كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: عرفنا الاساس الذي بنى عليه د. الترابي تجويز زواج المسلمة من الكتابي (Re: محمد عبدالقادر سبيل)
|
أخي محّمّد: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
أحمد الله كثيرا علي نعمة الاسلام.
أحسبني قرأت كلّ ما جاد به فكرك علي مسطّح sudaneseonline.com السايبيري. أجد متعة كبيرة في قراءة و تبصّر كل كا يقع عليه ناظريّ من حصاد فكرك.
أنا ، اخي الكريم: محمّد: أعيش في بلد يقع معطم فرادها، بحسب تصنيفك المتطرّف، في نطاق الكفر. و لعلّك تعلم، أخي الفاضل، انّ زماننا غير زمان حقبة الاسلام الذهبيّة، و مكاني غير مكانها. هنا في الولايات المتّحدة الأمريكيّة و معظم دول القارّة الأروبيّة، مثلا، لا يعرف الكثيرون عن الاسلام ما يحضّهم للاستزادة منه. هنالك عوائق عديدة تقف في سبيل المعرفة الحقّة للاسلام بأروبا و الأمريكتين، يحضرني منها الاّن ما يلي:
1- التربية التي جبل عليها غير المسلمين في أروبا و الأمريكتين: يقال أنّ من شبّ علي شيئ شاب عليه. و الخضوع لثقافة ما لفترة زمنية كبيرة يدفع الكثيرون من متلقيي ذلك النتشقّ غلسي مط الثقافي و العقدي للايمان الراسخ به. لا أنكر أنّ نسبة ما، ليست بذات شأن، من ألمنتسبين للثقافة الأروبيّة غير الاسلاميّة سيمرّون بتجربة البحث عن الذات و من ثمّ سيخضعون ما تلقّوه من معارف عقديّة وفلسفيّة سابقة قبل بلوغهم سنّ الرشد الي منظورهم الفكري و الروحي المستقل و الجديد. هذه التجربة الحياتيّة التي يمرّ بهابعض الناس تشقّ علي النفس و تترك أثرا بالغا في تأطير و تكوين شخصيات من تعرّض لها، سلبا و ايجابا، و بنسب متفاوتة و متعادلة طبقا لطبيعة و كثافة المؤثّر الفكري و الروحي. ليد انّ النسبة الغالبة من أفراد المجتمعات الأروبيّة و الأمريكيّة غير المسلمة تظلّ متشبّسة بما تلقّته من أفكار و معتقدات قبل بلوغها سنّي الرشد، بشكل متزمّت و قوي. مثل هؤلاء يستعسر اقناعهم بالاسلام، كيفما تكون درجة و مستوي التعرّض للجعوة الاسلاميّة. 2- تلعب وسائل الاعلام و دور العبادة،من كنائس و معابد في أروبا و الأمريكتين دورا كبيرا في ترسيخ صورة شائهة عن الاسلام لمن يتعرّض لها من منتسبيها منذ بلوغ الحلم و الي مرحلة الرشد القانوني " 18 عاما " و ما بعدها. و لا يمكنناأن تقلّل من شأو الأثر السلبي لأحداث 9/11 /2001م الارهابيّة، التي ارتبكها بعض من ينسبون أنفسهم الي الاسلام، في المخيلة و الوجدان الأمريكوأروبي عن الاسلام و المسلمين بشكل عام. تشكّل تلك التأثيرات السالبة مناعة حادّة و و قويّة يصعب التغلّب غليها بجرعات دعويّةاسلاميّة ليست في ذات الحدّة و المتانة. 3- و لعلّ العامل الاساسي في تجاهل الأروبيين و الأمريكيين غير المسلمين للدعوة الاسلاميّة هو الطبيعة الماديّة التي ينبني علي المجتمغ الأروبوأمريكي. فمن جانب فانّ الناس و الأسر: زوجا و زوجة، هنا يقضون معظم ساعات يومهم في تحصيل القوت. و لا يجدون فراغا أو فرصة مؤاتية في تثقيف نفسهم و تعريضها لمؤثرات خارجيّة أخري، كقراءة كتب عن الاسلام، و غيره من الديانات و الفلسفات الانسانيّة الأخري. و لا يجد أمثال أولئك الناس وقتا لسماع من يتعترضهم ممّن يعو برسالة الاسلام السمحاء. وفي الجانب الاّخر فانّ نسبة يعتدّ بها من أفراد المجتمعات الأروبوأمريكيّة قد أصبحوا عبيدا لشهواتهم الجسديّة و مدمنين لبعض العادات الرزيلة. و مثل هؤلاء لا ينشرح قلبهم بسهولة للدعوة الاسلاميّة و ما سواها من المعتقدات الروحيّة و الفلسفيّة الاخري.
خلاصة القول، أخي محمّد سبيل، أولئك الذين تطرّقت اليهم أعلاه، من تسنّي لك اطلاق تعبير المشركين. و يناءا علي اعتقادك الديني، و الكثيرين من اخواتي و اخوتي المسلمين، فمثل هؤلاؤ مصيرهم النار.
سؤالي المشروع الذي اوجّههت اليك، أخي محمّد: ألا تجد ثمة عذر للشرائح الاجتماعيّة و الانسانيّة التي تعرّضت اليها اّنفا، عذرا في تمنّعهم و تعصّيهم امام شلطان الدعوة الاسلامية في داخل بلادهم. و لا تنسي أ خي محمّد ـ أن الكثير من أفراد تلك الشرائح الانسانيّة قد لا يتعرّضون لمن يحدّقهم عن الاسلام لقصور المسلمين في توصيل رسالة الاسلام بشتّي السبل المشروعة من كتب وافية و ناجزة، و عنصر بشري دعوي مسلم مؤهّل، و وسائل توصيل اخري لرسالة الاسلام لقلوب أولئك الافراد من بني البشريّة.
طارق الفزاري
ود زينب
| |
|
|
|
|
|
|
|