|
صراع النوبة في الدويم/ مشهد تاريخي
|
.
صراعُ النوبة أبي عز الدين البشرى من كتاب أوراق من الدويم اكتظ ميدان الثورة ، جنوب السوق بجمع غفير. بدا المكان رائعا ، صاخبا ومبشرا بفرح قادم يملأ صدور المشاهدين. واليوم من أجمل الأيام .فهو اليوم الأول لعيد الفطر. اشرأبت الأعناق ترقب القادمين، في موكب مهيب.الرجال يلبسون ( الكشكوش) المصنوع من السعف في أقدامهم وسوقهم، والقرون على رؤوسهم. ويحملون في أياديهم فؤوسا ومنافض من ريش النعام أو عصي مكسوة بالجلد ( مضببة). والنساء يرتدين فساتين قصيرة ، ذات ألوان صارخة، معظمها من النايلون والحرير الصناعي ( سلك، كريتون ، موسليني، تريفيرا والخرطوم بالليل). كانت الأقدام تضرب الأرض بقوة فترزم إيقاعا رائعا، وشحته أصوات النساء بغناء، كانت لهجته من لغة القوم، فهم من قبائل النوبة. علت أصوات نسائهم تمزق جلبة الميدان كله وتلجم الحاضرين صمتا. وتسمع بين الفينة والأخرى الرجال يزومون. كانت أصوات الرجال شيئا بين الأنين وصوت الحمام لكنه قوي عميق. أمو أمو أممو أممو تا / تا / تتي / تتي يصفق الحاضرون للمشهد الجميل. ترد إحدى النساء التحية بزغرودة حادة،. تبدأ بمد الصوت يخرج حرا بين الأسنان المثرمة، فيزداد رنينا ثم تحرك مقدمة الفك لتزيد من تذبذب الصوت، فتتبعها أخريات. يهتز الرجال طربا فيميل أحدهم وهو بطل النوبة وأسطورتهم بشير ( شيخ النوبة كلهم فيما بعد، بالمجلس، وصاحب كمبو بشير المشهور). قدم العملاق يضرب الأرض برجليه في قوة ؛ فتهتز الأرض تحت قدميه ويعلو الغبار. تقدم الرجل إلى موضع قد تم اختياره بعناية، مستغلا زعامته، التي كان أهلا لها، في ترتيب جنده ونسائه. اصطف الرجال إلي يمينه، والنساء إلى يساره.خطا البطل خطوة أخرى وعاود ضرب الأرض برجليه؛ فسمع صليل جريد النخل الذي يلبسه في رجليه وقد ملأه بالحصى. رفع العملاق يديه إلى قرني البقر، الذين يلبسهما في رأسه. وهز وسطه؛ لتبين حركة الحزام الذي ربطه في وسطه وجعله حبالا رفيعة، متدلية، تعلو إذا دار دورة كاملة فتكون (كالشمسية). استعرض صاحبنا عضلات يديه، ففي مثل هذا اليوم تستعرض العضلات. كيف لا وهو البطل المرجى للنصر في هذا اليوم وهو بطل العام السابق. أمسك كفه اليمنى بكفه اليسرى،و وضع يديه أمام صدره، وشرع يرقص عضلات ذراعيه، في فتوة منقطعة النظير. ولا زال الإيقاع الدافئ يغمر الميدان كله. صمت الجمع فجأة بإشارة من ذاك البطل. كان ذلك إيذانا ببدء غناء من نوع آخر، بعد الوصول إلى أرض المعركة. تقدمت طفلتان تحملان في أيديهما قرعتين ووقفتا بجانب امرأة شابة، ارتدت فستانا من النايلون الأخضر وربطت رأسها بعصابة حمراء .أمسكت (نفيسة كجور) بعصاتين قصيرتين، وبدأت تعزف على الكأسين ببراعة . كان الإيقاع أقرب إلى إيقاع السامبا المعروف. خرجت زوجة البطل و قائد القبيلة تغني بصوت فيه بحة محببة. أروتيا والله أروتيا والله فيردد القوم ذات المقطع. فتواصل الغناء اروتيا والله مرني كجنجري ليقيتو كيديسو ميقسو والله ( و تنطقها بلام مخففة) تتقدم فتاة من صف النساء، قاصدة صف الرجال. صدرها يرتفع قليلا ويميل جيدها لليمين قليلا وهي تضرب الأرض برجلها اليسرى معتمدة على اليمنى التي تقفز بها قفزات أقرب إلى مشي الحمام. كانت الفتاة حلوة الحركة ، حلوة التقاطيع، ممشوقة القوام، يندى وجهها بزيت مسحته حديثا ولكنه لم ينج من الغبار. يتقدم أربعة رجال، يحاصرونها وهم يهمهمون مع الإيقاع. وتلبث بينهم برهة ثم تميل بشعرها (الجورسي) الممشط و تحرك رأسها بخفة وسرعة وتلفح به أحد الشبان (شبالا)، إشارة منها باختياره من بين الرجال. قفز الفتى الذي اختارته فرحا، ودار حول نفسه ثم اقترب من الفتاة ثانية. ولكن الرجال الآخرين لم ينسحبوا من الساحة، خلافا للتقاليد. يزوم (تيه) الكجور محتجا على محاصرة الفتاة التي اختارت صاحبها. ويأمر الثلاثة الآخرين بالخروج من وسط الساحة بإشارة من كفه وهو يصيح من الطرب . - " شماشه ، لوكوني لوكوني تولاري ، ما بنوم براي." تبقى الفتاة في والوسط والفتى الشاب إلي جوارها وهما شبه ملتصقين ببعضهما. يلفان حول بعضهما ويقومان بحركات رشيقة جدا. بقي الاثنان فترة من الزمن، علا فيها الغبار وحُـمـَّت الأنفاس وعلت الزغاريد؛ ثم خرجت فتاة أخرى لتنهي الدور السابق. كان كل ذلك يجري في الساحة، و البطل بشير يجوب المكان جيئة وذهابا، ويلوح بمنفضته المصنوعة من ريش النعام، ليحمس المغنين والراقصين على السواء. قدم من الجانب الآخر موكب جديد يسبقهم صوت ( النقارة). ثم دارت العيون لتستقبل موكب قبيلة أخرى، قدموا يعدون عدوا، يسابقون الريح ويصدرون أصواتا مخيفة. حتى إذا وصلوا قلب الميدان ، اصطفوا بسرعة ونصبو نقارتهم في موضع ليس بعيدا عن نوبة (كادقلي). بدأ ( قومبيلا) بطلهم ينظم الصفوف . وبدءوا يتصارعون فيما بينهم ولا يكادون يلتفتون إلى الجمع الآخر. وكانت خطة جديدة من قائدهم لاستعراض القوة وبث الحماس في مصارعيه وحربا نفسية يشنها على خصومه. مضى الزمن وتوالى وصول القبائل إلى الميدان.الكرنقة ، التيرا ، الهيبان و جمنق. وفي الرابعة مساء تقدمت قبيلة ( جمنق) نحو الكرنقه ثم تقدموا نحو قبيلة ( التيرا) وهم قلة.حتى اجتمع الناس كلهم في حلقة واحده. خرج ( أم درمان) الذي لا ينتمي لأي قبيلة من تلك القبائل وهو الحكم المرتضى لدماثة خلقه وطيب أخلاقه. دعا الحكم أولا إلى صراع الصبية وكانت حكمته أن يمتص الحماس الزائد، فهو يعلم أن نصر الصبية أو خسارتهم، لا يعول عليه ولا يعد نتيجة نهائية. ثم تلاه صراع الأبطال. خرج (بنضورة) إلى النزال ممنيا نفسه بالنصر، ولكنه لم يصبر طويلا أمام ( كرتيلا) الرشيق . قابل (بلوي) (سابا) واجهز عليه في لمحة عين. طال الصراع بين (تعريفه) وعبدالله أبو الروم ولكن الأخير تغلب أخيرا على تعريفه. قابل بشير كورتيلا المنتصر في الجولة الأولى وطرحه أرضا في يسر، ثم عرج على عبد الله فرماه ونفض يديه يستعد لآخر المنتصرين. قابل قومبيلا بلوي المنتصر في جولة سابقة وانتصر عليه .انتصر بشير على ( تلِّلنقة) الذي رمى (برتيتا) وكسر يده وهزم لكونده المتبجح. ولم يشارك الباشا لمرضه وغاب ( الأعيسر) في ذلك الموسم. و دارت دورة الصراع حتى كان صراع الأشاوس بين قومبيلا وبشير، في تصفية نهائية. دبت الفوضى في الساحة كلها لما تقدم قومبيلا وعمد إلى إناء زيت فادهن به ثم أعقبه بمسح وجهه بالرماد ، فصار منظره وحشيا. لم يكتف بذلك بل أخرج موسى (ناسيت) من وسطه و جرح وجهه، فتدفق الدم ؛حتى غطى صدره. سحَّ الدم الدافق بين ذرات الرماد ثم تجمد راسما خريطة على صدره كأنها أفاعي جاءت تشاركه الثأر في ذلك اليوم. نجح قومبيلا في تفجير بركان الحماس فضجت الأرض كلها بمن فيها ثم صمتت تترقب عراكا سيكون حتما مثيرا. جرى قومبيلا إلى طرف السوق ثم رجع يتمتم بكلام غير مفهوم. جرى إلى الناحية الأخرى من الميدان . وقف هناك وعوى مثل الكلب ثم رجع إلى الساحة وجسده كله ينضح بالعرق. خفت صوت النقارة في الميدان وارتفع صوت الإثارة. زاغت عيون الناس في محاجرها ونطق القلق بلغة أنفاس القوم. ويعلق أحدنا قائلا: " الله يستر" ويهمس آخر: " الليلة موت عديل كدا" أخرج قومبيلا زجاجة كيروسين صبها على الأرض. أشعل عود ثقاب فاشتعل الكيروسين ثم فرك الترب بيديه حتى انطفأت النار. فرك قومبيلا يديه ورفع وجهه إلى السماء . أخذ نفسا عميقا. كان يحدث نفسه ويضرب صدره بقبضة يده اليمنى والقوم يتابعون كل ذلك ، ينتظرون ما بعده ولكن قومبيلا غير آبهٍ لما يقولون، كأنه في حالة سكر أو ذهول. عمد قومبيلا إلى إناء ( مريسة) فعب منه وكأنه برميل ضخم ، لا يسد ظمأه كاس أو كأسان. هاجت قبيلته وهاج الحاضرون. امتدت قامة قومبيلا ، الطويل وامتلكت ساحة الصراع كله. اتقدت عيناه كجمرتين في مهب الريح. كان بطل النوبة بشير يشاهد ذلك كله فيهز قرنيه في عجب. يدور وسط الحلقة مثل الثور الهائج وإذا لبث في مكانه يراقب خصمه، بدا مثل جبل راسخ، بحثته الضخمة وقامته الطويلة. كان بشير معتدا بنفسه واثقا منها. هتف بشير محدثا خصمه: "هذي آخر ليلة تشرب فيها المريسه" غضب قومبيلا ، الذي كان مثل إناء نفط ينتظر الشرارة. نثر باقي الشراب من فمه ورمى بالكأس فكسرها. ركل الصفيحة برجله الحافيه فانشقت نصفين. رد بشير بنفس الأسلوب، لما رأى إعجاب النساء من تحطيمه الصفيحة ؛ فتناول عصا أخيه حسن كجور، وهي عكاز ضخم (مضبب)، ولم يترك العصا إلا وهي رميم. أكل بشير حبل ( التيل) الذي كان مربوطا أعلى العصا. ثم رفع رأسه إلى السماء وأخرج من صدره صوتا مهيبا أكبر من قدرة البشر على الصياح، وشرع يغني أنشودة الحرب. زاد الحماس وعلا الهتاف والتصفيق من كل جانب ثم سيطر على الساحة كلها زغاريد النساء من كل القبائل بلا استثناء. تقدم قومبيلا في حركة مفاجئة. جرى مندفعا نحو صاحبنا بكل ما أوتي من قوة، حتى إذا وصله لم يمسه بل راغ منه إلى اليسار قليلا ودار خلفه. كانت حركة قومبيلا سريعة وكان جريئا واستفزازيا، فقد اكتشف أن صاحبنا قوي ، ولكن الرشاقة هي الشيء الوحيد الذي ينقصه. ظل قومبيلا يفعل حركاته تلك في خفة منقطعة النظير. بدأ القلق يظهر في عيني بشير فتراجع خطوتين ثم ثلاث خطوات ثم هجم على قومبيلا كالأسد الكاسر. ولكن الأخير راغ منه حتى كاد أن يسقط. ضحك الناس بطريقة استفزت بشير، فهجم هجمة موفقة أمسك فيها قومبيلا من ذراعه ، يشده إليه و قومبلا يتراجع وظل باقي جسده بعيدا عن بشير . رفع بشير يده الممسكة بقومبيلا إلى أعلى حتى دنا منه جسد قومبيلا فأمسك به من وسطه. تملص قومبيلا وساعده الزيت الذي مسح به جسده ؛ فانخلع سرواله ؛ فغلب الضحك بشير لمنظر الرجل وتركه يستر نفسه. سكت أفراد قبيلة قومبيلا الذين يعدون خلع السروال فضيحة ومذلة. وعلت أصوات مشجعي بشير. انتشى بشير بذلك فخلع القرنين ، دفن كفيه في التراب ، فركهما جيدا ، تفل في كفيه وعاد يرقص من جديد. حتى إذا استوثق من تشجيع الناس له التفت إلى خصمه المراوغ. هجم بشير على الرجل الذي أحس بالخزي ، حمله من وسطه. والوسط ، موضع السروال هو الموضع الوحيد الذي نجا من الزيت الذي يساعد قومبيلا على التملص. حمله عاليا ، فوق كتفيه ورمى به في الهواء. أدرك قومبيلا الرشيق أنه سيخسر الصراع، إذا وقع على ظهره. فنتيجة الصراع لا تحسم إلا إذا استطاع المصارع أن يلقي خصمه على ظهره. دار قومبيلا في الهواء دورتين ثم سقط على جنبه. لبث قومبيلا برهة ثم هب قاصدا خصمه والشر يتطاير من عينيه. كان قومبيلا يدور بسرعة حول خصمه وبشير لا يثق في حركاته. طالت فترة الصراع، حسب ما قدر لها المشاهدون والشمس تدنو من المغيب. ظهر التعب على بشير وفترت أصوات مشجعيه. عاودت قبيلة قومبيلا الهتاف والتشجيع وهم ينادون بطلهم. دب النشاط في جسد قومبيلا من جديد، فاستعار أسلوب خصمه وطفق يرقص بنفس طريقة رقص بشير. هجم بشير الغاضب على قومبيلا حمله عاليا. استغل قومبيلا فرصة وجوده قريبا من عيني خصمه، وهو محمول على يديه نفخ فيهما بشده. فتراخت قبضة بشير قليلا ثم حاول رفع قومبيلا إلى أعلى فأمسك قومبيلا برأس بشير الضخم وانزلق في براعة على ظهر بشير ورجلاه مطبقتان على رأس بشير. شلت حركة بشير تماما وقومبيلا يضغط على أذنيه برجليه، متدليا على قامته السامقة، وبشير يعض أسنانه من الألم. حاول بشير أن ينثني إلى الأمام؛ حتى يلقي بخصمه عن ظهره. ولكن قومبيلا انزلق كالثعبان وأدخل رأسه بين رجلي بشير ثم حرر رجليه. استند قومبيلا واقفا تحت بشير. أصبح بشير محمولا على رأس قومبيلا والناس يضحكون . كان قومبيلا يجري كالمجنون وبشير لا زال محمولا على رأسه وقومبيلا يمسك رجلي خصمه بقوة. ابتعد عن وسط الساحة ورمى بصاحبنا قرب السوق. طرحه على ظهره وجثم على صدره وهو ينادي : قومبيلا قومبيلا فيرد القوم أوووه أوووه هجم أفراد القبيلة واختطفوا بطلهم ، حملوه على الأعناق وانصرفوا يعدون و لا زال صوتهم يملأ الساحة قومبيلا أووو أووو قدم أفراد قبيلة بشير يواسونه، بل كانوا مهنئين، فقد نجح أن يلحق بصاحبنا وصمة عار لن يشعر بعدها بحلاوة نصره. .
(عدل بواسطة ابي عزالدين البشري on 08-11-2006, 04:03 PM)
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: صراع النوبة في الدويم/ مشهد تاريخي (Re: ابي عزالدين البشري)
|
استاذي العزيز ,
أبي عز الدين البشرى
لك الود والورد وأنت تنشر التوثيق الاجتماعي هنا في كتابة أديبة رصينة,
هي أفضـل من تصوير الفيديو للحدث الكبير (صراع أهلنا النوبة في مدينتنا العزيزة الدويم).
تعرف يا استاذ أبي,
عمنا بشير بطل الصراع هذا كان يعمل في صحة البيئة , مع الوالد,
وكنت أعجب من كمال جسم الرجـل وطوله الممشوق وأكثر من ذلك من محبته للوالد,
وحسب التربية فقد كان بشير في منزلة العم تماما, نقدم له واجب التوقير والتكريم
وكم كنت اعجب من توقير النوبة له وطاعتهم واحترامهم,
قابلته اخيرا وسررت لانه لايزال بكامل صحته وعافيته,
لك التقدير وبالفعل فقد استمتعت بقراءة الحدث, كأني أراه,
أحمـد الشايقي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: صراع النوبة في الدويم/ مشهد تاريخي (Re: Talb Tyeer)
|
يا ســــــــــلام. لا أدري لماذا خدرت أعصابي وأنا أقرأ ذلك؟ قطعا ليس هو الإطراء ما دفعني لذلك ولكنها مداخلة مهمة بالنسبة لي. أو ربما لأنني حسبت للمرة الأولى أنك صديق طفولتي عبدالله تيه. له التحية والتحية للأخ الروم، موجو،سابا والعزيز ود الباشا. وأرجو معذرتي إن نسيت أو أضفت شيئا لهذه الحضارة العملاقة وهو ليس من جذورها. لحسن الحظ كنت أراجع أمس النص وذكرت ما كان يتغنى به بشير. وبالمناسبة بشير حي ويسكن في مدينة الدويم وله( كامبو) باسمه. كان يقول: ون دا تورا تارا تيرا درلرنتا درتنا أو شيئا من هذا القبيل. له حبي وتحياتي. ومتعه الله بالعافية شكرا لك يا غالي وأرجو مراسلتك. [email protected]
| |
|
|
|
|
|
|
Re: صراع النوبة في الدويم/ مشهد تاريخي (Re: Talb Tyeer)
|
الأخ الكريم طالب تيه لك الشكر. نعم إنه جانب مهم جدا من حياتن. أعني هذا التراث العريق العظيم الضخم. يحتاج إلى عرض وإعادة صياغة ، يعرضه كل منا بما تيسر له من أدوات. أنا متأكد أن الكمبلة بجمالها ذاك، الإكسسوارات ، الأزياء والمكياج سيثير أوربا كلها لو رأته. من من الأوربيين يعرف روعة الصراع عندنا في جبال النوبة / من منا في السودان يستطيع أن يتذوق جمال الأغنيات في الجبال. من يعرف ثقافة النوبي؟ إن جهود الأستاذ جراهام وجهود الدكتور هارون كافي( غير متأكد إن كان حصل على الدكتوراة) ولكني قرأت رسالة الماجستير. نعم هذه الجهود مقدرة ولكن يبقى العبء على الآخرين من أبناء النوبة أنفسهم. الحمد لله أنهم تعلموا وحصلوا على أعلى الدرجات العلمية، والنوبي بطبعي ذكي ومهيأ تماما للتواصل مع الناس بفنه وإحساسه الراقي. أوجه نداء لرفاق طفولتي من أبناء النوبة الرائعين. الروم عبد الله ، موجو، سبأ ، كوه عبد الله، حكيم عبد الله ، تيه، محجوب الباشا، عوض ود النوبة، ود الأعيسر و... وأتمنى أن يعيدوا صياغة التاريخ نفسه، قبل التراث والثقافة. لهم حبي ولك ألف انحناءه
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأخ طالب تية، استفسار! (Re: معتز تروتسكى)
|
بجا تنا بجا نتا مالك و ماليا بيتي في راسيا طبعنا الميدا بتاع الصراع اما منزلنا خاصة المطاوقة بشباك المطبخ و لوكانت الكوشة جوار عم عبداللله عمر ما مردومة
سعيد صورة و حسين عبد المولي و عمنا موسي بركات
يا ابييييي مالك علي و الله ان في حالت سفر
هذا المشهد مهدي لقائدي عبد العزيز ادم الحلو و الي اولاد كردفان عشان نحن تربينا علي خير اهلنا في الدويم و مكتولييين هواك ياسودان ياكردفان
| |
|
|
|
|
|
|
شحتو يعيد الزمن الجميل (Re: shahto)
|
الأخ عبد الباقي
سلامات
بالضبط، الموقع المشار إليه ، ميدان الصراع ، كان جوار منزلكم. من نافذة المطبخ تستطيع أن ترى
موقع (الكرنقة) بوضوح ولكن ساحة الصراع كانت إلى الداخل قليلا، قريبا إلى بيت أولاد المرير أو
هو في موقع الفرن الجديد.
شكرا لك وأنت تذكرني بذلك كله. و رغم مرور السنين و تغير خارطة البلد، إلا أنني لا أمر بذلك
الموقع إلا وتذكرت كل شيء بل رأيت بأم عيني، أحداث الصراع، والكمبلة.
فسلام على الزمن الجميل وسلام على أهله الطيبين.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شحتو يعيد الزمن الجميل (Re: ابي عزالدين البشري)
|
الخ و الذستاذ العزيز ابي
و الله اعتني الي الذمن الجد جميل و نحن بني البشر كثيرا ما ننسي ان الله انعم علينا بالاذمنة المشرقة
نعم باقي الميدان في مكان الجزر و الفرن و كانت تعج باهلي الكرنقو عبد الله و شات الصفي و الدلامة و رئسهم عمنا عمر كبري و نآئبه عمنا عبود جبل الحديد
و لا انس اهلنا التيرة رغم قلت عددهم كانوا يحدثون المفاجآآت و يسجلون نصر تلو النصر و من ثم تري العص ابو ضبة و ابو فروييل العجاة و السيخ و الفسيخ و الرقص و القفذ و يذهبون الي حيث جاؤا و الاهازيج تملا ايام العيد و نتبعهم الي الحلة الفوق ( الحي الثامن) و منها نذهب للسنماء و عمنا عبدالرحمن جاروواا
المهم يا فنان عليك الله ما تنسي نقارة الدينكا في الفسحة حوار ناس عمنا الشبلي و كرار
و هذه ايضا في شارع دار الرياضة في اتجاه النيل الابيض الوسطي لله درك يا ود عزالدين
سلام لك كل الحب و الاحترام و نحن فخورين بك يامبدع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شحتو يعيد الزمن الجميل (Re: ابي عزالدين البشري)
|
الخ و الذستاذ العزيز ابي
و الله اعتني الي الذمن الجد جميل و نحن بني البشر كثيرا ما ننسي ان الله انعم علينا بالاذمنة المشرقة
نعم باقي الميدان في مكان الجزر و الفرن و كانت تعج باهلي الكرنقو عبد الله و شات الصفي و الدلامة و رئسهم عمنا عمر كبري و نآئبه عمنا عبود جبل الحديد
و لا انس اهلنا التيرة رغم قلت عددهم كانوا يحدثون المفاجآآت و يسجلون نصر تلو النصر و من ثم تري العص ابو ضبة و ابو فروييل العجاة و السيخ و الفسيخ و الرقص و القفذ و يذهبون الي حيث جاؤا و الاهازيج تملا ايام العيد و نتبعهم الي الحلة الفوق ( الحي الثامن) و منها نذهب للسنماء و عمنا عبدالرحمن جاروواا
المهم يا فنان عليك الله ما تنسي نقارة الدينكا في الفسحة حوار ناس عمنا الشبلي و كرار
و هذه ايضا في شارع دار الرياضة في اتجاه النيل الابيض الوسطي لله درك يا ود عزالدين
سلام لك كل الحب و الاحترام و نحن فخورين بك يامبدع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شحتو ، ما شاء الله ، ذاكرة من حديد (Re: shahto)
|
الأستاذ الفنان التشكيلي الرائع
أعرف أنك (مسكون) بآفريقيا كلها، وأعرف أن ما شدك في النص، تذكر تلك اللوحات الرائعة. وكم أنا
سعيد أن أعيد إلى ذاكرتك تلك المشاهد الجمالية، فشرعت تستدعيها واحدة تلو أخرى. لا أصدق نفسي و
عبد الباقي يتذكر الأسماء فردا فردا. يتذكر نقارة الدينكا!
حقيقة كانت الثورة، محط متعة أهل الدويم في الأعياد. والميدان المذكور حتى بيوت مدثر جبريل
وعمنا السر، وكنت أخال أنها نهاية الدنيا. ولكن الدنيا كلها كانت في هذا الميدان. لا يتصور أحد
أن هذا الميدان كان يجمع كل أهل البلدة الطيبة الحبيبة الدويم. يجتمع فيه الباعة ، بين بائع
الترمس وبائعة التسالي والفول، بائع الباسطة والإيسكريم.... و...
و لكن لحسرتي تبدلت كل تلك الملامح الآن. عاد الميدان صامتا، يتذكر في أسى شبابه، والسوق الذي
وهت عظامه وشاخ لم يعد يتحمل تلك الذكريات. انصرف الناس عن اللعب البرئ وألهاهم التلفزيون.
تفرق أهل الدويم في أنحاء البسيطة ويقتلهم الحنين إلى تلك الديار.
و أعود بإذن الله يا شحتو لنفس الموضوع
ولك خالص شكري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شحتو يعيد الزمن الجميل (Re: ابي عزالدين البشري)
|
الخ و الذستاذ العزيز ابي
و الله اعتني الي الذمن الجد جميل و نحن بني البشر كثيرا ما ننسي ان الله انعم علينا بالاذمنة المشرقة
نعم باقي الميدان في مكان الجزر و الفرن و كانت تعج باهلي الكرنقو عبد الله و شات الصفي و الدلامة و رئسهم عمنا عمر كبري و نآئبه عمنا عبود جبل الحديد
و لا انس اهلنا التيرة رغم قلت عددهم كانوا يحدثون المفاجآآت و يسجلون نصر تلو النصر و من ثم تري العص ابو ضبة و ابو فروييل العجاة و السيخ و الفسيخ و الرقص و القفذ و يذهبون الي حيث جاؤا و الاهازيج تملا ايام العيد و نتبعهم الي الحلة الفوق ( الحي الثامن) و منها نذهب للسنماء و عمنا عبدالرحمن جاروواا
المهم يا فنان عليك الله ما تنسي نقارة الدينكا في الفسحة حوار ناس عمنا الشبلي و كرار
و هذه ايضا في شارع دار الرياضة في اتجاه النيل الابيض الوسطي لله درك يا ود عزالدين
سلام لك كل الحب و الاحترام و نحن فخورين بك يامبدع
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شحتو سلام (Re: ابي عزالدين البشري)
|
الاستاذ و الاخ العزيز جدا ابي عز الدين
انعمنا الله ان نعيش في الدويم و يكون اساتذتنا من كل السودان ناس التدريب و السنتين و لانسي استاذي حسن جمعة من كادكقلي حين سامرنا بالاحاجي الغرباوية و كان صاحب الفكرة اخونا محمد انور قاسم اباه الصراف و المحاسب الفذ و الذي تقاسمت معه مرتبت الاول في الايام الخوالي اخي من نبطي و حسي نحن قلب السودان و يكفي نحن قبيلة الفنانين ( اذاقبلني الفنانون) و اجبنا اعادة السودان الي قدمه و الله كان دوما متتجددااااا
و الدليل انا لا انكر انت اخي و لك علي حق مثل اهلي المسيرية الذيود اولاد ام غبشة
و الي الامام سنعيد سيرته الاوالي سوادن الجميع مدرج العاطلة
و الاتحزن نحن نحترب عشان اهلي النوبة يبهجونا بفنونهم وواهلي الحلب ناس ودالزير يتحفونا بجديتهم للعمل نحن نناضل لكي لا يسلبني من الاخرين فانا لابي و هو لي و كلنا اطينة الله راجعون الامن قتلنا الامن سلبنا الامن تربع يوم مماتنا الا رحم الله اخي ابراهيم حسسن ابراهيم الارحم الله المرحوم دود كاج مع السارع السوداني
اخوك
شحتو عذالدين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: صراع النوبة في الدويم/ مشهد تاريخي (Re: ابي عزالدين البشري)
|
صــديقي و استاذي أبي عز الدين.. حبــابك
اليوم عندي اجازة.. و تفرغت تماما لقراءة بوستاتك.. التي كنت امر عليها.. بين الفينة و الأخرى.. ليست هي مجاملة..و لكنها كتابة تستحق.. التوقف عندها ..و التحاور معها.. لأنها .. تصر على أن تذكرنا بما صار يتسرب منا بصمت نحو دوائر النسيان..و حلوله في اثواب اخرى.. اقلها ثوب الإستهلاك ..و العابر..و الواقف في الهواء بلا جذور.. كل مدن السودان قاطعة فيني عرق يا ابي.. سنار.. كسلا.. القرير.. كوستي.. الأبيض..و غيرها و غيرها.. مدينيتين.. بقيتا معي كل العمر.. الدويم..و الدلنج..
حينما قرأت توثيقك.. قلت لذاتي.. سوف اعزم استاذ ابي لزيارة الدلنج..و تفأجأت انك زرتها.. و هذه هي روح الباحث المجتهد .. تأبى الإستقرار على نمط واحد..و لا ادري متى زرت الدلنج.. فهي يا صديقي مثلها و مثل المدن الأخرى.. اعتراها ثوب التبدل.. و كلنا نذكر ايامها الخوالي..
كان الصراع عندنا في المدينة .. مدينة الدلنج ينشط في حي المطار ..و هو حي البقارة الحوازمة.. ذكرت هذه النقطة لظني انها ستفيد في بحثك الدؤوب عن تقاطع و تكون ثقافات السودان المختلفة..و تنوعها الغني..و تحاورها و تأثرها ببعضها البعض.. و الدلنج.. اسم قبيلة من قبائل النوبة.. ليس لهم صراع ..و لكن لهم طقوس و اسبار اخرى .. منها سبر اللوبيا.. و كنا نحضر صراع النتل الشهير ..و هي قرية تبعد خمس كيلو .. جنوب غرب الدلنج.. كل يحدف صديقته في دراجته..و بكل عفة نذهب الى الصراع و نعود في المساء..و تأتي مختلف القبائل النوبية.. و النتل خشم بيت من بيوت النمانج ( الجمنق على قول استاذنا جرهام عبد القادر)..و تاتي قبائل الوالي و التيمن و الجلد..و الكجورية ..و الكاشا ..و الشفر و الكاركو.. المندل.. الفندا.. و كتلا.. و غيرهم من القبائل.. و كادقلي ايضا تسمى على اسم قبيلة..
اشياء و اشياء يا صديقي.. تشع في ظلمة الذاكرة كلما بعدنا عن الوطن..و كلما ادلهمت ليالي الغربة..
كنت موقنا.. انك سوف تذكر من اعرفهم من الدويم.. و ربما نكون قد سكنا في نفس الحي ذات يوم.. اقمنا في الحي الثامن..و كنا من اوائل الدفعات التي قامت عليها مدرسة الدويم النموذجية..و كنا بنهر دينار في بخت الرضا ..و الذي تحول معظمه نواة للدويم النموذجية.. عبد الباقي دراج زميلي و دفعتي و صديق طفولتي.. وكان شقيقه الطريفي يسبقنا..و سكنا في منزل يجاول منزل حبوبتهم بيت الأمانة في الحي الثامن..و درسنا خالهم بدوي ( لاعب النيل).. ابوالقاسم المتعافي كان دفعتي ..و كنت اسأل عنه حتى لحظة خروجي من السودان في سنة 1999..و عرفت انه ذهب الى الجنوب و عاد ..و لا ادرى صحة ذلك.. و لكن اذكره من انقي الذين عرفتهم.. اسمك الأخير ( البشرى) ذكرني استاذي الرشيد عمر البشرى في الدويم النموذجية.. و قطع شك يا ابي بتعرف امين الريس ..و مصطفى الجلال..و صلاح عمر البشرى.. و محمود احمد السايح..و محمد نور السماني..و المرضي السباعي..و هم استاتذتي في الدويم النموذجية .. لهم التحية اينما كانوا و كيفما كانوا.. سكنت في مربع تلاتة ( شندي فوق)..و للصدفة العجيبة.. كان منزلنا يفتح على مدرسة الدويم تلاتة المتوسطة..و كان دفعتنا في الدافوري نصر الدين عثمان ريحان.. هي المدينة الوحيدة..و التي احفظ شوارعها ( ده طبعا قبل ابو جابرة و مصنع النسيج)..و التقيت بكثير من ابنائها و بناتها ايام الجامعة..احمد محمود.. على عمر.. بدر الدين الطاهر.. ابو القاسم اسماعيل ( الفريني).. اميمة الدومة.. فوزية عثمان حامد ( قريبتي لزم) ..امال الجيلي ..و غيرهم و غيرهن.. و سعدت ان اخونا الشحتو .. قد اقام هناك ايضا..و يا لها من ايام.. سألتقيك في المحطات الإستثنائية..و غيرها من البوستات..
اعتذر عن انحرافي عن موضوع البوست.. و دمت
كبر
[email protected]
| |
|
|
|
|
|
|
Re: صراع النوبة في الدويم/ مشهد تاريخي (Re: Kabar)
|
الاخ العزيز أبى عزالدين..
أسعفنى الوقت اليوم لقراءة هذا البوست..
الذى كنت أرجئ قراءته الى حين ميسرة(الوقت)..
فأذا بى أجد نفسى وسط تلك الحلبة..
منذ بداية السطور..
أزغرد مع نسائها..
وأغنى طربا للعم بشير...
صاحب الكمبو..
ولكننى فى نفس الوقت أحس بحزن..
وأسى..
حينما أتذكر محاولات المركز الدآئبة لطمس هذا الجمال..
وهذه الثقافة التى تمثل رقيا أنسانيا..
وقدرة شفافة على التعبير عن الفرح والقوة والجمال..
ولمجرد أن العم بشير هو صآحب الكمبو..
هذه سبب حسرتى..
تخيلت عم بشير فى مسقط رأسه..
ووسط تلك الجبال..
التى تحمل صدى تلك الاغنيات..
فتعيدها..
فى قدرة ألهية..
بارعة..
...
لقد نقلتنا الى وسط ذاك المشهد.
وأستطعت أن تتأرجح بنا بين الفرحة والحزن..
فى آن وآحد..
..
هذه قدرة على الابداع..
وبدآية توثيق..
أرجو أن تستمر..
| |
|
|
|
|
|
|
كبر ، لك الحب (Re: Kabar)
|
.
الأخ العزيز كبر
سلام مربع يا حبيب
ها أنت تعرف الدويم أكثر مني، وبالطبع الدلنج مسرح صباك. كانت مفاجأة لي أنك تعرف الدويم
ودرست وسكنت فيها ولك فيها أقارب.وكل من ذكرتهم أعرفهم جيدا و الرشيد عمر البشرى هو ابن عمي و
السيد أبو القاسم إسماعيل خالي، وهو حاليا بماليزيا للدراسات العليا. ولم تنحرف أخي عن
الموضوع، فهو جزء من تاريخ الدويم.
شكرا لك و أنت تكرمني بقراءة بوستاتي ، شكرا لك وأنت تمدني بالمعلومة. وأتمنى أن تكتب بوست
خاص عن الدلنج، أو عن تاريخ النوبة، أو ثقافتهم. وبالطبع لن أقترح لك عنوانا، ففي كل فاصلة من
هذه الجملة عنوان منفصل.
Quote: كان الصراع عندنا في المدينة .. مدينة الدلنج ينشط في حي المطار ..و هو حي البقارة الحوازمة.. ذكرت هذه النقطة لظني انها ستفيد في بحثك الدؤوب عن تقاطع و تكون ثقافات السودان المختلفة..و تنوعها الغني..و تحاورها و تأثرها ببعضها البعض |
أكرر لك شكري وودي، و أرجو أن تقدم على فعل شيئ جميل كهذا،
قبل أن تضيع ما بقيت من عافية تلك الثقافة
أخي كبر
بقيت حادثة في الذاكرة، ودي لو سألت عنها عقب رجوعك للدلنج. كانت هذه الحادثة تقريبا عام1979
في شهر مايو. بقيت ذكرى الحادثة في ذهني،ولكني نسيت بعض التفاصيل.
في ذلك اليوم صحونا من النوم لنجد تجماعات غير عادية، فتجمهر الناس أسفل الجبل الكبير، الذي تسكنه الحية الرقطاء، وقد رأيتها بأم عيني بعد صعودي لقمة الجبل ، وتسكن حفرة وسط الصخور. كانت هنالك سيدة تنتحب وتبحث عن وسيلة لنقلها إلى موقع ما، ويبدو أنها تجهله. استفسرنا عن الأمر بكل فضول، فقالوا لنا: " إن زوجها قد حبست يده" وبالطبع لم نفهم شيئا. حدثونا بقصة زوجها الذي كان يجمع العسل ويبيعه. خرج ذلك الرجل في ذلك الصباح يبحث عن رزقه، فرأى موضعا غريبا تجمع فيه العسل كأنه نهر. أخرج الرجل كوباوبدأ يغرف من العسل ويعبئ أوانيه. سمع الرجل صوتا من بين الصخور يقول له : "كفى" . ولكن الرجل بدافع الطمع ظل يجمع العسل. وأدخل الرجل يده مرة أخرى فأطبقت عليه صخرتان. بقي الرجل في مكانه حتى مر به رجلان؛ فحاولا فك يده ولكنهما لن يفلحا. تطور الأمر وسمعت السلطات بالأمر ، فتحرك فريق عمل من الأطباء والشرطة وبقيادة الضابط التنفيذي لموقع الحدث. كان القرار الطبي بقطع يد الرجل لأنه من الصعب جدا تحطيم الصخرة، ولا أذكر أتم قطعها أم لا . ولكن زوجته كانت مصرة على أن يزوره كجور معروف يسكن شمال الجبل الأوسط. ولي ذكريات أخرى أتمنى أن أتذكرها كلها وبتفاصيلها. قلت إن كثيرا من المدن .... ولكن الدلنج وكادقلي دون غيرهما(كاسرات فيني كل الضلوع وشاقات القلب)، وما بقي لي من ذلك سوى شريطين أسمعهما على عجلة وأنا أسابق عجلة الحياة.
وانتظرك دوما
.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: صراع النوبة في الدويم/ مشهد تاريخي (Re: ابي عزالدين البشري)
|
صديقي ابي عز الدين.. حبابك
تحيتي لأستاذي الرشيد عمر البشري .. اينما ما كان .. و ارجو أن تبلغه عني .. أن تلميذه كبر .. لازال يذكر ذلك اليوم الذي ذهب فيه لدرس العصر و معه رسوم الدرس و هي طرادة (خمس و عشرين قرشا)..و انه .. أي الرشيد امره ان يحتفظ بها.. صحي كنت أول الدفعة..و لكن في نفس الوقت كنت ابن عامل .. ذو دخل محدود للغاية..و هكذا هي مواقف الأنقياء.. شكرا للرشيد..
بخصوص الواقعة.. واقعة رجل حجر الدليب(و هو في منطقة قبيلة الغلفان).. فكما تعرف يا صديقي منطقة جبال النوبة هي منطقة الأساطير.. و لا زال البعض يتداول و يتذكر تلك الواقعة..و سمعتها بعدة روايات..و معظمها يؤكد .. أن كان هنالك صوت انسي .. يقول للنحالي.. فضل لي ..و هي بمعنى اترك لي قليلا..و يقولون أن طمع النحالي هو ما جعله عرضة للعقاب.. عندنا في الأساطير هناك .. أن الثعابين الضخمة هي من الجان..و هناك جبل شهير شرق منطقة لقاوة..و شمال قرية جنقارو ( و هي محل البئر الشهيرة التي اشتهرت في سنة 1986.. بأنها نبع فيه علاج للناس.. اسوة ببئر القضارف في بداية عهد جعفر نميري..و سأحكي لك قصتها لاحقا)..و يسمى ذلك الجبل جبل عريض..و جميع اهل المنطقة على قناعة اسطورية بأن هذا الجبل هو عاصمة الجن في المنطقة.. بالإضافة للثعابين الكبيرة.. هناك مقولات شعبية بأن النحل ايضا من مملوكات الجن.. خصوصا ذلك الذي يبني خلاياه في الجبال و يكثر فيها العسل.. في قصة ذلك الرجل.. يقول البعض أن حضور الكجور (كوسيط روحي) كان يمكن ان يعجل بأنقاذه وفق عطية معينة..و لأن التوثيق لم يكن موجودا بصورة دقيقة.. فالبعض يذهب الى انه فعلا حضر كجور..و انقذ الرجل و لكنه توفى بعد حين..و البعض يذهب الى ان الرجل مات في مكانه..و في كل الأحوال ظلت الأسطورة باقية.. كنت شهدت بعيني.. ان حبوبتي كانت تنهانا عن قتل نوع معين من الثعابين..و ان حدث ذلك لابد من دفع الدية..و قد دفعت دية ثعبان..و مقدراها ستون حبة من عيش الدخن..و اخرى مثلها من عيش الماريق (الفتيريت)..و كنا نضعها في بيت النمل.. ( ولا ادري سر ذلك).. كن نفعل ذلك للأسطورة السائدة.. أن ثعبان ابو كركرو (ثعبان اسود ضخم و جميل المنظر).. يأخذ بثأره.. يعني خصوصا لو قتل الذكر.. فالأنثى حتما ستسعى للأخذ بثأره.. مثل تلك الأساطير.. اعتقد أن اول من كتب عنها القاص الوليد ابراهيم في مجلة الثقافة السودانية (سنة 1987-8 ان لم تخني الذاكرة.. في قصص من بينها قصة بابريص ..و هي مبينة على اسطورة سائدة في بعض مجتمعات كردفان.. الصراع كرياضة و ترويح رائج في مناطق جبال النوبة..و اتمنى ان اجد بعض الوقت للكتابة عن مصارعة بعض الجبال الجنوبية .. حيث يمكن أن يكون فارس القبيلة في الحقيقة فتاة.. تعزل عن الناس..و يتم تقديم اجود الأطعمة لها ..و عزلها عن مجتمع القرية و تهيأتها لمهرجان الصراع الكبير.. و ايضا الفرق بين صراع الحوازمة..و صراع النوبة.. حيث الأول لا يتم فيه العنف..و بينما الثاني يتم فيه الضرب و كل الوسائل الأخرى..و قد شهدت في احد مواسم النتل.. أن فارس من الكجورية كان يصارع فارس من الفوس..و كانت الصفعات عادية و متبادلة بين الطرفين.. و اذكر أن احد الفراس تمكن من قبض رجل الفارس الآخر من الرسق..و ظلا على تلك الحال لمدة ساعتين.. الى ان تقدم شيخ السبارة ( و هو حكم الحلقة) و فصل بينهما و اعلن التعادل.. حكايا عديدة يا صديق..و نتمنى أن تفيد .. شكرا مرة اخرى..
كبر
| |
|
|
|
|
|
|
أستاذ كبر وأستاذ الرشيد عمر (Re: ابي عزالدين البشري)
|
.
الأستاذ الفطحل،كـَـبـًّـر
حيرتني بدفق معلومات، يحتاج مني لسنين، فلك الشكر. وسأتناول المواضيع واحدة تلو الأخرى بإذن الله
أولا أستاذ الرشيد عمر البشرى وبالمناسبة هو شقيق الأستاذ صلاح عمر المذكور
Quote: تحيتي لأستاذي الرشيد عمر البشري .. اينما ما كان .. و ارجو أن تبلغه عني .. أن تلميذه كبر .. لازال يذكر ذلك اليوم الذي ذهب فيه لدرس العصر و معه رسوم الدرس و هي طرادة (خمس و عشرين قرشا)..و انه .. أي الرشيد امره ان يحتفظ بها.. صحي كنت أول الدفعة..و لكن في نفس الوقت كنت ابن عامل .. ذو دخل محدود للغاية..و هكذا هي مواقف الأنقياء.. شكرا للرشيد.. |
الأستاذ كبر
ملئت عافية ، ودمت وفيا ولا يذكر كرم الكرام إلا كريم. الأستاذ الرشيد عمر البشرى بخير وعافية. كان يعمل في دولة تشاد معلما للغة العربية للناطقين بالفرنسية، ورجع نهائيا إلى السودان، ويسكن في منزله بالكلاكله (كرمته). وهاتفه اليدوي 376 – 247 – 922 – 00249 . اليوم هو سعيد بتخرج كبرى بناته (بهجة) وهي أول دفعتها. و بقي لابنه ( موفق) عام على التخرج وهو أيضا أول دفعته، في كلية الهندسة. بقية أبنائه بخير أيضا والحمد لله. سأتصل به وسأبلغه رسالتك، ليطلع على ما كتبت عنه في الشبكة.
و أواصل.. .
| |
|
|
|
|
|
|
أستاذ كبر و الثعابين (1) (Re: ابي عزالدين البشري)
|
.
الأستاذ الفاضل كبر لك التحية والشكر مجددا
حديثك عن الثعابين أثار في نفسي العديد من الأحاسيس و المشاعر، من زمن الطفولة ولكن بعضها قد ترسب في عقلي الباطن، فما عدت قادرا على الفكاك منه. بدأت الثعابين تشحذ خيالي وأنا طفل يافع. كانت جدتي السرة بنت المتعافي- رحمها الله – ذات حاسة غريبة، تجاه الثعابين. سمعتها مرة تقول : " اطلعوا في سرايركم يا أولاد ، بيتنا ده فيه ريحة نحاس" حاولت أن استفسر فلم تجبني وقالت لي " اسكت" ولم تزد. احسست إحساسا غريزيا بالخطر ، غير المسمى لسبب أجهله أيضا. دخل جدي عمر نوري – رحمه الله – فأشارت إليه إشارة خفية؛ فهم مغزاها. ثم حمل عصاه في يده اليمنى و حمل المصباح في يده اليسرى وانطلق يبحث عن شيء لا أعلمه. وبين دهشتي ودهشة أخواتي اللائي يكبرنني سنا ومعرفة، أدنى جدي المصباح من ماسورة تصريف المياه إلى الشارع ، من جهة الشارع ، ووضع خرقة في قمة الفانوس فتصاعد دخانها. ثم انسرب من الماسورة شيء ، أراه لأول مرة في حياتي، وسموه الثعبان. أسرع الثعبان تجاه أقرب المخابئ إليه ولكن جدي كان له بالمرصاد؛ فهوت العصا على رأسه. كانت ضربة واحدة موفقة ولم يزد عليها. وكان جدي يردد عبارة وجدتي تردد خلفه: " تار بابكر الصديق، تار بابكر الصديق. و لعجبي حمل الثعبان الميت بعيدا عن دارنا ورمي في مصرف بعيد عن المساكن. سألت أختى الكبرى ، فقالت لي: لأن الثعبان الميت ذكر، ولا بد أن أنثاه ستبحث عن قاتله. أسرعت والدتي تكنس البيت جيدا، و رشه والدي بمركب الـ(D.D.T) و اشتعل البيت بحرائق البخور ( الكبريت، اللبان وعين العفريت). ولم تنس والدتي – رحمها الله- أن تدس في الماسورة قطعة من القماش مشتعلة بعد أن وضعت عليها الجازولين. وما كل ذلك كما فهمت من أخواتي إلا لتضليل أنثى الثعبان، و (تشتيت الرائحة في الهواء). بت شهرا أو يزيد متخوفا من الثأر المرتقب، لا أخطو خطوة في الأرض،إلا إذا حسبت لها موضعها. ظلت الحادثة محفورة في ذهني، والتساؤل العريض يكاد يشل تفكيري، إذ كيف تثنى لجدتي أن تشم رائحته أو تحس به؟ أشبعت جدتي فضولي بحكاوى كثيرة ، فيها الحق و بعضها نسج من الأساطير. كانت جدتي – رحمها الله – تقول : " إن الثعابين أقوام مثلنا ولكنهم من الجن. منهم البر والفاجر ومنهم الصدوق الوفي". و لكنها لم تنكر أن بعضها مجرد دواب عادية كالدجاج والأغنام. روت لي روايات عديدة عن قوم عايشوا الثعابين في منازلهم، لا يعتدون عليها ولا تعتدي عليهم. ولكن أهم شرط في ذلك أن الثعبان إذا أراد دخول بيتك ورأيته فبادره بالخطاب: " يا عبد الله، إن كنت من الجن فإنا نعوذ بالله منك ونأمرك بأمر سليمان عليه السلام أن تخرج وتدعنا بسلام. فإن خرج فهو جان وإن مكث فهو دابة برية، يجوز قتلها مع الحذر. أما إذا وجدت الثعبان يسكن قبلك الدار، فقل له: " يا عبد الله عليك الأمان. عش معنا بسلام، لا تخوننا ولا نخونك، لا تؤذينا ولا نؤذيك لا تؤذي صغارنا ولا نؤذي صغارك . فإن اعتدى على بيض الدجاج مثلا ، فهو خائن يجب قتله، وليقتله رجل غير متزوج، وليردد العبارة السابقة: " ثأر بابكر الصديق". و أواصل
| |
|
|
|
|
|
|
أستاذ كبر و الثعابين (2) (Re: ابي عزالدين البشري)
|
.
الأستاذ الكريم والصديق الحميم كبر لك التحية وأواصل
مضت الأيام وكبرت. دخلت المدرسة الابتدائية – بخت الرضا – ورأيت عددا من الثعابين، ما بين بري ومائي وبرمائي. رأيتها متعددة الألوان، الأخضر شديد الخضرة كأنه صنع من البلاستيك وهو لا يضر البشر و إنما يعيش على بيض الطيور، ويأكل الحشرات. الأسود شديد السواد ذا الحجم الضخم ويسمى (الدقر ) ولا أجزم أنه ( أبو كرور) المقصود في روايتك. ولكنه من فصيلة (الكوبرا). هو ثعبان قوي يتمطى بجسده على الخروف السمين فلا يدعه إلا جثة هامدة. له انتفاخ على جانبي وجهه ، يزيد وينتفخ إذا خاف أو غضب. ومن عجيب أمره أنه يقفز قفزات عالية ولمسافات تزيد على الستة أمتار. وتحكى عنه الأساطير والحكايات. قال لي الأخ عصام حسين محمود أن والده قد حكى له أنهم قد واجهوا ثعبانا من نوع ( الدقر) وهم في طريقهم إلى سودري. كان الثعبان راقدا على الطريق في أمان ولم يحفل بهم ولكن الرجال تحرشوا به. هاجمهم الثعبان بشراسة وكان يطير في الهواء ويقاتل . ظل يقاتلهم وهم خمسة رجال ولمدة ساعة كاملة. والرجال كلهم فرسان ويحملون سيوفهم. أصاب الثعبان أحد جمالهم فقتله في الحين، وهنا عرف الرجال أن الثعبان لم يعد خطيرا ، إذ أفرغ سمه. فحملوا عليه وقتلوه. من الثعابين أيضا الأصفر وهو قصير إلا أن سمه قاتل. هذا الأخير، جبان لا يهاجم ولا يعيش قريبا من المنازل ولا يسكنها ، إنما محله وسكنه الجبال و الأشجار. أما الثعبان الرمادي المغبر، فخطره عظيم وسمه سريع ولكن الرمادي (أبي لمعة)، وجلده ذو لمعة حقيقية، فيبرق جلده في الشمس فلا يعيش إلا على فيران الحقل. وأخطر هذه المخلوقات على الإطلاق هو (الدَّفان)، واسمه من فعله. تعجب له يجري بسرعة ويشق طريقه في الرمل ويختبيئ فيها ، تبحث عنه في ذاك الموضع فيخرج من جهة أخرى من الأرض بعيدة جدا، وفي لمح البصر. والأخير موجود في كردفان كلها ابتداء من أم برمبيطة وحتى بابنوسة. من غريب أمر الدفان، ولم أشاهد ذلك، أنه إذا أصاب إنسانا، نزف في الحال دما من أذنيه أو أنفه، ولا يجدي معه العقار إذا لبث ربع ساعة. أما (أبو جرس) ، فهو شيئ آخر ولا يوجد في وسط السودان ولكنه يعيش في غرب السودان وفي كردفان خاصة، و في الدلنج له مسرح و روايات. و إنه لثعبان خطر، يدخل بيتك ‘ فإذا رجعت نبهك بفحيح يشبه الجرس، فإذا ارتدعت وقررت الرجوع سلمت و إذا أصررت على الدخول، نفث في وجهك سمه، وأصابك العمى، ولا يجدي معه أي علاج ولا يرتد بصر المصاب. وفي كردفان وفي منطقة الدلنج، أنواع أخرى مثل الثعبان الشهير (بأبي سبحة)، و الاسم على ما يبدو من الرسم الذي على جلده ، مقلما مثل السبحة. أما الحيات فهي كثيرة في الجبال مثلها مثل النيل الأبيض، إلا أن حيات الجبال ضخمة وطويلة طولا مهولا. تستطيع الحية أن تبتلع شاة كاملة من شياه الجبال المعروف (بالتقر)، وهي أقل حجما من غنم وسط السودان والبطانة. ومعظم الحيات غير سام، سوى النذر القليل. والغريب أن السام منها، يقتل الحيوان بسمه ثم يبتلعه فلا تتأذى الحية بذلك السم. و أواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أستاذ كبر و الثعابين (2) (Re: ابي عزالدين البشري)
|
يا صديق ابي و الله نحن محظوظين ان نتربي مع اشخاص مثلك تردونا دوما الي وعينا القومي و نتذكر ان هنا ابنا لهذا السودان يوثقون له ايام شبابه الوطي المتسامح ارجوك ان لاتتوقف و ارسم لنا قذه الايام ويف كانت جماهير الصراع اكثر بكثير من ناس دار الرياضة او ضهر الرياضة كما تنطقا و الدتي الحنون رحمها الله
نعم انها لصورة جميلة محفورة في عقولنا و نحن صغار
كان هذا الميدا ن علي بعد رمية حجر و كنا ننتظر هذه المناسبة من جمعة الي اخري و بعدها اصبحت من عيد الي اخر ومن ثم بدا الحصار الثقافي حتي تلاشة تماما بحجة الدواعي الامنية
ياجماعة الناس ديل من ذمان مندسين لتمذيق السودانين ، انهم يقتلون الفرح الريفي البرئ و فاقد الشي يجهل قيمتة و الله كانت ايام
و كم انا احلم بهذه الايام عندما كانا كسودانين نستمتع بكل ما نعمنا به الله من تنوع ثقافي و حتما ستعود و بقوة مادام هنا امثال الفنان ابي و للعلم التنوع الثقاف مورد من موارد الشعب يجب الحفاظ علية و توثيقة و حماية لانه جذء من الملكية الفكرية الجماهرية
طبعا هذا قبل التحكم و القهر الثقافي الذي غرس مجالبه الجبانة في خاصرة الوطن و مزقنا و مزقنا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ علي اسماعيل، عنوان موقع كردفان (Re: ابي عزالدين البشري)
|
الاخ العزيز الابى / ابى عزالدين ... خالص التحايا والتقدير ..
اولا تشكر عزيزى على هذا التوثيق الجميل وكذلك بوضع رابط موقع كردفان مرة اخرى والشكر الجزيل لتسجيلك بالموقع الذى اسررنا كثيرا فهذا هو بيتك ومطرحك .. الصراع فى كردفان هو تراث لا يتجزأ عن باقى الموروثات الثقافية الفنية منها والادبية ولا تخلو منطقة فى كردفان من هذه الثقافة الثرة فلذلك تجدنى اتابع سردك وكانى فى الجبنة ام الروص وانا فى وسط الدارة والطقوس المصاحبة للصراع من سبارا وكشكوش ورماد ومن مردوم وتربلول (اخوى انا الريحان ده وين ما اشمو تلقانى جارى ساكيهو) واللمة و...الخ ام الروص (الاضة ام الروض او الجبنة ام الروص) هى قرية صغيرة ريفى الحمادى حلة عيال صندوق مسقط رأسى سكانها من صرة عيال صندوق (اسماعيل صندوق).. نجمع بين الزراعة والرعى .و وضع الحلة الجغرافى جعلها مركز لمصانع منتجات الالبان فلذا كان الكثير من اهلنا الرحل يتمركزون فى الخريف حولها لتسويق منتجاتهم من البان وسمن وروابة وحتى الابقار والثيران والكباش وخلافه ..فكانت مثل الصرة للرحل والمزارعيين فاصبحت بهذا الموقع الجغرافى مركزا لكثير من المناسبات العامة واهما الصراع والمردوم والنقارة .. الصراع بطعمه الخاص سيطر على قلوب الكثير منا فكنا ننتظر يومه بفارق الصبر حيث انه يقام كل يوم اثنين تقريبا فكان له من المردود الايجابى لاهل القري والرحل لما يجدونه فرصة سانحة لتسويق الكثير من مقتنياتهم .. وللشباب للتغزل (الفرجة) على الشابات امات امتمايم والتربلول والسيلة وغيرها فعليه كان مهرجان وكرنفال الفرح والسعادة للكل .. من المصارعين الاشاوس اتذكر (الفة و ابوامنه وابوحريرة والكمو والمنقة واخرون من البديرية) و(اللغم من التمباب) (والزردية والناظر واخرون من ولاد موسى ) فكانوا جميعهم اشاوس فى الدارة وحمى القبيلة ..تجدهم فى غمرة الصراع كانهم لايعرفون بعض ولكن خارجه اصدقاء وزملاء وكانوا جميعهم يلتقون ليلا فى مناسات لعب المردوم او الربة وخلافها من الافارح فانها زكريات يا (ابى) تراث على وشك الاندثار .فلا بد من التشبث بالموروثات والحفاظ عليها انه الماضى العريق .. ولى عودة ان شاء الله خالص التحايا والتدير
| |
|
|
|
|
|
|
أختي الغالية نور تاور، نعم ، ولكن... (Re: nour tawir)
|
.
Quote: النوبة متسامحون الى أقصى درجة..
ويقينى أن هذه هى النقطة..
التى تم استغلالها بجدارة فآئقة لضرب ثقافتنا وهويتنا..
|
الأستاذة نور سلام لعلك ترديني إلى شيئين هامين، وتربطين هذه العبارة أعلاه بهما. أولا أشهد تمام بتسامح أهلنا النوبة وذكرت ذلك قبلا ربما تذكرين. شأنهم شأن ( كيريا) ذلك العملاق الذي يصارع التماسيح في النيل ويقتل فريسته وهو أعزل إلا من شجاعته وقوته الأسطورية. ولكن هذا الرجل لم يكن يدخل مشاحنة قط، وإذا أساء إليه أحدهم، ترك له المكان وهو يردد: " القادر الله" بينما لا يتردد من هم أضعف منه في محاولة الرد ، بل إيذاء الغير. تذكرين الموضوع ورابطه من الدويم. مأساة كيريا وكتوشه أقول ربما كان ذلك التسامح هو العنصر الذي تم به استغلال ذلك المواطن الطيب، على مر العصور. ثانيا: يذكرني نفس الكلام بتعليقي على موضوعك (جبال النوبة، الضمير الغائب)، ذلك البوست الثر والجاد. ورابطه: لنبحث عن الدوافع والأسباب
. فقد ذكرت فيه تعليقا كان هدفه البحث عن الدوافع والأسباب . ولكنك في هذه المرة لفتني إلى عنصر هام غاب عني ولا بد من إضافته للتعليق.
Quote: ماهو الا مخطط لتدمير هذه الثقافة..
التى أرى أنها من أرقى ثقافات العالم..
لان فيها صورا جمالية نادرة..
وقيم..
ومثل ..
وأخلاقيات..
وشجاعة نادرة..
كما وأنها..
ثقافة حب وصفاء وشفافية فى العيش مهما كانت صعوبته.. |
وتعليقي على ذلك، كما تعلمين رؤيتي، أؤمن بأن النوبة شعب خلاق وهذا يدفعني للتركيز على مفهوم الثقافة وعدم قصره على الاستنارة و كثرة المعارف أو تعددها. النوبة لهم حضارة قديمة عريقة أصيلة لم تشبها شائبة، حافطوا عليها، بذات الانطواء المذموم. ولكنها سبقت حضارة العرب والفراعنة. وهم ساكنوا السودان الشمالي في عهد قديم ثم نزحوا أو هجرواإلى داخل أراضي السودان بمفهومه السياسي الحديث. وربما كان انسحابهم إلى وسط السودان ثم غربه، لنفس التسامح وعدم ميلهم للصراعات. ولكنه لم يكن جبنا من قوم لا زالوا يتصفون بالشجاعة والقوة، والشاهد على ذلك طلب محمد علي باشا لهم كجنود، في جيشه عام 1821 م. هذه الثقافة يجملها ثراؤها وتنوعها وتفردها. إننا قد نجد تشابها بين عادات الناس في الرقص والغناء ومقدمات الزواج ومعتقداتهم بين كل شعوب العالم. لكن الذي عند النوبة إرث أصيل لا يشبهه أي نوع في القارة السوداء أو في غيرها. أما المراكز الثقافية التي تتخذ الخرطوم مقرا لها ولا تغادره إلا للدول الخارجية ، طلبا (لبدل السفريات و...) ولا يحرك أفرادها قافلة ثقافية واحدة للجبال، فاسمحي لي أن أسميها(مراكز الصفوة). ولا أنكر جهود الكثيرين للنهضة بهذه الثقافة وأذكر منهم أستاذنا الرائع جراهام، من الناحية الفنية والإعلامية، وأستاذنا العملاق عبد الله هارون كافي ، الذي كان له سبق تسجيل نادر لروائع غنائية بلهجاتها الأصلية، ثم تدوينها على النوتة الموسيقية. وبحثه الذي قدمه لرسالة الماجستير شاهد بثراء معرفة الرجل و إسهامه في التوثيق لهذه الثقافة المتفردة- أكرر المتفردة- و الجانب الأكاديمي لا شك جانب مهم جدا. سيرت بعض جمعيات الجمنق بعض القافلات إلى الدلنج، وربما كان هنالك غيرهم ولا أعرفهم. ولكن قصدي من كل هذا هو الإشارة إلى تعميق هذه الثقافة التي ضاعت حتى لهجات أهلها واندثرت، ولا زال الكثير منها يعاني طريقة الكتابة، فبعضهم يكتبه بطريقة والبعض الآخر يكتبه بطريقة مختلفة، ولا زالت هذه اللغة التي هي مصدر روايات التراث، تائهة بين طريقتين( الألفابيت والألفونيك)،وقطعا إن علم ( الفونيتكس) ليس لديه حلا جادا للتدوين، خاصة مثل الأصوات التي تحيرهم في كتابتها مثل (جمنق أو نمجف) رغم أن هنالك أصوات تشابهها في الفرنسية مثل(مونتانج) بمعنى الجبل. هذا إذا أردنا أن نكتبها باللاتينية. ويبقى سؤال آخر، هل يمكن كتابتها بالعربية؟ كثير من الأسئلة الملحة تنتظر الإجابة، والمراكز الثقافية كما قلت يا أختى ووزارة الثقافة لا يعنون إلا بالرقص والغناء، ولم أر حتى الآن (فيديو كليب) للكمبلة، ولا أدري ، ألظنهم أنه دون المستوى أم لأن فناني النوبة ومخرجوهم من الذين يعملون في مصر وأوربا (مونتيرز) ألم يجدوها مادة مناسبة، أم أن... استهواهم فتنكروا! إن لهجات النوبة في طريقها للانقراض، لعدم تدوينها. وأخشى ما أخشاه أن تضيع معالم ثقافية أخرى ولهذا فأنني أدق ناقوس الخطر.
بكل صراحة ، إنني أطرح التساؤل قبل اللوم لمثقفي النوبة و للأكاديمينن خاصة. وأركز على الثقافي أولا قبل السياسي .
| |
|
|
|
|
|
|
أستاذ كبر وأستاذ علي يؤسسان لمدارس الصراع.. (Re: ابي عزالدين البشري)
|
.
أشكر للأستاذين الكريمين ، تفضلهما علي بالحديث عن الصراع في كردفان ولإثرائهما لمادة الحوار. لفتني حديث كل من الأخوين الكريمين، أستاذ محمد على كبر والأستاذ علي إسماعيل إلى أشياء هامة وأنصص قوليهما : يقول الأستاذ كبر
[QUOTE]الصراع كرياضة و ترويح رائج في مناطق جبال النوبة..و أتمنى أن أجد بعض الوقت للكتابة عن مصارعة بعض الجبال الجنوبية .. حيث يمكن أن يكون فارس القبيلة في الحقيقة فتاة.. تعزل عن الناس..و يتم تقديم أجود الأطعمة لها ..و عزلها عن مجتمع القرية و تهيئتها لمهرجان الصراع الكبير.. و ايضا الفرق بين صراع الحوازمة..و صراع النوبة.. حيث الأول لا يتم فيه العنف..و بينما الثاني يتم فيه الضرب و كل الوسائل الأخرى..و قد شهدت في احد مواسم النتل.. أن فارس من الكجورية كان يصارع فارس من الفوس..و كانت الصفعات عادية و متبادلة بين الطرفين..
[/QUOTE]
بينما يقول الأستاذ على إسماعيل
Quote: 1 – وانا فى وسط الدارة والطقوس المصاحبة للصراع من سبارا وكشكوش ورماد ومن مردوم وتربلول 2 - الصراع بطعمه الخاص سيطر على قلوب الكثير منا فكنا ننتظر يومه بفارغ الصبر حيث إنه يقام كل يوم اثنين تقريبا فكان له من المردود الايجابي لأهل القرى والرحل لما يجدونه فرصة سانحة لتسويق الكثير من مقتنياتهم .. وللشباب للتغزل (الفرجة) على الشابات امات امتمايم والتربلول والسيلة وغيرها فعليه كان مهرجان وكرنفال الفرح والسعادة للكل .
|
فالأستاذ كبر يرد الصراع عامة إلى ثلاث عناصر ثلاث: 1 – الصراع رياضة 2 – وهو ترويح 3 – كما أن الصراع مقياس للتمايز بين الشباب، وهم يتطلعون لفتاة أحلامهم. ويرد الفرق بين صراع النوبة و الحوازمة إلى أن الأول يعد عنيفا مقارنة بالآخر و قد يميزه أسلوب النتل. ولكن كلا الأستاذين يعد الصراع مهرجانا، ووردت العبارة ذاتها في التعليقين، وهذا هو مربط الفرس. والسمة التي تميز الصراع في كردفان من غيره. ولا خلاف مطلقا في وجود الصراع في كردفان كلها، في الجنوب، في الشمالية، بل في أفريقيا عامة. عرف الجعليون والشايقية ، نوعا من المصارعة يسمى ب(أم عضيم) و ( الطـَّـبّ، بفتح الفاء). وإذا طلب أحدهم مصارعتك قال لك: ( أديني أباط و أديك أباطي) وطريقته أن تمسك بيد خصمك، فتضغط و تظل ضاغطا بساعدك وعضدك على كتف منافسك ورقبته ، بكل ما أوتيت من قوة. حتى تجد فرصة مناسبة لرميه أو أن يعلن هو انسحابه. وهذا النوع من الصراع غابت عنه الاحتفالية التي ذكرها الأستاذان ، فالصراع مجرد تسلية ، عابرة لا تقام لها مناسبة بعينها، ولم نعرف لها طقوسا أو زيا خاصا بها ولا موضعا محددا. ولكن التمايز عندهم بالبطان( الضرب بالسوط) و هو مثل سابقه لا تقام له مناسبة، إنما يقام وسط مناسبة قائمة أصلا وغالبا ما تكون الزواج، وفيه من القسوة ما فيه. ظني أن هنالك فروقا أخرى لهذا الصراع بين النوبة وغيرهم، وهو أن مناسبة الصراع تكون عند النوبة أكثر ثراء من غيرهم بكثرة الأزياء والإكسسوارات، كما أن العنصر المذكور (الطقوس) ، قد يسيطر على كثير من أحداث الصراع ، خاصة من الناحية النفسية. كما أن صراع النوبة ، غالبا ما يركز على إمساك المنافس من رجليه وهذا ما لا يعرفه أهل الشمال. إذن فالصراع في كردفان، رياضة وترويح ، مهرجان واحتفال ، يتقابل في الفتيان بالفتيات، ويتم فيه التعارف وتسويق المنتجات. نموذج آخر للصراع في أفريقيا قرأت في كتاب لـ ((Cyprian Ekwensi الكاتب النيجيري المشهور، في كتابه (The passport of Mallam Ilia ) ، نوعا من الصراع، واسمه ( Shanchi) عند قبيلة الطوارق. يتم به التمايز بين الفتيان لاختيار شريكة الحياة وإنه لنوع من الصراع، عجيب. وهو يقوم على فكرة ( التصفية). يقام هذا الصراع في ميدان ضيق يجتمع فيه الفرسان، ويقام ليلا . لكل فارس الحق أن يحمل معه ما شاء من السلاح . تضاء الأنوار فيرى كل الفرسان بعضهم البعض. ثم تطفأ الأنوار. يتعارك الفرسان في الظلام ثم تضاء الأنوار بعد أقل من خمس دقائق. يُـحمل الجرحى و الأموات ويبعدون من الحلبة. ثم تطفأ الأنوار مرة أخرى، ليستأنف الصراع. يستمر الصراع حتى يبقى في الحلقة رجل واحد فقط . هو الفائز في الصراع وهو الجدير بالفتاة..
هذا النوع الأفريقي الآخر من أنواع الصراع يختلف عن بقية أنواع الصراع بالمقاتلة بالسلاح و في الظلام، ولا ينتهي إلا بموت أحد المتنافسين أو عجزه عن المواصلة لجرحه. وهو لعمري صراع قاسٍ أليم. و بشهادة كاتب الكتاب نفسه، كان هذا الصراع سببا لكل المآسي التي قابلت الراوي في حياته، مع غريمه الذي جرح ليلة القتال (Mallam Osman)، وخسر الصراع. و الكاتب نفسه ، الراوي يحكي تبرمه بذلك الصراع ويحمد الله أن الاستعمار الإنجليزي قد دخل البلاد ليلغي تلك العادة السيئة. فهو يقول: ( In a way Iam glad the British came to Kano so soon after and stamped out such dreadful customs.) Page 19 line 8 Heniman Wducational Books(Nigeria) PLC 1993 ISBN 9781291907
وأعود لهذا لاحقا ، بإذن الله. تبقى هنالك أنواع أخرى لا بد من الإشارة إليها كالتناصل ، الترامح ،التنابل والتراشق و لعبة العصا وكلها موجودة أيضا في آفريقيا، خاصة بهم. ولعبة العصا عرفها المصريون في زمن الفتوات وعظموا ( النبوت ) وهو العصا الغليظة وبرعوا في المبارزة بها. و اللعب بالرماح عرفه الحبشة قديما وكانوا يجرون هذا المهرجان نفسه في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم وورد ذكره في الأثر الذي روته عائشة رضي الله عنها. وعرفه من الجنوبيين الكثيرون ولكن برع فيه النوير خاصة. بقي أن أقول إن هنالك رياضة هي رياضة السباق (سبق سبق)، عرفها المسيرية والحوازمة وبني جرار قديما ومارسوها، ولا يكاد النوبة يمارسونها إلا نادرا ولا تجد لها شعبية عندهم. وأتمنى أن يجد الأستاذ كبر الوقت ليعود إلى هذه النقطة التي أثارت كثيرا من التساؤل، عند أصدقائي. حيث يمكن أن يكون فارس القبيلة في الحقيقة فتاة.. تعزل عن الناس..و يتم تقديم أجود الأطعمة لها ..و عزلها عن مجتمع القرية و تهيئتها لمهرجان الصراع الكبير.. ولكن ألتفت إلى نقطة هامة ، في كردفان وهو أن النوبة أكثر الناس عناية بالأزياء والاكسسوارات في ميادين الصراع، ولا يفوقهم في ذلك إلا الفلاتة أم بررو فالأزياء والأكسسوارات تلزمهم طوال العام و أعود بإذن الله
| |
|
|
|
|
|
|
عودة لصراع Shanchi ، المذكور آنفا... (Re: ابي عزالدين البشري)
|
Just I had become used to the darkness, a man stole past me, creeping so that I might not hear his footsteps. I drew my knife, crouched and sprang like a leopard upon him. He groaned and leapt backwards; a second later, a piercing scream told its own storyP someone had finished him off. The lights were brought in; Kanemi's men came into the ring and cared the bleeding body out of the ring. During that intervalm men studied the positions of their opponents. Again we all in darkness. Two simultaneous groans filled the air. In came the lights to the ring and two bodies were carried out. The game of shanchi was warming up. Three men gone: nine left. Every time the ring was lighted. Kanemi smacked his lips with satisfaction and smoothed his waxy moustaches. Zahra, I noticed, had stopped playing her gwoje, and sitting up on her sofa, was staring wide-eyed at the ring. She looked truly lovely. The fire in her eye made me wish I could win herm and I determined to fight to the death. One by one, we thinned out. At last only four of us were left. Of the eight who had been removed, four quite disabled and four were quite dead. Excitement mounted among the spectators as the four of us stood in the light of the lamps, panting and glaring. When the lights went out, I threw myself down on my stomach, and, with a sudden spring. Gripped someone by the legs and threw him down. He stabbed furiously at me, but I was on top of him like a cat. Two quick stabs and he was silent. The body of my first victim was removed from the ring. Three men left. For a brief moment I saw my two adversaries. They were big men. One of them stood well over six feet in height. He was looking at me, and I knew that he would make for me the moment the lights went out again. And so it happened. He swept past me just as I sprang aside. There was a wild yell of "Yee—whoo!" … Regaining my balance, I leapt in his direction, striking out with a short knife drawn from the band around my elbow. I must have hit him in a vital spot, for he fell with disappointment. The man who had fallen was not the bigger man, but my second adversary. He had rushed at me in the same instant and had caught the thrust. There were now only two of us left. My opponent indeed was an enormous man, big-jawed and long foothed. "You're going to die now," he growled. "Your knife can do nothing to me. I have swallowed the medicine against steel." He jabbed himself suddenly with his own knife, and the blade bent. He threw it down and drew another, from his wrist. The lights were removed, and I was alone with him. I have never been nearer death in my life. What chance had I against him? He could smash me with his first; and my knife, my sole aid, was useless. I was feeling stiff and sore, and the prospect of being stabled made me nervous and breathless. I didn't know how to last it out. Would a miracle happen? Would Kanemi call it all off and say he had changed his mind? I moved slowly with the quietness and caution of a chameleon, pausing to listen for him. But never once did I hear him. We met suddenly, and he stabbed furiously at me. His elbow, catching me in the head, sent a shiver down my spine. With that sudden strength born of panic, I made a wild upthrust at his body, but the knife bent like a pin, and I knew then what he had meant when he said that he had swallowed a medicine against steel. He was wearing a coat of chain- armour. That realization summarized my chances. Henceforth cunning rather than valour would be my weapon. He gave chase as I ran. In had no clear idea in my head what to do when my breath failed me. I ran zigzag round the ring. Then my luck turned. All of a sudden he fell. I was quick to see what had happened. He had siepped on the knife which he himself had pierced his bare foot as easily as the sun pierces the clouds. I saw that now was my chance. Drawing my knife, I thrust it at his bare neck. He was powerless. Given the same opportunity, I am quite certain that he would have killed me. But I merely disabled him, and therein lay my mistake: a mistake which I have regretted all my life. I left him lying there in his own blood, while Kanemi took me to my prize. "Zarah," he said "you have won a brave husband." " A lucky one I corrected"
>
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أخي خالد، أصبحت أنت صاحب النص (Re: ابي عزالدين البشري)
|
الاخ الاستاذ ابى عز الدين البشرى،
الشرف لى ياأخى، فهذه كتابة تستطيع أن ترى ابطالها وشخصياتها يضجون بالحركة ويعطسون من إستنشاق الرماد.
أنجزت بعض الاعمال بالرماد والتراب سأحاول أن أجد صورا لها.
وشكرا مرة أخرى لتسليط الضوء على هذا الملمح الثقافى الفذ.
| |
|
|
|
|
|
|
|