رحال الهجين .. فوبيا السفر وجدلية الخوف الجرأة (قصة تحليلية للشخصية السودانية )

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 09:31 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-14-2006, 01:33 AM

بابكر عثمان مكي
<aبابكر عثمان مكي
تاريخ التسجيل: 06-11-2006
مجموع المشاركات: 879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رحال الهجين .. فوبيا السفر وجدلية الخوف الجرأة (قصة تحليلية للشخصية السودانية )

    لم يفصح رحال عن سر اصله الغريب فقد رحلت عائلته لتستقر كعود صبار وسط حقول القمح مابين رفاعة فى الوسط والقضارف فى شرق السودان ، تبوح من عينيه هزيمة المك نمر وتشرد الجعليين فى امتداد النيل الازرق ذلك الهجين الذى اصبغ على اقلبية اهالى الوسط كالوشم ..هجين الدونية والكبرياء ،الماضى والحاضر ،النصر والهزيمة
    كانت ام رحال تنتمى بقوامها الفارع كغصن الزان ولونها الذى يشبه صبغة الشمس فى قناديل الذرة الى رفاعة تلك المدينة التى تنضح بجمال صبياتها كما ينضح الندى فى الصباح الباكر .. يلفها النيل كانه يحنو عليها من افاعيل الحياة ، فتياتها يشبهن غزلان البرارى يجدن الفصح الخجول بالابتسامة التى تسرق الانفاس وابيه الاسود البشرة قيل انه جاء مع الجلابة وقيل ايضا" انه فر مع المك نمر بعد ان قاتل معه حتى الرمق الاخير واستقر برفاعة وعمل مع نظارة ابوسن فترة من الزمن حتى اختلط الامر على الاجيال وصار واحدا" منهم وحين فكر بالزواج رفض السناب تزويجه لعدم معرفته اصله فلجأ الى تلك القبائل الوافدة من الجعليين والتى تحمل الهزيمة معها هروبا" من حملات الدفتردار . الا ان لونه الحالك السواد لم ينج من الاساطير والامتهان .

    كبر رحال وسط مجتمع رفاعة واستمد لهجات عرب البطانه حين يحضرون الى سوق الاثنين والخميس وهم يحملون خروجهم واوانيهم وسعفهم وطواقيهم لحوم الابل المميزة والسلاح وباغات السمن والعسل واشهر من ذلك كله كبدة الابل التى يعشقها معظم اهالى رفاعة واحيانا" يسافرون لها خصيصا" لجلبها من تمبول المدينةالمشهورة بتجارة السلاح والابل منذ امد بعيد فكان ذلك الاختلاط المركز قد اشبع روحه بالبساطة والعفوية والذكاء .
    قادته امه الى المدرسة عند بلوغ الخامسة واستجاب لها الناظر بعد لأى بان يقبله احتياطى وسرعان ماكان ابن الخامسة يغلط الاساتذة ويتفوق بشكل ملحوظ واخذ يتقدم فى سنينه وهو ممسك بتلك الشعلة المتقدة فى دماغه
    حينها كان ابيه فى ترحاله المتواصل فكان رحال يشعر بتاصيل حبه الى امه اكثر من ابيه الغائب وكان يلازمه ذلك الاحساس بالانتماء فى داخله بان مدينة رفاعة امه .. وبانها ذلك النيل الذى يحنو ويفيض ويحمى



    بدأت جغرافية الحب توزع حدودها فى قلبه المتناقض عندما التقى شوق وشوق صبيه مصبوغة على الحياة مثلها مثل فراشة فرحة تطير وترك ولاتعبأ بافاعيل الزمن جميلة حد الاطراق اجلالا" لله فى قدرته لها بسمة باربعين خريفا" ، نبيلة بين النهد والنهد طبول من العز قلب نابض الابصار صفراء تسر الناظرين اذا نظرت كانها تناظر بحرا" واذا همست كانما تناغم مطرا" رذاذ احداقها السحب المائلات على مغيب وشعرها موت عواتم الغروب على ليل بلا زينة .

    التقته على محمل غير جاد وبراءة متأهبه للسزاجة وكان الغلط البرىء والضحك المعافى واستلاب الصفاء من احاديث الطفولة وحكاوى الحبوبة وصلاة الفجر والمذاكرة الشفهية وكانا بين اروقة الجامعة وغبار شوارع الخرطوم وامدرمان جزء من تواتر الاحداث وتكوين الافكار والتحام المبادىء شهد لهما النيل باحاديث عذبة وصفقت لهما اوراق الشجر وهما يكتبان اسميهما على لحاءها عشاقا" غير العشاق .
    وكعادة الوطن يعبىء الفتى بالامنيات وتحلم الفتاة بالافق حصانا" ابيض تعاهدا على الزواج واستفزا الآخرين بثنائية نادرة ولكن كانت تحاك فى الواقع المر قصة لعينة مشوبة بالحوجة والفقر والسفر بينما يتأجج فى رحال ذلك الصراع الخفى المستمد من عيون امه ذات الكبرياء المهزوم وسواد بشرة ابيه التى تشبه ليل مجرد من الزينة .






    ترك لها ورقة صغيرة بين سطرين

    شوق ..
    رفيقة الغفلة والانتباه .. لا استطيع نزع مفهومى الشرقى للشرف
    مصيبتنا اننا احببنا بعضنا فى زمن مطابق للسفر ومزامن للفقر .

    رحال
    وضع توقيعه يتيما" على الورقة ومضى

    تاكسى ..

    ركب فى المقعد الامامى بقرب الشائق

    المطار لوسمحت

    رد السائق السلام وهو يدير إبرة الراديو ليحضر صوت المزيع موشوشا" بآخر جملة

    " هذا وقد تم الاتفاق على كافة البنود التى سيتم نقاشها فى مشاكوس تحقيقا" للسلام "
    بضحكة ساخرة قال السائق

    هو مشاكس دى مش معناها مشاكل طيب كيفن يجى سلام

    ابتسم رحال لتعليق السائق الفطرى وتساءل فى داخله
    متى ينفتح الحوار الى السلام فى مائدتنا التى ينقصها الرغيف ؟؟ الى متى يظل لون التخاطب بيننا بالفاظ التفائل على صلح يفوح برائحة كليب الذى مات غدرا
    اريد ابى حيا ..هكذا قالتها اليمامة بنت كليب ليتأر الظل من ظله وهكذا هو حالنا فى قلب كل بيت فى الشمال يمامة مفجوعة وفى الجنوب حزن لايعرف نواح العرب وفى ذاكرة الجميع سفر وحقائب وتذاكر وصالات جمارك الف حزن وحزن مسافات من سفر الطحالب فى صفوة مياه كدرتها الطوائف والطرائق والمجازر ولم نفض امرا كلما هناك رصيدا" من خشب الموائد المستديرة والمستطيلة وخلف كل عمامة ذقون التملق والتملك والهوادة وفى كل عام يتشرد الفتى فينا بغيا" للقمة العيش المخبأة فى تجاويف السفر وهو يحلم بالعديل والزين فى وطنه الذى يحيض الطمى على جانبى نيله دون ان تكون هناك فركة قرمصيص خضراء وطن تعيش فيه السلاحف من غبن الجنوب على الشمال والشمال على الجنوب
    نحن عرفنا الفرق فى الالوان ولم نكترث الى للونين اسود وابيض ولكننا فى النهاية يعبرنا جميعنا رصيف مصيرنا اسمر الجبين لؤلؤة من عرق الزنوج ونواخ ابل العرب ننتمى للطمى وللطوابى وللنفير ونكتفى بالنوم فى ظل وريف
    ترى هل غادرتنا سحنتنا السمراء تحت غيوم شيكاغو ومكيفات الخليج وشاليهات جنيف فنسينا هويتنا وانتمينا للكأس والويسكى والديسكو والغنج المسائى هلى تغيبنا بالنوم بين دوامين لنحضر فى المساء للريموت والقنوات الهزيلة
    هو مليون ميل مربع لايحتمل تسمية الاتجاهات شمال وجنوب فالبرق الذى يسمى قبلى يكون قبلى مهما ذهبنا فى عمق المسافات والاتجاهات الاربعة

    نبهه السائق مرتين
    ياخينا ..
    ياخينا هوى وصلنا المطار ..انت عيان ولاشنو

    مااوسع شطح خياله ..يبدأ بالنيل وينتهى بالكواكب

    قالت له شوق .. انت مجنون ولكننى احبك لا ادرى لماذا؟؟
    ربما لان وراء عينيك غموض يشبه انزلاق الشمس من على ظهر الارض حيث يوجد مسرح كبير لخيالك الواسع وتاملاتك العجيبة ..اخشى عليك ان تنسى يوما" نفسك على مركبة او محطة انتظار .

    دلف الى صالة المطار وحيدا" وفى كفه اناشيده وهو يحمل بين عينيه وجه شوق نظراتها التائبة وشفتيها البريئتين ووداعه لها قبل قليل

    مع السلامة ..طمنينى على صحة عم عبدالرحيم ابوك
    لاتنسى حقن الاونسلين

    قالت حاضر ... واشع وجهها حزنا واسقطت دموعها من كمن يوقد شمعة
    ودلفت الى الداخل وهى تلتفت وتشيح وجهها بالم .. تلك الالتفاتة التى تحتكر الجمال وتجعل الشهيق معلقا" مابين السماء والارض تلك النظرة الاخيرة التى تمتلىء برغبة فى الغد .
    وعدته بان يكون اسعد انسان فى الحياه ان تدخله عالمها وتفقده صوابه من السعادة ان تدهشه كل مساء بعطر الصندل وترسم الحناء على قلبه ثم تعلمه التجاوز وتجعل واقعه غيبوبة قسرية ان تزيل عن وجهه غبار شوارع الخرطوم وان تسلمه مفاتيحها وتجلسه على وجعها حتى يظن انه واقف وان تفتح بينه وبين السماء الف باب وتذيقه طعم النجاح وتعرفه خطوط كفه وتحيك له خيوط القمر
    وقفت فى وجه قبيلتها التى تسد عين الشمس حين اخذو يبحثون فى دم حبيبها المتناقض المتمازج مابين الزنج والعرب وقفت لتصرخ فى وجه ابيها بانها تريد هذا الرجل ولايهمها ان كان لون دمه مطلى بماء الذهب او ذو سلالة ملوك او عبيد او ابيض او اسود
    قال لها ابيها ..يابتى الاصل مهم فى الزواج والرسول عليه افضل الصلاة والسلام قال العرق دساس
    قالت له : الرسول يابوى قال البترضو دينو عرسو ليهو وانا مابشوف غير رحال راجل يستر قفاى وقفاك
    قال لها يابتى الناس فى رفاعة ماعارفين اصلو البقول ليك .. والبقول ليك
    ابوى انا مابعرس غير رحال ؟؟؟ وان غصبتونى يانى القعدت ليكم فى البيت ارفض اى عريس وان عرست حاطلق من البعرسو
    يابتى انتى بت اشراف وبت اسياد ؟؟؟ ماتختى راسنا فى التراب

    ........................

    مايكرفون صالة المغادرة فى مطار الخرطوم ذو الصدى الحزين بدا كتوقيع جارح على الحس

    السادة المسافرين المتجهين الى ...... عبر الخطوط الجوية السودانية التوجه الى البوابه رقم 15 ..

    انه الرحيل .... اذا"



    هو يتذكر جيدا" ذلك اليوم الذى حمل فيه حقيبته لأول مرة وكيف ان أمه ودعته عند الباب وهى ملثمة بثوب اسود فبدت كالقمر الآفل من قطعة ليل
    اخذت بطرف الثوب وانحنت لتأخذ حفنة تراب من تحت قدمه ، تقليدا" حنينا" بان ذلك سيحافظ لها على ابنها من مصائب الحياة ويضمن لها عودته سالما .لقنته الشهادة (لا اله الا الله ) فلم يكملها نهرته بشدة ان يقول محمد رسول الله فقالها وهو يضمها فى احترام (محمد رسول الله )
    انه يذكر ان حمل تلك الحقيبة كان مسلسل الهزائم المتتالية كان بداية فوبيا السفر وجرثومة الغربة

    تحسس جواز سفره كمن يتحسس جرحه ....

    ومضى داخل بوابة المجهول الى الابد ...............



    للقصة بقية

    (عدل بواسطة بابكر عثمان مكي on 06-24-2006, 09:45 AM)

                  

06-14-2006, 11:46 AM

بابكر عثمان مكي
<aبابكر عثمان مكي
تاريخ التسجيل: 06-11-2006
مجموع المشاركات: 879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحال الهجين .. فوبيا السفر وجدلية الخوف الجرأة (قصة تحليلية للشخصية السودانية ) (Re: بابكر عثمان مكي)

    جلست بجانبه فى الطائرة امرأة عجوز ( مشلخة ) ... سلم عليها وهو ينظر الى وجهها ، استغرب فى قساوة جدوده اذ يشوهون خدود المرأة بتلك الجروح الطويلة على الخدين هو يحب تلك الشلوخ تذكره بالحبوبة ويعرف انها نوع من ثقافة سائدة فى مجتمعه ولكنه هل يكون البحث عن الجمال قاسيا" لدرجة وضع علامة مستديمة على الوجه كتلك الشلوخ ؟؟؟ ان ذلك ايغال فى ثقافة مجتمع يصعب سبر اغواره مجتمع مزيج ولكنه يعلم قوة انتماءه العميق له ويعلم جيدا" بان تلك الشلوخ كانت مصدر الهام الكثير من الشعراء فى بيئته وانها ايضا" مصدر فخر للمرأة بانها بنت احرار وامرأة خدور وعفاف .

    كم هى ضعيفة المرأة السودانية لم يكن لها الحق فى اختيار وجهها فى ذلك الزمان الغابر ، ربما لكى تفخر لابد من جرح ..حتى وهى صغيرة يجرحونها جرحا" بليغا" حتى تفتخر بعفتها عندما تكبر عفة تكلفها احيانا" الموت حين تعثر الولادة او ان تشبه قطعة ثلج فى فراش الزوجية ومأساتها الحقيقية هى عندما تكبر ..يكون مصيرها معلقا" على عقارب الساعة تعانى الوحدة وتخاف الجرأة وتنتظر الوهم والسراب فاما ان توضع فى مصاف الامهات اذا ضرب الحظ او المطلقات والعانسات اذا كانت غير محظوظة وبين هذا وذاك نوع من القيود البلهاء فى ادارة تصرفاتها من قبل الاب او الاخ او الزوج وتصبح تلك القيود مشنقة اذا تجاوزت هى حد ذلك الجرح بالخطيئة .

    حين اختارا هو وشوق ان يكونا زوجين
    قالت له بانها ستعد سندوتش لنفسها فى الصباح وتذهب الى العمل
    قال وانا ؟؟؟
    قالت : عليك ان تتعلم بان المرأة والرجل لافرق بينهما وانك منذ اول يوم فى زواجنا انشاء الله ستعمل على اعداد فطورك بنفسك وتغسل وتكوى ملابسك ايضا" وان كل واحد سينفرد فى اسلوب خدماته لنفسه حتى لاتكون هناك اتكالية

    قال لها بسخرية اذا" ليقوم كل منا بانجاب طفل دون مساعدة الآخر
    عندها احست بحوجتها له .

    قالت له .. ساحاول ان اسوى الامر مرة اخرى مع ابى واهلى لاتسافر
    قال لها : العرق المرفوض مدعاة للرحيل
    حتى ولو وافق اهلك .. يلزمنا المال
    قالت له ليس بالضروة ان تكون غنيا" حتى نتزوج فانا لا اريد بحبى لك غير مساحة ارجلنا سويا" على هذه الارض

    قال لها : الحوجة تورث الذلة وتفقد الكرامة

    .............................


    تذكر انه فى الطائرة ... بجانب السيدة ذات الشلوخ المطارق
    كأنها احست به
    اعتذر بانه ربما ازعجها

    معليش ياولدة
    مافى حاجة ياعشاى .

    بالرغم من انه قد فارق السودان منذ قليل الا انه حينما سمع كلمة عشاى من لسان تلك المرأة شعر بالنيل وام درمان والطابية وطبق الصينية التى تخرج الى فراش العزاء تكافلا" وكرما" وتراحم احس بانه استنشق رائحة (حلو مر) وهو عابر شارع اليف من شوارع الوطن قبل رمضان بفترة قليلة .. او كان نفر كريم اعترض طريقة قبل لحيظات من آذان الافطار فى رمضان نفر من الذين يرغموك على تناول الافطار على عتبات الطريق كرما" وجود .
    سألته مردفة وهى تحشو عبارتها حنان الحبوبات
    ماقربنا نصل يا ولدى والله القعدة عقلت رجلينى ؟؟
    لسه ياحاجة كمان شوية . انت عندك منو هناك حايستقبلك ؟؟
    كمال ولدى مصر على انو اجى عشان اقعد معاهم شوية واستقبل مولودهم الاول الا لو ماكدا والله انا مبقدر على التلتلة دى
    تمنى ان تضع يديها على جبهته وتقرأ لهكما كما كانت تفعل حبوبته فى الماضى هؤلاء الكبار فيهم شىء يرغمنا على الاحساس بالامن باننا بلاشروخ معافيين وهناك من يهتم لامرنا ان الجزور اروع من الاوراق اليانعة الخضرة.
    سألته كيف اجازتك انشالله قضيتها بين اهلك وصحابك
    قال لها هذه المرة الاولى التى اخرج فيها من السودان ياحاجة
    قالت له متزوج
    قال لها ماحصل نصيب ياحاجة
    قالت له ياولدى العرس والولادة والموت حاجة واحدة مايحصلن الا بامر الله ونصيبك بيصيبك انا لو حكيت ليك قصة زواج ولى كمال ده مابتصدقها والله بعد ما كان عايز اسيب البت ربنا اراد ليهو عشرة وذرية منها اصلو كمال ولدى ده من هو صغير لما يصر على حاجة لازم يعملها واظنو كان متفق مع زميلتو فى الجامعة على الزواج وساب كل حاجة قصاد الهدف ده ولما اتخرج قعد عاطل لامن قلبو انقطع وعمل معاينات فى كل مكان وكل شركة وكان كل يوم يجى راجع مستاء يلعن ويسب ويقول الواحد معارف روحو اتخرج من كلية الترجمة ولا كلية الشريعة كلو مايمشى معاينة يكون الامتحان فى المعاينة اسئلة دينية ولاسؤال واحد فى الانجليزى مافى !!!
    كل ده والبت منتظراه وبالها طويل التقول عمرها 18 سنة
    اها لم غلب حيلة سافر ياولدى جا وفد من الخليج و اتعاقد معاه وسافر

    اها .. بعد ماتم كم شهر من سفرو اختلف مع صاحب العمل هناك وفجأة بدون مايعرف قام صاحب العمل مرجعو السودان ومنهى عقدو وهو لسه ماسدد دسونو حتى
    وطبعا" البت لسع منتظراه واظنها فات فيها الفوات وقربت تعنس
    هنا استرجع صاحبنا وجوه زميلاته اللاتى يعلقن كالمشنوقات على مؤشر الوقت مثل قنبلة موقوته بالانحسار

    اها تابعى ياحاجة

    لمن رجع السودان قعدنا معاهو وقلنا ليهو ياكمال ياولدى البت دى ماممكن تعلقها وماممكن تكون قاعد حابسها كدة والله خجلنا من اهلها وانت ظروفك مابتسمح ليك تعرسها عشان كدة امشى وكلمها وماتكون عارض فى نصيبها من ذول تانى امكن يكون افضل من وابرك منك وجاهز
    سمع الكلام وحدد موعد مع البت عشان يفصل علاقتو منها والله اهلها كانو طيبين معانا وفى اليوم المحدد تقابلو وجلسو سوا غايتو يعد سكات اتشجع وصارحها انو هو ماحايقدر يتزوجها لانه مامستعد ماديا" لفتح بيت هسه وانو هو جا مرفود وحايبدأ من الاول فى البحث عن عمل وانو احسن اى واحد بعده يكون فى طريق بدلا" من الانتظار البدون جدوى
    سابتو لحدى ماكمل كلامها ومدت يدها فى شنطتها وطلعت ظرف قالت ليهو افتح الظرف ده
    لمن فتح الظر فماصدق ..وجد الظروف عقد عمل لها فى الخارج
    قالت له الخميس الجاى تجيب اهلك وتجى تعقد على ّ لانو يوم السبت البعدو حاقدم الاوراق بمافيها اواراق المحرم (الزوج ) عشان استخرج التاشيرة
    وفعلا" ياولدى اتزوجو وسافرو
    شفت كيف ياولدى النصيب بيصيب

    عالجته كلامتها كالسحر ..نصيبك بيصيبك اندهش لتلك اللغة والمفردات الغربية قصة فعلا" منسوجة من رحم واقع قاسى .
    قليلون هم العشاق الذين يعشقون بحجم ابنها ولكن قد لاتكون حياتهم مرهونة بهذا النوع من الاقدار الجميلة ... الحظ الموفق .. توليفة حسن الطالع واللطف الالهى قليلون هم من يوقعون اسماءهم على أوراق الشجر من يمشطون ضفائر النيل بالغزل المباح من يتنفسون افكارا" نظيفة من يعرفون لغة العشب الرطب .
    يالتعاسة امثاله الذين لايملكون حبا" ولو مرة واحدة حبا"رقيقا" شفيف يتوج بنهايات سعيدة يكون متاح فيها العناق تحت زخات المطر. ولكن الحب عند رحال وشوق لعنة مباركة .


    حينما وصلت الطائرة لتلك الصحراء الصفراء .. كان رحال خير معاون لام كمال فى النزول من على الطائرة وحمل حقائبها والانتظار معها حتى مجىء ابنها كمال وزوجته كعادة السودانيين فى خدمة بعضهم البعض فى المهجر

    لم تخف على صاحبنا تلك اللغة المشتركة بين كمال وزوجته ذلك التناسق الجميل والتفاهم العميق شىء لايرى يربط بينهما فى الجو مثل العطر يفوح منهما فى ضحكاتهما فى نظراتهما .
    اى احد يلتقيهما يدرك ان هذين الزوجين ليس الا قصة تناثرت على جداول الحب حتى امتلأ وارتوى تضحيات وامنيات ومعزات سكنت مساماتهم وحركاتهم فاصبحت كل اشارة لغة وكل كلام دلالة وكل نظرة تفسير يخصهما وحدهما .
    شكره كمال بعد ان عرفه بنفسه
    ياخى والله ماقصرت اوعا تكون الوالدة ازعجتك بالكلام الكتير
    قال ..لا بالعكس انا استمتعت بحكاويها خصوصا" عنك
    ودعهم بعد ان تاكد من خلو وجهه من اى تعابير حزينة
    بينما ام كمال تدعو له ..دعوات حنينة كان كمال وزوجته يهمسون لبعضهما مستفسرين عن ذلك الحزن المريب
    قال كمال لزوجته هذا الرجل فى عينيه حزن غامض حزن غريب
    قالت ام كمال : اتركوه فى حاله انه هجين مفجوع بالرحيل .

    ذهب رحال للقاء قريبه محمود الذى ينتظره فى الصالة عرفه رحال من وسط الجمع المنتظر بالرغم من ان محمود اذداد دسامه وانتفخت اوداجه وفتح لونه ...

    داعبه رحال .. والله يامحمود بقيت سمين زى خروف الضحية
    رد عليه محمود وانت مالك جيت ناشف ومقبر كدا زى خروف السماية ..؟؟انت البلد ديك مافيها شى يتمسحو بيهو يازول ..

    استقبله محمود بفرح عامر كانه راى السودان امامه ولكن رحال لم يلتقيه بنفس ذلك الفرح كان مشدوها بلون الصحراء الاصفر واصوات التريلات ورائحة الاسفلت ولغة اسواق عكاظ وصوت الماكينات والسيارات ورائحة خاصة تزكم انفه رائحة مثل رائحة البنزين ... تشعره بالخوف والضياع والاحتراق انها.... رائحة النفط

    فتح محمود الباب كمن يفتح مستودع للاحزان فشعر رحال بانه يكتشف تابوتا" للموت .. شقة قديمة مهترأة ومراتب مرمية على الارض وتلفزيون وريموت قديم مهترىء ورائحة رطوبة قديمة وهواء فاسد وبعد غبار داكن على الجدران ومكيف يئن ويزأر .... فماكانت الا لحظات وخلا عنه الجميع الى غرفهم بحثا" عن نومه هانئة يغيبون فيها عن غربتهم ليبدأو دوامهم الثانى المسائى ليظل رحال وحيدا" بين تلك الجدران ذات الغبار الأسود يعالج ظنه ويساوم دمه ويشعر بذلك الحنين مجهول المعالم فيه مزيج من الضياع والاسى حتى البكاء .. حنين خاص كلما توشك الشمس ان تميل الى المغيب .
    ليتذكر شوق وتلك الارض السمراء الخصبة فيصرخ فى داخله الحنين .
    آه ... ان الجرح القديم اكثرة مقدرة على الايجاع خصوصا" حينما يكون جرح مزدوج مابين الحبيبة والوطن .

    فى بادىء الامر اشتغل اعمالا" هامشية .. حتى استقر فى عمل وبدات انعكاسات الغربة والاغتراب المر العمل كموظف اجير دون اتاحة الفرصة له للابداع فقط تلقى الاوامر من صاحب العمل ثم الرجوع للانغلاق فى غرفة وسط مصانع وروائح الاسفلت والفيرنست اللغة البلهاء الصراع مابين جنسيات مختلفة فى العمل بمفهوم اشبه بالغابة ثم تلك النظرة المستفذه اتجاه لونه الاسود .
    فقد بمرور الزمن تلك النكهة السحرية للاشياء اهترأ من الداخل تآكل حتى أهله باتو يتعاملون معه كحصالة نقود لاغير ان الاغتراب شى مقيت شىء اشبه بالموت بالعيش داخل تابوت
    استغرب كثيرا" فى هؤلاء الذين يركبون سيارات فارهه ويعيشون فى هذه الغربة حياة طبيعية دون ادنى احساس بفقد الوطن .
    مرت السنين ... ورحال فى غربته فى صحراء التيه تلك يحترق بالشموس والشخوص وكل مرة تغمزة عضلة قلبه .. الذاتية والمكانية ... وشوق تنتظره كانها غصن ذرة نبت فى صحارى السلوم وحيدا" .. تتذكر تلك التفاصيل الدقيقة .. لمحة عابرة كصوت ضحكة خافتة او صمت بين كلمتين يتوسطه صوت سيارة او حفيف ورق الشجر او تغريد عصفور الى آخره من التفاصيل التى تعمق حبهما ربما هى اكثر قدره منه على متابعتها لانها تحب كل مايدور فى حيز علاقتهما كل ضحكة كل همسة كل اشارة حتى زر قميصه العلوى مقفول ام لا تلك الشعيرات المتناثرة فى صدره كغابات سافنا فقيرة هى اكثر ماتشعرها بانوثتها يافطات الشوارع ارقام التلفونات ذلك الصمت الذى يحدث بينهما عطره حين يلفحها عند كل لقاء صوته المتهدج كحجارة تحت مطحن كبير .

    .......
    تنبهت شوق بسعال ابيها عبدالرحيم فقامت اليه مسرعه .. وفى يدها كوب ماء .. عم عبدالرحيم مجرد ساعى بريد فى البوستة اختزلته السنين وهو يقدم شبابه لوطنه باقة من التضحيات تنقل فى كل مدن السودان وتفانى فى خدمته وكان يستحق وسام الخدمة الطويلة ولكنه عوضا" عن ذلك استحق معاش هزيل يذهب لاخذه كشحاذ بعد ان تهترىء قدميه من الوقوف فى الصف لانتظار دوره ليصل الى الشباك مع عبارات موظف الصندوق المستفزة
    ان امثال عبد الرحيم كثيرين فى مختلف المجالات فى بلادنا الذين يقدمون سنينهم فى طبق من ذهب للوطن ليكون معشهم التقديرى لهذا العطاء هو المرض والحزن
    .




    وتتواصل القصة
                  

06-14-2006, 12:38 PM

sharnobi
<asharnobi
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4414

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحال الهجين .. فوبيا السفر وجدلية الخوف الجرأة (قصة تحليلية للشخصية السودانية ) (Re: بابكر عثمان مكي)

    واصل

    مع ايقاعات قصيرة اى تقسيم الموضوع الى صفحات على قدر الشاشة لكى تحلو المتابعة
    وشكرا لك
                  

06-14-2006, 04:33 PM

أبوبكر حسن خليفة حسن

تاريخ التسجيل: 09-30-2005
مجموع المشاركات: 198

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحال الهجين .. فوبيا السفر وجدلية الخوف الجرأة (قصة تحليلية للشخصية السودانية ) (Re: بابكر عثمان مكي)

    في البدء..

    التحيات العطرة بمقدمك الميمون لهذا الموقع الوطن , فقد وفق الله الأستاذ بكري أبوبكر لفتح فوهة معرفية للمفردة السودانية صاحبة المزاج الخاص و" الكلام الكتر " على قول أديبنا الكبير الطيب صالح حينما عجزت وزارات ثقافة وإعلام عن تلك المهمة !
    وسعادتي بحرفك صديقي العزيز " بابكر عثمان عبد القادر مكي " لا يفوقها إلا معرفتي لشخصك حيث الشفافية وكريم الصفات ...


    سأعود..


    أخوك

    محترق القصيم
    أبوبكر
                  

06-14-2006, 04:55 PM

أبوبكر حسن خليفة حسن

تاريخ التسجيل: 09-30-2005
مجموع المشاركات: 198

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحال الهجين .. فوبيا السفر وجدلية الخوف الجرأة (قصة تحليلية للشخصية السودانية ) (Re: بابكر عثمان مكي)

    الأخ بابكر صاحب الحرف القاطع لجمود الكلمة وضمور المعاني ..


    تمنيت الوقوف عند مراكب الشوق حاملة بذرة الحب التي لا تنتهي والتي تتحفنا بها فضاءات الدواخل النضرة ذات الخصوبة العالية عند الشعراء وأهل الذوق أمثالكم .. غير أن استمرار حالة الانقباض , وتمرد ملكة الإبداع , وانقطاع الوارد قد حال دون إتمام تلك المهمة . ولهذا الجفاف ألتمس من ينابيعكم الوارفة وبساتينكم الخضراء وحدائقكم الغناء أن تجد ( غنيماتي ) مساحة في هذا ( اليوم السعيد ) الذي أتى بك من عالم الكمون الذاتي الكامل إلى عالم الواقع النسبي المتغير ـ إلى هنا ـ لكي تنعم الحروف بامتلاء الضرع ومن ثم تفوح وتتكور قطرات ندى تفيض لحد الارتواء ....


    مسح الله آلامك وحقق آمالك وطموحاتك وأرجع رحالك ( سالم غانم ) بعد أن أعياه التعب ..



    سأعود مرة أخره لرحالك العجيب



    محترق القصيم..

    أبوبكر
                  

06-15-2006, 01:24 AM

بابكر عثمان مكي
<aبابكر عثمان مكي
تاريخ التسجيل: 06-11-2006
مجموع المشاركات: 879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحال الهجين .. فوبيا السفر وجدلية الخوف الجرأة (قصة تحليلية للشخصية السودانية ) (Re: أبوبكر حسن خليفة حسن)


    مفهوم الشرف والعار مفهوم يستفز المدى القسرى للاخلاق .... فهو يتعلق بالتربية داخل الاسرة ربما تدخين سيجارة يكون عيبا" يضاهى الزنا عند اسرة بينما اسرة اخرى تتناول نخب احتفالها بويسكى او زجاجة كونياك او اوفرنايت ماجن غانج .
    تسربت الاقاويل عن تصرفات شوق فى الفترة الاخيرةوحملتها ريح الشك الى ماوراء البحار قيل ان هناك سيارات فارهة تقف امام منزل عم عبدالرحيم المريض .. .. وقيل ان خروج شوق اصبح مثيرا" للشك وان وضعها المعيشى بدأ يتحسن والكل يعلم بظروفها وظروف والدها المريض وامها المتوفية واخوانها الصغار من اين لها المال لتهدى اسورة ذهب لحليمه جارتها الملسنة .. ومن هم هؤلاء الرجال الذين يحضرون بعد المغيب ويذهبون قبيل الفجر ، لماذا تلك القهقات العالية الغنجة التى تصدر لتطعن صمت ذلك الليل بالشك والريبة .
    بينما كان رحال يتجول فى اسواق عكاظ تلك قابل عوض تاجر الشنط المعروف سلم عليه وسأله من احواله وتبادلا الحديث على مقصف (بوفيه ) فى ناصية الشارع ...
    سأله عن شوق ... فرد بخبث قائلا" انت ماعرفت ؟؟وسرد له وهو يتلذذ بالسرد كانه يبيع قمصان شفافة فى سوق النساء
    قال له عوض فى آخر حديثه ..آها ياخوى لسه عاوز تتزوج بت الاشراف دى ؟؟
    قال له رحال ياخى انا بينى وبين الزولة دى عهد فرد له عوض قائلا" ياخى سيبك بلاعهد بلاوعد والله لو اتزوجتها الا تقعد تحرسها فى البيت وتسيب الشغل . بعدين انت اهلها مش رفضوك عديل وقالو عليك ماك حر.
    احتدم رحال ... وأصبحت شمس يومه لاتغيب .. وليله طويل المدى ... واستشاط دماغه بجدلية اخرى .. جدلية اكثر أ لما" فهنا الامر ليس تنازع الشك فقط وانما موروث اخلاقى يستفز الضمير فأصبح التنازع هذه المرة ليس فى دمه المرفوض ولكن فى نصفه العربى .
    كان رحال يشعر بالغضب لان نصفه الآخر قد صحا نصفه الذى يناديه اتجاه الفضيلة اتجاة ابنة عبدالرحيم ، ثمة فرق شاسع مابيت فتاة الخدور ومابن فتاة الليل وبائعة الهوى ..
    لماذا نحمل المراة خطيئتها بينما تظل خطيئة الرجل بدون مساءلة لماذا عندما يخون الرجل لايحاسب بينما تحاسب المرأة فينبذها المجتمع .. لماذا يظل الشرف والعار مرتبطا" بفعلية المرأة وتحركاتها .هاهو يخاف لو تزوجها ان يعيش حياته فى شك ان تنتابه الظنون تذكر كلام جده من تبيع شرفها للحظة يمكنها بيعه فى كل لحظة (ياولدى البت البترضى ليك تمسك ايدها مابتعرسا ).
    تذكر خطيئته .. قبل سنوات .. حينما بعثته الجامعة لتفوقه ليدرس فى تلك المدينة التى لاتنام .. نزل من الفندق ليلة وصوله يتمشى قليلا" كانت الساعة قد تجاوزت منتصف الليل أراد أن يكتشف تلك المدينة التي تشبه أنثى شبقة لاتهدأ ، التقته فى الشارع كانت سويدية ارترية مزيج يشبه لون الشفق نهدان من القطن القرمزى وخصر كانما حددته سفن البحار ليكون ميناء المد والجزر الاخير لكل شهوات العالم ، خصر عبارة عن نقطة فاصلة رفيعة بين الشهيق والزفير
    اعجبها قوامه الفارع وسحنته السوداء وملامحه العربية وعيونه الافريقية ..عرفت انه تائه فى خيارين دائما" خيار التقدم او الرجوع خيار الشمال او الجنوب خيار عربى ام زنجى خيار ابيض ام اسود خيار غنى ام فقير خير مميز ام عادى خيار السلام ام الحرب خيار الرحيل ام الاستقرار وعرفت انه ايحائى يزلزل كيانه راى الآخرين فيه وانه يعمل لكلام الناس الف حساب وانه سهل المداخل يتأصل فى داخله ذلك الحنين الذى يحسه اتجاه المرأة كلما مالت الشمس اتجاه المغيب حنين مجهول المعالم فيه مزيج من الضياع والاسى .
    اخترقته بجمالها كقمر يفج سحابه وتنحت به الى حانه (بار) قريبة
    كانت السماء ترزرز مطر ناعما" يبدو فى زجاج نوافذ البار كالندى الخفيف
    قدمت له كاسا" قال لها : لا اشرب
    قالت له : غريبة تبدو لى مجرب خبير شراب ونساء . فشرب.. فتاكدت من ايحائيته
    قالت خلاص انا بكرة اعزمك على قهوة ارترية سودانية فى بيتنا
    قال اوكيه .. انت حصل شفتى السودان ؟؟؟؟؟
    قالت لا .. قال لها ماذا فى ذهنك عنه
    قالت مساحات خضراء وغابات فيها نمور واسود وافاعى وانسانها أشبه بالإنسان الأول الذى يمشى حافيا" ويغطى عورته بأوراق الشجر .
    قال لها : هكذا ينظر الغرب لوطنى هل انا ابدو لك كذلك ؟؟
    قالت ماعدا سحنتك التى تشبه البن المقلى
    ولكن لك عينان فيهما ذلك البريق الخاطف الذى علم الانسان الاول الالتقاط بحربته الثمار والفريسة مهما كانت المسافة
    احس بتعليقها الملىء بالغنج . رشف من كاسه وهو ينظر اليها فبدت له عيناها كبحيرتان من الحلم تستديم لحاظها فى الكاس بسمة وحبور .. ابتسم هو يتمتم ما اجمل النساء .... ان الانثى كائن جميل ..رويدا" رويدا" جذبته الى بييتها الى فراشها الحريرى والمفارش المخملية والتحف ذات الاضواء الذهبية كانما اضواء معبد قديم ، وبدا همسها مع رائحة اعواد الصندل المحروقة كانما سقوط قطر الندى على ورق الشجر انفاسها عطرها رائحة انوثتها كانه الدخول فى غابة من شجر الموز واغصان الريحان .
    لم يشعر بنصفه العربى ..انما اكتمل له القمر لممارسة طقس المناسلة الجماعية لنصفه الزنجى لسعته الخمر فى عقر راسه لسعة تتجانس مع نسمه ارتفاعها خمسة الف قدم فوق سطح البحر ومدينة تصادق الغمام بارتفاعها الشاهق وفتاة تضج فى غنج بكر كانما خدرها الذى تنام عليه هو نجمة الصباح سكب فى حرير اذنيها شلال من الغزل الندى واخذ صوته يتهدج كحجارة تحت مطحن كبير استخرت وهى ترى نفسها معه تتوج ملكة على حضارات الفونج وعلوة ومروى والبجراوية وانها امتداد لذلك العشب الغامق الخضرة فى الجنوب لتلك الغابات الابنوسية لصحراء السلوم وجبال الفاو والنوبة ولاشجار الصنوبر وقبائل الشلك والدينكا وانها سيوف البنى عامر والهدندوة والبجة حيث رحلتهم الاذليه اتجاه المطر والبرق القبلى بحثا" عن العشب والماء والضوء
    اشعلت رغبته اكثر وهى تفك ذلك المشاط الانيق لشعرها الذى يشبه نوافير الدم الكبرى وهى تتجرد من ثيابها كمن يستحم تحت مطر استوائى لتبدو خارطة جسدها خارج حدود احلامه..........
    وكان الموج والمد والجذر وخصرها الاملس كظهر قطة برية يتلوى ونهداها كانما قطبى الشمال واردافها موجتان كبيرتان فى بحر التيه.. عانقها حتى البسها ثوب الدهشة الاولى ادخلها ديجور احلامه المتناقض اطفأ فى داخلها شهوة اسد هارب من غابات الابنوس السوداء وحشائش مستنقعات النيل الهمجية .. وكان جسدها يشبه الشرارة التى اكتشفها اجداده القدماء من الاحتكاء افرغ فيها كل انفعالات وتخبطات هويته المضطربة وتناقضه المزعج تدافعت تمنعت تمايلت واخيرا" تناهدت وارخت اردافها مثل وادى على ربوة ومدت يديها تناديه كمن يستغيث من الغرق وهى تتموء كدلفين بحر اعمى وارخت رموشها كمن يسدل الستال على المشاهد كلها وهى تنظر الى جبهته العريضة واسنانه البيضاء وشعره المتجعد وانفه العربية ذات الكبرياء المهزوم وشعرت بمالم تشعر مع رجل من قبل.
    كان قد حملها الى حيث مكمن البرق ثم اعادها الى سريرها .
    سألها وهو يبدو كاسد يلعق فمه بلسانه بعد شبعه من لحم فريسته
    وفى عينيه وخذ الضمير والخطيئة
    مااسمك ؟؟؟؟
    ردت بخدر مبتسمة موزيت ؟؟؟
    لم تساله عن اسمه .. لايهم فقد حفر فى ذاكرتها غابة ابنوس مليئة بالاسود والنمور والعشب والثعابين والقرود والطبول ..غابة كاملة لانسان جميل مهزوم بالتناقض والرحيل

    وافترقا ....
                  

06-15-2006, 02:37 AM

بابكر عثمان مكي
<aبابكر عثمان مكي
تاريخ التسجيل: 06-11-2006
مجموع المشاركات: 879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحال الهجين .. فوبيا السفر وجدلية الخوف الجرأة (قصة تحليلية للشخصية السودانية ) (Re: بابكر عثمان مكي)

    الاستاذ الفاضل / شرنوبى

    مداخلتك تعزيز لحروفى
    اسف لتطويل النص .. ربما لاننى مازلت برلوم فى هذا الفضاء الاسفيرى .. ساعمل جاهدا" على تنفيذ هذه الوصية ..

    احلم تحديدا" بنقد بناء من قبلك

    لك كل احترام
                  

06-15-2006, 03:02 AM

بابكر عثمان مكي
<aبابكر عثمان مكي
تاريخ التسجيل: 06-11-2006
مجموع المشاركات: 879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحال الهجين .. فوبيا السفر وجدلية الخوف الجرأة (قصة تحليلية للشخصية السودانية ) (Re: بابكر عثمان مكي)

    الاخ ابوبكر حسن خليفة ..

    اخذنا من الزنوج احسن ما لديهم من قامات فارعة وادمة سمراء مضادة لسرطان الجلد وتلك الوثنية التى عمقت فهمنا للاسلام , ورمانا الاعراب بصفات فارقتهم حينما تنازلو عنها غير مكرهين من كرم ومرؤة وارتباط بالارض ورغم هذا الهجين صرنا اسواء الشعوب لتضارب فى الصفات فيكون الواحد منا زنجيا بسيطا متواضع الفهم ويحمل جينات عربية هى مربط الدهاء وحب الرئاسة وخلاصة التآمر فحكمنا حكام بسطاء فى سفكهم للدماء.

    الصحراء اكبر من هذا العناق .. لانسمع فيها سوى حشرجة نحر الابل .. وتناقض ذاتنا مع ذاتنا
    واقدامنا ترفل فى بقعة الزيت الكبيرة
    بعض الطغاة والغربة ..
    وبراءة خافقيك ..على المساء
    نبض ازرق وآخر ابيض
    التقيا عند مدينتى
    برىء انت من هذا العالم
    برىء ارغموك على السفر ..الجفاء
    والكلام البذىء ...
    وعلى سماع اسود اللون عبد
    وانت تطرق راسك المرفوع حزنا وليس جبنا
    وارغموك ان تبيض ذهبا" وشهد
    وان تلعق جرح عزلتك بعيدا"
    عن طين الخريف اللزج
    ثم تتفىء وحيدا"
    تمازج لون السماء باصفرار الارض
    اذ كونها صحراء
    اذ كونها صفراء
    ترفل فى زيتها المفتون بناهديه
    يامونيكا الخليج .يا قمة الاشتهاء
    ان ردفيك تستثير حفيظة الاقوياء
    فيمعنون فى اطفاء شهوتهم فيك
    لتفوح رائحة البنزين ..
    عند كل محطة فى الطريق
    اشم رائحة البنزين
    وادفع درهما" لقطرة ماء


    وانظر فى المدى لسراب مخيف
    احسبه الخليج
    احسبه المهلهل ..دار سلمى ..والنابغى ..
    وارض بابل
    يا ارض بابل
    هل باعك ابوك خلف كرمة الشهداء
    خلف اعلام التفاصح بالكلام
    هل مازلت عذراء ؟؟؟؟
    اذا" لماذ ينام هذا العلج فى غرفة نومك
    واين الملاءات الحرير ..اين الرداء ..
    اين القهوة البضاء والهيل
    اين الجيوش والخيل
    اين قامة العربى ..حين تلفحها شموس الصحراء
    وترفعها اشارة الشعراء ..
    زنجى انا ............
    لايعترفون بعروبتى الحرة
    وليس فى شكلى دليل
    حين اصحح الاملاء.........
    حين اغالطهم فى نطق الضاد ليخرج صحيحا" فى لسانى
    يتضاحكون
    لون يدى اسود على كراسة بيضاء ............
    زنجى... لا اعرف سوى معالجة
    الانثى من شبق الشتاء..............

    ودمت
                  

06-15-2006, 05:22 AM

أبوبكر حسن خليفة حسن

تاريخ التسجيل: 09-30-2005
مجموع المشاركات: 198

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحال الهجين .. فوبيا السفر وجدلية الخوف الجرأة (قصة تحليلية للشخصية السودانية ) (Re: بابكر عثمان مكي)

    أخونا العزيز صاحب البوست والقراء الكرام..

    نهاركم سعيد..
    حسب توقيت قاصمة الظهر " القصيم " إحدى محطات رحال الحالكة السواد كما أعتقد وأتصور ..


    رحال الهجين ..

    هو نموذج المفردة السودانية المشروخة والتي تم تسديد الطعنات لها من كل حدب وصوب .. وبالتالي فهو خير معبر عن ذواتنا المسلوبة بحد السيف الأموي العاشق لسفك الدماء واستعباد الخلائق .. كم كنا نرفل في دعه ونعيم حينما كنا زنوج أقحاح يقودنا كوش العظيم المذكور في التوراة ( العهد القديم ) أو تحت إمرة ترهاقا الذي دان له مجري النيل العظيم أو كنا تحت سيادة الكنداكه التي امتدت سطوتها إلى سواحل المتوسط كما يذكر أهل التاريخ .. المهم أن الدهر قد قلب لنا ظهر المجن .. وابتلانا بكثافة وغلظة أهل الصحراء , ومن سوء الحظ وقعنا في أشره الناس لحب الرئاسة والتسلط , وعدم المبالاة لمخالفة القيم , وإن كانت منزلة , ورفض الحق ولو جاء على لسان الرحمة المهداة ! نعم ابتلينا بنفس الشخص الذي قال فيه المعصوم : (( اقتلوه ولو وجدتموه معلقا بأستار الكعبة !! )) ذلك الرجل الذي كان كاتبا للوحي ثم أرتد عن الدين ؟! لو كنت في محل الملك قلاوون لقلت له : ارجع وتتطهر من ذنبك وأبكي على خطيئتك .. كما جاء في القدسي : (( يا عيسى عظ نفسك قبل أن تعظ الناس , وإلا فاستحي مني )) . وفي تصوري الخاص جدا أن الأزمة بدأت وتشكلت من ها.. هنا , ثم أصبحت تعيد إنتاجها بالأشكال المألوفة وغير المألوفة والتي لا تعدو في كليهما عن اختلاف المقدار .
    وبما أن الوجود يحمل بذرة الثنائية والاختلاف منذ النشأة الأولى وإلى أبعد آماد التصور ... فقد كنا مهيئين أكثر من غيرنا لهذا التنافر والشقاء والخصام , ومن سوء الطالع أن أدوات الصراع والاحتراب المتخلف هذا .. موجودة منذ خطيئة الابن الأول سفاك الدماء ومنتج الطبعة الأصلية من سيناريو ( الأخوة الأعداء ) ! بل أزعم وجودها قبل ذلك بأزمان سحيقة ... حين كان يصارع الحيوان الأولي صاحب الخلية الواحدة لكي يصبح متعدد الخلايا , وقد كان !!


    ولكن ما علاقة كل هذا بـ" رحال الهجين " ؟!


    قد أدرك أهل العلم , أن أبونا آدم هو برزخ الوجود ( في تلك المنطقة الوسطي التي يحتلها ما بين عالم الملكوت وعالم الملك!! ) .
    وعلموا بعد ذلك أن النقطة التي انتشر منها الإنسان لبقية كوكب الأرض لهي أفريقيا . إذ تنحصر دراساتهم اليوم في منطقة جنوب أفريقيا أو شمالها أو شرقها ( حسب آخر الدراسات والتي أتى بها إلى هنا الأخ الكريم المجتهد قصي همرور )
    فيبدو جليا أننا لسنا أول من أكتشف الحديد وقام بتصديره للعالم فحسب ! بل قد قمنا بتصدير العناصر الستة عشر مجتمعه ومعها اللحم والدم والروح منذ فجر التاريخ !!
    ولهذا أقول أن البشرية اقتربت جدا من معرفة حقيقة أصالتنا ( نحن ) أهل السودان القديم وستأتي الأيام وتثبت أن السودان هو مركز الوجود لهذا الكوكب العجيب كما نطق بذلك أهل النظر العرفاني !! وذلك من منطلق تمثيله لنقطة الشعاع الأول الذي تمدد منتشرا ليشمل بقية الكوكب .. ولعل هذا من لوازم اشتداد الصراع بالشكل المتنامي والمشاهد اليوم .. حتى يبلغ الذروة التي بموجبها يخمد ويزيل ويجف ... ثم لا تكون بعد ذلك إلا الخصوبة , شأنه شأن البركان الذي يلتهب نارا ثم يفيض بالخيرات بعد أن عجز عنها الوصف . والقول الأخير هذا حينما " يعانق رحال الهجين " يفصح له عن سر السر .. أن الحديث المأخوذ عن براكين الشر ليس بالضرورة ان يكون شريرا , فدائما ما يعقب البركان الخصوبة والاخضرار الذي تتفتح وتزدهر عنده البساتين .

    أخي ود المكي ..

    القصة موحية لدرجة كبيرة من الجنون .. ودرجة حرارة حرفها عالية , وهلوساتها ممتعة , وواقعيتها كبيرة ومخيفة في ذات الوقت مما جعلها غير موصدة لبوابة الشطح والجنون الذي تعلم.. فهي قد أخرجت المفردة السودانية ـ الأنا ـ وألقت بها خارج بوابة الحدود / الجسد !!

    وإن كان للنسيج من بعد ذلك من عظمة فهو هذا الإخراج الحافي من الكذب والمكياج والتجمل الرخيص ....

    .......


    في انتظار عودتك ورحال الهجين..

    أبوبكر
                  

06-17-2006, 02:55 AM

بابكر عثمان مكي
<aبابكر عثمان مكي
تاريخ التسجيل: 06-11-2006
مجموع المشاركات: 879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحال الهجين .. فوبيا السفر وجدلية الخوف والجرأة (قصة تحليلية للشخصية السودانية ) (Re: أبوبكر حسن خليفة حسن)

    المحترق بسفود نفس الجمر ..ابوبكر حسن خليفة
    القصة محورها مستمد من البيئة ولكنه من نسج الخيال المحض ليس مقصود به سوى تحليل موضوعى للشخصية السودانية العامة من منطلق تلك البيئة .
    ذلك التحليل الذى جاء على قلمك ماأردته برؤية علمية عملية تاريخية .. هذا السودانى الذى يمشى فى الاسواق (تحديدا" اسواق عكاظ ) منبوذ الملامح الاثر برغم حضارته وعقله الناضج .. رفضتنا لبنان ذات مساء ونحن نمد ايدينا بحجة الهجين نفسه ولفظتنا الدول العربية فى محافلها وان كنا حاضرين مثل خيال المآته لا حس لنا ولا صوت .. اعلاميا" وفنيا" ..لايرغب احد فىالاعتراف .. هذا التهميش ماسره ..؟؟ وكيف ندافع عنه .. ؟؟؟وبالمقابل لا يعترف بنا الافارقة .. لصلف العربى فى دمنا المتناقض .
    المزيج مابين الزنج والعرب .. مر الطعم بدلا" ان يكون افتخارنا اصبح سبب تناقضنا واخطاءنا وتسرب كثير من العادات الضارة لتعيقنا وتأخرنا .
    النعرة العنصرية مازالت كامنة فى مجتمعنا تشبه مجموعة براكين مطمورة وهى تغلى من الداخل.
    ترى ماهو مفهوق العرق الخالى من الشوائب ؟؟؟
    من منا يستطيع أن يختار أمه وأبيه .؟؟؟
    رحال الهجين رواية كبيرة متشعبة تعبر عن جدلية الخوف والجراة تتحدث عن هذا التناقض وتتحدث عن الشرف بمفهومه الجنسى الافريقى العربى وتتحدث عن العادات الضارة كالشلوخ والختان وتتحدث عن النصيب فى اختيار الزوجة وتتحدث عن الشتات الذى غير ملامح الشخصية السودانية
    سآخذ منها قطفات .. علنى بها استطيع ان أطعن وجعنا جميعا" لنصرخ سويا" فى وجه ذلك القبح
    والأهم كيف ان كل ذلك الالم يفضى للرحيل سوى بحثا" عن لقمة او هروب من فقر او هروب من قمع او هروب من عار او هروب من رفض عرقى بغيض . فداخل كل منا رحال .. هجر الجمال و العشق ورمى نفسه فى بحر التيه (فوبيا السفر وجرثومة الغربة).

    لك كل الشكر والتقدير


                  

06-17-2006, 10:14 AM

بابكر عثمان مكي
<aبابكر عثمان مكي
تاريخ التسجيل: 06-11-2006
مجموع المشاركات: 879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحال الهجين .. فوبيا السفر وجدلية الخوف والجرأة (قصة تحليلية للشخصية السودانية ) (Re: بابكر عثمان مكي)

    شخصت عينا عم عبدالرحيم بالفراق (الحق ) وتسربت روحه مع اول نحنحة لآذان فجر الجمعة واسقط يده فى اتجاه قلبه الطيب ومسبحة الخيزران مازالت معلقة على آخر اصبع ومابين شفتيه همسة تسبيح فى أذن هذه الحياة الفانية كانما يقول لهذه الدنيا ان الباقيات الصالحيات خير وابقى .
    لم يتوانى ابناء الحى فى غسل جسده النحيل والصلاة عليه ومواراته الثرى وتجهيز صيوان المأتم للعزاء .. ما أجمل ذلك التكافل فى الملمات لهذا المجتمع السودانى البسيط تلك صفة مجبولة فى ضمير كل سودانى هاهو عم صالح صاحب البقالة فى طرف الناصية يجلب كل مستلزمات العزاء دون أن يطلب منه احد ذلك بينما وقف شباب الحى يزودون يرفعون هذا ويضعون ذاك ويرتبون المكان ويفرشون السجاد ويجهزون الماء للشراب ويملؤون الاباريق للوضوء وفتحت ابواب الجبران للضيوف والاقارب والاهل البعيد والقريب وهاهو جارهم عبدالاله يشمر ساعديه لترتيب الامور بدراية وحنكة وهو يستلم الكفن من محمد الحسن الترزى ويدفع من جيبه ليتم احضار المقاضى التى يحتاجها البيت فى مثل هذه الملمات لقد عرك الحياة وعركته وعرف كيف يستر اهله وجيرانه وعشيرته فى الافراح والاتراح فتراه وهو يعدو يغدو فى ثبات كانما يريد ان يوصل رسالة الى الجميع يقول فيها ( يالهذا الوطن !!! نعيش فيه اشقياء تعساء ونموت اعزاء كرام ، نحن شعب زهاد نكرم الموت ونزدرى الحياة) .


    تتواصل القصة
                  

06-18-2006, 03:20 AM

بابكر عثمان مكي
<aبابكر عثمان مكي
تاريخ التسجيل: 06-11-2006
مجموع المشاركات: 879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحال الهجين .. فوبيا السفر وجدلية الخوف والجرأة (قصة تحليلية للشخصية السودانية ) (Re: بابكر عثمان مكي)

    بينما تتقبل شوق العزاء في أبيها ... كان رحال هناك فى غربته يستشيط أسفا" يجادل نفسه بعقلية العربى المليئة بالغباء والعقد.. كيف يتزوجها وسيرتها على كل لسان انه يخاف لو تزوجها ان يعيش حياته فى شك تخيل انه فاجأها عارية مع رجل آخر فانتفض لمجرد ذلك ..انه يخاف ان يصير مثل ذلك السودانى الذى تزوج من أوروبية وعاش معها فى إحدى دول الغرب وولدت له بنت ومرت السنين والاب يقلد المجتمع الغربى كالببغاء حتى وصلت بنته سن الثامن عشر حيث الاصدقاء والاوفرنايت والثقافة الاوربية التى تدعو لاستقلال الفتاة عند هذا الطور وفى ذات يوم قدم الاب من العمل فوجد زوجته الاوربية جالسة امام التلفاز فسالها عن قرة عينه ابنته فقالت له فوق مع صديقها فى غرفتها قالتها بكل عدم اكتراث وكانت اللحظة التى ارجعت له تلك الصحراء فى عروقه صحت كل ملافح السموم رقصات السيوف دقات طبول الحرب سروج الخيول ورتق العناق ، عادت له الظعينة والحراس مفهوم خال فاطنة ابوى الكانداكا رباى اليتاما مقنع الكاشفات .. طلع السلالم يجرى حيث غرفة ابنته وفى يده مطرقةسكين شىء ما وفتح الباب مندفعا" ووجد ............... كان الدبوس قد تمكن من فرقعة البالون فى فضاء الغرفة ورائحة الشهوة تملأها ................ وابنته فاتحة ارجلها كمشرع نهر قديم هو لايتذكر ماحدث قيل له فيما بعد انك قاتل زوجتك وابنتك وصديقها .
    ..........
    هكذا كان يجادل رحال نفسه مابين الخوف والجرأة ساقطا" فى وحل العروبة الفج اللزج حتى وصل به احتدامه عزم العودة الى السودان ليحسم جدليته تلك مع الشوق وفى القلب جانب مضىء يشبه شمعة ضئيلة تسرق ضوءها من ظلام نفسه المتناقض وتقاوم ريح الشك .. تؤكد له حبه لشوق
                  

06-19-2006, 01:44 AM

بابكر عثمان مكي
<aبابكر عثمان مكي
تاريخ التسجيل: 06-11-2006
مجموع المشاركات: 879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحال الهجين .. فوبيا السفر وجدلية الخوف والجرأة (قصة تحليلية للشخصية السودانية ) (Re: بابكر عثمان مكي)

    وعاد رحال الى الوطن .... عاد مهزوما" وخائفا" ومتوجسا" .. مثل عودة الطير المهاجر ... يهاجر خوفا" من الشتاء والصقيع الى شموس باردة و شتاء دافىء .
    بدت له مدينة الخرطوم من فوق حزينة باضواءها البعيدة المتناثرة كانها معركة حدثت فى الظلام وكأن الناس فى مرواحهم وغدوهم يحملون مشاعلا" يتفقدون الموتى والجرحى ، فوضى عارمة ورقم ثابت .. ظل يراقب تلك الاضواء الخافتة و ليل الخرطوم الناعس يهدج اجفانه الرتيبة على لحظات متكررة وثابته .. يالهذه المدينة المثخنة بالجراحات وهى لاتدرى مايحاك ضدها من مؤامرات فى الخفاء وضد انسانها البسيط .. مجرد خروجه من المطار ودخوله فى شرايين المدينة المخنوقة وجد الحر شديد خانق اصوات بائعى المياه المثلجة ينادون على المارة انشغال ولا مبالاة فى وجوه العابرين وغبار يملاْ الافق واسفلت تائه فى تراب غير معلن تناقلته الاقدام جيئة وذهابا" حتى لم يتبقى مه سوى ذكرى رمادية غامقة ، بائعات الشاى وصراخ سيارات الاجرة وصفارة كماسرة المركبات العامة ورائحة البخور لطرد الذباب امام محال شرب المياه المثلجة ورنين فيش ماسحى الاحذية وشحاذين مهذبين وغير مهذبين ومجانين عراة وغير عراة واطفال مشردين ينامون فى مجارى المياه وتحت كفرات التريلات الكبيرة ، رائحة الفول والطعمية تبدو عند كل معبر شارع كانما الوجبة الاساسية التى يستعملها الشعب السودانى مرتين كوصفة طبيب (صباحا" ومساءا") .

    ثمة كتابة بالجير الابيض على جدران بعض العمارات المواجهة للشارع الرئيسى والمبنية وسط السوق (ممنوع وقوف العربات ) (ممنوع التبول ) وكتابات اخرى باهتة (انتخبو رمز ال ..... ) واخرى رافضة يسقط يسقط حكم الج ...) ثم كلمة وحيدة على مرمى من نهاية الجدار (احبك ) كانما الذى كتبها يلخص بقية الجمل المتناثرة على ذلك الجدار ليفهم المارة ان السياسة والاقتصاد والطب والصعلكة اى كان فهى ملخص تجريدى لتلك الكلمة المركبة على عناصر التجربة وافاعيل الامنيات
                  

06-19-2006, 02:44 AM

إسماعيل وراق
<aإسماعيل وراق
تاريخ التسجيل: 05-04-2003
مجموع المشاركات: 9391

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحال الهجين .. فوبيا السفر وجدلية الخوف والجرأة (قصة تحليلية للشخصية السودانية ) (Re: بابكر عثمان مكي)

    زيكو العزيز
    واصل البوح
    .
    .
    سأعود.،
                  

06-19-2006, 02:24 PM

ملاذ حسين خوجلي
<aملاذ حسين خوجلي
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 338

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحال الهجين .. فوبيا السفر وجدلية الخوف الجرأة (قصة تحليلية للشخصية السودانية ) (Re: بابكر عثمان مكي)

    صديق الحرف استاذ بابكر وعلى طاولاتنا ومزاجنا الرفاعي الهوا زيكو

    هذا الرحال الذي هجنه المجتمع وابى ان يذيبه في معية التجنس المطروحة في بقاع بلادنا المخنوقة بالدماء، بعضها ملوث والاخر مجنس والكثير منها مياه لرغبة العروق فقط فى سائل يجددها .. ولن يفهموا او يعووا معنى لون الاحمرار في دمائنا ..

    هذا الرحال الذي اكتفى بغيبوبة الرحيل كجميع مواطني هذه الرقعة فالكل ضد .. التميز .. والاختلاف .. لفظه المجتمع وحاصرته قسوة التعاطي مع دولة لا تعطي لقمة العيش دون التنازل عن مبادئك .. وكانت الحبيبة كما هي دوما مبتغانا ونافذة على جدران التخبط .. حتى هذه الطاهرة لن تستطيع الفكاك من عافونة التلوث .. هذه

    نحن امة تتعلق بالقشور .. وتجعل القضايا الصعبة لسخط التاريخ .. لا نتستطيع تجاوز مفهوم الخطأ الا على شاكلة المعية .. حتى ان رحال لم يتجاوز بعد المسافات وغضبه على اهله بالتجنس فرضي ان يلفظ شوقه لالسن المجتمع .. هل هو سحر الطبيعة الجبل ام اننا لن نستطيع تجاوز مفاهيمنا

    ما يعانيه رحال هو مجرد نموذج لمعاناة وطن .. اخلاه ابنائه للغرباء .. واصبح رقعة خصبة لوباء التناحر والنفاق .. الان ارضنا اضحت بور من رجالها نحتاج رحال لايمانه بالقضية ، نحتاج كل صنوف الهجين لنرفع فكرة ذات قوام مهجن بالصحيح الذي لن يشوبه خطأ ، لنثور على مجتمع وعلى حبيبات اصابهن الشرخ العمد ليدموا ابطال الحقيقة .

    الى متى هذا الذبول في الحب وفى الانتماء .. الى متى هذا البعد والرحيل الذي يملك حتى زكرياتنا لمواعيد لا ننتمي اليها فيموت العباد والاهل وتأتي اجيال ونحن غرباء عن توثيقها ومعاشرتها .. وبعد كـــــــــــــل عذابات الغربة يأتي رحال ليجد ان الحبيبة هي الاخرى منفى ..
                  

06-20-2006, 01:44 AM

بابكر عثمان مكي
<aبابكر عثمان مكي
تاريخ التسجيل: 06-11-2006
مجموع المشاركات: 879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحال الهجين .. فوبيا السفر وجدلية الخوف الجرأة (قصة تحليلية للشخصية السودانية ) (Re: ملاذ حسين خوجلي)

    الحبيب اسماعيل وراق غيبتك طالت .. باين عليك لسه فى شراتك ديك

    لاتقل لى انك لاتدخل فى خارطة ذلك الهجين .. انت منه وله وهو سبب خفى فى نزوعك الى السفر والترحال ..لو كنت افريقى فقط لاكتفيت بالنوم فى ظل وريف وبجانبك حربة لالتقاط الثمر . ولكن آه من غليان ذلك الدم العربى المتعجرف .


    منتظرك
                  

06-20-2006, 11:25 AM

بابكر عثمان مكي
<aبابكر عثمان مكي
تاريخ التسجيل: 06-11-2006
مجموع المشاركات: 879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحال الهجين .. فوبيا السفر وجدلية الخوف الجرأة (قصة تحليلية للشخصية السودانية ) (Re: بابكر عثمان مكي)

    ملاذ حسين خوجلى .. صديقتى اللدودة واسطول الحرف القادم بقوة

    رحال .. مزيج دموى (سلاح ذو حدين ) فالدم العربى المتبجح بالازدراء والمتغلغل فى داخلنا عن طريق درب الاربعين ورحلات الجلابة ونزوح القبائل العربية وحملات نشر الاسلام وهجرة الاسلام الاولى الى الحبشة .. لا يرتبط بالارض وهذه هى الخطورة . حيث ان خصوبة ارضنا زنجية والعربى يشتاق الى تلك الصحراء الصفراء لانها هى التى تجرى فى دمه .
    اما الدم الزنجى فمرتبط بافريقيا المستعبدة التى تبحث عن الحرية المطلقة بسبب خنوع الزنجى العبد المخسى من قبل سيده مع حضور التوبوب وتجارة الزبير باشا للرق الى غزو محمد على باشا للسودان للبحث عن الرجال الاقوياء جسديا" (كل ذلك يصب فى خانة الاسترقاق) التى تضعف العزيمة وتفتك بتلك الانفة العربية ومن هنا يبدأ تناقض الذات السودانية
    ذك هو الاطار الخارجى العام للسودانى الا انه هناك اطار داخلى غريب هو التبجح بصفاء الدم ونقاءه وافتخار بعضنا على بعض بانتماءه الى الاشراف (وذلك بدافع موروث عربى بحت ) .. والتفضيل الطبقى .. ثم تلك العنصرية البغيضة التى تستخدمها ادواتنا الاجتماعية ويلفظها لساننا" ليس علنا" بل تورية وربما ذلك ما تسبب فى بقاء بعض الاقليات تحت الرف سنينا" طاعنة ونفس السبب هو الذى اجج حربا" دامت اكثر من ثلاثين عاما" (حرب الجنوب ).
    ان ذلك الرفض .. سبب حربنا و فقرنا .. وجوعنا ... وسبب شتاتنا فى المنافى والمرافى اما لنستجدى لقمة العيش التى كان يمكن ان تكون سهلة من خصوبة ارضنا او نبيع عقولنا وخبراتنا باتفه الاثمان.

    (عدل بواسطة بابكر عثمان مكي on 06-21-2006, 00:54 AM)

                  

06-20-2006, 11:52 AM

بابكر عثمان مكي
<aبابكر عثمان مكي
تاريخ التسجيل: 06-11-2006
مجموع المشاركات: 879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحال الهجين .. فوبيا السفر وجدلية الخوف الجرأة (قصة تحليلية للشخصية السودانية ) (Re: بابكر عثمان مكي)

    مر بتلك الرائحة التى تغمز شعيرات الانف ليحدث عطس مفاجىء كلما مررت بجانبها ترى على جوانب ابواب الدكان الحديدية صورة ملفتة للنظر واسم المحل وهو مكتوب بالخط الكوفى او غيره (العمارى السيوبر ) بينما يتجمع المشترون امام سياج يفصل بينهم وبين البائع الذى يضع امامه اناء كبير ملى بمادة سوداء يضع منها فى اكياس صغيرة انه التنباك مسحوق سحرى متاح لاغلبية اهل السودان نساء ورجال مسكن للالم ، يدمنه الكثيرون لدرجة استعماله بالخفاء ان استدعى الامر ، تحلو معه الونسة وينعدل الكيف ويظل الانبساط لدى من يستعمله حتى فى ظل جو متوتر فى البيت او فى العمل او فى الشارع ولكن لا احد يذكر مضاره .
    كان التاكسى يمر ورحال يتامل فى سحنات الوجوه الغادية يا لذلك الهجين المتناقض ، ما اطيب هذا المواطن السودانى البسيط يكافح للقمة العيش بامانة وغير هلع اذ يعلم انه لن يجتاز قدر ذلك الرزق الذى قسمه له الله لذلك تجد انسانه بسيط لايتباهى ولايتفاخر ولا يتكبر ولا يلفت انتباهه امر مادى ان التواضع والبساطة وافشاء السلام من اكثر الملامح المسبوقة عند الشعب السودانى شعب لا يهتم للالقاب كثيرا" ولايتعمق من خلال تعامله اليومى فى نمطية البيه والبواب تجد ان الطبيب يتعامل مع العامل والموظف مع المراسلة فى حيميمية وود دون كلفة وايضا" دون تجاوز للحدود ان الطبيب يمكنه بكل بساطة ان ياكل مع عامل النظافة فى المستشفى وان الغنى ياكل مع الفقير يظهر ذلك جليا" فى المناسبات حيث يتم وضع صيوان كبير خارج المنزل للرجال بينما تفتح بيوت الجيران فى كل اتجاه استقبالا" للضيوف كما ان المنزل باكمله يكون حكرا" للحريم والاطفال بينما يظل رجال العرس خارج البيت فى الصيوان القائم على الشارع استقبالا" للضيوف الذين يحضرون بمختلف نوعياتهم الفقير والغنى المتعلم والجاهل المثقف والرجعى ومن اتجاهات ومدن مختلفة . يذبح فى العرس عادة ثور او عجل مع بعض الخراف تتوزع المهام يوم العرس على الاصحاب والجيران والاهل والاقارب اذ ان مهمة اصحاب العرس هو الجلوس مع الضيوف وتقبل التهانى والمحادثة فقط لذلك تجد ان العرس عبارة عن خلايا اجتماعية تتنافس فى خدمة اهل الفرح فتذبح الذبائح وترص الكراسى وترش الارض بالماء وتجهز الماء للشراب وتحضر متطلبات الطباخ من خبز وخضروات وبهارات واوانى منزليه كما ان دور الصبيان الصغار يكون فى الوقوف امام الضيوف باباريق مليئة بالماء لغسل الايدى وكذلك لم الاطباق الفارغة كل ذلك يتم بشكل متواتر ومعروف ربما يختلف باختلاف القبيلة فى ذلك المجتمع الذى يستسلم لنمطية متسلسلة تجرى فى عروقه كما كانت تجرى فى عروق الاجداد نمطية الارض والانسان والنيل .


    تتواصل القصة
                  

06-21-2006, 04:25 AM

بابكر عثمان مكي
<aبابكر عثمان مكي
تاريخ التسجيل: 06-11-2006
مجموع المشاركات: 879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحال الهجين .. فوبيا السفر وجدلية الخوف الجرأة (قصة تحليلية للشخصية السودانية ) (Re: بابكر عثمان مكي)

    وحده هو النيل من يتجدد فى تلك البلاد التى يستهلكها التكرار كل يوم ، وحده من يستفز هذا السكون بتدخله السافر فى مجرى الحياة اليومية شاهدا" وحيدا" على السياسة وعلى الفقر وعلى العشق يحمل الاسرار فى صمت ويترجمها فى عناقه المشبوب عند المقرن ذلك العناق الذى يعنى الحياة . فالنيل يحيض الطمى يسكب المزارع فى رحم تلك الارض العزراء بذوره فيحى نبض هذا الوطن الجريح فتمتد مساحات شاسعة من الخضرة الغامقة .
    هنا فقط ومع ذكرى العناق تذكر رحال امه ..ان ذلك العناق هو عناق الحياة .. حتما " سيقوم رحال بعناق امه بنفس لقاء المقرن ذاك . سيشم عنقها بقوة حتى يطرد ذالك الغبار العالق فى حلقه من غصة السفر وترهل الامنيات سيشم عنقها ويبكى حتى الشفاء ان ذلك هو العلاج الوحيد من جرثومة الغربة وجفوة الرحيل . انه يجزم امام كل العالم انه لن يجد من يصدقه الحب كماتفعل امه ان الشىء الوحيد الصادق فى هذه الحياة هو احساس الامهات لايتغير ولايموت ولايفتر كانما حالة كونية منفصلة نبع عاطفى فى معزل عن اى تاثيرات حتى ولو كان ابنها قاتلا" او مقعدا" او مريضا" ، ان حالة الامومة هى اكثر الحالات الانسانية عمقا" وانها درجة تضاهى ان لم يكن اكثر الاحساس الذى يسمى الحب اذا صنفناها كحالة عاطفية منفردة ان الام مجسم صغير للوطن .

    (عدل بواسطة بابكر عثمان مكي on 06-21-2006, 04:28 AM)

                  

06-21-2006, 09:51 AM

بابكر عثمان مكي
<aبابكر عثمان مكي
تاريخ التسجيل: 06-11-2006
مجموع المشاركات: 879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحال الهجين .. فوبيا السفر وجدلية الخوف الجرأة (قصة تحليلية للشخصية السودانية ) (Re: بابكر عثمان مكي)


    دخل رفاعةعند العصر منحنى النيل لم يتغير وبساتين الفاكهة على الضفاف شجر المنقة والبرتقال والليمون تلك الرمال البيضاء على الضفة الاخرى قبالة ديم لطفى عند نادى النهر الرياضى ثمة اصدقاء هنا وثمة عشق قديم هناك هاهى مدرسة رفاعة الثانوية على اليسار كبر شجر النيم وتوالد ذالك الميدان امام البوابة ..عم الصول .. الجمعيات المسرحية .. بعض زملاء قدامى كانوا هنا يلعبون وهاهى مدرسة لطفى للجنوبين مثال لنبذ العنصرية .. لمح بيت المحافظ قابع كالقصر طلاء جديد وسيارات فارهة وشعب فقير يكدح فتاكدان رفاعة مازالت فى زمن (الاقطاع ) نزلت العربة فى ذلك المزلقان الخفيف فشعر بقرب السوق ازداد فرحه بالوصول لمح دكان برعى فتذكر الفول ثمة احباب هنا ثمة اهل هناك نزل فى السوق واستدار خلفه وامامه وشماله ويمينه شعر كانما دبت الروح فى بدنه من جديد .. انطلق يسالم هذا ويقالد هذا وينادى على هذا احس بانه اسد هارب من مستنقعات النيل وقد عاد شعر بانه سمكة كبير اعيدت الى بحرها الاليف بحر بلا امواج مضطربة ولا عواصف ولا ضجيج ولاسفن وجدفى طرف البيت قفص الدجاج نفسه ونفس سلك الغسيل ونفس التصدع على ذلك الجدار حتى انه يكاد يجزم انه نفس الدجاج والبيض الذى تركه منذ سنين .. سقاط الباب العلوى مازال مكسورا" وسبلوقة البرندة والاوض القدامية مازالت فى ميلانها كبرت شجرة الليمون هذه الشجرة زرعها بيديه قبل أن يسافر كانها تعرفه فقد صفقت أوراقها له فرحا" بذات النسيم الخفيف .

    تتواصل القصة
                  

06-21-2006, 10:06 AM

بابكر عثمان مكي
<aبابكر عثمان مكي
تاريخ التسجيل: 06-11-2006
مجموع المشاركات: 879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحال الهجين .. فوبيا السفر وجدلية الخوف الجرأة (قصة تحليلية للشخصية السودانية ) (Re: بابكر عثمان مكي)

    دخل علي امه التى لاتعلم بقدومه وهى نائمة فى برندتها المفروشة برمل ناعم المرشوشة بماء الزير الناقع بدت له أول وهلة بتلك الشلوخ الموازية لخط الاستواء كأنها تقاطع موصول بين النيل والمطر كأنها مدن مكرسة للحب مجرد ان رآها احس بانه لامس المركز فى بطن الدائرة التى تناثرت بين الافق والمدى سفرا" ورحيل احس بذلك الخريف الاليف الذى ينمو فيه غصنا" اخضر قرب صريف (حائط من القش والقصب ) بين الجار والجار ذلك الخريف الذى يجعل هناك ضرورة قصوى لفتح نفاج لمجرى ماء بين البيتين راى قدح اللالوب والقرض ودهن الكركار وزيت السمسم ومزيج اللبن بالتمر وعصيدة الدخن باللبن والهبابة والمحفضة وراى مصلاية النمر والتبروقة فترددت فى مسامعه نحنجة ابيه وانتهاره له لقيام الليل و صلاة الفجر وهو مازال صبى غض يافع .
    شهقت ام رحال كمن افاق من غيبوبة الم طويل وهى تراه امامها واقفا" بلحمه وشحمه استبد بها الفرح حتى انها لاتعلم الفاظها ولاتدرى حركاتها اشاحت بكوز الالمونيوم الكبير فدلقته وسلبت احدى اغطية السرير وتوشحت بها ولبست نعليها خلاف وارتكزت على حافة السرير وهى تقوم مرتجة مرتبكة تصطفق فرحا"هللت وكبرت وبكت ثم هللت وكبرت ونزلت دموعها وهى تنادى رحال وليدى رحال وليدى وشقت صمت ذلك الحزن والدموع بزغرودة طويلة المدى افزعت تلك الطيور العائدة مع الغروب والتى بنت أعشاشها فى شجرة النبق الكبيرة داخل الدار عانقته فشعر بها ذلك النيل الذى يحنو ويفيض وجاءته رائحة الدعاش القبلى لمطر خفيف من رشاش مطر البطانة سرعان ما توافد الجيران وبقية اخوانه واهله فعرف من ملامحهم وابتسماتهم انه عاد للوطن.
                  

06-22-2006, 04:34 AM

بابكر عثمان مكي
<aبابكر عثمان مكي
تاريخ التسجيل: 06-11-2006
مجموع المشاركات: 879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحال الهجين .. فوبيا السفر وجدلية الخوف الجرأة (قصة تحليلية للشخصية السودانية ) (Re: بابكر عثمان مكي)

    عدد له أبوه الأسر التى تستوجب العزاء .. فريق قدام .. وحوش النادى وحى اللبن والساحة الشعبية والسناب .. أبيه يذكر ويعدد وهو يترحم ويندهش قائلا" ياخى بالله فلان مات ؟؟.. إن الناس ترحل من الدنيا كتسرب الماء مابين طيات الأصابع . كأنها تتسلل بليل . لاحظ ان ابيه لم يذكر له وفاة عم عبدالرحيم والد شوق فقط عدد له الاسر التى برفاعة قال له ابيه ياولدى عندك هناك بيوت لم يتبقى فيها سوى الجدران هسه شوف جدك محمود وزوجته واولاده لم يتبقى فى البيت احد كلهم خرجوا من نفس الباب وبنفس العنقريب وبيتهم مقفل ماعارفين ليهو وريث شوف لك جنس دنيا .. الناس تتحارب وتتشاكل فى شى فانى... يوم داك لاقانى خالك زعلان من اخوه فى شان ارض تمبول وقال عاوز يشتكيه فى المحكمة ماعارفها فانية ام بنيان قش .
    لاحظ فردية مطلقة ... الناس مهمومة هلعة تجرى خلف اشغالها فى هوس هاهو خاله يعلن الحرب على خاله الآخر.. أضحت الناس لاتزور بعضها الا فى المناسبات ابن عمه ورفيق دربه لم يحضر حتى الآن لزيارته وحين ذهب هو ليزوره قابله ببرود ووجوم صديقه أمير تجاهله ..الصادق رفيق صباه مسجون فى شيكات له مايقارب السنة لم يسأل منه احد قيل ان اسرته تركت رفاعة هناك فاصل صمت فى اللغة والانتباه بينه وبين اصدقائه .. ثمة صيوان مدقوق فى طرف الشارع قيل انه زواج عمر لم تصل دعوة سال أبيه فأجاب ياولدى نحنا مابندور لينا دعوة بنمشى الا يعترضو طريقنا لكن الواجب بنعزو يمكن الدعوة ادوها لى جاهل او مغبون بكرة تمش وتواجب وتخت فى الكشف .
    وذهب كما قال ابيه .. كان هناك جمع غفير لم يعرف فيه احد شعر بفجوة حتى تلك الوجوه التى يعرفها لم تكن بذات تلك البشاشة المعهودة ثمة شىء يفصل بينه وبين الآخرين لعله الغياب .. او لعله تلك الفترة التى قضاها هناك فى صحراء التيه يساوم نفسه ويعاقر الوحدة والوحشة والمواعيد الضجر .
                  

06-24-2006, 01:17 AM

بابكر عثمان مكي
<aبابكر عثمان مكي
تاريخ التسجيل: 06-11-2006
مجموع المشاركات: 879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحال الهجين .. فوبيا السفر وجدلية الخوف الجرأة (قصة تحليلية للشخصية السودانية ) (Re: بابكر عثمان مكي)



    قابله ابراهيم فى الصيوان رفع يديه بالفاتحة عزاءا" له فى امه فغضب ابراهيم وقال له فى لؤم الفاتحة بتشيلا معاى هنا يارحال والله اتلومت تب . فرحع حزينا" مستاءا" الى البيت ، بات يشعر بان النهار طويل وان الليل يجن .. انه داخل وطنه وفى كنف امه وأبيه واخوانه ولكن هناك شىء ينقصه كان ذلك أولى عتبات غربة الذات من داخل الوطن الممتد غربة الذات لايشعر بها الا من تذوق طعم سفر والغياب عنه .
    قال لابيه يابوى انا عاوز امشى الخرطوم اعزى فى عم عبدالرحيم
    قال الوالد : لكن تعزى منو ؟؟ هو فى منو عشان تعزيه ؟؟
    قال له يابوى اعزى بنتو واولادوا
    ياولدى الناس ديل ماناسنا .. لمن كانو بعزهم رفضوك ورفضو اترك مالك عاوز بيهم شنو ؟؟
    يابوى انا لسه عاوز شوق ؟؟
    هنا انتفض الأب واقفا".. ياولدى البيت المايل ماتبقالو شعبة والزوجة عتبة باب . فعرف رحال أن رائحة شوق قد فاحت حتى وصلت ابيه .

                  

06-24-2006, 02:17 AM

على محمد على بشير
<aعلى محمد على بشير
تاريخ التسجيل: 08-07-2005
مجموع المشاركات: 8648

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحال الهجين .. فوبيا السفر وجدلية الخوف الجرأة (قصة تحليلية للشخصية السودانية ) (Re: بابكر عثمان مكي)

    ود المكى

    شحتفت روحنا يااااخ
    الله يديك العافيه
                  

06-24-2006, 03:10 AM

بابكر عثمان مكي
<aبابكر عثمان مكي
تاريخ التسجيل: 06-11-2006
مجموع المشاركات: 879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحال الهجين .. فوبيا السفر وجدلية الخوف الجرأة (قصة تحليلية للشخصية السودانية ) (Re: على محمد على بشير)

    الاخ على

    لك الشكر ...

    الشرنوبى نصحنى بالكتابة على قدر الشاشة حتى تحلو المتابعة

    سعيد بمداخلتك

    خلاص قربنا ..طول بالك
                  

06-24-2006, 09:43 AM

بابكر عثمان مكي
<aبابكر عثمان مكي
تاريخ التسجيل: 06-11-2006
مجموع المشاركات: 879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحال الهجين .. فوبيا السفر وجدلية الخوف الجرأة (قصة تحليلية للشخصية السودانية ) (Re: بابكر عثمان مكي)

    امدرمان مدينة تنام على تاريخ عنيف مزج اهلها بنوع من البساطة والعفوية والاصالة فيها انفاس من رفاعة قاطنيها مزيج من كل قبائل السودان واضف الى ذلك بواقى الاستعمار التركى والانجليزى مع بعض الذين استوطنو من المغاربة والقادمين بالعبارات من شمال النيل وصعيد مصر وكذلك بعض الحلب والغجر مع متخلفى الثورة المهدية الذين طاب لهم المقام فيها واصبحو احد فروعها.الا انها مازالت ترفل فى ثوبها القديم بيوت الطين والشوارع الملتوية المتسخة والازقة الضيقة.
    دلف الى ذلك الشارع الحميم مياه البالوعات الطافحة لاتزال فى مكانها نفس مجرى الماء المحفور والبئر المهجورة المغطاة باغصان الشوك منعا" للمارة من الوقوع فيها ، بخار قدرة الفول امام دكان صالح يعلن عن جوع كافر فى كل البلاد .
    هو الباب نفسه لم يتغير لونه الأخضر الباهت وردة الحديد الكبيرة ذلك السلك الذى يتدلى كرما" وامنا" كتابة الناس اعلى الباب (حضرت ولم اجدكم ) مكتوبة بالفحم ومكتوبة بالتباشير مازال الزائر فى السودان لايستاذن الزيارة حتى ولو هو قادم من مدينة اخرى ومتكبد عناء سفر .
    التفت يمينا" ليتاكد من وجود ذلك الحجر لايزال فى مكانه انه حجر يبعد مسافة خطوتين من الباب الى اليمين يحركه قليلا" الى اليسار حين لايجدها فى البيت كاشارة انه جاء وذهب .
    جذب السلك ودخل لم يعد الحوش نظيفا" اوراق الشجر الناشفة تملأه.. صفق بيديه لا احد كل ماهناك صمت مطبق وابواب مقفلة كاد ان يرجع ولكنه لمح اميره اخت شوق الصغيرة سلم عليها يبدو انها لم تعرفه دلف الى داخل الصالون .. ياللعجب تغير ذلك الصالون المهترىء كراسى من خشب التك .. وشمعدان وتربيزة صفرة فاخرة وسجاد اعجمى وتلفزيون ملون حتى لون الطلاء صار جديدا" .. لاحظ وجود كتب هايفة وشرائط كاسيت لمغنيين ومغنيات هابطين حتى رائحة المكان لم تتصيد انفه بالالفة القديمة وبالونس المعتاد كل شىء تبدل اصبح المكان يضج بانفاس غريبة ورائحة تبغ قوى نفاذ فشعر ايضا" بذات الشعور الغريب الذى اجتاحة فى تلك المناسبة برفاعة عندما رفع ابراهيم صوته عليه محتجا" على العزاء فى بيت العرس (الفاتحة تشيلها معاى هنا والله اتلومت تب ) لماذا لم تعد الاماكن بنفس الالفة التى تعود عليها لماذا يشعر بانه غريب فى منزل اقرب الناس اليه ؟
    /B]
                  

06-25-2006, 00:50 AM

بابكر عثمان مكي
<aبابكر عثمان مكي
تاريخ التسجيل: 06-11-2006
مجموع المشاركات: 879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحال الهجين .. فوبيا السفر وجدلية الخوف الجرأة (قصة تحليلية للشخصية السودانية ) (Re: بابكر عثمان مكي)

    سمع صوت قدومها فتأهب ..اقبلت هى بثوبها الابيض فبدت كانما تخرج من منابع الضوء او واقفة على منصة من وهج القمر لم يخف عليه ذلك الافول الجميل فى محياها .. تحت اجفانها ثمة غربة وضياع ونظرات تائهات فى سراب نظرات لامعنى لها ولكن فيهما بعض الجرأة وكثير من الخجل تلك الانثناءة الصغيرة على رسغها ذلك الاكتناذ المستبد على شفتيها كانما بقايا ماء ناقع على كرز تلك الارداف التى تبدو متاهبة فى الفراغ تنزلقان فى كل اتجاه وتتدافعان الى الامام كدلفينى بحر املسين .. مشيتها تشبه مشية حمامة بيضاء جائعة تلتقط حبيبات الذرة امامها..نهدان شامخان مثوثبان للانفضاح برغم لملمة التوب الا انهما لايتحرجان فى مناداتك غريزيا" مع شحتفة اضافية من صوت رخيم هضيم متارجح مابين الضعف الشديد والانواثة الحادة . لاحظ اختفاء تلك النظرة المتعالية المتواضعة فى كبرياء وبدت حزينة مكتئبة يائسة فتذكر دون مبرر (موزيت )وذلك الغنج المكتمل مع نسمة ارتفاعها خمسة الف قدم فوق سطح البحر ..ردد فى سره موزيت لم تكن مختونة لذلك كانت تغمر احيانا" قبل ان يصل هو الى مبتغاه ترى كيف يكون شبق المختونات .. رفع بصره مرة اخرى ونظر اليها .. اول مرة ينظر اليها بتلك النظرة الباحثة عن الشهوة يعرفها منذ عشر سنوات لم يجرؤ يوما" على لمس يدها كانا يحلقان فى تآلف روحى بعيدا" عن تفسد اللب وعن مغازى الجسد ولكنه الآن يشعر بان ذلك التحصين العفافى قد ولى عنها لم يعد وجهها يضج بتلك العذرية هى لم تعد هى ..انطفأت تلك الشموع التى فى الديجور ماتت الاشياء ولكن لم يمت سفره .
                  

06-25-2006, 10:18 AM

بابكر عثمان مكي
<aبابكر عثمان مكي
تاريخ التسجيل: 06-11-2006
مجموع المشاركات: 879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحال الهجين .. فوبيا السفر وجدلية الخوف الجرأة (قصة تحليلية للشخصية السودانية ) (Re: بابكر عثمان مكي)

    توقع ان تنهار على كتفه عند رؤيته وتبكى ان تقول له انها تفتقده وانها سعيدة لرؤيته ان تناقشه فى كيفية زواجهما تحديد يومه وتفاصيل العرس تذكر كيف كان اهتمامها بالتفاصيل الدقيقة لكنه تفاجأ بسؤالها الغريب وهى تتهكم بحزن بالغ
    حمدالله على السلامة ..؟؟ احضرت المال
    اراد ان يجيبها فقاطعته بسخرية ؟؟؟
    يعنى جيت تشترى ثم عقبت وهى تضحك بحسرة : عفوا" عزيزى المشترى فان البضاعة نافذة وماتبقى منها (اكسبيرد ) يعنى البضاعة الشايفها قدامك دى واشارت الى جسدها بصورة دائرية وبكلتا يديها لا تحمل ختم الجودة . ياللجرأة وياللوقاحة هل هذه شوق التى يعرفها كانت تتحدث وهو يقول لنفسه ..انها ليست شوق . ليست تلك الفتاة المجبولة على المرح والفرح والطهر هل يمكن لفتاة ان تتغير فى سلوكها الى هذا الحد الان فقط عرف لماذا رغبته فيها تنحصر فى تصاريف الجسد فقد انفرط ذلك العفاف الواقى من السقوط تلك الهالة المضيئة التى تمنع الشيطان تذكر كلام جده (ياولدى البت البلمسو ايدها مابتقدر تعرسها ) تذكر كلام ابيه ياولدى البيت المايل ماتبقالو شعبة .. تذكر كلمات عم عبدالرحيم له عندما جاء لخطبتهاياولدى نحنا دخلناك بيتنا واكلت معانا ملح وملاح لكن اكتر من كدا مابنقدر نديك حاجة البت اعمامها واخوالها رافضين اصلك وماقدرو يوصلو لى قرار جنسك انت من وين ؟؟اهلك وين .. لماذا هذه السحنة السوداء .؟؟ ياولدى العرق دساس . كان رفضا" مهذبا" وجرحا" مهذبا" ايضا .ان العرق المرفوض مدعاة للرحيل

    (عدل بواسطة بابكر عثمان مكي on 06-25-2006, 11:22 AM)
    (عدل بواسطة بابكر عثمان مكي on 06-25-2006, 11:24 AM)

                  

06-25-2006, 12:05 PM

على محمد على بشير
<aعلى محمد على بشير
تاريخ التسجيل: 08-07-2005
مجموع المشاركات: 8648

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحال الهجين .. فوبيا السفر وجدلية الخوف الجرأة (قصة تحليلية للشخصية السودانية ) (Re: بابكر عثمان مكي)

    وتمخض جبل الحب الشامخ عن فأر من الشهوه !
                  

06-25-2006, 12:15 PM

بابكر عثمان مكي
<aبابكر عثمان مكي
تاريخ التسجيل: 06-11-2006
مجموع المشاركات: 879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحال الهجين .. فوبيا السفر وجدلية الخوف الجرأة (قصة تحليلية للشخصية السودانية ) (Re: على محمد على بشير)

    الاخ الفاضل / على محمد على بشير

    سعيد بمتابعتك

    وتمخض جبل الحب الشامخ عن فأر من الشهوة


    و

    .
    .
    .
    .
    الرحيل




    طويل بالك كمان معاى قربنا خالص
                  

06-26-2006, 01:12 AM

بابكر عثمان مكي
<aبابكر عثمان مكي
تاريخ التسجيل: 06-11-2006
مجموع المشاركات: 879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحال الهجين .. فوبيا السفر وجدلية الخوف الجرأة (قصة تحليلية للشخصية السودانية ) (Re: بابكر عثمان مكي)

    انتفض من غيبوبة تذكره على صوت نشيجها المر وسؤالها المتكرر قالت : الم اقل لك لاتسافر ؟؟؟
    قال انا سافرت عشان اؤمن لك زواج يليق بنا
    قالت انت سافرت عشان تجى تتباها بزواجنا حتى لايكون اقل من زواج عبدالكريم صاحبك القادم من بره .ماراعيت انو انا وقفت قدام اهلى كلهم واخترتك انت .. لاكنت بنظر لمال ولا جاه اخترت رحال رفيق خطوتى ودثار ازمتى وشبيه روحى وقفت بجانبك برغم الحواجز العنصرية والمفاهيم القبلية لكنك عشان المادة اخترت تسافر وتركتنى هنا وحدى بين الفقر والمرض .. وكان لزاما" على ان اوفر الدواء لابى المريض وانت تعلم ان لاشىء هنا بدون مقابل ... المستشفيات أضحت مثل السوبرماركت لايمكن ان تتعالج الا اذا دفعت لجأت للناس استدنت .. واستدنت اصبح كل من يرانى يتجنبنى حتى اعمامى واخوالى رفضونى بعد ان صرت عبئا" وصار ابى كذلك ابى يحتاج اخوانى يحتاجون .. كان لابد أن ادفع قيمة روشيتة دواء أبى المتواصل .. وقد دفعت .ان الحوجة تورث الذلة وتفقد الكرامة ..الم تقل ذلك يوما" ..

    .
    .
    .
    .
    .

    هو يتذكر جيدا" ذلك اليوم الذى حمل فيه حقيبته لثانى مرة وكيف ان أمه ودعته عند الباب وهى ملثمة بثوب اسود فبدت كالقمر الآفل من قطعة ليل
    اخذت بطرف الثوب لاحظ انها لم تفعل كما فعلت اول مرة حين اخذت حفنة تراب من تحت قدمه ، تقليدا" حنينا" بان ذلك سيحافظ لها على ابنها من مصائب الحياة ويضمن لها عودته سالما فعرف انه الوداع الاخير وبانه لن يراها مرة اخرى وان ذلك استوداع اخير لباحة الجرح انه يذكر ان حمل هذه الحقيبة كان نهاية مسلسل الهزائم المتتالية وبداية شرخ موازى للوجود انيميا حادة تفتك بدواخله المتناقضة .

    تحسس جواز سفره كمن يتحسس جرح ....




    ومضى داخل بوابة الهجرة الى الابد ...............




    انتهى

    (عدل بواسطة بابكر عثمان مكي on 06-26-2006, 01:14 AM)

                  

06-26-2006, 03:50 PM

ملاذ حسين خوجلي
<aملاذ حسين خوجلي
تاريخ التسجيل: 11-06-2005
مجموع المشاركات: 338

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحال الهجين .. فوبيا السفر وجدلية الخوف الجرأة (قصة تحليلية للشخصية السودانية ) (Re: بابكر عثمان مكي)

    يا سيدي هي ليست اخر نهايات ذاك الرحال .. هي قضية ليست للانهزام هي معاني ليست لشغف الروايات والحكايا هي مصيرنا، حالنا .. تحكي عن اوجاع هذا الغريب فى دمه وعلى ارضه ..
    تحكي عن شوق انثى اعياها النضال وسط حريق المادة الذي اشعله سوق النخاسه فى كل مجتمعنا داخل الحرم الجامعي فى الحارات النائية فى محطات الاحتياج ان كان بمسمى كما ادعت شوق او بغير ذلك .. حال انثى وعيها بذاتها لم يصل مراتب السمو ، فتاة تتعلم من اجل المادة ، تلبس من اجل المظهر ، تحب من اجل الزواج ، يا نساء الارض هي اشياء لا تشترى الحب والمعاناة والخوف من الفقر هي بدايات الوصول للقمة وليس الانهزام والتواطئ بعد بؤس الحياة ... نعلم مدى خرابها وبؤسها ولكن خساراتنا فى نهايات المطاف تسمى خطيئة .. كبيرة ..

    لن يلتقي العاشقان على ارضنا دوما وهذه واحدة من عاداتنا ان افترقا على فكرة او تلاقيا بلا فكرة .. فالرحيل قدري بحت

    اما ايها الرحال فلا تقف على هذا المجرى الضيق للحياة وانت تعلم وانا اعلم ان الغربة انجبت لك افراح الصداقات النبيلة .. ان الغربة اهدتك وردة ريحانة اميرة رغم المرارات الطوال .. احكي عن فجر التداوي من الصقيع والانهيارات .. احكي عن ينابيع الصحاري الحارقة وعن ملامسة الجراح بشى من الحنان .. احكي عن الطبيعة الجبل ذلك القلب الحنين الذي لم تستطع ان تنفك من اسر حبه للحياة رغم الافول .. لا تدعنا ايها الرحال نصدق ان القادم مرثية للوجع فقط ..

    انها الحياة كثير من الحب .. وقليل من السعادة

    ورغمها نبتسم ونمضي

    تحياتي
                  

06-27-2006, 03:31 AM

معتز تروتسكى
<aمعتز تروتسكى
تاريخ التسجيل: 01-14-2004
مجموع المشاركات: 9839

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحال الهجين .. فوبيا السفر وجدلية الخوف الجرأة (قصة تحليلية للشخصية السودانية ) (Re: ملاذ حسين خوجلي)

    خالص التحايا
    الاستاذ العزيز
    بابكر عثمان مكي
    ليظل هذا الابداع عاليا حتى يتثنى لنا الحضور بكل هدؤء (لفرتقتة ان استطعنا اليه سبيلا)..


    التحايا النواضر...
                  

06-27-2006, 04:31 AM

ازرق

تاريخ التسجيل: 09-22-2002
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحال الهجين .. فوبيا السفر وجدلية الخوف الجرأة (قصة تحليلية للشخصية السودانية ) (Re: معتز تروتسكى)

    الاخ/بابكر

    Quote:
    دخل رفاعةعند العصر منحنى النيل لم يتغير وبساتين الفاكهة على الضفاف شجر المنقة والبرتقال والليمون تلك الرمال البيضاء على الضفة الاخرى قبالة ديم لطفى عند نادى النهر الرياضى ثمة اصدقاء هنا وثمة عشق قديم هناك هاهى مدرسة رفاعة الثانوية على اليسار كبر شجر النيم وتوالد ذالك الميدان امام البوابة ..عم الصول .. الجمعيات المسرحية .. بعض زملاء قدامى كانوا هنا يلعبون وهاهى مدرسة لطفى للجنوبين مثال لنبذ العنصرية .. لمح بيت المحافظ قابع كالقصر طلاء جديد وسيارات فارهة وشعب فقير يكدح فتاكدان رفاعة مازالت فى زمن (الاقطاع )


    أولا أرحب بك فى سودانيز اونلاين و(اعتذر عن التأخر بالترحيب) والآن دونك ساحات هذا الفضاء الاسفيرى فاضرب لك خيمة أنى شئت وانا لخيمتك لمتهدون.

    ثانيا, الارتباط بالمكان, من الجلى والواضح ارتباطك الوجدانى بالمكان(رفاعة)ولعل المكان صاحب القدح المعلى فى تشكيل بدايات الوعى لكل انسان.

    ثالثا, دلالة الاسماء , فى معظم الاعمال الادبية يكون لاسماء الشخوص دلالات لا تخطئها العين,
    فــ (رحال) اسم موحى بالتنقل وعدم الاستقرار وكأن الامر لعنة ابدية تدفع به من مغترب (بضم الميم) الى مغترب . (شوق)هى كذلك اسم صاحب دلالة عميقة, شوق هى مركز رحال الذى يدور حوله ولكن فى الاخير يبدو ان كليهما ارتحل وفى النفس (شوق).

    انا لا اتحدث هنا بعلمية بل هذا انطباع بحت ولاشئ غير ذلك.

    لك الود

    ازرق
                  

06-28-2006, 02:40 AM

بابكر عثمان مكي
<aبابكر عثمان مكي
تاريخ التسجيل: 06-11-2006
مجموع المشاركات: 879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحال الهجين .. فوبيا السفر وجدلية الخوف الجرأة (قصة تحليلية للشخصية السودانية ) (Re: ازرق)

    ازرق .. كيفنك .. سعيد بمداخلتك وسعيد اكثر لان ذلك الازرق هو الذى يحتوى رفاعة تحت زراعه عند منحناه الازلى .. فرفاعة عندى حصيرة قش املس .. وصلاة ضحى

    يشملك النص اعلاه ردا" على معتز ..

    صدقت فى تحليلك فى الاسماء .. والدلالات .. فقد هزمنا الرحيل حتى صرنا نهزى واعتصرنا الشوق حتى انفرطت عيوننا اسا" شفيف .

    خليك معانا .. وانصت بقلمك تحليلا" آخر فانا احتاج نقد امثالك

    (عدل بواسطة بابكر عثمان مكي on 06-28-2006, 09:41 AM)

                  

06-28-2006, 02:30 AM

بابكر عثمان مكي
<aبابكر عثمان مكي
تاريخ التسجيل: 06-11-2006
مجموع المشاركات: 879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحال الهجين .. فوبيا السفر وجدلية الخوف الجرأة (قصة تحليلية للشخصية السودانية ) (Re: معتز تروتسكى)

    معتز ..

    مداخلتك .. اضاءة اخرى فى وجع رحال .. وحتى تفرتق ماتستطيعه اليك هذا النص سقط سهوا" من الرواية ذاتها .



    ابتسمت له المضيفة ابتسامة مغلفة بكيس نايلون ..وهى تقدم له طعام بارد فاحس بالسفر يسرى فى اوصاله ..ان للغربة طعم الموت ..رائحة السم .. هى ان تمشى حافيا" على زجاج محطم مخلوط بدم .
    كان رحال فقير وطموح .. وكانت شوق تخاف عليه من طموحه استفزه اكثر عودة عبدالكريم للزواج من احدى صديقات شوق كان اقل مؤهلا" وقدرة عقلية سافر الى امريكا فى نفس توقيت دخول رحال الى الجامعة .. قضى عبدالكريم سنين عديدة لا احد يعلم مكانه حتى سمعو به فى امريكا ومن ثم عاد فى كرنفال ادهش الحى كله اقام الليالى والافراح ببزخ لم يشهده احد من قبل قيل ان العرس استمر اسبوعا" كاملا" اتت اللوارى والعربات محمله بالطيبات من قبلى ومن بحرى زبح فيه خمسة عشرة ثور وعشرون خروفا" واحضر من الخرطوم مغنية مشهورة واهدى لامها عقدا" من الماس حتى انها اغمى عليها من المفاجأة ولم يكتفى بذلك بل قدم مهره بالدولار فى صينية من الذهب وقضيا شهر عسل كسواح بين مدن العالم وعندما عادا اقاما احتفالاتهم اسبوعا" كاملا" .

    كل ذلك على مراى من اصدقاء عبدالكريم القدامى الذين لايزالون يشتركون فى تدخين السيجارة الواحدة ويقفون على رصيف الشارع ليتفضل عليهم اصحاب السيارات بالتوصيل مجانا" تمر عليهم الايام وهم لايعرفون اسماءها ولايستطيعون تحقيق خطوة الى الامام وكل ذلك بسبب المادة برغم ان فيهم من الذكاء والابداع من يمكنه ان يكون مخترعا" ان امثالهم فى الدول الغنية رجال اعمال وشيوخ مجالس وجمعيات .
    فيهم من وصلت به حالات الاحباط الى عتبات الاكتئاب فحاول اكثر من مرة الانتحار وفى حقيقة الامر اصيبو جميعهم بالاحباط والاكتئاب بصور مختلفة الا انهم بعد عودة عبد الكريم اصيبو باكثر من ذلك (اليأس وعدم الانتماء ).

    ان الحب لعنة مباركة تتوجه حسب حسن او سوء طالع المحب وصاحبنا سىء الطالع جائت لعنة حبه مع مساومة يومية لغربته للمفارقات المادية بينه وبين عبدالكريم وللرفض المحض من قبل مجتمع متكامل لدمه لكونه من قبائل التهميش مغمور النسب .
    الافضل له ولامثاله البدأ خارج الوطن( السقوط الى اعلى) كما يقولون فان ذلك اهون من عدم المقدرة على توفير قلم رصاص لشقيقه الصغير او النظر الى وجه ابيه الذى استرهفته السنين ومن ثم اصبح مستودع امراض مختوم بالجودة وصار ينتظر ابنه بفارغ الصبر ليتخرج ويرى ثمرة تربيته وتعليمه بينما ابنه وقع فى جدليه قاسية مع نفسه حين يساومها كل صباح وهو يحمل اوراقه وسيره ذاتية لينتعل الشوارع يكرر نفس المقولة لاصحاب الشركات الخاصة ليكون مصير اوراقه هو ملف للحفظ او توقيع عليها بالقلم الاحمر ( لايصلح ) او مط الاجراءات حتى وصول الكشف الطبى ليكون تعليق الطبيب (غير لائق ) ليبعد من المنافسة لتكون الوظيفة من نصيب فلان بن فرتكان ابن امين سر الحزب السلحفائى او اشتراط قسرى للذهاب للجنوب هو لاينسى حين اشترطوا عليه الوظيفة مقابل الذهاب الى الجنوب وقف امامهم وقال لهم بصوت عالى قوى (ان مشكلة الجنوب مشكلة لاتحل بالحرب فقط انها ليست مشكلة دينية فحسب فان هناك فى الجنوب من هم مسلمون اسلمو عن طريق العبارات النيلية وعن طريق رسالات عثمان دانفيديو والمهدى وغيرهم من الزعامات المسلمة التى اعتنقت الديانه الاسلامية ونشرتها بين القبائل الرعوية وهم نشروها بدورهم فى غدوهم ورواحهم فى تلك الرحلات الشهيرة خلف السحاب فى الوديان بحثا" عن العشب والماء .لذلك لاتقحموها فقط فى العنصر الدينى ولاتظهروها فى جلساتكم الايمانية ولاتضعوها شرطا" يحد من بلوغ المواطن غايته ولا تعزفو على وتر حساس (الدين ) ممايثير حفيظتنا كمسلمين لنحارب اخواننا بفهم الجهاد ، ان هؤلاء الناس يبحثون عن عدالة توزيع الدخول والفرص فى حكم الدولة عدالة فى توزيع الخدمات الاساسية التعليم والصحة والمواصلات ان المواطن الجنوبى شخص مسالم لايحق ان تزجوه فى اطار الكفر ان الكفر شىء كبير)

    لم يذهب رحال للجنوب بالرغم من اجتيازه المعاينات كلها .. لانه لم يرضى ان يزج به فى معادلة الوطن المسلم العربى والزنجى المسيحى ..يكفى فقط ذلك الاحتدام الذى يثور داخله من جراء هذا التناقض .

    وبعدم ذهابه صنف مخالف للطبيعة مخالف للنظام مخالف للحياه .. وجد نفسه ملفوظ يجوب الشوارع ينتعل الارصفة يرى كل يوم مرض ابيه .. يزداد وفقره يزداد . حتى رئيس اللجنة الشعبية اصبح لا يلقى عليه التحية .. اذدراه الجميع وشعر بذلك الاحساس المريع تلك الغربة داخل الوطن غربة الذات وتضائل النفس وترهل الامنيات .
    لم يكن يتوقع ان تلفظه الموانى ء ميناء تلو ميناء وهو نكره لايعرفه حتى وجهه يسامر ظله يدفن بصره عند خطاه صديقه الوحيد هو المدى واصوات المحركات سوى كانت طائرة او باخرة او قطار او عربه لتمتلىء فراغاته بالمواعيد الضجر باللغة البلهاء بالالم الحاد بحوار المال والاجير باستفزاز الآخرين وليبدأ السؤال الاذلى من هو وما هويته ؟؟ ولماذا هذه السحنة السوداء ؟؟؟ لماذا هذه اللهجة الغير فعالة فى توصيل المعلومة للآخرين ؟؟؟
    عندما اشتغل فى الشركة ساله صاحب العمل الخليجى عن تقرير شفهى فكان يتكلم بينما احدهم يترجم للمدير بالرغم ان المدير عربى وهو عربى والمترجم عربى لماذا لايفهم الآخرين من العرب لغته ولماذا لايفهم لغتهم ؟؟؟
                  

06-28-2006, 01:50 AM

بابكر عثمان مكي
<aبابكر عثمان مكي
تاريخ التسجيل: 06-11-2006
مجموع المشاركات: 879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحال الهجين .. فوبيا السفر وجدلية الخوف الجرأة (قصة تحليلية للشخصية السودانية ) (Re: ملاذ حسين خوجلي)

Quote: يا سيدي هي ليست اخر نهايات ذاك الرحال .. هي قضية ليست للانهزام هي معاني ليست لشغف الروايات والحكايا هي مصيرنا، حالنا .. تحكي عن اوجاع هذا الغريب فى دمه وعلى ارضه ..
تحكي عن شوق انثى اعياها النضال وسط حريق المادة الذي اشعله سوق النخاسه فى كل مجتمعنا داخل الحرم الجامعي فى الحارات النائية فى محطات الاحتياج ان كان بمسمى كما ادعت شوق او بغير ذلك .. حال انثى وعيها بذاتها لم يصل مراتب السمو ، فتاة تتعلم من اجل المادة ، تلبس من اجل المظهر ، تحب من اجل الزواج ، يا نساء الارض هي اشياء لا تشترى الحب والمعاناة والخوف من الفقر هي بدايات الوصول للقمة وليس الانهزام والتواطئ بعد بؤس الحياة ... نعلم مدى خرابها وبؤسها ولكن خساراتنا فى نهايات المطاف تسمى خطيئة .. كبيرة ..




ملاذ ...
الرد الفوق ده ..موجوووووع بالحيل

رحال .. سافر لانه لامكان له فأجمل الساحات قد ملئت وجعا" ولامتسع الا لوردة ملطخة بدم
شوق جرح موازى لوجوده فى اطار قمع قهرى فرحال محظور عنه كل اشكال التعبير دليل على احتجاجه لذلك لابد من منفذ قسرى وهو السفر لاعنا" وطنه الذى يحب بكل تفاصيله المشوهة ودمه الممزوج بالتناقض

الثقافة الكل المركب والعناصر تتبعها فى السلوك وقد تعلمنا ثقافتنا المهجنة بالعربى الزنجى آخذين من العرب اسوء مالديهم ومن الزنج اسوء مالديهم ..الاحساس بالعار مفهوم عربى بحت والشعور بالامتهان مفهوم زنجى بحت والمركب هو جدلية خوف من العار وجرأة فى الهروب وعدم مواجهة الذات .
ان رحال هجين ثقافة هى امتداد لثقافة وطن كانه برزخ بين البحر والنهر بين الليل والصبح بين الضوء والظلمة فى غاباته ابنوس واسود ونمور وقرود وطبول وفى صحرائه ملافح السموم نوق وخيل وشعر وجود .. فى جنوبه ترى بشر هياكل عظمية وخلفهم بقر سمين ملىء بالضرع انهم يفضلون الموت جوعا" بدلا" من اكل لحم البقر تقديسا" وتبركا" واعتزازا" بثروة قبلية اهم من الروح لاياكلون البقرة الا بعد ان تموت ويبلغون سلطان القبيلة بالوفاة الرسمية لياتى مع وفد ممجد ويذبحها ويوزع لحمها ثم ياخذ جلدها ويختمه دليلا" على مرجعية ارشيفية مقدسة .

اذا" هناك كل ثقافى مركب معقد جدا" وعناصر سلوكية مضطربة متناقضة




جاييك تانى
                  

06-28-2006, 02:15 AM

بابكر عثمان مكي
<aبابكر عثمان مكي
تاريخ التسجيل: 06-11-2006
مجموع المشاركات: 879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحال الهجين .. فوبيا السفر وجدلية الخوف الجرأة (قصة تحليلية للشخصية السودانية ) (Re: ملاذ حسين خوجلي)

    ملاذ البوست الفاضى الفوق ده .. معناه انك الجمتينى صمتا" بردك المسبوك الجميل الصادق الملقوط سبيبة سبيبة من شعر رحال الشائب من هول الوجع والشروخ

    ان رحال هجين ثقافة هى امتداد لثقافة وطن كانه برزخ بين البحر والنهر بين الليل والصبح بين الضوء والظلمة فى غاباته ابنوس واسود ونمور وقرود وطبول وفى صحرائه ملافح السموم نوق وخيل وشعر وجود .. فى جنوبه ترى بشر هياكل عظمية وخلفهم بقر سمين ملىء بالضرع انهم يفضلون الموت جوعا" بدلا" من اكل لحم البقر تقديسا" وتبركا" واعتزازا" بثروة قبلية اهم من الروح لاياكلون البقرة الا بعد ان تموت ويبلغون سلطان القبيلة بالوفاة الرسمية لياتى مع وفد ممجد ويذبحها ويوزع لحمها ثم ياخذ جلدها ويختمه دليلا" على مرجعية ارشيفية مقدسة .


    لذلك فان ثقافة السودانى هى كل مركب فى عناصر ثقافية تصب فى خانة التناقض فقد اخذنا اسوء مافى العرب (الشعور بالعار والشرف ) واسوء مافى الزنج الشعور بالهزيمة والدونية ولذلك تكونت جدلية الخوف (الهزيمة ) والجرأة (الثورة ضد العيب )


    جاى تانى
                  

06-28-2006, 10:14 AM

بابكر عثمان مكي
<aبابكر عثمان مكي
تاريخ التسجيل: 06-11-2006
مجموع المشاركات: 879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحال الهجين .. فوبيا السفر وجدلية الخوف الجرأة (قصة تحليلية للشخصية السودانية ) (Re: بابكر عثمان مكي)

    Quote: لن يلتقي العاشقان على ارضنا دوما وهذه واحدة من عاداتنا ان افترقا على فكرة او تلاقيا بلا فكرة .. فالرحيل قدري بحت



    كان لرحال نفسه جدلا" فى بعض قصائده فى ذات الرواية بذات منحى حروفك اعلاه


    امثالنا لايملكون حبا"ولو مرة واحدة
    حبا" رقيقا" شفيف
    لايملكون ان يقفون متعانقين
    تحت زخات المطر
    امثالنا عند المفارق دائما"
    يودعون ظلهم ويرحلون
    لماذا اظل وحدى برغم كل هذا الزحام ؟؟
    وكل ذنبى ان عبرت يوما" ضفيرة مجدولة دمى
    فسكبت شهدا" ودفقت عطرا" ونثرت وردا"
    واشعلت هذا النزق النزيف

    جريح انا جرح باتساع عينيك والسفر المخيف

    وحدى ..

    افتح النوافذ كل مساء لقمر لص
    ولا التقى الذين اضاءو معى الشموع فى الديجور
    حيث يرتد صوت ضحكتى فى صدر من احب قهقهه

    دائما" هناك من يحيك اكفان الجنائز
    ويصنع التابوت من شجر وريف
    من يطل من نافذة القطار
    مودعا" ..لا احد
    لاشىء غير الوداع نفسه او الرصيف
                  

06-28-2006, 10:29 AM

بابكر عثمان مكي
<aبابكر عثمان مكي
تاريخ التسجيل: 06-11-2006
مجموع المشاركات: 879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحال الهجين .. فوبيا السفر وجدلية الخوف الجرأة (قصة تحليلية للشخصية السودانية ) (Re: بابكر عثمان مكي)

    Quote: اما ايها الرحال فلا تقف على هذا المجرى الضيق للحياة وانت تعلم وانا اعلم ان الغربة انجبت لك افراح الصداقات النبيلة .. ان الغربة اهدتك وردة ريحانة اميرة رغم المرارات الطوال .. احكي عن فجر التداوي من الصقيع والانهيارات .. احكي عن ينابيع الصحاري الحارقة وعن ملامسة الجراح بشى من الحنان .. احكي عن الطبيعة الجبل ذلك القلب الحنين الذي لم تستطع ان تنفك من اسر حبه للحياة رغم الافول .. لا تدعنا ايها الرحال نصدق ان القادم مرثية للوجع فقط ..





    تلك قصة لامرأة اخرى فى حياة رحال لايحتمل اسمها قطرات الندى الا حين تفضح الشموس سرها للظلال

    كانت ظعائن كل القبائل ترتجيها
    وكانت الصحراء والكثب البعيدة والظلال
    والشمس ترمى ضوءها من خلف التلال
    كلما بدا فى الافق مرأى خيال
    صهلت خيلى تناور فى المدى تشتهيها
    وتأن من وطئة لياليها الطوال .......................
    انا لم التقيها مجازا" فى اللغات ولا تهميشا" للردود
    انا وهى لغة القبائل على الحدود
    حين يسد البحر اشارات النجاة
    وحين تكون الاتجاهات الاربعة ماء وطود
    انقذتنى من لج الغياب
    قهر السفر حزن الركود
    فأنا حين اقول اسمها
    امعن الى السماء الصعود
    اضاحك الغمام
    الاطف السحاب
    اشاهد البروق
    ثم اعود ...............................


    اما ان الحياة كثير من الحب وقليل من السعادة فقد افشى جان جاك روسو سر الحياة بقوله
    السعادة هى فائض المتعة على الالم .وهل هناك الما" اكثر من سفر ممدود وفرح محدود وشرخ موازى للوجود .



    لك كل التقدير
                  

07-05-2006, 03:25 AM

بابكر عثمان مكي
<aبابكر عثمان مكي
تاريخ التسجيل: 06-11-2006
مجموع المشاركات: 879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحال الهجين .. فوبيا السفر وجدلية الخوف الجرأة (قصة تحليلية للشخصية السودانية ) (Re: بابكر عثمان مكي)

    UP
                  

07-15-2006, 07:20 AM

عبد المطلب خضر عبد المطلب
<aعبد المطلب خضر عبد المطلب
تاريخ التسجيل: 11-19-2005
مجموع المشاركات: 592

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحال الهجين .. فوبيا السفر وجدلية الخوف الجرأة (قصة تحليلية للشخصية السودانية ) (Re: بابكر عثمان مكي)

    تأمل ممتع..

    شكرا لك
                  

07-16-2006, 01:27 AM

بابكر عثمان مكي
<aبابكر عثمان مكي
تاريخ التسجيل: 06-11-2006
مجموع المشاركات: 879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحال الهجين .. فوبيا السفر وجدلية الخوف الجرأة (قصة تحليلية للشخصية السودانية ) (Re: عبد المطلب خضر عبد المطلب)


    الاخ عبدالمنطلب
    اشكر لك حضورك
    ومتابعتك


                  

07-16-2006, 03:13 AM

على محمد على بشير
<aعلى محمد على بشير
تاريخ التسجيل: 08-07-2005
مجموع المشاركات: 8648

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحال الهجين .. فوبيا السفر وجدلية الخوف الجرأة (قصة تحليلية للشخصية السودانية ) (Re: بابكر عثمان مكي)

    فوق

    الى حين عوده قريبه
                  

07-17-2006, 09:39 AM

بابكر عثمان مكي
<aبابكر عثمان مكي
تاريخ التسجيل: 06-11-2006
مجموع المشاركات: 879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رحال الهجين .. فوبيا السفر وجدلية الخوف الجرأة (قصة تحليلية للشخصية السودانية ) (Re: على محمد على بشير)

    مشكور استاذ على محمد بشير لرفع البوست
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de