|
|
 مقال للحاج وراق عن ممارسات للفساد من بعض قيادات الحركة الشعبية
|
السودان (الجديد!):
من دولة الحزب الى دولة العائلة!
الحاج وراق
* ظل تحدينا الأساسي، منذ الاستقلال وحتى الآن، تجاوز الولاءات التقليدية القديمة وبناء دولة حديثة، ذات مجتمع ونظام مفتوحين، تتحدد فيها مكانة كل انسان بجدارته الشخصية، أي بمؤهلاته وقدراته، وليس بدينه او عرقه او نسبه او اصله القبلي أو العائلي!
وقد افلست الدولة السودانية القديمة، منذ زمن، وقادتنا الى مخاضات الحروب والدم، ولكن، ولان المستفيدين منها والقائمين عليها، اعتقدوا بأنها قابلة للحياة اذا رفدت بمزيد من (الحماسة) ومن (الضبط والربط)، فقد فتحوا الطريق مرات ومرات للانقلابات العسكرية، بل وللفاشية في 30 يونيو 89! ولكن ومع كل الاوهام الايديولوجية، ومع كل تصميم الحزب العقائدي الذي جسدته الانقاذ، فقد اتضح بعد خمسة عشر عاما من حملات التجييش والتعبئة، وحملات صيف العبور، بأن الدولة القديمة غير قابلة للحياة، فإما تخطيها الى الامام، الى دولة حديثة، وإما تقطيع اوصالها لتتطابق ومثلث عبد الرحيم حمدي او مع مقاييس الطيب مصطفى للنقاء الديني والعرقي التي لا تتجاوز حدودها دولة حوش بانقا!!
* وعلى أساس هذا الفشل في الابقاء على الدولة القديمة، جاءت اتفاقية السلام، وحدث الانعطاف الواسع نحو الحركة الشعبية لتحرير السودان، باعتبارها قوة للتغيير، وحاملاً لمشروع السودان الجديد، السودان الذي يسع الجميع، والذي تتوفر فيه الحقوق والحريات لكل انسان بحكم انسانيته، وليس بسبب دينه او اصله او نسبه او عائلته.
* ولكن، وبطبيعة (الويكة) السودانية، فإن التحولات الاجتماعية في السودان لا تتخذ طابعا فاصلا، وانما طابع (المساومة) و(التعايش)، بل و(اللغوسة) بين القديم والجديد، خصوصا وان القديم كثيرا ما يتخفى في إهاب الجديد!!
* واذا كانت الانقاذ، بسمتها الحزبية العقائدية، تشكل اخر تمظهرات الدولة السودانية القديمة، فبعدها إما يتم التقدم الى الامام الى الدولة الحديثة، او التشظي الى الولاءات القديمة الاولية ـ ولاءات الجهة والعرق والقبيلة، ولهذا فقد صاغت القوى الديمقراطية، منذ زمن، شعار تحويل دولة الحزب الى دولة الوطن، أي تخطي دولة الانقاذ القائمة على المحسوبية الحزبية الى دولة الوطن التي تسع الجميع.
ولكن، وللمفارقة، فإن ممارسات بعض قيادات الحركة الشعبية، وبدلا من تنفيذ شعارها وشعار القوى الديمقراطية بتجاوز الانغلاق العقائدي الى رحاب السودان الواسع الحديث، فإنها على العكس، تدفع نحو الارتكاس بالبلاد الى دولة العائلة، أي الى أدنى درجات الولاءات، القديمة!!
* في يوم الاربعاء 24 مايو، أصدر رئيس الجمهورية، بناءً على توصية من وزير الخارجية، قرارا بتعيين (21) سفيرا في مختلف الدرجات، وقد نشرت نص القرار صحف السبت 27/5.
والجدير بالانتباه في هذه التعيينات، تعيين موسيس موجوك اكول كسفير في الدرجة الثانية، وهو أخ وزير الخارجية د.لام اكول!! وكذلك تعيين اكوي بونا ملوال كسفير في الدرجة الثالثة، وهو ابن مستشار رئيس الجمهورية بونا ملوال!!
وبعيداً عن أي تزويق للالفاظ فهذا فساد سياسي واضح، ولا شك فيه! ولا يمكن تبريره بمؤهلات الاخ والابن، فالعشرات غيرهما، من الجنوبيين ومن اعضاء الحركة الشعبية، اما يساوونهما، في المؤهلات، أو يفوقونهما، وأدنى درجات الحس بالعدالة والنزاهة، كانت ستدفع وزير الخارجية الى تفادي تعيين هذين، حتى ولو تساوا مع غيرهما في المؤهلات!!
وكأنموذج واحد لفساد هذه التعيينات، اورد اسم ياي جوزيف، وهو من كوادر الحركة الشعبية، من نشطاء مكتبها في لندن لسنوات، وحائز على ماجستير في العلاقات الدولية من جامعة لندن، ومع ذلك لم يتم تعيينه، لسبب واضح، وهو انه ليس من العائلة!!
وهناك العشرات والعشرات من امثاله!
بل وانصع دليل على فساد هذه التعيينات، انها لم تعتمد معايير العدالة حتى في حدودها نفسها، فدكتور الواثق كمير، الحائز على دكتوراة في علم الاجتماع، والمؤيد للحركة الشعبية لتحرير السودان منذ تأسيسها، تم تعيينه كسفير في الدرجة الثالثة، بينما اخ لام كول قد تم تعيينه كسفير في الدرجة الثانية، أي أعلى درجة ممن هو أعلى تأهيلاً علميا، وسنوات تأييده للحركة تقارب عمر الاخ!! فأي معايير هذه، سوى معايير الانحياز العائلي؟!!
* والأنكى ان مثل هذه التعيينات لم تعد أمراً استثنائياً، وانما ممارسة راتبة لبعض قيادات الحركة الشعبية، فهناك الكثير من مثل التعيينات العائلية، وأبرزها تعيين زوجة د. رياك مشار، نائب رئيس حكومة الجنوب كوزيرة دولة في وزارة الطاقة، كأنما عدمت البلاد، وعدم الجنوب، وعدمت الحركة الشعبية الكفاءات بحيث يتم تعيين الزوج وزوجته!!
* ولا تستطيع الحركة الشعبية الاكتفاء بالتبشير اللفظي بأطروحة السودان الجديد، انها إما دعوة تتحول إلى سياسات وبرامج وممارسة يومية، أو تتحول الى مهزلة! ثم انها لا تستطيع الزعم بإخلاصها للسودان الجديد وهي تنحط إلى الولاءات الضيقة المحدودة مثل العائلة.
وكذلك فإن قادتها الوالغين في ممارسات الفساد السياسي لا يستطيعون تحصين ممارساتهم هذه بالركون إلى اسلحتهم الصدئة المعهودة، كاتهام النقد بالعنصرية أو القبلية، مثل هذه الوصفات الجاهزة لن تغنى عن ضرورة الرد على الانتقادات المحددة والملموسة.
* واننا، على عكس ما تدعي الوصفات الجاهزة، ننطلق من الحرص على الحركة الشعبية، فمهما كان انجازها في السابق لأهل الجنوب، فإن مثل هذه الممارسات ستنتهي بها إلى ذات مصير حركة فتح الفلسطينية! وننطلق كذلك من الحرص على مصالح أهل الجنوب، فالسلطات التي تفتتح عهدها بتعيين الاقارب والمحاسيب ستنتهي حتماً إلى مستويات مقززة من الفساد!! وكذلك ننطلق من الحرص على مصالح أهل السودان عموماً، فالسلطات التي تقرب الاقرباء والمحاسيب، ومن ثم تنحدر الى الفساد، وإلى تبديد موارد الاعمار والتنمية والصحة والتعليم، مثل هذه السلطات، ليست لها النزاهة أو الاستقامة التي تجعلها تتحمل مسؤولية الفشل في نهاية الفترة الانتقالية، وبالتالي، فإنها على الارجح ستنخرط في طقوس المزايدة والتهريج، وستدفع حتماً إلى تمزيق البلاد!!
* والآن، فإن الحركة الشعبية، تواجه لحظة اختبار حقيقية، إما ان لها مؤسسات تنظيمية، تستطيع ان تحاسب قياداتها وتوقف زلزال الانحدار، وإما انها بلا مؤسسات حقيقية، فتصير (ملحقة) من ملحقات جهاز الدولة، تصمت عن تجاوزاته، وتبرر فساده، وحينها، فقل على آمال الجنوبيين التي علقوها عليها السلام، وقل على اطروحة السودان الجديد ألف ألف وداع!!
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مقال للحاج وراق عن ممارسات للفساد من بعض قيادات الحركة الشعبية (Re: mohmmed said ahmed)
|
| Quote: والجدير بالانتباه في هذه التعيينات، تعيين موسيس موجوك اكول كسفير في الدرجة الثانية، وهو أخ وزير الخارجية د.لام اكول!! وكذلك تعيين اكوي بونا ملوال كسفير في الدرجة الثالثة، وهو ابن مستشار رئيس الجمهورية بونا ملوال!! |
جميل وجدير بالإعجاب أن تكشف صحافتنا الفساد وتزيح الغطاء عن قبحه ممن كان قد صدر.
وجميل أن بيقى كتابنا بالمرصاد لهذه الممارسات.
لكن لي رأي أصر عليه حتى يتبين لي خطله، وهو أن كلا من لام أكول وبونا ملوال ليسا من لحم الحركة الحي. فالأول مؤتمر وطني وإن أقسم على الحربة. والثاني ظل يشتم المناضل العظيم قرنق حتى تم تعيينه في المنصب الدستوري فسكت عن الكلام الباح وعن النباح. والرجلين ضمن الحركة الشعبية لموازنات لا نعرفها.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: مقال للحاج وراق عن ممارسات للفساد من بعض قيادات الحركة الشعبية (Re: mohmmed said ahmed)
|
| Quote: * والآن، فإن الحركة الشعبية، تواجه لحظة اختبار حقيقية، إما ان لها مؤسسات تنظيمية، تستطيع ان تحاسب قياداتها وتوقف زلزال الانحدار، وإما انها بلا مؤسسات حقيقية، فتصير (ملحقة) من ملحقات جهاز الدولة، تصمت عن تجاوزاته، وتبرر فساده، وحينها، فقل على آمال الجنوبيين التي علقوها عليها السلام، وقل على اطروحة السودان الجديد ألف ألف وداع!! |
مقال الحاج وراق صحيح مية المية.
لقد كان من الافضل للحركة الشعبية أن تقوم بتعين معظم تعيناتها للمناصب التنفيذية المختلفة لأعضائها من داخل السودان وليس من خارجه.
فأذا كانت الحركة تريد أن تساعد وترفع المستوى المعيشي لأعضائها لفعلت ذلك عن طريق تعينات داخلية. أنا لا أتحدث عن تعين كل من هب ودب بل أتحدث عن شخصيات وطنية مؤهلة لديها ولاء للحركة الشعبية ولمشروع السودان الجديد.
لقد كتبت أكثر من مقال من قبل تحدثت فيهم عن الدكاترة لام أكول ورياك مشار وعن سلوكهم الشاذ داخل الحركة الشعبية لتحرير السودان, كل المؤشرات تدل على أنهم يعملون بكل تنسيق مع المؤتمر الوطني. ويقومون بزرع المشاكل مع القادة الشباب الذين كانوا مقربين من الدكتور جون قرنق, وأستفالة القائد نيال دينق نيال ليس ببعيدة عن ما يحدث من هذا. فنيال دينق عبر عن أستياء شديد قبل أن يستقيل ولكن القائد سلفا كير لم يعطي هذا الامر حجمه الحقيقي بعد. يجب على الحركة الشعبية أن تتعامل مع الاحداث بحزر شديد فالانتهازين الذين رجعوا للحركة مؤخرا يريدون ممارست عادتهم القديمة.
دينق.
| |
|
|
|
|
|
|
| |
mohmmed said ahmed
حامد بدوي بشير
Deng
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست