|
|
 د.محمد زين العابدين : علماء المسلمين والأنغلاق الفقهى والفكرى والعقلى
|
علماء المسلمين والأنغلاق الفقهى والفكرى والعقلى
ليس دفاعاً عن الترابى ولكن عن الأسلام
د. محمد زين العابدين عثمان
[email protected]
أثارت الآراء الفقهية والسياسية التى أدلى بها الشيخ الدكتور حسن الترابى أبرز قيادات الحركة الأسلامية العالمية وزعيم الحركة الأسلامية السودانية، فى الندوة التى أقيمت بدار حزب الأمة – الأصلاح والتجديد – السودانى ردود أفعال متباينة. وفى الحوار الذى أجراه معه الصحفى النابه أمام محمد أمام لصحيفة الشرق الأوسط بتاريخ 21 أبريل 2006م، فقد أوضح ووضع فيه الشيخ حسن الترابى النقاط فوق الحروف لكثير من آرائه الفقهية والسياسية. فى هذا الحوار أكد رأيه فى كل القضايا التى أثيرت والتى حاول البعض تكفيره بها. وقال انها آراء قديمة ومنشورة فى كتبه. وقال أن رأيه فى زواج المرأة المسلمة من الكتابى ابتداءً أو اسلامها وهى زوجة للكتابى ليس بجديد وانما رأى قديم قال به رداً على أعراض كانت تبدو للجاليات المسلمة فى أمريكا ، اذ قدمت الى أحد المراكز الأسلامية هناك امرأة تريد أن تعتنق الاسلام ولكنها تريد أن تعرف حكم بقائها مع زوجها المسيحى الذى ظل على دينه. وكان رد علماء الاسلام بالمركز الاسلامى هناك أن أفتوها بأن تذهب لتقاضى زوجها طلاقاً وفى هذه الحالة قد تخسر أبناءها. وقال أن مثل هذا يمثل عامل طرد وصدود لمن يردن أن يعتنقن الاسلام. وأبان أن ليس هنالك نص فى القرآن ولا فى السنة يحرم زواج المسلمة من الكتابى ولكنه اجتهاد بالقياس أجمعت عليه الأمة الأسلامية عبر علمائها وفقهائها فى تاريخ وظروف غير ظروف تبعثر المسلمون والمسلمات فى كل بقاع الدنيا وتحت نظم حكومية لا تدين بالأسلام ولا تحتكم للشريعة الأسلامية. وقال انه اجتهد وقدر الرأى لما لم يجد فى كتاب الله وسنة رسوله كلمة واحدة تمنع زواج المسلمة من الكتابى.
ولست هنا لأدافع عن الشيخ حسن الترابى ولكنى أدافع عن الأسلام وعن الفهم العام لكتاب الله وحكمة مشروعيتة وحكمة خلق الأنسان وتكليفه بأن يكون خليفة فى الأرض ويعمرها. وكل مقاصد شريعة الله فى كل كتبه المرسلة وعبر أنبيائه ورسله ، كانت من أجل اسعاد الأنسان فى هذه الأرض المكلف باعمارها وأن يعبد الله ولا ينساه " وما خلقت الأنس والجن الا ليعبدون " ، ولكن هنالك علماء وفقهاء فى زمان ودهور غابرة ظروفهم تختلف عن ظروفنا فى الزمان والمكان وعقليتهم وذهنيتهم محدودة بظرفهم الذى عاشوه ولذلك اجتهدوا فى النصوص بما يقتضيه ذلك الفهم وتلك الظروف. ومن بعد الأئمة الأربعة أو الخمسة أغلق باب الأجتهاد وصارت مرحلة النقل الأعمى فانحطت الأمة الاسلامية وفقدت ريادتها للعالم بحضارتها وثقافتها لأنها صارت حضارة وثقافة جامدة ومحنطة بدلاً من أنها كانت ثقافة وحضارة فاعلة ومتحركة ومتغلغلة فى وجدان الأنسان من حيث هو أنسان.
ولست فقيهاً لأخوض فى مسائل فقهية ولكنى حقاً قد فوجئت بأن تصدر فتاوى التكفير والأستتابة فى حق الشيخ حسن الترابى وهو الذى اجتهد رأيه مثله ومثل كل فقهاء وعلماء المسلمين فى كل عصورها ابتداءً من ائمة المذاهب الأربعة والذين لم يغلقوا باب الأجتهاد ولكن أغلقوه الذين جاءوا من بعدهم على اجتهاداتهم وآخرهم سيدنا مالك بن أنس الذى قال كل قول يؤخذ ويرد الا قول صاحب هذا القبر واشار لقبر المصطفى عليه الصلاة وأفضل التسليم. فان أصاب شيخ حسن فله أجران وان أخطأ فله أجر واحد لأنه رجل يشهد الا اله الا الله وأن محمداً رسول الله فلا يحق تكفيره. فلقد طلعت علينا الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة فى السودان ومن بعدها هئية علماء السودان باستتابة الشيخ الترابى وأنها بصدد أصدار كتيب يفند كل آرائه، فلماذا لا يناظرونه على مسمع ومرأى؟ ألأنهم يعلمون أنه أكثر منهم جميعاً علماً وذكاءً وخافوا من الأنهزام أمامه على مشهد ومرأى من المسلمين جميعاً فى كل العالم؟ ولقد فعلها من قبل شيخ أبوزيد أحد زعماء وعلماء أنصار السنة المحمدية أمام الشيخ على زين العابدين عن أهل الصوفية والتصوف وكان شيخ أبوزيد قد أتهم الصوفية بادخال البدعة فى الأسلام وأنهم خرجوا عن الأسلام. وكانت نهاية تلك المنظرة أن أنهزم زعيم السلفيين بالسودان ولم يستطع تفنيد حجج شيخ على زين العابدين التى أوردها من القرآن والسنة. وايضاً خرج علينا الشيخ عبد الكريم مطيع الحمداوى المرشد العام للحركة الأسلامية المغربية بفتوى أن زواج المسلمة من الكتابى حرام و مستحله مرتد حاكماً على الشيخ حسن الترابى بالردة وقد أورد آيات كثيرة فى هذا الخصوص سنرد عليها فى نهاية المقال.
هنالك أمرين يجب أن يكونا فى ذهن كل من يتعرض للنصوص الدينية بالتفسير أو من يريد أن يحكم على تفسير أحد استحساناً أو رفضاً للرأى الفقهى. أول هذين الأمرين هو أن نصوص القرآن الكريم قابلة للشرح والتأويل بأكثر من وجه وهو ما قال به سيدنا على بن أبى طالب الذى قال فيه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم " أنا مدينة العلم وعلى بابها" فسيدنا على كرم الله وجهه قال أن القرآن حمال أوجه ويعنى أن آياته قابلة للتأويل والتفسير بأكثر من وجه لأن كلام الله أكبر من أن يحده أو يحتويه تفسير واحد ولا يمكن أن تحده معرفة زمانية او مكانية معينة ، والا لما كان صالحاً لكل زمان ومكان. ولذلك لا يعلم تأويله الا العلماء والراسخون فى العلم يقولون كل من عند الله آمنا به ، ولا أظن الا الشيخ حسن الترابى الا عالماً وأنه راسخ فى العلم اضافة لما حباه به الله من ذكاء وذاكرة غير متوفرة فى كثير من علماء هذا الزمان أصحاب الفتاوى.
والأمر الثانى هو أن الأحاديث النبوية قد كتبت بعد أكثر من مائة وعشرون عاماً وبعنعنة طويلة. وأن النبى محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم قد منع ونهى أن تكتب أحايثه فى حياته وكان ويملى الآيات عندما توحى اليه أو تتنزل عليه مباشرة من فمه الشريف الى كتاب الوحى فيكتبونها. وما اراد بذلك ، والله أعلم، لكيلا تخلط أحايثه مع القرآن الكريم كلام الله الذى قال فيه الله " وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحى يوحى"، أما أحايثه فليست وحياً يوحى. وثانياً أراد النبى عليه أفضل الصلاة والتسليم بعدم كتابة أحايثه لئلا تعطى وزن القرآن وتعتبر مساوية له. وبذلك يصبح الحديث المروى عن الرسول صلى الله عليه وسلم مهما كانت صحته اذا لم يتوافق أو تعارض مع أى آية من آيات القرآن يعتبر غير صحيح لأن الرسول عليه الصلاة والسلام لا يقول كلاماً يتعارض مع كلام الله. وتبقى هذه الأحاديث المدونة فى الأصحاحات والتى نعتبرها مرجعية أساسية ما هى الا شارحة ومبينة لما جاء فى القرآن وليست حاكمة أو مهيمنة على ما جاء فى القرآن ومتى ما تعارضت أو تباينت مع القرآن يجب الا يعمل بها. والقرآن الكريم كتاب كامل وجامع وشامل لكل شئ ومفصل له كما قال الله عز وجل " وما فرطنا فى الكتاب من شئ " وليبس هناك ما يمكن أن يضاف للقرآن ليتم له النقص بالأحاديث النبوية التى ما أمر الرسول بكتابتها وانما الأحاديث النبوية لتبيان ما جاء مفصلاً فى القرآن كتبيان الصلوات الخمس وركعاتها وهذه كانت سنة الرسول صلى الله عليه وسلم العملية وليست القولية ولذلك اعتمد سيدنا مالك بن أنس فى مذهبه على عمل أهل المدينة الفعلى أكثر من الأحاديث المروية. ولو نهجنا هذا المنهج فى التعامل مع نصوص القرآن والأحاديث النبوية وسيرة اصحابه لما أدخلنا أنفسنا فى عنق زجاجة من الجمود والأنغلاق الفقهى والعقلى. وما لم يخرج علماء وفقهاء المسلمين من هذا التحنط والجمود والحفظ والنقل من علماء السلف الصالح وفتحوا أبواب الأجتهاد على مصراعيها واستعملوا العقل والفكر فى كل الأمور الأجتهادية غير العقائدية والتى تهم المسلمين والبشرية عامة فى اعمارهم للأرض التى استخلفوا فيها، فاننا لن نتحرك قيد أنملة فى سبيل بناء أمتنا ونهضتها وحضارتها التى أندثرت بفعلنا وليس بفعل أحد ولا بفعل شماعة اليهود والنصارى. ولو تدبرنا القرآن نجد أن كثير من الآيات تختم بلو كنتم تعلمون وتتفكرون وتنظرون وتبصرون وكل هذا يتطلب استعمال العقل والأسلام هو دين العقل والذى يخاطب العقول. وأمتنا محتاجة لرجل كالشيخ حسن الترابى بشجاعته ليطرق باب المسكوت عنه والمغلق بغلاف الجمود والتنطع والحفظ والنقل. أن العقل الجمعى للأمة الأسلامية يحتاج لهذة الهزة التى أحدثها شيخ الترابى وليس هنالك من هو أجدر باحداث هذه الهزة من الشيخ حسن الترابى. ولنا نحن أهل السودان مثال فى الأمام محمد أحمد المهدى قائد اعظم ثورة اسلامية فى القرن التاسع عشر والتى دكت جحافل الأستعمار الأنجليزى التركى والذى رفض أن يعمل بما أجتهد فيه أهل المذاهب الأربعة وقال كلمته " لكل مقام مقال ولكل زمان رجال " وأن السلف رجال كما نحن رجال ولهم عقل كما لنا عقول وكان لهم وبينهم كتاب الله وسنة رسوله وهما ايضاً معنا فنعمل رأينا ونجتهد ولا نألوا.
لا أريد أن أتطرق لآراء وأجتهادات الشيخ حسن الترابى تفصيلاً ولكن من أجل الأسلام يجب ألا نتهم كل من يجتهد بما لا يتوافق وفهمنا ورأينا أو رأى أى مجموعة بالكفر والأرتداد والزندقة ، لأن هذا ضار بالأسلام وببعث حضارته وحتى الأئمة الأربعة اختلفوا اجتهاداً فى قضايا فقهية ولم يكفر بعضهم بعضاً. ولنا تجارب وأراء أثبت الزمن فشلها فى التسرع بالحكم على أى اجتهاد جديد أنه خروج عن الأسلام. فقد حدث هذا عندما أخرج الشهيد سيد قطب تفسيره للقرآن " فى ظلال القرآن " ورفض فقهاء النقل والحفظ هذا التفسير وكادوا يتهمونه بالزندقة والآن" فى ظلال القرآن" يعتبر مرجع أساسى من مراجع التفسير ويعمل به أهل هذا الزمان أكثر من تفسير أبن كثير والطبرى. وكذلك عندما بدأ الشيخ الدكتور يوسف القرضاوى يفتى ميسراً ومعالجاً لمشاكل عصرية لم تكن موجودة فى عهد الأئمة الأربعة أيضاً اتهموه بالتساهل وأنه يريد أن يضيع الأسلام. وكذلك فعلوا نفس الشئ مع الداعية عمرو خالد واتهموه بموالاة الغرب والكفار والمشركين. والآن الدور مع الشيخ حسن الترابى.
ولقد كان أكبر تناول لما طرحه شيخ الترابى من آراء فقهية هو زواج المسلمة من الكتابى وأنه حرام ومن جوزه يجب أن يستتاب وهو مرتد، برغم أن حروب الردة فى الأصل كانت لها ظروفها وذلك لتدعيم دولة الأسلام وهى فى بداياتها وقد كان هذا اجتهاد سيدنا أبو بكر الصديقرضى الله عنه دون الأستناد على آية أو حديث ولكن قال والله لو منعونى عقال بعير كانوا يؤدونه الى رسول الله لقاتلتهم عليه. الأصل فى الأسلام الحرية وهى حرية الرأى والمعتقد " من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر " والمساءلة عند الله سبحانه وتعالى فردية " وكل آتيه يوم القيامة فرداً " وفى ذلك اليوم يفر المرء من أمه وأبيه وصاحبتهوبنه وفصيلته التى تؤيه لكل أمرئ يومئذ شأن يغنيه.. ربنا سبحانه وتعالى لم يساوى بين الكفار وأهل الكتاب ولذلك لم يأمر رسوله صلى الله عليه وسلم أن يقاتلهم حتى يشهدوا الا اله الا الله وأنه رسول الله، بل أحتواهم فى دولة الأسلام وفرض عليهم الجزية لحمايتهم ولا يقاتلون الا اذا اعتدوا على المسلمين. ولو كان الكفار وأهل الكتاب فى نفس المرتبة عند الله لفرض على الكفار الجزية ولكان استمر أبوسفيان وأهل مكة فى كفرهم وأعطوا الجزية حتى يستمروا فى عبادة أوثانهم فى الكعبة. ولقد تطرق الشيخ عبد الكريم مطيع الحمداوى المرشد العام للحركة الأسلامية المغربية فى تكفيره للشيخ حسن الترابى وساوى بين الكفار والمشركين وأهل الكتاب من اليهود والنصارى وأعتمد على الآيات " ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم أؤلئك يدعون الى النار والله يدعو الى الجنة والمغفرة ويبين آياته للناس لعلهم يتذكرون " ونسى أن يتطرق للآية " ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم ... " واذا كان المرأة المشركة والرجل المشرك قد منعك الله الزواج منهم ، فكيف جوز علماء المسلمين زواج المسلم من المرأة الكتابية وهى بفهم شيخ عبد الكريم ومن يقول بفتواه أنها كافرة ومشركة بحكم منطق المساواة بين الكفار وأهل الكتاب حسب ما ذهب اليه شيخ عبد الكريم وبعض العلماء والفقهاء؟ وأيضاً استدل الشيخ عبد الكريم على كفر أهل الكتاب بالآيات " لقد كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة وما من اله الا اله واحد وان لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم " " لقد كفر الذين قالوا ان الله هو المسيح أبن مريم وقال المسيح يا بنى أسرائيل اعبدوا الله ربى وربكم انه من يشرك بالله فقد حرم عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار "
ولقد نسى الشيخ عبد الكريم أن هنالك ايضاً آيات تقول أن أهل الكتاب غير كفار وغير مشركين " وان من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله وما أنزل اليكم وما أنزل اليهم خاشعين لله لا يشترون بآيات الله ثمناً قليلاً أؤلئك أجرهم عند ربهم ان الله سريع الحساب " وهؤلاء أهل الكتاب من اليهود والنصارى لم يتركوا دينهم وأعتنقوا الأسلام بل ظلوا على يهوديتهم ومسيحيتهم. وأيضاً قال تعالى " كنتم خير أمة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل الكتاب لكان خيراً لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون " وايضاً لم يقل كفار أو مشركين بل قال انهم مؤمنين. وأيضاً الآية " ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم ساجدون * يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون فى الخيرات وأؤلئك من الصالحين* وما يفعلوه من خير فلن يكفروه والله عليم بالمتقين " هذه كلها آيات توضح أن أهل الكتاب ليسوا فى مرتبة واحدة مع الكفار والمشركين ولذلك خصص الله مناداتهم بأهل الكتاب تفريقاً لهم عن الكفار والمشركين ولكن أبى بعض العلماء الا أن يقولوا برأيهم عكس ما قال الله سبحانه وتعالى.
وأختم هذا المقال وأقول أن كاتب هذه السطور لا تجمعه أى علاقة سواءاً كانت تنظيمية أو سياسية بالشيخ حسن الترابى، بل أختلف معه ومعارضاً لمجمل أطروحاتها لسياسية التى أودت بالسودان على ما هو عليه الآن والحمد لله أنه كان من الشجاعة بمكان وأعترف بذنبه وسأل الله المغفرة وتمنى أن يكون سجنه الذى ذاقه من تلامذته كفارة لذنوبه هذه. وكذلك أختلف معه فى بعض اجتهاداته الفقهية ولكنى أعتقد أن من حقه الأجتهاد ولا يجب تكفيره. ومن رأى فى اجتهاده ما يتوافق مع قناعاته فليعمل به ومن رأى عكس ذلك فليتركه ويعمل بما هو مقتنع به، فالشيخ الترابى لم يجبر أحداً ليأخذ بها قسراً كما فعل فى بدايات حكم الأنقاذ التى كان فيها هو الكل فى الكل يفتئ ويجبر الناس بقوة السلطان للعمل بفتواه. وأعتقد أن اسلم ما يكون لحسم هذه الفكرة وفتح باب الأجتهاد على مصراعيه أن تتم مناظرة مسموعة ومرئية بين الشيخ الدكتور حسن الترابى وكل العلماء الذين لا يؤمنون بآرائه ليناقشوه فى آرائه الفقهية ، فاما اقتنعوا بمنطقه واما فندوا كل حججه وبذلك يكون جمهور المسلمين على بصيرة بدلاً من المهاترات والقاء فتاوى التكفير والردة والزندقة على عواهنها.
د. محمد زين العابدين عثمان
أستاذ أكاديمى بجامعة الزعيم الأزهرى – السودان
www.sudaneseonline.com
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: د.محمد زين العابدين : علماء المسلمين والأنغلاق الفقهى والفكرى والعقلى (Re: مكي النور)
|
مضمون فتاوى الترابي الأخيرة المثيرة للجدل يصب في المحصلة النهائية في مصلحة المراة و بالتالي في مصلحة قوى التقدم و التحرر. و لا أدرى اى سبب لمعارضة هذه القوى الخيرة للفتاوى أو لمحاولتها الشماتة بالترابي جراء حملات قوى الظلام عليه، لان هذه القوى مواقفها في غاية العداء لقوى التقدم و إذا كانت تكتفي بشتم الترابي من على المنابر فإنها لا ترضى بأقل من التخلص النهائي من أصوات التحرر. بل و أكاد ادعوا من قلب مربع قوى التقدم للتضامن و الدفاع عن حق الترابي في التمسك بفتاويه.
الترابي مستشار السفاح.......نعم.
الترابي مدبر الانقلاب.......نعم.
الترابي المسئول عن كثير من تجاوزات مرحلة التمكين.....نعم.
لكن هل الانجرار وراء طيور الظلام ضد الفتاوى يرد اى من تلك المظالم.
الترابي السياسي في منتهى السوء و لا شك عتدى انه هو من أدخلنا عنق الزجاجة الذي نحن فيه الآن.
لكن الترابي الفقيه درج منذ السبعينات على إصدار فتاوى جرئية و متحررة مما كان و لا يزال يؤلب ضده السلفيين و المتحجرين.
لا أرى سببا واحدا يجعلني أقف في خندق واحد مع الظلاميين ضد الفتاوى المستنيرة.
| |
|
|
|
|
|
|
| |
doma
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست