|
بارانويا السوق ام فوبيا الاجانب (Re: محمد حسبو)
|
ثانيا، التحرير:
هو إلغاء تدخل الدولة في الأسواق المالية و إزالة العوائق من أمام التجارة
يتمتع الأخير، تحرير التجارة بمساندة واسعة و أنويّة بين نخب البلدان الصناعية المتقدمة، و يفترض في تحرير التجارة أن ينمي دخل البلد من خلال نقل موارده من وجوه استعمال قليلة الإنتاجية إلى أخرى أكثر إنتاجية، أي أن يستعمل ميزته التفاضلية يؤدي تحرير التجارة إلى زوال صناعات غير فعالة تحت ضغط المنافسة الدولية، و بالتالي زوال وظائف كانت تكفلها هذه الصناعات، ويعتقد أنصار التحرير أن وظائف أخرى ستنشأ بزوال تلك القليلة الإنتاجية (الانبثاق الذاتي للوظيفة) و هو مالا يمكن تأكيده في البلدان النامية خصوصا لان إنشاء شركات و وظائف جديدة يستلزم رأسمالا و روح مبادرة، لا يتوفران غالبا بسبب نقص التربية و النقص في التسليف المصرفي و ارتفاع أسعار الفائدة إن تحرير التجارة يحظى بقبول اقل بسبب سياسات الدول الصناعية الكبرى نفسها، لأنها بينما تطالب الدول النامية بفتح أسواقها، تقوم هي بممارسة سياسة الحماية لصناعاتها المحلية، بتوفير الدعم و زيادة العوائق أمام حركة الاستيراد، و هي سياسة المعايير المزدوجة رائجة الصيت، و تستعمل في ذلك كل الأساليب، التهديد بالعقوبات و حبس المساعدات
إلا إننا هنا ينبغي أن نتلافى خلطا طالما وقعنا فيه، و هو المزج ما بين رأس المال المحلي و المستهلك المحلي، فحين ظللنا ننادي بضرورة حماية الصناعة الوطنية على سبيل المثال، فقد كنا بشكل، نطالب حقيقة بحماية رأس المال الوطني لا المستهلك أو الذين يبيعون قوة عملهم بالضرورة، فمن البديهي أن المستهلك يهمه الحصول على سلعة جيدة و بسعر اقل، و هو ما توفره بالضبط الرساميل الكبيرة و حركة الاستيراد النشطة، فتح أسواق جامايكا أمام صادرات الحليب الاميركية في 1992 أدى لخسائر في جانب منتجي الحليب المحليين، إلا انه سمح لأبناء الفقراء بالحصول على حليب أفضل و ارخص ثمنا، و حتى مشكلة البطالة يمكن وضعها على طريق الحل بفتح الباب لاستثمارات كبيرة و لو أجنبية، و من نافلة القول أن ذلك يجلب معه أيضا مدخولات أعلى للأفراد و رفاهية اكبر للمجتمع
أما تحرير الأسواق المالية، فهو كارثة محققة عندما يجري دون التنظيم الكافي للقطاع المالي، بتعزيز النظام المصرفي و تأهيله، بالرقابة على المصارف، و أساسا تنظيم أسواق المال و الرساميل إن تجارب عديدة تلهمنا لم ينبغي الحذر و التدرج، مثل دراما انهيار النمور الآسيوية، و تجربة كينيا المجاورة، التي استجابت لضغوط صندوق النقد الدولي، الذي دفع كينيا ذات النظام المصرفي المتواضع، إلى تحرير أسواقها المالية، لتحريك الاقتصاد مقترحا شحذ الاستثمارات عبر تخفيض معدلات الفائدة، و بالفعل حدث نمو متزايد في مصارف قطاع الأعمال المحلية، نمو مجوّف، انتهى إلى إعلان أربعة عشر بنكا إفلاسها في خلال العامين 1993 و 1994
كثير من البلدان تحوز تنظيمات مالية لا فائدة منها سوى تجميد حركة الرساميل، وهذه يجب إلغائها لمصلحة تشجيع الاستثمار، و صحيح أن الأسواق الحرة اشد فاعلية و أن المزيد من الفاعلية يتيح الفرص لنمو أسرع (و سنتعرّض لمساهمة روبرت صولو الممتازة حول نظرية النمو)، و صحيح أيضا أن التحرير يعزز الاستقرار بتنويع مصادر التمويل و سد نقص التسليف الداخلي، إلا أن شيئا من هذا لا يحدث عندما يحرر الاقتصاد أسواقه قبل توفيق أوضاعه، بالتنظيم الكافي للقطاع المالي، و تطوير فرص النمو الداخلي، و تحسين معدلات التوفير، في عالم شهد قبل شهرين اندماج بورصتي نيويورك و يورونكست لخلق السوق المالي الأكبر في العالم، و اندماج مؤسسات مثل سيتي بنك و ترافلرز كي تتمكن من الاشتراك بفاعلية في المنافسة
يعني تحرير التجارة تلقائيا، فتح الباب للتوظيف الأجنبي، أي رأس المال الأجنبي، شركاته عابرة الجنسيات، و وكلائه، و فوبيا الأجانب، هي إحدى غيلان الميثولوجيا الشعبية لليسار، كمعادل لفوبيا الصليبية عند الأصولية الإسلامية، رغم أن استنتاجات ماركس بشأن الربح الحدي، مصدر التناقض الرأسمالي، تنطبق على الجميع – لو أنها تنطبق- أجانب أو محليين، لعلنا لا نحس بالضيق من وجود شركات مثل البيبسي كولا بيننا، فضلا عن السيارات اليابانية أو شركات النفط، و ربما الماكدونالد، لا مجال للشك أن الشركات الكبرى تغرق الوحدات الصغيرة، و قد تقذف بها خارج السوق، و ربما تعود لتستخدم قدراتها التنافسية، لفرض واقع احتكاري بعد طرد الآخرين، إلا أن التجربة، و التطبيق، يقولان بأنه حتى مع أسوأ التحضيرات، فإن البيئة المحلية تستطيع التكيف، و اعني رأس المال المحلي و الصغير، و أن صناعات أخرى و مجالات استثمار جديدة تولد، و كذلك مرة أخرى وظائف جديدة، إن تمدد الطبقة الوسطي، لم يأت من فراغ، و قدرتنا على الاستجابة حتى لثقافة الاستهلاك البذيئة ليس لان الميديا البرجوازية تحضنا و تقولبنا على ذلك فحسب، بل و لان الطبقة الوسطى هذه، باتت تستطيع أن تنفق، و أن تستجيب، و كأني بماركس حين يرى الطبقة التي قال بتلاشيها هنا أو هناك، ممعنة في التناسل، لا يملك إلا أن يسألها: من أين لك هذا؟
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
نظريّة الثورة و اقتصاد السوق، مناقشة عامة.. | محمد حسبو | 07-02-06, 01:46 AM |
نظريّة الثورة و اقتصاد السوق، مناقشة عامة.. | محمد حسبو | 07-02-06, 02:36 AM |
Re: نظريّة الثورة و اقتصاد السوق، مناقشة عامة.. | esam gabralla | 07-02-06, 03:35 AM |
حصار جميل | محمد حسبو | 07-02-06, 05:15 AM |
دوال العولمة | محمد حسبو | 07-02-06, 08:00 AM |
Re: دوال العولمة | معتز تروتسكى | 07-02-06, 08:55 AM |
حول اخلاق العولمة | محمد حسبو | 07-03-06, 01:18 AM |
Re: نظريّة الثورة و اقتصاد السوق، مناقشة عامة.. | قريب الله محمد الحسن | 07-03-06, 04:52 AM |
بيان سياسي جيد، موقف فكري متنازع | محمد حسبو | 07-03-06, 08:41 AM |
Re: بيان سياسي جيد، موقف فكري متنازع | معتز تروتسكى | 07-08-06, 04:20 AM |
بيرسونال | محمد حسبو | 07-04-06, 01:32 AM |
اقتصاد السوق | محمد حسبو | 07-04-06, 03:23 AM |
ما تقول نسينا الماضي و صرنا ناسينك | محمد حسبو | 07-08-06, 02:29 AM |
Re: ما تقول نسينا الماضي و صرنا ناسينك | معتز تروتسكى | 07-16-06, 01:12 AM |
Re: نظريّة الثورة و اقتصاد السوق، مناقشة عامة.. | Amjad ibrahim | 07-18-06, 09:18 AM |
بارانويا السوق ام فوبيا الاجانب | محمد حسبو | 07-22-06, 02:41 AM |
الرأسمالية المعاصرة تعارض اقتصاد السوق الحر | محمد حسبو | 07-22-06, 05:36 AM |
السوق الحر، حصان طروادة في أسوار الدولة القومية | محمد حسبو | 07-25-06, 00:59 AM |
عشرين مرة جاء و راح الثلج | محمد حسبو | 07-25-06, 05:13 AM |
الأشكال الجديدة للصراع و ما بعد الماركسية: | محمد حسبو | 07-25-06, 08:13 AM |
نصيحة "أخوية" | محمد حسبو | 07-27-06, 03:21 AM |
Re: نظريّة الثورة و اقتصاد السوق، مناقشة عامة.. | معتز تروتسكى | 07-27-06, 06:57 AM |
Re: نظريّة الثورة و اقتصاد السوق، مناقشة عامة.. | معتز تروتسكى | 08-04-06, 11:15 AM |
Re: نظريّة الثورة و اقتصاد السوق، مناقشة عامة.. | Ibrahim Algrefwi | 08-26-06, 06:48 AM |
|
|
|