وكان لوالدي (عليه الرحمة) خاصةٌ من أهل القرية يمازحهم ويضحك معهم فكان هنالك دفع الله قلبوس

    وكان يسميه "أب بُتّابة" ويعني بها أنه شخص أحمق أو "عوير" ولا أدري ما العلاقة بين البتابة

    والحماقة. وكان هنالك حماد شرف وكان يسميه "الضو السافر يوم عرسو" وكان هنالك القاش الذي كان

    يسميه "العجب أُمو" والطريفي أبو عاقلة الموظف بإدارة الري والذي كنا نستغرب تسريحة شعره

    العجيبة وكا ن والدي يسميه "السُّراي". (الكاشف).

    ومن الطرائف التي رويتها لكثير من الناس أن إمرأة من بائعات الكسرة مرت على والدي (عليه

    الرحمة) في الجزارة فقالت "عمي ود العاقب عندك طايوق" فرد عليها ببديهة سريعة ونكتة

    حاضرة "أنا كان عندي طايوق بشتغل جزار".


    إضافة إلى بيع العظام برزت لي وظيفة أخرى مع تقدمي في التعليم وهي تسجيل وتحصيل الديون حيث أن

    أصحاب المحلات كانوا يأتون إلى السوق في الصباح ولا تكون لديهم قروش فيأخذون اللحم بالدين ثم

    نقوم بتحصيله منهم في العصر بعد أن تكون أدراجهم قد امتلأت بالريالات والشلنات.


    وقد كان سوق اللحم غير مستقر فأحيانا تبيع كل ما لديك في وقت مبكر وأحيانا يبقى لديك الكثير

    فتضطر للبقاء حتى مغيب الشمس لتحمل ما تبقى وتذهب به إلى بيتك لتأتي به في الصباح. وأذكر أن

    ذلك كان فرصة للتندر والتشفي بين الجزارين إذ أن من تبور لحمته يكون نهباً لألسنة الباقين.

    وأذكر شخصا نحيفا (كملان من لحم الدنيا) من إخواننا الإرتريين كانت له قهوة في الناحية الشمالية

    من السوق ، قطعاً تذكره ، اسمه دروباي. كان دروباي مولعاً بإغاظة الجزارين عندما تبور اللحوم

    فكان يمر من أمام الترابيز ليضربها بيده ويوقظ صاحب اللحمة الذي غالبا ما يكون في غفوة. وأذكر

    أن والدي (عليه الرحمة) كان يمازحه كثيرا وذات مرة عمد والدي إلى حبل (سلبة) من تلك التي تربط

    بها البهائم فجعلها أنشوطة ومررها من تحت تربيزة الجزارة حتى إذا جاء دروباي ووقف أمام

    التربيزة ليتندر على اللحمة البائرة سحب والدي الحبل لتنغلق الأنشوطة على رجل دروباي ويقع في

    الفخ فأصبح والدي ممسكا بالحبل ودروباي مشدودا إلى التربيزة لا يستطيع إلى فكاك سبيلا. ولم

    يستطع أن يتخلص إلى أن استحلف والدي بكل غالٍ.


    في السوق كان هنالك دكان إدريس بربر الذي كنت أشتري منه حلاوة دربس لقربه من بيتنا ولأن إدريس

    بربر أقنعني أن حلاوة دربس تجعلني أنمو بسرعة ووضع لي مقياسا على باب الدكان وكان في كل مرة

    يوقفني عند ذاك المقياس ويقول لي "عاين أمس كنت هنا ، الليلة زدت بقيت هنا" وكنت أصدقه من كل

    قلبي. وكان هنالك دكان صباح الخير الذي كان يأتيني منه البنسون مجانا عن طريق إبنه نصر الدين

    فكنت في المساء أحمل شنطتي بزعم أنني ذاهب لأذاكر مع نصر الدين ولو أن أحدا داهمني لوجد

    سيجارتي قصبة لكن أهلي لم يكونوا يظنون بي كل ذلك السوء وليتهم فعلوا.


    في سنوات طفولتي المبكرة كان الجزء الشرقي من السوق عالما مجهولاً بالنسبة لي لبعده عن بيتنا.

    لكن عندما كبرت قليلا صرت أصل إليه إذ كان فيه جمال علي الأمين الذي كان أحد أصدقائي لأكتشف بعد

    ذلك قهوة بر ومحل أبّنجدا وأبو الدِبَل العجلاتية ولأكتشف أن وراء هذا السوق يقع شريط من البيوت

    المحترمة ووراءها تمتد "الحلة" أو "الجو" حيث يدخل الناس عاقلين ويخرجون سكارى وكان معظم

    الجزارين من مرتادي هذه المنطقة ولهم فيها صويحبات يحملون إليهن لحمة الشية أو الجقاجق أو

    الكمونية كلٌ حسب مقامه.


    وعلى ذكر الصويحبات تقفز إلى ذاكرتي "مريم الطريفي" التي تنسب إلى الطريفي الذي ذكرته أعلاه

    و "أم الطراطير" وعلك تفتيني في ماهية الطراطير التي نسبت إليها حتى صارت لها اسماً.

    بجوار بيتنا كان هنالك الدونكي الذي كنا نرد إليه بالحمار لجلب الماء وأذكر أنه كانت هنالك

    واحدة من بنات الجبرتا اسمها جميلة ، كنت أحبها حبا طفوليا وأذكر أنها أهدتني منديلا معطراً

    وذهبت إلى دعوة زواج في حلة العمدة وبعد أن تغديت وعدت إلى بيتنا اكتشفت أنني أضعت المنديل في

    مكان الدعوة فرجعت وبحثت عنه حتى وجدته وعدت به كأنني عدت بالنوق العصافير.

    كانت "هَبْرَم" أيضا من رموز ودالحليو في وقت من الأوقات وهي لوري يملكه صباح الخير وقد كانت

    لدينا أغنية في شكل مونولوج نغيظهم بها تقول "هبرم يالكركوبة يا الحاضرة عرس حبوبة ، دوَّرْتِك

    بالمنفلة كوراك ضرب في الحلة" فكانت أم صباح الخير (رحم الله كليهما) تهيج علينا وتطردنا.

    من الأنشطة الهامة التي كنا نمارسها في ذلك الزمن صيد العصافير ننصب لها فخاخا تختلف أشكالها

    والمواد المصنوعة منها وطريقة نصبها. أكثر المواد شيوعا كان الشعر (السبيب) المأخوذ من ذيل

    حمار حيث يتم جدل شعرتين مع بعضهما وصنع أنشوطة منها وبعد ذلك يتم ربط تلك الأنشوطات على خيط

    من الدوبارة غالبا بمسافات معقولة بينها ويربط رأس الخيط بمسمار يغرس في الأرض حتى لا ينتزع

    العصفور الشَرَك من الأرض ويطير به. وكانت هنالك القلوبية التي هي عبارة عن حلقتين من السلك

    القوي يربط بينهما زنبرك وتنصب منفتحة ولها إبرة تحول دون إنغلاقها ويحمل رأس الإبرة حبة من

    الذرة وعندما ينقر الطائر على حبة الذرة تنفلت الإبرة لتنغلق الحلقتان على رجل الطائر أو حتى

    عنقه. وكان هنالك الكفّاي وهو طست أو ما شابهه نقلبه على وجهه على الأرض ونرفعه عنها من جانب

    واحد بعود مربوط إلى حبل يمسك بطرفه شخص يختبئ في مكان قريب ونشتت تحته شيئا من الذرة وعندما

    تدخل العصافير تحته لتأكل الذرة يسحب الصائد الحبل فيسقط الطست على العصافير. وكان هنالك أيضا

    الكواش وهو عصا مربوطة أيضا على حبل يمسكه الصائد حتى إذا دخلت العصافير في نطاقه سحب الصائد

    الحبل بكل قوته فيضرب العود العصافير فيتركها بين مكسورة الجناح ومكسورة الرجل وحتى مكسورة

    الرقبة.

    وكنا عندما نشتت الذرة على الفخ نقرأ ما يشبه التعويذة أذكر منها "شلغوم شلغوم شَرَكي الملغوم"

    ولم أفهم معنى كلمة ملغوم إلا في وقت متأخر . وكنا أيضا نغني للطير أغاني مثل "تلّة تلّة في

    المتلة ، حمد أب سيف قال ليك إتدلى ، بت الحلال فيكم تَرِك توريكم وبت الحرام فيكم تطير تخليكم"

    والمتلة للعلم هي الموضع الذي تنصب فيه الفخاخ وحمد أب سيف هو طائر صغير له ذيل طويل جداً يلوّح

    به عندما يطير.

    بعد أن نجمع حصيلتنا من الطير نذهب إلى بيوتنا ونقصد مكانا واسعا في الحوش لذبح الطيور ويتم

    الذبح بطريقة لا أدري من أين جاءت وهي إمساك رأس الطائر باليد اليمنى وجسمه باليد اليسري ثم

    نقول "الله أكبر ضبح الطير قَبْ حلال لي ولي الياكل معاي" ثم نشد بسرعة لينفصل رأس الطير عن جسمه.

    بعد ذلك نشوي تلك العصافير على الجمر .

    كان والدي يحب تربية الكلاب وأول ما أذكره كلبان توأمان اسمهما ( جيمس وتيمس) لونهما أبيض

    وعليهما بقع صفراء باهتة وقد عاشا في بيتنا زمنا لا أدريه لكن ما أذكره أنهما كبرا فمات أحدهما

    وفقد الآخر القدرة على الإبصار فصار يهيم على وجهه ونكلف نحن بملاحقته وإعادته إلى البيت وكان

    مهمة شاقة أن تبحث عن كلب أعمى في قرية تشتبك شوارعها وبيوتها مثل بكرة خيوط عبث بها طفل شقي.

    وفي النهاية عندما رأي والدى أن الأرحم لذلك الكلب أن يموت ربطه في البيت واستدعى شرطيا لا أذكر

    اسمه فجاء يحمل بندقيته وأُجلس جيمس على الأرض ليتلقى رصاصة الرحمة بصدره.


    بعد جيمس وتيمس جاءت كلبة اسمها (نحلة) ، كانت صغيرة وفتية ونباحة لكنها كانت "شليقة" في نفس

    الوقت ولعل تلك الشلاقة هي التي أرسلتها إلى الآخرة إذ أنها سطت ذات يوم على حليب في البيت

    فقتلت شر قتلة.




    يليه الرد على الرسالة
                  

07-25-2006, 05:27 AM

ابي عزالدين البشري
<aابي عزالدين البشري
تاريخ التسجيل: 03-28-2006
مجموع المشاركات: 1178

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ردي على رسالة المقامة الجاغميرية (Re: ابي عزالدين البشري)

    رددت حينها على الأخ محمد حسن الذي يسألني عن النص، ولم أكن حينها أعرف أبا بكر كاتب النص

    نص رسالتي

    لقد متعت بما قرأت حد المتعة. ليس لأن الكتابة عندي أنثى ميساء ،قداء ، تحرك في

    الحنين إذا تراقصت أو تثير في الشجون أيا كانت. بل لأن كاتب هذه السطور ( المقامة الجاغميرية )

    قد بدا لي ( شفيفا ) يعكس الصورة بلا تكلف ودون تقعر. يرسل نفسه على سجيتها في لطف واستقراء لا

    يغفل شاردة ولا واردة . يرسم خارطة صعبة التضاريس لقرية ود الحليو حتى تحس أنك تراها ، تعرفها

    وتعايش أهلها . لا يغفل عن الاجتماعي، السياسي، الأخلاقي والاقتصادي.
    لم يلتزم ود العاقب بمنهج صريح فصار النص – ولا أعيبه بشيء – أقرب إلى (التداعيات) وهو

    مدرسة حديثة ارتادها الكثيرون في ثمانينات هذا العصر مثل يحيي فضل الله وكتب بها في الصحف لمدة

    عامين أو يزيد في الصحف ووجدت إقبالا كبيرا. كتب بمنهج مقارب لها صاحب سودانويات مع اختلاف

    تشريحي طفيف في بنية النص وطبيعة المواضيع التي يطرقها. و نهج بعده الكثيرون ذات الطريق غير

    أنه ظل أسير الصحف ولم يوثق له بكتب جادة سوى نذر قليل أعيته كلفة الكتاب والورق وعجزت عنه

    الجيوب.
    أعني أنها لم تكن مقامة بالمفهوم الأدبي للمقامة و إن كانت تسميتها كذلك. وهي غير

    مقامات السر أحمد قدور التي جربها في الصحف. فالمقامة لها عناصر فقدها النص وهي:

    أولا: الراوي كشرط أساس لهذا الفن مثل حدثنا فلان بن فلان وهو ثقة كما وصفه الخلان

    ثانيا: المقامة تستعمل ( هو الراوي) فتحدثنا عن شخص نعرفه أو نجهله ولا يتحدث صاحبها بلفظ (

    أنا الراوي ) أي أن يحكي حكاية عن نفسه فيقول لنا حدثنا هيت بن ميت

    ثالثا: المقامة قوامها السجع فلو أنه قال مثلا :"" حدثنا صياد الطير ، عن عوض ود جاغمير"

    رابعا: كثيرا ما تتناول المقامة خبر شخص لا نعرفه.

    خامسا: وحدة الموضوع في المقامة و إن تحايل كاتبوا المقامة لتكون كذلك كأن يجعل صاحب مقامته

    رجلا يجيد اصطناع الحيلة ويصل إلي هدفه بفنون مختلفة كالشعر والغناء .

    نظرت العنوان الذي هو مفتاح النص فلم أجد ذكرا لصاحبي عوض ود جاغمير، الذي يجب أن

    يكون بطلا لهذا النص . ورد فقط اسمه مرة واحده ، وأثار في الكثير من الفضول لغرابة اسمه أو

    لقبه ولكن الكاتب غفل عنه تماما لسبب غير مفهوم. كنت أتوقع أن يقول مثلا : إن ود جاغمير رجل

    غريب عن قريتنا . لا أحد يعرف من أين جاء ولكنه صار جزءا من حياة الناس. كان بشوشا أو كان مقطب

    الجبين . أي أن له صفة أو صفات ميزته عن الباقين. ما هي مهنته ؟ كيف كان يعيش يومه؟ هل تزوج؟

    هل له أولاد؟ ما هي علاقته بالأولاد والزوجة؟ كيف كان يعامل أهل القرية وكيف عاملوه؟ ألا يزال حيا

    أم مات ؟ ما ذا بقي من آثاره ؟ كيف أثر في أهل القرية ؟ وكثير من الأسئله حق لنا أن نسألها عن

    رجل كان عنوان نصنا.


    كما أن النص الذي أمامي ليست قصة اكتملت لها عناصرها الأدبية المعروفة. ولكن توفر

    لها من أدب المقامات حشدها بالأخبار والطرف والممل والنحل والمواقع والمعالم ويتوسل صانعها

    لذلك بعدة فنون نجح فيها جميعا. فالنص غنائي في غير موقع وشعري في مواقع أخرى . النص الذي نحن

    بصدده عمل رائع غير القصة والمقامه فهو عمل رائع بمعنى الكلمة . كاتبه متمكن من لغته وهو صاحب

    عقل إحصائي حق له أن يكتب وأن يوثق لود الحليو بلغة مطواعة بين الفصيح والعامي والهوسا, وإلى

    إيضاح ذلك كله:

    النص على مافيه من مفردات لا يصل عددها ألفي كلمة حشد فيه أشياء لا تصدق:

    ( أ) الأسماء: وعددها 39 علما

    (1) العوض (2) ياسين (3) فاطنة (4) صالح (5) صالح تلكي (6) الحنفي (7) المكي ( البكري (9)

    العمدة علي (10) عجيل (11) الفحل (12) آمنه بنت وهب (13) أولاد ضريس ، وهذا قطعا أكثر من اسم (

    14) العوض (15) حسين (16) با عبوس (17) أم الحسن (19) أبو صلاح (19) أحمد كورة (20) عبد الله

    (21) حسن (22) عم آدم (23) عبد الرحمن البطري (24) دفع الله (25) حماد (26) القاش (27) الطريفي (

    2 دروباي (29) إدريس (30) صباح الخير (31) نصر الدين (32) برّ (33) مريم الطريفي (34) جميلة (

    35) هبرم ، علم لسيارة (36) حيمس (37) تيمس (3 نحله (39) الشرطي الذي قتل الكلب وإن لم

    يذكر الكاتب اسمه ولكنه اعتذر عن ذلك بأسلوب راق جدا كانه يحمل نفسه تبعة عدم تذكر الاسم

    (ب)الألقاب وعددها عشرون

    (1) جاغمير (2) عيون (3) كشات (4) قيلاي (5) تلكي (6) عجييل (7) بعبوص ( كورة (9) قلبوس (

    10) أب بتابه (11) الضو السافر يوم عرسو (12) العجب أمو (13) السراي (14) الكاشف (15) بربر (

    16) أبو الدبل ( 17) أبنجدا وأتصور أن أصله أبو نجدة لسرعته أو لشهامته (1 هبرم اللقب الذي

    صار علما للوري (19) شليقة (20) شيخ العظام

    (ج)القبائل والعوائل والقوميات وعددها 17 ملة :

    (1) الجعليين (2) الحمران (3) الهوسا (4) التكارين (5) الاريتريين (7) الأحباش وربما عنى بهم

    الأثيوبيين ( البجا (9) اليمني (10) أولاد ضريس (11) أولا د الكنانة (12) الرباطاب (13) أولاد

    البدوي (14) الجنوبيون (15) الطراطير (16) الجبرتا (17) اللحويين

    (د) المواقع والمعالم وعددها 16 أو يزيد

    (1) السنطة (2) منزل الراوي (3) سوق البهائم (4) الميعة (5) الجزارة (6) القهوة (7) الناحية

    الشماليه من السوق ( الناحية الشرقية من الحلة (9) تربيزة الجزارة (10) دكان إدريس (11)

    منزل نصر الدين (12) الدونكي (13) محل أبنجدا (14) محل العجلاتي (15) شريط البيوت الشرقي (16)

    الجو

    (هـ)المهن : وعددها 18 مهنة أو يزيد

    (1) بيع الماشية (2) بائع العظام (3) الجزارة (4) تكسير اللحم (5) كاتب الإيصالات (6) تاجر

    الطايوق (7) الكرشجية ( الحمّار بتشديد الميم وهو حامل الماء من الدونكي (9) بائعة الكسرة(


    10) العجلاتي(11) بائع السجائر(12) مهنتا نساء الجو وهما مهنتان عرض بهما الكاتب ولم يصرح (

    13) سائق اللوري (14) صيد العصافير الذي صرح الكاتب بتسميته من النشاطات الهامة (15) مهنة

    الشرطي (16) مهنة البيطري (17) القهوجي (1 محصل الديون

    (و) اللهجات:

    عاش ود العاقب وعايش عدة ألسنة بحكم التجاور العرقي وربما التداخل والتمازج أيضا رغم

    أنه لم يذكر ذلك. فاليمني مثلا لم يذكر صاحبنا أن له زوجة و أولادا ولكن اليمني قطعا قد كان

    يكلم الناس بلسانه اليمني ،أو يحاول جاهدا أن يتحدث العامية السودانية . وإن فعل الأخيرة فلا بد

    أن طرفا ولدتها محاكاته لسكان القرية أو محاكاة أهل القرية له، إما لإفهامه أو للسخرية منه كما

    كانوا يفعلون به ، كما صرح كاتبنا. وفي كلا الحالين هو تعايش ثقافي يثري حياة الصبي ود العاقب

    كما فعلت فيه علاقته بالجبرتية (جميلة). وربما لا يزال يحفظ الكثير من لغة (التجرنجا) التي

    تتكلماها الفتاة . أضف لذلك دروباي وغيره ممن لم يذكرهم.

    لكن علاقته بلهجة الهوسا تبدو حميمة فقد ذكر أن لقبه كان (مي كشي) ولم يكن مي

    ناما . وبالمناسبة فإن لفظة مي بفتح الميم وسكون الياء لا تقابل كلمة شيخ عند الهوسا فكلمة شيخ

    هي شيخ عندهم وهي كلمة لا تطلق إلا لمن سما عندهم في مجال التصوف. وللقادرية منهم أتباع شيخي

    عثمان دانفوديو و قد وردتهم من النيجر وهي عربية الأصل يختلفون في نطقها شيك و شيكو وشيكي أما

    المعالج من الشيوخ فهو قودي ( (Godi

    وإذا اشتهر صاحبنا بتعليم القرآن فهو (Maalam ) وهذه المفردة الأخيرة تبدو عربية مائة

    بالمائة لأنها تشابه كلمة معلم – بضم الميم وفتح العين وتشديد اللام – العربية أو هي معلم –

    بفتح الميم وسكون العين وفتح العين والمعلم هو الشيء البارز للعيان. وتأكيدا لذلك أقول إن لغة

    الهوسا – ولا أقول لهجتهم – فيها الكثير من العربية وقواعدها ولكن النطق بها يبعدها عن الأصل

    العربي ، فالهوسا يسمون كل ما يلتصق بالدين بأسمائه العربية مثل قولهم :


    ماكرنتا (أي المدرسة) فكلمة ما كرنتا هي من مادة قرأ وأضافوا إليها الميم في أولها للدلالة على

    اسم المكان لا القراءة نفسها كما أضافوا نفس الميم إلى كلمة مسلاجي (أي المسجد) فأضيفت الميم

    إلى فعل الصلاة التي أبدلوا فيها الصاد فصارت سينا – سلا- وهي كلمة صلاة العربية . لكم كلمة مي

    التي لحقت بكلمة كشي أي العظام تعني حرفيا صاحب العظام ولكنها تترجم عندهم بائع العظيم كما

    تترجم في عاميتنا – بتاع العضام – وكذلك مي ناما بائع اللحم و مي سيري بائع الأقاشي والله أعلم.

    وبالمناسبة وجدت مرة كتابا عن لغة الهوسا في مكتبة بخت الرضا ألفه العلامة عبد الله الطيب الذي

    كان يحبهم حبا جما وهذا باب آخر نرجع إليه في موعد آخر بإذن الله تعالى


    هل تصدق أن كل هذا جاء في نص واحد طبعته لا تزيد على الثلاث أوراق ومفرداته أقل من ألفي مفردة .
    المجتمع:
    المجتمع الذي ذكره ود العاقب بتركيبته تلك يكاد أن يكون هو المجتمع نفسه في كل قرية مما يدع للقارئ فرصة المقارنة . فكأن ود الحليو هي فداسي ، شبشه ، أم برمبيطة أو فطيس سوى اختلافات يسيرة
    مجتمع الجزارين وتجار الماشية هم الميسرون في القرية وهم القادرون على انفاق المال، على الملذات المحرمة سكرا وعربده وكاتبنا صاحب معايشة أصيلة .
    نفس النداءات ... علينا جاي وغيرها لا تختلف من منطقة لأخرى . لها أدبها الخاص ووسائلها المشحونة بالمهاترة والمغايظة دون تورع أو حياء كحال أهل السوق جميعا ولا أخص الجزارين . ينادون بأي لفظ ولو كان مستكرها : كمونية تكبر الورانية ويعنون الكفل ومؤخرة النساء لأن الرجال لا يهتمون بذلك . قد يطلقونها بقصد المغازلة أحيانا. يكثر في السوق الحلف والحلف الفاسق والكاذب : علي الطلاق البهيمة دي بهيمه دعول في البيت وهو يعرف أنه اشتراها من البادية ككل بهائم السوق ، ويقل بينهم التاجر الصدوق.
    تناول ود العاقب المستوى الطبقي للعاملين في الجزارة وأسماهم الجزار الأصيل يليه الكسار فالكرشجي ثم بائع الطايوق أو بائع العظام.
    تناول ود العاقب في النص شقاوة الصبا في غير موضع وبنفس الألفاظ العامية أحيانا : سيجارة قصبة وكيف كان وكيف كان يظن به أهله .
    في موضع آخر يذكر علاقته بالجبرتية وهي علاقة غير عابرة فيها إهداء غال منديل تهديه المحبوبة ، يحرص عليه لكي لا يضيع ويتجشم في سبيله الصعاب لاسترداده , وهذه إضافة ثقافية وإلا فكم صبي كان يستعمل المنديل؟
    التندر بهبرم جانب آخر من شقاوة الطفولة وأنبأني النص بأن صاحبنا كان (بلوى) و (مصيبه ماشه على كرعين)
    الدراما:
    النص مشحون بالدراما في مشهدين أساسين
    الأول منهما : مشهد صيد الطير. وأعجبت بالوصف الدقيق لأدوات الصيد
    (1) شرك الشعر وهو معروف في السودان كله إما أن يكون من شعر الحمار أو الخيل وللموسرين من الكتان والجورسية. يقوم بغزله البارع من الصبية بذات الوصف . وكنا نسمي تلك الأنشوطة ( الفروطية)
    (2) القلوبية: وهي أيضا معروفة ويعرفها حتى ساكنوا المدن وتباع في المحلات التجارية والكناتين (جمع كنتين) وبالمناسبه وجدت نفس المفردة عند الهوسا ولكن أصلها تركي أو فارسي. فوجئت بالزنبرك المذكور في وصف القلوبية ولا أعرف له أصلا ولم أره إنما هو لسان من السلك يوضع فيه الطعم.
    (3) الكفاي: وهو نادر الاستعمال في وسط السودان ويكثر في غربه وكنا نعيب عليه أنه قليل الصياد مقارنة بغيره كما أنه يحتاج لصائد (حريف) سريع وخفيف الحركة.
    (4) الكواش : ولا أعرفه حتى يومي هذا ولكني ربما قد رأيته في أحد الأفلام الرومانية القديمة وربما كان فلم هرقل
    باقي المشهد ملئ الغناء والتعاويذ التي كنا نظنها شرطا أساسيا لجلب الحظ أو مناداة الطير ومثلهم كنا نغني لكل طائر باسمه كقولنا
    القديلي يا أبو حوه
    القديلي شركك جوه
    القديلي في المالوفة
    القديلي ترتر شوفه
    القديلي في المتله
    القديلي دخل الحله
    المشهد الثاني :
    على بساطته رائع وهو (تأريخ) حقيق لسيارة ربما انمحت من الوجود . لوري معروف باسم ما . كعادة الصبية . مأساة اللوري هبرم وربما ألصق به الاسم بعد أن شاخ. وقطعا كان له اسم آخر قبل هرمه . فهذه عادتنا إذا جاء السائق باللوري وهو جديد كتب على أحد أبوابه ( الغرز نشابو) وعلى الآخر (قائد الأسطول) وربما كان في مؤخرة اللورى عبارة (أسد الخلا) حتى إذا شاخ اللورى كتب على نفس الباب (يالطيف) وعلى الآخر (يا ساتر).
    هبرم ربما كان أوستن (الابيض ضميرك) وربما تيمس (القاقرين) أو نيسان ولكني أظنه بيدفور (سفنجه ) خضراء أو زرقاء . أحضرها صاحبها أول ما أحضرها من بورتسودان وعليها لوحة (6 ب ح) وصندوقها من الخشب وقفت في الحارة تبهر الناظرين . ذبح لها خروف وغمس صباح الخير يده في الدم وطبعها على اللوري منعا للحسد. ثم أرسل اللوري ليصنع له صندوق الحديد ولما رجع اللوري . اصطف الناس على جانبي الطريق والسفنجة العروس تشق الطريق على الأرض وتشق أكباد الصبية بصوتها الحنين. والمساعد الكبير يركب فوق ( التنده) مقلوزا طاقيته في عجرفة ، فهو المهندس الذي ركب الأمواس في (الكوز) . كان السائق يعبث بأنغام (البوري) في إيقاعات معروفه ليظهر مهارتها وللصبية مع هذه الإيقاعات أغان مختلفه
    شنطتها شالتها ختتها في ...ها وهذا يغنيه كبار الصبية
    والصغار يقولون
    السفنجة واي واي
    خواجة رسمم ياي ياي
    سواق القدير وسواي
    طوطحك ياسمحه جاي جاي
    شاخت بعد ذلك هبرم وسخر منها صبية ود الحليو وعلى نفس الأنغام صاغوا
    هبرم هبرم يالكركوبه
    يالحاضره عرس الحبوبه
    دورتك بالمنفله
    كوراك ضرب في الحله
    وبحق هذه عبقرية صبية ألفت هذا النص الذي هزني رغم مأساويته . لا حظ السخرية والصورة التصويرية لها
    دورتك بالمنفله كوراك ضرب في الحله أي أن اللوري لا يدور أصلا إلا بمساعدة وحفز خارجي وهذا عيب كبير وحتى إذا دارت الماكينة فهي ماكينة لها هدير سماه كوراك
    التحية للموسيقار ود العاقب وإلى لقاء





    أبي عز الدين البشرى أحمد
                  

07-23-2006, 12:27 PM

أحمد الشايقي
<aأحمد الشايقي
تاريخ التسجيل: 08-08-2004
مجموع المشاركات: 14611

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبو بكر العاقب و موت (شماشي)، قصة قصيرة (Re: ابي عزالدين البشري)

    إبداع


    يا أسـتاذنا,

    والشكر للمبدع


    أبو بكر العاقـب


    تحياتي




    أحمـد الشايقي
                  

07-24-2006, 00:52 AM

ابي عزالدين البشري
<aابي عزالدين البشري
تاريخ التسجيل: 03-28-2006
مجموع المشاركات: 1178

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الشايقي، مرحبا (Re: أحمد الشايقي)

    الأخ الأستاذ أحمد
    التحية
    رجائي قراءة التعليق العام الذي أنزلته اليوم والرجاء التكرم بالتعليق على عمل أبي بكر ولو في بريده الخاص
                  

07-26-2006, 10:53 AM

ابي عزالدين البشري
<aابي عزالدين البشري
تاريخ التسجيل: 03-28-2006
مجموع المشاركات: 1178

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قصيدة سلمى للشاعر ود العاقب (Re: ابي عزالدين البشري)

    سأقوم برصد نماذج من شعر الكاتب أبي بكر عبد القادر العاقب وهي نماذج من شعر الصبا
    وأتمنى مقبلا أن أجد له نماذج جديدة

    سلمى

    سلمى تعالي ولا تستضعفي ناري وأنقذي القلب من تدمير إعصاري

    هيا لقربي ولا تستعجلي لغد غذاً تناجيك ألحاني وأشعاري

    يوماً نكون به روحاً موحدة والوجد يصهرنا كالشمع بالنار

    يوماً نكون به طيرين في فنن نحكي هوانا لأزهار وأزهار

    والجدول الثر رقراق يطالعنا واللحن منه شجي دون أوتار

    لحن يدغدغ روحينا ويحملنا فوق السحاب وفوق السبع أقطار

    أرواحنا سكرت والكأس مترعة تبث عرف الهوى للمدلج الساري

    نمسي ونصبح في قرب وفي ولهٍ كالفرقدين على يسر وإعسار

    أهواك سلمى وما ذنبي إذا رحلت روحي للصنو نقي الردن معطار

    أهواك سلمى فقلبي لا يرافقنى وقر عندك مثوى الأهل والدار

    لا تسأليني عن صحبي وعن وطني داري بعينيك يا هذي وسماري

    في مقلتيك سيوف الهند مشرعة من كل نصل رقيق الحد بتار

    عيناك بحر يناديني ويغسلني من كل هم وآلام وأوزار

    في وجنتيك زهور زانها شفق قلبي إليها عجول غير صبار

    سقيا لدارك سلمى دونما تلف من كل سارٍ جزيل القطر مدرار

    كيف التداني ودهري لا يطاوعني في مبتغاي ولا يصغي لأعذاري

    رحماك يا دهر ضاع العمر فأسَ له بين القراطيس والأقلام تسفاري

    إن كان في العمر والأيام متسع فسوف نروى هوانا العارم الضاري

    دهري سيسعدني يوماً ويجمعني بمن جعلت هواها كل أوطاري
                  

08-11-2006, 03:45 PM

أبوبكر عبد القادر العاقب
<aأبوبكر عبد القادر العاقب
تاريخ التسجيل: 08-03-2006
مجموع المشاركات: 348

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبو بكر العاقب و موت (شماشي)، قصة قصيرة (Re: ابي عزالدين البشري)

    أستاذي الفاضل أبي البشرى ،
    تحيات عطرات كعطر الكلمات الطيبة التي قلتها عني ، مدين لك بالكثير،
    سأعود إليك حالما أتأقلم ،
    دمت ،
                  

08-11-2006, 04:12 PM

ابي عزالدين البشري
<aابي عزالدين البشري
تاريخ التسجيل: 03-28-2006
مجموع المشاركات: 1178

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مرحبا بك أخي أبي بكر عضوا (Re: أبوبكر عبد القادر العاقب)

    .

    أخي الشاعر المرهف
    أبي بكر عبد القادر ، مرحبا بك عضوا في المنبر، وسأهدي لك في الزيارة القادمة لحن الاستقبال
    ولك صادق حبي

                  

08-12-2006, 01:43 AM

إسحاق بله الأمين
<aإسحاق بله الأمين
تاريخ التسجيل: 06-29-2006
مجموع المشاركات: 1371

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مرحبا بك أخي أبي بكر عضوا (Re: ابي عزالدين البشري)

    يا هلا وألف مرحبا
    بأهل السماحة والندى

    فالقلب لكم واحة
    وحدقات العيون لكم مسكنا

    الأستاذ أبي
    سلام واحترام
    إنضمام الأستاذ ود العاقب لهذا الموقع الرائع أمنية قد تحققت. ود العاقب سيثري الموقع بإبداعه المتنوع. ألف مرحباً أخي أبي بكر وخالص الود لكما.
                  

08-12-2006, 04:10 AM

ابي عزالدين البشري
<aابي عزالدين البشري
تاريخ التسجيل: 03-28-2006
مجموع المشاركات: 1178

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
كلي ثقة أن أبا بكر سيكون.. (Re: إسحاق بله الأمين)

    .

    الأخ إسحق

    لك الشكر
    فعلا سيكون وجود ود العاقب بيننا إثراء للمنبر. أرجو منه الكثير، وأثق في نجاحه
    و أكرر شكري.

                  

08-12-2006, 08:17 AM

أحمد الشايقي
<aأحمد الشايقي
تاريخ التسجيل: 08-08-2004
مجموع المشاركات: 14611

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مرحبا بك أخي أبي بكر عضوا (Re: إسحاق بله الأمين)

    هذا المكان دافئ جـداً


    جاء الأديب أبو بكر العاقـب

    تسبقـه الدهشـة الثراء والامتاع عالي القيمـة,

    ( فالفخــر جـــاء )

    وبحضــور الكوكبـة استاذنا أبي وأستاذنا اسـحـق بلـة الأمين,

    يطيب اللقاء والبقاء..


    دمتم طيبين يا أصدقائي,

    أحمـد الشايقي
                  

08-12-2006, 09:01 AM

ابي عزالدين البشري
<aابي عزالدين البشري
تاريخ التسجيل: 03-28-2006
مجموع المشاركات: 1178

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مرحبا بك أخي أبي بكر عضوا (Re: أحمد الشايقي)

    Quote: هذا المكان دافئ جـداً


    الأخ أستاذ أحمد

    سلامات

    هذا المكان تخذ دفئه بقدومك وسيظل سحره مؤتلقا بوجودك، وستوقدون ألف شمعة بدلا من لعن الظلام. وأبوبكر وإسحق وكل الكرام ينتظرونك.

    ولك حبي
                  

08-13-2006, 01:18 AM

إسحاق بله الأمين
<aإسحاق بله الأمين
تاريخ التسجيل: 06-29-2006
مجموع المشاركات: 1371

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مرحبا بك أخي أبي بكر عضوا (Re: أحمد الشايقي)

    الأستاذ الشايقي
    تحية وشوق
    ( فالفخــر جـــاء )

    ياأستاذ أنت الفخر ونحن فخورون بيك والفخر راجيك وباريك(مكتوم، غزليتي ، بعينيك أغرق، والقائمة طويلة).الأستاذ ودالعاقب والأستاذ أبي وصحبه الكرام(أولاد الدويم) كوكبة تنير لنا الطريق وبنورها نهتدي.
                  

08-16-2006, 02:40 PM

أبوبكر عبد القادر العاقب
<aأبوبكر عبد القادر العاقب
تاريخ التسجيل: 08-03-2006
مجموع المشاركات: 348

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبو بكر العاقب و موت (شماشي)، قصة قصيرة (Re: ابي عزالدين البشري)

    يا أحبابي لقد وضعتم على رأسي تاجا من الفخر بكلماتكم واستقبالكم الحاشد ، المكان يعمره الدفء بوجودكم وأنا قد أتيت أستمد القليل مما لديكم وأضع بين يديكم مالدي على استحياء
    دمتم لناأستاذ أبي وأستاذ إسحق وأستاذ الشايقي
                  

08-17-2006, 02:49 AM

بابكر عثمان مكي
<aبابكر عثمان مكي
تاريخ التسجيل: 06-11-2006
مجموع المشاركات: 879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبو بكر العاقب و موت (شماشي)، قصة قصيرة (Re: أبوبكر عبد القادر العاقب)

    الاخ الفاضل ..ابى عز الدين البشرى ( هل صحيح ان يستهل الاسم بابى فضلا" عن ابو ) مجرد تساؤل لغوى .

    ابوبكر العاقب .. لاتخطىء العين حروفه ... استلبنى النص حتى موت الشماسى ... واستفزنى جدا"
    تلك العلاقة الغريبة بين الموت والنقود . فحتى محاولة فتح الادراج تكون بداية لموت انسان
    لماذا يظل الانسان فى بلدى رخيصا" وتفها" .؟؟؟


    الومه فى استخدام كلمة (مصرف ) فقد شتت جهد القارى لان اللفظ لايستخدم الا اقتصاديا" .


    لك اعتزازى وتقدير لتقديمه لنا واتمنى ان يكون تحليلى سليما"
                  

08-17-2006, 11:45 AM

ابي عزالدين البشري
<aابي عزالدين البشري
تاريخ التسجيل: 03-28-2006
مجموع المشاركات: 1178

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أستاذ بابكر، مرحبا بك وبرجوعك سالما (Re: بابكر عثمان مكي)

    Quote: الاخ الفاضل ..ابى عز الدين البشرى ( هل صحيح ان يستهل الاسم بابى فضلا" عن ابو ) مجرد تساؤل لغوى


    أخي الفاضل الأستاذ بابكر عثمان مكي

    أشكرك على هذه الزيارة الكريمة، وقبلا أسأل الله لك دوام العافية، وأحمده على خروجك من غرفة العمليات معافى، لتواصل مشوارك الجميل.
    ويحق لك أن تسأل، ولكنك رجل رقيق تسأل وكأنك تعتذر، فلك حبي
    كثيرون يظنون أن اسمي هو (أبو عز الدين)، وهذا خطأ . فإن اسمي (أُبـَـيّ ) بضم الهمزة وفتح الباء وتضعيف الياء، وهو تصغير كلمة (أب) وليس كنية لي كما يتبادر لأذهان الكثيرين. وسماني والدي ذاك الاسم تيمنا بالصحابي المشهور ، أبي بن كعب بن ثور الأنصاري، وهو واحد من أربعة أسماء من أسماء الصحابة الذين عرفوا بنفس الاسم واسم الأب . ويمكن الرجوع في هذا لطبقات الرجال وطبقات المحدثين. وكثيرا ما يضايقني بعضهم بقولهم " يا أبي بن خلف"، إما للمضايقة المقصودة أو لعدم العلم ، والأخير هو منافق معروف، وهو الذي أحضر عظم الدابة وفته أمام الرسول صلى الله عليه وسلم، وقال له : " أتزعم يا محمد أن ربك يحيي هذا؟"
    فرد المصطفى عليه السلام : " يحييه ويدخلك النار" ، فنزل قوله تعالي:" وضرب لنا مثلا ونسي خلقه ، قال من يحيي العظام وهي رميم – يس- . و فاعل ضرب و فاعل نسي ، هو أبي بن خلف، والضمير الهاء في خلقه يرجع إليه أيضا. وآخر مشهور بنفاقه، أبي بن سلول، وابنه عبد الله.
    أما الإعراب في كلمة أبي ( بفتح الهمزة) إذا كان القصد الكنية (وهو سؤالك)، فلا شك أنه يعرب كما تعرب الأسماء الستة . فإذا كان أول الكلام أعرب مبتدأ، إلا إذا قدر شيء قبله؛ مثل قولك ترد على سؤال من سألك:
    " كتاب من هذا؟" فتقول: " أبي أحمد"، وجـُـرَّ الاسم رغم وقوعه في بداية الكلام على تقدير. أي أنك تعني ( كتاب أبي أحمد) ويكون الاسم هنا مجرورا بالإضافة إلى كتاب. ومثله كثير ، مثل كتابة ( المعلمين على باب المكتب وهي صحيحة على تقدير (مكتب المعلمين) وتصح ( المعلمون ) على تقدير ( المعلمون بالداخل)، وهذا باب واسع.
    ولكن عند بعض قبائل العرب، نهج في استعمال الأسماء الستة كلها بالرفع، جاء أبو ذر وقابلت أبو ذر ومررت بأبو ذر، ولكن لا مسوغ للاعتداد بهذا الآن بعد انقراض من تحدث بذلك وإن صح ما نقله الأصمعي و الثعالبي من سماعهم لذلك، فهنالك لغات كثيرة شاذه. و المختار الآن عند فقهاء فقه الكوفيين خاصة ، استعمال الأسماء ( وعندهم خمسة أسماء فقط)، كما هي ، رفعا بالواو و نصبا بالألف وخفضا بالياء. ولبعضهم اعتراض على ذلك (في فلسفة النحو) وقالوا إن قولنا مرفوع بالواو خطأ، والصحيح عندهم أن نقول ، في جملة ( أبوك مسلم): أبوك مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه الواو، نيابة عن الضمة. وهكذا.
    وعند البصريين ، أنها كما أسلفت ستة ولا يشذ إعرابها ، بل إن كثيرا من فقهاء البصريين النهج الفلسفي الأخير.
    أما إذا كان الاسم ( أبي ) بفتح الهمزه علما ؛ مثل (أبي كلاب) ، فالرجل سماه أبوه كذلك ، فنقول:
    حضر أبي كلاب وحين نعربها نقول (أبي كلاب) علم في محل رفع فاعل، و قابلت أبي كلاب، نقول فيها : أبي كلاب علم في محل نصب مفعول به. فهل كنا سنتماحك في إعراب العلم (اليزيدون) وهو علم لرجل؟ ويجوز لي أن أسمي ولدي( الذي ركب البحر) وأقول حضر الذي حضر من البحر، ولن يصعب إعرابها إذا عاملنا العلم كله معاملة واحده وجعلناه في محل رفع فاعل. والله أعلم
    وأواصل الرد على السؤال الثاني

                  

08-18-2006, 11:28 AM

abubakr
<aabubakr
تاريخ التسجيل: 04-22-2002
مجموع المشاركات: 16044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أستاذ بابكر، مرحبا بك وبرجوعك سالما (Re: ابي عزالدين البشري)


    عزيزي ابي ..الصدفة اتت بي هنا وانا ابحث عن زاد لعقلي وروحي "شماسي من اهل الوفرة !!امتلات بطنه فيبحث عن ما يملا عقله " بين اكوام من مداخلات و مساجلات وصراعات كاكوام القش.. صارت الكلمة الزاد صعبة تبحث عنها كالابرة في تلك الاكوام .. في مكان غير هذا نتجازب انا وانت وجمع جميل ودا من قصص عفوية اختلقناها نروح بها عن انفسنا دون ان نؤلم احدا ..(هل صار لزاما علي البشر ايلام بعض لترويح عن النفس ؟)....ما علينا هناك كتبت لك عن "ابي" بكل تشكيلاتها التي عصيت علي من هو لسانه رطاني مثلي وصدفة وجدت اجابات لها هنا.. وهنا وجدت رسما معبرا بالكلمات عن شماسي جعلنا القاص وكاننا نعرفه وانها ليست قصه القاص ولكننا شاهدناها معا .. انا من العامة ولا اعرف مقايسس الخاصة من اهل العلم في نقد كتابات البشر ولكن هذا القاص كتاب (التشكيل يجعلها ليس بكتاب نتصفح ) رسام بناء عظيم ( عرفت انك بناء بالكلمة و كذلك بالجالوص حقيقي في كتاب لك عن جدك المرحوم- جازاه الله بخير ما عمل مما ذكرت- )
    شكرا علي القصة وتفسير "ابي" التي عصيت علي جني الرطان
    ودمتم
    ابوبكر

    (عدل بواسطة abubakr on 08-18-2006, 11:30 AM)

                  

08-18-2006, 12:11 PM

ابي عزالدين البشري
<aابي عزالدين البشري
تاريخ التسجيل: 03-28-2006
مجموع المشاركات: 1178

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أبوبكر الرطاني، تسلم يا غالي (Re: abubakr)

    .


    أخي الغالي أبابكر

    لك التحايا والشوق. كنت أحاول مراسلتك في الماسنجر ولكن الماسنجر خذلني. أمر هام وخاص وددت مناقشتك فيه. حاول قدر المستطاع مراسلتي في الماسنجر لأتمكن من الرد عليك. وهاتفي وبريدي موجودان بملفي.
    وتسلم يا جنى الرطاني. الرطانة أهل حضارة عريقة، وهم من آوو المسلمين في هجرتهم و للدكتور مندور المهدي مؤلف يذكر فيه أن أرض الحبشة المقصودة - في هجرة المسلمين الأوائل، ما هي إلا أرض السودان وبلاد النوبة. وأكد ذلك البروفسور المرحوم طيب الله ثراه ، الدكتور عبد الله الطيب. وكنت أود أن أستوثق أكثر من البروفسور جعفر ميرغني ولكنه هاجر. أحب الرطانة.
    شكرا لك و للزيارة الكريمة وأتوقع مراسلتك أو اتصالك ولك حبي.


    .
                  

08-18-2006, 09:21 PM

abubakr
<aabubakr
تاريخ التسجيل: 04-22-2002
مجموع المشاركات: 16044

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبوبكر الرطاني، تسلم يا غالي (Re: ابي عزالدين البشري)


    عزيزي ابي (هذه التي بالضمة )
    ازدان يومي برسالتك في صباح بدا مبكرا في شرق انت منه غرب ذهبت اليه كعادتي لالاقي بعض من كبدي - بنتي- حيث تدرسان ..ساكتب اليك وما الكتابة الاليكترونية الا اداتي منذ ثمانينات القرن الماضي الا ان اكتب بعربية فهي سنتي الاولي ولذا انقر الحرف نقرا كالطير فيصعب علي التشكييل ...
    اكثر من 4 عقود وانا مهتم بسيرة منطقتي واهلي النوبة ولي موقع منذ عقد او اكثر فيه من معلومات قصدت منها اهل الغرب الذين اختلط عليهم الامر :

    http://thenubian.net
    وودت لو قرات للجاحظ بعضا مما كتب عن السودان ولشيخي جمال محمد احمد وجدان افريقيا .. لشيخي جمال افردت مدونة اليكترونية وهي موجودة هنا تجد فيها مساجلات بيني وبين زميل دراسة وعمل بيكاسو ( عبدالله الشقليني):

    http://gamal86.blogspot.com

    وسالتقي بك في واحتنا نتصارع حول نخلاتنا الافتراضية وبيت الجالوص كذلك

    ودمتم
    ابوبكر سيداحمد
                  

08-19-2006, 03:06 PM

أبوبكر عبد القادر العاقب
<aأبوبكر عبد القادر العاقب
تاريخ التسجيل: 08-03-2006
مجموع المشاركات: 348

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أستاذ بابكر، مرحبا بك وبرجوعك سالما (Re: abubakr)

    الأستاذ أبوبكر،
    أنت سميي (أي تحمل نفس اسمي) وقد كان هنالك اسم في السودان قابلني أكثر من مرة لكنه اختفى حيث كان بعض الناس يسمون الإبن إذا ولد لهم "سمي جدو" أي يحمل اسم جده. عفوا لهذه التخريمة،
    تحياتي لك وأسعدتني هذه الزيارة, كلنا من العامة أو كما قال صلاح عبد الصبور على لسان الحلاج:

    أنا رجل من غمار الموالي
    فقير الأرومة والمنبت
    فلا نسبي يرتقي للسماء
    ولا رفعتني لها ثروتي
    ولدت كآلاف من يولدون بأيام هذا الوجود
    لأن فقيرا أوى نحو حضن فقيرة
    وأطفأ فيه مرارة أيامه القاسية

    دمت لنا ،
                  

08-19-2006, 02:56 PM

أبوبكر عبد القادر العاقب
<aأبوبكر عبد القادر العاقب
تاريخ التسجيل: 08-03-2006
مجموع المشاركات: 348

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبو بكر العاقب و موت (شماشي)، قصة قصيرة (Re: بابكر عثمان مكي)

    الأخ الأستاذ الفاضل بابكر ،
    أولا غمر النور هذ البوست بقدومك الطيب ، أتمنى لك دوام الصحة والعافية.
    أن يصير الإنسان رخيصاً وتفها فهذا ما نسعى لتعريته وكشفه ومن ثم معالجته حتى تتسق الحياة في مجموعها. أتمنى أن يطول استفزاي لك حتى تخرج لي كثيرا من الإضاءات التي أحتاجها وأحسب أن لديك الكثير وربما منعتك المشاغل من إيراده ، أتمنى عودتك مجددا.
    أما بالنسبة لكلمة مصرف التي علقت عليها فهي من ناحية المعنى لا غبار عليها لكنها قد تبدو مربكة للبعض وربما كان من الأجدر أن أقول "مصرف مياه الأمطار" حتى أميزها عن المصرف الآخر رغم أننا في السودان لا نستخدم كلمة مصرف ونستخدم بدلا عنها الكلمة الإنجليزية "بنك" ، ومع ذلك فإن هذه إضاءة بالغة الأهمية بالنسبة لي.

    دمت ولا تحرمنا من طلتك.
                  

08-17-2006, 12:04 PM

ابي عزالدين البشري
<aابي عزالدين البشري
تاريخ التسجيل: 03-28-2006
مجموع المشاركات: 1178

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أستاذ بابكر و مفردة مصرف وغيرها (Re: ابي عزالدين البشري)

    .
    Quote: الومه فى استخدام كلمة (مصرف ) فقد شتت جهد القارى لان اللفظ لايستخدم الا اقتصاديا" .



    بالنسبة إلى مفردة مصرف، كنت سأتولى الرد نيابة عن صديقي أبي بكر ود العاقب، ولكنه الآن عضو بالمنبر العام ويمكنه الرد عليها وليس من الذوق أن أتولى الرد نيابة عنه . وإلى أن نرى رده، في خاطري الكثير حول هذه المفردة وغيرها.
    ولكن بكل أمانة، يا أخي، إننا أصبحنا نواكب الجاري(current) ونستعمله دون حرج. ولو أننا أردنا أن نستقصي هذه المفردات، لأعيتنا.
    وربما يكون هذا نفسه اتجاها جديدا لم يؤسس له – لا علم لي -. ولكن الذي يهمني بكل صراحة في القصة ، خاصة، تناول المادة موضوع الكاتب، و النظر فيها ، كقيمة أدبية محضة ، تفرز تجارب محددة في قالب أدبي، وتتوسل بنفس النص إلى أهداف سامية ، يقصدها كاتب النص. وهي محل رصد دقيق من قبل الناقدين.
    ولا أعني مطلقا، أن نتجاهل حدود النحو والصرف وقواعدهما. ولكن ذلك سهل إصلاحه ، أعني تصحيحه، ولكن الإبداع الأدبي في حد ذاته هو الشاغل الأهم. وأستثني القصيدة الشعرية ، فذلك شأن آخر.
    أتركك وفي ذهني كثير من المفرادات التي جرى استعمالها وهي خاطئة ولو حاولت تصحيحها لعجزت. مثل كلمة (المتواجدون) التي أراها أعلى الصفحة الآن وأنا أكتب، ويعنون (((( الموجودون)))) لأن المتواجد هو الذي يظهر الوجد، أي شد الشوق، وغيرها الوجــِد بكسر الجيم ، وهذا مبحث واسع، والله أعلم.
    ولك ودي وخالص شكري


    .
                  

08-19-2006, 10:02 AM

بابكر عثمان مكي
<aبابكر عثمان مكي
تاريخ التسجيل: 06-11-2006
مجموع المشاركات: 879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أستاذ بابكر و مفردة مصرف وغيرها (Re: ابي عزالدين البشري)

    الاخ المحترم ..أُبى

    اشكرك على التوضيح (فى الاسم ) ..فقد فاضت معلومات عظيمة بسببه ، يكفى فقط تفسير الأية الكريمة بارك الله لك فيه والزمك نهجه واهداك مسماه برزق الحسنات كما ترزق الطير فى اوكارها.


    اما بخصوص (المصرف ) فانا اتفق معك بان التزام اللغة يفسد النص فى كثير من الاحيان
    ولكنه مهم .


    دمت طيبا" وكريما
                  

08-28-2006, 09:09 AM

أبوبكر عبد القادر العاقب
<aأبوبكر عبد القادر العاقب
تاريخ التسجيل: 08-03-2006
مجموع المشاركات: 348

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: زهرة الأحلام (قصيدة أخرى من دفتر الصبا) (Re: ابي عزالدين البشري)

    الإخوة الأعزاء ، هذه قصيدة أخرى من دفتر الصباأظنها كتبت في عام 1986م، وبمداخلاتكم نستنير (عذرا لسوء التنسيق):

    يا زهرة الأحلام يا حلم الصبا قلبي لقلبك قد هفا وتقربا
    يا من يغني الطير مسحوراً بها ورأى الهلال جبينها فتحجبا
    يا زهرة ضحك الزمان لقربها ولبعدها عبس الزمان وقطبا
    وجه أهيم به ودون ضيائه أرى كل ضوء قد خبا
    يا من ملكتِ الروح مني فارحمي صبا يبيت مسهدا ومعذبا
    يرنو إليك بمقلة فاضت هوىً حملتكِ في الأحداق معنى أرحبا
    صبري عصى والعين حرمت الكرى والقلب في نار الغرام تقلبا
    تغفو العوالم كلها إلا أنا حيران أرقب طيفك المتوثبا
    يدنو وينأى ثم يدنو لاهيا فكأنه قد خال جنبي ملعبا
    ناديته لأبثه حبي الذي في خافقي فأبى وأسرف في الإبا
    ولقد صبرت على الهوى وحملته فازددت شوقا بالهوى وتغربا
    وينوشني زمن طلبت نواله فوجدت منه البرق دوما خلبا
    وظللت في بحر المودة سابحا زمنا لأستجدي الزمان المجدبا
    أن يجمعن بيني وبين زهيرة فاقت زهور الروض أو ورد الربا
    لنكون في حب وصفو مودة نسقي الزمان الكأس صرفا أصهبا
    كأسا مشعشعة يطيب مزاجها ما خاب شاربها ولا يوما كبا

    (عدل بواسطة أبوبكر عبد القادر العاقب on 08-29-2006, 07:17 AM)

                  

09-25-2006, 11:53 AM

ابي عزالدين البشري
<aابي عزالدين البشري
تاريخ التسجيل: 03-28-2006
مجموع المشاركات: 1178

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رمضان كريم... (Re: ابي عزالدين البشري)

                  

10-23-2006, 01:52 AM

ابي عزالدين البشري
<aابي عزالدين البشري
تاريخ التسجيل: 03-28-2006
مجموع المشاركات: 1178

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
بمناسبة عيد الفطر ،أعاده الله علينا وعليكم بالخير (Re: ابي عزالدين البشري)


                  

10-23-2006, 09:14 AM

أبوبكر عبد القادر العاقب
<aأبوبكر عبد القادر العاقب
تاريخ التسجيل: 08-03-2006
مجموع المشاركات: 348

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبو بكر العاقب و موت (شماشي)، قصة قصيرة (Re: ابي عزالدين البشري)

    كل عام وأنت بخير يا أبا عمر وربنا يديم عليكم وعلينا الأفراح
    لك المودة بحراً ذاخراً،
                  

10-23-2006, 11:07 AM

ابي عزالدين البشري
<aابي عزالدين البشري
تاريخ التسجيل: 03-28-2006
مجموع المشاركات: 1178

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ود العاقب مشكور.. (Re: أبوبكر عبد القادر العاقب)

    العزيز ود العاقب
    التحية لك وللأبن أحمد و للعزيزة ريم ومبروك ميلاد آية وأبارك لأم أحمد.
    وعيد سعيد وكله عام وأنتم أفضل.

                  

10-23-2006, 11:38 AM

Shinteer
<aShinteer
تاريخ التسجيل: 09-04-2002
مجموع المشاركات: 2525

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبو بكر العاقب و موت (شماشي)، قصة قصيرة (Re: أبوبكر عبد القادر العاقب)

    "ده الجـنـَّـن عبد القادر". كيفك يا أبا بكر؟. جابني اسمك للديار وتذكرت "البرق الخلّب"، ابنة البركس، قبل أن تنزلها هنا .. وتذكرت شيخ العفاريت الهادي يوسف داؤود .. و"ده الجنن عبد القادر".
    والله زمن.

    تحياتي لك وللعيال. وأنا في طريقي إلى الاختفاء.
                  

10-25-2006, 04:11 PM

ابي عزالدين البشري
<aابي عزالدين البشري
تاريخ التسجيل: 03-28-2006
مجموع المشاركات: 1178

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Shinteer (Re: Shinteer)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de