|
|
 الوليد مصطفى.. وخفايا واسرار( الازمة المكتومة) بين يوغندا وحكومة الجنوب .. !!
|
موسفيني يطلب ايضاحات من سلفاكير حول (20 ألف دولار) سلمها مشار لجوزيف كوني
تقرير : الوليد مصطفى
--------------------------------------------------------------------------------
غضب في الصحافة والشارع اليوغندي بل في الاوساط الحكومية فجره التسجيل المرئي الذي يظهر نائب رئيس حكومة الجنوب نائب رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان الدكتور رياك مشار وهو يسلم (جوزيف كوني) احد اخطر المطلوبين في العالم زعيم حركة جيش الرب اليوغندية المعارضة ظرفا يحوي مبلغ 20 ألف دولار امريكي نقدا اي ما يعادل 36 مليون شلن يوغندي ما دفع رئيس الحركة سلفاكير ميارديت الدفاع عن تقديم هذا المبلغ في مؤتمره الصحفي الاخير بالخرطوم بقوله انه سيساعد بالاسراع بخطي مفاوضات السلام معه ويوقف اعمال القتل والسلب والتهب التي يمارسها.
--------------------------------------------------------------------------------
صحيفة ديلي مونيتور شبه الحكومية نشرت صورة مشار وهو يسلم كوني المبلغ المشار اليه في صفحتها الاولى الاسبوع الماضي وكشفت لاول مرة النقاب عن (ازمة مكتومة) بسبب هذا المبلغ المالي الضخم (بالمعايير اليوغندية) بين كمبالا والحركة الشعبية مما دفع الرئيس يوري موسفيني الى الاحتجاج لدى سلفاكير خلال زيارة الاخير لكمبالا للمشاركة في حفل اعادة تنصيب موسفيني رئيسا ليوغندا.
الصحيفة اليوغندية قالت ان الحكومة اليوغندية تخشي ان يستغل جوزيف كوني المبلغ في اعادة تسليح قواته ووضع خطط لارتكاب مزيد من الفظائع ضد اليوغنديين وهو امر دأب عليه خلال عشرين عاما ما تسبب في مقتل المئات ونزوح نحو مليون ونصف المليون مواطن.
لكن هنري اوكيلو الوزير في الحكومة اليوغندية الجديدة ووزير الدولة السابق بوزارة العلاقات الدولية قلل من اهمية الاحتجاج اليوغندي وقال اننا نعتبر هؤلاء (حركة جيش الرب) في اجازة قبل ان يتسلموا المبلغ النقدي من الحركة الشعبية، واضاف وجهة نظرنا كان هناك حوار عميق حول مدى التزام جيش الرب بالحوار والحل السلمي .
ردت الحركة الشعبية على تساؤلاتنا وبنفس توقعاتنا ان جنوب السودان يريد السلام لذلك فإنه اعطى كوني هذا المبلغ المالي (بنية حسنة) او (بحسن نية) لجذبه هو ايضا للسلام.
وقال مشار في التسجيل المرئي ان هذا المبلغ هدية من سلفاكير حتى يتمكن كوني من شراء احتياجاته من الطعام وليس الاسلحة.. واضافت الصحيفة اذا لم يوف كوني بوعده لدى مشار خلال اللقاء فإنه يمكن ان يشتري بالمبلغ الذي اصبح في جيبه اسلحة متنوعة من سوق الاسلحة السوداء بجنوب السودان.
هناك من يرى ان موسفني غاضب ليس من تسليم المبلغ من اعز اصدقائه لاخطر اعدائه بل لأن مشار فوت (فرصة تاريخية) فقد كان بإمكانه اصدار توجيهات الى حراسه بإعتقال كوني وتسليمه للحكومة اليوغندية على (طبق من ذهب) لكن الحركة الشعبية في رأي آخرين تدرك ان مثل هذه الخطوة كانت ستجر عليها (مصائب كبيرة) فقد تدفع قوات جيش الرب التي ألفت المنطقة جيدا قد تعمد لزيادة هجماتها في جنوب السودان الذي بات ينشد الامن والاستقرار بعد توقيع اتفاق السلام الشامل، لذلك آثرت مهادنته بدلا عن التصعيد والمجابهة معه فقررت ان تقدم له عربون صداقة وخطب وده واقناعه بالدخول في محادثات سلام مع الحكومة اليوغندية.
على الرغم من ان مبلغ الـ(20) ألف دولار الذي سلمه مشار لكوني لا يعينه حتى لشراء سيارة رباعية الدفع تمكنه من التنقل في احراش وغابات الجنوب إلا ان صحيف ديلي مونيتور اوردت قائمة بالاسلحة المستعملة المتوافرة في جنوب السودان والتي يمكن ان يشتريها زعيم حركة جيش الرب «200» قطعة من البنادق الرشاشة المستعملة حيث لا يتجاوز سعر البندقية الواحدة من هذا النوع في السوق السوداء مبلغ الـ «مائه» دولار، واضافت ان شراء 40 بندقية فقط من هذا النوع من شأنها بث مزيد من الطاقة وسط جنود.
نشر الصورة وفقا لصحيفة ديلي مونيتور اثار ايضا موجة غضب وسط مفاوضين دوليين في جنيف بسبب نقص المعلومات حول تفاصيل لقاء مشار بكوني الذي جرى في منطقة ما بجنوب السودان بتاريخ 11 ابريل الماضي واشاروا الى اثارة الموضوع ونشر الصور التي التقطت سرا في وسائل الاعلام قد يقلل من عنصر الثقة لدى جوزيف كوني في السلام.
وثمة معضلة أخرى تتمثل في قرار محكمة الجنايات الدولية في لاهاي في سبتمبر العام الماضي الذي اعتبرت فيه جوزيف كوني واربعة من كبار قادة الحركة مطلوبين لدى العدالة الدولية بسبب جرائم ارتكبوها ضد الانسانية في الوقت الذي تتجه فيه الحكومة اليوغندية الى اعلان العفو عن قادة جيش الرب مع تقدم محادثات السلام التي ستجريها معهم.
ومنح الرئيس اليوغندي جوزيف كوني مهلة حتى نهاية هذا الشهر للدخول في محادثات سلام واعلان العفو عنه مقابل ذلك.
ولكن مهما يكن فإن الازمة الحالية بين يوغندا والحركة الشعبية دفعت الاخيرة لتعجيل محادثات السلام التي ستجريها حكومة موسفيني مع كوني والتي تقرر ان تجرى الاسبوع المقبل في مدينة جوبا.
موسفيني يطلب ايضاحات من سلفاكير حول (20 ألف دولار) سلمها مشار لجوزيف كوني
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
A.Razek Althalib
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست